...........
إن جائحة (كورونا) افرزت الكثير من السلوكيات السالبة والمؤسفة جدا في المجتمع، وذلك من واقع أن البعض استغلها للبحث عن الشهرة بادعاء الإصابة بالوباء الفتاك، والذي ادعت في إطاره فتاة أنه يشتبه في أنها مصابة بجائحة (كورونا)، ويبدو أن المدعية دفعت بالخبر إلى صديقتها، والتي بدورها لم تتواني في أن تنشره عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، وطلبت من النشطاء ورواد الإعلام البديل أن يتضرعوا لها بالدعاء بأن يمن عليها الله سبحانه وتعالي بالشفاء العاجل، ومضي السيناريو وفق ما هو مخطط له، وبعد أيام من ذلك الإعلان نشرت ذات الشابة خبرا مفاده أن صديقتها جاءت نتيجتها خالية من الإصابة بالمرض القاتل، والذي أدخل الخوف والهلع في نفوس العالم، وبالإضافة إلى هذه الواقعة فإن الجائحة أعادت (خفافيش) الظلام إلى المشهد السياسي، وأمثال هؤلاء يستغلون الأزمة الإنسانية لصالح اجندات لا تصب في مصلحة المواطن، كما أطل في المشهد الاقتصادي من يستندون على نظرية (المؤامرة)، وكلاهما متلازمتان من حيث ظهورهما في الظلام، هكذا امتلأ المشهد بالأفعى التي تبث سمومها في الأجساد الصحيحة والمعافي، وذلك باستغلال جائحة (كورونا)، التي يجب أن نشكر في إطارها الدكتور أكرم التوم الذي يمثل خط الدفاع الأول للفيروس المستجد.
من المؤسف حقا أن البعض يبحث عن الشهرة بادعاء المرض، ناسيا أو متناسيا أن من يتمارض سيمرض أن طال الزمن أو قصر، لذلك نصيحتي لمن يفعلون أن يتجاوزا الأفكار السالبة، وأن يركزوا على الأفكار الإيجابية، وذلك من خلال التدابير الاحترازية الوقائية المتخذة إلى أن يتم القضاء على (الوباء) نهائياً، والذي يتطلب في الإنسان أن يكون شفيفا مع ذاته قبل الآخرين حتي لا يقدم نفسه في أسوء صورة من الصور المرتبطة بالإنسانة، ومن ينتهج ذلك النهج قد يكون غير واعيا بخطورة ما يقدم عليه، وبالتالي أمثال هؤلاء لا يلتزمون بالإرشادات الصحية والتدابير الاحترازية الوقائية.
مما ذهبت إليه فإن هنالك الكثير من المواقف المتناقضة التي برزت على كافة الاصعدة والمستويات، وبدلا من الاتجاه على ذلك النحو كان في إمكانهم البحث عن الشهرة بالإرشادات، والتعريف بمخاطر فيروس (كورونا)، والذي يجب أن يتفاعلوا في ظله مع شرائح المجتمع المختلفة، وذلك من خلال تقديم المساعدات للأسر الفقيرة، والتي تعاني الأمرين من الحظر شبه الكامل، والذي يجب أن يتطوعوا في إطاره لمجابهة (الوباء)، والذي يجب أن يعمل كل إنسان في مجاله وتخصصه، وأن يطرح الأفكار النيرة، المبادرات المندرجة في هذا الإطار، وتحفيز من يمتلكون المنشآت والعقارات أن يضعوها تحت تصرف وزارة الصحة عند الحاجة لها، وأن تقدم الكمامات، الجونتيات والمعقمات، هكذا يجب أن يفعل من يبحثون عن الشهرة حتي لا تكون (منقوصة)، وعليه فقد ظهرت سلوكيات سالبة من خلال إستغلال الأزمة الاقتصادية والإنسانية للترويج الشائعات، أو التباهي بأفعال صبيانية، أقل ما يمكن أن توصف به أنها غير مسؤولة!!
فيما نجد أن ظهور وانتشار فيروس (كورونا) افرز ظاهرة مؤسسات، شركات غذائية و(تجار) يمضون في هذا الاتجاه الذي يسوقون في ظله للكسب الرخيص، هكذا يستغلون الظرون دون أن يعلموا أن أزمة فيروس (كورونا) ستنتهي أن طال زمنها أو قصر بإذن الله، وتبقى هذه الفترة مجرد ذكريات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق