الثلاثاء، 26 يناير 2021

*سراج النعيم يكتب : المواطن في ظل الحكومة الانتقالية (إذا فطر.. فإن الغداء في خطر)*

 


.... 

يتأرجح المشهد السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفكري في البلاد ما بين شد وجذب، وزاد ذلك الوضع تعقيداً ظهور وانتشار فيروس (كوفيد-19) المستجد في الموجة الأولي والثانية، والذي نجم عنه إصابات ووفيات دفعت السلطات الرسمية إلى اتخاذ التدابير الاحترازية الوقائية المتمثلة في الإغلاق الجزئي والكامل، وهي قرارات غير مدروسة لأن الأوضاع الاقتصادية في البلاد طاحنة جداً، مما نجم عنها وضعاً اقتصادياً أشد قسوة وإيلاماً على المواطن، واخرها قرارات والي ولاية الخرطوم القاضية بمنع التجمعات، وإقامة حفلات المناسبات في صالات الأفراح، الاحياء والمدن، وهي قرارات لم تراع الظروف الاقتصادية والإنسانية، مما أثر على المواطن عموماً، والأكثر تضرراً منها الفنانين، الفنانات، الموسيقين وأصحاب الصالات الذين باتوا في حيرة شديدة من أمرهم، لذلك السؤال لماذا لا تشمل قرارات والي الخرطوم (العريس) أو (صاحب المناسبة) باعتبار أنه سبباً مباشراً في جمع الناس؟، أليس هذا يؤكد أن والي ولاية الخرطوم لم يضع في حساباته العدد الكبير من السودانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، الأمر الذي ضاعف من معاناة الأغلبية العظمى، والذين أصبح الواحد منهم يحصل على وجبة واحدة في غاية الصعوبة أي أنه : (إذا فطر، فإن الغداء في خطر) خاصةً وأن الأسعار في إرتفاع يومي، وبصورة تفوق كل التصورات، هكذا تستغل الشركات أو المصانع أو تجار الأزمات أو الطراحين أو ما يسمى بالكمسنجي أو الكمساري أو أصحاب المركبات العامة الأزمات وتطويعها على حسب الأهواء الشخصية، وعليه لا يعرف المواطن المقلوب على أمره لمن يلجأ لحمايته من ضغوطات يواجهها مع إشراقة كل صباح، ومع هذا وذاك لا ضابط ولا رابط لفوضي زيادة الأسعار، والتي لا تحرك في إطارها الحكومة الانتقالية ساكناً، بل تقف متفرجة للطحن الذي يتعرض له إنسان السودان. 

إن السياسات الاقتصادية الخاطئة أدت إلى تعطيل الحياة اليومية، وبالتالي أثبتت الحكومة العجيبة والغريبة فشلها في إدارتها الملفات بشكل عام، وعلى وجه الخصوص الملف الاقتصادي وملف فيروس (كورونا) المستجد، ومع هذا وذاك تلجأ الحكومة الانتقالية إلى الحلول السهلة المتمثلة في زيادة أسعار المحروقات، غاز الطهي، الكهرباء والخبز، أي أنها تضغط  على المواطن بما يفوق طاقته المحدودة، فتارة تحاصره بالتدابير الاحترازية الوقائية، وتارة أخرى برفع أسعار السلع الغذائية، التموينية والإستراتيجية، فلا أمل في انفراج الأزمات المعتمدة في إطارها الحكومة الانتقالية اعتماداً كلياً على (جيب) المواطن، والذي يدفع ما يتحصل عليه من دخله المحدود في فواتير باهظة الثمن، لذلك السؤال للفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، والدكتور عبدالله حمدوك، رئيس مجلس الوزراء، والسيد ايمن خالد نمر، والي ولاية الخرطوم، من أين يأتي المواطن بالمال الذي يشتري به الوقود، غاز الطهي، الخبز، دفع تعريفة المواصلات وفواتير أخرى مثل الكهرباء والماء، والتي تبدأ معه من الصباح الباكر، ولا تنتهي إلا عندما يخلد للنوم؟. 

يبدو أن بعض الدول المتأزمة سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً لم تصدق ظهور وانتشار جائحة (كورونا) في سلالتها الأولي والثانية، وبدأت في توظفيها بما يروق لها، ويخفف من الضغط عليها، وهذا يؤكد أن الفكرة منحصرة في مصلحة البقاء في كرسي السلطة أطول فترة ممكنة بدليل أن التدابير الاحترازية الوقائية، والقرارات المقيدة للحركة لا تصبب في مصلحة المواطن الذي صبر صبراً منقطع النظير، ورغماً عن صبره فإن الحكومة الانتقالية لا تفعل كما تفعل معظم حكومات العالم، والتي لا تكتفي بالقرارات لوحدها، بل توفر لمواطنيها الاحتياجات الخاصة بهم، لذا السؤال لماذا تعصر الحكومة الانتقالية على المواطن دون أن تعصر على نفسها، ولو لمرة واحدة قبل أن تلزمه بأن يعفل كذا وكذا، وأن لم يفعل فإنه مهدد بالغرامة أو السجن، اهكذا تعلمتم التعامل مع إنسان السودان الذي يتم استغلاله بقراراتكم وتدابيركم الاحترازية الوقائية في أبشع الصور، والتي أدت إلى انهاك ميزانياته، وبالتالي لا يمكن له أن يتحمل أخطاء الحكومة الانتقالية، والتي تمضي من فشل إلى فشل أعمق، وذلك بمساعدتها للطمع الذي الممارس على المواطن، وذلك من خلال استغلال القرارات غير المدرسة، والتي أصابت إنسان السودان بشلل تام، لأنها إجراءات خاطئة، وهذه الإجراءات الخاطئة قادت إلى فتح الأبواب مشرعة لاستغلال المواطن، والذي يجد نفسه محاصراً بين نار التدابير الاحترازية الوقائية من جهة، ونار جشع الشركات، المصانع وتجار الأزمات من جهة آخري، أي الكل يستثمر في جائحة (كورونا)، وليس مهماً عنده من أين يجلب إنسان السودان المال الذي يوفر به مستلزماته؟، مع العلم أنه ظل (عاطلاً) عن العمل بسبب الفيروس في موجته الأولي، وعطلت حياته في موجته الثانية، فالإجراءات المتخذة من السلطات المختصة أدخلت المواطن في هلع وخوف من المصير الذي ينتظره أو الذي يخفيه له القدر في المستقبل، فالحكومة الانتقالية لم تكن موفقة في إدارة الملف بما تبثه في نفوس الشعب السوداني من هلع وخوف، وهو الأمر الذي جعل الإنسان بصورة عامة قلقاً على الحاضر والمستقبل الذي يكتنفه الكثير من الغموض.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

الاثنين، 25 يناير 2021

*إيمان لندن في حوار لا تنقصه الجرأة بعد عودتها من تشاد : لا أعتمد على شكلي وجمالي نعمة والقبول من عند الله.. إعلاني للعدس (وصمة عار) واوقفت الشركة.. أتعامل مع النقد بالمثل القائل : (أسمع كلام الببكيك ما تسمع كلام البضحكك)*





.... 

*جلس إليها : سراج النعيم*

..... 

كشفت الفنانة إيمان لندن أسباب هجرتها خارج البلاد لمدة ثمانية سنوات متصلة، مؤكدة أن سفرها للخارج سببه وفاة والدتها، والتي دخلت بعد رحيلها عن الفانية في حزن عميق لدرجة أنها لم تستطع الاستمرارية في الغناء. 

فيما ردت إيمان لندن على أسئلتي التي وضعتها على منضدتها من خلال حوار لا تنقصه الجرأة، وذلك بعد عودتها لأرض الوطن، فإلى مضابط الحوار. 

*في البدء أين كانت نقطة ارتكازك؟*

كنت متواجدة في العاصمة التشادية (انجمينا)، وإذا تم الارتباط معي على إحياء حفل أشد الرحال من تشاد إلى لندن، أو أي عاصمة أوروبية أو افريقية أو خليجية، وبعد أن أغني فيها أعود إلى تشاد، هكذا كنت في تسفار دائم. 

*كم سنواتك التي قضيتيها في تشاد؟*

ظللت فيها ثمانية سنوات. 

*إلا تعتقدي أن عدم تواجدك في السودان خصم منك الكثير؟*

أبداً لانني كنت أتواصل مع جمهوري باستمرار رغماً عن الظروف التي مرت بي، وعندما هاجرت من السودان لم يكن سفري منه قائماً على الارتباطات الفنية، إنما كان دافعه الحزن الذي يعتريني بسبب وفاة والدتي، وبالتالي أوقفت نشاطي فترة من الزمن حداداً عليها بالعاصمة المصرية (القاهرة)، ثم غادرت منها إلى عاصمة الضباب (لندن)، وبعد شهور عاودت نشاطي.

*هل عودتك للسودان نهائية؟*

إن شاء الله عودتي ستكون نهائية.

*ما رأيك في الأصوات النسائية الجديدة في الساحة الفنية؟*

كل الأصوات التي استمعت لها جميلة. 

*ما هي وجهت نظرك في اللونيات الغنائية المطروحة على المتلقي من خلال الإعلام البديل؟*

أعتقد أن لكل فنان لونية غنائية خاصة به، وهذه اللونية يطرحها بما يتناسب مع صوته، والفيصل في الحكم عليها الجمهور المعني بمدى قبولها أو العكس. 

*كيف تنظرين إلى نقل ثقافة غناء الريف للمدينة؟*

لفتت نظري الفكرة منذ أن وطأت قدماي أرض الوطن، لذلك أدخلت الآلة الشعبية (الربابة) ضمن الفرقة الموسيقية لأنها جزء لا يتجزاء من الإرث الشعبي الخالد في وجدان المتلقي.

*مقاطعاً أقصد نقل الثقافة الغنائية الشعبية من الريف إلى المدينة؟*

مما لا شك فيه، فإن الثقافة الغنائية الشعبية من أقدم الثقافات الغنائية، لذلك نقلها إلى المدينة أمر طبيعي، وأن كان هذا النقل قد تأخر كثيراً، ولكن أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي نهائياً، وها أنا أتيت للساحة الفنية بإدخال آلة (الربابة) ضمن الآلات الموسيقية الحديثة، واتجاهي على ذلك النحو نابع من أن الفكرة تتوافق مع ما أحب من أغاني السيرة والحماسة.  

*أليس خوضك لهذه التجربة تقليد لمن سبقوك؟*

لا ليس تقليداً، إنما إعجاب بالفكرة المتماشية مع إمكانياتي الصوتية.

*لماذا يضيق صدرك بالنقد؟*

لا أتضايق من النقد نهائياً، لأن النقد في حد ذاته صنع إيمان لندن، ولولا ذلك النقد لما كنت أقف الآن على أرض صلبة. 

*كيف تتعاملين مع النقد الموجه لك؟*

أتعامل معه من حيث المثل القائل : (اسمع كلام الببكيك ما تسمع كلام البضحكك). 

*هل إيمان تعتمد على الشكل أكثر من المضمون؟*

شكلي خلقني عليه الله سبحانه وتعالي، وكون أنني جميلة واحظي بالقبول فهذه نعمة من العلي القدير، عموماً الشكل مهم جداً للفنان، ورغماً عن أهميته إلا انني لا أعتمد عليه، بقدر ما اعتمد على منتوجي الفني، والذي اجتهد في ظله.

*لماذا توقفتي عن إنتاج الأغاني في الفترة الماضية؟*

هجرتي سبباً في عدم الإنتاج، وأثناء تواجدي في تشاد لم أجد شعراء وملحنين لكي أتعامل معهم، لذلك عندما عدت لأرض الوطن انتجت أغاني، وفيديو كليبات جديدة صورتها في لندن والخرطوم. 

*هل تعتقدين أنك تسافرين ثم تعودين وتجدي أراضيك كما هي؟*

لابد من التأكيد بأن اسمي الذي اجتهدت فيه إلى أن رسخ في أذهان جمهوري، لذلك ارضيتي موجودة رغماً هجرتي الطويلة القائمة على ظروف خاصة، ومثل هذه الظروف تمر بأي إنسان وتحكمه للرحيل مجبراً. 

*ماذا عن جمهورك بعد العودة للوطن؟*

أعتذر لجمهوري عن غيابي في الفترة الماضية، ولكن أقطع لهم وعداً بأن اعوضهم عن الغياب في الفترة السابقة. 

*ما الجديد الذي اتيتي به للحركة الفنية؟*

منذ أن عدت إلى البلاد، واكثف من إنتاج الأعمال الغنائية الجديدة، والتي أنتجت في إطارها أغنيات حملت عنواين (بني القليت) كلمات وألحان فضل ابولين، و(ابوضراع) كلمات عمر الكاسرابي، وألحان المعز الشاطئ،  و(ام دورور) كلمات ناصر مصطفي.

*كيف تختارين النصوص الغنائية؟*

اختياري لها يتم وفق الإحساس المناسب مع صوتي. 

*ماذا عن تجربتك مع إعلان (العدس) خاصةً وأنه قوبل بنقد كثير؟*

والله العظيم لا أعرف لماذا كل ذلك الهجوم على ترويجي للعدس حتى انني أصبحت أحس بأنه وصمة عار بالنسبة لي، أي أن الإعلان عنه كأنه جريمة رغماً عن أن معظم الفنانين، المشاهير ونجوم المجتمع يتجهون للإعلان، لذلك أطرح سؤالاً للذين يوجهون لي النقد هل نقدكم لأنني خضت تجربة الإعلان أم أن النقد عائد لارتباط الإعلان بالعدس؟. 

*هل الإعلان عن العدس أضاف لك كفنانة؟* 

دون أدنى شك أضاف لي الكثير في فترته الأولى، كما أنه أضاف للشركة المنتجة مالياً، والشركة استهدفت به جمهوري، وظلت تروج للعدس بصوتي إلى أن رسخ الإعلان في أذهان الناس الذين أصبحوا يقولون : (إيمان بتاعت إعلان العدس)، فيما تجاوزوا أغنياتي، وحصرنوني في ذلك النطاق الضيق الذي يتمثل في (عدس ما بحتاج توابل)، فأنا لست أول فنانة تتجه للإعلان، فهنالك فنانين كثر اتجهوا إليه على الصعيد المحلي، الإقليمي والدولي للإعلان عن منتجات الشركات، المؤسسات، المصانع، وتلجأ تلك الجهات للفنان للترويج لمنتجاتها، وبالتالي عندما جاءنتي الشركة المنتجة للعدس وقعت معها عقداً على أساس انني نجمة في الساحة الفنية. 

*ماذا عن العقد المبرم بينك، والشركة المنتجة للعدس؟*

إنتهى أجل العقد بيني وبينها إلا أن الشركة ظلت تبث الإعلان دون تجديد العقد، خاصة وانني كنت خارج البلاد حوالي الثمانية سنوات.

*رأيك بصراحة في أصوات نسائية حديدة تقلد الفنانة هاجر كباشي؟*

ربما تكون الطبقات الصوتية واحدة، ولكن هاجر كباشي من بدايتها مدرسة فنية متفردة، لذلك من الطبيعي أن يشير البعض إلى أن هنالك فنانات يقلدن الفنانة هاجر كباشي. 

*ماذا عنك انتي شخصياً؟* 

لا أستطيع تغيير صوتي لكي اقلد فنانة من الفنانات، فالفنانة المقلدة سترهق حبالها الصوتية. 

*بأمانة شديدة ما هي الأصوات النسائية الجديدة التي لفتت نظرك؟*

شموس وإنصاف فتحي.

*ماذا عن أصوات الفنانين الشباب؟*

لا أعرف الأصوات الجديدة في الساحة الفنية.

*لماذا انتي بعيدة عن السوشال ميديا رغماً عن تقريبها للمسافات؟*

كنت بعيدة عن الإعلام البديل لأنني لم أكن أنتج أغاني جديدة، وعدم الإنتاج يعود إلى انني كنت اتنقل بين عدد من الدول الأوروبية، الأفريقية والخليجية، لذلك اكثف من إنتاجي للأغنيات بعد عودتي إلى السودان، والذي أجد فيه الشعراء والملحنين الذين لم أكن اجدهم في الخارج، وإذا كان وجدتهم لكنت بثيت لجمهوري الأغاني عبر وسائط التقنية الحديثة، وكل ما كان في إمكاني هو التواصل مع جمهوري بالصور، وكتابة كلمة صباح الخير ومساء النور، واخباري المتعلقة بوجودي في الخارج. 

*ما الجديد الذي انتجتيه لإعادة أراضيك؟*

أراضيني قاعدة يا أخوي، لكن ربما اسمي فيه بعضاً من الغبار الذي بدأت في نفضه.

أين تجد إيمان نفسها في لونيات الغناء المتنوعة؟

أميل إلى أغاني السيرة والحماسة، والتي تعاملت في إطارها مع الشاعرة زوبة طايشين، هيثم عباس، سحر ميسرة، مصطفى امبو، مهدي مصطفى وغيرهم

*لماذا تزكزين على شعراء وملحنين محددين؟*

عني شخصياً لا أركز على شعراء وملحنين بعينهم، بقدر ما إنني أركز على الكلمات والالحان الهادفة، فأنا إذا وجدت شاعراً مبتدئياً، واعجبت بمفرداته سأغني له، ولا ألجأ للتعامل مع الأسماء المعروفة فقط، فها أنا أتعامل مع شعراء مغمرين، وهؤلاء الشعراء نجحت أغنياتهم، وذلك مثل الشاعر فضل ابولين الذي لم يكن معروفاً، وربما يكون قد تعامل مع فنان أو فنانين إلا أن أغنيته التي غنيتها له حققت نجاحاً، بالإضافة إلى الشاعر ابوضراع والكاسرابي. 

*ماذا انتي قائلة في الختام؟*

سعيدة بعودتي إلى أرض الوطن، إلا انني حزينة كون أن جائحة (كورونا) أثرت في العالم بصورة عامة، لذلك أتمنى من الله العلي القدير أن يرفع الوباء، وأن ينعم على السودان بالسلام، الطمأنينة، الرخاء والتنمية.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

السبت، 23 يناير 2021

*القصة الحزينة لطرد أم وأطفالها بأمدرمان.. (مريم) تروي تفاصيل مثيرة حول سكنها الشارع في برد قارص.. الدخان أدخلني في حالة غيبوبة وفوقت منها مشردة بلا مأوى.. في يوم الحريق نمت وأبنائي بالقرب من المقابر.. سكنت بعد الحريق تحت شجرة بشارع النيل بأمدرمان*



 

..... 

*جلس إليها : سراج النعيم* 

..... 

شب حريق بشكل مفاجيء في مسكن السيدة (مريم) بمدينة الشاطئ، وذلك بالقرب من قسم شرطة مدينة النيل بامدرمان، مما أدى إلى تشريدها وأبنائها البالغ عددهم خمسة أطفال، كما أن الحريق سجل خسائر كبيرة في المأوى الذي قضى عليه تماماً، مما اضطر (مريم) وأطفالها للنوم في يوم الحادث في الشارع العام ما بين مقابر مدينة (الشاطئ)، وقسم شرطة مدينة (النيل) حيث التحفنا الأرض، وتغطنا بالسماء رغماً عن أن الشتاء قارص. 

*في البدء ما الذي يجعلك تتخذين من الشارع العام مسكناً؟*

كنت اقطن وأبنائي الخمسة في (مسكن) بالقرب من قسم شرطة مدينة النيل إلا أن الحريق إلتهم مكان الإقامة، وامتد ليطال منزلاً آخراً، والذي وفقه تم طردي وأبنائي من هناك من قبل جارنا الذي امتد إليه الحريق متجاوزاً الطابق الأول، واشتغل النيران في جزء من الطابق الثاني للمنزل، مما نتج عن ذلك خسائر فادحة حيث إلتهمت النيران بعض المقتنيات باهظة الثمن. 

*ماذا عن مسكنك؟*

إلتهمت النيران مسكني بالكامل، ولم يبق َمنه شيئاً بما في ذلك الأثاثات والأزياء، وعليه لم أعد أملك وأطفالي إلا الملابس التي نرتديها أثناء وقوع الحريق. 

*كيف اشتعلت النيران بهذه السرعة في مسكنك والمنزل المجاور لك؟* 

تفاجأت بالحريق أثناء ما كنت داخل المسكن الذي أقيم فيه، واشتعلت النيران فيه سريعاً، وبدأت ألسنته تتصاعد عالياً نحو السماء، هكذا ظل الحريق مشتعلاً لدرجة أنه قضى على كل شيء في دقائق معدودة. 

*أين كنتي لحظة اشتعال شرارة الحريق الأولي؟*

كنت أعد لأبنائي في وجبة الإفطار حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً، إلا أن هذه الوجبة التي حصلت عليها بشق الأنفس لم يتناولها أطفالي الذين ربما يظلون عليها لليوم التالي خاصة وانني أحصل عليها بعد معاناة كبيرة، فالأوضاع الاقتصادية بالغة التعقيد. 

*أين رب الأسرة؟* 

عائل أسرتي غائباً منذ فترة طويلة، وذلك بسبب سفره خارج الخرطوم فهو يعمل في الأعمال الحرة البسيطة، وما يجنيه من عمله لا يكفي لشراء المستلزمات الضرورية للحياة المعيشية اليومية. 

*ما خسائر الحريق؟*

إلتهمت النيران المأوى 

 بالكامل بما في ذلك الأثاث والملابس.

*وماذا؟*

لا أدري إلى أين أذهب بعد أن أصبحت أعاني وأطفالي من التشرد، فأنا الآن لا أملك مكاناً للإقامة فيه سوى الشارع العام.

*لماذا لم يتم إطفاء الحريق؟*

عندما اشتعلت النيران كانت مشتعلة بسرعة شديدة، فلم تدع مجالاً لإخمادها في مهدها، وبالتالي كادت النيران أن تحرقني وصغيري الذي مازال رضيعاً، ولولا العناية الإلهية لكنا جميعاً في اعداد الموتى، كما اننا استنشقنا الدخان الذي كان كثيفاً. 

*ما الأسباب وراء هذا الحريق المفاجئ؟* 

تفصيلاً أشير إلى أن الحريق نشب لأسباب (مجهولة)، ولحظة اشتعال النيران كنت داخل (المسكن)، والذي خرجت منه على أصوات أطفالي المدوية، وعندما خرجت تفاجأت بالنيران تشتعل في المسكن بصورة لا يمكن تصورها بأي حال من الأحوال.

*وماذا؟*

النيران انتشرت سريعاً فيه، وإلتهمت جميع الأثاث والأزياء الموجودة داخله، ومن ثم انهار المسكن تدريجياً، وتصاعدت في ذات الوقت ألسنت النيران، فالتهمت جزء من الطابق الثاني للمنزل المجاور، أي أن الحريق أحدث دماراً شاملاً، وهذا الحريق أدى إلى طردي  وأبنائي من المسكن الذي كنا نعيش فيه في أمن وأمان. 

*هل واجهتك صعوبات لحظة وقوع الحريق؟* 

نعم واجهتني صعوبات تفوق إمكانيتي المحدودة، فالنيران حاصرتني وأطفالي، الأمر الذي اضطرنا للخروج سريعاً رغماً عن صعوبة الخروج في تلك الأثناء خاصةً وأن الإفلات من النيران كان في غاية الخطورة.

*كيف اكشفتي الحريق؟*

من خلال أطفالي الذين أطلقوا صرخات مدوية، فما كان مني إلا وأن خرجت مسرعة بصغيري الرضيع، وأثناء خروجي لم أحتمل درجة حرارة النيران التي كانت ألسنتها متصاعدة ودخانها الكثيف أصابني بحالة إغماء، مما أدى إلى سقوطي على الأرض، فانشغل أطفالي بافاقتي، وعندما فوقت من الغيبوبة وجدت كل شيء إنهيار تماماً، لذلك لم أكن مصدقة اننا نجونا من ذلك الحريق.

*ما هي الإشكالية التي تواجهي بعد فقدان مسكنك؟* 

إن الإشكالية الكبرى بالنسبة لي تكمن في عدم ايجادي مسكناً مناسباً لكي يأويني وأطفالي الخمسة خاصة وأن النيران قضت على المنزل كلياً. 

*أين تعيشين وأطفالك الآن؟*

أعيش تحت شجرة كبيرة في شارع النيل بمدينة (الشاطئ) بامدرمان، أي إنني وأطفالي نسكن في الشارع العام. 

*لماذا لا تذهبين إلى أهلك أو أهل زوجلك؟*

ليس هنالك أهل يمكن أن ألجأ إليهم في هذا الوضع الاقتصادي المذري الذي تمر به البلاد، والذي تزامن مع الموجة الأولي والثانية لجائحة (كورونا)، مما زاد الأمر تعقيداً، وإذا قررت العودة إلى أسرتي الكبيرة أو أسرة زوجي فإنني أحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لتذاكر السفر من الخرطوم إلى (كادوقلي)، وعليه لا أعرف لمن ألجأ للبحث عن حل لمشكلة السكن، الإعاشة والملابس، بالإضافة لمشروع لتوفير الأكل والشرب لأطفالي.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

الجمعة، 22 يناير 2021

ايمان لندن وسراج النعيم

 اجلست الفنانة إيمان لندن بعد عودتها للبلاد بعد عشرة سنوات متصلة.

أين انتى فى الفترة الماضية؟

كنت متنقلة ما بين لندن، فرنسا، ودول أوروبية أخرى، الخليج وتشاد.

هل عودتك للسودان نهائية؟

إن شاء الله عودة نهائية.

ما رأيك في الأصوات النسائية الجديدة؟

أصوات جميلة

بصراحة ما هي وجهت نظرك في الأصوات المطلة على المتلقي من خلال الإعلام البديل؟

كل فنان لديه لونيته وهذه اللونية يطرها بما يتناسب معه ويبقى الفيصل الجمهور في مدى قبوله للتجربة المطروحة عليه

وأي فنان لديه جمهوره، وأي لونية من الغناء لديها جمهور

كيف تنظري إلى اريفة الغناء في المدينة؟

في رأيي هي جميلة جداً، وقد لفتت نظري لدرجة انني أدخلت الآلة الشعبية (الربابة) ضمن الفرقة الموسيقية، باعتبار أنها جزء من الإرث والتراث.

مقاطعاً أقصد نقل الثقافة الغنائية من الريف إلى المدينة؟

الثقافة الغنائية في الريف من القدم، وبالتالي كان يفترض نقلها إلى المدينة قبل هذا التوقيت

الذي اتجه فيه أغلب الفنانين للغناء بالربابة، وانا أدخلتها في الفرقة الموسيقية لانني أحب أغاني السيرة.

مقاطعاً أليس هذا تقليد لمن سبقوك على التجربة؟

لا فقط عجبتني الفكرة، واحسست أنها تتماشى معي.

لماذا يضيق صدرك بالنقد؟

لا أتضايق من النقد نهائياً، فالنقد هو الذي صنع إيمان لندن، ولولا ذلك النقد لما كنت أقف الآن على أرض صلبة، واتعامل مع النقد من حيث المثل الذي يقول : (اسمع كلام الببكيك ما تسمع كلام البضحكك)

هل إيمان تعتمد على الشكل أكثر من المضمون؟

بالنسبة لشكلي فأنا أقول القبول من الله، والشكل مهم للفنان فأنا خلقني الله جميلة

على حسب مشاهدات الناس، ورغماً عن ذلك لا أعتمد على الشكل بقدر ما انني اعتمد على منتوجي الفني

فأنا مجتهده جداً في مهنتي

إلا أن السفر خارج البلاد جعلني بعيدة عن الحركة الفنية

فلم أجد خلال هجرتي شعراء وملحنين لكي أتعامل معهم

وانتجت فيديو كليبات صورتها في لندن والخرطوم

وشكلي نعمة من الله

هل تعتقدين أنك تسافرين وتعودين لتجدي ارضيتك كما هي؟

أنا اسمي تعبت فيه إلى أن رسخ في أذهان الجمهور،. وأي إنسان لديه ظروفه التي تدعه يسافر، وأنا أعتذر لجمهوري عن غيابي في الفترة الماضية

فأنا لدى ظروف هي السبب في سفري

وسوف اعوض جمهوري الغياب في الفترة السابقة

ما الجديد الذي اتيتي به؟

منذ أن عدت إلى البلاد وإلى الآن أنتجت أغنيتين

بعنوان (بني القليت) كلمات وألحان فضل ابولين

و(ابوضراع) كلمات عمر الكاسرابي وألحان المعز الشاطئ

بالإضافة إلى انني سجلت أغنية (ام دورور) كلمات ناصر مصطفي.

كيف تختارين النصوص الغنائية؟

اختياري يتم وفق ما أحس به متناسباً مع إحساسي وصوتي

ماذا عن تجربتك مع الإعلان قوبلت بنقد كثير خاصةً ترويجك للعدس؟

والله أنا ما عارفه لكن حاسه انو العدس بقى لي وصمة عار

فكانني ارتكبت جرماً

فكل الفنانين، المشاهير ونجوم المجتمع يتجهون إلى الإعلان، فهل النقد الموجه لي لأنني أعلنت عن العدس

فالإعلان في الفترة الأولي أضاف لي الكثير وأضاف للشركة المنتجة وإلى الآن يضيف لها مالياً، وعندما سافرت خارج البلاد ظل الإعلان يروج للعدس بصوتي إلى أن رسخ في أذهان الناس الذين أصبحوا يقولون إيمان بتاعت إعلان العدس ونسيوا إيمان الفنانة

واغانيها وأصبحوا يتعاملون معي على ذلك الأساس

وكل الموضوع عدس الوابل ما بحتاج توابل

فأنا لست أول فنانة تتجه إلى الموديل

فهنالك فنانين كثر على الصعيد المحلي، الإقليمي والدولي، هكذا أعلنوا عن منتجات الشركات، المؤسسات، المصانع وغيرها

فأي فنان في العالم تلجأ إليه الجهات

ودائماً تستهدف الجهات المعلنة الفنان الذي لديه جمهور

فالشركة عندما جاءنتي ووقعت معي عقداً على أساس انني نجمة

ماذا عن العقد المبرم بينك والشركة في إطار إعلان العدس؟

إنتهى أجل الإعلان ورغماً عن ذلك ظلت الشركة تبث تروج للعدس دون تجديد العقد الموقع بيني وبينها، خاصة وانني كنت

غير موجودة في البلاد منذ ثمانية سنوات.

رأيك بصراحة في أصوات نسائية حديثة تقلد الفنانة هاجر كباشي؟

ربما تكون الطبقات الصوتية واحدة، وهاجر كباشي في بدايتها كانت مدرسة، فهنالك الكثير من الفنانات يشار إليهن على أساس أنهن يمارسن الغناء في إطار مدرسة هاجر كباشي، فأنا إيمان لا أستطيع تغيير صوتي لكي اقلد فنانة من الفنانات

فأي مقلد سيرهق حباله الصوتية

بأمانة شديدة ما هي الأصوات النسائية الجديدة التي لفتت نظرك؟

يجعبني صوت شموس وإنصاف فتحي.

وماذا عن أصوات الفنانين الشباب؟

لا أعرف الأصوات الجديدة في الساحة الفنية.

لماذا انتي كنتي بعيدة عن السوشال ميديا رغماً عن تقريبها المسافات؟

كنت بعيدة عن الإعلام البديل لأنني لم أكن أنتج أغاني جديدة أثناء تنقلي في دول أوروبية، أفريقية وخليجية

لذلك اكثف إنتاجي للأغنيات بعد عودتي إلى السودان

الذي أجد فيه الشعراء والملحنين

وبالتالي لم يكن لدي في الخارج منتوج لكي ابثه لجمهوري عبر وسائط التقنية الحديثة، وكان في إمكاني فقط التواصل مع الجمهور من الصور وصباح الخير ومساء النور

واخباري المتعلقة بوجودي في الخارج

ما الجديد الذي انتجتيه لإعادة اراضيك؟

اراضيني قاعدة يا أخوي، لكن ربما اسمي فيه بعضاً من الغبار الذي أود نفضه.

أين تجد إيمان نفسها في لونيات الغناء المتنوعة؟

أميل إلى أغاني السيرة التي تعاملت في إطارها مع زوبة طايشين، هيثم عباس، سحر ميسرة، مصطفى امبو، مهدي مصطفى وغيرهم

لماذا تزكزين على شعراء وملحنين محددين؟

عني شخصياً لا أركز على شعراء وملحنين بعينهم بقدر ما انني أركز على الكلمات والالحان التي أحس بها، فأنا إذا وجدت شاعراً مبدئياً واعجبت بمفرداته سأغني له ولا ألجأ للتعامل الفني مع الأسماء المعروفة فقط، فها أنا أتعامل مع شعراء مغمرين ونجحت أغانياتهم، فأنا عقب عودتي تعاملت مع فضل ابولين الذي ليس معروفاً، وربما يكون قد تعامل مع فنان أو فنانين

إلا أن أغنيته حققت نجاحاً

بالإضافة إلى ابوضراع والكاسرابي

ماذا انتي قائلة في الختام؟

سعيدة بعودتي إلى أرض الوطن في وقت فيه جائحة (كورونا) أثرت في العالم بصورة عامة إلا أنني أتمنى من الله العلي القدير أن يرفع الوباء





الأربعاء، 20 يناير 2021

حريق هائل يتسبب في تشريد أم وأطفالها الخمسة للشارع العام بامدرمان

 تسبب حريق شب بشكل مفاجيء في منزل السيدة (مريم) بمدينة الشاطئ، والذي يقع بالقرب من قسم شرطة مدينة النيل بامدرمان، مما أدى إلى تشريد السيدة (مريم) وأبنائها البالغ عددهم خمسة أطفال، كما أنه سجل خسائر كبيرة في المأوى الذي قضى عليه تماماً، مما اضطر (مريم) وأبنائها إلى النوم وأبنائها في اليوم الأول للحادث في الشارع العام، وهم يلتحقون الأرض ويتغطون بالسماء في عز هذا الشتاء القارص  ما بين مقابر مدينة (الشاطئ)، وقسم شرطة مدينة (النيل)، وذلك بعد طردها وأبنائها من قبل جارها الذي امتد الحريق الهائل إلى منزله المجاور لسكن السيدة سالفة الذكر، والذي اشتعلت على إثره النيران في الطابق الثاني، عموماً أحدث الحريق خسائر فادحة في العمارة المجاورة والتي إلتهم فيها بعض المقتنيات باهظة الثمن، فيما إلتهم منزل السيدة (مريم) بالكامل، ولم يبق لها شيئاً بما في ذلك الأزياء، إذ أنها لم تعد تمتلك، هي أبنائها الخمسة إلا الملابس التي يرتدونها أثناء وقوع الحريق. 

وقالت : تفاجأت بالحريق أثناء ما كنت داخل الراكوبة التي اقطن فيها بوقع الحريق الذي اشتعل فيها سريعاً لدرجة أنه قضى عليها في دقائق معدودة. 

أين كنتي لحظة اشتعال الشرارة؟ 

كنت أعد لأبنائي في وجبة الإفطار التي حصلت عليها بعد معاناة كبيرة خاصة وأن عائل الأسرة غائباً عنا منذ فترة طويلة بسبب سفره بعيداً عن الخرطوم فهو يعمل في الأعمال الحرة البسيطة. 

ما الخسائر التي تسبب فيها الحريق؟ 

الحريق إلتهم المأوى 

 بالكامل بما في ذلك الأثاث والملابس.

وماذا؟ 

لا أدري إلى أين أذهب بعد أن أصبحت أعاني وأطفالي التشرد لعدم وجودي مكاناً للإقامة فيه بعد الحريق الذي إلتهمت نيرانه كل ما أمتلك.

لماذا لم يتم إطفاء الحريق؟

في الصباح حدث الحريق الذي استنشقنا الدخان، ولولا العناية الإلهية لكنا الآن في اعداد الموتى. 

فيما قالت (مريم) : تفصيلاً تشير الوقائع إلى إن الحرق نشب لأسباب مجهولة حيث كنت داخل المنزل الذي خرجت منه على صوت مدوية، وعندما خرجت من المأوى تفاجأت بالنيران تشتعل في المنزل.

وأضافت : النيران انتشرت سريعاً، وإلتهمت جميع قطع الأثاث الموجودة، ومن ثم انهارت (المنزل) تدريجياً، ومن تصاعدت ألسن النيران لتطال المنزل المجاور بطريقة غريبة للغاية، كما تساقطت الأثاثات، أي أن الحريق أحدث دمارا شاملاً بالمنزل، وأصاب المنزل المجاور لحريق جزئي. 


وأشارت إلى أنها تعيش مع أبنائها في المنزل الذي هرب منه الأطفال إلى الخارج فوراً بعد اشتعال النيران.

وأردفت : إن النيران حاصرتني والأطفال الأطفال، مما اضطررنا إلى الخروج سريعاً رغماً عن صعوبة الخروج في تلك الأثناء إلا إننا استطاعنا الإفلات من النيران.


كيف اكشفتي الحريق؟ 

من خلال أولادي بعد خروجهم بسرعة من المنزل وقاموا بإنقاذي من خلال إطلاق صرخات مدوية، فما كان مني إلا وأن أخرج مسرعة بطفلتي الرضيعة، وأثناء خروجي لم أحتمل درجة حرارة النيران وكثافة الدخان فأصيب بدوار وسقط مغشياً على، وما أن تم إطفاء الحريق إلا وفقت من الغيبوبة على الإنهيار التام لحياتي، والتي كان من الصعب أن ننجو في إطارها من الحريق.

ما هي الإشكالية التي تواجهي بعد فقدان منزلك؟ 

إن الإشكالية الكبرى التي تواجهها الآن عدم وجود مكان مناسب يأويني وأطفالي الخمسة بعد احتراق المنزل كلياً، فأنا الآن أعيش تحت شجرة في شارع النيل بمدينة امدرمان، أي اننا نسكن في الشارع العام، فلا مكان أو أهل يمكن أن ألجأ إليهم في هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، والذي تزامن مع الموجة الأولي والثانية لجائحة (كورونا)، مما زاد الأمر تعقيداً، وإذا قررت العودة إلى أسرتي الكبيرة فإنني أحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لتذاكر السفر من الخرطوم إلى (كادوقلي)، وعليه لا أعرف لمن ألجأ للبحث عن حل لمشكلة السكن، الإعاشة والملابس، بالإضافة لمشروع لتوفير الأكل والشرب لأطفالي.




الاثنين، 18 يناير 2021

*تاجر (بطيخ) يكشف أسباب ارتفاعه رغماً عن أنه موسمه*

 





...... 

*التقاه/سراج النعيم-صحيفة العريشة*

...... 

كشف إبراهيم عبدالقران سنوسي يحي، تاجر (بطيخ) بمدينة (الشاطيء) بامدرمان أسباب إرتفاع أسعاره بصورة مفاجئة.

وقال لصحيفة (العريشة نت) : قبل الإرتفاع الذي طرأ على أسعار (المحروقات) كنت أشتريه بمبلغ (٢١٠) ألف جنيه، إلا أنه وبشكل مفاجيء أصبح لوري البطيخ بمبلغ (٣١٠) ألف جنيه، وهذا الإرتفاع أسبابه الضائغة الاقتصادية الضاغطة التي تمر بها البلاد، وقد افرزت ظاهرة (تجار الأزمات) و(السماسرة) الذين دخلوا طرفاً ثالثاً في عملية بيع وشراء (البطيخ).

من أين يأتي ما يسمي بالسماسرة وتجار الأزمات؟

قال : هم أشخاص ليس لديهم مهنة، وكل ما يفلونه فقط يدخلون طرفاً ثالثاً في عملية البيع والشراء.

من أين تشتري البطيخ؟

قال : من السوق المركزي بالخرطوم.

بكم تبيع (البطيخة) للمستهلك بعد الزيادات؟

بما أن المائة بطيخة أشتريها بمبلغ (٤٠٠) ألف جنيه، فإنني مضطر إلى بيع البطيخة الكبيرة بمبلغ (٨٠٠) جنيه، وهكذا إلى أن يصل سعر البطيخة (٣٥٠) جنيه.

 لماذا إرتفاع سعره المفاجيء في فصل الشتاء؟

قال : هنالك جهات دخلت طرفاً ثالثاً في عملية البيع والشراء، وهذا الطرف الثالث لعب دوراً كبيراً في إرتفاع البطيخ، والذي كان يتم احضاره من منطقة (ود حامد) بولاية نهر النيل شمالي السودان، إلا أنه الآن يتم احضاره من منطقة واحدة، وهي منطقة (ابوالرخاء) جنوب مدينة (الفاو)، وعليه أضحي سعره مرتفعاً بهذه الصورة، وبالتالي يسهل التحكم في سعره بالصورة التي تروق للمزارع أو التاجر الذي يعرضه للبيع بشكل مناسب معه من حيث الشراء من مكانه، وترحيله من مدينة (الفاو) إلى ولاية الخرطوم.

الأحد، 17 يناير 2021

*سراج النعيم يكتب : الإعلام يفقد الجاذبية بسبب (العولمة) ووسائطها المختلفة*

 


...... 

الناظر بمنظار فاحص للإﻋﻼﻡ بصورة عامة سيجد أنه ﻟﻢ ﻳﻌﺪ جاذباً ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪ بسبب العولمة ووسائطها المختلفة، بالإضافة إلى أنه وببساطة شديدة ﻻ ﻳﻠﺒﻲ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ، ﻭﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻮﻋﻲ والإدراك ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ربما ﻟﻺﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ لديه الكثير من الخيارات ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ، ﺿﻒ ﺇلى ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﺭﻳﻊ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺇﻋﻼﻡ ﻫﺎﺩﻑ ﻳﺼﻮﻍ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﺸﻮﺑﻬﺎ ﺃﻳﺔ ﺷﺎﺋﺒﺔ.

ﻭﺃﻋﺰﻭ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺇلى ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﻋﻜﺲ ﻫﻤﻮﻣﻪ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭﻳﺔ ﺳﻴﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺁﺧﺮﻱ، ﻷﻧﻪ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺎﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻻ ﺗﻤﺖ ﺑﺼﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﺮﻋﺎﺕ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻣﻘﺮﻭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ.

ﻭبالرغم عما ذهبت إليه إلا أن الإﻋﻼﻡ كان ذو ﺗﺄﺛﻴﺮ بالغ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ في وقت سابق، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻭﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺠﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻳﻮﻣﻴﺎً، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺟﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺃﺟﺮﺍﺋﻬﺎ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎً ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﻮﻋﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻬﻢ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺇلى ﻣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﻗﻨﻮﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻓﻀﺢ ﺯﻳﻒ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺗﻮﻧﺲ، ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﻜﺲ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻣﺎ ﺍﺿﻄﺮﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺑﺚ ﺭﻭﺡ ﻋﺪﺍﺋﻴﺔ ﻗﺎﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇلى ﻓﺸﻞ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺕ ﺑﺎﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﺜﻪ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻲ كافة ﺍﻷﺻﻌﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ، ﺇلى ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺟﺎﺫﺑﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﻔﺮﺓ، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﺿﻌﻴﻒ ﻻ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻻ ﺇلى ﺗﺴﻄﻴﺢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻃﺮﻓﺎً منها، ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻨﻮﺍﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻨﻤﻄﻴﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.

ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺇلى ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ، ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﺇلى ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺚ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺚ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

السبت، 16 يناير 2021

*سراج النعيم يكتب لمجلة النخبة في ذكري الأسطورة محمود عبدالعزيز : لماذا انسلخ “الحوت” عن الحركة الشعبية؟*





...... 

انضمام الصديق الفنان الراحل محمود عبدالعزيز للحركة الشعبية جاء عبر استقطابه من طرف ياسر عرمان كما تطرقت للمحادثة الهاتفية التي دارت بينه والدكتور الراحل جون قرنق من واقع أن (الحوت) كان واضحاً في خوض التجربة السياسية مؤكداً أن أسباب الانضمام للحركة الشعبية نابعة من الطرح الثقافي والفني في برنامجها عقب توقيع اتفاقية نيفاشا.

وقال لي الأسطورة محمود عبدالعزيز : (لماذا لا انضم للحركة طالما أن الدكتور جون قرنق أكد تحول الحركة المسلحة إلى حزب)، وعندما التمس الحوت أن الحركة لم تف بما وضعته علي منضدته لم يتوان ولو لكسر من الثانية في إعلان انسلاخه منها، مشيراً إلى أنها حادت عن طرح قرنق الوحدوي، وهو الطرح الذي قاده للإقدام على الانسلاخ منها، لأنه كان يحلم بتوحد شطري السودان الشمالي والجنوبي، ولم يكتف بالحلم، بل حث شعرائه على تأليف نصوص غنائية يترجم بها ما يصبو إليه على أرض الواقع إلى جانب أنه شجع شعب الجنوب علي السعي الحثيث للوحدة من خلال الأغاني التي ألفها فكانت أغنية (في مدينة جوبا) و(يا جونقلي حاشا ما نسوك)، وهما الأغنيتين اللتين قام بتصويرهما مخرج الروائع شكر الله خلف الله، وتم بثهما من علي شاشة تلفاز السودان، وقد وجداً تفاعلاً كبيراً، ولكن رغماً عن التزام الفنان محمود عبدالعزيز بالفكرة إلا أن الحركة الشعبية كانت تهدف من استقطابه لكسب ود جماهيريته العريضة، وبالتالي قرر الانسلاخ نهائياً وترك الحركة الشعبية بعد أن خيبة آماله، ويقول : (الحركة الشعبية لم تكن بحجم الطموح، ولم تنفذ البرنامج الذي رفعت شعاره خاصة فيما يخص الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية).

وأكتسب الحوت في السياسة تميزاًَ ونجاحاً كبيراً، وظهر ذلك من خلال الانضمام للحركة الشعبية، والتي حينما تجاوزت الفكرة المرسومة في مخيلته رفض الفكرة نهائياً معلناً عدم رجوعه إليها، ولم يحدد وجهته الحزبية، فيما كثف نشاطاته السياسي من أجل وحدة السودان، وأكد الحوت أنه من الاستحالة أن يكرر التجربة السياسية، لأنه يدرك جيداً أن الانتماء السياسي يتطلب تنفيذ الشعارات على أرض الواقع، وهو ما لم تفعله الحركة الشعبية، وذلك لعدم إنزال البرنامج على أرض الواقع، مما قاد الإخوة الجنوبيين لاختيار الانفصال عن الشمال.

وبهذا الوضوح أصبح الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فارساً يشق أزمنة جاء إليها من حي (المزاد) بالخرطوم بحري ليذيع صيته في كل أرجاء السودان الذي أحبه، فعمل له بكل وفاء وإخلاص من أجل أن يظل موحداً، ويسنده في ذلك وعي فكري، فجاءت إبداعاته كالأمطار التي ارتوت بها الحركة الفنية من خلال نصوصه، الغنائية، ألحانه وموسيقاه، والتي تمثل صولجان يحمل به السحر الذي لا يعرفه سوي جمهوره الذي ظل يشد من أزره في أحلك الأوقات، فلم يخيب ظنهم معلناً منذ الوهلة الأولي عن وجود إنسان قبل أن يكون فنان كبير، وإنسان هذه لأنه كان كسحابة بيضاء تحلق لترسم في صدر السماء مكانة لنجم جديد، فازدهر كنخلة باسقة بالحب والأمنيات.

أينما حط الحوت رحاله تحتشد حوله أسراب العصافير والحمام مترجماً بوضوح شديد دلالة أن تكون الأغنية منسجمة مع روح العصر ومواكبة مع آفاقه، وكل متغيراته البيئية والمناخية، مما جعل جيوش العشاق تردد حكايات وأنغام هذا الفنان الأسطورة الذي لا يساوم بحفنة جنيهات رغماً عن تأكيد شهرته، وبرزت نجوميته في الفضاء الواسع ليكون بهذا امتداداً طبيعياً لكبار الخالدين واضعاً حداً للتأويل والتشكيك، وكان يجابهها بالصمت، ويعمل ويدع الآخرين يتحدثون ويطلقون حوله الشائعات المغرضة، وأن كنت لا أري ثمة أي أسرار أو تكهنات، إنما هي الصدمة الغنائية، فتعالوا معي لكي نواصل تقلب صفحات وصفحات من رحلة سفير الأغنية السودانية أو فنان الأجيال).

وواصلت سلسلة حواراتي حيث سألته عن انضمامه للحركة الشعبية ألا تعتقد أن هذه الخطوة قد تخصم من رصيدك لما تلاقيه من محبه؟ فقال : (كما أسلفت فإن الحركة الشعبية رفعت في بادئ الأمر شعارات، وهذه الشعارات حسبت أنها ستكون دافعاً للوحدة، والتي عملت من أجلها في القطاع الثقافي، ولكن الحركة الشعبية لم تلتزم بالفكرة التي طرحها على الدكتور جون قرنق.

وفي رده على سؤال طرحته عليه بكل صراحة كيف تنظر للفنان الذي يغني للأنظمة السياسية والأحزاب؟ قال : (بكل تأكيد لا أري غضاضة في أن يتجه الفنان على هذا النحو خاصة إذا كانت قناعته السياسية هي التي دفعته في هذا الاتجاه، فالفنان في النهاية إنسان يعبر عن ذاته، وينتمي لما هو يعتقد فيه خيراً لأبناء وطنه، وعندما أنضممت للحركة الشعبية كنت أهدف للوحدة، لذا عندما لم تحققها الحركة انسلخت منها.

مما ذهبت إليه مسبقاً وجهت دفة حواري مع الفنان الراحل حول رؤيته لمستقبل الفنان السياسي؟ فقال : (الفن ليس بمعزل عن السياسة، والفنان السياسي يجب أن ينحصر تفكيره في خدمة الإنسانية بحكم أنه مؤثر في جمهوره على الأقل مع التمسك بفكرته القومية، فالتجارب الحزبية أثبتت فشلها، والدليل على ذلك الأثر العميق الذي خلفته الحركة الشعبية سلبياً في المجتمع إن كان في شمال السودان أو جنوبه في عدم تطبيقها للشعارات التي يستفيد منها إنسان الجنوب.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

السبت، 9 يناير 2021

*ندي القلعة في حوار استثنائي حول المؤسسة الزوجية : الرجل كالطفل الكبير يحتاح للحب والعاطفة والحنان والدلال



...... 

*جلس إليها : سراج النعيم* 

...... 

وصفت الفنانة ندي محمد عثمان الشهيرة بـ(ندي القلعة) الزوج بـ(الطفل الكبير) الذي يحتاج للحب، العاطفة، الحنان والدلال، مؤكدة أن تجربتها مع الزوج علمتها الكثير في كيفية إدارة المؤسسة الزوجية، والخروج بها إلى بر الأمان.

وقالت من خلال لقاء جمعني بها بمنزلها بالخرطوم : الحقيقة التي التمستها من خلال تجربتي الزوجية، هي أن الرجل يحتاج للاهتمام من زوجته مثل الاهتمام الذي يحظي به من والدته قبل الانتقال لـ(عش الزوجية)، والذي يمثل له حياة جديدة، حياة مختلفة عن حياته السابقة، وهذه الحياة يجب أن لا تختلف عن حياة  أمضها في كل مراحل عمره السابقة، فهو عندما ينتقل من منزل أسرته إلى عش الزوجية مع (ضيفته) يضع في رأسه أنه سيقضي مع زوجته بقية عمره وفقاً لما هو مخطط له مستقبلاََ. 

وحول اعتداء بعض الرجال على زوجاتهم؟ قالت :  هنالك بعض الأزواج يعتدون على زوجاتهم (لفظياً)، وفي أحايين آخري (يدوياً)، وهذا سلوك (سالب) ربما يرتكبه رجل في حق المرأة التي اختارها شريكة لحياته، وأعزو ذلك السلوك إلى أنه ربما شاهده في مراحل مختلفة من حياته، فلربما يكون والده سبق له أن اعتدي على والدته تارة (لفظياً)، وتارة آخري (يدوياً)، وظلت تلك المشاهد راسخة في ذهنه لدرجة أنها تركت تأثيرها عليه رغماً عن مرور السنوات، مما يقوده إلى أن يكرار ذات السيناريو في مؤسسة زوجه، أي أن ما يشاهده من أفعال، تصرفات وسلوكيات في الأسرة الكبيرة ينعكس على الأسرة الصغيرة مستقبلاََ بغض النظر أن كان (سلبياً) أو (إيجابياً)، لذلك على السيدات أن يمنحن أزواجهن الحب، العاطفة، الحنان  والدلال فالرجل من وجهة نظري الخاصة (طفل كبير)، وهذا الطفل الذي داخله يحتاج للرعاية والاهتمام.

وتابعت : المرأة الذكية تضع كل ما ذهبت إليه في تجربتي الزوجية نصب عينيها خاصة إذا تزوجت رجلاً مدللاً من والدته، فهو يحتاج للاهتمام الكامل حتى في إطار الأكل، الشرب والأزياء، والسؤال عنه بشكل دائم أين ذهبت ومن أين آتيت، والاتصال به هاتفياً للاطمئنان عليه أثناء تواجده في العمل، وأن تقف معه في كل كبيرة وصغيرة، وأن تضاعف الاهتمام به إذا توعك صحياً، فلربما يكون من لأولئك الرجال الذين تهتم بهم أمهاتهم خاصة وأن هنالك أمهات يضاعفن الاهتمام بأبنائهن، وهو أمر يجعل الرجل في حالة بحث دائم عن الحب، العاطفة، الحنان والدلال، لأنه يري شخصية والدته في زوجته، هكذا يريد زوجته أن تهتم به مثلما تهتم به والدته، وقطعاً إذا لم يجد ذلك الاهتمام، فإنه سيتمرد لا محال على زوجته، وربما اتجه للبحث عنه لدي من تتسم به، فالرجل الذي يفقد ما ذهبت إليه يكون سهل (الشلب) من زوجته.

وأضافت : (عيب) بعض النساء يتمثل في أنهن يريدن (الدلع) لأنفسهن، وذلك كلما كان الرجال متواجدين معهن في عش الزوجية، في حين أنهم هم أيضاً يرغبون في الدلال زوجاتهم، وذلك مثلما يفعلن مع أبنائهن، وفي حال خرج للعمل تتصل عليه هاتفياً، فاتصالات تحسسه بالاهتمام، وبالتالي توصل له إحساس أنها تفكر فيه حتى في غيابه.

وأردفت : يختلف اهتمام الزوجة بزوجها أمام أصدقائه، فهو في تلك الأثناء يريدها أن تتعامل معه رجلاً كاملاً، ولا يريد منها إحساس الأمومة، لذلك تقع الكثير من النساء في أخطاء، وهذه الأخطاء يكون سببها أن الزوجات يبحثن عن الحب، العاطفة، الحنان والدلال، وذلك الإحساس الذي يتخالجهن نابع من اعتقادهن بأن الرجل لا يحتاج للحب، العاطفة، الحنان والدلال، وأمثال هؤلاء الرجال المتزوجين يذهبون كل يوم (جمعة) إلى منازل أسرهم الكبيرة لتناول وجبة الإفطار مع والدتهم، وهذا يؤكد أن هنالك أزواج لا يأكلون إلا أكل أمهاتهم، لذلك تحتاج الفتاة لأن تتعلم فن الاهتمام بزوجها منذ الصغر حتى تكون مهيأة تماماً وإنسانة ناضجة في كيفية إدارة المؤسسة الزوجية، والخروج بها إلى بر الأمان، خاصةً وأن الزواج يعتبر المحطة الأخيرة لها في الحياة، وهذه المحطة تتطلب الإلمام بكيفية التعامل مع  الزوج، والذي يجب أن لا تستحي منه نهائياً.

وتابعت : في وقت ماض كانت الفتاة المقبلة على الزواج تتلقي النصائح من حبوباتها، أمهاتها، خالاتها وعماتها، إلا أنها ومع تطور العصر ومواكبة التطور التكنولوجي أصبحت الزوجة لا تحتاج سوي للبحث في محرك (قوقل)، وذلك من أجل معرفة ما تتطلبه الحياة الزوجية طويلة الأمد، فلا مكان لزوجة لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها حتى تكون سعيدة وناجحة في حياتها بالاستقرار الأسري، وإذا وجه إليك الزوج سؤالاً مفاده من أين تعلمتي طريقة تعاملك معه؟ فما عليك إلا أن تفتحي (الإنترنت)، ومن خلال محرك البحث تردي على سؤاله بكل شفافية، فمن أوجب الواجبات على الزوجة أن تثقف نفسها للحفاظ على زوجها، وتماسك واستقرار مؤسستها الزوجية، ومن تفعل تكون قد حافظت على زوجها، والثقافة الزوجية تكتسب للاستقرار في الحياة الزوجية الجديدة، وبلا شك لن تحدث إشكاليات في المستقبل. 

عن مقارنة المؤسسة الزوجية بالمجتمعات الغربية؟ قالت : إذا أخذنا الحياة الزوجية لدي (الخواجات) نموذجاً برغم اختلاف عاداتهم، تقاليدهم، ثقافاتهم ودياناتهم، فإننا نجدهم يقدسون الحياة الزوجية لدرجة أن الزوج لا ينظر إلا لزوجته مهما كانت الإغراءات، وهذه القدسية نفتقدها تماماً بالرغم من إن عاداتنا، تقاليدنا، وثقافاتنا لا تنفصل عن الديانة الإسلامية.

ومضت : أي رجل شرقي شد الرحال للغرب لا تؤثر فيه عادات، تقاليد وثقافات الغرب، بل يظل متمسكاً بما نشأ وترعرع عليه في بيئته، فمثلاً والدي- عليه الرحمة أمضى جل حياته في أمريكا إلا أنه عندما عاد إلى السودان لم يغير من مفهومه كرجل شرقي، وهذا يؤكد أن المرأة الحديثة لا تصلح مع الرجل السوداني، فهو يريدها زوجة تقليدية مثل والدته التي تربي في كنفها (مدللاً)، أي أنه يريدها بالإضافة للاهتمام به أن تكون (ست بيت)، ومعظم الرجال يشبهون زوجاتهم بأمهاتهم، ويظل هذا الإحساس يسيطر عليهم باعتبار أن الزوجة هي الأم الثانية، وهي التي يضع بين يديها كل ما يحس به من ألم، ويفضض لها ما يجيش في دواخله بدون مونتاج، مساحيق ورتوش، أي أنه يكشف لها ما بداخله دون أن يستحي منها، وبالتالي عليها أن تستغل ذلك من أجل حياة زوجية سعيدة وناجحة، بالإضافة إلى كسبها والدته لصفها بالتعامل الراقي، وأن تعتبرها في مقام والدتها، وأن تزيل من مخيلتها فكرة أنها (حماة)، فأنا مثلاً تزوجت مرتين، وفي زواجي الأول أنجبت ابنتي (ود)، والتي جاءت على إثرها والدة زوجي للبقاء معي في منزلي أربعين يوماً، لماذا؟ الإجابة ببساطة إنني كنت أتعامل معها كوالدتي، وعندما انفصلت عن زوجي كان الانفصال بالتراضي، وقال لي في تلك الأثناء : (إذا ربنا أراد أن نعود للحياة الزوجية مجدداً، فلن يقف أمامنا أي عائق)، وعندما تزوجت للمرة الثانية جاء طليقي، وأعطي ورقة (الطلاق) إلى زوجي الثاني، فأنا عندما انفصلت عن زوجي الأول كان والده يصر على إصراراً شديداً بأن  أتزوج، وكنت أقول له : (يا أبوي أنا ما دايرة أتزوج)، وإذا طلب يدك أي رجل لابد أن أكون لك وكيلاً.

واستطردت : تربيتي تربية (حبوبات)، بالإضافة إلى تمتعي بذكاء، وهذا الذكاء جعل حياتي الزوجية سعيدة، ناجحة ومستقرة. ومضت : إنني عرفت كيف احتوي والده ووالدته، وهما إلى يومنا هذا يحلفون بحياتي، وإذا حدث أي خلاف بيني وزوجي يتدخلان لحسمه، وما أن يقفا أمامنا إلا أن اسامحه لدرجة إنني (أبوسه) على رأسه، وما أن يخرجا من منزلنا إلا وأعود إلى (زعلي) منه، فالأم والأب عندما يطرق إذنيهما إشكالية حدثت لي مع ابنهما، خاصةً وأعلم أن انهما لا يتعاملان مع هذه الإشكالية بعقلانية وحكمة بقدر ما أنهما يتعاملان معها بعاطفة الأمومة، لذلك على الزوجات أن لا يكشفن عن إشكاليات زوجية تحدث لهن مع أزواجهن إلى أمهاتهن لأن الأمهات

يحسن بالخلاف على أساس أنه (حقارة)، ولا تحكم الأمهات رأسهن، بل تحكمهن عاطفتهن، وهو ما يحدث إشكاليات بين الزوجين، وتمتد إلى الأسرتين إما إدخال الأخ أو الأخت في الإشكالية الزوجية، فإنهما سيحلانها بإحكام العقل. 

واسترسلت : عندما يحدث خلاف بيني وزوجي لا أحكي هذه الإشكالية لوالدتي لدرجة أنها عندما تعلم به تلومني قائلة : (أنتي الغريب بجي بحكي لي أنتي بتي ما بتحكي لي)، وهذا النهج الذي كنت انتهجه في حياتي الزوجية لعب دوراً كبيراً في الاستقرار الأسري، فلم أكن اسمح لأي إنسان التدخل بيني وزوجي مهما كانت الإشكاليات بيني وبينه. 

فيما قالت : المرأة عموماً لا ترتاح إلا في عش الزوجية مهما كانت الإشكاليات فيه كبيرة، فالسيدة عندما تتعلم على خصوصيتها في مملكتها فإنه لن تبدلها بأي مكان آخر.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

الأربعاء، 6 يناير 2021

سراج النعيم يكتب : أما آن لهذا الفارس أن يترجل






بقلم سراج النعيم 

ما يجري في السودان انياً يذكرني بالمقولة الشهيرة لأم عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، والذي قتله (الحجاج بن يوسف الثقفي)، وليته ومن ناصروه أكتفوا بذلك، بل صلبوه لعدة أيام، فابن (الزبير) حين ودع أمه (أسماء) قال لها : (يا أماه إني أخاف إن قتلني أهل الشام، أن يمثلوا بي ويصلبوني)، فردت عليه قائله : (يا بني، إن الشاةَ إذا ذبحت لم تألم بالسلخ)، وبالمقابل واصل الحجاج رمي الكعبة بـ(المنجنيق) رغم حلول موسم الحج، وحج آنذاك عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأرسل إلى الحجاج قائلاً : (اتق الله، واكفف هذه الحجارة عن الناس، فإنك في شهر حرام وبلد حرام، وقد قدمت وفود الله من أقطار الأرض ليؤدوا فريضة الله ويزدادوا خيراً، وأن المنجنيق قد منعهم عن الطواف، فاكفف عن الرمي حتى يقضوا ما يجب عليهم بمكة)، فأوقف الرمي حتى عاد الناس من عرفات، وطافوا وسعوا، ولم يمنع (ابن الزبير) الحاج من الطواف والسعي، فلما فرغوا من طواف الزيارة نادى منادي الحجاج : (انصرفوا إلى بلادكم، فإنا نعود بالحجارة على ابن الزبير)، وكان ابن الزبير يهاجم ويرجع إلي الصلاة في الكعبة، فلما كان ليلة الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى من سنة (73) هجرياً بات يصلي طول ليلته حتى الفجر، فصلى الفجر ثم قال لأصحابه : (ما أراني اليوم إلا مقتولاً، فإني رأيت في منامي كأن السماء فرجت لي فدخلتها، وإني والله قد مللت الحياة وجاوزت سني اثنين وسبعين سنة، اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي، ثم نهض للقتال)، فجاءته آجرة فأصابته في وجهه، فارتعش لها وسال دمه، ثم رجع فجاءه حجر (منجنيق) من ورائه، فأصابه في قفاه فارتعد، ثم سقط على الأرض بوجهه، ثم حاول أن ينهض فلم يستطع القيام، فتسارع إليه الناس وتكاثروا عليه بالسيوف فقتلوه، وقتلوا أصحابه ممن تعلق بأستار الكعبة، وقطعوا رأسه وحملوه إلى الحجاج فخر ساجداً، ثم قام هو وطارق بن عمر قائد الجيش حتى وقفا عليه وهو صريع، فقال طارق : (ما ولدت النساء أذكر من هذا)!، فقال الحجاج مستنكراً : (تمدح من يخالف طاعة أمير المؤمنين؟)، قال : (نعم هو يفضل علينا في كل موقف لأننا محاصروه سبعة أشهر، وليس له حصن ولا خندق ولا منعة ينتصف منا)، وبلغ هذا الكلام عبد الملك بن مروان فصوب طارقاً، أي أعتبر كلامه صواباً، ولما قتل (ابن الزبير) كبر أهل الشام فرحاً بقتله، فقال عبد الله بن عمر بن الخطاب : (... وكان شيخاً ورعاً زاهداً، انظروا إلى هؤلاء، لقد كبر المسلمون فرحاً بولادته، وهؤلاء يكبرون فرحاً بقتله)، بعث الحجاج برأس ابن الزبير ورأس عبد الله بن صفوان ورأس عمارة بن عمرو إلى المدينة، ثم أُرسلت إلى عبد الملك بن مروان في دمشق فجازى حامليها، وأعطى كل واحد منهم خمسمائة دينار، ثم أخذ الحجاج جثة (ابن الزبير) فصلبها.

واستخلص من قصة (الحجاج) مع (ابن الزبير) الكثير من الدروس والعبر لما يجري في السوداني الذي يجب أن يأخذ حكامه الدروس والعبر مما حدث، خاصة وأن هنالك خلفية لعدد من ثورات الربيع العربي في (تونس)، (مصر) و(ليبيا)، وهي جميعاً ثورات تحررية هبت في وجه انظمة ديكتاتورية واستبدادية ظالمة، لذا ستظل الثورات التحررية قائمة إلى قيام الساعة.

ومن هنا أقول اتعظوا واعتبروا في تعاملكم مع المتظاهرين من قصة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، والذي ضرب مثالاً حياً في الصمود ضد الظلم الذي استشري في الاجساد، لذلك أجد أن ما ذهبت إليه (أسماء) أم (ابن الزبير) ينتطبق تماماً على الراهن السوداني : (اما آن الأوان لهذا الفارس أن يترجل).

إن عجز نظام الحكم في بلادي من الخروج بها لبر الأمان بايجاد حلول ناجزة لأزمات اقتصادية متوالية يشهدها السودان منذ سنوات، وهذه الأزمات أفرزت ثورات شعبية (عفوية) حاول البعض سرقتها، وتسيسها لخدمة أجندة محدودة لا تصب في مصلحة (محمد أحمد) المغلوب على أمرة، وهي لم تكن في الحسبان حينما ثار ثوار مدينة عطبرة ثورتهم على الحكومة.

ما يجري حالياً في السودان يجعلني استدل بمقولة السيدة (أسماء) أم عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، والذي كما اسلفت قتله الحجاج بن يوسف بعد أن صمد في وجه (الطغيان) و(الاستبداد) و(الظلم)، فالظلم لمن لا يعلم ظلمات يوم القيامة، وحينما يحس به الإنسان يقوده لثورة ضده وضد من يقفون وراءه، ودائماً الثورات التحررية من (الظلم) تأخذت حيزها الكبير من الاهتمام، كما حدث قبلاً في ثورات الربيع العربي التحررية، وعليه ظلت الثورات التحررية ضد (الظلم) قائمة منذ أن خلق الله سبحانه وتعالي البشرية، هكذا بدأت الشرارة من مستصغر الشرر، وكانت (عفوية) لمناهضة التسعيرة الجديدة التي أدت إلى ارتفاع في أسعار السلع الاستهلاكية، ومع مرور الأيام تطورت  إلى (إضرابات) مستمرة رغماً عن تراجع السلطات المختصة عنها، مما حدا بقيادة القوات المسلحة السودانية التدخل منعاً للانفلاتات الأمنية، وصادف هذه الاحتجاجات وجود المشير نميري خارج البلاد.

من المؤكد فشل الحكومة في ايحاد حلول للضائغات الاقتصادية، وبالتالي خيبت  آمال الشعب السوداني الذي طالب بعضه بتشكيل حكومة (انتقالية) في شكل من أشكال السلطة التي نتأثر بها إذا أثبتت عجزها في إدارة الحكم في البلاد، ولهذا السبب نجد أن معظم علماء السياسة المتخصصين في دراسة الحكومة يعتقدون أن الحكومة يجب ألا تدرس على انفراد، بل يجب الإلمام كذلك بشيء من (الأنثروبولوجيا) علم (الإنسان)، (الاقتصاد)، (التاريخ)، (الفلسفة)، (العلوم) و(الاجتماع)، ومن هذا المنطلق فإن المجموعات البشرية لديها قواعد تحكمها منذ أن خلق الله العلي القدير أبونا آدم عليه السلام، ومن خلال هذا التعريف، فإن أي قرارات خاطئة تؤثر في المجموعة، وهذه المجموعة هي (الشعب) الذي انتفض ضد (الظلم)، بعد أن ظل الخطاب الإعلامي السياسي مفتقراً لـ(لحكمة) و(العقلانية)، بل هو مستفز جداً ولا يرقي لأن يكون خطاباً صادراً من مسئول في منظومة تحكم البلاد، فهو يدعو لذر الرماد في العيون.*

الاثنين، 4 يناير 2021

*كمال كيلا في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر.. ابوعركي البخيت اعاد ذاكرتي بحوار حول ذكرياتي الفنية.. حواري مع الدبلوماسي الأمريكي الرفيع سببه صورتي مع (مريم).. (ماكبا) شاركتني الغناء في أغنية المناضل نيلسون مانديلا.. الدكتور جون قرنق دعاني للغناء اثناء توقيع سلام (نيفاشا)*




...... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

...... 

رحل فنان الجاز كمال الدين عثمان علي كيلا الشهير  بـ(كمال كيلا) عن عمر يناهز الـ(٧٣) عاماً، وذلك بعد صراع مرير مع المرض الذي عاني منه طوال السنوات الماضية، وعلى خلفية ذلك المرض تم اسعافه على جناح السرعة إلى المستشفى بسبب الوعكة الصحية التي ألزمته الفراش إلى أن انتقل للرفيق الأعلى أمس الأول.

يعتبر (كمال كيلا) من أميز وامهر فناني الجاز الذين ظهروا في العصر الذهبي للحراك الثقافي والفني في السوداني، والذي قدم على إثره درر الأغاني المناهضة لـ(لنزاعات) و(الحروب)، هكذا استطاع ايصال رسالته الغنائية داخلياً وخارجياً بالغناء باللغتين (العربية) و(الإنجليزية)، وذلك لإيمانه القاطع بأن الفن رسالة لا تحدها حدود جغرافية أو لغوية.

*في البدء من هو كمال كيلا؟*

أنا كمال الدين عثمان علي كيلا الشهير بـ(كمال كيلا). 

*ماذا عن حالتك الصحية؟*

بدأت قصتي مع المرض من خلال إصابتي بـ(صداعٍ حاد) جداً، ومن ثم تفاجأت بـ(فقدان البصر) تدريجياً، هكذا إلى أن أضحيت فيما بعد لا أشاهد أي شيء أمامي، ولم تتوقف معاناتي عند هذا الحد، بل امتدت إلى فقداني للصوت أيضاً، ومع هذا وذاك تدهورت حالتي الصحية سريعاً لدرجة أنها الزمتني فراش المرض، فما كان من أسرتي إلا وأن اسعفتني على جناح السرعة إلى الدكتور (أبشر حسين) اختصاصي أمراض (المخ) و(الأعصاب) بمدينة أمدرمان، وكان أن أجري لي الفحص المعملي وشخص حالتي الصحية، ومن ثم أكد بانني مصاب بثلاثة (جلطات) في رأسي، وهذه الجلطات سبباً رئيسياً في فقداني للذاكرة. 

*وماذا؟*

خضت تجربة طويلة من المعاناة مع المرض، وتلقيت في إطاره العلاج لدي عدد من الأطباء في العيادات والمستشفيات، ورغماً عن ذلك ظللت أعاني معاناة فائقة التصور من ألم (حاد) جداً، مما استدعي بعض الأصدقاء للتدخل للإسراع في علاجي، والذي اجريت في ظله الفحوصات والتشخيصات النهائية لحالتي الصحية، والتي على ضوئها منحت أدوية ظللت اتناولها إلى أن تحسنت حالتي الصحية.

*ما الذي أحدثه لك (فقدان الذاكرة)؟* 

لم أكن أستوعب أي شيء في حياتي، أي انني كنت غائباً عما يدور حولي تماماً، وذلك لدرجة عدم معرفتي بأهلي، أصدقائي وزملائي.

*كيف استعدت الذاكرة؟*

أثناء فترة مرضي زارني الفنان الإنسان أبو عركي البخيت، وتجاذب معي أطراف الحديث حول ذكرياتي في الحراك الثقافي والفني مع زملاء المهنة والأصدقاء، وظل يدير معي ذلك الحوار إلى أن تفاجأت باستعادتي لكثير أحداث شهدتها في الحركتين الثقافية والفنية، وعليه أصبحت أتذكر الأشياء يوماً تلو الآخر، وأحرص في ذات الوقت على مواصلة العلاج. 

*ما الذي اكتشفته من حقائق خلال الوعكة المرضية طوال السنوات الماضية؟*

اكتشفت عدم اهتمام الدولة بالفن والفنان، ولكن عزائي الوحيد أن الأهل، الزملاء والأصدقاء الذين طوقوني برعاية صحية، وهذه الرعاية اشعرتني بقيمتي.

*هل هذا يؤكد أنك لم تجد الاهتمام من الدولة؟*

نعم.. لم أجد أدني اهتمام منها بالرغم من إنني ظللت أقدم الغناء للمحبة والسلام على مدي (٤٠) ربيعاً. 

*هل إذا تماثلت للشفاء ستعود للغناء؟*

بكل تأكيد لا لأن سنوات عطائي الفني الممتد طوال السنوات الماضية لم تتم مقابلتها بما أستحقه من رعاية صحية، لذلك قررت أن لا أعود للغناء نهائياً حتي لو تماثلت للشفاء تماماً، لانني التمست عدم إحساس الدولة بما اعانيه من مرض،  وكل ما اظهرته من اهتمام هو أنها أرسلت لي شخصاً ليسألني عن ماذا أريد رغما عما قدمته من عطاء للوطن ولإنسانه الذي أحببته، فبادلني الحب باعمق منه. 

*من الذي قدم لك الدعوة للغناء بعد توقيع اتفاق السلام بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان؟* 

تلقيت الدعوة من الدكتور الراحل جون قرنق دي مبيور قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكان أن لبيتها، وصدحت بالغناء في كل مدن جنوب السودان، وتلقيت دعوة أيضاً من الحكومة، وذلك للغناء أثناء توقيع اتفاقية (نيفاشا). 

*ماذا عن شائعات وفيات المشاهير ونجوم المجتمع عبر وسائط التقنية الحديثة لمجرد انه مريض؟*

ليكون في علم من يطلق مثل هذه الشائعات أن الموت آت.. آت للجميع أن طال المقام أو قصر بهذه الفانية. 

*ماذا عن زيارتي لك برفقة الدبلوماسي الأمريكية (بوب كيون)؟* 

سعيد إيما سعادة بهذه الزيارة التي تهدف إلى رفع معنوياتي. 

*ما هو إحساسك بما وجدته من اهتمام من الدبلوماسية الأمريكية؟*

هذا الاهتمام اشعرني بتحسن في حالتي الصحية، لذلك أشكر السيد الدبلوماسي الأمريكي الرفيع (Bob gion)، كما أشكرك اخي العزيز (سراج النعيم). 

فيما دار حوار شفيف بين الدبلوماسي الأمريكي والفنان كمال كيلا حول الموسيقي كلغة تفهمها كل الشعوب على إختلاف سحناتهم، لغاتهم ولهجاتهم المحلية، وتجاذبا إشكاليات كثيرة تقف عائقاً أمام التطور الموسيقي في السودان.

*فيما لفت نظر الدبلوماسي الأمريكي (بوب كيون) صورة تجمع الفنان السوداني كمال كيلا بالفنانة الجنوب افريقية العالمية (مريم ما كبا)، والتي بموجبها طرح سؤالاً مفاده أين تم التقاط  صورتك مع المغنية (مريم ماكبا)، وما هي مناسبتها؟* فرد عليه كمال كيلا قائلاً : التقطت في الخرطوم لدي زيارة الفنانة العالمية مريم ماكبا للسودان قبل سنوات خلت. 

وهل شاركتك الغناء في الخرطوم؟

نعم.. شاركتي الغناء بأغنية ألفتها خصيصاً للمناضل الجنوب إفريقي الراحل (نيلسون مانديلا).

بينما أكد الدبلوماسي (بوب كيون) إهتمام الدبلوماسية الأمريكية بالحراك الثقافي والغني في السودان، وأن زيارته هذه تمت بدعوة من شخصي (سراج النعيم). 

من جهته، شكر (فنان السلام) كمال كيلا الدبلوماسي الأمريكي (Bob gion) على زيارتها له في منزله بمنطقة (الأزهري) بالخرطوم قائلاً : أولاً لابد أن أشكر الدبلوماسي (بوب كيون) والأخ العزيز (سراج النعيم) على اهتمامه بشخصي، وزيارتي في منزلي للوقوف على حالتي الصحية، وهذا أن دل، فإنما يدل علي أن الفن يؤثر في حياة الناس.

الأحد، 3 يناير 2021

*كتاب مثير حول اختفاء الصحفي سراج النعيم في ظروف غامضة*



....... 

*الخرطوم /العريشة نت*

...... 

عرضت مؤسسة أمريكية على الأستاذ الصحفي سراج النعيم طباعة مؤلفه الذي يعكف على تأليفه حول واقعة اختفائه ما بين ولاية الخرطوم وولاية نهر النيل (عطبرة) في ظروف غامضة، وذلك إبان نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

فيما يتطرق المؤلف في أبوابه المثيرة والمؤثرة إلى قضايا لها ارتباط بوقائع اختفائه، وهي قضايا حساسة نشرها عبر صحيفة (الدار) والإعلام البديل. 

ويروي مؤلف الكتاب (سراج النعيم) قضايا لها أثر بالغ في الرأي العام داخلياً وخارجياً. 

ويشير المؤلف من خلال الأبواب إلى اتصالات هاتفية تلقاها من منظمات أمريكية وأوروبية تعبر من خلالها عن كامل تضامنها معه في خوضه معركة الحريات في السودان، فالحريات منتهكة بالاعتقال أو القبض أو الاعتداء على كل من يخالف وجهات النظر.

ويتواصل عرضنا إلى أبواب مؤلف الأستاذ سراج النعيم حيث أنه يتناول فيه بالتحليل ما كتبته صحافة الخرطوم الموالية لنظام ثورة الإنقاذ الوطني إلى جانب ما أوردته المواقع الاسفيرية المختلفة، بالإضافة إلى تقارير كتبتها منظمات حقوقية أمريكية وأروبية حول واقعة اختفاء الأستاذ سراج النعيم.

وأفرد باب كامل للتقارير التي تناوتها القنوات الفضائية العالمية والصحف السودانية.

ومن الأبواب المهمة جدا في هذا الكتاب الشامل انه يتناول القصة الضجة، ويفند تحقيقات جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وشرطة ولاية نهر النيل، وشرطة محلية كرري حول الاختفاء الذي لازال الرأي العام في الداخل والخارج يقف حائرا أمامه، ويتسأل هل هو اختفاء أم اختطاف، وما الذي جري في أيام الاختفاء في ظروف غامضة لم يفك طلاسمها. 

وعلمت من مصادر موثوق بها أن عدة جهات عرضت علي الأستاذ الصحفي سراج النعيم شراء هذا المؤلف ونشره على نطاق واسع داخل وخارج السودان، بالإضافة إلى أنها تدرس للصحفيين في الكورسات التي يقيمها اتحاد الصحفيين العالمي.

على خلفية ظاهرة (حفلات الطلاق).. فنان شاب سوداني تهدده أسرة تشادية بـ(الكلاشات) و(المسدسات).. دقلة : (حفلات الطلاق) تعود لـ(غبن) البيهقي : أرفض الغناء لـ(مطلقة)





ارجع عدد من السيدات والفنانين انتشار ظاهرة (حفلات الطلاق) إلى افتقار السيدات المطلقات لعقل واعٍ يقدس العلاقة الزوجية بعيداً عن الخلافات الأسرية، وقطعاً الخلافات تقود الزوجين للانفصال الذي يصبح وحده الحل الصحيح، وما أن يحدث الطلاق إلا وتعمد بعض السيدات إلى إقامة (حفلات الطلاق)، وسيما فإنها تؤثر تأثيراً (سالباً) و(سيئاً) في نفسيات الأبناء، الزوج، الزوجة، والأسرة، كما أنها لا تفسح المجال للأهل والأصدقاء للتدخل لتقريب وجهات النظر بين الطرفين لإعادة الزوجين لـ(عش الزوجية) في المستقبل.
وفي السياق تري السيدة فاطمة بأن (حفلات الطلاق) أمر شخصي، ورغماً عن ذلك سبق لي وأن حضرت حفلاً إقامته احدي صديقاتي، ولاحظت خلاله أنها كانت ترتدي أزياء ملونة، وتعبر عن فرحتها بـ(الخلاص) من زوجها بصورة (هيستيرية)، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على أنها تسعي لخدش كبرياء زوجها السابق.
واسترسلت : ظاهرة الاحتفال بـ(الطلاق) تعود لعدم إدراك بعض السيدات المطلقات إلى أنه سلوك مخالف لـ(لشرع)، فالطلاق يحدث نتيجة اختلال في العلاقة الزوجية، وهذا الاختلال يكون سببه عدم الايفاء بمستلزمات المؤسسة الزوجية.
وأشارت ثريا محمد أحمد خبيرة علم النفس إلى أن ظاهرة (حفلات الطلاق) من الظواهر الدخيلة على المجتمعات الإسلامية، العربية والافريقية، ودائماً ما يكون سببها محاولة البعض مواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم الغربي، والذي يسعي لفرض عاداته، تقاليده وثقافاته لتغيير الأفكار من جيل إلى آخر، هكذا تنجرف بعض السيدات المطلقات نحو رغباتهن واهتمامتهن بتقليد المجمعات الغربية، وذلك لاعتقادهن بأن الاهتداء بها يجعلهن يواكبن التطور الذي افرزته (العولمة) ووسائطها المختلفة.
فيما تقول الهام عزالدين : إن تدخل أسرة الزوجين في حياتهما له تأثير (سالب)، وربما يؤدي فيما بعد للانفصال (المبكر)، لذلك على الأسر الابتعاد عن المؤسسة الزوجية للأبناء في سنواتها الأولي، وأن لا تتدخل مهما احتدم الخلاف بينهما، فمعظم هذه الخلافات يكون منحصراً في أشياء بسيطة، ولكن أي تدخل من طرف ثالث يعمقها، خاصة وأن هنالك اختلاف في وجهات النظر من سيدة إلى آخري، ومن زوج إلى آخر، وربما يفتقر احدهما للصبر والحكمة، لذلك سيكون طريق الوصول لـ(لانفصال) ممهداً.
وأضافت : في كثير من حالات الطلاق تحتفل السيدة بالانفصال على أساس أنها حظيت بحريتها بعد خلافات مع زوجها ربما وصلت بها إلى أروقة المحاكم بغض النظر عن أن الطلاق (أبغض الحلال)، وتري الكثير من النساء بأن انفصالهن عن أزوجهن ميلاداً جديداً.
وقال وليد فني ساوند سيستم : أصبحت حفلات الطلاق (موضة) في بعض المجتمعات، واتذكر انني كنت في الجارة الشقيقة (تشاد)، وأثناء ذلك تعاقد معي المطرب السوداني (فرج الحلواني) على إحياء حفل، ولم أكن أعلم أن هذا الحفل خاصاً بـ(الطلاق)، عموماً توجهت معه وفرقته الموسيقية إلى مكان المناسبة إلا اننا وفي الطريق إليها تفاجأنا بأسرة الزوج المقيم بأمريكا تعترض طريقنا بالأسحلة النارية (كلاشات) و(مسدسات)، ولولا العناية الإلهية لكنا الآن جميعاً في اعداد الموتي.
وتابع : مما لا شك فيه، فإن فكرة الاحتفال بـ(ابغض الحلال) قابلتها المجتمعات بالرفض منقطع النظير، وقطعاً مثل هذه الظاهرة افرزها الغزو الثقافي والفكري الغربي، والذي تأثرت به المجتمعات لدرجة الوقوع في (المحرمات)، لذا السؤال كيف للمطلقات أن يحتفلن بهدم أسرهن؟.
بينما قالت ام زينة عبدالله الشين إعلامية في قناة (النصر) الفضائية : لا أتفق مع السيدات اللواتي يقمن (حفلات الطلاق)، لأن سلوكاً من هذا القبيل (حرام)، ومهما كان الشعور بالطلاق مؤلماً نفسياً.
وقالت وجدان عباس : احتفال السيدة المطلقة بـ(الانفصال) مرفوضة بغض النظر عن نظرة المجتمع السالبة للطلاق، وعلى المطلقة أن ترضي بما كتبه لها الله سبحانه وتعالى، وأن لا تحتفل بـ(الخلاص) من زوجها، وأن لا تحاول إظهار نفسها بأنها غير متأثرة بـ(الطلاق)، لأن محاولة اخفائه تفرز ما يعتمل في دواخلها مهما سعت لإزالة النظرة (الشفقة) بإقامة (حفل الطلاق).
وتري الدكتورة عائشة الليبية بأن الاحتفال بـ(الطلاق) سلوك (سالب)، ولا يمت للمجتمعات الإسلامية، العربية والافريقية بصلة، وذلك من واقع أنه سلوك منافي للعادات والتقاليد الإسلامية والعربية، ودائماً ما ينبع عن مشاعر شخصية، وهذه المشاعر الشخصية لا تقتصر على المطلقة وحدها، بل تمتد لتطال أطراف آخري في أسرتها والمجتمع، مما يؤثر ذلك سلباً في مؤسسة الزواج المشروع الإنساني المقدس، وهذه القدسية تفرض على السيدة قضاء شهور (العدة)، وهذه الشهور الهدف منها منح المطلقة فرصة زمنية لمراجعة صحة قرارها، ولكن عندما تحتفل بـ(الانفصال)، فإنها تقطع طريق العودة إلى زوجها مرة ثانية حتي ولو أنجبت منه أبناء.
وتنصح زبيدة عبدالرحمن الزوجات المطلقات بالابتعاد عن فكرة إقامة (حفلات الطلاق)، وأن يلتزمن التزاماً تاماً بـ(الشرع)، وذلك لقوله سبحانه وتعالى : (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
وتذهب عوضية أحمد في ذات الإطار قائلة : على الزوجة المطلقة أن التفكير بحكمة وتروي، وأن لا تفكر إطلاقاً في الاحتفال به، فلربما يسعي الأهل أو الأصدقاء للتوفيق بينها وزوجها السابق حفاظاً على مستقبل مؤسسة الزواج.
وقال الفنان أيمن دقله : ظاهرة (حفلات الطلاق) من الظواهر الدخيلة، لذلك لا يقابلها الناس والمجتمع، إما الفنان الذي يغني حفلات من هذا القبيل، ويعلم إلى ماذا ترمي، فإنه سيكون شريكاً أساسياً في انتهاك (الشرع)، إما إذا كان لا يعلم فلا غبار عليه، وبالتالي عني شخصياً لا أغني أي حفل يشجع على تأصيل الظواهر (السالبة) في المجتمع خاصةً وأن مثلها تقود الفنان وفرقته الموسيقية وفني الساوند سيستم (مكبر-صوت) للخطر، والذي ربما يصل إلى حد التهديد بـ(القتل)، وهو ما حدث لفنان سوداني في احدي حفلات (ابغض الحلال)، فالطلاق في حد ذاته خصوصية بين الزوجين، ويلجأ إليه الطرفين في حال نشبت بينهما خلافات، وتطورت لدرجة يستحال العيش في ظلها تحت سقف واحد، لذا يجب أن يكون الانفصال في هدوء، وبعيداً عن الانتقام والتشفي.
وأضاف : لاحظت انتشار الظاهر في عدد من الدول، وطرق اذني أنها بدأت تظهر في بعض المجتمعات الإسلامية، العربية والافريقية، لذا على الجميع محاربة الظاهر خاصة وأن (حفل الطلاق) قائم على (غبن)، وهذا الغبن ناتج عن الانفصال، والذي تعمل في ظله المطلقة إلى إرسال رسائل (سالبة).
وتابع : أعتقد أن ظاهرة (حفلات الطلاق) من الظواهر (القبيحة) جداً، والتي يجب الوقوف ضدها بغض النظر عن أسبابها.
وفي ذات السياق قال الفنان البيهقي خليفة حسن: أرفض أن أغني أي حفل لسيدة مطلقة، لأن (حفلات الطلاق) تهدف للانتقام الذي تنسي إطاره الزوجة أن الطلاق (أبغض الحلال) عند الله، وعليه تجدها تفكر في إظهار نفسها بعد الانفصال غير متأثرة إلا أن تصرفاتها، سلوكياتها وعباراتها تؤكد أن وضعها الذي كانت تعيش فيه لا يطاق، لذا تريد التعبير عما يجيش في دواخلها بصورة لا تتناسب مع الشرع، الناس والمجتمع.

