الأحد، 31 مارس 2019

أبوهريرة حسين يبكي في زواجه الأسطوري بسبب (الحوت)

..........................
هذا هو سر علاقتي بالرئيس فهو والد وأخ وصديق وقائد 
..........................
الحوت محباً للمشير البشير لدرجة أنه ارتدى صورته علناً
..........................
جلس إليه : سراج النعيم
.........................
شاركت (الدار) أبوهريرة حسين، وزير الدولة بالمجلس الأعلي للشباب والرياضة الاتحادي، والذي عين في هذا المنصب قبل أيام من ختام مراسم زفافه بـ(الصالة الذهبية) بالخرطوم بحري، وذلك وسط حضور كبير من رموز السياسة، الفن، الثقافة، الرياضة، والإعلام، ونجوم ومشاهير المجتمع الذين تقدمهم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية، وحرمه السيدة الأولي وداد بابكر، والفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين ووزراء وقيادات الدولة، وجمع غفير من الحضور الذي تدافع لتقديم التهاني للعريس مع الأمنيات له بحياة زوجية هانئة، وبيت مال بالرفاه والبنين.
فيما أكمل (أبوهريرة) مراسم زواجه على نغمات الموسيقي وزغاريد الأهل والأصدقاء الذين شاركوه الفرحة مساء الخميس 28 مارس 2019م، وتغني في الزواج الأسطوري الفنان الفخيم كمال ترباس، والذي تألق كعادته، والفنانين الشاب شكر الله عز الدين، عماد الصبابي وآخرين.
من جهة أخري قامت الحاجة فائزة محمد الطاهر والدة الفنان الأسطورة الراحل محمود عبد العزيز بتكريم العريس بـ(الوشاح) و(الشهادة التقديرية)، مما جعل دموع (أبوهريرة حسين) تنهمر مدراراً لحظة التكريم الذي أعاد له ذكريات وأشواق وأشجان جمعته بفنان الشباب محمود عبدالعزيز وجمهور (الحواتة).
وحول علاقته بالسيد الرئيس قال : هو ابونا وهو مكان الوالد فعلاً وقولاً، وأحبه كثيراً واحترمه أكثر، وهو محل تقديري واحترامي، وكل أسرتي كذلك، أقول هذا بكل صدق وبدون نفاق هو والد وأخ وصديق وقائد ورئيس، وقد بدأت علاقتي به في العام 1992م، فوجدته رئيساً استثنائياً ويحمل صفات مميزة من صدق وأمانة وشجاعة، لذا ظللنا نفخر ونعتز به.
وعن علاقة الفنان محمود عبدالعزيز بالمشير عمر البشير قال : كان محباً جداً للسيد الرئيس للدرجة التي ارتدي فيها صورته علناً، بالإضافة لعلاقته المميزة بجهاز الأمن والمخابرات الوطني، والذي وقف معه حياً وميتاً، حياً حيث أصدرت الأجهزة الشرطية قراراً بعد أحداث نادي التنس الشهيرة يمنع بموجبها من الغناء في كل أندية الخرطوم وكان أن ذهبت شخصي ومحمود لسعادة الفريق عبدالقادر يوسف الذي استجاب لنا بأن قادنا بعربته الخاصة إلى مكتب اللواء محمد مختار مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بولاية الخرطوم والتقينا به ووجدنا هذا الرجل أيضاً يكن تقديراً واحتراماً للحوت ومن ثم اصدر قراره الفوري بعودة محمود للغناء بولاية الخرطوم. وواصل : أما الفريق محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق فقد أصدر قراراً بالمساهمة في علاج محمود مهما كلف الأمر وكان ذلك بواسطة الفريق عبدالقادر يوسف أثناء مرضه وبعد الوفاة اصدر قراراً يقضي بإرسال طائرة خاصة لإحضار جثمان الحوت من الأردن.
فيما كان أبو هريرة حسين قد كشف عن علاقته بـ(الحوت) قائلاً : ما يميز الفنان محمود عبدالعزيز أنه فرض موهبته وسط عمالقة الفن السوداني، ولو لم يكن يمتلك مقومات الشخصية لما استطاع الاستمرارية، وظهر ذلك في التفاف الشباب حوله حياً وميتاً إذ خرجوا للشوارع باعداد كبيرة عند تلقيهم نبأ وفاته رسمياً إذ كلفت شخصياً أن أنقل الخبر إلى أسرته بالخرطوم، وكان أن أجريت بعض الاتصالات الهاتفية بالمقربين من أسرة الراحل لكي أنقل الخبر إلى شقيقاته بمنزلهم بالمزاد.
وأضاف : بدأ المشهد الأول لدي وصولنا إلى منزل أسرة (الحوت) حيث وجدنا كل الأهل بـ(المزاد)، وكان المشهد حزيناً ومؤثراً جداً، ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عظمة الفنان الراحل، وعلى خلفية ذلك توافد الناس، وبالتالي أجزم جزماً قاطعاً أن الأجهزة الإعلامية جاءت من أجل أن تعزي نفسها أولاً.
واستطرد : أما المشهد الثاني فتجلي في توافد الشباب إلى مطار الخرطوم إذ كانوا يقدرون بـ 10 ألف تقريباً، وقد عبروا في ذلك الوقت عن حبهم العميق للراحل.
وذهب إلي المشهد الثالث قائلاً : تمثل هذا المشهد في المقابر والشوارع التي امتلأت وكل مشهد من هذه المشاهد يختلف عن الأخر ويعبر عن موقف خاص.
وحول الإشكالية الخاصة بحرق مسرح الجزيرة قال : في تلك اللحظات العصيبة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الفنان الراحل محمود عبدالعزيز يؤكد فيه أنه ذاهب إلى مدني صباح ذلك اليوم أي قبل 24 ساعة من تاريخ إحياء الحفل الأمر الذي استدعاني إلي أن أسأله لماذا الذهاب للحفل قبل الزمن المحدد فقال الحوت في رده علي : (إنني طولت من الحفلات الجماهيرية بحاضرة ولاية الجزيرة وأتوقع لهذا الحفل أن يكون مميزاً باعتبار انه بداية انطلاقة لحفلاتي الجماهيرية المميزة التي ستشهدها كل المسارح ابتداءً بنادي الضباط)، والتمست من هذه المكالمة الهاتفية انه كان متحمساً وحريصاً جداً على تقديم حفله بمدينة ودمدني.
واسترسل : وفي اليوم التالي مما أشرت إليه مسبقاً اتصل عليّ الحوت وقال : (إنني لم أسافر نسبة إلي أن المتعهد الذي سيقيم الحفل بمدني قد أخطرني أن هناك فرقة إثيوبية ستقدم وصلة غنائية وبالمقابل سأقدم أنا الفاصل الثاني الذي تقرر له أن يبدأ في تمام الساعة العاشرة مساء)، وفي ذلك التوقيت كان هو بمسرح الجزيرة، وعندما حدث الانفلات الأمني حدث من واقع أن جماهير (الحواتة) كانوا متواجدين به منذ العاشرة صباحاً.
ومضي : وذكر لي الحوت قائلاً : (إن بعض الناس قد سربوا بعض المعلومات المغلوطة التي تؤكد أنني لن أحضر لمدني في الوقت الذي كنت فيه موجوداً بالمسرح ويبدو أن ليبيا انضربت من الداخل) وكان محمود في تلك الأثناء منزعجاً جداً من المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الثقافة والإعلام بالولاية والذي حمل فيه الحوت مسؤولية ما جرى بالمسرح. 
واستطرد : وفي حفل نادي الضابط الذي تلي أحداث حفل مدني قال الحوت إنه يعتقد أن الرسالة التي قدمها للجمهور كانت رسالة بليغة وتمثلت في الاعتذار عما حدث في مسرح (الجزيرة)، وقال إنه يمثل واحداً من (الحواتة) بمدني، وبالتالي اعتذر لهم، وذلك أمام سبعة ألف من جماهيره بنادي الضباط، وفي هذا التوقيت حركت ضده إجراءات قانونية في الأحداث ليتم القبض عليه بعد الحفل مباشرة.
وتابع : تم الاتصال بوزير الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة من أجل احتواء الموقف بواسطة شخصيات عديدة فيما تم اتصالنا نحن بالأجهزة الأمنية الموجودة بالخرطوم، فقالوا إنه ليست لهم علاقة بالإجراءات القانونية ضد الحوت، وللأسف فإن الحوت ضرب من الداخل.
وأردف : مما يجعلني اعتقد أنه مات مائة مرة بالألم والجراح وفي القلب حسرة، إذ أنه صرخ على أثرها من داخل الحراسة قائلاً : (أنا ما عملت حاجة وحصلوني وطلعوني من هنا)، ولأول مرة أحس أنه متألم، فما كان مني إلا وأن تحركت تحركات ماكوكية، ولكن الكثيرين تعللوا، فتحركت من الخرطوم ووجدت هناك خاله أمين الطاهر ومأمون شقيقه، وعدداً كبيراً من (الحواتة) يرابطون أمام قسم الشرطة. 
وقال : كانت المفاجأة بأن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا التعقيد فوكيل نيابة مرموق ساعدنا مساعدة كبيرة، وقال إن محمود عبدالعزيز بريء، بل ساق معنا الاستئناف إلى وكيل النيابة الأعلى، والذي بدوره أصدر توجيهاته بإطلاق سراحه فوراً، وبالضمان الشخصي، ولم نعلم حتى الآن من هم الذين تسببوا في حبس الحوت (5) أيام بحراسة قسم شرطة الأوسط. واستمر : وما أن اخلي سبيل الفنان الراحل محمود عبدالعزيز إلا وخرجت خلفه الجماهير في مسيرة هادرة من قسم الشرطة وعندما وصلنا بوابة الخروج من مدني لحق بنا الأخ الحبيب جمال الوالي، وذكر لمحمود كلمات معبرة مفادها : (أنت يا محمود شخصية كبيرة، وكان عليك الاتصال بنا حتى نقف معك في هذه المحنة)، والتزم بصيانة كاملة لمسرح الجزيرة، كما قال كلمات جميلة في حق محمود، مؤكداً له أنه لديه جمائل كثيرة على نادي المريخ.
وعرج إلي العمليات الجراحية للحوت بالخرطوم قائلاً : في المرة الأولى التي مرض فيها كان رافضاً رفضاً باتاً تلقي العلاج في السودان، ولكن عندما أشتد عليه المرض وجد ضغوطاً كبيرة من الفريق عبدالقادر يوسف مساعد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق، والأستاذ السمؤال خلف الله وزير الثقافة والدكتور معتز البرير ونجوى العشي زوجته السابقة وآخرين، وكانت نتيجة هذه الضغوط إجراء العملية الجراحية التي عشنا وفقها لحظات عصيبة تمثلت في أن محمود كان لديه اعتقاد جازم أنه إذا اجري العملية الجراحية سوف يتوفي.
وعطفاً علي ذلك قال : وكان الدكتور فضل الله يخبرني بخطورة الموقف الصحي للحوت لأن هنالك قرحة متفجرة فانسحبت من هناك إلى غرفة مجاورة ولحق بي بعض الأصدقاء لان الحوت في تلك اللحظة كان يتحدث بنبرات صوتية حزينة كأنه مفارقاً للحياة، وذلك اليوم طلب تأجيل العملية الجراحية لليوم التالي حتى يتمكن من أن يعمل عملاً خيراً مساء (الاثنين)، وفي ذلك اليوم تفاجأت باتصال من طبيب بالمستشفي قال فيه : (إن الحوت وافق على إجراء العملية، والتي أجريت له بنجاح)، وأشاد بالدكتور معتز البرير، قائلاً : البرير وقف معنا وطلب من محمود أن يجري العملية وطمأنه، وقال إنه ثروة قومية أي أنه تعامل بمسؤولية.
وتابع : في الأردن لم تجر عملية جراحية للفنان محمود، بل كانوا في انتظار أن يفوق الحوت من جراء العملية التي أجريت له بالخرطوم، لذلك أبريء الجميع ويكفي أنهم ذهبوا معه إلى الأردن، فالصورة التي نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك).

تشييع جثمان السودانية (لمياء) بمقابر (ستة أكتوبر) بالقاهرة

.............................. 
أكد القنصل العام بسفارة السودان بالعاصمة المصرية (القاهرة) أن أسرة المتوفاة ليمياء حسن إسماعيل سعيد استلمت جثمانها، وتم تشييعه إلى مثواه الأخير بمقابر (ستة أكتوبر) بالعاصمة المصرية (القاهرة).
وقال : توفيت (ليمياء) في فبراير الماضي من العام 2019م، وقد تم استلام جثمانها بواسطة شقيقها، وبحضور والدتها، وتم دفنها في مقابر مدينة (ستة أكتوبر).
فيما كانت السفارة السودانية بجمهورية مصر العربية قد أطلقت في وقت سابق نداء حول جثمان السودانية المتوفاة (ليمياء حسن) تناشد من خلاله من يتعرف عليها الاتصال بها، وأشارت فيه إلى أن المتوفاة (ليمياء) من مواليد مدينة (أم درمان) بتاريخ 1 يناير 1992م، وأنها توفيت في شهر فبراير من العام 2019م، وذلك بمنطقة (فيصل) بجمهورية مصر العربية، ولم يستدل على عنوان لأي أحد من أسرتها بالعاصمة المصرية (القاهرة) أو مسقط رأسها (السودان)، وهكذا إلى أن تم التوصل إلى الجثمان ومواراته الثري.
بينما تدعو (الدار) المولي عز وجل أن يتقبلها قبولاً حسناً، وأن يدخلها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، إنا لله وإنا إليه راجعون.

سراج النعيم يكتب : بعد عام من رحيله المر الدهب (صلاح) لا يصدأ

.............................
ها أنا أكتب بحبر القلم، بل أكتب بدماء القلوب، فعذراً أستاذي وصديقي وأخي (صلاح دهب) إن ظهرت بعض الجراح على السطور، لذا ‫سأصمت، نعم سأصمت، لأن الزمان لم يعد كما كان، والأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، خاصة حينما نشعر بأن ما نسطره بصدق لا يصل، وأن أحلامنا ما عادت تتسع للمكان والزمان، ربما هي واحدة من الأشياء التي جعلتك ترحل بصمت، تاركاً لنا مسافات من الألم والحزن، وبالتالي من أصعب الأشياء علي الإنسان أن يعبر عما يجيش في دواخله من حزن تتقاذفه الهواجس والأفكار خاصة حينما يرحل إنسان عزيز، هكذا مر علي رحيلك عاماً، إلا أنه رحيلاً جسدياً لا أكثر من ذلك فأنت باق في دواخلنا بنقاء سريرتك وإنسانيتك وخلقك الرفيع وأدبك الجم وكرمك الفياض، هكذا أنت تحمل في معيتك كل صفات النبل، لذا تجدنا لفراقك لمحزونون، فهو كان فراقاً أشد قسوةً وإيلاماً، فراقاً لم يستأذن فيه أحداً، لذلك خلفت حزناً عميقاً، حزناً تمزقنا في ظله من الألم والحزن.
لماذا قررت الرحيل إلى طريق بلاعودة وتركتنا للآهات وزفرات القلب والتي في حضورك لم تكن تعرف طريقها إلينا طالما أن مشاعرك الإنسانية متدفقة نحونا، ها أنا ألملم أحاسيسي التي تبعثرت بالقرب من قبرك، وسأكتب علي شاهده : (هذا الرجل تضرعوا له بالدعاء، فإنه كان إنساناً صالحاً ومتصالحاً مع نفسه والآخرين)، رغماً عن أن الظروف تضطرهم للاستسلام، خاصة حينما يكون الرحيل في صمت ودون عودة، هكذا نتألم ونحزن غاية الحزن وذلك من واقع صعوبة الموقف إلا أن أنسانية (الدهب صلاح) سيزيدنا قوة ودافعاً للإستمرار في الخط الإنساني الذي علمنا له علي مدي سنوات وسنوات.
يبدو اننا نكتشف أن المكان ليس مكاننا، وأن الإحساس ليس إحساسنا، وأن الأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، لذا قد تكون أسباب الرحيل أقوي من إرادة الإنسان ولكل رحيل ألم، حزن، جراح ومرارات نتبع فيها ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ لا يحبذها الكثير لارتباطها بالوداع للمجتمع، الأسرة، الأهل، الأصدقاء والزملاء، وخلال ذلك الإرتباط تنشأ أحاسيس، مشاعر إنسانية نبيلة ثم تكبر تدريجياً وتتعمق في الدواخل يوماً تلو الآخر، لذلك يتحاشي كل إنسان هذه اللحظات بالرغم من أن الرحيل أصبح رحيلاً حتمياً خاصة وأنه قائم علي فلسفة الإبتعاد، وعندما يصبح حقيقة ماثلة فإن الإنسان يحاول جاهداً إنكاره.
من أصعب الأشياء علي الإنسان أن يعبر عما يجيش في دواخله من حزن تتقاذفه الهواجس والأفكار خاصة حينما يرحل إنسان عزيز، هكذا تلقيت نبأ رحيل أستاذي وصديقي وأخي الذي لم تنجبه أمي (صلاح دهب) أو كما يحلو لي منادته الدهب (صلاح) الذي رحل عنا جسداً إلا أنه باق في دواخلنا بنقاء سريرته وإنسانيته وخلقه الرفيع وأدبه الجم وكرمه الفياض، أي أنه كان يحمل في معيته كل صفات النبل، مما ميزه عن الكثيرين، نعم فارقنا وكم لفراقه لمحزونون لأنه فراقاً أشد قسوةً وإيلاماً، فراق لم يستأذن في إطاره أحداً الأمر الذي جعله يخلف حزناً عميقاً تمزقوا في ظله من الألم بالرغم من أنه وفي كثير من الأحيان تكون أسباب الرحيل أقوي من إرادة الإنسان ولكل رحيل ألم، حزن، جراح ومرارات نتبع فيها ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ لا يحبذها الكثير لارتباطها بالوداع للمجتمع، الأسرة، الأهل، الأصدقاء والزملاء، وخلال ذلك الإرتباط تنشأ أحاسيس، مشاعر إنسانية نبيلة ثم تكبر تدريجياً وتتعمق في الدواخل يوماً تلو الآخر، لذلك يتحاشي كل إنسان هذه اللحظات بالرغم من أن الرحيل أصبح رحيلاً حتمياً خاصة وأنه قائم علي فلسفة الإبتعاد، وعندما يصبح حقيقة ماثلة فإن الإنسان يحاول جاهداً إنكاره.
حقيقة عندما فكرت في رحيل الدهب (صلاح) أدركت أن لكل منا رحيل ووداع، وأدركت صعوبة التفكير في الرحيل المرتبط بالحياة، ومع هذا وذاك هنالك إحساس محكوم بإعلان وقت الرحيل الذي تبدأ معه مرحلة جديدة نحاول من خلالها النسيان الذي هو في حد ذاته يطرح أسئلة حول البقاء في الحياة، فالحياة لحظة نعيشها بحلوها ومرها ثم نرحل الرحيل النهائي الذي هو في غاية الصعوبة لأنه خارج عن الإرادة، وعليه يجب أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه ومع الله سبحانه وتعالي قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين.
كلما تذكرت تلك اللحظات أجد نفسي اختزل أيام، شهور وسنوات من الذكريات الجميلة مع أستاذي وصديقي العزيز صلاح دهب الذي كان يعمد علي إخفاء ما يحس به لإسعاد من هم حوله ويتعامل مع تلك اللحظات بعكس ما يجيش بدواخله التي كنت أعلم أنها تتقطر ألماً وتنزف دماً إلا أنه يصبر ويصبر بالحكمة والبصيرة والتوهج الروحي، وعندما يحدث رحيل إنسان في قامة (صلاح دهب) فإن الأجواء تكون مفعمة بالألم والحزن ومهما حاولنا اخفاء ذلك لن نستطيع لأننا سوف نجد أنفسنا محاصرين بقوة خفية تدفعنا دفعاً لممارسة هذا الفعل فالإنسان بطبعه يكره الفراق الذي يجعله ممزقاً من العذاب، وأي عذاب هو بلا شك تصاحبه الذكريات وتفاصيل مؤلمة تفرض علي الإنسان حياة وأحاسيس ومشاعر لا تكون له فيها إرادة، ولكن ماذا حينما يرحل؟ الإجابة إننا سنرحل عاجلاً أو آجلاً، نعم سنرحل بوداع أو بدون وداع سنرحل، وفي القلب حسرة ومرارات، وأن كنا نحاول دائماً استجماع كثير من الأحاسيس والمشاعر المتدفقة لطرحها علي من يحب إلا أننا نجد في الصمت ملاذاً.
إن كل رحيل يخفي بين طياته الكثير من الحزن الممزوج بالألم والعبرات المخيفة بالجراح، وبالرغم من أننا نحاول التصدي له إلا أنه أقوى منا بكثير، فنجد أنفسنا منقادين إلي سهر الليالي وبث شكوي آلمنا وفراقنا ووحشتنا، هكذا نغيب في تلك العوالم بحثاً عن التخفيف ولا نأبه بدموعنا عندما يرخي الليل ستوره وندعها تتساقط، فإنه وأخيراً أصبح كل منا وحيداً يسامر أربعة جدران يرمي لها بكل همومه وآلامه وأحزانه وجراحه ومراراته ومع ذلك نحرض علي ذهاب الإنسان للبحر ليرمي بكل ما يحس به من ألم في قاع البحر الذي لا قرار له نعم أنه بحر الرحيل الذي تبحر فيه سفنه لترسو به في شواطىء بعيدة يتنازعه من خلالها إحساس غريب وعجيب إحساس يدفعه إلي أن يغرس لحظة رجاء وأمل يمعن معها في التفكير عميقاً فيما آل إليه بعد رحيل هذا الإنسان العزيز، وفي لجة ذلك التفكير يجمع من حوله ظلال الأيام والشهور والسنوات المصحوبة بالألم والجراح والحزن والوحشة، هكذا يقلب صفحات الماضي المكتوب في دفاتر مليئة بالأوراق وأي أوراق هي سوي أوراق عمر يتساقط ويتساقط كأوراق الأشجار حينما تهزها الرياح فيبدأ في عتاب نفسه وإعادة ذكرياته المتصلة بالماضي وأن كان الحاضر يكشر له في أنيابه، فلا يخرج من دوامة التفكير والبحث في ظل ذلك عن أشياء ضائعة، هكذا يعيش الإنسان الماضي الذي يرافق الحاضر في حله وترحاله إلا أنه يكون مشدوداً نحو الماضي أكثر من الحاضر وأي ماضي هو غير ماضي موحش بذكرياته.

الخميس، 28 مارس 2019

سراج النعيم يكتب : ثقافة العمل الإنساني

........................
يحتاج العمل التطوعي الخيري الإنساني فى البلاد لأن يكون فاعلاً فى ظل الأوضاع الاقتصادية (القاهرة) التي يمر بها المجتمع السوداني الأصيل، والذي تحكمه (قيم) و(أخلاق) منطلقها الديانة الإسلامية والحرية والعدالة والسلام، ورغماً عما ذهبت إليه إلا أنه يحتاج إلى وضعه في قوالب تتوافق مع هذه المرحلة (الحرجة) من أجل الخروج به من عباءة المصالح الذاتية، والتي قطعاً تنجرف به نحو عدم المؤسسية والشروط والضوابط الإنسانية، لأن الإنسان لا يستطيع أن يكون بعيداً عن المجتمع سوى مع الأهل أو الأصدقاء أو الزملاء، فهو بطبعه يمتاز بخصائص إنسانية واجتماعية، وذلك منذ صرخة ميلاده الأولي فى الحياة، أي أنه بالفطرة يميل إلى السلم، ويسعي بشكل مستمر إلى تقديم الاعمال الخيرية التي تساهم فى رسم خارطة طريق إيجابية للمجتمع بالعون لمن هو يحتاجه، ويجب المحافظة عليه فى أي ظرف من الظروف تعزيزاً وتطويراً له في كافة المجتمعات، الأمر الذي يلعب دوراً أساسياً فى توعية وتفعيل ثقافة العمل الخيري فى المجتمع بصورة مستمرة، ومن أجل تحقيق ذلك هنالك الكثير من الوسائل المساعدة على ذلك، ومع هذا وذاك تحكمه ضمائر من يقفون على أمره، لذلك يجب تقنينه وتنقيته من الشوائب للاستفادة منه.
لم تعجبني الطريقة التي يدار بها العمل التطوعي والخيري والإنساني فى البلاد، إذ أن معظم المنظمات العاملة فى هذا المجال لا تهتم بالجوانب المنشأة من أجلها فهي تركز على الاحتفاء بمن ليس معنياً بالمجال الذي اختارته رغماً عن أن هنالك سوانح كثيرة اتيحت لها لتطرح برامجاً تخدم من هم معنيين بها فى ظل ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، ويحتاج فى إطارها أصحاب الحاجة إليهم من أجل تجاوز هذه المرحلة (الحرجة) من تاريخ السودان، السؤال الذي يفرض نفسه ما هي الجهة المعنية بمتابعة أنشطة المنظمات المدعيه أنها (تطوعية)، (خيرية) و(إنسانية)، وتزاول نشاطها فى هذا الجانب، ومن أين لها بدعم الكرنفالات والاحتفالات والتكاريم وغيرها من الأنشطة البعيدة عن أهدافها الأساسية، وهل يستوعب القائمين على أمرها ماذا تعني كلمة تطوع أو خيري أو إنساني وغيرها من الأسئلة الساخنة التي تطل فى المشهد بثقة وشموخ دون أن تجد الإجابة الشافية فى ظل طرح غير مهم، ويروج لتلك المنظمات المزينة لعملها بصورة تستدعي المراقبة اللصيقة والمراجعة الدقيقة والمحاسبة للمتجاوز حتى نعيد للعمل التطوعي، الخيري، والإنساني القه الذي كان يكتسي به فى الحقب الماضية.
من الملاحظ أن بعض المنظمات المعنية تلجأ للمؤسسات والشركات، والبيوتات التجارية للرعاية دون الالتفات إلى كيفية صرف المبالغ، المهم هو مشاهدة الأسماء موضوعة فى اللافتة الموضوعة خلفية للبرنامج الذي تسارع بعض القنوات الفضائية والإذاعات والصحف لعكسه للمتلقي، وكل هؤلاء شركاء فى تعميق المفهوم الخاطئ لعمل المنظمات التطوعية أو الخيرية أو الإنسانية التي تكتظ بها الساحة، وخلال هذا الطرح السالب يتم التركيز على الغناء والإعلاميين للمشاركة وتفعيل دور الظاهرة التي تضج بها الخرطوم فى أشكال وقوالب مختلفة.
إن مدخل المنظمات التطوعية أو الخيرية أو الإنسانية من هذه البوابة المشرعة يؤكد حقيقة واحدة لا ثان لها إلا وهي أن المجتمع السوداني فيه الكثير من الخير والإنسانية التي يكتسبها بقدر ما أنها متجذرة فيه فطرياً- إن صح التعبير - لذا يجب أن تعمل المنظمات على كافة الأصعدة والمستويات التأهيلية، الصحية، الرعاية، الدعم الأسري للفئات الفقيرة بالتنسيق مع السلطات المختصة الداعمة للعمل التطوعي، الخيري، والإنساني، وبدلاً من تشتيت الأفكار فى جوانب لا تخدم المجتمع، يجب صهر هذه المنظمات الكثيرة فى عدد محدود لتصب فى صالح الناس الذين يحتاجون إلى عمل متكامل.

الاستشاري دكتور محمد عبد الباقي القدال يحذر من المياه الغازية وتأثيرها على الكلى




............................
الفشل الكلوي يؤدي إلى انخفاض الشهوة الجنسية وضعف الخصوبة 
............................
(الفشل الكلوي) يقود لمضاعفات في حال حدوث الحمل ويؤثر على (الأم) و(الجنين) 
...........................
جلس إليه : سراج النعيم
..........................
قدم الدكتور محمد عبدالباقي القدال مستشار أمراض (الباطنية) و(ﺍﻟﻜﻠﻰ)، ومقدم برنامج (الصحة والحياة) الذي يبث (الجمعة) من كل أسبوع العاشرة صباحاً عبر قناة (أنغام) الفضائية، قدم روشتات في حوار جرئي حول ﻭﻇﺎﺋﻒ الكلي الحيوية لجسم الإنسان ناصحاً الناس بالسعي للحفاظ عليها، والتأكد من أنها سليمة وتعمل بصورة طبيعية بالفحص الدوري، والذي يجب أن يفعله الإنسان في حالة أن يكون صحيحاً أو مريضاً ، ودعا الجميع إلى تثقيف أنفسهم في هذا الجانب بمعرفة الأمراض المؤثرة في وظائف الكلي ﻣﺒﻜﺮﺍً ، ومن حتى يتسني لهم تداركها في مهدها الأول قبل الاستفحال في الجسم، ويصبح العلاج منها مستعصياً ، وبالتالي ينتج عن ذلك قصور ربما يعرض حياة الإنسان للخطر.
وقال : إن الكلي تقوم بوظائف مهمة جداً، إذ أنها تعمل على تنظيف ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ، وتضطلع بمهام ﺃﺧﺮﻯ في الجسم، وهي ﻣﺮﻛﺰ ﻹﻧﺘﺎﺝ (الهرمونات)، وضبط ضغط (ﺍﻟﺪﻡ)، ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﻛﺮﺍته (ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ) ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺃﻳﺾ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻼﺡ.
وأضاف : من المعروف في عالم الطب ﺃﻥ تشخيص ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻜُﻠﻰ من العلوم الطبية الصعبة جداً نسبة إلى أن ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ عليه ليست واضحة للمريض في أول الأمر، وفي الغالب الأعم تكتشف أمراض الكلي في وقت ﻣﺘﺄﺧﺮ، خاصة أنها تتركز ﻓﻲ ارتفاع ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻓﻘﺮه، ﻭﺍﻟﺒﻮﻝ (اﻟﺮﻏﻮﻱ)، ﺃﻱ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺇﻓﺮﺍﺯ (ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ)، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ (ﺍﻟﺒﻮﻝ) في حد ذاته محتوياً ﻋﻠﻰ (ﺩﻡ)، بالإضافة إلى ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑـ(اﻹﺭﻫﺎﻕ)، (ﺍﻟﺘﻌﺐ) و(ﺍﻟﺘﻘﻴﺆ) وغيرها من الأعراض التي تشير إلى الإﺻﺎﺑﺔ بـ(الفشل الكلوي).
في البدء دكتور (القدال) هل تسبب المشروبات الغازية (الفشل الكلوي)، أو أي أمراض أخري، كما هو مشاع وسط العامة؟
المشروبات الغازية سبب مباشر في (السمنة)، والإصابة بمرض (السكري)، وارتفاع ضغط (الدم)، لما تحتويه من سعرات حرارية عالية، بالإضافة إلى كمية من (الصودا) والمواد الحافظة، وهي بدورها تجعل الشخص عرضه للإصابة بـ(الفشل الكلوي) المزمن، وأمراض (الشرايين) و(القلب).
ما النصائح التي تقدمها لمن من يشربون (المشروبات الغازية)؟
أنصح بالابتعاد عن المشروبات الغازية لما تشكله من خطورة على صحة الإنسان، وبالأخص الأطفال الذين هم أكثر ضرراً منها، وهي أيضاً لها تأثير في الإصابة بـ(هشاشه العظام).
ماذا عن مرض الكلى المزمن الذي كثيراً ما يتحدث عنه البعض دون دراية أو علم؟ 
مرض الكلي المزمن يحدث نتيجة فقد وظائف الكلى تدريجياً، خاصة وأنها تلعب دوراً أساسياً في (تنقية) و(تصفية) السموم والسوائل الزائدة في (الدم) بحيث أنها تفرز في (البول).
ما هي الدلائل المشيرة لمرض الفشل الكلوي في جسم الإنسان ؟
قد تكون لدي الإنسان المصاب علامات أو أعراض بسيطة ، ولا سيما إنها تدل على المرض، خاصة عندما تكون وظائف الكلى منخفضة بشكل ملحوظ، ومن ثم يتطور إلى المرحلة الأخيرة من (الفشل الكلوي)، وهي بلا شك مرحلة مميتة دون (الغسيل) أو (زراعة الكلى).
ما هي الأعراض التي يحس بها الإنسان المصاب بالمرض؟
تتضمن أعراض الكلى على (الغثيان)، (التقيؤ)، (فقدان الشهية)، (الإرهاق) و(الضعف)، بالإضافة إلى مشكلات في (النوم)، وتغير في مقدار (التبول)، وانخفاض في حدة الذهن، وتشنجات وتقلصات في العضلات، وتورم في الأقدام والكواحل، وحكة مستمرة في الجلد، وألم صدري، إما في حال تراكم السائل حول بطانة القلب، فإنه يؤدي إلى قصر التنفس، وإما في حال تراكم السائل في الرئتين، فإنه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم) ، وعليه كثيراً ما تكون علامات المرض غير محددة، الأمر الذي يعني أنها قد تنجم عن أمراض أخرى، وقد لا تظهر أعراض.
ما العوامل الخطيرة التي تزيد من الإصابة بمرض الكلي؟
ينتج عنه داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية (القلبية الوعائية)، ودائماً تكون أسبابه (التدخين)، و(السمنة)، وتاريخ الاسرة للإصابة بمرض كلوي، أو أن تكون بنية الكلى غير طبيعية، إلى جانب عامل السن، وبالتالي أمراض الكلى المزمنة تؤثر على الجسم بصورة عامة، وينتج عنها مضاعفات مثلاً احتباس السوائل المؤدية إلى تورم (الذراعين) و(الساقين)، وارتفاع ضغط الدم، أو السوائل في الرئتين، وارتفاع مفاجئ في مستويات (البوتاسيوم) في الدم، مما يقود إلى اضعاف طاقة القلب، ويسفر عن ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام، الأنيميا (فقر الدم)، وانخفاض الدافع الجنسي وضعف الخصوبة ، بالإضافة إلى الضرر الذي يصيب الجهاز العصبي، مما يسبب ذلك صعوبة في التركيز، إلى جانب عدم مناعة الجسم، والمضاعفات لدي الأمهات الحوامل مما يشكل لهن خطراً على ارواحهن والجنين معاً، ومرض الكلى المتأخر يحتاج من المريض إما أن يغسل أو يزرع الكلى، وذلك من أجل البقاء على قيد الحياة.
ما هي طرق الوقاية من مرض الفشل الكلوي؟
على الإنسان الذي يعاني ولا يعاني من شئ أن يفحص وظائف الكلي بشكل دوري، فإذا أكتشف أنه مصاب عليه أن يتبع الإرشادات الطبية، وذلك قبل أن يتعاطى الأدوية المسكنة للألم، والتي يشتريها بصورة عشوائية من بعض المحلات التجارية أو الصيدليات، وعلى سبيل المثال (الأسبرين) أو أي مسكن آخر ، خاصة وأن التناول المفرط للمسكنات يؤدي للإصابة بتلف في الكلى، لذلك يجب الابتعاد عنها خاصة إذا كان الإنسان يعاني من مرض كلوي، كما يجب عليه أن يذهب للطبيب حتى يشخص له حالته.
هل تدخين السجائر والشيشة والتبغ بصورة عامة لهم التأثير في الإصابة بالفشل الكلوي؟
التدخين بصورة عامة يزيد من الاضرار بـ(الكلية)، خاصة إذا كنت مصاباً بأمراض أو حالات تزيد من خطر الإصابة بمرض كلوي، لذلك يرجي مراجعه الطبيب للسيطرة عليها، وبالتالي يجب أن تسأل طبيبك عن الفحوصات للبحث عن علامات وجود قصور في الكلى.

على خلفية تبرعها بكليتها... شابة تنقذ والدها من الموت بإنسانية في أسمى صورها!

.............................
وقف عندها : سراج النعيم
............................
استوقفتني قصة فتاة تبلغ من العمر (22) ربيعاً، بعد أن تعاملت مع والدها بإنسانية متبرعة له بجزء حساس من أعضائها البشرية، وبذلك تكون وهبته بإذن الله سبحانه الحياة، ضاربة بذلك مثالاً للإيثار الذي يجب الاعتزاز والفخار به لأنه يوضح مدي ادراكها ووعيها العميق للإنسانية، ومدي حفاظها على (قيم) و(أخلاق) كادت أن تندثر من واقع التطور والمواكبة في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة.
ومن هنا دعوني أدلف إلى قصة الشابة ووالدها المريض بالفشل الكلوي، وهي قصة مؤثرة، إذ بدأت منذ اللحظة التي أتخذت فيها القرار الحاسم، والقاضي بتبرعها بكليتها لوالدها بعد أن تعطلت واحدة تماماً، فيما تعمل الأخرى بمستوي ضعيف، وهي أيضاً مهددة بالتوقف في أي لحظة، وهو الأمر الذي اكتشفته الابنة من خلال مرافقته ذهاباً وإياباً للأطباء والمستشفيات، وشاهدت مدي الألم الذي يعانيه والدها على مر السنوات، فلم تحتمل تأوه، تألمه وحزنه ، وكانت تحاول جاهده التخفيف عنه، ومنحه إحساساً بالأمل، وكلما تخلو لنفسها تبكي على المصير الذي آل إليه، وعلى خلفية ذلك ظلت تبحث عن حل يضع حداً لمعاناة والدها، فما كان منها إلا وجمعت معلومات عن مرض (الفشل الكلوي) مما أتاح لها تثقيف نفسها حول المرض الذي يؤدي أحياناً لـ(للموت)، مما قادها إلى أن تقرر التبرع لوالدها بكليتيها سراً، أي أن لا يعلم بذلك إلا بعد أن يتم نقل الكلية إليه، لأنها تعلم أنه سيرفض الفكرة جملة وتفصيلا، ومع هذا وذاك كان ترتسم في مخيلتها قصص المرضي الذين شاهدتهم يغسلون الكلي، وكيف كانت ردة فعل والدها، الذي ربما ينتظره ذات المصير إن طال الزمن أو قصر، وخلال ذلك كانت تسمعه يهمس مستخيراً، ويدعو المولي عز وجل أن يرفع عنه هذا البلاء، والذي صبر عليه طويلاً، وذلك على أمل أن يجد متبرعاً ليس زوجته أو ابنته الوحيدة ، ولو اضطره ذلك لأن يفقد حياته، مشدداً على الاخصائي المعالج الإبقاء على الأمر سراً، وبالمقابل أبدت الابنة رغبتها في التبرع، وأشترطت على الطبيب المشرف عدم إخبار والدها إلا بعد إجراء العملية، المهم أنها رتبت الأمر مع الاخصائي دون علم والدها ، والذي تم اخباره بأن هنالك متبرعاً رفض الكشف عن شخصيته إلا بعد إجراء العملية عندها وافق مضطراً ، ومع هذا وذاك كان هم ابنته الأكبر أن تكون فصيلة دمها وكليتها ملائمتين مع والدها، وما أن أخطرها الطبيب بتطابق النتائج لم تسعها الفرحة، بينما كان والدها متجهاً لمنزله للجلوس الأخير مع زوجته وابنته وأشقائه وشقيقاته وبعضاً من أهله، وذلك قبل التوجه للمستشفى لمعرفة نتائج الفحوصات، واستكمال إجراءات العملية الجراحية، عموماً كان متوجساً، ولم يخف توجسه عن زوجته، وعندما أزفت الساعة أنطلق برفقة ابنته وزوجته إلى المستشفي، وهو لا يعرف من المتبرع، المهم أن مخاوفه بدأت تتلاشى نوعاً ما بعد أن طمأنه الطبيب مؤكداً تطابق الفحوصات مع المتبرعة (فاعل الخير)، والتي حفظ سرها الأخصائي الذي كان خير عون لها، وعلى خلفية ذلك أُجريت عملية نقل الكلية بنسبة نجاح (100%)، وظل الأب والابنة في غرفة العناية المكثفة إلى أن فاقا من (البنج)، فالتفت الأب المريض يمينه فوقعت عينه على ابنته طريحة الفراش في السرير المجاور له، فيما كانت هي تنظر إليه بلهفة وابتسامة، وهي تقول : (حمدلله على السلامة)، فما كان منه إلا وسألها لماذا أنتي هنا؟ فقالت : من أجلك، أنا الآن بخير طالما أنت بصحة جيدة ، عندها قطع حوارهما الاخصائي قائلاً : (حمد لله على السلامة ومبروك نجاح العملية)، عندها عرف الأب أن (فاعل الخير)، هي ابنته فبكي فرحاً بها قائلاً طبقتي قول الله سبحانه وتعالى : (... ومن أحياها فكإنما أحيا الناس جميعاً... )، حقيقة ما قامت به عمل إنساني كبير يستوجب الوقوف لها إجلالاً، فهو موقف يعبر عن أعلى درجات تحقيق الذات الذي يجعل الإنسان يعيش سعيداً بلذة العطاء والإيثار في الحياة.
يعد ما قامت به (الابنة) المتبرعة بكليتها لأبيها مضرباً للمثل الذي يجب أن يعتز به، لذا حرصت أن أسمع منها القصة مع قطعي وعداً بعدم ذكر الأسماء، فقالت : بما إنني ابنته الوحيد كان لزاماً علىّ أن أرافقه في حله وترحاله، وخلال ذلك عايشت معاناته على مدي سنوات الإصابة بـ(الفشل الكلوي)، والذي قاده إلى تعطيل حياته والمداومة على الأطباء و المستشفيات ، وخلال ذلك قرروا خضوعه لـ(للغسيل الكلوي) بعد دخول حالته في مرحلة (حرجة)، وهي المرحلة التي حدت بي أن أخاف عليه خوفاً شديداً مما قادني إلى إجراء الفحوصات والتحاليل لمعرفة أن كانت أنسجتي تتطابق مع والدي أم لا، المهم أن النتائج كانت ايجابية أي أنها كانت ضوءاً أخضراً لنجاح العملية ، وبالرغم من ذلك كنت متخوفة من عدم قبول أبي، مما دفعني أن أطلب من الجراح اخبار والدي بأنه وجد له متبرعاً إلا أنه يرفض ذكر أسمه، وبما أنني رافقته كنت مطمئنة عليه، وكانت أسعد لحظات حياتي عندما فاق من آثار (التخدير)، وعندما التفت يميناً تفاجأ بوجودي معه ، فسألني لماذا أنتي هنا؟ فقلت : من أجلك يا أبي، فما قدمته لك شيئاً بسيطاً مقابل ما قدمته أنت لي، وهذا هو الوقت المناسب الذي أقدم فيه جزءاً يسيراً ، فلم يتمالك الأب نفسه ، وانهمرت دموعه.
إن موقف الفتاة آنفة الذكر تقشعر له الابدان لأنه موقفاً إنسانياً نبيلاً بغض النظر عن المتبرع له أن كان والدها أو غيره ، وحقيقة عندما حكت لي هذه القصة المؤثرة تأثرت غاية التأثر، فالموقف الذي وقفته يندر حدوثه في هذا الزمان الأشد قسوة وإيلاماً بحيث تغيرت فيه نفوس الناس، وأصبح النقاء والإيثار شبه معدوماً أو عملة نادرة ، لذا ما فعلته الشابة يعتبر درساً غالياً لا يمكن اكتسابه بالتحصيل الأكاديمي في أعرق الجامعات، فماذا يضير هؤلاء أو أولئك الذين يعتدون على الآباء والأمهات بـ(الضرب) ما بين الفينة والأخري إذا استفادوا من مثل هذه القصص ، وأن يردوا جزءاً مما قدمه لهم الأباء والأمهات، هكذا فعلت الفتاة التي أقف عاجزاً عن التعبير عما فعلته مع والدها بالإيفاء والمكافأة لما قدمه لها منذ أن كانت نطفه في بطن والدتها، وإلي أن أصبحت فتاة بالغة راشدة، ولا سيما أنها ستحظى ‏بالأجر والثواب من عند الله، لأنها جسدت الإنسانية في أبهى صورها.

شاب يظن (بحاراً) والده المتوفى قبل سنوات فماذا فعل معه؟

الخرطوم : سراج النعيم
....................
كشف الشاب مأمون هاشم أحمد حامد من منطقة (نهر عطبرة) تفاصيل مثيرة حول النجمي أحمد علي الماحي، البالغ من العمر (60) عاماً، والذي يبحث عن أسرته بولاية الجزيرة، والتي غاب منها منذ سنوات، وتشير المعلومات إلى أنه كان يعمل عند خروجه من مسقط رأسه (قبطاناً) في السفن البحرية.
وقال : هذا القبطان الباحث عن أهله ألتقي به شقيقي في مدينة (حلفا الجديدة)، والتي سافر اليها بغرض استخراج مستندات قطعة أرض تخص الأسرة، وبعد أن أنتهي من مهمته، وجد (القبطان) في أحد الفنادق بالمدينة ، فتعرف عليه من خلال إدارته حواراً معه، والذي أكد في ظله أنه من ولاية الجزيرة، وأنه كان يعمل (بحاراً).
وأضاف : ما جعل شقيقي يعتقد أنه والدي، هو أنه كان يعمل أيضاً (بحاراً)، المهم أن شقيقي أعتقد أنه والدنا المتوفى في العام 1990م، فقام بإحضاره معه من هناك إلى مقر إقامتنا في منطقة (نهر عطبرة).
وأضاف : ومن خلال الحوار الذي اجريناه معه أكد أنه من منطقة (المحيريبا ـ دلوة) بولاية الجزيرة، سافر منها في ظل عمله إلى عدد من الدول العربية والأوروبية، مما اتاح له ذلك تعلم اللغة الإنجليزية بطلاقة ، وأشار إلى أنه درس في (الجنيد)، وأن أوراقه الثبوتية ضاعت منه.
وأردف : أحد أصدقائه ويدعي (ابوليد الباشر) قال أن هذا الشخص جاء إليهم في ثمانينات القرن الماضي في منطقة (دار السلام ـ خشم القربة)، وكان يعمل (طلبه)، وبعدها انتقل إلى حلفا الجديدة، وعمل في معصرة زيت.

عبدالله الطيب يستشهد بأغنية رددتها (بلوبلو) حول قصة زواجه

......................... 
كشف البروفيسور العالم العلامة الراحل عبد الله الطيب في لقاء تلفزيوني نادر مع فضائية خليجية أنه كان يمتعض من وصف العرب للسودانيين بأنهم كانوا عبيداً للإنجليز.
وقال نحن في السودان لم نكن كذلك، بل حاربنا المملكة المتحدة خلال سنوات الاستعمار، ولكنهم واجهونا بسلاح أقوى من سلاحنا.
وفي سؤال يتعلق بزواجه من الإنجليزية (جرزلدا الطيب)؟ قال : زواجي منها (قسمة ونصيب)، مستشهداً بأغنية (الريد قسم يا عينيا) التي اشتهرت بترديدها المطربة الاستعراضية حنان بلو بلو قائلاً : زواجي كان (قسمة ونصيب) وذلك عندما شددت الرحال إلى المملكة البريطانية المتحدة ملتحقاً بكلية التربية، وهناك وجدت فتاة إنجليزية احببتها ومن ثم تزوجتها.
فيما تناول من خلال اللقاء النادر جملة من القضايا اللغوية والتعليمية والركاكة التي أصابت اللغة العربية، وعلاقة مصر والسودان.

سراج النعيم وكمال عبدالوهاب



الأحد، 24 مارس 2019

قصص مؤثرة لـ(مجهولي الأبوين) ومشاهير يتبنون



..................... 
شاب (فاقد السند) يكشف أسباب رفض الفتيات الزواج منه
.....................
شابة تروي قصة انجابها خارج مؤسسة الزواج الشرعية
....................
وقف عندها : سراج النعيم
....................
تنطق (الدار) بالحقيقة المرة وتعريها نسبة إلى الواقع المؤلم، الواقع المرعب ـ المخيف، والذي نتطرق له بدون مساحيق أو رتوش لأنه يعبر عن أحاسيس ومشاعر عشاها الكثير من (الأطفال)، (النشء) و(الشباب) بكل صدق، وهي لحظات صعيبة جداً، والأصعب أن تكتب عن هذا المجتمع الزاخر بالمآسي، إذ أنه ملىء بأناس لم تعرفهم أو تعاشرهم، ولكنهم ليسوا غريبين عنا.
ولا أعرف ما سيكتبه قلمي عند الانتهاء من هذا الملف الشائك في ظل مجتمع ينبذ (مجهولي الأبوين) منذ اليوم الأول الذي تري فيه عيونهم النور، فكيف لا وهنالك من تم انجابهم خارج مؤسسة الزواج، ولا يعرفون من هو (الأب) أو (الأم) أو ما هي (الهوية)، فالمجتمع يطلق عليهم لقب (لقيط أو لقيطة)، فلماذا لا يسألون أنفسهم قبل ذلك ما ذنب هؤلاء في ذنب اقترفه غيرهم بالخطأ، فلم يكن بيدهم منع حدوث هذا الأمر، فلماذا لا تفهمون قصدهم من وراء عرضهم لقضاياهم، فأنهم يكبرون يوماً تلو الآخر، أي أنهم لم يعودوا أولئك الأطفال الهاربين من منزلهم بحثاً عن مأوى، وليس هم من أطفال (الشوارع) أو (المتشردين)، وإنما هم من تلك الفئة التي جارت عليها أمهاتهم وآباءهم بفعل محرم شرعاً وقانوناً وليتهم أكتفوا بذلك، بل قاموا برمي هذا الطفل أو الطفلة الذين أحبهم الله سبحانه وتعالي، فمن ينوب عنهم في الدفاع عن حقوقهم في العيش بصورة كريمة كسائر الأطفال الذين يتم إنجابهم داخل مؤسسة الزواج الشرعية، والتي ينعمون في ظلها بالتربية والتعليم، فكم من الأطفال الذين وجدوا أنفسهم عند قارعة الطريق كغيرهم من الأطفال الذين جاءوا إلى الدنيا بصورة غير شرعية، لأنهم إذا لم يجدوا من يحتضنهم بالتبني، فإنهم سيكونون أطفال ضعيفين يبكون من الجوع والبرد، وأمثال هؤلاء يجب أن نأخذهم ونطعمهم وندفئهم إلى أن يكبروا ويصبحوا شباباً على مشارف العشرين، هكذا يكبرون، ويدرسون أكاديمياً، فما أن يفقدوا ذلك إلا ويجدوا أنفسهم في حالة بحث دائم عن أمل، فهل يجدون الاستجابة من أم أو أب، فأنهم مثل غيرهم من الأطفال الذين يعانون من ظلم ونظرة المجتمع السالبة التي لا ترحم، وهكذا يكونون ضحايا تحت أقدام الأمهات، مما جعلهم يحملون مجموعة من الأشجان والأحزان المفرطة ألماً ونزفاً وقسوة، فهم يدركون تمام الادراك أنّ سنوات عمرهم الماضية ضاعت وأحداث حياتهم الحاضرة الطويلة والمرة وتطورات الأحداث في المستقبل هي جميعاً ليست غير دقيقة.
(أبي أمي أختي أخي وإلي أخره ممن تربطه بهم صلة الدم...)، واللقيط هو الطفل الوحيد الذي لم تقبل جبينه والدته أو والده ولم يباركا بمقدمه، واللقيط هو الطفل الوحيد الذي لا يحفل بتسميته أو يستحيل أن يسمى على جده، وهو من ألقته أمه في ظلمة الليل وزمهرير البرد، وهو لم يزل في يومه الأول أو ساعته الأولى، وهو ذلك الطفل الذي التهمت وجهه الكلاب في إحدى المزابل لأن أمه الرءومة قد مهدته جيداً، وهو الذي يبكي ويفرح، وهو الذي يشقى ويسعد، وهو الذي يتفوق ويخفق دون أن يحفل أحد بشعوره، وهو الطفل الوحيد الذي لا يسارع الخطى إلى المنزل حتى يشاهد أباه وأمه شهادة التفوق والنجاح وهو طفل بائس يعيش على هامش الحياة ، لذلك تكمن المشكلة الحقيقية في تعايش اللقيط الذي يبحث عن فقدانه لحنان الأمومة وعطف الأبوة، فالحالة النفسية والوضع الصعب في حكم المجتمع القاسي عليهم تجعلهم أكثر عدوانية، ومن استطاع كفالة هؤلاء فقد نال الأجر والثواب بالدنيا والآخرة، فاللقيط أو اللقيطة ليس لهم ذنب فيما حدث لهم !.
ومما أشرت إليه نجد أن هنالك مشاهير ونجوم مجتمع لجأوا إلى احتضان الأطفال (مجهولي الأبوين)، لعكس حالة إنسانية تشعرهم بـ(حنان) و(دفء) الأمومة الذي فقدوه، وأبرزهم المطربة حنان بلوبلو وسمية حسن وآخرين، وعليه فهم يشرفون إشرافاً تاماً على أولئك الأطفال ويستخرجون لهم الهوية الشرعية من السلطات المختصة، وبالتالي يصبحون ينتمون إلى الأسر الحاضنة، ومثل هذا العمل الإنساني يهدف لرفع معدل الرغبة في الاحتضان، وهذا المفهوم يمنحهم التواجد الشرعي بعد وصوله سن البلوع داخل الأسرة، ودائماً يفضل السيدة التي لم تنجب لأنها تستطيع أن تشبع غريزة الأمومة لديها، فالتبني يغطى احتياجات (الأم) و(الطفل) أو (الطفلة) بحيث يجدون منها (الحنان)، (الحب)، (الدفء) و(الرعاية) بعاطفة جياشة، وهي احاسيس ومشاعر يحتاجها أي طفل في الحياة.
من الملاحظ ازدياد الطلب على تبني (الأطفال مجهولي الأبوين)، وهذا يدل على أن المجتمع أصبح واعياً بأنهم لا ذنب لهم، وهذا الادراك مؤشر إيجابي يتيح لهم أن ينشأوا ويترعرعوا في أجواء أسرية تزيل عنهم وصمة المجتمع السيئة فيما يختص بالأسر المتبنية، إما في الوقت الحاضر فإن الانفتاح الذي شهده العالم من خلال (العولمة) ووسائطها أصبح الوعي أكبر إذ لعبت المعلومات دوراً كبيراً في زيادة نسبة الادراك لأهمية احتضان (الأطفال مجهولي الأبوين)، فهنالك الكثيرون الذين لا يحبذون اسم (اللقيط) ويطلقون عليهم مجهولي النسب أومجهول الوالدين ولا ذنب في كونه لا يعرف من أتى به إلى هذه الدنيا لكن حتى إن اختلفت التسميات والمصطلحات فإن الواقع واحد وهو واقع ينم عن ظاهرة اجتماعية صارت تؤرق بال كل ذي إحساس إنساني رهيف فما هي الأسباب الكامنة وراء التخلي عن فلذات أكبادنا ليسميهم المجتمع لقطاء؟ وما هي الآثار والعواقب التي قد يحدثها تواجد لقطاء في المجتمع؟
وفي السياق روت لي أحدي الشابات بعد أن أخذت نفساً طويلاً، ثم تنهدت بصوت مرتفع وهي تقول : القضية كلها قضية الخوف من وصمة العار الذي جعل والدتي تحبل بيَّ خارج رباط الزوجية الشرعي، والذي أوجدتني من خلاله وجلبت في ذات الوقت العار الذي عملت على تفاديه بأنانية لم تراع فيها المصير المحتوم الذي سأؤول إليه في المستقبل مهما طال هذا الابتعاد الذي منحت في إطاره (أسماً) غير حقيقياً لأنه الأسم الذي لم يمنحني إليه والداي الحقيقيين، وبالتالي لم أعد قادرة على استخراج الأوراق الثبوتية المتمثلة في الرقم الوطني وشهادة الجنسية وبطاقة لإثبات الشخصية وجواز السفر، كما أنني أفتقر إلى الكيفية التي أواجه بها المجتمع المحيط بيَّ لأن المجتمع لا يمتلك ثقافة الوعي بالاعتراف بالأطفال الذين ينجبون خارج مؤسسة الزواج، وهي التي تصب رأساً في رباط شرعي، والذي يجب أن تلعب فيه الأجهزة الإعلامية دوراً ريادياً لنشر هذه الثقافة، والبحث عن الحلول الهادفة لحماية الأطفال من القتل المعنوي، والقتل الفعلي بالتخلص منهم أحياء، وذلك للحيلولة دون استمرار تجاوز الشرع والقانون لأن الانقياد في هذا الجانب يجعل الأطفال مجهولي الأبوين يواجهون واقعاً مذرياً، وبالمقابل يكون المستقبل مظلم، وهذا الظلام يقودهم إلى المعاناة، كالمعاناة التي أعانيها في الوقت الحاضر، وهي المعاناة التي أفقدتني بشكل سافر حنان (الأبوة) وعاطفة (الأمومة)، والانتماء الأسري والنسب، ومما سلف ذكره كانت النتائج خروجي من الإنتماء إلى الأسرة، لذلك طرحت قصتي هذه حتى تكون درساً يستفاد منه في توصيل الرسالة التي توقف ممارسة الجنس بصورة خارجة عن الرابط الشرعي.
وأضافت : من خلال تجربتي استطيع القول أن الكثير من حالات الأطفال مجهولي الأبوين الذين ينجبون خارج إطار الزواج، وهي سبباً مباشراً في تفشي ظاهرة (اللقطاء) في المجتمع حيث أن الطرفان يتفاجأن بالحمل الطارئ، والذي ينكره في الغالب الاعم الأب غير الشرعي، مما يدفع الفتاة أو السيدة الضحية للتخلي عن (الطفل) بالإجهاض أو الانجاب وإلقائه في أي مكان خال، وهذا الشىء يتم في إطار العلاقات خارج رباط مؤسسة الزواج، مما يسفر عن ذلك منبت خصب للتناسل في المجتمع، والذي ما أن يطرق أذن الناس كلمة (لقيط) إلا ويتبادر للمخيلة أن هذا الطفل أو تلك الطفلة ثمرة علاقة آثمة.
وأردفت : وبما أنني عشت واقعاً مغايراً لما أأمل فيه، فإنني في حاجة إلى أيادي دافئة تحملني بين الذراعين نسبة إلي أنني أمشي نحو مستقبل رسمته لي والدتي بلا أخلاق بلا إنسانية، وذلك انطلاقاً من قوله تعالى في كتابه العزيز : (وأما اليتيم فلا تقهر)، بالإضافة إلى حديث الرسول صل الله عليه وسلم : (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)، وذلك للحيلولة دون ضياعي، فالخطأ لا يعالج بخطأ أكبر منه، وهو الشيء الذي حدا بمن رعاني أن يتجنب معرفتي بحقيقة (التبني) خوفاً علىّ من ردة الفعل، وذلك بعد مضي سنوات عمدوا من خلالها اخفائها عني، هكذا بقي المشهد بهذه الصورة وهو مشهد جميل في ذهني دون أن يبرحه قيد أنمله، ولكن هذه الصورة لم تدم طويلاً إذ اكتشفت بمحض الصدفة أنني نتاج ثمرة الخطيئة، فبدأت تسوء حالتي النفسية للدرجة التي أفكر فيها اتخاذ القرار الصعب جداً، وذلك لكي لا تطاردني النظرات السالبة في حلي وترحالي، وهي نظرات تخفي بين طياتها الأسئلة التي لا أملك لها الإجابة، والتي تجعلني أتواري خجلاً.
وفي ذات الإتجاه لم يتوقع الشاب (......) أن يكون في يوم من الأيام أسيراً للمخاوف والهواجس والقلق من المستقبل، والذي أضحى تتقاذفه في إطاره الظنون والشكوك، هكذا أصبح يعيش حياته منذ أن تم إبلاغه بأنه (مجهول الأبوين)، إلا أنه ليس له ذنباً فيما اقترفه غيره من جرم، المهم أنه ومع الانفتاح الذي يشهده المجتمع على ثقافات مغايرة وتنامى الوعي بما كان عليه الواقع فيما مضي، أصبحت النظرة السائدة لمن يخرج من دور الإيواء الخاصة بالأطفال (مجهولي الأبوين) أو من يعرفون بـ(فاقدي السند) نظرة سالبة، رغماً عن أنهم قد يكونون متسامحين مع أنفسهم، وهذا يعود إلى التأهيل الذي يتم لهم نفسياً، وعليه وضع مأساته المتمثلة في أنه مجهول الأبوين، ولم يكتشف هذه الحقيقة المرة إلا بعد وفاة والده بـ(التبني) وكان عمره آنذاك (14عاماً).
وقال : بدأت قصتي منذ أن كان عمري يوماً واحداً حيث أنني تخرجت من دار الإيواء (الأطفال مجهولي الأبوين)، وذلك قبل أكثر من (35عاماً)، إذ أخذني والداي بالتبني منها للعيش في كنفهما، فهما لا ينجبان وكنت معهما في غاية السعادة إلى أن توفى والدي، فما كان من والدتي بـ(التبني) إلا أن وضعت بين يدي حقيقة أنهما تبنياني من احدي الدور المهتمة بالأطفال (مجهولي الأبوين) الأمر الذي أضطرني للانتقال من منزلها إلى منزل الجيران الذي ظللت مقيماً فيه إلى أن أصبح عمري (18عاماً) بعدها اتجهت إلى أن أعمل عملاً حراً.
واستطرد : مشكلتي الأساسية تكمن في عدم إيجادي مأوي، فالمنزل الذي اقطن فيه بالإيجار، وهذا الإيجار أنهك ميزانيتي جداً، ولا أجد أي شخص يمكنه أن يساعدني كسائر الأبناء الذين لديهم آباء شرعيين يقفون إلى جوارهم ويوفرون لهم سبل العيش الكريم، ومع هذا وذاك تجدني محاصراً بنظرة المجتمع الذي ينظر اليّ نظرة سالبة باعتبار أنني (مجهول الأبوين) أو (لقيط) رمي به أبواه الحقيقيان في مكب من النفايات أو الطرقات العامة أو أمام باب أحد المساجد، ورغماً عن ذلك إلا أنني كنت محظوظاً كون أنني تبناني رجلاً فاضلاً لم يبح بسري إلا لزوجته وبعض أقربائه وعندما رحل عن الدنيا اكتشفت (السر) فلم يكن أمامي إلا الامتثال للأمر الواقع بالرغم من أنني أصبت بصدمة شديدة لم أستوعب معها الأمر، ولكن ليس باليد حيلة فأنا نتيجة نزوة وشهوة شيطانية عابرة بين رجل وامرأة لا أعرف أين هما الآن؟.
وتابع : ما الذنب الذي اقترفته حتى يعاملني الناس معاملة الإنسان الذي ارتكب جرماً، فكلما تقدمت لخطبة فتاة من الفتيات، أتفاجأ بالرفض فأسأل نفسي ما الذنب الذي جنيته؟!.
بينما كانت قناة (العربية) الإخبارية قد بثت تقريراً حول قرية (sos) المتخصصة في إيوا (الأطفال مجهولي) الأبوين ووقفت متأملاً مقطع الفيديو الذي يعكس زيارة القناة للقرية في وقت سابق. وظهر من خلاله مندوب قناة العربية يجري مقابلات تلفزيونية مع البعض من مجهولي الأبوين الذين عكسوا واقعهم من حيث نظرة المجتمع لهم مؤكدين أنها نظرة سالبة لا يولونها أي اهتمام.
وعبروا عن معاناتهم من وصمة المجتمع لهم في ذنب لم يقترفوه إلا أنهم يعملون من أجل أن ينصهروا في المجتمع الذي أصبحوا جزء منه ولهم حقوق يجب احترامها. ونفى البعض منهم إمكانية أن يعودوا إلى والديهم في حال أنهم ظهروا في حياتهم. وأشادوا بالدور الكبير الذي تقوم به إدارة القرية اتجاههم مشيرين إلى أنها لم تقصر معهم نهائيا. وفي ذات السياق أظهر مقطع الفيديو الدكتورة أميرة الفاضل متحدثة في تقرير قناة العربية الإخبارية قائلة : يجب تسهيل الزواج عند الشباب من أجل التخلص من الظاهرة.

السيسي يصفق للإعلامية (أسراء عادل) وعمرو أديب يصفها بـ(الجميلة)




..............................
صفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للإعلامية السودانية (اسراء عادل)، المذيعة بقناة (الشروق) الفضائية، وذلك من خلال مشاركتها في ختام ملتقى الشباب العربي الأفريقي، والذي شهدته مدينة (أسوان) المصرية.
وعبرت (اسراء) عن بالغ سعادتها بالمشاركة في تقديم حفل الختام الذي يمثل لها مرحلة في غاية الأهمية في مشوارها الإعلامي.
وقالت : شعرت بالاعزاز والفخار، وأنا أقف أمام فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي شرف الحفل، والذي حضره وشارك فيه عدد من الشباب العرب الأفارقة.
فيما حظيت إطلالة اسراء عادل بالبث عبر عدد من القنوات الفضائية والصحف السيارة المصرية السيارة.
بينما وصف الإعلامي عمرو أديب (اسراء) بالمذيعة الجميلة وأحدى إشراقات المهرجان.
من جانبها، أشارت (أسراء) في كلمتها إلى أواصر العلاقة السودانية ـ المصرية، مؤكدة أنها ضاربة الجذور، وامتدت بامتداد نهر النيل عبر آلاف السنين، إذ أن الربط بينهما رابط محبة، خاصة وأن شريان النيل يجرى بين البلدين على الشاطئيين، وإن القيت بذرة فى نيل مصر، فأنها تنبت في أرض السودان، وبالتالي تمثل نقطة تماثل عربية ـ افريقية، مما جعل منها جسراً تلتقي عليه ثقافة المنطقتين، ومحوراً من محاور التكامل للعالمين العربي والإفريقي، لتصبح هي البوابة المثلي لتحقيق ما ترمي إليه شعوبنا، ووسط عالمنا الفتي العفي الذي يشكل شبابه 60% من تركيبته، محولاً إليه إلى عالم واعد مليء بالفرص نابضاً بحيوية الشباب وطاقتهم، وعليه كان لزاماً على مصر الافريقية والعربية أن تستمع إلى أبناء عالمها العربي وقارتها السمراء، وتحرص على جمعهم في أرضها، وتفتح لهم قنوات التواصل للأفكار والرؤي الشبابية.

نشطاء يقللون من مشاركة الشاعرة (ابتهال) في (أمير الشعراء)

........................ 
أثار ظهور الشاعرة السودانية ابتهال محمد مصطفى ضمن مسابقة أمير الشعراء ردود فعل بين نشطاء ينتمون لدول العربية وسودانيين، إذ انبرى أحد العرب إلى التقليل من مشاركة الشاعرة السودانية واصفاً إياها بالشاعرة المبتدئة عندما ذكر قائلاً : (رفاث قصائدي أفضل من هذه القصيدة، واعتذر عن هذه العبارة، لو كان هناك دعم لي لكنت أنا لجنة تحكيم أمام تلك الشاعرة المبتدئة)، الأمر الذي دفع عدداً كبيراً من السودانيين للترافع عن الشاعرة ابتهال مصطفي، قال أحدهم في رده :(عندنا مثل سوداني بقول الما بتلحقوا جدعوا بمعني الشئ الذي لا تطوله أرمه بحجر اسمك لا يبين من تكون انثي أم ذكر، ولكن أقول لك لو كنت تملك الشعر الذي تدعى لما تتوارى خلف حجاب وتذم الغير وتنفث سم أفكارك هنا، هناك مواسم قادمات شق طريقك، ولكن لا تحقد على الذين نالوا شرف المشاركة ربنا يهدينا ويهديك أسف جداً لو أصابك رزاز حرف ولك العتبي).

الخميس، 21 مارس 2019

ديكور يكشف تفاصيل مثيرة حول الاعتداء على طه سليمان بـ(حيدر أباد)

................................
هتفوا في وجهنا بعبارة (يا كوز تسقط بس) وقُدح فى سودانيتنا ولكن!
................................
الشباب السودانيين المقيمين بـ(الهند) تحرشوا (لفظياً) و(جسدياً)
.................................
جلس إليه : سراج النعيم
............................... 
لا أميل كثيراً إلى نظرية (المؤامرة) إلا أن ما جري من أحداث متسارعة فى الراهن السوداني يجعلني أقف متأملاً فى الفكرة من حيث أبعادها المختلفة ، خاصة وأن من يفكر على ذلك النحو يكون في الأساس هدفه تحقيق رغبات شخصية ، لا تمت للمصلحة العامة بصلة، ومثل هذه الغايات الشخصية تدفع البعض إلى التحدث باللغة الإقصائية، الالفاظ البذيئة، الإساءات، التجريح، التهديد والتشكيك في النوايا، وهي لهجة فقدان المنطق، ولا يلجأ إليها الإنسان إلا في حال أنه عجز عن مقارعة الحجة بـ(الحجة)، أي أنه فشل فى مقارعة الآخر فيما هو مطروح من قضية أو موضوع للنقاش، وبالتالي ينجرف به إلى ما يخدم أجندته إياً كانت بلا فهم، وهذا ما حدث بالضبط مع الفنان الشاب طه سليمان، و فرقته الموسيقية ،و الإعلامي المهذب محمد عثمان، والشاعر الرقيق محمد ديكور، و جلال والوفد المرافق لهم فى رحلتهم لـ(الهند)، وعليه ما تعرضوا له في (حيدر أباد) من تحرش (لفظي) و(جسدي) من بعض الشباب السودانيين ينم عن مدي الجهل بالبحث عن التغيير.
وفى السياق كشف الشاعر محمد ديكور تفاصيل مثيرة حول الاعتداء على طه سليمان بـ(حيدر أباد) قائلاً : فى البدء لابد من التأكيد بأن الوفد الذي شد الرحال إلى الهند لا انتماءات سياسية له من قريب أو بعيد إلا أنه وبالرغم من ذلك واجه حملة شرسة من بعض الشباب السودانيين المقيمين بـ(الهند)، والذين تحرشوا به أثناء تواجدنا فى منتجع بمدينة (حيدر أباد) الهندية، وهتفوا في وجهنا بعبارة (يا كوز)، بالإضافة إلى الألفاظ البذيئة والإساءات والتجريح والقدح فى سودانيتنا، ومع هذا وذاك كانوا يهتفون (تسقط بس)
وأضاف : ضجت الأجهزة الإعلامية المختلفة بما جري لنا في الأيام الماضية، وهو الحدث الذي أثار جدلاً كثيفاً، فإن الأمر بدأ يتجه على هذا النحو منذ أن تم الإعلان عن حفل للفنان الشاب طه سليمان، والذي تم التحذير من إقامته بعد أن تدخلت جهات من هنا أو هناك تدعم هذا الاتجاه دون أن تكون هناك أسباب واضحة لعدم احياء الحفل الذي بدأ البعض يتحدث عنه كأن فى إقامته جريمة يرتكبها (طه) وفرقته والجهة المنظمة له، وهم بذلك يشوهون صورة السودان بهذا الأسلوب دون أن يكون لديهم دليل واحد يثبت الاتهام الذي اتهموا به من كانوا داخل ذلك المنتجع الذي كان فيه أيضاً هنوداً، وذلك السلوك الخارج عن القانون قاد الشرطة الهندية للتدخل لحماية الوفد والجهة المنظمة.
وأرف يبدو أن التركيز على المذيع (محمد عثمان) كان منطلقاً من محل الاتهام والشك والظن الباطل، إذ أن أولئك الشباب كانوا ينظرون لكل من جاء مع المطرب الشاب طه سليمان لإقامة حفل من واقع نظرية (المؤامرة) ضد من لا أدري، ويبدو أنه تمت تعبئتهم وتغذيتهم للأقدام على هذه الخطوة المشينة والداعية للتعصب بغض النظر عما جري في مدينة ( حيدر أباد) الهندية فإن الحفل الذي كان مزمع إقامته لا صلة له بنظام الحكم فى البلاد أو السفارة السودانية كما تم الترويج من البعض عبر وسائط التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) و(الواتساب) التي باتت تكيل الاتهامات على أساس أن الوفد متأمراً وهذا - بلا شك – حملة إعلامية ممنهجة ترمي للضغط على الجهة المنظمة لإلغاء حفل الفنان الشاب طه سليمان، لأن هناك من غذى هذا المجتمع بمثل هذا الفكر المتطرف من خلال منابر إعلامية، أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وللأسف، لم أشاهد أياً منهم يتحدث بمنطق الأنظمة واللوائح والشعارات المرفوعة فى هذا الجانب حتى وإن علم أنه على خطأ فإنه يكابر ويتعمد الانجراف وراء الباطل لإيمانه القاطع بنظرية المؤامرة والتعصب الأعمى لها، وبهذا المفهوم يدعون المجتمع إلى هتك نسيجه بالتحريض على التحرش والإساءة والعنف ضد الاخر والإقصاء، ورفع درجات الاحتقان فى الأوساط الشبابية دون وعي بمآلات ما يسفر عنه ذلك فى الغد، وما حدث لنا فى مدينة (حيدر أباد) يوضح بجلاء مدي إدراك العقلية الداعية للتغيير الذي ليس لديهم له برنامجاً أو رؤية تحفظ مستقبل السودان وفقاً للأنظمة واللوائح والقانون الذي تكفل لكل إنسان على وجه هذه البسيطة حقه فى العيش بحرية وعدالة وسلام بعيداً عن الانتماءات السياسية الضيقة، فكلما فكرنا فى التغيير والنهوض والتطور على كافة المستويات والأصعدة يأتي من هم متعصبون فينسفون كل طرح إيجابي بما هو سلبي وعقيم، فيؤسفني أن أجد مثل هذا الطرح حتي خارج حدود الوطن، لذا يجب أن ندافع فيه عن بلادنا ومجتمعنا من خلال بث ثقافة فى أوساط المجتمع تعيد له توازنه، وذلك بمعرفة ماذا نريد، وما الأهداف مما ندعو إليه، وما هي الحلول للراهن السوداني؟.
واستطرد : غني الفنان الشاب طه سليمان فى منتجع مدينة (حيدر أباد) الهندية للوطن جنوباً، شمالاً وشرقاً، غرباً وللخرطوم وامدرمان، وكنا تاريخياً ومنذ أيام الثورة المهدية واستقلال السودان من الاستعمار البريطاني نغني الأغاني الوطنية والحماسية، وبالتالي ما شهدته المدينة الهندية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك تصفية حسابات ليس ألا من بعض الفاشلين القدامى الذين قاموا بإرسال هؤلاء الشباب ودفعهم لممارسة ذلك الفعل المنافي للقيم والأخلاق السودانية.
ما الغرض من السفر للهند؟
قال : سافرنا إلى هناك من أجل إبرام عقد مع احدي المنظمات لتوفر منح دراسية للطلاب، وعلاجية للسودان، وعليه ما حدث فى مدينة (حيدر أباد) لا يمكن أن يكون صحيحاً، وكان سوف احترم أولئك الشباب لو كان دخلوا المنتجع، ولكن كون أنهم تحرشوا بنا بطريقة سخيفة خاصة الإعلامي محمد عثمان وطه سليمان وأحد العازفين، وحتي الإعلامية الوحيدة التي ترافقنا لم تسلم من سهامهم واتهامتهم، ومثل هذا النهج يدل على أن هؤلاء أو أولئك إذا توفرت لهم فإنهم سيفعلون اسوأ مما فعلوا فى مدينة (حيدر أباد).
واسترسل : الوفد بصورة عامة نموذجاً يحتذي به واستطاع أن يعكس صورة مشرقة عن السودان فى الخارج رغم الاعتداء الذي تعرض له، وبالتالي فإن الفنان الشاب المتألق (طه سليمان) فناناً ناجحاً، ولن يؤثر فيه ما حدث فى مدينة (حيدر أباد) الهندية، ونفس الأمر ينطبق على الإعلامي الشاب المميز جداً (محمد عثمان) وكل من كان ضمن الرحلة الفنية سالفة الذكر، فهم جميعاً فعالين فى المجتمع السوداني، وعليه يستحقون التضامن معهم وإزالة الصورة التي حاول شباب سودانيين بالهند ايصالها للمتلقي من خلال تصوير الفيديوهات ورفعها عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك).
واستطرد : ما لا يعلمه الناس عن الفنان الشاب طه سليمان أنه راق جداً فى تعامله مع الاخرين، وهو فنان يحمل فى داخله إنسانية لا تحدها حدود، مهموم بالوطن وقضاياه وله الكثير من المواقف المندرجة فى هذا الإطار الذي يتمسك فى ظله بمبادئه، ولم يعرف عنه الانتماء السياسي إلى أي تنظيم من التنظيمات السياسية وحزبه الوحيد (جمهوره) داخل وخارج البلاد، وهو فنان يبحث بشكل دائم عن التطوير نحو الأفضل، وله الكثير من المشاريع الخيرية والإنسانية التي لا يعلن عنها إنما تتم فى سرية تامة.

سراج النعيم يكتب : ثقافة (الاندومي) في السودان

............................
ما كشفته وزارة الصحة بـ(الخرطوم) عن الضرر الذي تسببه وجبة (الأندومي) للإنسان فى الجهاز العصبي بإتلاف (خلايا الدماغ) وضعف (الذاكرة) وعدم القدرة على التركيز، بالإضافة إلى الإصابة بـ(الزهايمر)، (الرعاش) و(السرطان)، وعليه حذرت سوسن محمد الحسن نائب رئيس قسم التغذية بوزارة الصحة الولائية من تناول وجبة (الأندومي)، كونها سهلة التحضير للكثيرين، وأصبحت من الوجبات الأكثر تناولاً وسط الشباب، وتحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية والصوديوم، ومن هذا التحذير دعونا نتعرف على (الإندومى) المنتج الاندونيسي المكون من الشعيرية، والذي بات يشكل حضوراً طاغياً في ثقافة الأطعمة السودانية، وذلك من واقع أنه من الوجبات سريعة التحضير، رغماً عن أنه يعتبر فى اندونيسيا تلقيداً شعبياً طبيعياً، فى حين أنه أضحي فى السودان أساسياً، الأمر الذي جعله يفتح نوافذاً للأسئلة المتمثلة فى ما هي كيفية استيراده من المنشأ إلى السودان، والذي يستهلك فيه الناس كميات كبيرة، ربما أذهلت حتي شركة (إندوفود سوكسيس ماكمور) الإندونيسية التي بدأت عرض منتجها في العام 1969م، وعندما فعلت قوبلت خطوتها تلك بـ(الشكوك)، إلا أنها ومع مرور الأيام والشهور والسنين فرضت المنتج الذي أحتل موقعاً ريادياً داخل المنازل السودانية، وهكذا حقق (الاندومي) الانتشار في العديد من البقاع العربية والإسلامية، وأصبحت مبيعاته فى ازدياد ملحوظ يوماً تلو الآخر إلى أن تجاوزت به الشركة المنتجة بلادها، وأصبح وجبة أساسية فى عدد من الدول.
حاول البعض التحذير من أن (الاندومي) يعرض الإنسان للإصابة بإتلاف (خلايا الدماغ) وضعف (الذاكرة) وعدم القدرة على التركيز، بالإضافة إلى (الزهايمر)، (الرعاش) و(السرطان)، ولكن هذا التحذير لم يثن حتى الأطفال من أكله لما فيه من مذاق خاص، ولم يأبه بها من يتناولونه ومن خطورته حيث أشارت جهات مهتمة بالجوانب الصحية إلى أن (الاندومي) يحتوى علي (الكربوهيدرات) الداخلة للجسم، لذا على مستخدميه أن يفعلوا ذلك مرة أو مرتين فى الأسبوع، لأن الاعتماد عليه يسبب مشكلات صحية، خاصة وأن جسم الإنسان يحتاج لأكل أصناف آخرى مثل (البروتين) و(الفيتامينات)، مع التأكيد بأن (الاندومي) لا يسمن ولا يغنى من جوع، وفى الغالب الأعم يزيد الوزن، ولكنه بأي حال من الأحوال لا يسبب (السرطان)، وأوضحت أبحاث أجريت على بعض الأشخاص أن لديهم حساسية من تناول (الاندومي) المحتوي على مادة (أجى نو موتو).
من الملاحظ أن (الأندومي) من الوجبات الرائجة فى السودان خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي جعلت من (الاندومي) وجبة أساسية في بعض المنازل السودانية، لذا السؤال الذي يفرض نفسه ما هي الأسباب التي قادت السودانيين إلى ثقافة تناول وجبة (الأندومي) بهذه الصورة وغيره من الأسئلة المدرجة فى هذا الإطار الذي حدا بـ(الاندومي) أن يدخل البيوت السودانية من أوسع أبوابها، أي أن البعض يجد مبررات لتعلق الناس به، ثم هل لـ(الاندومي) فوائد صحية أم أنه يسبب ضرراً صحياً؟.
إذا تأملنا ما يذهب إليه إنسان السودان حول وجبة (الاندومي)، فإنهم يتحدثون عن الشعيرية المتعارف عليها منذ زمن بعيد، واشتهرت وأصبحت جزء من النظام الغذائي الذي الفناه منذ بداياته والمرور بمراحله المختلفة، لذا من أوجب الواجبات التعرف على الوجبات الدخيلة على المجتمع والوقوف عندها بتأمل ودراسة الأسباب من بداياتها إلى نهاياتها، ما الشيء الذي جعل المجتمع السوداني يألفها بهذه الصورة.
وحول خطورة الاندومي ، هنالك عامل مهم هو عدم الاهتمام بالثقافة الغذائية التي تحتاج إلى أن نفرد لها مساحات، خاصة فى ظل التغير الذي حدث في المجتمع بشكل عام، والثقافة المعنية يجب أن تلعب فيها الأجهزة الإعلامية التقليدية والحديثة والأسر والمدارس دوراً مطلعاً حتى نتمكن من إيصال ما نصبو إليه، إلى جانب أهمية تكثيف المناهج العلمية والصحية في بناء صحة أفضل وحياة سليمة.

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...