الثلاثاء، 28 أبريل 2020

*سراج النعيم يكتب : مشاهدات مؤسفة من أزمة جائحة (كورونا)!!*


...........
إن جائحة (كورونا) افرزت الكثير من السلوكيات السالبة والمؤسفة جدا في المجتمع، وذلك من واقع أن البعض استغلها للبحث عن الشهرة بادعاء الإصابة بالوباء الفتاك، والذي ادعت في إطاره فتاة أنه يشتبه في أنها مصابة بجائحة (كورونا)، ويبدو أن المدعية دفعت بالخبر إلى صديقتها، والتي بدورها لم تتواني في أن تنشره عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، وطلبت من النشطاء ورواد الإعلام البديل أن يتضرعوا لها بالدعاء بأن يمن عليها الله سبحانه وتعالي بالشفاء العاجل، ومضي السيناريو وفق ما هو مخطط له، وبعد أيام من ذلك الإعلان نشرت ذات الشابة خبرا مفاده أن صديقتها جاءت نتيجتها خالية من الإصابة بالمرض القاتل، والذي أدخل الخوف والهلع في نفوس العالم، وبالإضافة إلى هذه الواقعة فإن الجائحة أعادت (خفافيش) الظلام إلى المشهد السياسي، وأمثال هؤلاء يستغلون الأزمة الإنسانية لصالح اجندات لا تصب في مصلحة المواطن، كما أطل في المشهد الاقتصادي من يستندون على نظرية (المؤامرة)، وكلاهما متلازمتان من حيث ظهورهما في الظلام، هكذا امتلأ المشهد بالأفعى التي تبث سمومها في الأجساد الصحيحة والمعافي، وذلك باستغلال جائحة (كورونا)، التي يجب أن نشكر في إطارها الدكتور أكرم التوم الذي يمثل خط الدفاع الأول للفيروس المستجد.
من المؤسف حقا أن البعض يبحث عن الشهرة بادعاء المرض، ناسيا أو متناسيا أن  من يتمارض سيمرض أن طال الزمن أو قصر، لذلك نصيحتي لمن يفعلون أن يتجاوزا الأفكار السالبة، وأن يركزوا على الأفكار الإيجابية، وذلك من خلال التدابير الاحترازية الوقائية المتخذة إلى أن يتم القضاء على (الوباء) نهائياً، والذي يتطلب في الإنسان أن يكون شفيفا مع ذاته قبل الآخرين حتي لا يقدم نفسه في أسوء صورة من الصور المرتبطة بالإنسانة، ومن ينتهج ذلك النهج قد يكون غير واعيا بخطورة ما يقدم عليه، وبالتالي أمثال هؤلاء لا يلتزمون بالإرشادات الصحية والتدابير الاحترازية الوقائية.
مما ذهبت إليه فإن هنالك الكثير من المواقف المتناقضة التي برزت على كافة الاصعدة والمستويات، وبدلا من الاتجاه على ذلك النحو كان في إمكانهم البحث عن الشهرة بالإرشادات، والتعريف بمخاطر فيروس (كورونا)، والذي يجب أن يتفاعلوا في ظله مع شرائح المجتمع المختلفة، وذلك من خلال تقديم المساعدات للأسر الفقيرة، والتي تعاني الأمرين من الحظر شبه الكامل، والذي يجب أن يتطوعوا في إطاره لمجابهة (الوباء)، والذي يجب أن يعمل كل إنسان في مجاله وتخصصه، وأن يطرح الأفكار النيرة، المبادرات المندرجة في هذا الإطار، وتحفيز من يمتلكون المنشآت والعقارات أن يضعوها تحت تصرف وزارة الصحة عند الحاجة لها، وأن تقدم الكمامات، الجونتيات والمعقمات، هكذا يجب أن يفعل من يبحثون عن الشهرة حتي لا تكون (منقوصة)، وعليه فقد ظهرت سلوكيات سالبة من خلال إستغلال  الأزمة الاقتصادية والإنسانية للترويج الشائعات، أو التباهي بأفعال صبيانية، أقل ما يمكن أن توصف به أنها غير مسؤولة!!
فيما نجد أن ظهور وانتشار فيروس (كورونا) افرز ظاهرة مؤسسات، شركات غذائية و(تجار) يمضون في هذا الاتجاه الذي يسوقون في ظله للكسب الرخيص،  هكذا يستغلون الظرون دون أن يعلموا أن أزمة فيروس (كورونا) ستنتهي أن طال زمنها أو قصر بإذن الله، وتبقى هذه الفترة مجرد ذكريات.

السبت، 25 أبريل 2020

جقارم أشهر معاق حركياً بالاسافير يكشف قصته المؤثرة مع الإحتيال
................................
التقاه : سراج النعيم
...............................
كشف الشاب المعاق حركياً محمد الأمين الشهير عبر الاسافير بـ(جقارم)، وأحد أشهر عشاق الفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز، تفاصيل مؤثرة حول تعرضه لمواقف مؤسفة أثناء تواصله مع شخوص بالإعلام الحديث الذي حقق فيه شهرة علي نطاق واسع، وذلك لإستمراريته مع من تعرف عليهم في العالم الإفتراضي.
وقال : بدأت علاقتي مع الإعاقة منذ نعومة أظافري، أي قبل (33) عاماً، إلا إنني لم استسلم لذلك الواقع، بل أصررت إصراراً كبيراً علي التمسك بالحياة وبما قسمه لي الله سبحانه وتعالي، وعلي ذلك النحو أصبحت لدي شعبية عبر (السوشال) ميديا.
بماذا شخص الأطباء حالتك الراهنة؟
قال : عندما عرضت حالتي علي الأطباء المختصين أكدوا لي أن أسباب الإعاقة نقص في (الكالسيوم)، وأشاروا إلي أنه في الإمكان علاجي، ولكن خارج البلاد، وبالتالي هو مكلف جداً.
وماذا بعد ذلك؟
قال : طالبني عدد من الخيرين أن أفتح حساباً في أي بنك من البنوك لكي يستطيعوا مساعدتي في تلقي العلاج.
ما الموقف الذي مر عليك في سياق طلبك للمساعدة؟
قال : جاء لي في منزلنا بمدينة امدرمان (ودالبخيت) شابين وقاما بتصوري، وثم أكدا أنهما سيساعداني علي تلقي العلاج الذي أخذا في ظله أرقام هواتفي، ومنذ تلك اللحظة لم أسمع عنهما شيئاً، أو أن يتصالا بي، وبما أنهما لم يوفيا بوعدهما أرجو من الجميع عدم التعامل معهما، خاصة وأن هنالك شخصيات أكدت أنها سوف تساهم في سفري إلي دولة أوروبية.
هل تم إنجابك معاقاً حركياً؟
قال : لم أكن علي هذه الهيئة التي تشاهدني عليها آنياً، إلا أنه كلما مرت بي الأيام والشهور والسنين تسوء حالتي الصحية إلي أن أصبحت مقعداً عن الحركة تماماً، وأيضاً لدي إشكالية في نطق الحروف والسمع.
هل وصلتك مساعدات في رقم هاتفك؟
قال : نعم وصلتني بعض المساعدات من أصدقاء لي عبر وسائط الإعلام الحديث.

الخميس، 23 أبريل 2020

أميرة من شهداء ثورة ديسمبر المظلومين إعلامياً

أميرة من الشهداء المظلومين إعلامية 💔
الإسم : أميرة حميدان محمد محمدين
الميلاد :1976
المراحل الدراسية :
الابتدائية بالشعبية
مدرسة شمبات الغربية المتوسطة
مدرسة محي الدين وهبي الثانوية
الجامعة : جامعة النيلين دبلوم علاقات دبلوماسية ولم تكملها لظروف خاصة.
الحالة الإجتماعية : آنسة
العمل : تنقلت بين المدارس ومكتبة لجارهم ومشتل ومستشفى صبار ومركز أعشاب وهو آخر مكان عملت به.
السكن: شمبات الجنوبية
أجمع الكل على حسن سيرتها وأخلاقها الطيبة وقول الحق، كان لطيفة المعشر بارة بأمها مواصلة لصديقاتها اللاتي فجعن لخبر موتها.
كانت تذهب للتهجد في المساجد وكما وصفها أهل بيتها ب(صلاية وقراية)
شاركت في كل مواكب شمبات وكانت تسقي المتظاهرين وتسأل الله السقيا من زمزم والكوثر. شاركت في موكب ٦ أبريل ووصلت مع الحشود إلى القيادة ومن ثم رجعت للمنزل، وكانت هذه حالتها كل يوم، تذهب إلى القيادة وتعود آخر اليوم حتى جاء اليوم المشؤوم الأربعاء ١٧ أبريل الذي خرجت فيه ولم تعد، وصفت جارتهم وجهها عند ملاقاتها وهي متجهة إلى القيادة بالمضيئ.
أخذت الأسرة بالبحث عنها في القيادة ومن ثم تم فتح بلاغ وعمل نشرة تم توزيعها في القيادة، أمضت الأسرة الأيام تبحث وتسأل وكانت تأتي الإجابات بأنها (كانت هنا منذ قليل).
بعد فض الإعتصام أخذ القلق بالأسرة مأخذه، كان بحثاً محموماً بعد أن شاهد العالم الوحشية التي تم بها فض الإعتصام وعدد القتلى والجرحى والمصابين، شحذت الأسرة عزمها في البحث بين المستشفيات والمشارح وكانت تأتيهم نفس الاجابة (ربنا يجمع).
ذهبت اختها في يوم ٧ يوليو إلى مشرحة الأكاديمي  ونصحوها بالرجوع  للأدلة الجنائية التي سبق لهم زيارتها، وعندها تم تسليمها ملف بصور المجهولين. صعقت الأخت بصورة الشهيدة وعادت إلى منزلهم لتخبرهم بشكها عسى ولعل حين يذهبوا يكذبون ما رأت، ولكن كانت إجابة الأم بتأكيد جثمان الشهيدة لينزف جرح قلبهم المكلوم والذي كان يكذب ما يقوله العقل.
ذهبت الأسرة وأبناء عمومتها للقسم لتأكيد انها تم التعرف عليها، جاءت الأقوال بأنها وجدت تطفو على النيل أمام جامعة الخرطوم وتم انتشال الجثة من قبل ضابط بالدفاع المدني وتم فتح بلاغ بتاريخ ١٩ أبريل، تم التشريح بين يومي ١٣_١٤ مايو وتم الدفن يوم ٢٣ مايو بمقابر الصحافة. أكدت الأسرة أن الجثمان يبدو سليماً إلا من أثر في منتصف الجبهة وأن نتيجة التشريح كانت الغرق رغماً عن أنه لا يبدو عليهاء

يومين هنزل صور الشهداء ونتكلم عن المفقودين سجل اعجابك بالصفحة ومتابعتها لدعم قضية  الشهداء والمفقودين  لن ننسي ولن نغفر 😢

حلفتك  اعمل مشاركة  اوساع نطاق  لانه في ناس كتيره مب تعرف كل  الشهداء

منقووووول😢

الأربعاء، 22 أبريل 2020

*سراج النعيم يكتب : هل قرار الحظر شبه الكامل سياسيا ام اقتصاديا ام انسانيا.. ولماذا ضللت وزارة الصحة الرأي العام في الحالة الأولي؟؟*


.......
على الدكتور أكرم التوم وزير الصحة تقديم استقالته فوراً، ومحاسبة كل من ضلل الرأي العام بالأخبار المغلوطة التي أدخلت في النفوس الهلع والخوف بصورة عامة وعلى وجه الخصوص في أول حالة وفاة بجائحة كورونا (فيصل الياس)، وذلك حفاظاً على ثقة منظمة الصحة العالمية في الحكومة السودانية، والتي أعترف وزيرها الدكتور أكرم التوم بارتكاب خطأ في تشخيص الحالة الأولي المتهمة زورا وبهتانا بالوفاة بالوباء، فهل هذه الكذبة بنيت عليها سياسات ورفعت في ظلها تقارير صحية، وطلب بموجبها الدعم من المنظمات الدولية الصحية، وهل في إمكان المواطن الملتزم منزله  أن يصدق وزارة الصحة في بقية الحالات المعلن عنها سابقاً، والتي سوف يعلن عنها لاحقاً، خاصة وأنها غير صادقة في أول حالة وفاة بفيروس (كورونا)، ولماذا تصر السلطات الصحية على عدم عرض نتائج فحص  الحالات البالغ عددها (١٤٠)؟؟؟.
ومما طرحته من أسئلة على الحكومة الانتقالية أن تعيد النظر في كل القرارات والتدابير الإحترازية الوقائية الصادرة بموجب تقارير وزارة الصحة حول ظهور وانتشار فيروس (كورونا)، وبالأخص قرار حظر التجوال شبه الكامل، وأن تعود لحظر التجوال من السادسة صباحاً إلى السادسة مساء إلى أن تثبت وزارة الصحة حقيقة الحالات المصابة بجائحة (كورونا)، والتي أكد في إطارها وزير الصحة الكذب في الحالة الأولي، كما أنه أقر بأخطأ لا تغتفر حدثت في هذا الإطار، لذلك من الذي يتحمل تلك الأخطاء المترتب عليها تدابير احترازية وقائية وقرارات تتعلق بحياة الإنسان، والذي أصبحت حركته محصورة في (7) ساعات، وهي الساعات المسموح بها للتسوق، وحتي هذه ربما تندرج في باب الأخطاء القائمة على عدم دراسة الأوضاع الاقتصادية، والتي لم تسأل في ظلها السلطات المختصة نفسها من أين للمواطن بالمال الذي يستجلب به مستلزماته طوال فترة الحظر شبه الكامل؟.
إن كذبة وزارة الصحة في الحالة الأولي (فيصل الياس) أفقدت السلطات الصحية مصداقيتها، فكيف سيصدق تصريحاتها الصادرة فيما بعد قرار حظر التجول شبه الكامل، والذي شكك البعض في النوايا حوله، فلماذا لا تكون الحكومة الانتقالية واضحة مع المواطن الذي قبل بها على مضص رغماً عن أنها ليست بطموحه، وصبر عليها وعلى اخطائها المتكررة في سياساتها الاقتصادية والإنسانية، نعم صبر عليها وصدقها والتزم بالارشادات، وظل باقيا في منزله، ولا يخرج منه إلا في الساعات المسموح بها لشراء إحتياجاته الضرورية رغماً عن أن ظروفه صعبة جدا، ويتزامن الحظر مع حلول شهر رمضان المعظم، والذي يضيف أعباء جديدة عليه، فهو لا يدري من أين يأتي بالمال الذي يدعه يوفر إحتياجاته ليوم واحد، ناهيك عن ثلاث أسابيع؟.
من الملاحظ أن قرار إغلاق الكباري لم يكن قرارا موفقا لأنه لا جدوي منه خاصة وأن محليات ولاية الخرطوم مرتبطة مع بعضها البعض في الحركة التجارية، وتبادل السلع الاستهلاكية الضرورية للحياة، بالإضافة إلى الدواء وغيره من المعينات التي توقفت بسببها حياة المواطن تماماً، وهذا يؤكد أن الحكومة الانتقالية لم تدرس تلك الجوانب الإنسانية قبل إصدار قرار الحظر شبه الكامل، فالمحلات التجارية في المدن والأحياء لا تلبي كل مستلزمات الأسر، فهل السلطات الانتقالية كانت مستعجلة لحبس المواطن في منزله لمدة (٢١) يوماً فقط يتحمل نتائجها السالبة لوحده، ومع هذا وذاك تخلت الحكومة الانتقالية عن مسؤليتها اتجاهه وجعلته إنسانا (عاطلا) عن العمل في ظل وضع اقتصادي مذري جدا، وهذا الوضع ينبئ بثورة الجياع، والتي لن توقفها قرارات أو تدابير احترازية وقائية خاصة وأن وزير الصحة اعترف بالكذب في أول حالة متوفاة بفيروس كورونا (فيصل الياس)، والذي أعاد للاذهان تساؤلات تجول في خاطر كل سوداني، هل قرار حظر التجوال شبه الكامل قرارا سياسياً أم اقتصاديا أم صحياً؟ وهل صفوف الطلمبات، المخابز وغاز الطهي لا تندرج في إطار المخالطة والتجمعات القائمة منذ إصدار قرار الحظر، لذلك قبل أن تتأزم الأوضاع أكثر في البلاد على الحكومة الانتقالية التراجع عن قرار الحظر شبه الكامل، والاهتمام بمعاش الناس، لأنه أن لم يموت بجائحة (كورونا)، فإنه سيموت (جوعا).


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/

🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.

عريس يكشف تفاصيل قبض السلطات الماليزية له ودور السفارة في إطلاق سراحه

**
.........
*كوالالمبور/الخرطوم/العريشة : سراج النعيم*
.......
كشف أحد العرسان الذين ألقت عليهم السلطات الماليزية القبض الأسباب التي جعلت شرطة كوالالمبور تلقي القبض عليه. وقال : كنت ذاهب برفقه زوجتي لشراء وجبة، وأثناء ذلك تم إيقافنا، وسألتنا عن سبب الخروج من مقر اقامتنا، وبعد تحري معنا تم اقتيادنا إلى قسم الشرطة، ودون في مواجهتنا بلاغ خرق حظر التجوال. وأضاف : للشهادة وكلمة حق  حضر إلينا القائم بالأعمال بالسفارة السودانيه بماليزيا الدكتور بخيت بنفسه، وبمعيته الأخ الخلوق سعادة القنصل ابوبكر ومكثا معنا في مركز الشرطة حتي الساعة الثالثة صباحاً، ومن ثم توجها إلى مكان إقامتهما ليحضرا إلينا في صبيحة اليوم التالي، وشرعا مباشرة في إجراءات إطلاق سراحنا، وذلك بالتواصل مع وزارة الخارجية الماليزية، وظلا على هذا النحو إلى أن تمكنا من إستكمال إجراءات إخلاء سبيلنا.
وأضاف : هنالك مئات الأشخاص من مختلف الجنسيات العربية والآسيوية في السجن، ولم تتمكن سفارتهم من إطلاق سراحهم إلا بعد أسبوعين من إلقاء القبض عليهم، وكانوا في تحدي معنا بأن نقتنع بفكرة قضاء الفترة المقررة من الحكومة الماليزية، ودفع الغرامة المالية، ولكن قلت لهم بثقة نحن السودانين لانكترث للمناصب والعمل في حدود الوظيفة، وبانفسكم رأيتم سفيرنا والقنصل بجانبنا، مما جعلنا نرفع رأسنا عاليا بين كل الجنسيات الموجودة داخل قسم الشرطة في تلك الأثناء، ولولا جهود السفارة السودانية لكنا الآن خلف قضبان السجن.
وأردف : أشكر كل القائمين على أمر السفارة السودانية بماليزيا، إذ أنهم لم يفارقونا حتي ايصالنا إلى مكان اقامتنا، وتحدث سعادة السفير أنه مستعد لخدمة اَي مواطن سوداني، وأنه يكن لنا جميعاً كل الحب والاحترام، اما سعادة القنصل ابوبكر لم اتصل به لاخباره عن القبض علينا، إنما وجد الخبر منشورا في القروب، وبالاتصال من الأخ عاصم له جزيل الشكر حضر السفارة إلينا، وهذا هو معدن وديدن السوداني الأصيل، الشكر أجزله لسعادة السفير والقنصل، وكل أعضاء السفارة والاخوة في القروب والعرسان على اتصالهم  ووقوفهم معنا، وأدعو الله أن يجعلها في موازين حسناتهم.
وتابع : أدعو أن نبتعد عن الإعلام السالب الذي يستقل المواقف لاحداث سبق صحفي ومادة دسمة لمواضيع لا تخدم ولا تسمن عن جوع، وسرد قصتنا حتي نعطي كل ذي حق حقه، ولا نقبل ان يشكك في مصداقية أحد فينا أو يوصف بالتقصير، وأنت لا تعلم عنه شي، ولَم يحدث لك موقف معه.

*السلطات الماليزية تلقي القبض على عرسان سودانيين بسبب جائحة (كورونا


......
*كوالالمبور/الخرطوم : سراج النعيم- صحيفة العريشة*
........
وقفت صحيفة (العريشة) الإلكترونية على معاناة عرسان سودانيين بالعاصمة الماليزية (كوالالمبور) بسبب حظر جائحة (كورونا).
فيما كشف الشاب السوداني محمد علاء الدين احد العالقين بماليزيا تفاصيل مثيرة حول معاناتهم في كوالالمبور، مؤكداً لصحيفة (العريشة) أنهم شدوا الرحال إلى ماليزيا بغرض قضاء شهر العسل، وما أن وصلوا إليها إلا وتم إصدار قرار الحظر، وإغلاق المطارات والمواني والمعابر، مما جعلهم يعيشون اوضاعا مالية سيئة جداً، فكل العالقين جاءوا إلى ماليزيا لقضاء أسبوع أو اسبوعين لا أكثر من ذلك، بينما هنالك عدد من السودانيين لديهم إشكاليات في السكن والاعاشة.
وقال : السفارة السودانية بماليزيا لم تقدم لنا شيئاً ملموسا، وكل نتلقاه منها وعودا لا أكثر من ذلك.
وأضاف : منذ أول يوم تم فيه إغلاق المطار، خرج معظمنا من الإقامة في الفنادق وانا مثلا وعريس آخر وفقنا اوضاعنا من خلال إيجار شقة حتي نخفف تكلفة الإنفاق الذي كنا ننفقه في الفندق، كما أن كل من لديه مبالغ ماليه في السودان تم إرسالها له، أي إننا كنا مدبرين أنفسنا حتي ٢٤ من الشهر الجاري، وهو التاريخ المحدد فيه فتح المطار، وإلى ذلك الوقت لن تكون لدينا إشكاليات، ولكن فيما بعد ستواجهنا إشكالية أكبر بكثير من إمكانياتنا، وتتمثل الإيجارات والاعاشة.
ومضي : كلما وجهنا سؤال لقنصل السودان حول إشكاليا؟ يرد علينا مؤكداً إنه رفعها باسمائنا إلى سفير السودان، ومر على ذلك شهر تقريباً، أي لا يوجد حل لاشكاليتنا، لذلك نحن نريد إيصال صوتنا إلى المسئولين في حكومة السودان من أجل السماح لنا بدخول بلادنا، وفي حال تعثر عليها ذلك، نرجو منها حل مشكلة السكن والاعاشة في ماليزيا، فالايجارات فيها غالية جدا. وأردف : هنالك عريسين برفقة زوجاتهما ألقي القبص عليهما من قبل السلطات الماليزية قبل ساعات الحظر، وذلك بسبب ان كل واحد منهما كان يمسك بيد  زوجته في الشارع العام، وعندما تم سؤال الشرطة الماليزية عن السبب؟ ردت السلطات الماليزية قائلة : (ممنوع المشي في الشارع العام لأكثر من شخص، وإلى هذه اللحظة التي اتحدث فيها معك فيها العرسان داخل قسم الشرطة الماليزية.
وأضاف العالقين السودانيين بماليزيا : شددنا الرحال إلى ماليزيا لفترة محدودة، ومن ثم نعود بعدها إلى أرض الوطن، إلا اننا تفاجأنا بأن مطار الخرطوم أغلق بقرار من لجنة الطواري الصحية، ولكن ما لا تعلمه السلطات السودانية هو أن الوضع المادي للسودانيين بكوالالمبور صعب جداً، ولا ندري كيف نتصرف في الإقامة والاعاشة، ومع هذا وذاك نعلم أن الاوضاع الاقتصادية قاهرة جدا، وأن المجتمع قد لا يرحب بعودتنا، وذلك تخوفا من انتشار فيروس (كورونا) الذي دخل السودان عبر مطار الخرطوم، ولكن لا نعتقد أن هذا سبباً، بل السبب الحقيقي هو عدم اتباع الاجراءات الصحية الصحيحة لحجر كل القادمين عبر المطار.
وناشدوا الحكومة الانتقالية أن تكون أكثر مرونة في قراراتها تجاه موطنيها مع الأخذ في الاعتبار التدابير الصحية اللازمة، لذا نرجو منها مشاركتنا في اتخاذ القرارات، فنحن في امكاننا مساعدتها في طريقة اجلائنا من ماليزيا إلى السودان، وذلك بتحمل تكاليف السفر والحجر الصحي أسوة بالبلدان الأخرى.
*فيما تحصلت صحيفة (العريشة) الإلكترونية على قائمة بأسماء السودانيون العالقون بماليزيا* :-
١-وقيع الله عبد الرحمن (الإتحاد)
٢-زوجتي
٣-سامر محمد مبارك (الإثيوبية)
٤-محمد ابن عمر علي (الإتحاد)
٥- زوجتي.   فندق مترو
٦-محمد عبدالرحمن ابراهيم (الاثيوبية)
٧- احمد الصادق الفاضل ( الاثيوبية)
٨ - جهاد محمد عثمان ( الاماراتية _swiss Garden)
٩ - زوجتي
١٠ - مهند محمد خير (الإماراتية)
١١ - زوجتي
١٢-مهند عبدالمحمود (الإماراتية)
١٣-زوجتي
١٤-كمال عبد الرحيم والاسره (الأثيوبية)
١٥-المعتز بالله الغالي عبدالحافظ (العربية)
١٦-خالد الطيب عبد الخالق الدرديري(السعودية)
١٧-زوجتي
١٨-عبدالمعطي عبدالمحسن عمر (الاماراتيه)
١٩-زوجتي
٢٠-جدو محمد علي (الإتحاد)
٢١-زوجتي
٢٢- محمد بشير (الأثيوبية)
٢٣- زوجتي
٢٤- عبالرحمن زكريا (الإماراتية)
٢٥- وأسرته
٢٦- عبدالرحمن سعيد هنو (الأثيوبية)
٢٧-زوجتي
٢٨-عمر فتح الرحمن (الإثيوبية)
٢٩-زوجتي
٣٠-صلاح الحردلو (الإثيوبية)
٣١-زوجتي
٣٢-محمد ابراهيم (الإثيوبية _ swiss Garden)
٣٣-زوجتي
٣٤-حسام إسماعيل (الأثيوبية)
٣٥-زوجتي
٣٦- الصديق عبيد الجزولي
٣٧-عبدالرحيم عثمان عبدالرحيم (الإثيوبية)
٣٨- زوجتي
٣٩- محمد حمد محمد سعيد (الاماراتيه / ميترو )
٤٠- زوجتي
٤١-عبدالرحمن الالفي (الأثيوبية)
٤٢- زوجتي
٤٣-عبدالرحمن الباقر احمد (الأثيوبية) تايم اسكوير
٤٤- زوجتي
٤٥- مازن الزاكي الحسين (الأثيوبية)
٤٦-زوجتي
٤٧-نصر مأمون نصر (الأثيوبية)
٤٨- زوجتي
٤٩- المنتصر عبدالقادر (الإماراتية)
٥٠-زوجتي
٥١- محمد صالح (الاثيوبيه)
٥٢-محمد أحمد حسن مختار (الاماراتيه)
٥٣-زوجتي
٥٤-محمد علاء الدين ميرغني (الاثيوبيه/تايم اسكوير)
٥٥-زوجتي (الاثيوبيه/تايم اسكوير)
 ٥٦.-حمزه بابكر أحمد ابراهيم (الاثيوبيه)
 ٥٧-زوجتي
٥٨-محمد ياسر حامد محمد
٥٩-زوجتي الأماراتيه
٦٠-امجد خالد
٦١- زوجتي الاماراتيه  (تايم اسكوير)
٦٢- أحمد محمد الحسن و الاسرة (الأثيوبية)
٦٣- عامر عيسي صالح
٦٤- زوجتي (الاثيوبيه تايم اسكوير)
٦٥-المعتز عطا عوض
٦٦-محمد النور التوم حسوبه (الاثيوبيه)
٦٧-زوجتي ( الاثيوبيه)
٦٨- مهند عبادي عبدالحفيظ موسي ( الاثيوبيه)
٦٩-زوجتي ( الاثيوبيه )
٧٠-مزمل الباقر ( الإثيوبية)
٧١-علم الدين محمد عثمان (الإثيوبية)
٧٢-زوجتي
٧٣-هاني جعفر  (الاماراتيه)
٧٤-زوجتي    (الاماراتيه)
٧٥-عبدالقادر بشير محمد(الإثيوبية )
٧٦ -(زوجتي)
٧٧-محمد احمد ابراهيم المهدى ( الاتحاد)
٧٨- زوجتى ( الاتحاد)
٧٩- عمار عبدالمنعم احمد (الاثيوبية)
٨٠- اسامة الطيب المبارك (الاثيوبية)
٨١- بشير حامد بشير
٨٢- زوجتي (الاثيوبية)

*غضب الصحراء يتخذ إجراءات قانونية ضد (البرنس)*


.........
*الخرطوم/العريشة : سراج النعيم*
.......
علمت صحيفة (العريشة) الإلكترونية من مصادرها بأن غضب الصحراء شرع في اتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة أحمد المصطفي (البرنس) لاعب المريخ السابق، وصاحب برنامج (عشرة ونسة) عبر اليوتيوب بسبب فيديو لايف بثه غضب الصحراء عبر صفحته الشخصية بالفيس بوك.
وتشير الوقائع بحسب صحيفة (العريشة) إلى أن الشاكي بث فيديو لايف من خلال (الفيس بوك)، وأثناء ذلك علق ناشطا كان يتابع الفيديو، وعقد مقارنة بين  غضب الصحراء والبرنس، فما كان من الشاكي إلا وأن يرد عليه قائلاً : (ما عندي ليك ولا للبرنس الحبة). وأضاف في رده أثناء الفيديو : شوفوا ناسكم وين، والعبوا على هواكم، وبما أن الناشط واصل استفزازه قائلاً لغضب الصحراء : (عشان ما استضافك في عشرة ونسة)، فرد عليه الشاكي قائلاً : (لا تشرفني الاستضافة في برنامج كله قونات، وبالمصطلح الشبابي كلمة قونات تعني الفنانات اللواتي يرددن الأغاني الهابط)، وأردف في رده : (أنا يا سيدي ما عندي ليكم حاجة أنت والبرنس والعبوا بعيد عني، وما أن انتهي غضب الصحراء من تسجيل الفيديو  إلا وتفاجأ بالناشط المدافع عن البرنس يوجه له بعض الاساءات، فما كان من غضب الصحراء إلا وحظره، وفي المساء تلقي اتصالا هاتفياً من البرنس، والذي أيضاً اساء له بألفاظ جارحة، كما أنه هدده بأنه (يكسر وشه).
من جانبه اتخذ غضب الصحراء الإجراءات القانونية لدي السلطات المختصة بجرائم المعلوماتية.

الاثنين، 20 أبريل 2020

*سراج النعيم يكتب : مع انتهاء جائحة (كورونا) تنتهي صلاحية الحكومة الانتقالية*


......
إن فيروس (كورونا) المستجد سيطر سيطرة تامة على اهتمام العالم بأسره، وأصبح المشهد من خلاله يجسد معاناة الإنسان بصورة غير مسبوق، وذلك لعدم توفير أبسط مقومات الحياة لمواجهة (كوفيد-19)، والذي تتخذ في إطاره التدابير الاحترازية الوقائية المقيدة لحركة الإنسان، لذلك السؤال الذي يطرح نفسه هل قرار الحظر شبه الشامل قصد منه تغطية الأزمات الاقتصادية المتمثلة في (الوقود) ، (الدقيق) و(غاز الطهي)، والتي فشل في ظلها الساسة من ايجاد الحلول للظروف الاقتصادية، والتي تمضي دون جديد سوي قرار الحظر، والذي لم تراع فيه الحكومة للظروف الاقتصادية القاهرة التي يمر بها إنسان السودان، مضافا إليها التدابير الاحترازية الوقائية، والتي ضاعفت من معاناة المواطن، وبالمقابل نجد أن هنالك دولا تسعي لتخفيف التدابير الاحترازية الوقائية على مواطنيها، ولكن حكومتنا تشدد في تنفيذ قرار الحظر لمدة (٢١) يوماً دون أن تضع في الاعتبار كيفية قضاء المواطن لتلك الفترة، والتي يعتمد في ظلها على رزق اليوم باليوم.
إن الإستراتيجية الإحترازية الوقائية المتخذة من قبل السلطات السودانية بعيدة كل البعد عن الأوضاع الاقتصادية الضاغطة على الأسر السودانية الفقيرة، فهنالك أسرا تتناول وجبة واحدة طوال اليوم، وحتي هذه الوجبة لا تستطيع الحصول عليها إلا إذا ذهب العائل للعمل.
وفي هذا السياق حدثني صديقي بأنه يعرف رب أسرة ينهض من النوم في الصباح الباكر ليتوجه إلى مكان عمله لاقتراض مبلغ (١٠٠) جنيه من المستخدم، ومن ثم يحول المبلغ عبر خدمة تحويل الرصيد إلى زوجته، والتي يصل إليها (٩٠) جنيهاً، وذلك بعد أن يتم الخصم منه (١٠) جنيهات، مع العلم بأن طلب الفول الواحد سعره (٧٠) جنيهاً، وهو وجبة لشخص واحد، فما بالك لو كان لدي هذه الأسرة أو تلك أطفال، هكذا قيس كم.. وكم أسرة تمر بظروف اقتصادية بالغة التعقيد، ومثل هذه الأسر أن لم تموت بجائحة (كورونا)، فإنهم ستموت (جوعا)، وأن كانت الأوضاع الاقتصادية الضائغة ليست وليدة اللحظة، بل هي متوارثة من نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير)، والذي جعل الشعب السوداني ينقسم إلى طبقتين طبقة ثرية، وطبقة فقيرة، وما بين هذا وذاك لا توجد طبقة ثالثة، لذلك قرار الحظر يفتقر لأدني مقومات صموده للفترة المحددة لأنه لم يتم النظر إليه من واقع الظروف الاقتصادية، والتي لم تتخذ في إطارها قرارات توقف (الجشع) الذي يمارس من بعض التجار باستغلال الأوضاع الإنسانية لجائحة (كورونا)، وهذا أن دل على شيء، فإنما يدل على فشل السلطات الرسمية في وضع تسعيرة للسلع الاستهلاكية الضرورية المنقذة للحياة، كما أنها لم تستطع توفير (الوقود)، والذي نجم عنه مظهر صفوف السيارات أمام الطلمبات، مما اضطر سلطات ولاية الخرطوم إغلاقها، ولكن ماذا ستفعل مع أزمة (الدقيق)، والذي نتج عنه مشهد صفوف الخبز أمام المخابز، وماذا ستفعل مع أزمة (غاز الطهي)، والذي جعل بعض الأسر تشتريه بالسوق السوداء أن وجد، هكذا إنسان السودان يعاني معاناة لا حدود لها، ولا يجد من يمد له يد العون، وإذا وجد من فعل اليوم، فإنه لن يجد من يعطيه غداً، وبالتالي هو لا يعول على العطاء والكرم، بقدرما أنه يعول على العمل، لذلك دعوه يعمل ولا تقيدوا حركته بالقوانين بسبب فيروس (كورونا).
إن الوضع الراهن في السودان ينبئ بوضع كارثي خاصة في النواحي الاقتصادية، فالسواد الاعظم يشتري السلع الأساسية بالنظر فقط، ناهيك عن السلع الغذائية نسبة إلى أن الغلاء فاحش، فالسلع الاستهلاكية تشهد يوماً تلو الآخر ارتفاعاً جنونيا، وعليه يجد المواطن نفسه محاصرا بقرار الحظر،  وساعات سماح للتحرك لا تكفي لإحضار مستلزمات أسرته إذا وجد أصلاً المال الذي يتسوق به، ومع هذا وذاك الحكومة لا ترخي له يد العطاء بتقديم الوجبة الوحيدة التي يتناولها (مجاناً)، كما لا تفعل مؤسساتها المعنية برفع المعاناة عن كاهل المواطن المغلوب على أمره، لذلك تجده يخرج من منزله بحثاً عن رزقه ورزق أطفاله الذين لا يعرفون له : (ما في أو ما عندي)، هكذا تتعمق المعاناة كلما مر يوم على قرار الحظر، والذي لم تقابله الحكومة بالغذاء الكافي للفترة المقررة، كما أنها لم توفر له الخدمات الصحية المتعلقة بالحظر، والذي يعني أن تقوم بتعقيم الأماكن وتوزيع (الكمامات)، (الجونتيات) و(المعقمات)، وذلك أثناء ساعات الحظر، والذي لم نشهد في إطاره أمراً من هذا القبيل، بل تطالعنا الحكومة بارتفاع الحالات المشتبه فيها  بفيروس (كورونا) الذي يشبه في أعراضه أعراض (الإنفلونزا) أو (الالتهابات) أو  (الأزمة)، وبهذا المفهوم يكون معظم الشعب السوداني مشتبه في إصابته بجائحة (كورونا)؟.
إن الإشكالية الأساسية ليست في جائحة (كورونا)، إنما الإشكالية في التدابير الاحترازية الوقائية والقرارات المتخذة في ظلها، وهذا يؤكد أن الحكومة الانتقالية لم تدير ملف فيروس (كورونا) بما يجنب المواطن الوقوع في ظروف اقتصادية مذرية، وهذا يعود إلى أن تجربتها وليدة من حيث إدارة الأزمات، وبالتالي ما أن تنتهي (كورونا) إلا وتنتهي معها صلاحية الحكومة الانتقالية.

الأحد، 19 أبريل 2020

*سراج النعيم يكتب : حكومتنا الانتقالية سنة حالات الاشتباة بمرض (كورونا)*


...........
ليست هذه أول مرة يظهر فيها فيروس (كورونا) المستجد، إذ أنه سبق وظهر في أواخر شهر ديسمبر ٢٠١٩م في الصين، والتي تم اكتشاف أول حالة مصابة بجائحة (كورونا-١٩) في مدينة (ووهان)، وصادف ذلك الإحتفال السنوي الذي تقيمه الدولة الموبوءة تحت عنوان (رأس السنة الصينية)، وهذا الاحتفال كان سبباً رئيسيا وراء إنتشار (الوباء) القاتل للإنسانية وسط المجتمعات من جميع أنحاء العالم بصورة سريعة جدا نسبة إلى أن الصين من البلدان التي تكتظ  بالسكان، لذلك وجد طريقه للانتشار سريعاً جدا، مما جعله يفوق كل التصورات الممكنة، وبالتالي كان انتشاره في فترة وجيزة جدا، مما أدخل الهلع والخوف الشديدين في نفوس العامة.
فيما نجد أن إسم (التاج) الذي أطلق على فيروس (كورونا) نابع من أن شكله يأخذ شكل (التاج)، بالإضافة إلى أنه مصنف من فصيلة الفيروسات التاجية التي تصيب البشرية، وهي في الغالب الاعم تصيب الإنسان والذي بدوره تنتقل منه العدوي من إنسان لآخر، أي أنه كغيره من الفيروسات ينقل العدوي عن طريق الاتصال المباشر، وذلك من خلال الرذاذ، والمصافحة، مما جعل الفيروس سريعاً في الانتشار.
بينما نجد أن تاريخ فيروس (كورونا) المستجد ظهر في العالم في بداية ستينات القرن الماضي، ويمتاز بأنه يستقر في الجهاز التنفسي للإنسان المصاب به، والذي منه يبدأ في إنشاء مملكته الخاصة، والتي من خلالها ينطلق نحو أعضاء مؤثرة في الجسم، وهو يعتبر المسؤول المباشر عن الالتهابات الرئوية التي أصيب بها عدد كبير من الأطفال.
وفي العام ٢٠٠٣م ظهرت ما لا يقل عن خمس فيروسات تاجية جديدة لفيروس (كورونا)، وهي جميعا ترتبط ارتباطا وثيقا بأمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، مما نتج عنها تعرض الكثير من الأشخاص بإصابات ووفيات!.
وتشير المعلومات إلى ان البروتين الموجود في جائحة (كورونا) ينسخ الجينوم الفيروسي الخاص به منتجاً جديداً، ومن ثم يبدأ في التكاثر في جسم الإنسان، من ثم ينتج عن ذلك حدوث مضاعفات خطيرة جدا تتطلب أخذ الحيطة والحذر من خلال اتباع التدابير الاحترازية الوقائية.
وما لا تتم الإشارة إليه في التوعية بالوباء هو أن أعراض الإصابة بفيروس (كورونا) تختلف من مريض  إلى آخر، وهذا الإختلاف يحدث من خلال المناعة من شخص إلى آخر، وهي اللاعب الأساسي في إنتاج خلايا دفاعية تتصدي للفيروس، والأعراض المتعلقة بالجائحة تتمثل في الصداع، ضيق في التنفس، إرهاق وإرتفاع في درجة الحرارة، وليس بالضرورة أن يشعر بها الإنسان المريض مجتمعه في لحظة واحدة، إنما قد لا يشعر المصاب بفيروس (كورونا) سوى بصداع، وبالتالي على الإنسان اتباع الإجراءات الاحترازية الوقائية كتناول المشروبات التي تقوي مناعة الجسم وعدم الاختلاط بالآخرين، وتجنب الاحتكاك المباشر بالتجمعات، ولو كانت بأعداد قليلة قدر الإمكان، فالوقاية خير من علاج، خاصة وأن الإنسان مسؤول عن نفسه ولا ينتظر من الحكومات أن تقدم له ما يلزم سوي أنها تصدر القوانين المفيدة لحركته، بالإضافة إلى أنها تشدد على تنفيذها.
إن معظم الحالات المعلن عن إصابتها أو الاشتباه فيها لم نشهد لها فحصا واحداً يؤكد صحة إصابتها بفيروس (كورونا)، إنما تطالعنا السلطات بالإعلان عنها ما بين الفينة والآخري، إما بالنسبة للحالات المشتبه فيها فهي سنة جديدة سنتها الحكومة الانتقالية، فدول العالم تعلن الحالات المصابة أولا ثم تعلن فيما بعد عن الشفاء أو الوفاة، وهذا يحدث في دول لديها إمكانيات طبية عالية جدا، فما بالك ونحن نفتقر لادني المقومات الصحية، لذا ينبغي على إنسان السودان أن يتبع التدابير الاحترازية الوقائية  من المرض، وأن لا يتهاون فيه، ومع هذا وذاك لا ينتظر من السلطات السودانية سوي الإعلان عن الحالات المشتبه فيها والقرارات القاضية بالحد من حركته دون إظهار نتائج الفحص.

الأربعاء، 15 أبريل 2020

ابوراس : لم ندفن أي حالة من الحالات المصابة بالفيروس المستجد













أي إنسان على وجه البسيطة يداعب خياله حلم أن يكون وضعه الاقتصادي في أفضل أحواله بحيث يستطيع أن يعيش حياته بكرامة بعيداً عن عالم الأموات، وأن يكون مقيماً وسط السكان الأحياء، هكذا يمني البعض من سكان حياة اللاعودة أنفسهم ، ولكن ليس بالأحلام وحدها يتحقق لهم ما يصبون إليه، ومن أبطال ذلك العالم الغريب والعجيب (ابوراس) الذي يكشف قصته مع سكنه وسط الأموات، مؤكداً أنه راض تمام الرضا بما قسمه له الله، إلا أنه رغماً عن ذلك يأمل في كرمه سبحانه وتعالي بأن يكون له منزلاً بعيداً عن هذا العالم حتى يستطيع تربية أبنائه بصورة طبيعية دون أن يكون هنالك هاجس أنهم من سكان حياة اللاعودة، ومع هذا وذاك تجده لا يمتلك المال الذي يغطى به ثمن شراء مستلزمات حياته اليومية، فراتبه الذي يتقاضاه من عمله بجامعة الأحفاد بالكاد يكفى للصرف على مواصلاته ووجبة إفطاره (فالعين بصيرة واليد قصيرة)، وهذا الواقع الذي يركن له ضيفنا ينطبق على أغلب سكان المقابر الأحياء، فهم ينامون في الليل، ومن ثم يستيقظون في الصباح على مشاهد قبور الموتي مصفوصة على امتداد البصر، وهي جميعاً يطوقها صمت رهيب، ولا يقطع ذلك الصمت سوى تشييع جثمان من هنا أو هناك أو من يزورون الموتى ما بين الفينة والأخرى.
من أنت وكم تبلغ من العمر؟
أنا عبدالرحمن ابوراس عبدالله مراد أبلغ من العمر (٤٩) عاماً، وتعود جذوري إلى محلية (الردوم) بولاية جنوب دارفور.
ماذا تفعل في هذا المكان الذي يهابه كل إنسان؟
أعتبر نفسي واحداً من سكان حياة اللاعودة، فأنا أقيم في مقابر مدينة الشاطئ مع أسرتي الصغيرة، فأنا متزوج ولدي عدد من الأطفال، وزوجتي أنجبت لي طفله في غضون الأيام الماضية، إذ أن مولودتي حديثة الولادة فتحت عينها على القبور، الحفر ومواراة الجثامين الثري.
متى جئت من غرب السودان إلى الخرطوم؟
حضرت في العام ١٩٩٧م، ومنذ ذلك التاريخ أعمل عاملاً بسيطاً في إدارة جامعة (الأحفاد).
ما هي قصتك مع القبور والمقابر؟
بدأت قصتي مع المقابر منذ اللحظة التي توفيت فيها سيدة كنت مقيماً معها في منزلها بمدينة الشاطئ، فعندما أسلمت الروح لبارئها لم يكن أبنائها موجودين في السودان، فما كان مني إلا أن أقوم بهذا الدور بالإنابة عنهم حيث قمت بدفنها في المقابر، وعندما حضروا من خارج البلاد شكروني على القيام بالدور الإنساني، ومن ثم رحلت من منزلهم إلى منزلي المتواضع وسط قبور الموتى.
ما الذي لاحظته في من يحضرون الموتى للدفن؟
هنالك الكثير منهم يحضرون موتاهم ولا يعرفون كيفية دفنهم، وبالتالي أقوم أنا بهذا الدور بالإنابة عنهم، ومن ثم أشرح لهم تلك الخطوات حتى يتبعوها في المستقبل، أي إنني كنت أضعهم في الطريق الصحيح في مراسم الدفن، وكيفية وضع الجثمان داخل القبر (ود اللحد)، وأين تكون وجهة الرأس، وأن دفن جثمان الكبير يختلف عن الصغير؟.
كم لك من الزمان مقيماً بأسرتك داخل المقابر؟
حوالي العام.
بحكم أنك من سكان عالم اللاعودة، هل القصص التي تتم روايتها حول ما يدور في المقابر صحيحة؟
لا غير صحيحة نهائياً، فأنا منذ أن سكنت وأسرتي في مقابر مدينة الشاطئ ولم الحظ أو شاهد شيئاً غريباً يدعني أصدق القصص المنسوجة من نسج الخيال لا أكثر من ذلك، وها أنت تشاهد بنفسك أبنائي يقضون كل وقتهم في هذه المقابر.
ألا تخاف أنت أو أي فرد من أفراد أسرتك من المقابر؟
هذا السؤال دائماً ما يوجه لي إلا تخاف كون أنك تسكن مع الموتى، فكنت أرد بالنفي قائلاً : لم يحدث أن ساورني ولو لكسر من الثانية الخوف من مجاورة قبور الموتى، فالإقامة في المقابر من أأمن الأماكن التي يمكن أن تنام فيها دون هواجس تعتريك، وخلال وجودي بها أخرج في أوقات متفرقة نهاراً وليلاً وحتى في الساعات الأولي من الصباح، وطوال ذلك لم أشاهد ما يذهب إليه الناس حول عالم القبور الذي أصبحت لصيقاً بسكانها الأموات، لذلك أرجو من العامة عدم سرد قصص لا أساس لها من الصحة.
ماذا عن فيروس كورونا؟
مما لا شك فيه تنتهي هنا جائحة (كورونا)، فهذه هي المحطة النهائية، لذا لا نتخوف منها لأننا نثق أنها لن تفكر المجئ لهذا المكان لأنه سيتم دفنها، ولم يسبق لنا في هذا الجانب أن دفنا موتي توفوا بالوباء.
من أين يتم إحضار الطوب الخاص بود اللحد؟
كنا في وقت سابق نحضره من مقابر (أحمد شرفي)، إما في الحاضر فإننا نجهزه داخل مقابر مدينة الشاطئ، وقد وصل إلى (٥٠٠٠) طوبة، والمسئول عن المقابر هو عبدالمنعم، بالإضافة إلى صلاح الذي يدفع أيضاً فاتورة الكهرباء، وكلما قطع التيار الكهربائي أتصل عليه هاتفياً في أي وقت، وما أن يتلقي مكالمتي إلا ويجري اللازم.
هل هنالك شخص يسكن في هذه المقابر غيرك؟
نعم يوجد جاري (مرتضي) الذي يقوم بإحضار المياه لتحضير الطوب، وهو يعتبر جاري داخل المقابر، وتقيم معه أيضاً أسرته، وهكذا تجد السكان الأحياء كثر في عدد من المقابر المنتشرة بولاية الخرطوم، وهنالك من سبقوني للإقامة فيها بسنوات.
ما السؤال الذي تطرحه على أهل المتوفي قبل السماح لهم بدفنه؟
أطلب منهم إبراز شهادة الوفاة، وأين حدثت الوفاة وأسبابها، وبعد التأكد من صحة المعلومات أوثق لها بالتسجيل في الدفتر الخاص بالوفيات، ومن ثم أسمح لهم بمواراة الجثمان الثري بالمقابر.
هل هنالك مسيحيين يتم دفنهم في هذه المقابر؟
لا لا يوجد دفن للمسيحيين في هذه المقابر باستثناء الأطفال فقط حتى سن السادسة.
هل تم نبش أي جثمان بعد دفنه؟
لم يحدث أن تم نبش جثمان بعد دفنه لأي سبب من الأسباب.
لماذا لا تكون هنالك قبور محفورة؟
طلب منا عدم تجهيز القبور قبل الوفيات، وأي متوفي يأتي أهله للمقابر قبل زمن كاف لتحضير القبر وتجهيز الطوب لود اللحد، وأنا بدوري أحدد لهم المكان الذي يجب أن تتم فيه مواراة الجثمان الثري.
ماذا عن زوجتك؟
زوجتي وضعت لي مولودة في اليومين الماضيين، وهي الآن موجودة في منزلها داخل مقابر مدينة الشاطئ، وأطلقت عليها (يسرى)، وهذا يؤكد أن هنالك قوة إيمان.
فيما تجولت داخل المقابر ومقابر آخري مع سكانها الأحياء الذين لا تحس بأن خوفاً يتملكهم من هذا المكان غير المألوف للحياة، والتي كنا نسمع في إطارها قصصاً مثيرة جداً، فضلاً عن إحساس الإنسان بالفزع من مهابة الموت.
وفي هذه الأماكن أدرت حوارات مع عدد من سكان المقابر الأحياء الذين ظلوا يعيشون وسط الأموات لسنوات وسنوات لدرجة أنهم أنجبوا فيها الأبناء والبنات، فمنهم من أنتقل للعيش في عالم الأحياء.
وفي هذا السياق تقول (أم أحمد) : عشت في هذا المكان منذ طفولتي، والذي شهد كل مراحل حياتي إلى أن تزوجت فيه قبل سنوات، هكذا كنت أنام واستيقظ وسط قبور الموتى، وللأمانة والتاريخ تعتبر المقابر من أأمن الأماكن في الدنيا.
من جهتها، قالت (أم علي) : الحمدلله ظللت اقطن في هذا المكان، ومن ثم تزوجت فيه، وأنجبت من الأبناء ذكوراً وإناثاً، ورغماً عن اتساع رقعة الأسرة إلا أن المولي عز وجل مبسط لنا الحياة والحمدلله، ولكن كل ما أتمناه هو أن أمتلك منزلاً خاصاً، وهذا المنزل ليس من أجلي بل من أجل أبنائي.
ألا تخافين من الإقامة في هذا المكان؟
بالعكس لم أشعر بالخوف نهائياً، فالموت سبيل الأولين والآخرين، والتواجد هنا يترك لدى الإنسان إحساساً عميقاً بالحياة، لذلك ما أن تتأقلم عليه إلا وتصبح إنساناً قنوعاً بما قسمه الله سبحانه وتعالى لك.

سراج النعيم يكتب : على الحكومة الانتقالية التراجع سريعاً عن قرار الحظر الشامل


في الوقت الذي تدرس فيه بعض الدول تخفيف القيود المفروضة على مواطنيها بسبب فيروس (كورونا) المستجد، ها هي الحكومة السودانية المنصبة بأمر الشعب تشدد في التدابير الاحترازية الوقائية بالقرار القاضي بالاغلاق شبه الكامل لمدة (٢١) يوماً، وما أن يدخل هذا القرار الكارثي حيز التنفيذ، إلا ويجد إنسان السودان نفسه أمام خيارات غاية في الصعوبة، ولا حلول أمامه سوي أن يرفض قرار السلطات الانتقالية، والتي لم تعد قادرة على إدارة ملف الأزمة (الاقتصادية) و(الإنسانية) بعيداً عن القرارات غير المدروسة، وهو قرار تتضرر منه الأسر الفقيرة، والتي لا تدري من أين تأتي بالمال للتسوق؟، وهو الأمر الذي لم تضع في إطاره الحكومة الانتقالية الحلول الناجزة، ومثل هذا القرار يتجاوز الطاقة الاحتمالية للإنسان، والذي يجب أن لا تظن الحكومة الانتقالية أنه راض عنه، خاصة وأن بعض القرارات التي لم يستطع الرئيس المعزول عمر البشير تنفيذها، ها هي الحكومة الانتقالية تنفذها مع ظهور وانتشار جائحة (كورونا)، ومنها قرار رفع سعر قطعة الخبز من جنيه إلى جنيهين، بالإضافة إلى الزيادات اليومية في السلع الاستهلاكية، هكذا تتضاف الفواتير تلو الاخري على المواطن الذي أصبحت حساباته معقدة رغماً عن أنه هو السبب في تقلد الباشمهندس مدني عباس مدني والدكتور أكرم التوم وغيرهما المناصب الوزارية، ومثلما كان سبباً في ذلك، فإنه بلا شك قادر على ابعادهم منها، وتنصيب من يحقق له ما يصبو إليه، لذلك لا يجدي التحجج بفيروس (كورونا) المستجد، والذي جعله يلوذ بالصمت ويصبر على أي قرار سابق يتعلق بالوباء، إلا أن قرار الحظر شبه الكامل يتطلب عدم الصمت عليه خاصة وأنه قرار لا يراعي الظروف الاقتصادية والإنسانية، والتي قادت المواطن إلى أن يركن إلى واقع مرير بكل ما تحمل الكلمة من معني، وربما يقود ذلك القرار أغلب السودانيين إلى أوضاع أكثر تأزما، فمن لم يموت بجائحة (كورونا)، فإنه سيموت أن طال الزمن أو قصر، فالأغلبية العظمي تعتمد على رزق اليوم باليوم، بالإضافة إلى ذوي الدخل المحدود، الموظفين، العمال وغيرهم، لذا يجب على الحكومة الانتقالية العدول عن قرار الحظر شبه الكامل، ولا تحسب الحكومة أن في صمت المواطن رضا عليه، ولكن ربما أنه لا يريد الإفصاح عما يعتمل في دواخله حتي لا يصاب بالمزيد من الألم والمرارات.. و.. و... و....و.... الخ.
إن قرار الحظر شبه الكامل يعتبر ظالما للشعب السوداني، فهو لا يستحق أن تكبله الحكومة الانتقالية بقيود دون أن تجد حلول للنواحي المعيشية، لذا السؤال الذي يفرض نفسه على السلطات الانتقالية لماذا تصر على إصدار قرارات لا تصب في مصلحة الإنسان البسيط؟، والذي دائماً ما يتفاجأ بزيادات في سعر السلع المنقذة للحياة، إلا أنه يمررها على أمل أن يكون فيها العلاج الانجع للازمات المتوارثة من النظام البائد، ولكن قرار الحظر شبه الكامل أدخله في حسابات لا حصر لها ولا عد، ومع هذا وذاك تزداد الأوضاع الاقتصادية والإنسانية تعقيدا لأن القرار يضغط على المواطن، والذي إذا شاهدته الحكومة الانتقالية يضحك فلا تعتقد أنه مبسوطا من سياساتها، بل صبر عليها بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير، ولكن بذلك القرار يتمزق من الألم، والذي يعيش في ظله لحظات اشدة قسوة وإيلاما، فالتجربة خلال الفترة الماضية أثبتت فشل الساسة، وكشفت قصورهم في إدارة ملف الأزمات، وذلك من واقع أن الحكومة الانتقالية ليس لديها خطط إستراتيجية للحاضر والمستقبل.

الأربعاء، 8 أبريل 2020

حسن فضل المولى يغادر الشاشة الزرقاء بأمر التمكين

.......
الجنرال : مهما توارى الحزن في عيني وارقني الأجل
مازالت ألمح في رماد العمر شيئاً من أمل
.......
جلس إليه : سراج النعيم
.......
في ظل انشغال المتلقي بفيروس (كورونا) المستجد خرجت علينا لجنة إزالة التمكين بقرارات من ضمنها إعفاء الجنرال حسن فضل المولي من منصبه مديراً عاماً لقناة النيل الأزرق، وعلى خلفية ذلك قال الجنرال : فغداً ستنبتُ في جبين الأفق نجمات جديدة.. وغداً ستورق في ليالي الحُزن أيامٌ سعيدة.. وغدا أرى على المدى.. شمساً تُضيء سماء أيامي.. وإن كانت بعيدة.. هذا وواصل قائلاً : هذا فاروق جويده.. أراه يناجيني، ويشد من أزري، وأجد عنده ما يريحني بعد عناء طويل ورهقٍ أليم، بعد سنين عدداً كانت بطعم (عصير الليمون)، وليست بحلاوة (عصير القصب).
كيف تنظر إلى السنوات التي أمضيتها مديراً عاماً للشاشة الزرقاء؟
سنين أيامها يوم لي ويوم عليّ، ويوم أساء ويوم أُسر، ولكن بفضل المحمود تعالى أجدني راضياً ومسروراً وممتناً ومؤملاً، وراضياً بما قدمت، ومسروراً بما اكتسبت، وممتناً لمن عاشرتُ، ومؤملاً فيمن تركتُ، وهذه عافية كل مسيرة قاصدة، فإن البدايات المحرقة تقود إلى النهايات المشرقة، وإنني وكل من سبقني وكل من لازمني صحّ منا العزم جميعاً، ونحن نبني عش (النيل الأزرق) قشة.. قشة، ونشيّد صرحها لبنة لبنة حتى رسخت وشمخت، واستوت على جودي المهنية والإتقان وغدت مثابة للناس، وأنموذجاً يترسمون خطاها.
وماذا بعد الإعفاء؟
لقد أسلم لها القياد سوادٌ من بني وطني، ونحن السودانيين إذا أقبلنا وهبنا المُقل، وإذا كرهنا فلا توسط عندنا ولا اعتدال، تجدنا (مع الطيور المابتعرف ليها خرطة ولا في أيدا جواز سفر، نمشي في كل المدائن نبني عشنا بالغناوي وننثر الأفراح درر).
هل بعد العناد يأتي التسامح؟
وبرضو نحن الواحد لما يركب راسو عنيد وقاسي لكننا متسامحين وبنقدر بعض (الله يسامحك يا حبيبي، مهما قسيت على، قلبك عارفو أبيض وكلك حسن نية).
كيف للإنسان امتلاك الشخصية السودانية؟
والقول الفصل الذي ليس هو بالهزل أن السوداني أختصه الله بقلب كبير وعاطفة جياشة ومروءة متقدة فقط تبين كيف تخاطبه وبأي طريقة تتوسل إليه عندها فقط تملكه وما ملكت يداه.
هل الشخصية السودانية تقبل المزايدة فيما تعتقد؟
والسودانيون أحذر أن تنازعهم أو تزايد عليهم في معتقدهم متدينون بالفطرة حتى الذين يعصون الله ما أمرهم لا يفارقهم الشعور بالذنب فيستغفرون وعلى النبي الأكرم يصلون.. تدين عفوي لطيف وظريف.
ما هي وجهة نظرك في من يدافعون عن المعتقد وهم بعيدين عنه؟
كنا نجد حتى مرتادي (الأنادي) يتغاضون عن أي فعل أو قول، لكن بس أغلط وسب الدّين يتخطفونك ولن يحبسهم عنك سوى الاستغفار وإشهار التوبة، ولو قدر للإمام أحمد بن حنبل أن يعيش في السودان لجاء مذهبه رفيقاً رقيقاً مسترخصاً يسع النفوس وإن تمادى بها الهوى والتقصير.
ما كيفية النجاح في عالم الإعلام المفتقر لأقل مقومات العمل؟
إن أي مسعى وجهد لا يستلهم هذه القناعة هو صرخة في وادٍ ونفخة في رماد، وما كان هذا الفهم وحده ليفي بالمبتغى لولا الاهتداء لقناعات، قناعات عاصمات ذاكيات ذروة سنامها التوظيف الأمثل، توظيف الأشخاص والأفكار والأشياء، وتوظيف الأحاسيس النبيلة وأن نحتاط لكل فعل ومقصد بما يلائمه من الأسباب، وأهلنا في دار دارفور قالوا : (الراجل برجالو، والمفنقل بسروالو، والكريم بأم عيالو).
هل أنت متصالح مع نفسك؟
نعم متصالح وأدعو للتصالح ثم التصالح ثم التصالح، ذلك أن المتصالح مع نفسه تجده متصالحاً مع من حوله، يمنحهم أفضل ما عنده، ويأخذ منهم أفضل ما عندهم بنقاء وصفاء، ومن عمر قلبه بالمحبة كانت عاقبته رفعة في أعين الخلق، ورسوخاً في قلوبهم.
ما الذي تريد إيصاله من مكارم الأخلاق؟
خليِ عندك أخلاق، ولا تحسب أن هذا زجراً، بل هي دعوة للسمو والنبل، لذا أقبِل على الناس بسماحة وطيبة، وقلب مفعم بالوداد، ونفس أمارة بالخير وحسن الظن
من جاءك يسعى فأقبله و من أدار لك ظهره فأعذره.
كيف تنظر إلى الظلم؟
من ظلمك (خلي الأيام بتوريهو) (وأغفر له يا حنين، وجاوز من ظلم، ما أصلها الأيام مظالم والعمر غمضة ثواني،وأصبر على جرحك وإن طال الألم) ياسلااااام كم أحسن بازرعة، وأجاد عثمان حسين وإني لهما لمن المعجبين والمتيمين.
من خلال عملك الإعلامي ما الذي خرجت به بعد كل هذه السنوات؟
ضع بصمتك وقل كلمتك وأمضِ بلا ضوضاء،
وأقبل على الطيبين الذين تعرفهم بسيماهم وهم كُثر يسدون عين الشمس فمن أقترب وجد وفاز ذلك أنك حين تخالط الناس وتسعى بينهم تحوز كنوزاً من المعارف والمناقب والفنون والجمال وضروباً من أوجه الإبداع التي يبرأها أولئك المطهرون الذين نصادفهم هنا وهناك، فيمتلئ وفاضك بما يحبب منك ويقرب إليك، ويجعل كل ما يصدر عنك حُلواً مستطاباً، وهذا بالطبع لا يتأتى لقاعد أوصد قلبه وبابه وأغمض عينيه.
بماذا تنصح من يأتي بعدك؟
كن دائما أنت، أنت وليس غيرك، أنت الذي، والذي، والذي يُكسب الحياة والأحياء طعماً، ومعنى تأمل ألتقط، تخيّر، وأنظم، وأحسن النظم يجد الناس في واديك عقوداً من لؤلؤ ومهرجان، وأغنيات تُسعد القلب المعنى، ولوحات مبهرة وأشكالاً بديعة، وأعواداً من الصندل فواحة ورياضاً عذبة النبع وريقة ومسارحاً تضج بالغيد الحسان، وطرائق للحياة تنفع وتسعد.
كيف تنظر إلى الأفكار بصورة عامة ؟
إياك وإياك أن تستصغر فكرة أو تزدري صغيراً يافعاً
فمن الأشياء الصغيرة عندما تجيد نظمها تنشأ الأعمال العظيمة وبصغارنا نكبر ونحيا ونتمدد.
ماذا عن ديارك؟
كذلك أن تكون منتمياً ليس في الأمر عجب أو غرابة،
لكن العيب وكل المنقصة أن تخلع انتماءك على المكان الذي ائتمنت عليه، والذي هو حق مشاع للجميع، وقد استوصيت بهذا عن قناعة، فديارنا ظلت متاحة ومباحة غير مقطوعة ولا ممنوعة إلا لمن أبى أو أبطأ به عمله.
وأنا قد لا أكون معك، ولكني لست ضدك هذه قاعدة لو أعلمناها في حياتنا لنأت بنا عن الاحتراب والخصومة التي تستعر على محك (من ليس معي فهو ضدي)،
وما ينبئك مثل الشافعي : (لا تحاول الانتصار في ظل الاختلافات، فأحياناً كسب القلوب أولى من كسب المواقف، ولا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها فربما تحتاجها للعودة يوماً ما) .
كيف ترى المخطئ؟
دائما أكره الخطأ لكن لا تكره المخطئ، أبغض بكل قلبك المعصيّة لكن سامح وأرحم العاصي، أنتقد القول لكن أحترم القائل مهمتنا هي أن نقضي على المرض لا على المرضى أن الاصطفاف المقيت الذي يرى معه أن كل فريق أنه على حق وما عداه هو الباطل بعينه يورث الضغينة ويقود إلى التهلكة وإفساد ذات البين ومن ثم ذهاب ريح الأمة.
كيف نقيم حياة فاضلة؟
أجد أنه فرضٌ علينا، أن نتنادى أنا وأنت وأنتِ ونحن جميعا قاصدين إقامة حياة فاضلة ملؤها الاحترام والتقدير فيها (لا يقولوا قالوا ولا يقولوا قلنا) تحت شعار المجد لله في الأعلى، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، راجين أن نبلغ ما يحب الله لنا أن نكونه، (وهُدوا إلى الطيب من القول وهُدوا إلى صراط الحميد)، (صدق الله العظيم)، وبهذا نعلو ونتسامى ونتحرر من أثقال الدنيا والخطايا والشرور.
هل أنت حزين كون أنك غادرت الشاشة الزرقاء؟
أقول قولي هذا وأنا المفارق، وما كل مفارق عينو قوية، إذ أنه يعز على النفس أن ترحل عن ديار ألفت وأناس أحببت، وأنا بطبعي ولوووف، وقالوا (الولِف كتال)، لكن في النهاية تبقى الوظيفة عارية مستردة بالإقالة أو الاستقالة وقد يُقعدك المرض العضال أو توافيك المنية وأنت قائم، والذي يستحضر الموت تجده لا ينفك حَذراً مترقباً يقظاً وغير هيّاب، لا يبالي إذا أُعطى، لا يبالي إذا أخذ، لا يبالي إذا حُرِم ولا يبالي كيف تكون بكره النهاية، وأنا دوماً منذ أن تصديت للعمل العام لم أكن أبالي أين يكون مقعدي، وعلى أي جنب مرقدي، وعلى أي نحو يأتي مصرعي.
ألا تعتقد أنك بقيت في منصبك سنوات طويلة؟
الحق يقال لقد مكثت طويلاً، وكنت في كل مرة يحزنني فيها أمر وأهمُ بالذهاب يحبسني حابس أن المرء يجب أن لا يستعجل النهاية، فهي محتومة وموقوتة بأجل لا يتقدم ولا يتأخر، ولا تترك بإرادتك قوماً بينهم من يرى فيك العشم، ولا تذهب إلا وأنت فارغ، أي بعد أن تستفرغ وسعك فيما ينفع، ويدفع إلى إشاعة كل ما هو جميل مستحب.
وماذا؟
ها قد أتاني الأجل محمولاً على أجنحة (التمكين) لينزل عليّ برداً وسلاماً، وهو ما صادف ارتياحاً لدى بعض المقربين والأحباب الذين ظلوا يداومون على نصحي بأن أرضاً سلاح، وكفاية، كفاية، وفعلاً كفاية.
ماذا أنت قائل في الختام؟
شكراً لمن أولوني ثقتهم يوماً، وشكراً لمن كانوا سبباً في نجاحي إن كان هناك نجاح يذكر، وشكراً لمن سرهم ذهابي إذ أنه بضدها تتميز الأشياء، شكراً لمن تحملوني وكتموا الغيظ وهم يرون أنني قصّرت في حقهم، ذلك أن للإدارة تصاريفها ومقتضياتها، شكراً بلا انتهاء لكل من أحزنهم ذهابي، لمن قالوا في حقي كلاماً جعلني أحس بأني أسعد من يمشي على قدمين، ولمن سكبوا بين يدي من عصارات الرحيق ما لو ذاق طعمها ألو القوة والباس لقاتلوني عليها بحد السيف، ولمن بنوا لي عرائش ظليلة ومزهرة بحسن صنيعهم نحوي (أنا العبد الفقير) حسن فضل المولى، شكراً للجنة التمكين والتي كانت سبباً في أن أتحرر من هذا القيد الذي أدمى معصمي، وليأذن لي الجميع أن ألتمس الأماني العذبة عند أبو قطاطي وخليل إسماعيل في عليائهما :-
(الأماني العذبة تتراقص حيالي
والأمل بسام يداعب في خيالي
بكره يا قلبي الحزين تلقى السعادة
وعيني تشبع نوم بعد ما طال سهادا
وأنسى غلبي والرياحين تملا دربي
وأمسح الدمع البسيل يملا الوسادة)
وما كل نهاية إلا إيذاناً ببداية
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
والله من وراء القصد

سراج النعيم يكتب : كورونا".. ومخاض نظام عالمي جديد!


كورونا".. ومخاض نظام عالمي جديد!
أحدثت جائحة (كورونا) وضعاً اقتصادياً كارثياً، وسيظل تأثيره على المدى القريب والبعيد معاً، ورغماً عن ذلك لم تستوعب دول العالم خطورته، وأنه لا عاصم منه إلا بإذن الله سبحانه وتعالي، ولهذا السبب أدخل الخوف والهلع الشديدين في نفوس العامة، وذلك بعد أن وضح بجلاء عجز الدول العظمي عن إيقاف أو الحد من انتشاره رغماً عن الإمكانيات الاقتصادية، العلمية والفكرية الهائلة.
إن الأوضاع الاقتصادية تواجهها أزمات طاحنة منذ العام 2008م، لذلك لم تستطع كبح جماح فيروس (كورونا) الذي تفشي بصورة مخيفة ومرعبة جداً، وأحدث إضراراً، وتوقفت على إثره عجلة الحياة تماماً، لذا تنبئ تلك الظروف القاسية بأن (الوباء) سيترك تأثيره البالغ على الاقتصاد لفترة طويلة، كما سيواجه العالم تحديات جسام من حيث النمو الاقتصادي الذي ظلت تتصارع في إطاره دولاً عظمي من أجل تحقيق مصالحها، وفي ظل انشغالها بذلك الصراع تفاجأت بظهور وانتشار سريع لجائحة (كورونا) في مدينة (ووهان) الصينية، ولم تولي الأمر اهتماماً بالصورة المطلوبة رغماً عن التحذيرات من خطورته، هكذا تمت الاستهانة به، ولم تستشعر دول العالم ما يمكن أن يحدثه الفيروس، لذلك لم تتقبل الحقيقة الماثلة أمامها، لذا لم تتخذ تدابير احترازية وقائية تحد من انتشاره إلا بعد أن وقع (الفأس) على (الرأس)، وعندما أحست بالخطر بدأت تتحرك إلا أنها أخفقت في إدارة الملف بالصورة المثلى، وذلك من واقع اعتقاد البعض أنهم معصمين من الإصابة به.
إن نجاح الصين في إدارة ملف جائحة (كورونا) يؤكد أنها كانت جادة في التعامل معه والقضاء عليه بأي صورة من الصور، والبحث عن الحلول الإسعافية، لذلك ستصبح في المستقبل دولة رائدة في العالم لقدرتها على إيقاف انتشار فيروس (كورونا) المستجد، والذي سعت في إطاره إلى حشد إمكانياتها لحل الأزمة الكبرى.
يعتبر فيروس (كورونا) امتحاناً عسيراً لدول العالم بلا استثناء، والتي لم تنجح فيه من حيث سياساتها الاحترازية الوقائية التي يبدو أنها متعثرة جداً، كما أنه لا يوجد تضامن لمجابهة الفيروس الذي اتخذت في ظله القرارات متأخرة، خاصة فيما يتصل بإغلاق المطارات، المواني والمعابر، مما وضع بلداناً في أوضاع إنسانية متأزمة جداً، وجعل في ذات الوقت دولاً عظمي عبارة عن بؤرة (للوباء) الذي قاد الكثير من المهاجرين للهروب منها نحو بلدانهم تجنباً لانتقال عدوي (كورونا) القاتل للإنسان والحياة والاقتصاد التي انهارت على إثرها الأسواق، وتوقفت عجلة الإنتاج ليس على مستوى السودان فقط، بل على مستوى العالم الذي ما أن طاله الوباء إلا وترك أثره على كل شيء سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، مما ينذر عند إعلان الانتهاء منه بأنه لن تسلم من أضراره أي دولة، والأكثر تضرراً بالفيروس إيطاليا.
فيما استفادت الصين من خبرتها، ومعرفتها بجائحة (كورونا) في الحد من انتشاره، ومن ثم اتجهت إلى الوقوف مع الدول المتضررة، وفتحت أبوابها كقوة عظمي، هكذا لم تبخل على الدول التي وصلها الفيروس بالمساعدة من خلال توفيرها مستلزمات طبية ضرورية للحد منه.
الحقيقة التي يجب أن نستسلم لها هي أن حالات الاشتباه بالإصابة بفيروس (كورونا) لا تعني بأي حال من الأحوال بأن المريض مصاب بالوباء ربما تكون لديه (انفلونزا)، أو (التهاب حاد)، أو (أزمة)، فهي جميعاً تتشابه في أعراضها مع أعراض فيروس (كورونا)، والذي إذا ثبت انتشاره في السودان، فإن الإمكانيات الصحية أضعف مما يمكن تصورها، لذا على الجميع أخذ الحيطة والحذر، والالتزام بالتدابير الاحترازية الوقائية، والتي ليست في حجم التصريحات المتعلقة بالفيروس منذ الإعلان عنه، والذي يتطلب إجراءات أكثر صرامة لمنع انتشاره في البلاد.
على الحكومة الانتقالية الاستفادة من تجربة فيروس (كورونا)، وذلك من واقع الأوضاع الصحية والاقتصادية المذرية، وأن تتم الاستفادة من خلال إنشاء صندوق خاص بـ(الأوبئة) لحماية ومكافحة أثار أي وباء يظهر في المستقبل، وأن نستخلص من الأزمة الدروس والعبر في كيفية التعاضد والتضامن للتصدي لهذا الوباء أو أي وباء يظهر لاحقاً، لذا يجب تعزيز ميزانيات الصحية خاصة وأن جائحة (كورونا) قادت دول العالم إلى مرحلة أكثر صعوبة، وكشفت مدى التدني الذي يشهده الاقتصاد، بينما أثبتت الصين من خلال (الوباء) أنه سيكون لها دوراً ريادياً في الاقتصاد العالمي، إذ أنها ستكون القوى العظمى الجديدة في العالم.
ومن القصص المثيرة في هذا الجانب أن المرضى بالأمراض ذات الأعراض المتشابة مع أعراض فيروس (كورونا) يرفضون الذهاب إلى المستشفيات أو العيادات الخاصة، وذلك خوفاً من الإشتباه بإصابتهم بالوباء، وفي هذا السياق حدثني صديقي أنه شعر قبل أيام بضيق في التنفس في وقت متأخر من الليل، ولم يكن بطرفه بخاخ الأزمة، فأشارت عليه أسرته أن تسعفه إلى المستشفى، أو أي طبيب خاص، فرفض الفكرة باعتبار أن ضيق التنفس الذي يشعر به قد يكون سبباً في حجره صحياً، وهكذا تحمل ذلك المريض الألم إلى أن أشرقت شمس اليوم التالي، ومن ثم ذهب نجله سريعاً إلى أقرب صيدلية وجلب له الدواء.
ومن القصص أيضاً أن هنالك شابا لديه إلتهاب حاد جدا لدرجة أنه لزم السرير الأبيض، مما دفع عاطفة الأمومة تتحرك نحوه، فاقترحت عليه والدته أن تذهب به إلى المستشفي أو أي طبيب خاص فرض الفكرة رفضاً باتاً، فاندهشت والدته من ذلك الرفض، ناسيه أن أعراض مرض ابنها مشابه لأغراض فيروس (كورونا)، فما كان منها إلا ووجهت له سؤالاً مباشرا لماذا لا تريد الذهاب إلى المستشفى أو تقابل أي طبيب في عيادته الخاصة لتلقي العلاج؟ فرد عليها قائلاً : تعرفي يا والدتي كل الأعراض التي لدي مطابقة تماما لأعراض الإصابة بجائحة (كورونا)، وهكذا هنالك عدد من المرضى بالانفلونزا أو الالتهابات أو الأزمة أو أي مرض تشابه أعراضه أعراض فيروس (كورونا) يلجأ المصابين بها إلى الصيادلة مباشرة دون مقابلة الأطباء لتشخيص حالاتهم الصحية بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، رغماً عن أن الحالات المصابة بفيروس (كورونا) جاءت للسودان به من الدول الموبوءة وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، من يحس بأنه مصابا، فليذهب للحجر الصحي من تلقاء نفسه، فكل الحالات المصابة بفيروس (كورونا) قادمة من خارج البلاد، وفي حال تكتمت على جائحة (كورونا) فإنك بلا شك ستنقل العدوة إلى أسرتك، أبنك، بنتك، خالك وعمك، ومن ثم ينتشر في كل بقاع وطنك.
السؤال لماذا يبحث البعض عن الأخبار غير السارة حول جائحة (كورونا) المستجد، فهنالك الكثير من الأخبار الإيجابية إذ تؤكد الأخبار أن إيطاليا سجلت (4200) حالة إصابة بالوباء القاتل تم شفاؤها خلال (24) ساعة، كما أن اليابان صنعت جهازاً قياسياً للاختبار السريع (test rapide) للكشف عن فيروس كورونا مدته (15) دقيقة، وهو قادر على اكتشاف الإصابات وقت وجيز جداً ، فيما أكدت فرنسا أن الدواء الذي تستخدمه أثبت نجاحه ضد (covid-19)، وهذا يبرهن بالدليل القاطع أن هنالك الكثير من المرضى تعافوا تماماً من فيروس (كورونا)، وعادوا إلى أسرهم وحياتهم الطبيعية، بالإضافة إلى أن الكثير من شعوب العالم أصبحت تحمل خبرة طيبة في الوقاية وحماية أنفسهم من الفيروس.
ومما ذهبت إليه يجب أن لا نلتفت إلى الأخبار غير السارة، فهي بلا شك ترمي إلى إدخال الخوف والهلع في نفوس الناس، وغالباً ما يكون هذا الاتجاه لدواعي سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية وفكرية، ورغماً عن ذلك سيخرج العالم من جائحة (كورونا) أكثر قوة، تماسكاً، تعاضداً وتضامناً، فلينظر الجميع إلى السماء، فإن فيها عظمة الله القادر على أن يقضي على فيروس (كورونا)، لذا تضرعوا له بالدعاء اللهم إننا عبادك فاكشف عنا كل سوء وبلاء، وأحفظنا من فيروس (كورونا).

