الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

*سراج النعيم يكتب : لن ترضي عنك إسرائيل ولا أمريكا حتى تتبع ملتهم*


........ 

إننا نركن إلى زمن الخنوع، الخضوع، المهانة والمذلة، إذ تبدلت ثوابت الأمة الإسلامية إلى التطبيع مع إسرائيل من أجل إرضاء أمريكا، وإغضاب الله سبحانه وتعالي حيث قال في محكم تنزيله : (ولن يرضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم)، وفي سياق قال جعفر : (وليست اليهود، يا محمد، ولا النصارى براضية عنك أبدا، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الإجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم، فلا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم، لأن اليهودية ضد النصرانية، والنصرانية ضد اليهودية، ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حال واحدة)، واليهود والنصارى لا تجتمع على الرضا بك، إلا أن تكون يهوديا - نصرانيا، وذلك مما لا يكون منك أبدا، لأنك شخص واحد، ولن يجتمع فيك دينان متضادان في حال واحدة، وإذا لم يكن إلى اجتماعهما فيك في وقت واحد سبيل، لم يكن لك إلى إرضاء الفريقين سبيل، وإذا لم يكن لك إلى ذلك سبيل، فالزم هدى الله الذي لجمع الخلق إلى الألفة عليه سبيل، فهل بعد هذه الحقيقة نطبع من أجل الحصول (الوقود)، (الخبز) و(الحليب)، والذي نرضخ الآن في إطاره لأمريكا، وإسرائيل، أي تريد حكومتنا الانتقالية أن ترضع أجيالاً وأجيالاً من ثدي اللوبي الأمريكي - الصهيوني (الفاسد) الذي قطعاً يقود البلاد والعباد إلى (الضياع) من خلال إلباس إنسان السودان ثوب الخضوع بلا (حياء) أو (خجل)، وهذا النهج الذي بدلت فيه الحكومة الانتقالية القبلة من المقدسات الإسلامية إلى (تل أبيب) و(واشنطن).

ها أنا أقف حائرا أمام فتوى الدكتور نصرالدين عبدالباري وزير العدل السوداني، والتي جواز من خلالها التطبيع مع إسرائيل دون مراعاة للعواقب الوخيمة في القريب العاجل والمستقبل الذي قادنا إليه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني، والذي بهذا التطبيع اسقط البلاد في معترك أثن، وتبعه بعض الوزراء في هذا الاتجاه الذي افتي من خلاله وزير العدل السوداني بجواز التطبيع مع إسرائيل، وبهذه الفتوي يكون قد خلط بين السلطة التنفيذية ومعترك السياسة، مما يؤدي إلى الإخلال بميزان (العدالة)، التي يفترض أن تكون حارساً لـ(لوثيقة الدستورية)، وبالتالي أصبح سياسياً يفتي ويتبني ويدافع عن تطبيع الحكومة الانتقالية السودانية مع إسرائيل، أي أنه انتهج ذات نهج علماء السلطان في ظل نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير)، والذي كان بعض علمائه يصدرون الفتاوى في قضايا محسومة وواضحة لـ(لصغير) قبل (الكبير)، ولا تقبل أي اجتهاد ديني أو قانوني، لأن المولي عز وجل حسم أمرها بما انزله في محكم تنزيله، اللهم إلا إذا كان هذا المسئول أو ذاك يرغب في تجميل قبح السلطان، وتطويع (الخطيئة) لصالح التطبيع مع إسرائيل. 

اندهشت غاية الاندهاش من فتوى الدكتور نصرالدين عبدالباري، والذي ربط التطبيع مع إسرائيل بـ(الوثيقة الدستورية)، مؤكداً أنها لا ترفض إنشاء علاقات دبلوماسية مع دولة الكيان الصهيوني المغتصبة للأراضي الفلسطينية، وأنه لا يوجد شيء يسمى ثوابت للأمة، وأن التطبيع مع إسرائيل مثله مثل كل الاتفاقيات الثنائية، هكذا أفتي ناسياً أو متناسياً قول الله سبحانه وتعالي : (لن يرضي عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، وعليه يبقي التطبيع مع إسرائيل تحصيل حاصل، ولا يجانبه الصواب، لأنه غير متسق مع ما انزله الله سبحانه وتعالى، فماذا تعني وثيقة دستورية شرعها البشر، وبالتالي إذا كان فتوي وزير العدل السوداني صحيحة، فهل ما ذهب إليه مضمناً في بنود الوثيقة الدستورية لتتماشي مع التطبيع؟، عموماً كنت أتمني من وزير العدل السوداني أن يفند كيفية توافق التطبيع مع الوثيقة الدستورية الموقع عليها بين المكون العسكري والمدني مع التأكيد بأن (إسرائيل) ليست كباقي الدول العربية أو الإسلامية أو الإفريقية أو الآسيوية أو الأوروبية، لأنها دولة مغتصبة للأراضي الفلسطينية، وبالتالي ليس هنالك (قانوناً) أو (وثيقة دستورية) أو خلافها تقر إقامة علاقات مع إسرائيل وتطويرها بالاتفاقيات، وتبادل الخبرات في شتي المناحي، لأن التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني يعني الاعتراف شرعياً كـ(دولة) لا أساس لها في خارطة العالم العربي والإسلامي.

ظلت القضية الفلسطينية من الثوابت الراسخة في أذهان المسلمين، ويتوارثها الأجيال جيلاً تلو الآخر، وأي دولة إسلامية أو عربية تقيم علاقات مع إسرائيل مرفوضة، بدليل أن تطبيع الحكومة الانتقالية السودانية قوبل بالرفض الواسع، ولكل رافض أسبابه المنطقية، أبرزها صك الاعتراف بإسرائيل، لذلك على الحكومة الانتقالية السودانية التراجع، أو أن تستفتي الشعب السوداني حول قرار التطبيع مع إسرائيل، وقبل كل ذلك على كل مسئول سوداني أدلي بتصريحات إيجابية في هذا الملف أن يعتذر، ويعود إلى رشده قبل فوات الأوان، فلا سيما فإن القضية الفلسطينية لا تقبل المساومة من أجل مكاسب سلطوية، فهي في الأساس من ثوابت الأمة العربية والإسلامية، لذا سيسجل التاريخ للأجيال المتعاقبة هذا الخطأ الذي ارتكبه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني، ومن مضي في مساره، فالقضية الفلسطينية مرتبطة ارتباطاً عميقاً بالمعتقدات، الحضارة، القيم، المبادئ والتاريخ، ورغماً عن ذلك فإن تصريحات بعض المسئولين السودانيين تحمل بين طياتها الانكسار، وتكشف مدي الضغوطات الممارسة عليهم من القوي العظمي الأحادية، والتي عمدت في إطارها أمريكا وإسرائيل للاستفادة من ضعف الحكومة الانتقالية السودانية ليتماشي مع أجندتهما السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية، وبالتالي لم  يستوعب من طبع مع دولة الكيان الصهيوني أن  استهداف أمريكا وإسرائيل للسودان لن ينتهي مهما قدم الحكام تنازلت في قضايا مصيرية، فلن ترضى عنك الولايات المتحدة ولا إسرائيل حتى تتبع ملتهم، بالإضافة إلى أن الحكومة الانتقالية السودانية متناقضة في مسألة التطبيع مع إسرائيل، واتضح ذلك من خلال تصريحات الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني، والأستاذ فيصل مع صالح وزير الإعلام والثقافة، والدكتور نصرالدين عبدالباري وزير العدل، والفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، والفريق ركن ياسر العطاء عضو مجلس السيادة، فما تم من تطبيع مع إسرائيل يتناقض مع ما ذهب إليه رئيس الوزراء في لقائه مع المسئول الأمريكي بالخرطوم بأن البت في تطبيع العلاقات مع إسرائيل ليس من اختصاص الحكومة الانتقالية، أشار بعض المسئولين إلى أن التطبيع مع إسرائيل يعود على البلاد بالمنافع في حين أن الدول المطبعة مع دولة الكيان الصهيوني أكدت أنها خسرت أكثر مما كسبت، فإسرائيل تأخذ منك كل شيء ولا تعطيك غير الصراعات والنزاعات، كالذي يحدث بالضبط في سوريا، لبنان، الأردن ومصر، فدولة الكيان الصهيوني تستهدف مصالحها والاعتراف بها، لذلك تحرص على إنشاء علاقات مع دول عربية - إسلامية  وأفريقية لزعزعة الأمن.

الأحد، 25 أكتوبر 2020

زوج فتاة لشاب لاغرب سبب.. (عثمان) يكشف تفاصيل مثيرة حول مراسم الزفاف*

 *في قضية الأولي من نوعها.. تغريم أب بـ(التبني) 





........ 

*التقاه : سراج النعيم*

........ 

وضع عثمان أمين علي تفاصيل مثيرة حول العثور على أخته (هناء) المختفية في ظروف غامضة عن أبيها النظامي السابق، وذلك بعد مرور أكثر من (21) عاماً.

وقال : منذ صغري وأنا أحب الإطلاع على قصص يكتنفها الكثير من الغموض، ودائماً ما أجد نفسي فيها، وأظل أتابعها بشقف شديد إلى أن أصل لنهايتها، وبدون مقدمات وجدت نفسي أحد أبطال هذه القصص، إلا أن قصتي الحقيقية والواقعية أكثر غرابة من قصص سبق وطالعتها، وهي أغرب إلى الخيال والواقع، إذ أنها بدأت من خلال انتقال الوالد من مدينة إلى أخري، وذلك بحكم عمله في الخدمة العسكرية، والذي قاده للاستقرار في بعض ولايات السودان، وخلال تنقله ما بين الفينة والآخري كان يتزوج في الولاية التي استقر بها، وأول زواج له كان من مدينة (نيالا) غرب السودان، وأنجب من زوجته السابقة صغيرته (هناء)، وأثناء ما هي في تلك السن انتقل هو إلى ولاية آخري، فحاول أصطحاب زوجته وابنته (هناء) معه إلا أن والدتها رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، واثرت البقاء مع طفلتها على أن ترافقه في رحلة العمل الجديدة، فما كان منه إلا أن أختلف معها، ومن ثم شد الرحال إلى وجهته الجديدة تاركاً خلفه زوجته وطفلته (هناء)، وعندما أنتهت رحلته بعد سنوات عاد إلى مدينة (نيالا) عسي ولعل يجد أسرته الصغيرة، إلا أنه لم يعثر عليها رغماً عن بحثه المضني عنها، فاتضح فيما بعد بأن والدتها انفصلت عنه، وتزوجت زوجاً آخراً، ومن ثم انتقلت للإقامة معه في ولاية الخرطوم، فيما تزوج والدي من والدتي، وأنجب منها شخصي وشقيقتي.

ومضي : ذات يوم كنت أجلس مع والدي جلسة صفاء روي لي من خلالها قصة زواجه الأول، وأختي (هناء)، فكنت بين مصدق ومكذب على أساس انني كنت أعتقد أن والدتي هي السيدة الأولي في حياته، بينما أكد في سرده للقصة أنه ترك أختي الكبري مع والدتها في مدينة (نيالا) غرب السودان، وكان أن قطعت له وعداً بأن أبحث عنها في أي مكان كانت إلى أن أعثر عليها، فقال أين تجدها في هذا الوطن المترامي الأطراف؟، وكان ذلك في العام 2013م، وهو العام الذي بدأت فيه رحلة البحث المضني، وذلك عبر (العولمة) ووسائطها المختلفة، وآخر مرة كتبت (بوست) عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) في مجموعة تضم أبناء مدينة (نيالا) في العام 2019م، ووضحت من خلاله قصة إختفاء أختي (هناء) كاملة، فما كان من أحد أعضاء المجموعة إلا أن يطلب مني  التواصل معه في الخاص (ماسنجر)، وكان أن قال عبر الرسائل إنه يعرف أختي ووالدتها، مؤكداً أنهما غادرا المدينة إلى ولاية الخرطوم، وتحديداً مدينة أمدرمان، فسألته هل تعرف شخصاً يمكنه أن يوصلني بهما، وكان أن منحني رقم هاتف ابنة خالتها، وعندما اتصلت عليها هاتفياً، قال : (إن أختك تزوجت، وحضر مراسم زفافها والدك)، فاندهشت غاية الاندهاش مما ذهبت إليه، وبعد تفكير عميق قلت في قرارة نفسي لماذا لم يحدثني أبي بأنه عثر على ابنته لدرجة أنه زوجها؟، عموماً دخلت في حيرة من أمري خاصة وأن والدي على علم بأنني أبحث عنها لدرجة أنني سافرت إلى مدينة (نيالا) غرب السودان، عموماً فيما بعد اكتشفت أن الذي عقد قران اختي (هناء) ليس هو والدي، بل هو رجل آخر. 

وأضاف : عندما انتقلت أختي (هناء) مع والدتها من مدينة (نيالا) إلى مدينة (أمدرمان)، وفيما بعد واجهتها إشكالية إستخراج وثائقها الثبوتية للجلوس لامتحانات الصف الثالث، وصادف ذلك أن شاباً ارتبط بها، ومن ثم طلب منها إخطار والدها لطلب يدها لـ(لزواج)، وبما أنها لم تكن تعرف من هو والدها؟، قالت له : (سوف أتحدث مع والدتي لمعرفة أين هو والدي)؟، وكان أن وجهت سؤالاً لوالدتها أين أجد والدي، فأنا على ارتباط بشاب يريد أن يطلب يدي للزواج؟، فما كان من والدتها إلا أن وصفت لها مكاناً لم يكن صحيحاً، والذي على إثره شدت أختي (هناء) الرحال إلى المدينة المعنية، وبحسب الوصف وجدت رجلاً، وعرفته بنفسها تعريفاً كاملاً، فلم يقل لها أنه ليس والدها، بل تبناها على أساس أنه والدها الذي تبحث عنه، ومن ثم استخرج لها الرقم الوطني والبطاقة القومية، وجاء معها من تلك المدينة إلى ولاية الخرطوم، وعقد قرانها على ذلك الشاب.

فيما قال : عندما ظهرت في حياة أختي (هناء)، ووضعت على منضدتها الحقيقة كاملة دون نقصان، وبدون أي مساحيق أو رتوش دخلت في حالة نفسية صعبة جداً، ولم تكن مصدقة ما جري معها فيما مضي، مما جعلها في حيرة من أمرها، خاصة الإشكالية التي تواجهها من حيث وثائقها الثبوتية لدي السجل المدني، لذلك ازدات تعقيداً على ما هي عليه، فالسلطات المختصة أكدت بأن تعديل الرقم الوطني والبطاقة القومية لا يمكن أن يتم إلا من خلال محاكمة الأب بـ(التبني)، والذي اتخذنا في مواجهته إجراءات قانونية، وعلى ضوء ذلك حكم عليه قاضي محكمة الأوسط أمدرمان بالغرامة البالغة (10) ألف جنيه، وكان أن شاركناه في دفعها، وبعد المحاكمة لجأنا إلى السجل المدني مرة آخري بموجب قرار المحكمة.

واسترسل : بدأت قصة اختفاء اختي (هناء) بعد الإنجاب مباشرة، إذ أنها تفاجأت بغياب والدها أكثر من (21) عاماً، إلا أنني ورغماً عن مرور تلك السنوات الطوال قررت البحث عنها نسبة إلى أنها لم تستمتع بما حظيت به كل فتاة في مراحل طفولتها، وبما أنها عانت كل تلك المعاناة قررت البحث عنها وإعادتها إلى حضن والدها، هكذا سعيت سعياً حثيثاً لفك طلاسم قصة الإختفاء. 

واسترسل : عموماً طرقت الكثير من الأبواب من خلال رحلة بحث مضنية جداً، وكلما أغلق باباً في وجهي طرقت باباً آخراً، وبروح معنوية يسودها التفاؤل والأمل. 

وتابع : رغم الاعتراض من بعض الأشخاص إلا أن عزيمتي، إصراري وقناعتي جعلتني أمضي في هذا الاتجاه، لذا لم استسلم نهائياً للمخاوف وعثراتها، فواصلت الرحلةإلى أن حققت ما أصبو إليه، وفي غمرة ذلك تلقت اتصالاً هاتفياً من (الخير)، والذي أشار على بأنه يجب تعديل الأوراق الثبوتية باعتبار أن اختي تحمل مستندات تشوبها أخطاء فادحة.

واستطرد : في ظل تلك الأجواء اتجهت إلى رفع معنويات اختي (هناء) بعد العثور عليها، مؤكداً لها بأن ما يواجهها ما هو إلا تحدي حقيقي، ولكن لن يطول كثيراً.

وأضاف : بتاريخ 22/10/2019م، كانت المفاجأة بأن التقيت باختي الكبري، والتي بدورها تعتبرني أخيها الأكبر، وتكن لي كل الإحترام والتقدير الذي يليق بسعي الحثيث للم شملها بوالدها، وقد لعبت (العولمة) ووسائطها المختلفة دوراً ريادياً في فك طلاسم قصة إختفاء (هناء) في ظروف غامضة، وأتمني أن تعدل أوراقها الثبوتية، كما أتمني أيضاً أن لا يقع الآباء في مثل هذه الأخطاء.

*محامي كفيف يكشف تفاصيل مثيرة حول عصابة (نيقرز).. برأت المحكمة المتهمين من (قتل) و(تقطيع) الضحية إلى أجزاء.. (النيل) : أصعب قضية الشاكي والمشكو ضده (صم) وشخصي (أعمي)*
















........ 

*جلس إليه : سراج النعيم*

.......

كشف المحامي الكفيف (النيل) تفاصيل مثيرة حول قضايا ترافع فيها بالمحاكم، وروي قصته المثيرة مع تشكيل عصابي يسمي بـ(النقيرز) الذين كانوا يواجهون اتهاماً بـ(القتل)، و(تقطيع) المجني عليه إلى أجزاء بسبب انتقال الضحية من تشكيل عصابي (نيقرز) إلى آخر، بالإضافة إلى أنه وضع قصة شاكي ومشكو ضدها (صم)، وهو محامي (كفيف)، وتدور وقائع الدعوي الشرعية حول حضانة (طفلة). 

في البدء من أنت؟ 

النيل أحمد البريدو مواليد (امبدة)ـ ولاية الخرطوم في العام 1984م، تخرجت في جامعة (النيلين) - كلية القانون، ومن ثم عملت دراسات عليا في ذات الجامعة (ماجستير)، ومن ثم امتحنت تنظيم مهنة القانون.

كيف استطعت تحقيق النجاح رغماً عن (الإعاقة)؟

إعادقتي (إعاقة) بصرية،ولا تشكل لي هاجساً طالما أنني ليس لدي إشكالية ذهنية، وبما أنني كذلك كنت قادراً على تجاوز أي إعاقة آخري. 

كيف تنظر للبيئة من حيث الإعاقة؟ 

ربما تكون البيئة في حد ذاتها بها (إعاقة)، ولكن كنت من خلال عقلي الراجح أتجاوز إعاقتها، وأحقق ما تصبو إليه بالإصرار والعزيمة، خاصة وأن (إعاقتي في النظر)،لذلك تجاوز بها كل الصعوبات والتحديات الجسام التي تقابلني، إذ استطعت أن أتلقي التحصيل الأكاديمي، واعمل رغماً عن عدم تقبل المجتمع لـ(لكفيف)، فأنا لكي أخرج من المنزل إلى الجامعة يومياً تواجهني إشكاليات كثيرة متمثلة في الحركة، القراءة، الكتابة، وتسجل المحاضرات، وعندما أعود للمنزل أسمع المحاضرات، وأوجه في إطارها الأسئلة لمرافقي، وهو يكتب لي كل ما أذهب إليه،هكذا كنت أمضي إلى أن تخرجت من الجامعة في العام 2009م، ومن ثم امتحنت (المعادلة) في العام 2010م، ومن ثم حضرت (الماجستير) في العام 2012م، والآن أنا محامي ومستشار قانوني.

ماذا عن عملك داخل أروقة المحاكم؟

بما أن فيها يتطلب التركيز أثناء الجلسات، وسماع ماذا يقول القاضي،الأطراف المعنية بالقضية،الشهود والإطلاع على المستندات، فإن ذلك فيه صعوبة كبيرة، ولكن بإصراري وعزيمتي استطعت أن أمارس المهنة.

كيف تدون نقاط من أقوال المتحري، الشاكي، المشكو ضده والشهود، وكيف تطلع على المستندات؟

بالنسبة لأقوال المتحري، الشاكي، المشكو ضده والشهود أحفظها أثناء الجلسة، إما المستندات فأخذ إذن من المحكمة بالإطلاع عليها بعد انتهاء الجلسة، وذلك من خلال إحضار أحد الزملاء أو زوجتي لمساعدتي في القراءة والكتابة، فأنا مثلاً أسمع إلى ثلاثة شهود في جلسة واحدة، وأحفظ أقولهم وأناقشهم من خلالها، لأنني إذا أحضرت إنساناً غير (قانونياً)، فلن يدون النقاط كما أرغب فيها، وإذا أحضرت (محامياً)، فإن وجودي ليس له معني كمحام في القضية. 

ما هي أنواع القضايا التي تتولي الدفاع فيها عن موكليك؟

الدعاوي الجنائية، المرور، المدنية والشرعية، إلا أنني بدأت حياتي في مهنة القانون من خلال دعاوي مكتب العمل،ولكن بعد عامين انتقلت إلى القضايا الجنائية،المرور، المدينة والشرعية.

كيف يصلك الشاكي أو المشكو ضده، وماذا عندما يكشف أنك (كفيفاً)؟

هنالك أناس يتفهمون طبيعة (الإعاقة)، وأمثال هؤلاء يتمسكون بي، وبالمقابل هنالك أناس جهلاء لا يتفهمون طبيعة الإعاقة، وأمثال هؤلاء لم يمروا على إلى الآن، ولكن معظم الذين ترافعت عنهم أحضروا لي قضايا أخري.

هل الإعاقة خلقت بها، أم أصبت بها فيما بعد؟

عندما تم إنجابي كان نظري بنسبة (100%) إلا أنني بدأت افقده تدريجياً منذ انخراطي في الدراسة، وذلك بمدرسة (ابوسعد) الثانوية، والتي أصبت من خلاها بـ(العمي) الذي يطلق عليه (العشاء الليلي)، ويعرف علمياً بمصطلح (التصبغ في الشبكية)،وليس لديه علاج.

ماذا عن إحساسك بفقدان البصر نهائياً؟

إحساسي كان إحساساً طبيعياً نسبة إلى إنني كنت مهيأ أصلا لانعدام الرؤية، فأنا مؤمن إيماناً قاطعاً بـ(الإبتلاء)،وبما إنني مؤمناً به لم يكن يشكل لي(هاجساً).

ماذا بعد أن فقدان النظر بصورة نهائية؟

واصلت حياتي بشكل طبيعي، وكنت أتلقي دروسي بالمدرسة إلى أن جلست لامتحان الشهادة السودانية، وكان أن أحرزت مجموعاً أهلني للالتحاق بالجامعية، والتي كنت استمع فيها للمحاضرات، ومن ثم أعود إلى المنزل، وخلال هذا المشوار اليومي كنت اصطدام تارة بـ(السيارات) وتارة أخري أسقط في (المجاري) أو (الحفر)،وكنت رغماً عن ذلك كله صابراً، على الابتلاء الذي لم أتأثر به نهائياً، هكذا إلى أن تخرجت في الجامعة، وفيما بعد تزوجت في العام 2016م من إنسانة متفهمة لـ(لنقص)،ولو كان هذا النقص إشكالية لكنت الآن إنساناً (متسولاً)، ولكنني تجاوزت كل الصعوبات، بدليل إنني أنجبت من زوجتي صغيرتي (وعد) البالغة من العمر (3) سنوات. 

ما هي أول القضية التي ترافعت فيها،ومازالت راسخة في ذهنك؟

أول قضية كانت في محكمة (كرري) في العام  2013م، وكانت تحت المادة (130) من القانون الجنائي وتفسيرها (القتل العمد)، وكنت أمثل من خلاها (الاتهام) في مواجهة خمسة متهمين،وهم تشكيل عصابي يطلق عليه (النيقرز)، وكانوا جميعاً حاضرين في المحكمة، لذا كانت القضية صعبة جداً، وذلك من واقع إنني (كفيفاً)، وبالتالي كنت متخوفاً من استهدافي لسهولة الوصول لشخصي، المهم إنني واصلت في القضية إلى أن صدر حكم قضائي ببراءة المتهمين الذين استطاعوا أحضروا (بينات) تثبت أن كل منهم لم يكن حاضراً لحظة ارتكاب الجريمة، وأن كل واحداً منهم كان موجداً في مكان آخر لا علاقة له بـ(مسرح الجريمة)البشعة بكل ما تحمل الكلمة من معني، فيما كان شاهد الاتهام شقيق (المرحوم)الذي ارتبك في أقواله، لذلك استبعدت المحكمة شهادته،وهذا يعود إلى رعبه من الجريمة، ما جعله مضطرباً ذهنياً، وتعود وقائع جريمة القتل إلى أن القتيل انتقل من تشكيل عصابي (نيقرز) إلى تشكيل عصابي آخر.

ما هي أغرب قصة (طلاق) مرت عليك؟

في الغالب الأعم دعاوي (الطلاق) تشبه بعضها البعض،ودائماً ما يندرج الكثير منها في إطار تعاطي الزوج لـ(لخمر)، أو حودث خلافات لعدم التوافق بين الزوجين، بالإضافة إلى أن هنالك بعض الأزواج(عاطلين)عن العمل،وعليه لا تكون لديهم المقدرة على الإيفاء بالالتزامات المنزلية اليومية، إلى جانب أن هنالك قضايا قائمة على غياب الأزواج،إما القضية الخالدة في ذاكرتي، فهي دعوي شرعية المدعي والمدعي عليها (صم)، وأنا كمحامي (كفيف)،أي ثلاثتنا الشاكي والمشكو ضده والمحامي (معاقين)، لذا كان التواصل في غاية الصعوبة، وتدور إجراءات القضية حول ي نزاع في حضانة (طفلة، وهي لدي الزوجة،ويريد الزوج إسقاط الحضانة،وبعد عدة جلسات أمرت المحكمة الموقرة أن تكون حضانة الطفلة للمشكو ضدها.

ما هي رسالتك للمجتمع من خلال تجربتك مع (الإعاقة)؟

يجب على الناس تقبل الإنسان (الكفيف)، فهو شخص طبيعي جداً، فإذا أغمض أي إنسان عينيه، فإن ذلك لا يعني أنه فاقد لـ(لأهلية)،لذلك على الناس التعامل مع المكفوفين بـ(ثقة)، علماً بأن كل واحداً منهم يمر بمراحل في  الحياة، فـ(الكفيف) يتجاوزها ويعيشها كسائر الناس الذين يجب أن يتجهوا لدمج المعاق في المجتمع، وهذا الدمج من ضمن قانون المعاقين القومي والاتفاقيات الدولية الخاصة برعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فهنالك إشكاليات تواجههم في الجامعات من حيث عدم تقبلهم بها بسبب (الإعاقة)، وإذا درست وتخرجت منها، فإن هنالك مؤسسات حكومية أو خاصة لا تقبل توظيفك بطرفها.

الخميس، 22 أكتوبر 2020

زوج شاب يهرب من زوجته بعد شهر العسل لاغرب سبب.. الزوجة الضحية : بعت ذهبي لمساعدته في السفر لدولة عربية



(خدعني) وتوجه نحو رحلته تاركاً خلفه إنسانة محطمة 

تشكل قضايا وقصص الطلاق هاجساً للكثير من الأسر، مما حدا بها أن تكون مهدداً لاستقرار المجتمعات، وتختلف أسباب الإنفصال من حالة إلى حالة، ولكن الأغلب الأعم منها يكون قائمة علي الضرر المتمثل في عدم الإنفاق على (عش الزوجية)، أو هجر الشريك لزوجته بالأغتراب الطويل، أو الهروب منها دون أن تعرف ما دفعه لذلك أو لأي سبب من الأسباب المعلومة، وهكذا تتعدد الأسباب والطلاق واحد.

إن كثرت حالات الطلاق في الأونة الأخيرة جعلتني أسبر أغوارها كظاهرة أصبحت مهدداً خطيراً للمجتمعات وفي غمرة بحثي عن أسباب وجود بعض السيدات في المحاكم الشرعية، وجدت أن معظمها لا تستوجب الطلاق بإستثناء بعضاً منها، لذا السؤال الذي يبحث عن إجابة هو لماذا البحث عن الإنفصال بالإتفاق أو برفع الدعاوي القضائية.

للإجابة على السؤال آنف الذكر استطلعت بعض السيدات الباحثات عن الحرية من خلال وريقة يكتب عليها (طلقة أولي رجعي)؟ فقلن : الدوافع التي قادتهن إلى طلب الإنفصال كثيرة رغماً عن معرفتهن بأن نظرة الناس والمجتمع لهن ستتغير، إلا أنهن فوجدت مضطرات لممارسة هذا الفعل الذي يجعلهن يدخلن في حالة حزن عميق جداً، فضلاً عن أنه : (أبغض الحلال عند الله الطلاق)، إلي جانب أنه يؤثر فيهن من الناحية الاجتماعية من حيث النظرة السالبة، لذا يكون بالنسبة لهن قرار الإنفصال من أصعب القرارات.

وقالت سيدة في تبلغ من العمر (22) ربيعاً : إن الأسباب التي دفعتني لأن ألجأ إلى المحكمة هي إنني ظلت على مدي سنوات صابرة حتي نفد صبري علي غياب زوجي ردحاً من الزمان دون أن أعلم أين هو؟

وأردفت : بدأت قصتي مع زوجي الموظف بعلاقة عاطفة لم تستمر طويلاً حيث أنه كان مستعجلاً لإتمام مراسم الزواج الذي قضينا بعده شهر العسل في فندق خرطومي شهير، ثم بدأ في جمع اغراضه مهاجراً إلى دولة العربية، وكان أن أوصلته حتي صالة المغادرة، ومنذ تلك اللحظة انقطعت الإتصالات بيني وبينه، الامر الذي حدا بي أن أكون إنسانة لا متزوجة ولا مطلقة، ورغماً عن ذلك صبرت علي أمل أن يتذكرني ويتصل بي هاتفياً أو أن يعود إلى السودان، إلا أنه مرت الأيام والشهور والسنون دون أمل في تحقق أدني أحلامي، مما حدا بي أن ألجأ إلى المحكمة وأطلب من قاضيها تطليقي.

واستطردت : لم أكن أضع في الحسبان أن يكون ذلك الرجل بدون قيم أوأخلاق أو وازع ديني يردعه عن ارتكاب ذلك الجرم الذي وضعني به أمام أسرتي موضع التأنيب، إذ أنهم يثقون في اختياري فأنا منذ صغري أفعل ما يميله علي عقلي وقلبي، لذا وجد ذلك الزوج الهارب ضالته.

وأضافت : تشير وقائع هروب زوجي إلى أنه ودعني مغادراً إلى إحدي الدول العربية مؤكداً لي تأكيداً قاطعاً عودته أو إنه سيرسل لها (بيزا) للإقامة معه، فكان أن صدقته أنا المسكينة، وساعدته في أن يشد الرحال نحو وجهته حيث خلعت ذهبي الذي كنت ارتديه وبعته لكي أشتري له تذاكر السفر، وبعضاً من الدولارات، نعم فعلت ذلك دون أن يخطر ببالي لو لحظة واحدة أنه سيجعلني إنسانة مجروحة، إنسانة مكسورة الخاطر.

وتابعت : لم أظن أنه سوف يقطع إتصاله بي لمجرد أنه حقق ما يصبو إليه، ها أنا الملم في شتات روحي، بعد ان غادر هو بلا رجعه، وهاأنا كلما تذكرت تلك اللحظات احسست بضعفي وهواني أمام الناس الذين حذروني من الإرتباط به، لم أكن أتوقع انصرافه عني بلا عودة هكذا (خدعني)، نعم (خدعني) وتوجه نحو رحلته تاركاً خلفه إنسانة محطمة الإحاسيس، مجروحة المشاعر.

واسترسلت : وبعد مرور عام على تاريخ زواجنا ذهبت إلى المؤسسة التي التقيته فيها، وبدأت استعيد ذكريات لقاء تسببت فيه معاملة خاصة بوالدي، فوجدت شاباً يجلس خلف مكتبه فسألته عن زوجي الهارب؟ فقال : هاجر إلى زوجته التي تعمل طبيبة في إحدي الدول العربية، وهذه الإجابة كانت قاصمة الظهر بالنسبة لي فهو لم يقل لي من قريب أو بعيد أنه متزوج، بل إشار إلى أن أسرته مقيمة في العربية التي سافر إليها، المهم أنني خرجت من هناك إلى محكمة الأحوال الشرعية مباشرة ورفعت عريضة دعوي قضائية أطلب فيها الطلاق بسبب الهجر، ثم انخرطت في نوبة من البكاء أثناء جلوسي خارج قاعة المحكمة، هكذا تسمرت في مكاني، ويطل من عيني سؤال لماذا (خدعني) بهذه الصورة (الساذجة)؟، المهم إنني أخذت ورقة الطلاق وغادرت المحكمة في صمت، مع إتخاذ القرار الصعب بعدم الإرتباط بأي شاب حتي لوكان صادقاً.

ومضت : أمثال ذلك الشاب الذي تزوجته سبباً مباشراً في إرتفاع نسب الطلاق وسط الشابات، وبهذا النهج تفقد الفتيات المقبلات علي الزواج الثقة في الشباب، خاصة أولئك الذين يهاجرون من بلادهم بعد الزواج لأنه يترك زوجته في غربة داخلية، بالإضافة إلى أنها تكون متنازعة بين رفع دعوي قضائية تطلب فيها الطلاق والصبر خوفاً من نظرة الناس والمجتمع السالبة، وهذا يؤكد أن أسباب إنفصال الأزواج ليس جميعه مبني علي الظروف الاقتصادية، إنما هنالك أسباب منها هروب الزوج من عش الاوجية، وربما توضح النشرات الإعلانية عبر الصحف السيارة نسب الطلاق المتزايد بشكل ملحوظ، والغريب في حالات الإنفصال الذي يتم أنهن دارسات في مراحل مختلفة بما فيها الجامعات، وربما تكون معظم الزيجات مبنية علي المصلحة، إذ نجد أن هنالك فوارق في السن بين بعض الزوجة والزوج الذي يكبرها في السن، ومثل هذه الزيجات تنتهي بانتهاء الغرض الذي تم من أجله عقد النكاح.

رشا الخور ترد على مطربة مخلوعة بـ(سيارة)

  

ردت الفنانة رشا الخور  على المطربة المخلوعة بـ(سيارة) دار حولها جدل واسع، وشكك البعض في مصدر المال الذي تم به شراء السيارة. 

ووجهت لها  رشا سؤالاً مفاده من أين لك بالأموال لشراء (سيارة)؟، وجاء ذلك السؤال على خلفية أغنية جديدة صدحت بها تحت عنوان (ست الشي)، والتي تتفاخر من خلالها بأنها تمتلك كل شي. فيما سألت المغنية الواعدةالمخلوعة بالسيارة الفارهة. 

وأشارت فيما معناه إلى أنها ليس لديها (ملك حر)، ومن لا يملك الحر، ليس  حقه أن يكاوي بما لا يملك، وزي ما قال ترباس الناصية ما زي تاني ناصية، وبما انك رشا الخور ناصية من حقك تزعلي من تاني ناصية.

فتاة تعتدي على (كمساري) بسبب تعريفة المواصلات


أدي نقاش حاد بين (فتاة) و(كمساري) حول تعريفة المواصلات إلى نقاش، وتطور النقاش إلى اعتداء الفتاة على الكمساري الذي وجه لها لفظاً مسيئاً، وذلك أثناء تحرك المركبة العامة من مسارها بالثورة إلى الشهداء أمدرمان.

وتشير الوقائع إلى أن الفتاة أوقفت الحافلة لدي وصولها محطتها، ودفعت بالتعريفة أقل مما قررها الكمساري، فما كان منه إلا أن يسيء لها بلفظ غير لائق، مما اضطرها إلى أن تعتدي عليه، وبالمقابل دفعها هو دفعة قوية إلى أن سقطت على الأرض، وعندما نهضت استأجرت (ركشة) ولحقت بالحافلة في استوب (ود نباوي)، والذي تم فيه توقيف المركبة العامة بواسطة شرطي المرور، والذي بدوره اقتاد الحافلة بركابها إلى قسم شرطة أمدرمان شمال،واستمع فيه ضابط الشرطة إلى ما حدث بين الفتاة والكمساري، ومن ثم تم منح الفتاة اورنيك (٨) جنائي.

سراج النعيم يكتب : من ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ

 

من المؤسف حقاً، ﺃﻥ تكون ﺣﺎﻻﺕ الحياد عن الطريق القويم تزداد يوماً تلو الآخر في المجتمع السوداني، خاصة وسط النشء والشباب ، والأكثر أسفاً أن البعض منهم تخلي ﻋﻦ العادات والتقاليد السودانية، متأثرين بعادات وتقاليد وافدة، قادتهم إلي اكتسابها بالتواصل عبر الميديا الحديثة ، دون تمسكهم بالقيم والأخلاق والمبادئ، مما قادهم للتفكير علي نحو سالب.

من المؤلم جداً غياب الدور التربوي، التوعوي والتثقيفي، لأسباب كثيرة، وللقضاء عليها وعدم ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ عن سلبياتها ، حتي لا تصبح جزءاً من تكوين المجتمع السوداني، بعد أن أصبحت تتعمق فيه تدريجياً، دون أن تجد من يجتزها من جذورها، وبالتالي تجد الطريق ممهداً أمامها، فتستفحل في أجساد النشء والشباب، ﻭﺗﺴﺘﻘﻮى في المجتمع السوداني، رغماً عن أنها ظواهر (هشة)، ويمكن تلافيها بالالتفات إليها بشكل جاد.

السؤال الذي يظل قائماً لماذا لا تكون هنالك وقفة ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ الظواهر السالبة؟، وكيف وجدت الثقافات المغايرة طريقها إلينا وتمضي بنا وفقاً لما ﺗﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ؟؟، الإجابة عندي تتمثل في إننا نتمتع ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠﻲ استيعاب الكثير ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ، فضلاً عن إننا نركن إلي ظواهر سالبة كثيرة، وذلك في ظل انفتاح ﻻ ﺿﺎﺑﻂ ولا رابط ﻟﻪ، ومن خلاله ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ القاصي والداني أن يرصد المتغيرات التي طرأت علي ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ.

بما أن النشء والشباب ابتعدوا عن الثقافة الإيجابية، فإن أسئلة تدور في ذهني، ولا أجد لها الإجابة، هل الظواهر السالبة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ السوداني لها أسباب منطقية، أم أن المستجدات والبحث عن التطور هما السبب الرئيسي في السلبية المريعة والمرعبة، التي تؤكد أنه من ﺍﻟﺴﻬﻞ اختراقنا باﻟﺘﺄﺛﻴﺮ؟، وﻫﻞ للأوضاع ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩية دوراً فيما يحدث، وما قد يحدث في المستقبل؟، وﻫﻞ نمضي نحو الأسوأ، ﺃﻡ أنها سوف تقودنا بالاجتهاد ﻟﻸﻓﻀﻞ؟.

إن المجتمع السوداني يعاني من الظواهر السالبة كثيراً، ومع استمراريتها انتقصت ﻣﻦ ﺭﺻﻴﺪﻩ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، والأمثلة علي ذلك كثيرة منها إرتداء البنطال (السيستم)، (فلفلة) الشعر، مشاهدة الأفلام الفاضحة، تعاطي المخدرات، وغيرها من السوالب التي غيرت في سلوكيات البعض، فأصبحوا يخدعون الفتيات باسم الحب، وذلك بعد التعرف عليهن بشكل مباشر أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي، والشواهد علي ذلك كثيرة، ومن بينها قصة شاب خدع شابة من أسرة ثرية ، بعد أن أخذت الأمر مأخذ الجد، ودون أن تضع في حساباتها أنه قد يستغل ﺛﺮﺍﺀﻫﺎ لتحقيق أغراضه، كمساعدتها له في دفع أقساط تخصه، وما أن حقق ما يصبو إليه، أصبح يتجاهل مكالماتها، ورسائلها النصية، ويتحاشى الأماكن التي تجمعه بها، الأمر الذي جعلها تفكر في أن تطالبه باستعادة مبلغ الأقساط، مما حدا بالشاب التحايل عليها واستمالتها باسم الحب، وعندما لم يجد منها رداً يطمئنه، لوح بصورها التي كان يحتفظ بها، مشيراً إلى أنه لن يتورع في نشرها عبر وسائط التواصل الاجتماعية، وبما أن تهديده يتعلق بصورها ونظرة المجتمع لها فيما بعد، اضطرت إلى التنازل عن مطلبها، وآثرت الانزواء بعيداً عن الأنظار، والاكتفاء بالصمت، ومعاتبة قلبها الذي جرفها نحو هذا التيار، متسائلة بينها ونفسها لماذا (خدعني)؟.

ومن أكثر الظواهر السالبة التي استوقفتني كثيراً، هي ظاهرة تهرب فتيات من البقاء في منازلهن ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، وغيرها من المفارقات، لعدم تربية الأبناء تربية سليمة، تجعلهم ينشئون ﻣﺸﻮّﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ والثقافة، ﻭﺗﻨﺪﺛﺮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﻴﻢ والأخلاق، وتزداد في أوساطهم ﺣﺎﻻﺕ (ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ)، التي تحتاج إلى تدخلات ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ عاجلة، قبل أن تستفحل، وتصبح عادة يضيع معها مستقبلهن، فهنالك أسباب معلومة وأخري غير معلومة.

ومن الأسباب الأقوى إظهار بعض الآباء نهجاً مغايراً أمام الأبناء، الذين ربما يقلدونهم، حتى في تعاطي نوع من أنواع (التبغ)، ولا يجدي بعد ذلك النصح بالإقلاع، إلى جانب ﺇﻗﺼﺎﺀ الأبناء ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً، وعدم اصطحابهم للمناسبات، الأمر الذي يدفع الأبناء إلي مشاهدة القنوات الفضائية أو التواصل مع الأصدقاء عبر وسائط التقنية الحديثة، التي يكتسبون من خلالها عادات وتقاليد جديدة، لذا علي الآباء الاهتمام بتربية الأبناء، وعدم تركهم للعوامل الخارجية.

سراج النعيم يكتب : مروة الدولية و(إسفاف) السوشال ميديا



إن هذا العصر مليء بالظواهر (السالبة) المقلقة جداً، كظاهرة (التحرش) التي تعرضت لها المطربة (مروة الدولية) في احدي حفلاتها، ووجد مقطع الفيديو الذي يظهر الواقعة انتشاراً منقطع النظير من خلال وسائل (الإعلام البديل)، وأن دل هذا الشيء، فإنما يدل على التراجع الكبير في القيم والأخلاق المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بـ(الديانة الإسلامية)، فالظاهرة أضحت تسيطر على المجتمع بلا حياء أو خجل، وهذا يؤكد أن المجاهرة بـ(الفسوق) أصبحت علناً دون الالتفات للأماكن عاماً أو خاصاً، فهذا الأمر أحدثته متغيرات كثيرة من حيث كيفية التعاطي مع (القيم) و(الأخلاق) المتأثرة بما تفرزه (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي جعلت من بعض المجتمعات مجتمعات (هشة) للتركيز على تقليد ثقافات شرقية وغربية تدفع النشء والشباب نحو الاستخدام السالب لـ(لتقنية الحديثة) دون محاذير، أو اكتراث لخطورتها، وهو أمر نابع من (ضحالة) الثقافة، والوعي بما ترمي إليه في الحاضر والمستقبل.

هنالك تجاوز واضح لـ(لقيم) و(الأخلاق)، والذي يهدف من خلاله البعض لتحقيق (الشهرة) و(النجومية)، ومن ثم جني الأموال بـ(الحفلات) و(النقطة) لدرجة أن البعض من المغنيات أصبحن ثريات، لذلك يجب استخدام الإعلام البديل (إيجابياً) بما يوازي الاستخدام (سلبياً)، وأن لا ييأس الناشط الايجابي من التوعية والتبصير بالظواهر الدخيلة على المجتمع، وأن لا يدع (كبرياء) الإيجابية ينكسر، وأن لا يستخدم وسائط التواصل الاجتماعي بـ(استحياء) في ظل موجة (الفجور) و(الفسوق) الذي إذا لم يجد من يحاربه، فإنه سيقضي على (القيم) و(الأخلاق)، وتصبح الظواهر (السالبة) أمراً طبيعياً في المجتمعات، ويمكن رؤيتها تمارس في الشوارع، الأسواق، المركبات والأماكن العامة، فليس مهماً لدي هؤلاء أو أولئك تجاوزها أم لا، إنما المهم تحقيق (الشهرة) و(النجومية) بأي ثمن، وزاد من الإشكالية تعقيداً ظهور مغنيات يرتدين الأزياء (المحذقة)، وبالتالي من الطبيعي أن يتعرضن لـ(لتحرش)، فـ(المتحرش) يستقل انشغال المغنية بما يسمي بـ(النقطة) و(الغناء)، والغريب في الأمر أن ذلك السلوك يزيد من أسهمهن بالانتشار على نطاق واسع عبر السوشال ميديا، فيما تتراجع شعبية مطربات لديهن قاعدة جماهيرية، ويطرحن فناً جاداً بكل هيبة وشموخ، إلا أنهن يبعدن عن الأضواء، والتي يخطفنها مغنيات (التحرش)، هكذا نعيش عصراً انقلبت فيه موازين (القيم) و(الأخلاق)، ولا ندري ماذا يخبئ لنا المستقبل في ظل تنامي وانفجار ظواهر سالبة يصعب تداركها في إطار المتغيرات الجديدة في عصر التقنية الحديثة، والذي يجذب الشباب والنشء بما ينسجم مع روحه، خاصة وأنه يتسم بالسرعة لمواكبة التطور الذي يشهده العالم، لذا نلحظ أن مغنيات ناشئات يصعدن للشهرة والنجومية بسرعة الصاروخ بالاستخدام بـ(الإسفاف) الذي يبث عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو محتوى غير مفيد، ولا يستحق المتابعة بأي شكل من الأشكال، لأنه يعكس مستوى ثقافي لا يراعي القيم والأخلاق، وهذا يعود في الأساس إلى (التربية) و(البيئة)، وعليه فهنالك من يستهجن ذلك (الإسفاف)، ويطالب بالمراقبة الرسمية قبل أن يتمدد هذا الخطر الداهم للمجتمع الذي اختلفت فيه المفاهيم في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة، وعليه لا ندري ما الذي يخبئه لنا الغد في إطار الظواهر (السالبة).

مدير مدرسة يواجه قضية تقييد حرية تلميذ

 يواجه    الدكتور    محمد    الطاهر    مدير    مدرسة    بنين وبنات    تقع في آخر    محطة    للمواصلات    بمحلية    كرري،    يواجه    بلاغا    جنائيا    فتحه    والد    تلميذ    بالمدرسة    بموجب    عريضة    دعوي    جنائية،    وما    أن    تم    التحري    فيه    إلا    وحول    إلى    المحكمة    للبت    فيه.    

وقال    مدير    المدرسة    المتهم    في    البلاغ    :    بدأت    قصتي    مع    المدرسة    المعنية    يوم    11/7/2019م،    إذ    انني    تقلدت    منصب    المدير    فيها،    وبتاريخ    18/7/2019م    فتح    في    مواجهتي    بلاغا    جنائيا    من    والد    تلميذ    يدرس    بالمدرسة،    ومن    ثم    صدر    أمر    قبض    في    مواجهتي،        فألقي    على    القبض،    وبعد    التحري    حول    الاتهام    تم    إطلاق    سراحي    بضمانة    وكيل    المدرسة    سالفة    الذكر،    وبعد    إكمال    التحري    في    البلاغ    حولت    القضية    إلى    المحكمة    المختصة    تحت    المادة    (164)    من    القانون    الجنائي    وتفسيرها    (تقييد    الحرية).    

في    ذات    السياق    قال    تلقيت    اتصالا    هاتفياً    من    والد    التلميذ    الشاكي    في    الذي    البلاغ    الجنائي،    واتذكر    أن    أول    كلمة    التقطها    اذناي    من    خلال    تلك    المكالمة    قوله    :    (أنا    مراقبك)،    فلم    اعر    هذه    العبارة    انتباهه    في    مساء    ذلك    اليوم،    وأضاف    :    (من    أين    أتيت    بالقرارات    التي    اصدرتها)؟،    وأردف    :    (نحن    عاوزين    الأولاد    يشتروا    السندوتشات    من    الخالات)،    فما    كان    مني    إلا    أن    أوجه    له    سؤالا    مفاده    ما    هي    إشكاليتك    بالضبط؟،    فرد    على    قائلاً    :    لدي    عدد    من    الأبناء    بهذه    المدرسة،    ولا    أستطيع    شراء    وجبة    الإفطار    لهم،    فاستغربت    غاية    الاستغراب    مما    ذهب    إليه،    فقلت        أنت    ليس    لديك    هذا    العدد    من    الأبناء    بهذه    المدرسة،    لذا    أرجو    أن    توضح    لي    عدد    أبناءك    الذين    انجبتهم؟    فقال    :        خمسة،    فقلت    :    دع    والدتهم    تجهز    لهم    ساندويتشات    من    المنزل،    فاغتذر    عن    ذلك،    فقلت    :    خلي    والدتهم    تجود    عليهم    بالموجود،    ومن    ثم    تحضرهم    وتفطرهم    في    المدرسة،    إلا    أن    هذا    الحل    أيضاً    تعذر،    فقلت    :    سأتكفل    بوجبة    الإفطار    لهم،    وكان    أن    أنتهت    المكالمة    الهاتفية    بيني    وبينه    على    ذلك    النحو    الذي    أشرت    له.    

وماذا    بعد    ذلك؟    

عموماً    التزمت    بما    قلته    له،    إذ    انني    منحتهم    وجبة    الإفطار    على    حسابي    حوالي    الأربعة    أيام    تقريباً،    وكان    والد    التلاميذ    غاضب    جدا    كون    انني    قدمت    وجبة    الإفطار،    والغضب    نابع    من    أن    الوجبة    عبارة    عن    قطعة    خبز    ب(سكر).    

وأضاف    :    منذ    أن    تم    تعيني    مديرا    للمدرسة    وضعت    لائحة    تمنع    خروج    التلاميذ    من    المدرسة    خلال    اليوم    الدراسي    الإ    بإذن    من    معلم    أو    معلمة    أو    الإدارة    المدرسة،    ومن    خالفوا    اللائحة    أوقعت    عليهم    جزاءات    حتي    لا    يكرروا    الخطأ    الذي    وقعوا    فيه،    المهم    انني    ضربتهم،    وقلت    لهم    غدا    عليكم    بإحضار    أولياء    أموركم    في    الصباح،    فأنا    كنت    في    تلك    الأثناء    داخل    مكتبي،    وعندما    خرجت    منه    وجدت    التلاميذ    خارج    المدرسة،    فما    كان    مني    إلا    أن    احضرتهم    إلى    المكتب،    ووجهت    إليهم    سؤالا

لماذا    خرجتم    من    المدرسة    في    هذا    التوقيت؟    فقالوا    :    (عاوزين    نشرب    موية)،    فسألتهم    هل        المدرسة    ليس    فيها    مياه؟    فقالوا    :    نعم    فيها    إلا    أنها    (سخنة)،    واردفت    السؤال    بآخر    هل    استأذنتم،    فقالوا    :    لا    لم    نستأذن،    وبما    انني    مديرا    لمدرسة    أساس    في    الريف    الجنوبي    بمحلية    امدرمان،    بدأت    عملي    من    خلال    وضع    لوائح    إدارية    بعد    الاجتماع    مع    مجلس    الآباء    والمعلمين،    تم    على    خلفية    ذلك    الاجتماع    اجازت    اللائحة،    وذلك    بعد    الحذف    والإضافة    في    بعض    بنودها.    

هل    أنت    تدرس    التلاميذ    بالإضافة    إلى    انك    مدير    المدرسة؟    

نعم    أدرس    الحصة    الرابعة،    الخامسة    والسادسة،    وأثناء    ذلك    شاهدت    التلميذ    الذي    طلبت    منه    إحضار    والده    مع    أحد    الأساتذة،    وهما    في    طريقهما    إلى    الفصل،    وكان    حضر    الحصة،    علماً    بأن    التلاميذ    والتلميذات    احضروا    أولياء    أمورهم    عدا    ذلك    التلميذ    الذي    أشرت    إليه    قبلا،    وهو    الذي    فتح    والده    البلاغ    الجنائي    ضدي،    والذي    احضره    جارهم    نسبة    إلى    أن    والده    في    العمل    بمناطق    الذهب،    عموماً    كل    كتب    كل    أولياء    الأمور    تعهدات    بأن    لا    يتكرر    من    الأبناء    تلك    التصرفات،    وإذا    تكررت    سيتم    نقل    التلميذ    من    هذه    المدرسة    إلى    مدرسة    اخري،    المهم    انني    قلت    لجار    التلميذ    المعني    اتصل    هاتفياً    بوالده،    وإذا    وافق    أنك    تكون    ولي    أمره    ليس    لدي    أي    إشكالية    ما    عندي    مشكلة،    وعندما    خرج    جار    التلميذ    من    المدرسة    منحت    التلميذ    خمسة    سندوتشات    له    ولاخوانه،    بعد    تناول    وجبة    الإفطار    لم    يدخل    التلميذ    الفصل،    وكان    يجلس    تحت    شجرة    داخل    المدرسة،    فأنا    رفضت    أن    يكون    ذلك    الجار    ولي    أمر    التلميذ،    والذي    بدوره    طلب    أن    يصطحب    التلميذ    معه    فرفضت    أيضاً.    بس    شنطته    كانت    في    المكتب    ما    اديناها    له    لأن    ولي    أمره    لم    يأت    

نهاية    اليوم    التلميذ    ذهب    إلى    منزل    أسرته،    وحتى    اللحظة    والده    لم    يأت    إلى    المدرسة    للنقاش    حول    الموضوع.    

واستطرد    :    في    نهاية    حديثي    بالمحكمة    حول    هذه    القضية    وجه    لي    القاضي    تهمة    المادة    (164)    من    القانون    الجنائي،    وقال    :    (قيدت    حرية    التلميذ    لأنني    لم    أسمح    له    بالدخول    للفصل    أو    يمشي    مع    جاره    قال    لي    أنت    مذنب    أم    غير    مذنب؟،    قلت :   (غير    مذنب)،    وسألني    هل    التلميذ    بعد    نهاية    اليوم    ظل    في    المدرسة    أم    خرج؟    فقلت :    (خرج)،    قال    لي هل لديك شهود، قلت : نعم  قال : احضرهم    يوم    31/3    إلا أن  حظر    جائحة    (كورونا) تسبب في التأجيل،    ولم    يتم    تحريك    القضية، إلا بعد رفع الحظر،   وتأجلت

الجلسة    الخامسة    تأجلت    لأنني    استقدمت    محامي    ليطلع على    القضية،    والجلسة    السادسة    تأجلت أيضآ    لأنني غيرت    المحامي    بآخر.

(680) مليون دولار تعويضات متضرري حرب الخليج.. الامم المتحدة طالبت حكومة النظام البائد بدفع الدولارات











كشف الداعية الإسلامي الطيب محمد حسين من أحد متضرري حرب الخليج في العام 1990، 1991م العراق - الكويت، وتم اجلاء (21) ألف مواطن سوداني، وكان معظمهم يعمل بين العراق - الكويت، وعندما اندلعت حرب الخليج. 

وقال : وصلنا من العراق والكويت في العام 1991م بعد أن تم منحنا مبلغ (4) ألف دولار أمريكي على جزئين الجزء الأول (150) ألف دولار أمريكي، والجزء الثاني (250) ألف دولار أمريكي من الأمم المتحدة باعتبار أنها مسؤولة عن المتضررين.

وعرج إلى التعويض قائلاً : إن تعويضنا البالغ (680) مليون دولار أمريكي استلمه نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، كما أنها استلمت أيضاً (177,5) مليون دولار أمريكي، وصدر بعدها منشور أوروبي يخاطب حكومة السودان بأن المبلغ اعلاه تم إقراره للسودانيين المتضررين من حرب الخليج، وجاء فيه إذا الإنسان العربي - السوداني يريد أن يصبح ثريا لابد من منحه ذلك المبلغ، وناقشوا فيما بينهم ال(100) ألف دولار أمريكي لكل من (أ) و(ب)، وبقية الشرائح على أساس أنه يكفي معاشها، وفي نهاية الإقرار تثبت الأمم المتحدة المبلغ للإنسان السوداني  المتضرر من حرب الخليج،

ثم جاء خطاب من الأمم المتحدة يخاطب حكومة السودان مؤكداً أن متضرري حرب الخليج رفعوا شكوي تشير إلى أن المبالغ المرسلة لم تصلهم، وعلى خلفية ذلك رفعنا شكوي للرئيس المخلوع عمر البشير في العام 2012م، ولكن دون جدوي، فما كان منا إلا ولجأنا للأستاذ غازي سليمان، ولم يفيدنا بشيء، اما في العام 2012م و2013م رفعنا شكوي ضد لجنة متضرري حرب الخليج، والتي ترأسها الأستاذة آمال البيلي، ولكن ظل هذا الملف دون حل منذ العام 1991م وحتي العام 2015م، لذا ناشدنا السلطات ذات الصلة، ووقفنا وقفات احتجاجية بلا نتائج إيجابية أيضاً، عموماً من خلال ترأسي للمتابعة كنت أصل إلى باب المسئولين في الحكومة الانتقالية الوصول إلى نتائج رغماً عن تأكيدات وجود الملف بطرفهم. 

وأشار إلى أن متضررا اتخذ إجراءات قانونية ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير لم يقال له خلال ذلك أنت مستحق أو لا  رغماً عن أنه ظل يتابع القضية (10) سنوات تقريباً،  وفي هذا الإطار سئل عن المبالغ التي صرفها إلا أنه لم يصل إلى نتيجة.

واستطرد : اكتشفنا أن هنالك مكتب في الحكومة السابقة، وعندما ذهبت إليه أكدوا أن الملف الذي بحوزتي ليس عند من يأتون من المتضررين، وقالوا إن ملفي هذا هو الملف الحقيقي الذي يجب أن يطالب في إطاره المتضررين بحقوقهم. 

واسترسل : يبدو أن هذا الملف تمضي نحو المجهول رغماً عن سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي بعده طرقنا باب مجلس الوزراء الحالي عدة مرات، ولم يفيدونا بشيء، وكل من ذهبنا إليه يقول إن اللجنة متحركة، ولا ندري إلى أين؟ فعلي الأقل يجب أن توضح لنا تلك اللجنة ماذا فعلت؟ وبما أن الأمر يمضي على النحو الذي أشرت له طلب مني بعض المتضررين تجاوز مجلس الوزراء، وكل من يطرق معي هذا الملف يختفيء في ظروف غامضة.

إعلامي يفتح بلاغ وأمر قبض في مواجهة فاطمة الصادق


وجهت نيابة الحقوق الادبية و الفكرية بنيابة الخرطوم التجارية بالقبض على الأستاذة الصحفية فاطمة الصادق مدير قناة الهلال الفضائية، وذلك علي خلفية البلاغ المقدم من الشاعر والإعلامي محمد عبد الرحمن علي أحمد الطريفي مؤلف أغنية (اسياد البلد) بسبب بث القناة الأغنية دون أخذ المسبق. 

وقال الشاكي : أطالب بحقوقي الأدبية و المادية، والتي كنت أتردد في إطارها على القناة مطالبا بالتسوية إلا انني كنت أجد تعاملا غير لائقا من إدارة القناة حسب قوله، و هو الأمر الذي دفعني إلى إتخاذ الإجراءات القانونية. 

وتابع : بحكم هلاليتي و عشقي للهلال لم أكن أنوي اللجوء للقانون في هذا الشأن، لكن التعامل بالقناة الممثل في عدم التقائي لحل الإشكالية، وهو الأمر الذي أشعرني بالاستصغار و الإزلال. 

وتشير الوقائع بحسب الشاكي : فتحت البلاغ وبعد التحري صدر أمر القبض الذي توجهت في ظله الشرطة للقبض على مدير القناة، إلا أن موظفا بالقناة أكد أن فاطمة الصادق خارج البلاد. 

وذهب إلى التعامل معه قائلاً : من المؤسف أن تتم مقابلة طيبة خاطري بالاستفزاز رغماً عن أنه يجمعنا حب الهلال العظيم نادي الأدب و القيم و الأخلاق، وبالتالي لن استرد كرامتي إلا من خلال اعطائي حقوقي كاملا.

سراج النعيم يكتب : من سرق فرحة الشعب السوداني؟



 


مما لا شك فيه، فإن رفع الدعم عن (الوقود) و(الخبز) سيفاقم من الأزمات الاقتصادية المتوارثة أصلاً من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وبالتالي على الحكومة الانتقالية عدم الاقدام على هذه الخطوة غير الموفقة خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية (منهارة) بما يكفي، وسيكون (الرفع) بمثابة (القشة) التي تقصم ظهر الحكومة الإنتقالية، والتي عجزت في الخروج بالملف الاقتصادي بأقل الخسائر، وذلك من خلال إيجاد  حلول جذرية لأزمات (الوقود)، (غاز الطهي)، (الخبز)، (المواصلات)، (الكهرباء) و(المياه)، وعليه يجد إنسان السودان نفسه أمام تحديات جسام، وهذه التحديات تتطلب تحذيرات شديدة اللهجة من مغبة رفع الدعم عن السلع الإستراتيجية، والذي تم الإعلان عنه خلال اليومين الماضيين. فيما برزت مخاوف من الانعكاسات السالبة التي يحدثها الإصرار على رفع الدعم رغماً عن أن الاقتصاد (هش)، إلا أن المواطن لم يعد يحتمل أي ضغوطات، لذا ومنذ الإعلان عن رفع الدعم إلا وسيطر عليه القلق، وخاصة وأن الأوضاع الاقتصادية بالغة التعقيد ورفع الدعم عن (الوقود) و(الخبز) من الأسباب التي قادته للخرج ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي ظل ينتهج سياسات اقتصادية الفاشلة، وهاهي الحكومة الانتقالية تمضي في ذات الاتجاه. بينما يجد المواطن نفسه في بحث دوؤب عن حياة كريمة، حياة خالية من المعاناة والازلال، إلا أنه يتفاجأ بالحكومة الانتقالية تضغط عليه برفع الدعم عن (المحروقات) و(الخبز)، وبالتالي تتضاعف الفواتير، والتي تسرق منه الفرحة، 

فمن الملاحظ أن مظاهرها اختفت، ولم تعد تجد لها أثرا في الوجوه التي تلتقيها ذهابا وإيابا، لذا السؤال ل(لقحاتة) من الذي سرق تلك الفرحة؟، وجعل الحزن، والألم الاشد قسوة وإيلاما يحل بديلا لدرجة أن المواطن لم يستطع قهر الأزمات المستمرة، وهذه الأزمات تتعمق يوما تلو الآخر، فالحلول عبارة عن (مسكنات) لا أكثر من ذلك، الأمر الذي جعل المواطن يقضي جل أو كل يومه في صفوف (الوقود) و(الخبز)، والبحث عن غاز الطهي، وما ينتهي من هذه المرحلة إلا ويعود إلى المنزل فيتفاجأ بانقطاع التيار الكهربائي أو الإمداد المائي، وحتي في عودته يعاني من أزمة المواصلات رغماً عن رفع تعريفتها بما لا يتوافق مع دخله المحدود، هكذا يبحث عن معاشه ومعاش الأبناء في ظل الظروف الإقتصادية بالغة التعقيد، ولا سيما فإن رفع الدعم عن (المحروقات) و(الخبز) سيضاعف من معاناة المواطن،لذا تبقي الزيادات المستمرة ورفع الدعم هاجسا للمواطن الذي حينما يسأل عن الأسباب يأتيه الرد بأن سعر الدولار الأمريكي ارتفع مقابل الجنيه السوداني، وهذا الارتفاع يحدثك عنه حتي صبي (الأورنيش) في حال وجهت له سؤالاً لماذا رفعتم سعر تلميع الأحذية إلى (30)؟،  وتحدثك عنه بائعة المشروبات الساخنة أيضاً في حال سألتها عن ارتفاع كوب القهوة إلى (50) جنيها أو الشاي إلى (30) جنيها، وينطبق ذات الفهم فيما يتعلق حتي بالسلع المنتج (محلياً)، فالتدهور الإقتصادي المريع الذي تشهده البلاد نتج عنه غياب الضمير والوازع الديني، لذلك ظهرت مهن واختفت أخري في ظروف غامضة نسبة إلى أن ضعاف النفس يمتهنون في الأزمات مهن لا أساس لها في الحياة، إلا أنها أضحت مصدرا للرزق غير مشروع. تشير كل المؤشرات الإقتصادية إلى استمرارية  التدهور ما لم تجد الحكومة الانتقالية حلولا ناجزة لارتفاع السلع الإستراتيجية، مما تركت أثرها السلب على الناس والمجتمع، والسالب يحكم سيطرته، ولا يقوي الموجب على التحرك، مما أدي إلى أن تطغي السلبية على الراهن الإقتصادي، والذي أخذ حيزاً كبيراً في المؤشر الإجتماعي، والذي أصبح يتسم افراده بالفقر المقدع.

من هنا يجد الإنسان نفسه حائراً أمام فواتير كثيرة مفروضة لدرجة أنه لا ينام في الليالي إلا قليلاً، وعندما يصحو منها يبدأ مرحلة جديدة من المعاناة بالتفكير في (قفة الخضار)، ومصاريف الأبناء، وضروريات الحياة اليومية التي تبدأ من كباية (شاي) الصباح، وهي من الفواتير التي تشهد إزديادا مضطردا إلي جانب فواتير آخري لا يمكن  تمزقها إلا حينما يخلد الإنسان إلي النوم، وعندما يصحو منه يتبادر إلى ذهنه السؤال الدائم : (من سرق فرحة الشعب السوداني.. من سرقها يا الله)؟، ولا ينتهي الحديث بينه ونفسه ليستمر فيه طوال يومه خاصة وأن الاغلبية العظمي من السكان دخلهم محدود أمثال الموظف والمتقاعد للمعاش وغيرهم، فهم جميعاً ولا يقون على مقاومة زيادات تشهدها الأسواق بشكل شبه يومي بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة، فبأي ذنب يصبح كل هؤلاء أسيرين للظروف الاقتصادية الطاحنة خاصة على ذوي الدخل المحدود الذين يتفأجاون بها يومياً دون أمل في إصلاحات إقتصادية، مما يضيف أعباء جديدة على كاهل المواطن المغلوب علي أمره، ما أضطره إلى مد يده أعطوه أو منعوه وأن أعطوه مره لن يكونوا له بنكاً

وبالمقابل هنالك أناس عفيفين، ويقضون يومهم دون أن يمدوا أيديهم إلى إلى الناس، بل يعتمدون علي أنفسهم رغماً عن الظروف الإقتصادية القاهرة التي يعيشونها بشكل يومي، فهم يذهبون لاصحاب المحلات التجارية للاقتراض منهم، ولا يمدون ايدهم.

جدل واسع حول حمل شباب مفتولي العضلات لـ(لجبل) و(الدولية).. مطالبات لمجلس المهن الموسيقية بحسم (الفوضي)

 *


*

........   

قوبلت ظاهرة حمل المطربتين (عائشة الجبل) و(مروة الدولية) على كراسي بإمتعاض شديد من الناس والمجتمع لما تحمله الظاهرة السالبة من هدم لـ(لعادات) و(التقاليد) السودانية غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، وذلك بالاستخدام السالب لـ(لإعلام البديل)، ووجدت هذه الخطوة استهجاناً منقطع النظير من نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي باعتبار أنها لا تليق بالآداب العامة للمجتمع الذي يواجه تحديات جسام من الداخل والخارج، خاصة في ظل سهولة اقتناء الهواتف السيارة والنشر من خلالها عبر (الفيس بوك)، (تويتر، (اليوتيوب) و(الواتساب)، وهو ما أدي إلى ظهور ظواهر سالبة كظاهرة شباب مفتولي العضلات يحملون المغنية (عشة الجبل) و(مروة الدولية) على (كراسي)، وذلك بعد الصلح المزعوم بينهما.

فيما وجد مقطع الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع هجوماً كاسحاً من المتلقي لعدم مراعاة القيم والأخلاق في  بث (مقاطع الفيديوهات) عبر الاسافير. وطالب عدد من النشطاء ورواد الإعلام الحديث مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية باستدعاء المطربتين عائشة الجبل ومروة الدولية لتجاوز القيم والأخلاق للفت الأنظار وتسليط الأضواء.

وقال أحمد علي : لا ننكر أن هنالك ظواهر سالبة في المجتمع وتحتاج للمكافحة مثل ظاهرة حمل المطربتين (عائشة) و(مروة)، وهي ظاهرة دخيلة على المجتمع عبر بوابات التطور والمواكبة والانفتاح الذي تبث في إاطره السموم في الجسد، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بـ(النهي) عن (المنكر)، والتحذير من مغبة الانجراف وراء تياره الجارف.

وأردف فتحي عبدالرحيم قائلاً : على وزارة الثقافة والإعلام ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية حسم ظاهرة (عائشة الجبل) و(مروة الدولية) خاصة وأن المجلس المهني، وعليه يختص بمتابعة الظواهر السالبة في الحركة الفنية، وحسمها فوراً حتي لا يتمادي في إطارها البعض، وأمثال هؤلاء يجب أن يفعل لهم قانون مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية باعتبار أنه المنفذ للقانون وصمام الأمان من الانزلاق وراء ظواهر سالبة أصبحت تأخذ حيزاً كبيراً في ظل التطور الذي يشهده العالم بصورة عامة وفقاً للثورة التقنية الحديثة الهائلة التي قربت المسافات بين المجتمعات.

وأضاف محمد علي : يبدو أن غياب الرقابة، وتفعيل قانون الحراك الفني الضابط لسلوكيات مغايرة للثقافة السودانية افرز ظواهر سالبة، وتداخلت العادات والتقاليد الغربية مع السودانية، فاسفر عنها الكثير من السلوكيات غير المتوافقة مع المجتمع، والذي عرف بالمحافظة على ثقافته، عاداته وتقاليده، وعليه أري أن يؤدي مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية دوره المنوط به، وذلك من واقع الاستهداف الثقافي الذي نتعرض له في قيمنا وأخلاقنا، وذلك من خلال الانفتاح على ما أنتجته (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي تبث بشكل مكثف الكثير من الأفكار والثقافات المغايرة للثقافة السودانية. 

وتابع إبراهيم محمود قائلاً : إن حمل (مروة الدولية) و(عائشة الجبل) على كراسي ظاهرة جديدة تطلب الحسم من مجلس المهن الموسيقية، خاصة وأننا نختلف عن المجتمعات الغربية من حيث الثقافات، العادات والتقاليد، لذلك لابد من أن يكون المجلس حاضراً في الخارطة الثقافية والفنية للحفاظ على تماسك المجتمع من الانزلاق وراء ظواهر سالبة. 

يجب أن يجد مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية الدعم من المجتمع قاطبة حتى يؤدي رسالته الإصلاحية في الحراك الثقافي والفني، وأن تكون عقوباته رادعة بقدر الجرم المرتكب في حق المجتمع، والذي أضحي مرتعاً لبث الأفكار (الهدامة) للقيم والأخلاق، وذلك بدافع الشهرة، وأمثال هؤلاء لا يعجبهم وجود رقابة تمنعهم من تحقيق ما يصبون إليه، وبالتالي لابد أن نؤمن جميعاً على مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية، والذي يجب أن يأمر الفنانين بالمعروف والنهي عن المنكر، فالخطأ لا يمكن أن يقره أي إنسان على وجه البسيطة، خاصة وأن الظواهر السالبة لا تمت لواقعنا بصلة لذلك تترك تأثرها، وإذا كان محاربة مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية للظواهر السالبة ضد الحرية فلتكن كذلك، طالما أنه يحافظ على القيم الأخلاق، وبالتالي على الحكومة الانتقالية ووزارة الإعلام والثقافة توفير كل المعينات الداعمة له في أداء الدور المنوط به في حراسة الحراك الثقافي والفني من الظواهر السالبة المتمددة فيه بفضل الثورة التقنية الحديثة التي أنتجتها (العولمة) ووسائطها المختلفة.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news  

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

السبت، 10 أكتوبر 2020

سراج النعيم يكتب : ليس هنالك (منتصراً) أو (مهزوماً)..!!




دائماً ما تكون الصراعات أو النزاعات الخفية والظاهرة مبعثرة في مناطق ومدن متفرقة على امتداد المعمورة، وهي بلا شك خطيرة جداً على حياة الإنسان الذي دائماً ما يجد نفسه محكوماً في إطارها بإيديولوجيات ربما تكون (حزبية) أو (طائفية)، لذا لم أعد أكن أدنى شعور لها، إنما أراقبها بصمت خاصة وأن ضحيتها في الأول والأخير الإنسان، والذي مع كل أزمة يموت في داخله كل شيء بما في ذلك بصيص الأمل، والذي لم يعد سوي أنه أصبح (مسكناً) ينتهي بانتهاء مفعوله، وبالتالي فإن أي صراع أو نزاع يعمق الأزمات، ويضع المواطن أمام تحديات جسام، لذا ظل يراقب المشهد دون أن يتغير الوضع الراهن، فلا حيلة له غير متابعته.

من المعلوم فإن أي صراع أو نزاع يبدأ صغيراً ثم يكبر تدريجياً، هكذا هو منذ أن خلق الله الأرض وما عليها، وطوال تلك الحقب ليس هنالك (منتصراً) أو (مهزوماً)، بل هنالك (خاسر) كالذي حدث بالضبط في أطول حروب القرن بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، والذي لم تضح نتائجه (الإيجابية) أو (السلبية) إلا بعد الانفصال، وعلى هذا النسق تأتي النتائج بعد فوات الأوان، ويكون (الخاسر) الأكبر في نهاية المطاف الإنسان، والذي دائماً ما يبحث عن الأمن، الأمان والسلام، وعليه يجب الابتعاد عن أفكار تؤدي لعدم التعايش السلمي، خاصة وأن أي صراع أو نزاع يقضي على (الأخضر) و(اليابس)، ويفكك نسيج المجتمع، هكذا يفقد الإنسان الإحساس بالأمن، الاستقرار والسلام، لأن أي صراع أو نزاع تصعب السيطرة عليه، ووأده في مهده..!!.

مما ذهبت إليه، فإنه يؤدي إلى سقوط الضحايا، كالذي حدث في إقليم دارفور المضطرب منذ العام 2003م، والذي على إثره حدث الظلم، التهميش والقتل، مما قاد إلى تشريد الكثير من أبناء الإقليم الذين اضطروا للإقامة في معسكرات اللاجئين داخل وخارج البلاد، وبالتالي ليس هنالك (منتصراً) أو (مهزوماً)، إنما الخاسر هو المواطن الذي يجد نفسه في مرمي النيران، مما يتسبب ذلك في خسائر فادحة لا يمكن تعويضها على المدى القريب أو البعيد، خاصة وأنه يفرز مرارات وجراح لا تندمل بمرور الزمن، بل تترك آثارها النفسية والمعنوية داخل كل من شاهدها، وهو واقعاً يجبر أسراً كثيرة للهرب بحثاً عن الأمن والسلام.

دائماً ما تكون الصراعات أو النزاعات قائمة على الأنانية وحب الذات لتنفيذ أجندات (حزبية) أو (طائفية)، وعطفاً على ذلك فلا تظن عزيزي المواطن أنها ستنتهي قريباً، وتعود الحياة إلى طبيعتها طالما أن هنالك مصالح تتقاطع داخلياً وخارجياً، وبالتالي كلما أنتهي صراع أو نزاع يطل آخراً، ويعمد طرفيه إلى تعبئة العقول بأفكار توغل الصدور، هكذا ينتهز كل طرف هذا الصراع أو ذاك النزاع بالتركيز على أخطاء الآخر لاستدرار عطف المواطن، وكسب تأييده لأفكار ربما تصب لصالح حزب أو طائفة، لذا لا تجد حظها لدي المواطن الذي أصبح أكثر وعياً وإدراكاً لمجريات الأحداث في محيطه، وبالتالي أضحي يسقط كل من يقوده إلى في ذلك الاتجاه، ويقف إلى جانب من يؤطر إلى أمنه وسلامه باعتبار أنه قدوة يجب أن يسكب له الود، المحبة، الإحترام، والتقدير، لذا لا يظن من يختلقون الصراعات أو النزاعات أنهم انتصروا، بل يدقون مسمار الهزيمة في نعش المجتمع، فشرارة أي صراع أو نزاع تتمدد إلى بقاع أخري، وبالتالي يجب الاتجاه إلى توعية وتبصير الناس بأهمية العيش في أمن وسلام للحفاظ على المجتمع متماسكاً وقوياً، ويجب الابتعاد عن الأفكار السالبة المقوضة لأركان التعايش السلمي.

اختطاف هاتف مذيعة شهيرة.. وطالب جامعي في ضح النهار..

 شباب يخطفون كيس (عيش) من سيدة.. و(طعمية) مهندس..

....... 

رجل يتفاجأ بخطف كيس داخله (بمبرز) استخدمه 

أطفاله

........

وقف عندها : سراج النعيم

........

كشف عدد من الأشخاص تفاصيل مثيرة حول قصص وحوادث (اختطاف) تعرضوا لها في أماكن وشوارع عامة في مناطق ومدن متفرقة بولاية الخرطوم الأمر الذي جعل البعض منهم يعيش في (خوف) و(هلع) كلما شاهد دراجات نارية تجوب شوارع الولاية، فمعظم جرائم وحوادث الاختطاف ترتكب في وضح النهار.

وقالت السيدة عائشة أحمد لصحيفة (العريشة نت) : تفاجأت باختطاف كيس داخله (خبز) كنت احمله في يدي، وذلك بعد أن وقفت في صف (المخبز) لساعات طوال، وعندما تمكنت من شراء الكمية التي أرغب فيها تحركت نحو منزلي إلا أن الكيس تم اختطافه. 

وأضافت : تشير الوقائع إلى أنني كنت في غاية السعادة كون إنني حصلت على (الخبز)، إلا أن سعادتي لم تدوم طويلاً، إذ تم انتزاعه من يدي بقوة، ومن ثم القي لي الخاطف بـ(100) جنيه، تأكيداً على أن ارتكابه للجرم دافعه (الخبز) فقط، وعلى خلفية ذلك وقفت حائرة في مكاني، ولا أعرف ماذا أفعل؟ خاصة وأن أبنائي ينتظرونني بفارق الصبر لتناول وجبة الإفطار، وبعد تفكير عميق قررت العودة لـ(لمخبز) رغماً عن (التعب) و(الإرهاق).

وأردفت : ما حدث معي يبين بوضوح شديد أن الظاهرة أفرزتها الأوضاع الاقتصادية المذرية، وبالتالي فإن هذا الأمر يحمل بين طياته رسالة خطيرة، وهذه الرسالة مفادها أن الجرم الذي ارتكب في حقي دافعه الحصول على الخبز بأي صورة من الصور، عموماً التقطت الـ(100) جنيه من على الأرض، وعدت بها إلى المربع الأول لشراء الكمية المخطوفة مني.

فيما وروي محمد محمود لصحيفة (العريشة نت) قصة اختطاف (كيس أوساخ) من يده بعد أن خرج به من منزله.

وقال : خرجت من منزلي قاصداً صندوق (النفايات) لرمي كيس (أوساخ) بداخله (بمبرز) تم استخدامه من قبل أطفالي، وما أن أوصدت باب الشارع وبدأت خطواتي صوب مكب (النفايات) إلا وتفاجأت باختطاف الكيس من يدي.

بينما تعرض المهندس الشاب (أمجد) إلى حادثة اختطاف كيس داخله (طعمية) و(عيش).

وقال : عدت من العمل (جائعاً)، وبما أنني كذلك دلفت مباشرة إلى احدي الكافيتريات، واشتريت منها (طعمية) و(خبز)، وعندما خرجت منها استأجرت (ركشة)، وما أن أدار سائقها المحرك، إلا وتم اختطاف (الكيس)، ما حدا بي ايقاف (الركشة)، والعودة مرة أخري للكافيتريا، واشتريت (الطعمية) و(العيش) مرة أخري، وذلك على أساس أن الخاطف ربما يكون (جائعاً) مثلي.

وحكي الطالب الجامعي محمد على لصحيفة (العريشة نت) قصة اختطاف هاتفه السيار بـ(استوب) مدينة النيل بالثورة أمدرمان.

وقال : تحركت من المنزل بحثاً عن (مخبز)، وعندما وصلت استوب مدينة النيل تلقيت مكالمة هاتفية، وما أن شرعت في الرد عليها إلا وتم اختطاف هاتفي السيار وباسطة شابين يقودان دراجة نارية، ومن ثم هربا من أمامي سريعاً، فما كان إلا ووقفت حائراً، ومن استعوضت الله في هاتفي رغماً عن انني لا أستطيع شراءه، فالهواتف أصبحت أسعارها عالية جداً.

واستطرد : إن الهاتف الذي تم اختطافه أحضر لي من خارج البلاد.

فيما كانت الإعلامية إلهام العبيد قد تعرضت لحادثة اعتداء من قبل (مجهولين) بشارع النيل ام درمان، وانتهى الاعتداء بـ(اختطاف) هاتفها السيار.

وتشير الوقائع إلى أنها كانت تتمشي في شارع النيل عند الساعة التاسعة مساء، فشعرت بحركة مريبة، وفجأة ظهر لها شابين واقتربا منها كثيراً، وقبل أي ردة فعل حست بأحدهما يخنقنها، والثاني يضربها على رأسها بقوة، ومن ثم هربا من موقع الحدث بعد اختطاف هاتفها النقال.

بينما شكلت ظاهرة حوادث (الاختطاف) واقعاً مقلقاً جداً في مناطق ومدن متفرقة من ولاية الخرطوم، فالظاهرة تتطلب حسماً عاجلاً وليس آجلاً لما تحتويه من قصص تحمل بين طياتها واقعاً ربما ينبئ بما لا يحمد عقباه في المستقبل، خاصة في حال تمت الاستهانة بها، خاصة وأن جرائم الاختطاف لم تعد قاصرة على الهواتف السيارة، والحقائب اليدوية النسائية، بل امتدت إلى أكياس (الأطعمة)، والغريب فيها أن من يرتكبها لا يخاف من (العقاب)، بل يمارسها باطمئنان شديد، ومن ثم يفر هارباً من مسرح الحادث، فالظاهرة أصبحت متفشية بصورة مخيفة، مرعبة ومقلقة جداً، مما قاد بعض الناس للحرص على شراء الأسلحة النارية والبيضاء للدفاع عن أنفسهم، كما أنهم يحرصون على عدم الرد على المكالمات الهاتفية في الشوارع والمركبات العامة خوفاً من أن يتم اختطافها، لذلك يجب التصدي للظاهرة بشكل حاسم، وتجفيف منابعها تماماً بالحملات المستمرة، وإلقاء القبض على الجناة.

على خلفية إكتشاف (فقدانها السند).. سيدة تتفاجأ بأنها (لقيط) بعد الزواج والإنجاب


……

التقاها : سراج النعيم

.......

اكتشفت سيدة تبلغ من العمر (٤٠) ربيعا أنها (فاقد للسند)، وذلك بعد زواجها وإنجابها للأبناء (ذكوراً) و(إناثاً) الأمر الذي أدخلها في حالة نفسية صعبة جداً، مما ألقي ذلك الواقع المفاجئ بظلاله (السالبة) دون أن يكون لها ذنب في ذلك الجرم الذي ارتكبه الكبار في لحظات (طيش)، هكذا خرجت إلى الدنيا بلا حماية أبوية، بلا هوية مما قادها إلى مصير (مجهول).

وقالت : منذ أن عرفت إنني (مجهولة الأبوين) فقدت الإحساس بالإنسانية القائمة بين الناس في المحيط الأسرى المتمثلة في الرعاية، الحب، الحنان والعطف، ولكن تخيل انك وبدون مقدمات تجد نفسك نتاج ثمرة (الخطيئة).

وتابعت : عموماً نشأت وترعرعت في كف (أب) توفي إلى رحمة مولاه، وبعد وفاته أخبرتني والدتي بـ(التبني) إنني لا أنتمي لأسرتها بصورة شرعية، فلم أكن مصدقة إنني سأخوض تجربة أشد قسوة وإيلاماً، وذلك من واقع أن أول مشهد انطبع في ذاكرتي هو مشهد والدتي ووالدي بـ(التبني) اللذين طوقاني بأحاسيس ومشاعر نبيلة، لذلك لم أحتمل فكرة إنني أصبحت (لقيطاً)، وبالتالي كل أحلامي انهارت دون أن أكتب نهاية سعيدة لقصتي الحزينة التي قادتني إلى أن أكون إنسانة (ضائعة)، ولكن في نهاية المطاف أتحمل النتائج.

وأردفت : مما أشرت له مسبقاً، فإنني اتخذت مكاني ضمن (فاقدي السند) الذين تظل قصصهم طي الكتمان، لأننا نخجل من التطرق لها خوفاً من الفضيحة، لذلك نتجاهلها لأسباب معقدة وشائكة، وبالمقابل لا يمكن أن تستنتج أو تتنبأ بما يمكن أن يخبئه لك القدر، هي أفكار قادتني إلى خلفيات متعلقة بـ(العادات، (التقاليد) و(الثقافة) السودانية.

واسترسلت : روت لي والدتي بـ(التبني) قصتي منذ أن كان عمري يوماً واحداً، إذ أنني أخذت من دار إيواء للأطفال قبل سنوات، وكنت سعيدة مع هذه الأسرة إلى أن توفي والدي بـ(التبني)، فما كان من والدتي بـ(التبني) إلا أن وضعت على منضدتي حقيقة انني ابنتهم بـ(التبني)، مما اضطرني إلى إخفاء الأمر عن زوجي، ولا أردي كيف أوصل له هذه الحقيقة حتى يساعدني في إيجاد الحل الذي يدعني أعيش حياتي الزوجية بشكل طبيعي كسائر الزوجات الذين لا تحاصرهن نظرة المجتمع (السالبة) على أساس أنهن (مجهولات الأبوين)، ورغماً عن ذلك كنت محظوظة بـ(تبني) رجلاً فاضلاً لي، ولم يبح بسري إلا لزوجته، ولكن بعد رحيله للرفيق الأعلى اكتشفت (سري) الذي امتثلت له رغماً عن إنني لم أستوعب الصدمة الكبيرة، والتي على إثرها أصبحت بلا أسرة.

وتابعت : ما الذنب الذي اقترفته حتى يعاملني الناس معاملة الإنسان الذي ارتكب جرماً، فكلكم تعرفون أن (اللقطاء) يفتقدون للأمهات والإباء رغماً عن أن الأمر واضح وضوح الشمس، لذلك أري أن أي طفل أو طفلة (لقيط) هما من ضمن الأيتام لأنهما في المقام الأول والأخير من صنع البشر الذين لطخوا ماضيهم بـ(الخطيئة)، فهل هم على وعي بأنهم تسببوا في الكوارث الناتجة عن حالات مخالفة لشرع الله، لذلك يظل سؤالي قائماً ما ذنبي وذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء حتى يرسم لهم الأمهات والإباء واقعاً مغايراً للواقع الذي يمكن أن يقودهم إلى الطريق القويم الخالي من الأشواك.

ﻭاستطردت : لن أعود إلى والدي ووالدتي ﺣﺎﻝ ﺃنهما ﻇﻬﺮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎتي مجدداً.

أحمد حسب الرسول بدر في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر

 




........ 

الحزب الشيوعي لا تقل وطنيته عن أي حزب سياسي

........ 

الصادق المهدي يرأس مؤتمر (شوري) المؤتمر الوطني لهذا السبب

........

من أكبر الأخطاء إقحام (القبلية) و(الجهوية) في الممارسة السياسية

........ 

العقوبات على السودان تخدم المصالح الأمريكية

........ 

جلس إليه : سراج النعيم

........ 

كثيراً ما كنت أدير مع الأستاذ أحمد حسب الرسول بدر حوارات في شتي مناحي الحياة خاصة وأنه موسوعة في مجالات متعددة، وذلك بحكم تجربته العميقة سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، رياضياً، ثقافياً وفكرياً، والتي على إثرها ظل يضع بصمته برؤية ثاقبة في كيفية تجاوز أزمات تمر بها البلاد، ويساهم بفكره النير في وضع ملامح لمستقبل السودان.

في البدء كيف تنظر إلى الراهن السياسي؟

إن الحراك السياسي يمر بمرحلة مفصلية من تاريخ السودان الحديث، وعليه يحتاج إلى تضافر جهود أبناء الوطن الواحد جميعاً للخروج به إلى بر الأمان، والتركيز على الابتعاد عن (الصراعات) أو (النزاعات) القائمة على أجندات (حزبية) أو (طائفية) أو (قبلية) أو (جهوية)، وأن يكون الهم العام للناس عموماً كيفية إيجاد الحلول الناجزة للقضايا الشائكة، المتشابكة والمؤثرة في المشهد السوداني من أجل اللحاق بركب الدول.

ما هي كيفية الخروج من ذلك النفق المظلم؟

لأبد أن يترك الجميع الأفكار السالبة، والاتجاه للأفكار الإيجابية من خلال نبذ الانتماءات (الحزبية)، (الطائفية)، (القبلية) و(الجهوية)، والعمل على ترسيخ الانتماء للوطن، ولا شيء آخر غيره، وهذا الأمر لن يتم إلا بانصهار كل مكونات وتيارات المجتمع سياسية، اقتصادية، اجتماعية، رياضية، ثقافية وفكرية في بوتقة واحدة نسبة إلى أن داخل كل إنسان قضية اسمها السودان، والذي يجب أن نتوحد في إطاره للوصول إلى ما نصبو إليه، وذلك بعيداً عن (الفرقة) و(الشتات)، فالوطن أكبر من أي (صراع) أو (نزاع)، خاصة وأن أي صراع أو نزاع لا يكون فيه (منتصراً) أو (مهزوماً)، إنما هنالك خاسر هو المواطن المقلوب على أمره، لذا يجب الابتعاد عن التشكيك في وطنية أي إنسان على وجه هذه البسيطة، لأن من حقه التعبير عما يجول في خاطره، وأن يبدي رأيه صراحة في أي سلطة تدير دفة البلاد، مهما كان رأيه مغايراً للآراء المطروحة، فوجهات النظر لا تفسد للود قضية، وبالتالي فإن الخلافات السياسية لا تفسد للروابط الاجتماعية بين الفرقاء الرؤى الصائبة والتشاور لقوله سبحانه وتعالي : (وشاورهم في الأمر)، لذلك يجب على المكونات والتيارات السياسية أن تترك الباب مفتوحاً حتى لمن يرفض، والذي يجب أن يترك له الباب موارباً، فلربما يراجع موقفه، ويقرر فيما بعد الالتحاق بالركب.

لماذا يفشل السياسيين في السيطر على التفاوض حول قضايا الوطن؟

في اعتقادي أن الأمر يعود إلى عدم إتباع النهج السليم الذي يرتكز كلياً على المنهج العلمي، الدراسات، الأبحاث والمرجعية.

ما الذي يجعل ما ذهبت إليه بعيد المنال؟

واحدة من الأسباب الرئيسية في عدم تحقيق ذلك إعلاء المصالح الشخصية، الحزبية، الطائفية، القبلية والجهودية على المصالح الوطنية، ويظهر ذلك بجلاء في أي تفاوض، إذ يكون منحصراً في التفكير للظفر بنصيب أكبر من (السلطة) و(الثروة)، والتفكير بهذا الشكل سمة من سمات الطبيعة البشرية إلا أن على الجميع تجاوز تلك الأفكار السالبة، وإطلاق العنان من أجل التنمية، الأمن والسلام، وعلى هذا النسق يمكن الوصول إلى الاستقرار الذي ينشده المواطن، والذي ظل يعاني من سياسات الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد منذ الاستقلال، ورغماً عما أشرت له إلا أن في داخلي إيمان قاطع بأن قضية الوطن هي الأهم، لذلك لا أدري سبباً واحداً لعدم التقاء الفرقاء حول هموم وقضايا الوطن.

ألا تلاحظ بأن الأحزاب والتنظيمات السياسية ضعيفة في الحكم والمعارضة؟

ربما يكون ذلك صحيحاً، وهو أمر يعود إلى أنها تسعي إلى السلطة بدون برامج ورؤية واضحة تضع لها خارطة طريق نحو الحكم الذي آل إليها، وكل من يتقلد مقاليد السلطة يعمل على التمكين بـ(الولاء)، وبالتالي يتم إقصاء كل من هو (معارضاً)، ومثل هذه السياسة جديرة بأن تعمق الخلافات أكثر من حلها، لأنها قائمة على أفكار يجب التخلص منها نهائياً.

كيف يمكن ممارسة الحياة سياسياً، اقتصادية، اجتماعياً، رياضياً، ثقافياً وفكرياً في بلد يمر بالكثير من الأزمات؟

أي ممارسة تتطلب فرد مساحات لحرية الرأي حتى ولو كان ذلك الرأي لا يتوافق مع الآراء المطروحة، وبالتالي يجب الإنصات لها بإذن صاغية للمزيد من الحوارات، فمن يختلف معك (اليوم)، فإنه بلا شك سيتفق معك في (الغد)، والذي يتطلب منك إفساح المجال للأجواء الديمقراطية، وأن يبدي كل شخص وجهة نظره دون أن يتعرض لأي مضايقات، فأنا على إيمان تام بالديمقراطية، إلا أن تطبيقها على أرض الواقع ربما يكون ضعيفاً، وذلك يعود إلى تقاطع المصالح السياسية.

ما الذي يتبادر لذهنك فيما يدور من خلافات سياسية؟

يجب أن تعمل الأحزاب والتنظيمات السياسية على التأسيس لنفسها بصورة تجعل منها معارضة قوية، وأن تفكر بشكل جاد في صناديق الاقتراع الآن، وأن لا يكون هذا الحزب أو ذاك التنظيم السياسي (محتكراً) في نطاق ضيق، فالاتجاه على ذلك النحو يفرز سلطات وقرارات أحادية، ربما تقود حتى من يؤمن بالفكرة، فإنه سيبتعد أن طال الزمن أو قصر. 

إلى ماذا تعزو بروز (القبلية) و(الجهوية) في الممارسة السياسية؟

من أكبر الأخطاء الزج بـ(القبلية) و(الجهوية) في الممارسة السياسية حتى وأن كانت جزءاً مؤثراً في العملية السياسية، وبالرغم من ذلك التأثير إلا أنها تحدث إشكاليات حاضراً ومستقبلاً، لـ(لترضيات) و(الموازنات) السياسية التي تخل بما هو مخطط له، وعليه فإن العمل السياسي المؤسسي مهم جداً، ولكن هذه المؤسسية يجب الابتعاد بها عن (القبلية) و(الجهوية) حتى نوازن في الممارسة السياسية بالمرجعية، وكما قال سيدنا علي بن أبي طالب : (لا تفرضوا أخلاقكم على أولادكم، لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم)، وبالتالي فإن لكل زمن رجاله، والتغيير أن طال الزمن أو قصر فإنه سنة الحياة، ولكن من المهم جداً عدم إغفال التجربة، المعرفة والخبرة في أي تغيير ترغب في أحداثه، فالتغيير يجب أن يكون للأفضل من حيث الرؤية، الفكر والثقافة، وأن يتجه كل إنسان إلى تخصصه ليؤدي دوره المنوط به، وعليه لا أري ما يمنع أن نضع الشخص المناسب في المنصب الذي يتوافق مع إمكانياته حسب مؤهلاته، تجربته وخبرته، وأن يتم ذلك وفقاً للمؤسسية، وما يتسق مع التغيير، والذي في الغالب الأعم يكون مواجهاً بحرب ثقافية وفكرية، خاصة في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي أضحت قادرة على إيصال أي رسالة في كسر من الثانية، وبما أن السودان حديث عهد بها، فإنه يجب توعية النشطاء والرواد بأهمية الاستخدام الإيجابية، فالمواكبة والتطور الذي يشهده العالم من حولنا مهماً جداً، ولكن اختلف مع من يمارسها سلبياً، لذا يجب توظيف التقنية الحديثة فيما يفيد الوطن والمواطن.

ما هي وجهة نظرك في الحزب الشيوعي؟

لا ينكر إلا مكابر دور الحزب الشيوعي في الحركة الوطنية، وأن اختلف نهجه عن بقية الأحزاب في طرح قضيته، ولكن في النهاية تلتقي كل الأحزاب في محبة الوطن، وبما أن التفكير نابع من ذلك المنطلق، فلماذا لا يلتقي الفرقاء على مائدة واحدة أجل النهوض بالوطن، وأن نفعل مثلما فعل الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة الذي ترأس في وقت سابق بعض اجتماعات شوري المؤتمر الوطني إلا أن النفس البشرية بصورة عامة لها دوافعها الشخصية.

ما قرأتك للعقوبات المفروضة من أمريكا على السودان؟

إن الولايات المتحدة لديها مصالح إستراتيجية في السودان، وبالتالي لن تتركه في حاله، ولعل فصل جنوب السودان أكبر دليل على ذلك، وما أن تنتهي من مرحلة إلا وتبدأ مرحلة جديدة، وهكذا إلى أن تحقق كل ما ترمي إليه، لذلك على السودان الالتفات إلى مصلحته مثلما تفعل كل دول العالم.

السلطات المصرية رفضت اعتبار الربان (عبده) في أعداد الموتى

 تفاصيل جديدة حول لغز اختفاء (القبطان) السوداني عبده محمد (1)

........



........

وفاء: إيداع الدولارات بمحكمة شرق النيل بالخرطوم بحري ولكن .. !!

........

وجلس : سراج النعيم

........

أنني أؤمن بأن اختفاء (القبطان) السوداني (عبده محمد عبده) يمثل (لغز) لم يستطع حتى الآن أي كائن كان أن يفك طلاسمه رغم مرور سنوات وسنوات على فقدانه أثناء قيادته سفينة البضائع (ابن بطوطة) قبالة سواحل ميناء (سفاجا) المصري، ومنذ يوم 9/3/2009م إلا وظلت الزوجة الصابرة على الابتلاء وفاء حسن الشيخ موسى تكافح وتناضل بكل ما أوتيت من قوة لكشف الغموض الذي يكتنف حادثة فقدان زوجها الذي ألتحق بالباخرة (إبن بطوطة) يوم 3/3/2009م بميناء الأدبية (السويس) في وظيفة (قبطان)، وبالفعل تولي قيادة السفينة مبحراً بها إلى شواطئ ميناء (أبوزنيمة) جنوب خليج السويس على شبه جزيرة (سيناء) بالمياه الإقليمية المصرية حيث شحنت (6000) طن من الرمل الزجاجي الذي يفترض أن تقوم بتفريغه يوم 8/3/2009م بمرفأ ميناء رأس الخيمة (دولة الإمارات العربية المتحدة ) إلا أن الرحلة لم تكتمل نسبة إلى اصطدام الباخرة (أوكسل سلطان ) بسفينة البضائع (ابن بطوطة) في الساعة الرابعة صباحاً من يوم 9/3/2009م من الجانب الأيسر من ناحية غرفة المحركات، وحجمها (2700) متر مكعب، ونتج عن ذلك حدوث فجوة بطول الماكينات، مما إلى تسرب مياه تقدر بـ(2900) طن ماء بحري، مما أستدعى غرقها في أربعة دقائق إلى عمق (831) متر في البحر حوالي (40) ميل بحري شمال شرق سواحل ميناء (سفاجا) الواقع قبالة المياه الإقليمية المصرية، وبالرغم من محاولات الإنقاذ التي قامت بها القوات البحرية المصرية (البحث والإنقاذ) إلا أنها أسفرت عن نجاة (9) أحياء من جملة طاقم سفينة (ابن بطوطة) البالغ عددهم (25) بحاراً بما فيهم القبطان السوداني (عبده محمد عبده).

وفي سياق متصل كشفت وفاء حسن الشيخ موسى زوجة القبطان السوداني (عبده محمد عبده) المختفي بالمياه الإقليمية المصرية تفاصيل جديدة في القضية التي لم يماط عنها اللثام.

قالت : أعترف لك بأن محاولة النسيان لم تجدي، فثمة أحاسيس محكومة بالسجن مع الأشغال الشغالة مدى الحياة أليس هذا ظلماً ينسحب بلا إنسانية لأبنائه، فمهما حاولوا الهروب من هذا الواقع، فإن المستقبل مذبوح على (الحواجز) التقليدية كلها ثمة حقائق لا مفر منها . بحكم أنها مرصودة لخطف الحكم الجميل، فما السبيل للخروج لا أمل طالما أن الأجواء ملغومة منذ أكثر من عامين، وهو التاريخ الذي بدأت فيه الذهاب يومياً إلى محكمة شرق النيل بالخرطوم بحري، فهي المحكمة المودع بها مبلغ التعويض الخاص بزوجي القبطان (عبده محمد عبده) والبالغ في قيمته (50) ألف دولار فقط، هكذا ظللت أدوام يومياً لاستلام المبلغ وإنفاقه في مشروع يعود ربحه لأبنائه إلا أنهم أشاروا علىّ بشراء قطعة أرض تسجل باسم صغاري، المهم أن الفكرة راقت لي ونفذتها على الفور حتى أؤمن لهم حياتهم بشكل لا يتطرق إليه خلل، ولا تفسده (الهفوات)، فالأمر عندي ليس دائماً على هذا القدر من البساطة وهذه كلها أمور واقعية يجب الإقرار بها، فمن لم يعيش تلك اللحظات الغامضة المشحونة بالمشاعر المتنازعة ما بين التكذيب والتصديق، فالروايات متضاربة لا تفسر إلا شيئاً واحداً، هو أن نترك الحقيقة تتوه في بحر الشيطان المتلاطم الأمواج، هكذا طمسوا الحقيقة بالصمت لاشيء غير الصمت عما تخبئه المياه الإقليمية المصرية من أسرار لم يتم العثور عليها في الصندوق الأسود الملحق بسفينة البضائع (ابن بطوطة)، وبالضرورة التنويه إلى أنني أتحدث عن قضية متشعبة، وأعمل على التذكير بها باستمرار، عسى ولعل أجد بصيص أمل أو شهادة (براءة ذمة) في لحظة تعيد لنا الابتسامة التي فارقت شفاهنا منذ أن وصلنا النبأ الحزين.

وأضافت : لا أتحاشي مواجهة هذا الزيف القابع هناك، ولا أتحاشي المجاهرة بقناعتي، ولا أتحاشي رصد تلك اللحظات الغامضة المريبة جداً، لا بل الشاذة من حيث التفاصيل أنني ببساطة أحاول أن أفهم ما يدور من حولي، لأنني في حيرة شديدة من أمري فمن السهولة دفعك نحو الانكسار، فالحكاية كبيرة وقابلة لشهية الإيذاء، الذي اتصلوا علىّ في إطاره قائلين: (إن مبلغ التعويض بطرف مستشار قانوني بالخرطوم)، وعندما التقيت به أكد أنه أودع الـ(50) ألف دولار بمحكمة شرق النيل بالخرطوم بحري في حين أنهم طلبوا منى قبلاً استخراج إشهاد شرعي من ذات المحكمة أنفة الذكر حتى نستلم مبلغ التعويض، ولكن كانت المفاجأة في أنهم يبحثون عن الجهة القضائية التي تقع في دائرة اختصاصنا، لكن لم يتمكنوا من وضع الدولارات بحوزتها، ويتجنبون الاحتكاك بيَّ، لعلمهم التام بأنني سأظل أطالب بكشف ملابسات اختفاء زوجي القبطان (عبده محمد عبده) قبالة مرفأ ميناء (سفاجا) بالمياه الإقليمية المصرية، إذ أن الهيئة المصرية للسلامة والملاحة البحرية كانت واضحة وضوح الشمس في مخاطبتها للشركة المالكة لسفينة البضائع (ابن بطوطة) بواسطة الإدارة العامة للشؤون القانونية بتاريخ 2/12/2009م.

وتابعت : جاء خطاب الهيئة المصرية على النحو التالي :- (إيماءً إلى خطابكم لنا بتاريخ 15/11/2009م بخصوص البحارة المفقودين في حادث تصادم السفينة أوكسل سلطان بالسفينة ابن بطوطة)، فأنكم قد أوضحتم أنكم تمثلون نادي الحماية والتعويض المسئول عن سداد المطالبات الخاصة بوفيات طاقم باخرة البضائع (ابن بطوطة) نتيجة تصادمها مع السفينة (أوكسل سلطان)، وطالبتم الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية بإصدار خطاب رسمي يؤكد فقدان بحارة سفينة الشحن (ابن بطوطة) في الحادث، واعتبارهم في إعداد الأموات أو إحالتكم إلى الجهة ذات الاختصاص في حالة إذا لم تكن الهيئة جهة الاختصاص المعنية بهذا الأمر، ومن ثنايا خطابكم يتضح لنا أن الخطاب الرسمي الذي تبغون إصداره يحتوى على نقطتين الأولى : التأكيد على فقدان بحارة سفينة البضائع (ابن بطوطة) نتيجة الحادث، والثانية : اعتبار هؤلاء المفقودين في أعداد الموتي، فبالنسبة للنقطة الأولى والمتعلقة بإصدار بيان نؤكد فيه فقدان بحارة باخرة (ابن بطوطة)، فإننا نوجه عناية سيادتكم أن الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية ليست جهة الاختصاص في هذا الأمر، وإنما يختص بها الجهة التي باشرت التحقيق في هذه القضية وهي النيابة، اما بالنسبة للنقطة الثانية والمتعلقة بإصدار قراراً باعتبار هؤلاء المفقودين أمواتاً، فإن المادة (21) من المرسوم بقانون رقم (25) لسنة 1929م، والمعدل بالقانون رقم (100) لسنة 1985م تنص على أنه يحكم بموت المفقود الذي يغلب عليه (الهلاك) بعد أربع سنوات من تاريخ فقده، ويعتبر المفقود ميتاً بعد سنة من تاريخ فقده في حالة ما إذا أثبت أنه كان على ظهر سفينة غرقت أو كان في طائرة سقطت أو كان أحد أفراد القوات المسلحة وفقد أثناء العمليات الحربية، ويصدر رئيس مجلس الوزراء أو وزير الدفاع بحسب الأحوال بعد التحري واستظهار القرائن التي يغلب معها (الهلاك) قراراً بأسماء المفقودين الذين اعتبروا أمواتاً في حكم الفقرة السابقة، ويقوم هذا القرار مقام الحكم بموت المفقود، لذا عليكم اللجوء في هذا الشأن إلى الدول التي يحمل جنسياتها المفقودين (السودان، العراق) حيث أن الجهات المصرية غير مختصة نهائياً بإصدار بيان باعتبار من هم غير مواطنيها من المفقودين أمواتاً.

واستطردت : لكن ماذا حدث؟ بكل أسف ركزوا على تأطير قضية زوجي في السياق الذي يتوافق مع مبلغ التعويض الذي من المفترض أن يكون ما بين (500-450) ألف دولار إلا أنني تفاجأت بهم يبعثون بفتات الدولارات في محاولة بائسة لمصادرة حق كفله له قانون التأمين الدولي خاصة وأن راتب القبطان (عبده محمد عبده) عدل بعد إعلانهم فقدانه في المياه الإقليمية المصرية، وفي هذا الخصوص تلقيت اتصالاً هاتفياً من شركة الخدمات البحرية المشتركة المحدودة الممثلة لنادي الحماية والتعويض باعتبار أنها المسئول عن المطالبات الخاصة بوفيات طاقم سفينة البضائع (ابن بطوطة) إلا أنهم لم يطبقوا حرفاً واحداً مما أشاروا به على من خلال تلك المكالمة الهاتفية، بما في ذلك مبلغ تعويض الـ(50) ألف دولار أمريكي الذي لم يصل بواسطتهم، إنما جاء بشكل مباشر عبر ملاك الباخرة (ابن بطوطة)، والذين بدورهم قاموا بإيداعه لدى محكمة شرق النيل بالخرطوم بحري في حين أن المحامي الذي أتخذ هذه الخطوة تحدث معي عن هذا المبلغ على أساس أنه موجود إلا أنني عندما ذهبت إليه، قال ليّ بالحرف الواحد : سلمت مبلغ تعويض الـ (50) ألف دولار إلى محكمة شرق النيل، وذلك على خلفية الإشهاد الشرعي الصادر من ذات المحكمة، فهم قبل ذلك طالبوني باستخراج شهادة وفاة لزوجي القبطان (عبده محمد عبده)، فرفضت الفكرة جملة وتفصيلا، لأنني لم أستطع أن أفسر الروايات المنسوجة فيما يتعلق بفقدانه من على ظهر السفينة، فهي لا تعدو كونها سوى (لغز)، لا تحمل في معيتها المدلول الإنساني الذي يدع لك مجالاً لكي تصدقها، فهي تمتاز بالغموض، وتتوهم دوماً أن الرجل توفي إلى رحمة مولاه، لأنها قاصرة على وقائع تفضح هذا الزيف الذي يسيطر بالكامل على هذه القضية.

وتظهر السيناريوهات في المكاتبات بين الشركة المالكة للسفينة (ابن بطوطة) من جهة وشركة التأمين من جهةٍ أخرى في بحثهما عن مخرج، ولكن السلطات المصرية لم تترك لهم الباب موارياً حتى يتسربوا من خلاله.

وقالت : المهم أنني اصريت إصراراً شديداً على عدم الاستجابة لرغبتهم الرامية إلى استخراج شهادة وفاة لزوجي القبطان السوداني (عبده محمد عبده) المختفي منذ أعوام، لم يجدوا بداً سوي أن استعاضوا عن ذلك بالإشهاد الشرعي، مع العلم أنهم قالوا لنا : (بعد أربعة أشهر من تاريخ الاختفاء أنهم سيقومون بإرسال تقرير الوفاة)، ولكنهم لم يفعلوا، ولا أظنهم سيفعلون، لأنني عندما مارست عليهم ضغوطاً أرسلوا ليّ خطاباً مروساً باسم شركة الراشد للملاحة (ش. ز.م.م) يحتوى على الآتي : (لقد ألتحق الشهيد القبطان السوداني عبده محمد عبده بالباخرة (ابن بطوطة) بتاريخ 3/3/2009م بميناء الأدبية (السويس) في وظيفة قبطان وأستلم قيادة السفينة، وأبحر بها إلى ميناء (أبوزنيمة) جنوب خليج السويس على شبه جزيرة (سيناء) حيث شحنت (6000) طن رمل زجاجي إلى ميناء رأس الخيمة بـ(دولة الإمارات) ثم توجهت إلى ميناء التفريغ بتاريخ 8/3/2009م، لكن لم تكتمل الرحلة، إذ أنها اصطدمت بها الباخرة (أوكسل سلطان) حوالي الساعة الرابعة والنصف صباحاً في اليوم التالي من الجانب الأيسر عند غرفة المحركات، وحجمها (2700) متر مكعب، مما نتج عن ذلك فتحة بطول الماكينات تسربت منها مياه تقدر بـ (2900) طن ماء بحري، مما أدى لغرقها في أربعة دقائق إلى عمق (831) متر في البحر حوالي (40) ميل بحري شمال شرق ميناء (سفاجا) المصري.

وأردفت : وواصلت الشركة المالكة لباخرة البضائع (ابن بطوطة) روايتها مؤكدة في خطابها لنا : (لقد اتصلت بنا القوات البحرية المصرية بأن عمليات البحث والإنقاذ أسفرت عن نجاة (9) أحياء وجثة واحد من أفراد الطاقم)، واشتركت القطع الحربية وطائرات الهيلكوبتر والسفن المبحرة في المنطقة لمدة أربعة أيام متتالية في عملية البحث والإنقاذ، ولم تسفر تلك العمليات عن انتشال أي (أحياء) أو (أموات) من سطح البحر، ونتيجة لهذا الحادث فقد (16) شخص من ضمنهم قبطان السفينة كابتن (عبده محمد عبده)، ويحمل جنسية سودانية رقم (8729) سنة 29/9/1977م، وجواز سفر سوداني رقم (B0561262)، ودفتر بحري سوداني رقم (6058)، ولم تبلغ أي جهة بمواني البحر الأحمر / خليج عدن / الخليج العربي أو باقي دول العالم عن انتشال أي فرد من المفقودين خلال شهر مارس 2009م وحتى اللحظة، وبالتالي نحتسب المفقودين شهداء عند ربهم يرزقون، لقد طالبنا الجهات المصرية مثل فرق البحث والإنقاذ، ومستشفي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك العسكري بمنتجع (الغردقة)، والشرطة في (سفاجا) لاستخراج شهادة وفاة للمفقودين بواسطة ممثل الشركة والمحامي، لكن كل هذه الجهود لم تفلح باستلام ما هو مطلوب، ويعتبر القانون المصري بأن أي شخص يفقد في البحر لمدة (15) يوم متوفي)، وأضافوا في خطابهم : ( إن اندفاع المياه في غرفة الماكينات بها فراغات (كل البواخر في العام تصمم هكذا)، وكذلك غرف الطاقم، الممرات، المطبخ، الإمكان الصحية، المخازن وبرج الملاحة، هذا العامل أدى إلى اندفاع مياه البحر لداخل الباخرة جاذبة معها كل جسم يطفوا على سطح البحر بالقرب من السفينة، وبذلك أستشهد (16) من أفراد الطاقم ذوي جنسيات مختلفة، لقد ابلغنا تأمين نادي الحماية والتعويض البريطاني منذ وقوع الحادث، وتابعوا كل التطورات وابتعثوا من (لندن) محامي قدير في الحوادث البحرية حيث أجرى تحقيقاً شاملاً لكل التفاصيل، وعليه قررت شركة التأمين دفع تعويضات للمتوفين بعد تقديم المستندات الشرعية الصادرة من بلدانهم، وعليه حررنا هذا الخطاب لاستخراج توكيل شرعي باسم شخص واحد نيابة عن أسرة الشهيد لكي يتسلموا تعويضهم عن فقدان الحياة، لذا لأبد من استخراج هذا المستند بأسرع فرصة، ويسلم إلى شركة المشتركة للمطالبات البحرية، وهي الممثل لتأمين بـ(برتش) مارين في السودان.


نواصل

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...