سراج النعيم يكتب : زوجات فـاشلات بسبب الأمهات



هنالك بعض الزوجات يعدن إلى عدم إعانة أزواجهن على بر أمهاتهم، بل يفعلن أكثر من ذلك بالإبعاد عن الأسرة عموماً، ومثل هؤلاء الزوجات يعتبرن فـاشلات في حياتهن لأن نظرتهن للمؤسسة الزوجية قاصرة على أن يكون الزوج حصرياً عليهن معتقدات أنهن بذلك يحققن ما يصبون إليه من سعادتهن، وبالتالي هن يقعن في معضلة شائكة من حيث مفهومهن للحياة، مما يقودهن للتفكير بصورة السالبة، فالراسخ في أذهانهن إقصاء أمهات أزواجهن مهما كلفهن ذلك الأمر، مما يجعل الأزواج أمام خيارات صعبة خاصة وأن أغلب الزوجات يجهلن معرفة الحق الشرعي للأزواج على أمهاتهم بحيث أنهن لا يتم تثقيفهن بالمعلومات المندرجة في هذا الإطار، والذي تجتهد فيه الزوجات في كيفية الإقصاء، ودائماً اتجاه هؤلاء أو أولئك الزوجات الجميلات يسبب الكثير من الإشكاليات للأزواج، فهنالك دراسة حديثة حذرت الرجال المقدمين حديثاً على الزواج من مغبة الانجراف وراء اختيار الزوجات الجميلات الفاتنات قبل اختبارهن عملياً في المحيط الأسري خاصة إذا كانت الأمهات على قيد الحياة لأنهن يعملن جاهدات على تعليق فشلهن على شماعة أسر أزواجهن خاصة الزوجات الجميلات اللواتي أكدت حولهن دراسة حديثة أنهن زوجات فـاشلات بكل المعايير والمقاييس، ولا يملكن حكمة أن تكون المؤسسة الزوجية سعيدة، وتشير الدراسة التي أجرتها جامعة (شيكاغو) الأمريكية بواسطة الدكتور (كريستيان ماكليماس) إلى إن تأثير الجمال يمثل عاملاً سلبياً في الحياة الاجتماعية بعد الزواج، ولا سيما لو كان هذا الجمال (فاتناً)، فإنه بلا شك سيكون سبباً مباشراً في إيقاعهن في مشكلات زوجية واجتماعية كثيرة، وأغلبها تنحصر في أقارب الأزواج وعلى وجه الخصوص (الحماوات)، وأوضحت الدراسة أن ما يربو عن (80) سيدة جميلة تراوحت أعمارهن بين (25) و(45) عاماً يؤثرن في المنظومة الاجتماعية التي يعشن فيها، كما أن جمالهن الفاتن يؤدي إلى تزايد الشكوك حولهن، مما يحدث ذلك إشكاليات في المؤسسة الزوجية، وربما يقود في بعض الحالات إلى الوقوع في (الطلاق).
ومما ذهبت إليه من موروثات اجتماعية سالبة تتأثر بها مؤسسة الزواج، فالسيدات بصورة شبه عامة يضعن (الحماوات) في رأسهن منذ الوهلة الأولي، ومن ثم يرسمن سيناريوهات ملغومة بحقول من الألغام، وهكذا إلى أن يرسخن في المخيلات ما يصبون إليه، وكلما مر عليهن يوماً في عش الزوجية يحاولن ترسيخ مفهومهن، من واقع أنهن يعتبرن (الحماوات) عبارة قنابل موقوتة، وبالتالي قابلة للانفجار تحت أي لحظة، مما يفسد عليهن المؤسسة الزوجية، ولكن الأكيد هو أن تفكيرهن على هذا النحو السالب يحتاج إلى إعادة نظر لأنه مبني على نظريات غير سليمة، لذا يجب إزالته من الأذهان، فلا يعقل أن تسعي الأمهات (الحماوات) إلى (إفساد) حياة أبنائهن الزوجية.
فيما تؤكد بعض السيدات أن تدخلات والدات أزوجهن في حياتهن الزوجية غير مقبولة إطلاقاً، لأنها تكون سبباً رئيسياً في طلبهن للطلاق، وفي هذا السياق قالت لي احدي الزوجات الجميلات : إن تدخل (الحماوات) أمراً لا يحتمل إطلاقاً، فهي تريد معرفة كل ما يدور في حياتنا الزوجية، فهي حياة مليئة بالأسرار والإشكاليات التي تحدث بين الزوجين اللذين يحاولان حلها في نطاق ضيق دون تأثير أو تدخل خارجي، إلا أن تدخل (حماتي) يدعها تكبر سريعاً، وهو ما لم أتقبله نهائياً،
فمثل هذه التدخلات تؤكد أن بأن الزيجة قائمة على عدم التوافق، الانسجام والتعايش، مما ترك انطباعاً متأصلاً في أذهان الأجيال المتعاقبة جيلاً تلو الآخر، مما جعل الكثير من الزوجات يقعن في فخ اختيار الأزواج الذين لديهم مقدرة على توفير سكن منفصل عن الأسرة الكبيرة، تجنباً لتدخلات (الحماوات) في حياتهن الزوجية خاصة وأنهن يجتهدن في صناعة مملكتهن وفقاً لما يخططن له حاضراً ومستقبلاً، إذ أنهن يكن في بداية حياتهن حساسات ولا يقبلن النصائح من سيدات سبقهن في التجربة، وأن كانت النصائح صحيحة (١٠٠٪)، وهذا يعود إلى أنهن يعملن جاهدات لتأكيد أنهن يمضين في الاتجاه الصحيح، ولا سيما فإن الأبعاد النفسية تلعب دوراً كبيراً في إنتاج المشاعر السالبة، وذلك من واقع إحساس الأمهات (الحماوات) بأن زوجات الأبناء يستحوذن على الأبناء إلى ما لا نهاية، ومن خلال هذا الشعور تبدأ مرحلة الخلافات بين الزوجات و(الحماوات) اللواتي يحاولن فرض الوصايا على زوجات الأبناء.
إن المجتمع تأثر بالمتغيرات التي يشهدها يوماً تلو الآخر، وبالتالي فإن الأسرة الممتدة تحولت بسبب تلك المؤثرات إلى أسر قصيرة الأجل، إذ أن (الحماوات) يعتبرهن بعض الزوجات والأزواج ضالعات في عدم الاستمرارية.
وعندما ننظر لهذه المعضلة بمنظار فاحص نكتشف أن السيدات أكثر ارتباطاً بأسرهن، مما يعني أنهن يتأثرن أكثر من أزواجهن بالمتغيرات في حياتهن، وتتقبل من أسرتها كل ما توجهها به، وبالمقابل ترفض ذات التوجيهات من (الحماوات) أمهات أزواجهن، اللواتي يتخالجهن إحساساً بأنهن فقدن أبنائهن، ودائماً ما يكون خوف أسرة الزوجة، والرغبة في المحافظة على حياة ابنها هي الدافع في التدخل، بيد أنه في بعض الأحيان ينتج عنه آثار عكسية.زوجات فـاشلات بسبب الأمهات
هنالك بعض الزوجات يعدن إلى عدم إعانة أزواجهن على بر أمهاتهم، بل يفعلن أكثر من ذلك بالإبعاد عن الأسرة عموماً، ومثل هؤلاء الزوجات يعتبرن فـاشلات في حياتهن لأن نظرتهن للمؤسسة الزوجية قاصرة على أن يكون الزوج حصرياً عليهن معتقدات أنهن بذلك يحققن ما يصبون إليه من سعادتهن، وبالتالي هن يقعن في معضلة شائكة من حيث مفهومهن للحياة، مما يقودهن للتفكير بصورة السالبة، فالراسخ في أذهانهن إقصاء أمهات أزواجهن مهما كلفهن ذلك الأمر، مما يجعل الأزواج أمام خيارات صعبة خاصة وأن أغلب الزوجات يجهلن معرفة الحق الشرعي للأزواج على أمهاتهم بحيث أنهن لا يتم تثقيفهن بالمعلومات المندرجة في هذا الإطار، والذي تجتهد فيه الزوجات في كيفية الإقصاء، ودائماً اتجاه هؤلاء أو أولئك الزوجات الجميلات يسبب الكثير من الإشكاليات للأزواج، فهنالك دراسة حديثة حذرت الرجال المقدمين حديثاً على الزواج من مغبة الانجراف وراء اختيار الزوجات الجميلات الفاتنات قبل اختبارهن عملياً في المحيط الأسري خاصة إذا كانت الأمهات على قيد الحياة لأنهن يعملن جاهدات على تعليق فشلهن على شماعة أسر أزواجهن خاصة الزوجات الجميلات اللواتي أكدت حولهن دراسة حديثة أنهن زوجات فـاشلات بكل المعايير والمقاييس، ولا يملكن حكمة أن تكون المؤسسة الزوجية سعيدة، وتشير الدراسة التي أجرتها جامعة (شيكاغو) الأمريكية بواسطة الدكتور (كريستيان ماكليماس) إلى إن تأثير الجمال يمثل عاملاً سلبياً في الحياة الاجتماعية بعد الزواج، ولا سيما لو كان هذا الجمال (فاتناً)، فإنه بلا شك سيكون سبباً مباشراً في إيقاعهن في مشكلات زوجية واجتماعية كثيرة، وأغلبها تنحصر في أقارب الأزواج وعلى وجه الخصوص (الحماوات)، وأوضحت الدراسة أن ما يربو عن (80) سيدة جميلة تراوحت أعمارهن بين (25) و(45) عاماً يؤثرن في المنظومة الاجتماعية التي يعشن فيها، كما أن جمالهن الفاتن يؤدي إلى تزايد الشكوك حولهن، مما يحدث ذلك إشكاليات في المؤسسة الزوجية، وربما يقود في بعض الحالات إلى الوقوع في (الطلاق).
ومما ذهبت إليه من موروثات اجتماعية سالبة تتأثر بها مؤسسة الزواج، فالسيدات بصورة شبه عامة يضعن (الحماوات) في رأسهن منذ الوهلة الأولي، ومن ثم يرسمن سيناريوهات ملغومة بحقول من الألغام، وهكذا إلى أن يرسخن في المخيلات ما يصبون إليه، وكلما مر عليهن يوماً في عش الزوجية يحاولن ترسيخ مفهومهن، من واقع أنهن يعتبرن (الحماوات) عبارة قنابل موقوتة، وبالتالي قابلة للانفجار تحت أي لحظة، مما يفسد عليهن المؤسسة الزوجية، ولكن الأكيد هو أن تفكيرهن على هذا النحو السالب يحتاج إلى إعادة نظر لأنه مبني على نظريات غير سليمة، لذا يجب إزالته من الأذهان، فلا يعقل أن تسعي الأمهات (الحماوات) إلى (إفساد) حياة أبنائهن الزوجية.
فيما تؤكد بعض السيدات أن تدخلات والدات أزوجهن في حياتهن الزوجية غير مقبولة إطلاقاً، لأنها تكون سبباً رئيسياً في طلبهن للطلاق، وفي هذا السياق قالت لي احدي الزوجات الجميلات : إن تدخل (الحماوات) أمراً لا يحتمل إطلاقاً، فهي تريد معرفة كل ما يدور في حياتنا الزوجية، فهي حياة مليئة بالأسرار والإشكاليات التي تحدث بين الزوجين اللذين يحاولان حلها في نطاق ضيق دون تأثير أو تدخل خارجي، إلا أن تدخل (حماتي) يدعها تكبر سريعاً، وهو ما لم أتقبله نهائياً،
فمثل هذه التدخلات تؤكد أن بأن الزيجة قائمة على عدم التوافق، الانسجام والتعايش، مما ترك انطباعاً متأصلاً في أذهان الأجيال المتعاقبة جيلاً تلو الآخر، مما جعل الكثير من الزوجات يقعن في فخ اختيار الأزواج الذين لديهم مقدرة على توفير سكن منفصل عن الأسرة الكبيرة، تجنباً لتدخلات (الحماوات) في حياتهن الزوجية خاصة وأنهن يجتهدن في صناعة مملكتهن وفقاً لما يخططن له حاضراً ومستقبلاً، إذ أنهن يكن في بداية حياتهن حساسات ولا يقبلن النصائح من سيدات سبقهن في التجربة، وأن كانت النصائح صحيحة (١٠٠٪)، وهذا يعود إلى أنهن يعملن جاهدات لتأكيد أنهن يمضين في الاتجاه الصحيح، ولا سيما فإن الأبعاد النفسية تلعب دوراً كبيراً في إنتاج المشاعر السالبة، وذلك من واقع إحساس الأمهات (الحماوات) بأن زوجات الأبناء يستحوذن على الأبناء إلى ما لا نهاية، ومن خلال هذا الشعور تبدأ مرحلة الخلافات بين الزوجات و(الحماوات) اللواتي يحاولن فرض الوصايا على زوجات الأبناء.
إن المجتمع تأثر بالمتغيرات التي يشهدها يوماً تلو الآخر، وبالتالي فإن الأسرة الممتدة تحولت بسبب تلك المؤثرات إلى أسر قصيرة الأجل، إذ أن (الحماوات) يعتبرهن بعض الزوجات والأزواج ضالعات في عدم الاستمرارية.
وعندما ننظر لهذه المعضلة بمنظار فاحص نكتشف أن السيدات أكثر ارتباطاً بأسرهن، مما يعني أنهن يتأثرن أكثر من أزواجهن بالمتغيرات في حياتهن، وتتقبل من أسرتها كل ما توجهها به، وبالمقابل ترفض ذات التوجيهات من (الحماوات) أمهات أزواجهن، اللواتي يتخالجهن إحساساً بأنهن فقدن أبنائهن، ودائماً ما يكون خوف أسرة الزوجة، والرغبة في المحافظة على حياة ابنها هي الدافع في التدخل، بيد أنه في بعض الأحيان ينتج عنه آثار عكسية.

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...