الخميس، 2 أبريل 2020

العناية الإلهية تنقذ سراج النعيم من الموت في تقاطع السلاح الطبي

**


..........
أنقذت العناية الإلهية الأستاذ سراج النعيم، مؤسس شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، صحيفة (العريشة) الإلكترونية من الموت المحقق نتيجة حادث مروري وقع صباح اليوم في تقاطع  مستشفي (السلاح الطبي)، مما أدي إلى تصادم عدد من المركبات العامة.
فيما تشير الوقائع إلى أن سائق المركبة التي كان يستغلها الكاتب سراج النعيم متوجهة إلى الخرطوم، إلا أنه عندما وصل تقاطع السلاح الطبي اصطدم بعربة (أمجاد) قادمة من الخرطوم، فيما اصطدم سائق (الامجاد) بحافلة قادمة أيضاً من الخرطوم، إلا أن العناية الإلهية أنقذت من يستقلون المركبات الثلاثة.
من جهة اخري لم تحدث خسائر في الأرواح، ولكن تضررت الأمجاد من شدة الاصطدام العنيف، وتضررت أيضاً الحافلتين جراء الحادث المروري.

*سراج النعيم يكتب : (كورونا) وإرهاصات الصراع في بعض مراكز القوى





............
يجب إن لا نغض الطرف بقصد أو بتجاهل عن ملف الصحة في السودان وبالمقابل أطرح تساؤلات سلبية لا تنبئ بخير، لأن هنالك تعاقدات ابرمها النظام البائد مع شركات أمنية خاصة دون الإيفاء بدفع استحقاقات تلك الشركات، مما اضطر البعض منها وقتئذ حجز حساب وأجهزة قسم الحوادث والإصابات بمستشفى بحري ، وكانت هذه هي نقطة البداية للحجز، مما عرض الأمن الصحي للمواطن لمخاطر، وقد سبق أن صدر أمر قضائي لصالح احدى الشركات الدائنة بحجز الاجهزة الحساسة بالحوادث لصالح الشركة، فهل تم حل مثل هذه الاشكاليات.
إن دخول بعض المستشفيات في ديون يعود سببه إلى تنفيذ مشاريع ذات مبالغ خرافية تتعدي المليارات، فهل هذا يتم عمداً أم تجاهلاً، وإلى من تؤول الأقسام ذات الطابع المادي مثل المعامل الداخلية وقسم الأشعة، وهل يحق لمدراء الإدارات التعاقد مع شركات خاصة؟
على الحكومة الانتقالية إضافة مبالغ جديدة لميزانيات المستشفيات لتسيير خدمات تتطلبها ظروف جائحة (كورونا)، فإن ثبوت الميزانية منذ العام 2009م يؤكد عدم التفهم الجاد لاشكاليات يمكن أن يتعرض لها المواطن أو تتعرض لها الجهات الإدارية الموجودة بالمستشفيات، فحين تضغط أكثر من طاقتها وامكانياتها ربما تتخلى عن مسؤولياتها بين ليلة وضحاها، لأن هنالك إخفاق كبير في الخطط الصحية، فيما نجد أن هنالك مشاريع تم انشاءها داخل بعض المستشفيات، وأخذت الطابع الاستثماري، فهل هذه المشاريع تعود على المستشفيات بالفائدة، أم أنها تصبح عبئاً عليها، وهل صاحب تنفيذها عيوباً ، وكم كلفت الدولة من مبالغ في ظل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي ظهر في عهده الخلل الأكبر لدرجة أن هنالك مشاريع كبيرة لم يتم افتتاحها أو تشغيلها للتخبط، وهي الآن منصوبة وغير قادرة على العطاء، وعليه يجب إيجاد الحلول لمشاكل النفايات الطبية والأمنية حلاً نهائياً بحيث لا تشكل عبئاً إضافياً على الميزانيات المتهالكة كما يجب حل مشكلة الغازات الطبية.
إنه في الإمكان تقليل تناول الطعام أو شرب الماء، ولكن لا نستطيع أن نقلل جرعة الهواء والدواء لأنه لابد أن تعطي الجرعة كاملة، فإن المشاكل الصحية الموجودة ببعض المستشفيات تمثل قنبلة موقوتة، لا ينجو من شرها أي مواطن أو مسؤول إذن ما هي الحلول، فإذا القينا نظرة تحليلية لما ورد ذكره نجد أن هنالك إخفاقات وانعكاسات سلبية، مما يؤثر في تدهور النظام والأمن الصحي.
بدأت إرهاصات الصراع في بعض مراكز القوى التي توجد في وزارات الصحة إبان نظام الرئيس المخلوع عمر البشير كما يجب الالتزام الحرفي بما جاء في قوانين السودان خاصة قانون الصحة العامة وتفعيل أو إنشاء مجلس عام للصحة، وإنشاء مجلس أعلى للمستشفيات التعليمية من ذوي التخصصات المختلفة لتولي التخطيط والمتابعة للسياسات الصحية المستقبلية وحلول المشاكل العاجلة التي تتعلق بصحة وسلامة المواطن لأن سلامة وأمان المرضى تعتبر حجر الزاوية في الرعاية الصحية، وفي وجود الخدمات الطبية، وأهمية المستشفي كونه المكان الذي يقصد للشفاء والمكان المفترض أن يكون على أعلى مستوى من الأمن والسلامة والصحة.
يتوجب على مديري المستشفيات تحسين الأداء ونوعية وسلامة الخدمات المقدمة إلى المرضى وتحسين النتائج فكثيراً ما يصاحبها من انخفاض في معدلات الرعاية الصحية للمرضي وانخفاض معدلات الإصابة بالعدوى في المستشفيات خاصة في ظل انتشار فيروس (كورونا)، وتحسين إدارة الأدوية، وهذا يتطلب وضع دراسات جادة لميزانيات الخدمات الصحية، واعتماد الميزانية الحقيقية، لذلك فإن الوضع في حوادث المستشفيات التعليمية يسير على الخط، فلو جاء طارئ لا قدر الله فمن سيكون المسئول؟!
لابد من العمل والالتزام بالقوانين المنظمة للصحة، وفرض الدفع المقدم على مؤسسات التأمين الصحي التي يشكل مرضاها عبئاً مضاعفاً على المستشفي والعاملين فيها، وإنهاء فاتورة الغازات الطبية وذلك عبر تأسيس مصنع للغازات الطبية يتبع للدولة حيث أنه يمثل طرحاً إستراتيجياً ذو إبعاد أمنية بعيدة المدى، كما أنه يجب الاتفاق الجدي بين وزارة الصحة ووزارة الداخلية على مستوى الوزراء لتأمين المستشفيات من قبل أفراد الشرطة والشرطة الأمنية بالتعاون مع جهات التأمين الموجودة بالمستشفيات، وتحسين أدائها وإنهاء فاتورة الشركات الأمنية الخاصة التي تشكل عبئاً إضافياً على ميزانية المستشفيات.
وأطالب بتشكيل لجنة من أشخاص عادلين لمراجعة ملابسات الديون الموجودة بالمستشفيات ، ومدي صحتها ومطابقتها للقوانين، وإحالة كل مخالف للعدالة بعد مراجعة الاتفاقات الخاصة بشركات أبرمت معها تعاقدات ذات طابع استثماري داخل المستشفيات، ومعرفة مدي التزامها بتلك التعاقدات.
وأنادي بالاتفاق مع مؤسسات الكهرباء والمياه لتقديم خدمات مجانية أو ميسرة، والاستفادة من الطاقة الشمسية لتأمين الكهرباء، وإلزام التأمين الصحي بتوفير الخدمات التي لا تتوفر ليلاً مثل الأشعة والموجات الصوتية الخ، وأنادي أيضاً بتطبيق الزى المميز لكل العاملين بالمستشفيات، وعلى وزارة الصحة توفير عدد معتبر من عربات الإسعاف لكل المستشفيات مع تأمين خمسة طائرات هليكوبتر إسعافية لأن البلاد في أشد الحوجة لها مع ضمان مركبات إسعاف نهري لحالات الطوارئ التي تحدث في النيل.

الأربعاء، 1 أبريل 2020

*(كورونا) في الأراضي السودانية عبر القادمين من الخارج* ............ *اختفاء (الكمامات) في ظروف غامضة وندرة في (الجونتيات


..........
*وزارة الصحة تعلن عن الإصابة السابعة بوباء الكورونا*
٠٠٠٠٠٠٠.٠
*تقرير : سراج النعيم*
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
لم يسبق أن احتلت قضية طبية كما احتلها وباء فيروس (كورونا) المستجد، والذي أودي بحياة عدد من السودانيين الذين جاء به من خارج السودان وآخر المتوفين الأستاذ ربيع دهب ، فيما أعلنت وزارة الصحة عن الإصابة السابعة بوباء الكورونا قادمة أيضاً من دولة الأمارات العربية المتحدة ، ولم يثبت إلى الآن اكتشاف أي حالة مصابة بالفيروس الفتاك من داخل الأراضي السودانية، ورغماً عن ذلك اختفت (الكمامات في ظروف غامضة)، كما حدثت ندرة في (الجونتيات)، مما ينذر بخطورة الأوضاع الصحية في البلاد، لذا على السلطات المختصة التشديد في اتخاذ التدابير الاحترازية الوقائية، وتقصي الحقائق حول كيفية دخول الحالات المصابة بفيروس (كورونا) للأراضي السودانية دون إخضاعها للفحص، والوضع في الحجر الصحي، ومما ذهبت إليه أرى أن نفتح هذا الملف الساخن الذي أدخل الهلع والخوف الشديدين في نفوس العامة ليس على مستوى السودان فقط بل على مستوي العالم، لذلك يجب التحقيق مع السلطات المسئولة عن دخول حالات مصابة بالوباء، خاصة الحالات المصابة بفيروس كورونا من دول موبوءة به، ومن ثم مخالطتهم للأصحاء من أسرهم، أصدقائهم وزملائهم وغيرهم من الشخصيات المتعاملين معها، والذين يتم إسعافهم إلى المستشفيات دون أخذ التدابير الاحترازية الوقائية، هكذا يدخل بعض المرضي على أساس أنهم غير مصابين بالوباء القاتل الصامت، عليه يكون المريض وأسرته قد عرضوا الكادر الطبي لخطورة انتقال الفيروس إليهم باعتبار أنهم تعاملوا معه مريضاً عادياً إلى أن يتم الإعلان عن الوفاة، ومن ثم نبدأ متأخرين في الحيطة والحذر، وبما إننا نعلم تماماً الإمكانيات الطبية للبلاد يجب على السلطات السودانية طلب المساعدة من منظمة الصحة العالمية حتى نوقف انتشار الفيروس الذي يأتي به أبناء الوطن من الخارج، وهم يعلمون بما لا يدع مجالاً للشك أن السودان يفتقر إلى أدني المقومات الطبية، فما بالك ونحن مهددين بالقاتل الخفي الذي لا ندري من أين يأتي إلينا؟ لذلك على الحكومة الانتقالية وضع حداً للجدل الدائر في قضايا ترتبط ارتباطاً وثيقا بحياة الإنسان، فإنسان السودان بسيط وطيب ولا يستحق أن يحدث معه ما يحدث آنياً من تهاون في تنفيذ ما يحفظه من الوباء الذي بدأ ينتشر بصورة مخيفة ومرعبة جداً، لذلك تجول بخاطر كل منا الكثير من التساؤلات ما هي الإمكانيات الطبية التي يمتلكها السودان لاكتشاف الإصابة بفيروس كورونا، ومن المسئول عن كتابة تقارير تثبت إصابة هذا أو ذاك بـ(الوباء) القاتل، ومن الطبيب المخول له الكشف على الحالة المصابة وإجراء الفحوصات، ومن ثم كتابة التقرير النهائي الذي يحدد الإصابة بفيروس (كورونا) من عدمها، وهل تكفي المذكرة التفصيلية وحدها لكتابة تقرير دقيق يستند عليه استناداً لا رجعة بعده، وهل يسمح لأهل المريض بعد إعلان الوفاة تحويله إلى الطبيب الشرعي في حال ساورتهم شكوك ؟؟؟.
من وراء تلك الأسئلة وغيرها أردت أن نلم ببعض السلبيات المصاحبة لملف الإصابة بفيروس (كورونا) المستجد الذي لا ندري أين تكمن حقيقته في ظل تضارب التصريحات من حيث إيصال المعلومة الحقيقية للمتلقي، فإذا نظرنا بمنظار فاحص إلى ملف فيروس (كورونا) فإننا نجد أن هناك خلل في إدارة هذا الملف المرتبط ارتباطاً وثيقاً حياة إنسان السودان، لذا يبدو أن المعركة ستكون طويلة من واقع خفايا وأسرار الإمكانيات الطبية في البلاد، لذا لاحظت أن الناس بدأت تسأم من التقييد دون توفير العينات الوقائية، فليس هنالك أجهزة للتنفس الاصطناعي في حال ارتفعت الحالات المصابة بالفيروس، وعدم توفرها بالصورة المطلوبة، لذا أدعو الحكومة الانتقالية ووزارة الصحة بصفة خاصة الانتباه لمسألة النقص في المعنيات.
إن تشريح جثمان المريض أمراً طبيعياً في حال ساور أسر المرضي شكوك حول وفاته بفيروس (كورونا) المستجد، فانتهاج هذا النهج يحفظ لكل واحد حقوقه، فهو في نهاية المطاف الفيصل، فالمشرحة يمكنها أن تحدد أسباب الوفاة، وهي ظاهرة صحية لأن هنالك الكثير من المرضي يموتون، ونكون غير ملمين بالأسباب الحقيقية للوفاة، وإن كان البعض من السودانيين غير ميالين لعملية التشريح وأن كانت مفيدة من حيث التبصير بمعرفة أسباب الوفاة لربما تحمل في معيتها زوايا عدة، فالمريض لا يولي صحته الاهتمام الكافي، والطبيب في نهاية المطاف إنسان يخطي ويصيب، مما يجعل الوضع في كلتا الحالتين مواجهاً بأشياء كثيرة كالضعف في الدم وعدم المتابعة والأمراض الأخرى المصاحبة.
وأعزو التدهور الصحي إلى عدم وجود خطة صحية واضحة على مستوي السودان من حيث البنية التحتية للمستشفيات، فهي في الغالب الأعم ليست بالصورة المطلوبة التي يمكن أن يضمن فيها المريض خدمة صحية متكاملة، فالمعاناة في كل شيء مثلاً في القدرة الاستيعابية للمستشفيات (الأسرة) مقابل المرضي، والبنيات التحتية من معامل، بنك دم، إسعاف وكوادر طبية تجيد التعامل مع المصابين بفيروس (كورونا)؟ مما يطرح سؤالاً على السلطات الصحية هل أقسام الطوارئ في المستشفيات مهيأة لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس (كورونا)، وهل تم مدها باختصاصيين على مدار الـ(٢٤) ساعة، وهل يحرص الطبيب السوداني على الممارسة التي تدنت إلى أدنى مستوياتها في ظل هذا الوباء القاتل، علماً بأن العائد المادي ضعيف، والذي يضع الطبيب أمام خيارين لا ثالث لهما الحالة الإنسانية تجاه المريض، والحالة الاجتماعية، وبالمقابل أصبح المفهوم العام أن تقابل الطبيب لكي يكتب لك روشتة، وتذهب إلى سبيل حالك، وما أصاب مؤسسة الطب العام أصاب مؤسسة الجراحة، فالبنية التحتية والأساسية للعمل الجراحي في السودان غير مكتملة، فالظروف الاقتصادية والاجتماعية مست كل شيء.

*سراج النعيم يكتب : الغلاء الفاحش في ظل الوباء ومطالبة بتحويل استاد وفندق الهلال والمريخ لحجر صحي*


............
أدي ظهور وانتشار فيروس (كورونا) المستجد إلى إدخال الهلع والخوف الشديدين في نفوس السودانيين، وذلك من واقع أن (الوباء) بات يشكل خطراً كبيراً على حياة الإنسان، ورغماً عن ذلك تستغل شركات غذائية، تجار وسائقي المركبات العامة الضائقة لتحقيق مآربهم الخاصة مع علمهم التام بأن الأوضاع الاقتصادية متأزمة جداً، وهذا أن دل على شيء، فإنما يدل على (الجشع) ، و(الطمع) الذي تملكهم، مما يثبت وبما لا يدع مجالاً للشك عدم وطنيتهم.
إن جائحة (كرورنا) تحتم على كل سوداني غيور على وطنه، وحريص على مواطنه أن يقف بماله مع الشعب إلى أن يتجاوز أزمة الفيروس التي يجني في إطارها البعض المزيد من الأموال، هكذا يمارسون الاستغلال منذ ظهورها وانتشارها على نطاق واسع من بقاع العالم، وفي سياقها لم يساهم رجال المال والأعمال السودانيين رغماً عن أنهم أصبحوا رأسمالية وبنوا إمبراطوريات منذ نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذي فتح لهم الأبواب مشرعة ليصبحوا بين عشية وضحاها أثرياء، وعليه فإن السؤال لماذا لم تساؤلهم من أين لكم هذا؟ خاصة وأن معظمهم جمع ثرواته في ظل نظام فاسد بكل ما تحمل الكلمة من معني، وبالتالي فإن التفكير على هذا النحو يعد عاملاً ضد الإنسانية التي ظلت تعاني منه، والذي استشري في كل مفاصل الدولة، مما جعل البعض ينحصر تفكيره في كيفية نهشه لجسد محمد أحمد الغلبان، والذي لا يدري من أين يأتي بالمال لمجابهة الزيادات التي عجز في ظلها وزير الصناعة والتجارة إيقاف استمرارها مع إشراقة كل صباح، علماً بأن الاستغلال في حد ذاته يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، لذا السؤال هل الشركات الغذائية والتجار وسائقي المركبات العامة يدفعون الضرائب في صورتها الصحيحة؟، مع التأكيد أنهم يجنون من أرباحاً تصب في ريع خزنهم، والأغرب في هذا الملف هو أن هنالك من يدافع عنهم ناسين أو متناسين تضررهم وأسرهم، فهم لا يهمهم سوي المصالح الشخصية.
ومما ذهبت إليه فإن على الحكومة الانتقالية مراجعة الملفات الضريبية للشركات الغذائية والتجار الذين لا يرحمون الموطن، وعلى إدارة شرطة المرور مراجعة تراخيص المركبات العامة، طالما أنهم يرفعون التعريفية حسب الأهواء الشخصية، ولا يراعون للراكب الذي كلما مزق فاتورة تطل عليه آخري، لذلك يجب أن لا تأخذكم فيهم أي شفقة، فكرسي السلطة الذين تجلسون تم من خلال ثورة الشعب التي أطاحت بالرئيس المعزول عمر البشير، ولا أتوقع من أمثال هؤلاء أن يتبرعوا بجزء من ثرواتهم للمصلحة العامة رغماً عن الامتيازات الممنوحة لهم من الدولة على حساب المواطن، والذي لا يجد منهم سوي رفع أسعار السلع الاستهلاكية، بالإضافة إلى زيادة تعريفة المواصلات، هكذا يظفرون بالمال دون وجه حق.
من المعروف أن الحكومات منوط بها اتخاذ القرارات المتعلقة برفع أسعار السلع الاستهلاكية، وتعريفة المواصلات إلا أن في السودان ليس هنالك ضوابط أو رقابة، ولو كنت مسئولاً لفرضت على كل صاحب شركة أو تاجر مبلغاً مالياً لدعم صحة إنسان السودان الذي ظل يعاني الأمرين من الأزمات الاقتصادية دون أن تحرك الحكومة الانتقالية ساكناً في إطار وباء (كورونا)، وهكذا يستمر جشع وطمع الشركات الغذائية والتجار لدرجة أنه فاق الحدود الممكنة، فبدلاً من أن يخفضوا أسعار السلع الاستهلاكية، فإنهم يرفعونها دون مراعاة للعباد الذين تأثروا بها غاية التأثر، وذلك في إطار فيروس (كورونا)، والذي اتخذت في إطاره تدابير احترازية وقائية وقرارات لا تصب في مصلحة المواطن من الناحية المعيشية، بقدر ما أنها تضيق عليه الخناق، إذ أنه يتفاجأ في ظلها بالشركات الغذائية والتجار الذين يزيدون أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية للحياة، مما نجم عن ذلك إضراراً بالغة التعقيد بالناس من حيث توفير المأكل والمشرب الذي يجدون في ظله الأسعار مرتفعة بشكل مضاعف دون أن يخافوا الله في البلاد والعباد.
وفي ظل ظهور حالات واشتباه في آخري أقترح على الأستاذة ولاء البوشي، وزير الشباب والرياضة مساعدة وزارة الصحة بعد توقف النشاط الرياضي بأن تصدر قراراً يقضي بتحويل الاستادات وفنادقها إلى (حجر صحي) لمن يشتبه إصابتهم بفيروس (كورونا) المستجد، خاصة استاد وفندق نادي الهلال والمريخ الأكثر تأهيلاً للحجر الصحي، وهذا الأمر يجوز من حيث أن البلاد في حالة طوارئ صحية، ومن حق الحكومة تسخير كل المرافق الحكومية والأهلية لدرء هذا (الوباء)

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...