الاثنين، 30 أبريل 2018

صفحة اوتار الاصيل بصحيفة الدار


سراج النعيم يكتب : الحوت .. ﻓﻨﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩة

.............................
بدأت علاقتي بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز في منتصف تسعينيات القرن الماضي وامتدت إلي المحيط الأسري إذ أنني رأيت فيه الفنان الذي تدرج بموهبته الفنية الشاملة.. فاستطاع أن يخلق لنفسه مدرسة خالدة في ذاكرة المتلقي.. ورغماً عن أن الأغنية السودانية كانت تتمرحل من عصر إلي آخر.. وتظهر من خلالها تجارب متعددة المدارس إلي أن وصلت من مرحلة إلي أخرى بثوبها الزاهي الذي طرزه عمالقة على مدى السنوات الماضية.. بعد أن كانت تركن للإيقاعات الشعبية والكورس الذي كان يمثل البديل للفرقة الموسيقية.. وكان يصاحب الأغنية الشعبية الرق والكورس والإيقاعات والرقصات التي تتميز بها قبائل سودانية مختلفة في اللهجة والسحنة.. ثم أخذت الأغنية السودانية في الاتجاه نحو القومية بالنصوص الإنشادية والغنائية والصوفية إلي أن ظهرت في الساحة أغنية الحقيبة التي رسخت لها الإذاعة السودانية من خلال برنامجها الشهير ( حقيبة الفن) الذي يعده ويقدمه الإذاعي المخضرم عوض بابكر.. والتلفزيون القومي عبر برنامج ( نسائم الليل ) الذي يعده ويقدمه الفريق شرطة الراحل إبراهيم احمد عبدالكريم الذي قدم الحوت بشكل مختلف وكان لهذين البرنامجين دوراً كبيراً في نشر الأغنية السودانية.. فحظيت بالمتابعة حتى من الشباب من الجنسين فازدهرت للتعريف بها وبقصصها التي كانت تتسم بها فعرف المتلقي عمالقة شعراء أغنيات الحقيبة محمد بشير عتيق، ابوصلاح، عبدالرحمن الريح، العبادي.. ولأنها كانت كلمات مميزة وجدت طريقها إلي أذن المتلقي عبر صوتي الفنانين الراحلين ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻭﺳﺮﻭﺭ إلي أن أصبحت أغنية الحقيبة مرجعاً لكل من يود أن ينتمي للحركتين الثقافية والفنية فلم يكن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بعيداً عن هذه المرجعية فأنتج البوماً كاملاً يوثق فيه لهذه المدرسة المتفردة.
وجاءت بعد مرحلة أغنية الحقيبة الأغنية الحديثة المتطورة باستخدام الالآت الموسيقية وصياغة النصوص الغنائية ووضع الألحان المواكبة للتطور الطبيعي الذي تشهده الأغنية التي أطل في مشهدها الحديث الفنانين إبراهيم الكاشف، احمد المصطفي، حسن عطية فصدحوا بالنغم الجميل الذي وجد قبولاً منقطع النظير من الجماهير التي كانت تنتظر الجديد في هذا الإطار الذي برز فيه بعد الثلاثي الذي أشرت له الفنان الراحل إبراهيم عوض الذي أطلقت عليه الجماهير لقب ( الذري ) الذي اخطط لنفسه مدرسة حديثة مغايرة لكل المدارس السابقة ثم أعقبه العمالقة محمد وردي، عثمان الشفيع، عثمان حسين.. وهكذا استمرت مدرسة الأغنية السودانية الحديثة إلي أن ظهرت مدارس فنية بطعم مختلف منها مدرسة الموسيقار محمد الأمين، العندليب الأسمر زيدان إبراهيم، ابوعركي البخيت، مصطفي سيداحمد.
ومن المدارس سالفة الذكر كان المتلقي موعوداً بمدرسة جديدة ألا وهي مدرسة الأغنية الشبابية ذات المفردات السهلة والبسيطة.. فيما نجد أن جملها الموسيقية.. جمل قصيرة..متقطعة.. أما شكل الأداء فيتسم بالسرعة.. وهي المدرسة التي أسس لها الفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز فالتف حوله النشء والشباب الذي كاد أن يفقد هويته في ظل موجة ظاهرة الأغاني الغربية والعربية التي أنتجتها وسائط التكنولوجيا الحديثة التي جعلته يهجر الأغنية السودانية.. إلا أن الحوت أعادهم إليها من هجرة امتدت لسنوات وسنوات متصلة دون انقطاع.. فطاب للأذن الشبابية المقام في حضرة صوت الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي بادلهم الحب بحب أعمق فاطرب وجدانهم بالتنوع في اختيار النصوص الغنائية والألحان الموسيقية.
فرض الحوت نفسه بقوة على فئات المجتمع السوداني من خلال الإنتاج الغزير.. رغماً عن النقد الذي كان يتعرض له في بدايته الفنية.. إلا أن ذلك النقد الهدام لم يزده إلا قوة وإصراراً في نشر مدرسته الرسالية فصمد أمام تلك الموجة الجارفة التي دافع عنها بإنتاج الألبومات المتميزة التي أجبرت النقاد علي تغيير وجهات نظرهم في تجربة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي استطاع في فترة زمنية وجيزة أن يسيطر علي الساحة الفنية.. ساحباً البساط من الفنانين كباراً وشباباً.. فأصبحت له جماهيرية طاغية.. جماهيرية لاتضاهيها أية جماهير حظي بها فنان على مدى سنوات الأغنية السودانية.. ويكمن سر الحوت في تميز صوته عن أقرانه.. فوظف ذلك الصوت في إيصال رسالته بالتغني لكل بقعة من بقاع الوطن الممتد بما فيه جنوب السودان الذي أصبح وطناً قائماً بذاته.. أي أنه غنى للوحدة.. غني لإقليم كردفان.. دارفور.. الشرق.. الشمال.. الوسط.
كان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فناناً بكل ما تحمل الكلمة من معني.. لذلك كان محل اهتمام من الكبار قبل الشباب ، فلم يسبقه على ذلك المجد أي فنان في الحركة الفنية السودانية.. ومع هذا وذاك كان مهموماً بما يجري في أروقة السياسة التي انتمي في إطارها إلى الحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية السلام وأنشد للمؤتمر الوطني الذي أصبح بعد الانفصال ناشطاً وفاعلاً حاضراً في كل برامجه.
نال الفنان الراحل محمود عبدالعزيز عدداً كبيراً من الألقاب التي أطلقها عليه جمهوره ومعجبوه أبرزها ﺍﻟﺤﻮﺕ ، ﺍﻟﺠﺎﻥ ، الإنسان.

بعد أكثر من (51عاماً ) قصة جنوبية تشهر إسلامها في السودان


 نفيسة جون : اعتنقت الديانة الإسلامية على يد زوجي مدير وزارة الطاقة السابق
......................
والدي كان نائباً في البرلمان السوداني في العام 1956م وشقيقة زوجة مشار
....................
جلس إليها : سراج النعيم
......................
 

أشهرت السيدة الجنوبية نفيسة جون مجاك البالغة من العمر (52 عاماً) المنتمية لدولة الجنوب أما وأبا وهي وشقيقة زوجة البروف موسس مشار نائب رئيس الجمهورية قبل أن يتقلد المنصب الدكتور الراحل جون قرنق دي مبيور بموجب اتفاقية نيفاشا الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية في العام 2005م.
وقالت : اعتنقت الديانة الإسلامية علي يد زوجي الشمالي، فأنا منذ أن جئت للخرطوم قبل ( 30 عاماً ) تزوجت من الشهيد عمر علي محمد نصر الذي كان مديراً بوزارة الطاقة، ووالدي عليه الرحمة كان نائباً في البرلمان السوداني في العام 1956م وبعد وفاته ظللنا نحن نقيم في الخرطوم أكثر من ( 30 عاماً ) متصلة لم نسافر فيها إلي مسقط رأسنا منذ ذلك التاريخ سالف الذكر.
وأضافت : التقيت بزوجي عمر أحمد علي نصر الذي طلب يدي للزواج بعد أن اعتنقت الديانة الإسلامية بواسطته، وذلك عبر السلطات العدلية بالخرطوم آنذاك، وكان زوجي وقتئذ المدير المالي لوزارة الطاقة، وما أن تزوجني إلا وعشت في ظله حياة زوجية سعيدة أعتبرها من أجمل الأيام، ورغماً عن أنني لم أنجب منه إلا أنني لم أفكر إطلاقاً في أن أتزوج بعده، وذلك لما تركه من أثر في دواخلي على مدى السنوات التي أمضيتها معه، ولكن بعدها حدث استنفار للمجاهدين في العام 2005م، فما كان منه إلا وشد الرحال إلى جنوب السودان مقاتلاً في الحرب التي كانت دائرة هناك، والتي توقفت بموجب توقيع اتفاقية (نيفاشا) حيث وصلت لنا برقية تؤكد استشهاده في مناطق العمليات، فدخلت الحبس أربعة أشهر وعشرة أيام ثم خرجت منه مباشرة إلى التدرب ضمن قوات الدفاع الشعبي التي وصلت فيها إلى قائد كتيبة بعدها عدت إلى مكان عملي (كسستر) بمركز الهيثم بالخرطوم، وعندما يكون هنالك عمل في الدفاع الشعبي أفرغ نفسي، وبعدها قمت بطلب منزل من الإسكان الشعبي، ووقتها ذهبت إلى الدكتور غازي صلاح الدين، فطلب مني أوراق زوجي الشهيد لكي أضعها علي منضدة منظمة الشهيد، وبالفعل قمت بالإجراء اللازم الذي ظهرت علي ضوئه بعد أسبوعين نتيجة إيجابية، فاتصلوا عليّ مؤكدين أن شيخ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية قد وفر منازل لأسر الشهداء، وقالوا لنا بعد أسبوع يجب أن تدفعوا الرسوم حيث دفعت لكل واحدة منا السيدة فاطمة الأمين حرم النائب الأول لرئيس الجمهورية مليون ونصف، وعبدالحليم المتعافي والي الخرطوم السابق دفع مليون ونصف أيضاً، فيما أكملت أنا ( 50 ) جنيه، وكان ذلك أول قسط في المنزل وعليه أصبحت أدفع، وعندما تم الانفصال بين الجنوب والشمال أعطاني الدكتور الذي كنت أعمل معه ( 18) مليون جنيه خصمت منها ( 16 ) مليون و( 200 ) جنيه ودفعتها إلى الإسكان لصالح المنزل حتي أنهي الإقساط، وعندما وضعت الورق بين يدي المسئول قال : (هذه أسرة شهيد، لذلك عليك التفاهم مع أبناء زوجك الشهيد من أجل أن يتنازلوا لك عن حقهم).
وأضافت : أنا في الشمال مرتاحة وزوجي وصي أن يصتوصوا بي خيراً بعد أن أسلمت وأحسنت إسلامي، لذلك قال لهم أرجو من يعرفها أن يتعامل معها معاملة حسنة، وعندما تنازلت عن حقوقي في الميراث فعلت لأن أسرة زوجي الشهيد كبيرة، ولم أشاء التمسك بحاجات الدنيا طالما أن صاحب الحق استشهد.
ومتي كان زواجك من الشهيد؟
قالت : تزوجته في العام 1991م حيث أنه كان صديق شقيقي، وكانا يدرسان سوياً في جامعة (القاهرة) الفرع في العام 1973م، وهو الآن يقيم بالولايات المتحدة الامريكية، وكان أن عرفته برسالة بعثها معه شقيقي، وحينما شاهدني قال إنه يرغب في الزواج مني ودعاني لاعتناق الدين الإسلامي، فقلت له دعني أفكر وأشاور عمي، فما كان منه إلا وقال : يا أبنتي إذا كنتي علي قناعة بالإسلام فاعتنقيه، فهو دين الحق حيث أنه يعطيك حقك إذا كان الزوج حياً أو ميتاً، فالمسلمون يحكمون بالدين الإسلامي أي أنهم لا يحكمون بكلام من رأسهم، وعلى خلفية ذلك ذهبت إلى مولانا عمار جيلاني قاضي محكمة الأحوال الشخصية بالخرطوم الذي وقفت أمامه في 14/3/1993 م وقلت : يا مولانا أرغب في اعتناق الدين الإسلامي، فسألني بدوره لماذا تودين دخول الإسلام؟ فقلت : لأنني أريد أن ارتاح بالإنتماء للدين الإسلامي، ثم نطقت الشهادة التي بعدها منحني مكتوباً من المحكمة يؤكد إعتناقي الإسلام، وكنت في غاية السعادة والراحة النفسية.
أين أهلك الآن؟
قالت : كلهم في دولة جنوب السودان بما فيهم موسس مشار نائب رئيس الجمهورية السابق وزوجته، وأنا أتواصل معهم عبر الاتصالات الهاتفية.
وأين تقيمين في الخرطوم؟
قالت : في منطقة (جبرة) التي لا يوجد بها جنوبياً غيري، وعندما أكون في المنزل أسمع القرآن بصوت الشيخ الزين، وعندما يؤذن الآذان أتوجه إلى المسجد القريب من منزلي لأداء كل أوقات الصلاة به.
وماذا بعد ذلك؟
قالت : اعمل أيه اتكويت بالنار زي ما قال الفنان عصام محمد نور.
هل عصام فنانك المفضل؟
قالت : لا بل فناني هو الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي عندما يغني ابكي بكاء شديداً ومن أكثر الأغاني التي استمع لها أغنية (ما تشيلي هم)، وعندما توفي بكيت عليه أكثر من والدته الحاجة فائزة محمد الطاهر وقطعت الحوار ودخلت في نوبة بكاء هستيرية.

الأحد، 29 أبريل 2018

سراج النعيم يكتب : الساخرون من البسطاء

.......................
درج الكثير من الساخرون علي البسطاء بأن يضحكوا ويتندروا عليهم للظروف التي فرضتها عليهم الحياة وأمثال هؤلاء يمكننا أن نطلق عليهم المستهزئون بأحاسيس ومشاعر المحتاجين.
كثيراً ما أشاهد شخصيات في المجتمع يعتبرهم الناس (مضحكاتية) ويظهرون لهم عكس ما يضمرونه في غيابهم ويعتبرونهم أدوات للتسلية وتقضية الوقت علي حسب عقولهم الناقصة فكرياً وثقافياً.
كلما شاهدت أولئك الناس في مكان ما أجد نفس الشخصيات تسخر منهم بدواعي المداعبة ولكنهم في الحقيقة يتندرون عليهم بمقابل مالي بسيط لا يعوض الكرامة الإنسانية خاصة وأن المال لا يدفع به إلا أمام رهط من الحاشية المحيطة بهذه الشخصية أو تلك بغرض إشاعة الخبر في مجالس المدينة وهكذا يصبح الأمر بالنسبة للطرفين واقعاً مستسلماً به فيلعب المستلم دور المهرج لإسعاد الدافع المتفرج.
ومن هنا تجدني في غاية الحزن علي عقول لا تدرك أهمية احترام الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالي فالبعض يزله بالمال من أجل إسعاد أنفسهم وليس مهماً أحاسيس ومشاعر الآخر الذي تحكمه ظروف اقتصادية وحدها التي وضعته في هذا الموقف.
علي من انعم عليه الله سبحانه وتعالي بالمال أن لا يستغله لإيذاء أصحاب الحاجة باستغلال حاجتهم للمال وليعطي بيمناه دون أن تعلم يسراه حتى يكون ذلك في ميزان حسناته كصدقة لقول الله سبحانه وتعالي : ( قول معروف ومغفرة خير من صدقةٌ يتبعها أذي والله غني حليم ).ٍ
ومن خلال ذلك يتضح بجلاء أن من يقدمون الصدقة لمن هم مساكين يجب أن لا تكون بدوافع اللعب علي الأحاسيس والمشاعر لكي لا ينظر إليهم الناس بمنظار النقص الذي في الغالب الأعم يساهم في المزيد من الانحراف نحو الهاوية.
ويبدو أن هنالك من فيه نقص يحاول إكماله بالاستهزاء بالإنسان الضعيف وذلك علي أساس أنه أقل منه مكانة دون أن يعلم بأن السخرية في حد ذاتها لا تجوز شرعاً ويأثم فاعلها بما يهبه من مال للمساكين.
ودائماً ما يمنح الساخرون هذا الشخص أو ذاك حفنة من الجنيهات أو الدولارات أو أي عملة أجنبية أخري بعد أن يرفه عنه وبالتالي لا يعتبر ذلك المال صدقة أو يوضع في ميزان حسناته بحسب نيته.
أخاف علي من يمارسون ذلك الفعل بجهل أن يركنون إليه دون أن يجدوا من ينبههم لقوله تعالي : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) وقوله : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب).
وهذا يؤكد أن الصدقة لا يشترط فيها أن يتم التندر أو السخرية أو الأذية لقوله تعالي : ( يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيراً منهم )
وربما يكون أصحاب الحاجة أفضل من أولئك الذين يسخرون منهم ففي الصحيح رأي سعد رضي الله عنه أن له فضلاً علي من دونه إذ قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام : ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) رواه البخاري.
وهذا يشير إلي أن المقارنة معدومة بين ما يجري آنيا وما مضي فالفرق شاسعاً والهوة كبيرة ولا يمكن ردمها إلا بتوعية من حادوا عن الطريق ففي صحيح مسلم رحمة الله ( إن امرأة كان في عقلها شئ فقالت : يا رسول الله إن لي إليك حاجة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : يا أم فلان انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها ومن هنا يجب أن نتأمل منهج سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم المنهج الذي فيه دروس وعبر حيث أنه لم يعرض عنها أو يغضب بل استجاب لها وخيرها في اختيار الزمان والمكان وساعدها فيما ترغب. ويعتبر منهج سيد البشرية منهجاً يجب أن يقتدي به كل إنسان دون أن يجعل سعادته علي حساب أحاسيس ومشاعر المحتاجين .
وليت الأمر توقف في المحيط المحلي بل هنالك من يصطحب معه من يرفه عنه ويسليه في تسفاره
فلماذا يحاول البعض أن يذلوا الإنسان الذي كرمه الله لقوله سبحانه وتعالي : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) و( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلاً).

أسرار تاريخية يكشفها حصان دفن في السودان قبل 3 آلاف عام



عثر باحثون في الآثار على رفات حصان يبلغ من العمر 3 آلاف عام، دفنه المصريون القدماء بعناية في السودان، ولا يزال يحتفظ بشعر على أحد ساقيه.
وظهر الحصان، وهو أنثى، بلون الكستناء مدفونا في كفن، في مؤشر على حب المصريين القدماء للخيول، والمكانة المرموقة التي كانت تحظى بها في ذلك الزمان.
وقال الباحثون إن التغييرات التي طرأت على عظام الحصان تشير إلى أنه كان يجر عربة قبل نفوقه، كما أن القطع الحديدية القديمة التي دفنت بجواره تظهر أنه كان حيوانا محبوبا.
ووفقاً لوسائل اعلام عالمية فقد عثر الباحثون على رفات الحصان (تومبوس) في السودان، حيث سُمي مكان اكتشافه باسمه، وكان الباحثون يتوقعون العثور على مدافن بشرية في المكان.
وتمكن الباحثون من جامعة بوردو باستخدام الكربون للتاريخ للحصان (تومبوس)، حيث قالوا إنه يعود للعام 950 قبل الميلاد تقريبا، وهي فترة انتقال حضارة كوش من النوبة بمصر إلى السودان.
ويرجح الباحثون أن يكون دفن الحصان قد جرى في قرية قديمة على حدود هيمنة المصريين القدماء مع السودان المعاصر بعد 100 عام من بدء تشكيل كيانهم المنفصل في عام 1070 قبل الميلاد.
وقال البروفيسور، ميشيل بوزون، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة بوردو بالولايات المتحدة: (كان من الواضح أن الحصان قد دفن بهذه الطريقة بعناية فائقة).
وأضاف أن “بقايا القماش على الحوافر تشير إلى وجود كفن الدفن، وأن التغييرات على العظام والقطع الحجرية واللجام تشير إلى أن الحصان كان يجر عربة”.
ويقول الخبراء إن العثور على رفاة الحصان يمثل تحولاً كبيرا بخصوص فهم طبيعة الحكم عند المصريين القدماء، لا سيما حكم مملكة كوش، إذ كانت الحيوانات تشكل رمزاً مركزيا للدولة آنذاك على ما يبدو.

طبيب سوداني يفوز بجائزة الجامعة الملكية بكندا


فاز الطبيب السوداني محي الدين محمد محي الدين، استشاري جراحة القلب والشرايين، بالجائزة الملكية، التي تمنحها لجنة خاصة في الجامعة الملكية بكندا (مغيل)، بعد نجاحه في إجراء عملية معقدة لمريض ثمانيني عقب إيقاف دورته الدموية لمدة 19 دقيقة، وهو أول طبيب عربي يحاضر في جامعة (ميغل) الكندية.
ونال محي الدين جائزة الإبداع والتميز في الجراحة عام 2013، لدوره في إجراء عمليات جراحية نادرة وصعبة، حيث نجح في إجراء عملية نادرة لمريض عمره 82 عاماً، كان مصاباً بتهتك الشريان الأورطي، وتسرب الدم إلى القفص الصدري، وتمكن محيي الدين من تغيير كل الشرايين الخارجة من القلب وشرايين الرقبة والرأس، وإدخال دعامة لإصلاح الشريان النازل إلى البطن والصدر، بعد أن تم إنزال حرارة الجسم إلى 20 درجة، وإيقاف الدورة الدموية تماماً في الجسم لمدة 19 دقيقة.
وتعد هذه العملية من العمليات المعقدة والخطيرة جداً في مجال جراحة القلب والشرايين.
وقال محي الدين عقب إجراء العملية، التي استغرقت 7 ساعات متواصلة : (إنه لإجراء هذه العملية كان لابد من إيقاف تدفق الدم في الجسم تماماً، وحتى لا تتضرر الأعضاء من نقص الأكسجين والدم، وجب تبريد الجسم تبريداً شديداً. على أن تتم العملية في أقصر وقت ممكن حتى لا تتلف الأعضاء الحيوية في الجسم).
البروفيسور السوداني محي الدين محمد محي الدين . من مواليد الخرطوم ، السودان درس و تلقى تعليمه العالي في الخرطوم بحري الثانويه والجامعي في روسيا .أكاديمية الطب الأول موسكو. ونال عدت درجات و شهادات في مجال الطب. نال درجه الاستازيه في جراحة وأمراض القلب بمرتبه الشرف. نال المرتبه الاولي بين 160 طالب نال اعلي درجه في التخرج على مدى تاريخ الجامعة. نال جائزة افضل بحث علمي على مستوى الجامعه للأعوام الاتيه: 1997 &1995& 1996 نال جائزة افضل طالب في أمراض الجهاز الباطني على مستوى الجمهورية .1995 نال جائزة الإنجاز العلمي لمجلس العمداء 1998 نال شهاده تقدير رئيس ومجلس العمداء 1999 نال جائزة الابداع والإنجاز العلمي التعليمي المستشفي الملكي فكتوريا وجامعه مغيل لدوره في تدريب ومساعدة الطلاب العرب والكنديين 2012. نال شهادة تقدير السفارة السودانية كندا 2014 نال شهادة تقدير وزير الصحة السوداني لدوره في اجراء عمليات زراعة قلب وعمليات قلب نادرة في المستشفي الملكي وجامعة مغيل كندا.2014 نال درجة بروفيسور مركز فين كير لندن اونتاريو كندا 2011.
 تقلد عدت مناصب منها. مدير معهد الدراسات الشرق أوسطيه August. 1999 منسق البرامج العلميه والثقافية لجامعه الخرطوم Décember 1999 to 200 . وهو عضو في الجمعية الكندية لجراحة القلب والشرايين . و عضو في الجمعية الأمريكية لجراحة القلب . وعضو في الجمعية الأوروبية لجراحة القلب والشرايين ، لديه أكثر من ٢٠ بحثاً في المجالات العلمية البحثية المختلفة،
 الأماكن التي عمل بها عمل مدير وحدة جراحة القلب والشرايين مستشفى الشعب التعليمي الخرطوم السودان 2011-2005 عمل استشاري جراحة القلب والشرايين معهد السودان للقلب الخرطوم - السودان 2011 عمل بمستشفى تورونتو العام مع جراح القلب العالمي تايرون ديفيد تورونتو- كندا 2004 عمل بمستشفى مايو كلينك روجستر مع جراح القلب العالمي هارتسيل شيف روجستر - امريكا 2007 عمل بمؤسسة كلفلند كلينك مع جراح القلب العالمي بروس لايتل افضل مستشفى قلب في أمريكا لمدة 13 عام ,اوهايو - امريكا 2008 عمل بمستشفى زيوريخ الجامعي زيوريخ


قصة الملاليج مع عزف الإيقاعات


حاتم : الوالد كان راقصاً مميزاً مع الفرق الغنائية الموسيقية
 ........................
هذه علاقة والدنا بالممثل المصري الراحل (محمود المليجي)
......................... 
جلس إليه : سراج النعيم
......................

كشف عازف الإيقاعات حاتم محمد قسم الله الشهير بـ(حاتم مليجي) قصة أسرته مع الآلات الإيقاعية المختلفة.
قال : نحن أصلاً من مدينة (مدني) حاضرة ولاية الجزيرة التي انتقلنا منها إلي الخرطوم التي كانت بالنسبة لنا نقلة كبيرة بدأها شقيقنا عازف الإيقاع الكبير (فائز) إلي شقيقنا الأصغر (سامر)، أشتهرت أسرتنا بآلة الإيقاع ولكن ما لا يعرفه عامة الناس من أين نبعت الفكرة، فهنالك الجندي المجهول (الوالد) أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية، هو صاحب الاسم الاصلي ونحن (ملاليج) تيمناً بوالدنا الذي كان أساساً راقصاً في زمن الاستعمار حيث كان تأتي إلى هنا الفرق الغنائية والراقصة المصرية التي كان يصاحبها تبادل ثقافي، عليه كان الوالد من ضمن الراقصين المميزين، ومع ذلك كان طريفاً ما جعل المصريين يطلقون عليه لقب (مليجي) باعتبار أنه كان قريباً من الممثل المصري الراحل محمود المليجي، ومن ساعتها أصبح الكل يناديه بـ( مليجي ).. ضف إلي ذلك فهو عازف علي آلة إيقاعية تمسك طبول المارشات العسكرية التي كان يعزفها بتميز بعدها عمل نقلة للآلات الهوائية الآت النفخ ( الهور ) و ( الطرمبية ) و( الطرمبة) و( الكلارنيت ) وقد عزفها جميعاً عندها قال له المصريين يوجد عندك حس في آلة الكمان المهم أنهم ادخلوه كورسات تعلم من خلاله العزف علي آلة الكمان بطريقة الاستعراض ( الصولو ) إلي أن حقق الشهرة في مدينة مدني التي أصبح فيها استاذاً في مدرسة مدني الثانوية.
كيف تعلمتم أنتم الملاليج العزف علي آلة الايقاع؟ قال : لم نشاهد آلة الإيقاع عند الوالد بل بدأها شقيقنا الأكبر ( فائز ) الذي حينما أنتقل من دراسته الإبتدائية إلي الثانوي معه الفاتح حسين كان عازف بص جيتار ومغني عبر فرقة الجاز التي تحمل اسم ( جاز الماماو ) وعثمان النو الذي كان آنذاك الوقت عازفاً علي آلة العود ولم تكن له علاقة بآلة البيز جتيار الذي بدأ العزف عليه بعد أن التحق بكلية الموسيقي والدراما وسامر عازف الجيتار فهم جميعا كانوا في مدينة مدني مميزين فشاهد شقيقي فائز الآلات الموسيقية في المنزل ومن ضمنها آلة الايقاع الخاصة بالاستاذ حبه العازف المميز جدا وتميزه هذا جعله في قمة قائمة العازفين في السودان وكان شقيقي فائز يتمني أن يصبح عازفا كحبه الذي كان يسرق آلته الايقاعية التي تعلم العزف عليها ، وما أن تعلم فائز العزف علي الإيقاع أصبحنا نشاهده مع الفنان الرشيد كسلا عبر التلفاز بالاسود والابيض ومن ثم تم احضاره إلي الخرطوم لكي يعزف مع الفنانين حمد الريح والراحل خوجلي عثمان والاخير الذي كنت لصيقاً به في الفترة الاخيرة من حياته حيث كان يحكي لي عن الزمن الجميل.. فقلت له : أتذكر أنكم عندما جئتم لاخذ شقيقي فائز من مدني إلي الخرطوم التي أقام فيها ببري ثم انتقل إلي الجريف ومنها إلي الديم التي كان يطلق بها علي منزلهم ( بيت الفنانين ) بعد دخوله كلية الموسيقي والدراما.. ومن هنا تأثرنا به.. رغماً عن أن والدنا بدأ تعليمنا العزف علي آلة الكمان.
هل تقلدون بعضكم البعض في العزف علي الآلات الإيقاعية؟ قال : أبداً فكل واحد منا جاء بتميزه الذي فرض علي الفنانين أخذنا من منازلنا وبدأت المسألة من شقيقنا الأكبر فائز الذي تلاه عصام الذي كان عازفا مع الفنان ابوعركي البخيت وهو الآن في شرق آسيا متزوج بأبنائه.. أما شقيقي (شريف) والفنان عماد احمد الطيب احضرهما الرئيس الراحل جعفر محمد النميري من مدني إلي الخرطوم بعد أن برزا في مهرجانات المدينة.. خاصة وأنه من أعز الأصدقاء بالنسبة لوالدنا وعندما يأتي إلي مدينة مدني يزور منزلنا الذي يرتاح فيه مع الوالد الذي كان يحتوي كل الفنانين ووقف مع الموسيقار محمد الامين حتي أصبح فناناً كبيراً ووقع كل أغانيه الجميلة بمنزلنا وكان يسمع إرشاداته خاصة وانه عاني معاناة شديدة لكي يوصل فنه الأصيل للمتلقي نسبة إلي أن أعماله الغنائية مدونة وطويلة متأثراً وقتئذ بالفنانين ام كلثوم، محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ والموسيقي المصرية الأصيلة.. فهي كانت قريبة للموسيقي السيموفنية معتقدا آنذاك الوقت أنها كان ستجد طريقها في المستقبل إلي أذن المتلقي السوداني.
فيما كان الراحل إبراهيم الكاشف قد أسس لمدرسته التي ادخل من خلالها الوتريات كذلك أصر الفنان محمد الأمين على أن يؤسس لنفسه مدرسة فنية خالدة في وجدان الأمة السودانية بادخال السلم الرباعي فكانت نقلة صعبة علي الجمهور إلا أنه بمرور الزمن بدأ يستوعب الفكرة وكان والدي يقول له : أنت ستكون إنساناً مميزاً يوصل رسالته إلي المتلقي.
وتواصل ظهور أشقائي بالتوالي فجاء أسامة المقيم حاليا في هولندا عبر فرقة (عقد الجلاد) ثم انتقل إلى (السمندل) فهو دارس للموسيقي بواسطة الكوريين وأنا كنت أتمرن معه علي آلة الإيقاع في معهد الموسيقي والدراما فكان أن استفدت منه حتى في إحساسي كنت منافسا له إلا أنني ميزت نفسي وعندما جئت للخرطوم فقلت دعك من الغناء الحديث والشعبي واتجه إلي موسيقي الجاز مع فرقة الدكتور محمود السراج.
كل من يتحدثون عن الإيقاعات عبر الأجهزة الإعلامية دكاترة يتحدثون عنها من ناحية علمية.. فنحن عدة قبائل متفردة فدارفور وكردفان بهما ما يربو عن ( 600 ) إيقاع.
ظهرت من خلال برنامج (نجوم الغد) بقناة النيل الأزرق بآلة إيقاعية مستحدثة ؟ قال : الآلة اسمها الصندوق الذي أرسله لي شقيقي أسامة فهو عبارة عن درامس مصغر (باركشن) ويعرف بالهمس أي الموسيقي الكلاسيك وقد صنعه فرنسي سماه علي اسمه (الكاخوم) وهي أصلا آلة فرنسية وهي صندوق مجوف من الخلف وفيه حديدتين مع بعضهما البعض وبه يايي ومن الأمام به (بوصنايت) مجوف في أطرافه ضربات الدرمس علي حسب العزف والي أخره.
هل الطبلة التي يعزفها العازفين سودانية؟ قال : هي ليست سودانية إنما شوامية وأساسا اسمها (الدربكة) والعراقيين أول من عزفوا عليها والشوام ثم تميز في عزفها المصريين فنحن أساسنا (النقارة) والسودان لديه موروث لكنه بدأ يندثر نسبة إلي انشغال الناس بما هو يساعد علي ذلك.
من هم العازفين المميزين في الآلة؟ قال : هنالك آدم حرازي وآخرين وأي عازف لديه مشكلة.
أين أنت الآن؟ قال : أنا المدير الفني لفرقة (نجوم الغد) بالنيل الأزرق.

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...