...........
ليست هذه أول مرة يظهر فيها فيروس (كورونا) المستجد، إذ أنه سبق وظهر في أواخر شهر ديسمبر ٢٠١٩م في الصين، والتي تم اكتشاف أول حالة مصابة بجائحة (كورونا-١٩) في مدينة (ووهان)، وصادف ذلك الإحتفال السنوي الذي تقيمه الدولة الموبوءة تحت عنوان (رأس السنة الصينية)، وهذا الاحتفال كان سبباً رئيسيا وراء إنتشار (الوباء) القاتل للإنسانية وسط المجتمعات من جميع أنحاء العالم بصورة سريعة جدا نسبة إلى أن الصين من البلدان التي تكتظ بالسكان، لذلك وجد طريقه للانتشار سريعاً جدا، مما جعله يفوق كل التصورات الممكنة، وبالتالي كان انتشاره في فترة وجيزة جدا، مما أدخل الهلع والخوف الشديدين في نفوس العامة.
فيما نجد أن إسم (التاج) الذي أطلق على فيروس (كورونا) نابع من أن شكله يأخذ شكل (التاج)، بالإضافة إلى أنه مصنف من فصيلة الفيروسات التاجية التي تصيب البشرية، وهي في الغالب الاعم تصيب الإنسان والذي بدوره تنتقل منه العدوي من إنسان لآخر، أي أنه كغيره من الفيروسات ينقل العدوي عن طريق الاتصال المباشر، وذلك من خلال الرذاذ، والمصافحة، مما جعل الفيروس سريعاً في الانتشار.
بينما نجد أن تاريخ فيروس (كورونا) المستجد ظهر في العالم في بداية ستينات القرن الماضي، ويمتاز بأنه يستقر في الجهاز التنفسي للإنسان المصاب به، والذي منه يبدأ في إنشاء مملكته الخاصة، والتي من خلالها ينطلق نحو أعضاء مؤثرة في الجسم، وهو يعتبر المسؤول المباشر عن الالتهابات الرئوية التي أصيب بها عدد كبير من الأطفال.
وفي العام ٢٠٠٣م ظهرت ما لا يقل عن خمس فيروسات تاجية جديدة لفيروس (كورونا)، وهي جميعا ترتبط ارتباطا وثيقا بأمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، مما نتج عنها تعرض الكثير من الأشخاص بإصابات ووفيات!.
وتشير المعلومات إلى ان البروتين الموجود في جائحة (كورونا) ينسخ الجينوم الفيروسي الخاص به منتجاً جديداً، ومن ثم يبدأ في التكاثر في جسم الإنسان، من ثم ينتج عن ذلك حدوث مضاعفات خطيرة جدا تتطلب أخذ الحيطة والحذر من خلال اتباع التدابير الاحترازية الوقائية.
وما لا تتم الإشارة إليه في التوعية بالوباء هو أن أعراض الإصابة بفيروس (كورونا) تختلف من مريض إلى آخر، وهذا الإختلاف يحدث من خلال المناعة من شخص إلى آخر، وهي اللاعب الأساسي في إنتاج خلايا دفاعية تتصدي للفيروس، والأعراض المتعلقة بالجائحة تتمثل في الصداع، ضيق في التنفس، إرهاق وإرتفاع في درجة الحرارة، وليس بالضرورة أن يشعر بها الإنسان المريض مجتمعه في لحظة واحدة، إنما قد لا يشعر المصاب بفيروس (كورونا) سوى بصداع، وبالتالي على الإنسان اتباع الإجراءات الاحترازية الوقائية كتناول المشروبات التي تقوي مناعة الجسم وعدم الاختلاط بالآخرين، وتجنب الاحتكاك المباشر بالتجمعات، ولو كانت بأعداد قليلة قدر الإمكان، فالوقاية خير من علاج، خاصة وأن الإنسان مسؤول عن نفسه ولا ينتظر من الحكومات أن تقدم له ما يلزم سوي أنها تصدر القوانين المفيدة لحركته، بالإضافة إلى أنها تشدد على تنفيذها.
إن معظم الحالات المعلن عن إصابتها أو الاشتباه فيها لم نشهد لها فحصا واحداً يؤكد صحة إصابتها بفيروس (كورونا)، إنما تطالعنا السلطات بالإعلان عنها ما بين الفينة والآخري، إما بالنسبة للحالات المشتبه فيها فهي سنة جديدة سنتها الحكومة الانتقالية، فدول العالم تعلن الحالات المصابة أولا ثم تعلن فيما بعد عن الشفاء أو الوفاة، وهذا يحدث في دول لديها إمكانيات طبية عالية جدا، فما بالك ونحن نفتقر لادني المقومات الصحية، لذا ينبغي على إنسان السودان أن يتبع التدابير الاحترازية الوقائية من المرض، وأن لا يتهاون فيه، ومع هذا وذاك لا ينتظر من السلطات السودانية سوي الإعلان عن الحالات المشتبه فيها والقرارات القاضية بالحد من حركته دون إظهار نتائج الفحص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق