الخميس، 28 فبراير 2019

سراج النعيم يكتب : لو كانت دولة الظلم (ساعة) فإن دولة العدل إلى أن تقوم (الساعة)


 .......................
من المؤكد أن (الخوف) جزء أصيل من إنسانيتنا التي تبحث عن (العدل) و(الإنصاف) في الحياة، وذلك منذ أن خلق الله السموات والأرض، فالخوف قابعاً في دواخلنا عموماً، ولا يمكن التخلص منه لارتباطه الوثيق بـ(اﻟﻈﻠﻢ)، ومن الشواهد الدالة عليه، هو ﺧﻮﻑ (ﺃﺑﻠﻴﺲ) ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﻼﻑ سيدنا آﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، وصرﺍﻉ (ﻗﺎﺑﻴﻞ) ﻭ(ﻫﺎﺑﻴﻞ)، وغيرها من القصص الداعية في كثير من الأحيان لـ(التمرد) على ذلك، والبحث الدءوب عن (العدالة)، وذلك من واقع أن البعض يعيثون (فساداً) ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ويسعون لحماية أنفسهم من (العقاب) في الدنيا، في حين أنهم ينسون (عقاب) الآخرة، والذي ينتظرهم إن طال الزمن أو قصر، لذا لا تخافوهم لقوله سبحانه وتعالي : (ﻓﻼ ﺗﺨﺎﻓﻮﻫﻢ ﻭﺧﺎﻓﻮﻥِ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ)، لذلك يظل خوف البشر من (الظلم) متجزراً في الدواخل خاصة فيما يتصل بـ(ﺍﻟﺮﺯﻕ) بالرغم من أنه ﺑﻴﺪ الله وحده لقوله : (ﻟﻦ ﺗﻤﻮﺕَ ﻧﻔﺲ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻮﻓﻲ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻭﺭﺯﻗﻬﺎ).
إن (ﺍﻟﺨﻮﻑ) من (ﺍﻟﻈﻠﻢ) قائماً في الحياة إلى قيام (الساعة)، وبالتالي يتطلب منا الاتعاظ، وأخذ الدروس والعبر من القصص التاريخية التي تضج بـ(الطغيان) أو (الاستبداد) أو (التجبر) ضد المستضعفين في الأرض، وهي صفات يجب أن نتخلي عنها حتى لا نكون مثل (فرعون) و(حاشيته) الذين أصبحوا مضرب مثل، وينطبق عليهم قول ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ صل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : (ﺳﺒﻌﺔ ﻳﻈﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ في ظله ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻇﻞ ﺇﻻ ﻇﻠﻪ ﻭﺫﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻨﺪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺟﺎﺋﺮ)، وبالتالي فإن (اﻟﺨﻮﻑ) من (ﺍﻟﻈﻠﻢ) لا يستمر طويلاً طالما أن هنالك من يقف ضده، وينتصر عليه بالحق، ولو كانت دولة الظلم (ساعة)، فإن دولة العدل إلى أن تقوم (الساعة)، لقوله سبحانه وتعالي : (ﻛﻢ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻏﻠﺒﺖ ﻓﺌﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ).
إن (الخوف) من (ﺍﻟﻈﻠﻢ) مشهوداً وملموساً في كل العالم، لذلك يلازم الإنسان في حله وترحاله، وهو أحساساً قاسياً، فلا يدع للإنسان فرصة للتفاؤل بما ينتظره في (الغد) لخوفه الممزوج بـ(القلق)، والذي دائماً ما يفرزه عدم الشعور بـ(الأمان)، أو (الطمأنينة) لما يسفر عنه (المستقبل)، لذا على الناس أن يدركوا تماماً أن الله يغمرهم برعايته وأمنه، ويحفظهم مما يخافون منه ويشملهم بنصره، فهمها تعرضوا لـ(لظلم)، فإنه سيأتي يوماً يسود فيه (العدل)، لقوله سبحانه وتعالي : (أنا عند حسن ظن عبدي بي)، وعليه فأننا لا نظن فيك إلا كل خير، فأنت الخالق ومسير الأمور بكل تصاريفها، فيا ﻣﻐﻴﺚ المغيثين ﺍغثنا، اغثنا واحرسنا في ﺩيننا ﻭأهلنا ﻭﻣﺎلنا وعرضنا، فأننا نلجأ إليك بظهورنا يا من ﻻ تموت، ﻭنستمسك ﺑﻌﺮﻭتك ﺍﻟﻮﺛﻘﻲ، ﻭنعتصم بك ﻭنتوكل عليك، ﻭنفوض أﻣﺮنا لك ‏(ﻻ إله إلا الله نتخذه ﻭﻛﻴﻼً‏)، وعليك نرمي همومنا.
ومن هنا يجب أن لا يحمل الإنسان هماً لـ(الماضي)، وأن لا يفكر في كيفية (الحاضر) بصورة متشائمة، وهو ما الحظ أنه يأخذ حيزاً كبيراً في دواخل الناس ربما للظروف الاقتصادية (القاهرة)، وهي ظروفاً لم تدع له مساحة للنظر نحو (المستقبل)، والذي يخبىء مصير مجهول، وكلما أشرقت شمس صباح جديد يكون الإنسان (جزعاً) من الإصابة بـ(المرض) لعدم امتلاكه مالاً يستشفي به، ومع هذا وذاك يكون (حذراً) كلما تقدمت به السنين، ومن ثم (وجلاً) من (الموت) رغماً عن أنه سبيل الأولين والأخرين.
وبالرغم مما أشرت له، فإن الإنسان المؤمن بالله لا يخاف من (الفقر) أو (الإذلال) أو (القهر) أو (الظلم) أو (الضرر)، طالما أن المولي عز وجل يحفظه ويغنيه، لذا يجب أن لا ينحصر جل تفكيره في الضيق، الهم، النكد، الغم، الحزن، والمرارات لأن المولي عز وجل يؤنسه ويكفيه شرهم.
كلما تأملت واقعنا ومستقبلنا المظلم وجدت نفسي مرغماً على البكاء، نعم أفعل إلى أن تجف دموعي وينضب معينها، فـ(المستقبل) الذي اتلمسه مستقبلاً مظلماً لا ملجأ فيه ولا منجى منه إلا بالعودة إلى الله، فإذا اتجهنا إليه فإنه سيصرف عنا أي بلاء، فما تمسكت أمة من الأمم بحبل الله واعتصمت به إلا وجعل لها فرجاً ومخرجاً، لقوله سبحانه وتعالي : (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، وهذا يؤكد أن خالق الخوف من الظلم، هو من يجبر الظالم على التراجع عن ظلمه والاستقامة على نهجه : (إن الله يأمر بالعدل)، فاغتنموا هذه الفرصة قبل فوات الآوان، لذا هيا بنا جميعاً لنستقيم ونتخلى عن مظاهر (الباطل) و(السوء)، ونرجع إلى الله بصدق، ونطهر ألسنتنا فلا ننطق إلا بما يرضي الله وأن نقتدي برسول الله صل الله عليه وسلم، فهو أستاذ الحكمة ومعلمها الذي قال : (والذي نفس محمد بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا)، لأن الجنة لا يدخلها إلا الأتقياء الأطهار، وأقسم الرسول صل الله عليه وسلم ألا يدخل العبد الجنة إلا إذا آمن، ثم قال : (ولن تؤمنوا حتى تحابوا)، فعلق دخول الجنة على حب الاخ لاخيه، فهيا لننبذ الخوف من الظلم، ونتحابب ونتكاتف ونتعاضد ونتعاون من أجل صناعة مستقبل خال من الأحزان، الجراح، الالآم، والمرارات.

قصص مثيرة حول بلاغات وقضايا (يبقي لحين السداد)

.......................
إنصاف مدني : (الرجال اكلوا قروشي وماعافيا ليهم حقي)
........................
شيكات تجبر نجم مجتمع شهير على بيع سيارته بـ(الكسر)
........................
وقف عندها : سراج النعيم
........................
كلما غابت الضمائر والوازع الديني، فإن العقول تصاب بـ(الفساد) في إطار النواحي المالية خاصة كتابة وتظهير (الشيكات) بغرض الشراء والبيع بـ(الكسر)، والذي قاد البعض من النزلاء للبقاء خلف قضبان السجون في قضايا تتعلق بالموضوع، وعليه فإن الظاهرة في تنامي مطرد وتزايد بشكل مثير جداً لـ(القلق)، مما جعل أعداد من المحكومين في الحق الخاص (يبقون لحين السداد) تحت نص المادة (179) من القانون الجنائي.
ومما ذهبت إليه فإن الظاهرة تشغل بال الكثير من الأسر وبعض مشاهير ونجوم المجتمع الذين دخلوا في معاملات من هذا القبيل، ناسين أو متناسين أن السلطة التنفيذية المدنية منحت لـ(القاضي) الجنائي، وعليه فإن هنالك شريحة من النزلاء الموقوفين لا تعرف إدارة السجون تصنيفهم رغماً عن أنهم محكومين في أحكام مختلفة، فالمحبوسين في (الشيكات) المرتدة أو تظهيرها من الخلف يواجهون الاتهام تحت المادة (179) من القانون الجنائي، وهي قائمة على نظام الاتهام من الفرد، وهو نظام (لاتيني ـ إنجليزي) بحيث أن أي شخص في مقدوره اتخاذ الإجراءات القانونية من خلال وضع (الصك) ضمن عريضة دعوي جنائية لدي النيابة المختصة ليبقي بموجب ذلك (المتهم) في الحبس لحين السداد، ومتي ما دفع المبلغ يخلي سبيله، وبالتالي تكتظ السجون بالمحبوسين في هذا الجانب.
ومن هنا دعونا ندلف لأغرب القضايا التي فتحت (الدار) ملفها الساخن، والذي يحمل بين طياته قصصاً مثيرة، وأشهرها قضية المطربة إنصاف مدني، الشهيرة بملكة (الدلوكة)، والتي كشفت في ظلها تفاصيل حول (شيكات) مرتجعة قامت بكتابتها إلى أن وصلت مبالغها في جملتها إلى (7) مليار جنيه، وعليه فتحت في إطارها بلاغات جنائية، وصدرت أوامر قبض في مواجهتها، وهكذا عاشت ظروفاً قاسية إلى أن استطاعت تسديد مديونية كبيرة ادخلتها في أزمات مالية متوالية.
وفي هذا السياق خاض الكثير ممن أشرت لهم تجارب الشراء والبيع بـ (الكسر)، وهي تجارب قادت البعض منهم إلى حراسات أقسام الشرطة أو السجون، ومن بينها قصة شابة معروفة بدأت الاتجاه على هذا النحو من خلال اتصالات هاتفية تلقتها من بعض (السماسرة) الذين يعملون في معارض ودلالات السيارات، وكانوا يؤكدون لها أن هنالك ضحية جديدة في طريقها للوقوع في (الفخ)، وعندما تسأل عن الأسباب يقولون أنه مهدد بـ(بلاغ جنائي)، وصدر في مواجهته أمر قبض تحت المادة (179) من القانون الجنائي لسنة 1991م، عندها تتوجه إليهم فتجدهم يعرضون العربة للبيع بسعر أقل بكثير من سعرها المتعارف عليه، وذلك على خلفية المامهم بحوجته لتسديد مبلغ الصك المديون به، فيضطر (البائع) للرضوخ للسعر الذي حدده (السماسرة)، وذلك وفقاً لحوجته الماسة للمبلغ (كاش)، وحينما يوافق على السعر المحدد يطلب (السماسرة) من الشابة المعروفة المجيء لهم على جناح السرعة، وبالتالي كانت العربة المعنية دافعاً لها للاستمرار في هذا الاتجاه.
وحول شهادة بحث العربة المعروضة للبيع بـ(الكسر)، أكدت أنها لا تسلم للضحية إلا بعد أن يسدد (الشيكات)، وفي حال عجزه تتم تسوية يكتب على إثرها (شيكات) جديدة، وهكذا يجد (الضحية) نفسه غرقاً في بحر من المديونيات.
ووجهت سؤالاً للشابة، هل لو كان البائع غير مهدداً بالقبض والإيداع في السجن سيبيع عربته بمبلغ ضئيل؟ قالت : بالعكس عندما أشتري العربة من الضحية، فإنني أوقف أمر القبض الصادر في مواجهته، ليأخذ فرصة لتجميع أنفاسه، والتفكير بتروي في كيفية تسديد ما تبقي من مديونياته، وعلي هذا النحو اشتريت عدد من السيارات من شخصيات في مراكز مرموقة ومشاهير ونجوم مجتمع.
ومن أكثر القصص التي وقفت عندها أن هنالك شخصية مشهورة تعاطفت معها بعد أن اكتشفت قصته المؤثرة، ولكن لم يكن أمامها حلاً سوي أن تشتري منه عربته حفاظاً على مكانته ووظيفته، وعندما آتت هي لدفع المبلغ المتفق عليه، سألته ما الذي يضطرك لبيع سيارتك بهذا السعر الذي ينتقص من قيمتها الحقيقية كثيراً؟ فقال : (كتبت صكاً بقيمة مبلغ أكبر من قيمة شراء العربة، وحان أجله، ولم يصبر الدائن لعلمه بمكانتي الحساسة، فدفع بالشيك للبنك الذي أودع فيه حسابي المصرفي، ويبدو أنه أشاع الخبر وسط أصدقائي، وبعض زملائي الذين نصحوني بحل الأشكالية قبل أن تتطور، وخوفاً من انتشار الأمر، وأصبح عرضه للفصل أو الاستقالة قررت بيع عربتي بقيمة بسيطة لكي أسدد المبلغ للدائن)، وهذا الدين سببه أنه تزوج زوجة ثانية صغيرة في السن، وبما أن فارق العمر بينه وبينها كبيراً كان لابد من أن يشتري لها مستلزمات الزواج كسائر العروسات اللواتي في عمرها، وأمضي معها شهر العسل في أحدي الدول الأوروبية.
فيما قالت إنصاف مدني : كنت أجازف مجازفات لا يمكن أن تخطر علي البال بس يا سراج عاد أسوي شنو! فلم أكن طوال تلك الفترة الماضية مرتاحة، بل كنت أعيش في أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة، وبالرغم من ذلك كله كنت أغني، ومع هذا وذاك كنت أعرف أنني مجرد ما خرجت من هذا الحفل أو ذاك سيتم القاء القبض عليّ.
حول هل ستكتب أي شيك مرة أخري لأي غرض من الأغراض؟ قالت : (أنا دي بري بري).
ما هو احساسك بالمطاردة في الفترة الماضية؟ قالت : والله الرجال ديل اكلوا قروشي وماعافيا ليهم حقي لا في الدنيا ولا في الأخرة لأن هذه المبالغ تعبت وشقيت وساهرت فيها ووالله لو كان أي فنان أو فنانة في هذا الموقف لن يغني نهائياً ناهيك أن يدفع (7) مليار و(800) ألف جنيه.
فيما كنتي مطالبة بهذا المبلغ؟ قالت : والله ما عارفه.
وأدرفت : إن المديونية مليارية، وكلما ﺳﺪﺩﺕ ﻣﻨﻬﺎ لا تبارح ﻣﻜﺎنها قيد انملة، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻮﻧﻴﺔ ‏ (350)ﺃﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ، ﻭﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇلى ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ، ﺇﻻ إﻧﻨﻲ ﺃﺳﺪﺩ، ولكن ﺍﻟﻤﺪﻳﻮﻧﻴﺔ ﻛﺎﻟﺒﺌﺮ ﻻ قرﺍﺭ ﻟﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻮﻧﻴﺔ ﺍﻗﺘﺮﺿﺘﻪ ﻟﺤﻞ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻪ ﺇلى ﺃﻥ ﺗﻔﺮﻉ ﺇلى ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﺪﺩﺕ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻨﻬﺎ.
فيما كشفت ﺳﻴﺪﺓ أﻋﻤﺎﻝ معروفة إدخالها في هذا المجال حيث ﻭﺿﻌﺖ قصتها المثيرة ﻋﻠﻲ ﻣﻨﻀﺪتي ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺎﻛﻲ ﺃﺩﻋﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻪ ﺑﻤﺒﻠﻎ ‏(60‏) ﺃﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺣﻀﺮ ﺷﻬﻮﺩﺍً ﺍﻗﺴﻤﻮﺍ على ﺫﻟﻚ فتم ﻓﺘﺢ ﺑﻼﻍ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍجهتي ﺑﻘﺴﻢ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻇللت ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﺧﻠﻲ سبيلي ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺇلى ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺼﻠﺖ ﻓﻴﻪ.
ﻭﺗﺤﻜﻲ ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺇلى ﻣﺤﻠﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ إﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ أﺣﺪهما ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺃﺩﻋﻴﺎ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﺮﻏﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻣﺤﻠﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻟﻠﺰﺑﺎﺋﻦ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﻞ، ﺇﻻ ﻭﻭﺟﺪﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺘﻴﻦ ﻭﺗﺠﺎﺫﺑﺎ ﻣﻌﻬﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ أﺧﺬ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ ﻭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻛﺴﺴﻮﺍﺭﺍﺕ، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺘﻴﻦ ﻻ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﻟﻬﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﻗﻤﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﻞ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﺻﻼ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﻓﻴﻪ، ﺇﻻ ﻭﻃﻠﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﺕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻨﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻭﻳﻮﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ ﻋﺪﺩﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﺍﻟﺜﻤﻦ.
وحينما انتقل إلى قصة أخري، فإن وقائعها دارت ما بين مدينة امدرمان وسجن النساء، وبطلتها سيدة أعمال ظلت خلف القضبان لفترة زمنية امتدت إلى الثمانية أشهر بعد أن تمت محاكمتها تحت المادة (179) من القانون الجنائي الذي يندرج فيه نظام الحكم بـ(ويبقي لحين السداد)، وهو الأمر الذي ترك أثراً اقتصادياً واجتماعياً خاصة وأن القانون السوداني أولي الشيكات المرتجعة عناية خاصة وجعل ارتجاعها جريمة يعاقب عليها القانون.
وقالت : بدأت تداعيات قصتي من خلال عقار تجاري أمتلكه، رهنته لأحد التجار لحوجتي لـ(سيولة) مالية من أجل سفري إلى دولة خليجية، وذلك بغرض استجلاب سيارة، ولكي أحضرها لابد من أن يكون في معيتي (20) ألف جنيه على الأقل حتى أكمل الصفقة التي توسط لي فيها شخص ما آتي إلى بـ(تاجر) مؤكداً أنه يساعد الناس بالمستندات الرسمية التي بحوزتهم، وعندما يعيدون المبالغ المالية المأخوذة منه يرد إليهم المستندات الرسمية الخاصة بـ(الرهن)، وكان أن سألني التاجر ما هي قيمة المبلغ الذي ترغبين أن ترهني له (عقارك) ؟ فقلت : (20) ألف جنيه فقط، فقال : أقل مبلغ أدفع به للدائن أكبر من ذلك بكثير، وكان أن قبلت باعتبار أن قيمة عقاري تساوي أكثر من (100) ألف جنيه، وكان أن استلمت المبلغ)، وشددت الرحال إلى مدينة خليجية، والتي لدي فيها سيارتي (تايوتا) قمت بإحضارها إلى السودان، وما أن فكرت في بيعها إلا وأقترح علىّ التاجر المرهون لديه عقاري إيداع السيارة خاصتي بطرفه على أساس أنني لا أعرف التعامل مع سوق السيارات، وكان أن قيم سيارتي بـ (70) ألف جنيه يخصم منها مبلغ الرهن، ويعطيني ما تبقي من جملة المبلغ والمستندات الرسمية، وحينما مرت أيام على بقاء السيارة معه دون جدوي، وجهت له سؤالاً مباشراً أين العربة؟ فقال : في (الكرين) لأنها لم تبع فقلت له : طالما أن الأمر كذلك سلمني إليها وسوف أبيعها بطريقتي الخاصة، وبالفعل أستجاب إلى رغبتي، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟.
وأضافت : بعت العربة بمبلغ (50) ألف جنيه إلا أن هذا المبلغ ضاع مني في طريق عودتي إلى منزلي، وهو الأمر الذي جعلني مطاردة من الشاكي بتسديد قيمة الصك الذي أدخلت فيه السجن، والغريب في أمره أنه لا صلة لي به، وهو يعود إلى شخص يدعي (...)، وفي هذا تأكيد على أنني لم أكتب هذا الصك ولم أظهره، ولا يطلبني صاحبه مبلغاً مالياً، ولا أنا أعرفه لكي يسلمني شيكاً بقيمة هذا المبلغ الكبير، المهم أنه ألقي علىّ القبض، وتم إيداعي حراسة قسم الشرطة.

إيقاف (البندول) من أشهر اغانيه (بفهم)


..............................
قرر الشاعر الموسيقي عادل محمد صالح، شاعر أغنية (بفهم) التي وضع ألحانها عازف الكمان الشافعي شيخ إدريس إيقاف المطرب الشاب أحمد فتح الله الشهير بـ(البندول) من ترديدها لعدم ايفائه بما تبقي من التزامات مالية نص عليها قانون حماية حق المؤلف والمصنفات الأدبية والفنية.
وقال : بما أن المطرب (البندول) لم يوفق أوضاعه المالية معي بالشكل المتعارف عليه من حيث إبرام العقود في الأغنية التي تغني بها في حفلاته العامة والخاصة
ﻭتابع : المطرب (البندول) لم يحفظ حقوقي كاملة مقابل الأداء العلني الذي كفله لي القانون، فهو منذ أن غني أغنيتي (بفهم) ظل يتجاوز هذا الحق، ولم يسبق له الاتصال بي لوضع النقاط فوق الحروف
واسترسل : لماذا لا ﻳﻮﻟﻲ المطرب أحمد فتح الله باقي حقوقي المالية ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً، ومع هذا وذاك ظل يردد الأغنية في حفلاته الجماهيرية والخاصة والأجهزة الإعلامية، لذا أطالبه بالتوقف عن ترديدها إلى أن يحفظ حقوقي المادية كاملة لا منقوصة.

محاكمة طلال السادسة بسبب (حسين كروك)

............................
أبلغ الشاعر الشاب حسين كروك السلطات المختصة عن تجاوز المطرب طلال السادسة لحقوقه المادية المنصوص عليها وفقاً لقانون حماية حق المؤلف والمصنفات الأدبية والفنية.
وتشير الوقائع بحسب الشاعر (كروك) إلى أن (السادسة) لم يبرم معه عقداً اتفاقياً يخول له غناء أغنيته التي تحمل عنوان (ليه الجفا) التي صاغ كلماتها هو، ووضع لها الألحان الفنان الشاب ناصر عبدالعزيز و الذي سلم الأغنية موضوع القضية إلى المطرب المشكو ضده، والذي بدوره أجري لها بروفة على حد قوله، ومن ثم تم رفعها عبر الموقع العالمي الشهير (اليوتيوب).
وأضاف : ما جعلني أقدم على هذه الخطوة هضم المطرب طلال السادسة لحقوقي المادية في الأغنية، إذ أنني اتخذت الإجراءات القانونية في مواجهته، وبعد التحري في عريضة الدعوي المقدمة مني للنيابة المختصة حولت الإجراءات إلى المحكمة التي تنظر في القضية.

سوداني يجبر بطل كاراتي (فلبيني) لدخول الإسلام بالسعودية

........................
كشف شيخ سعودي قصة ادخال سوداني لبطل كاراتي (فليبيني) الديانة الإسلامية بالسعودية.
وقال الشيخ السعودي : (قام سوداني مقيم بالسعودية، وهو يواظب على أداء صلواته الخمس في المسجد كلما التقطت أذناه الأذان حيث يقوم بإغلاق المحل التجاري الذي يعمل به ويتوجه فوراً إلى المسجد).
وأردف : (السوداني المعني بالقصة ما شاء عليه طول وعرض وصاحب خلق، إلا أن بطل الكاراتي الفلبيني غير المسلم اغضبه ذات مره بالاستهزأ به حينما لم يغلق محله التجاري لأداء الصلاة التي حان وقتها، فلم يتمالك نفسه، وقام بجر جاره (الفلبيني) من يده وأدخله عنوة إلى المسجد، ومن ثم أمره أن يفعل مثل ما يفعل هو دون أن يتفوه بكلمة، فما كان من الفلبيني إلا أن ينفذ ما أمر به، وأخذ يصلي ولا يدري ماذا يفعل، بعد الإنتهاء من أداء الصلاة توجه السوداني إلى امام المسجد، وأكد بأن هذا (الفلبيني) يرغب في اعتناق الديانة الإسلامية، مما حدا بالامام تلقين الفلبيني الشهادتين، عندها فرح الناس بذلك ومنحوا بطل الكاراتي الفلبيني الريالات السعودية، الأمر الذي جعله يقول : (أنا عمري كفيلي لم يبتسم في وجهي، ولم يزيدني ريالاً فوق ما اتقاضاه من أجر، و هؤلاء الناس احتفوا بي لمجرد أنني دخلت في دينهم).

سراج النعيم يكتب : ارتفاع جنوني في أسعار السلع الاستهلاكية

...........................
أجد نفسي حائراً من بعض التجار والمصانع والشركات الذين يمارسون الجشع والطمع دون الكف عن استغلال الظروف الاقتصادية التي يرفعون في ظلها الأسعار بصورة جنونية، وعليه لابد من أن نلجأ للبر والخير والإحسان أي أن يعطي الغني من ماله للفقير من الأهل والجيران الذين تربطه بهم روابط أخوية في الدين الإسلامي، حتي نوقف جشع وطمع بائعي ومنتجي السلع الاستهلاكية الضرورية المنقذة للحياة، وهذه الظروف الاقتصادية أدخلت شرائح متعددة من شرائح المجتمع في معاناة كبيرة فى إطار ارتفاع الأسعار بشكل شبه يومي، فأضحت بذلك الكثير من الأسر عاجزة عن الإيفاء بالسلع أو بأقل متطلبات الحياة، مما أضاف عليهم فواتير إضافية كالدواء والكساء الذي تزامن مع المدارس ما وضع أسراً في مواقف مالية (حرجة)، بالإضافة إلى (الفواتير) القائمة أصلاً كالكهرباء والماء، ما حدا بالبعض منهم اللجوء إلى المقتدرين لمساعدتهم من أجل التغلب علي أوضاعهم المالية السيئة التي اضطرتهم إلى أن يمدوا أيديهم للناس أعطوهم أو منعوهم، وهي بلا شك من أقسي المواقف المؤذية للإنسان نفسياً إلا أنه أمام الضائقة المالية التي يمر بها يجد نفسه مضطراً إلى أن يفعل حتى يتمكن من تلبية لوجزء بسيط من متطلبات الأبناء والحياة المعيشية اليومية.
هنالك شرائح أخري لديها دخل إلا أنه لا يغطي لها متطلبات المعيشة من مأكل ومشرب أمثال الموظف البسيط الذي يتقاضي راتباً شهرياً ومن يصرف معاش، ومن يعمل أعمالاً حرة وغيرهم من شرائح المجتمع الضعيفة التي دخل الواحد منها لا يكفي ولا جزء يسير من منصرفاته اليومية لعدم وجود إعانات ضمانية اجتماعية، وإن وجدت قد تحسن من أحوالهم نسبة إلى أن المرتبات الشهرية والمعاشات، وما يعود علي العامل من عرق يومه وإلى آخره من أجور كلها لا تكفي الفرد إلا في حال تيسر له أن يجد مساعدات، وإذا لم تتوفر له فإنه دون أدني شك تصبح المعادلة بالنسبة له صعبة وتضعه ما بين مطرقة العوز وسندان الفقر، وما بين هذا وذاك يصاب الإنسان باليأس والإحباط الذي يجعله يقف حائراً كلما أشرقت شمس صباح جديد حيث يبدأ فيه دورة جديدة من المعاناة.
ولا أنسي في هذا التناول شرائح أخري تتمثل في المطلقات والأرامل العائلات عدداً من الأبناء فهن يكن الضغط النفسي عليهن أكبر بكثير، وبالتالي أجد نفسي مضطراً للتساؤل أين الجهات المعنية برفع المعاناة عن كاهلهم، وأين مشاريع تخفيف أعباء المعيشة وأين وأين ديوان الذكاة وأين منظمات المجتمع المدني وأين وأين وأين؟ الإجابة ببساطة شديدة مازال البحث جاري رغماً عن ذلك لم نجد لهم أثراً في المشهد حتى يقومون بالدور المنوط بهم بإيجاد الحلول الناجزة بتحسين الأوضاع المعيشية، ورفع الأجور إلى الحد الذي يجعلهم يعيشون حياة كريمة في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة.
وعندما أتطرق للجهات المسئولة علي هذا النحو، فإنني لا أقصد بأي حال من الأحوال لفت النظر بقدر ما أقصد إطلاعها بالمسؤولية الملقاة علي عاتقها لكي تؤدي الدور المنوط بها، وذلك من منطلق الواجب الوظيفي الذي تؤجر عليه.
ولابد من الاستمرارية في طرح الأسئلة المندرجة في هذا الإطار هل تلك الوزارات والمؤسسات والتنظيمات أولت أمر المواطن جل اهتمامها من واقع الأمانة التي حملتها بالإنابة عنه ؟ الإجابة في غاية البساطة لا لأنها لو فعلت لما خطر ببالي أو ببال الكثيرين طرح أي سؤال فيما نناقش من قضية متجددة، لذلك علي الجميع أداء الواجب الذي يمليه عليهم الوازع الديني في المقام الأول ثم الضمير ثم الوظيفة التى تحتم عليهم الدفاع عن حقوق المواطن الذي ربما لا يعول أسرة واحدة بل يعول عدداً من الأسر، وقطعاً هي تحتاج إلى أن يوفر لها الحياة الكريمة إلى جانب توفير المال للصحة، والكهرباء والماء، بالإضافة إلى (فواتير) أخري تتضاعف يوماً تلو الآخر نسبة إلى أن البعض من التجار والمصانع والشركات يستغلون الظروف المحيطة بالمواطن.
وفضلاً عن ذلك يهدرون أبسط حقوق الإنسان بعدم رقابة السوق التجاري الذي يشهد فوضي ضاربة في رفع الأسعار دون أية مراعاة لمن هم مرتباتهم ضعيفة، فهل سألوا أنفسهم من أين يشتري هؤلاء، وهل قامت الجهات المسئولة بعمل إحصائيات لمن هم في حاجة إلى المساعدة أو إيجاد الحلول الجذرية العاجلة للضائقات المالية.

سودانيون يرفعون الأذان في كنيسة بعد تحويلها إلى مسجد

.......................
رفعت الجالية السودانية في مدينة (لندن) الأذان في (كنيسة) قديمة بعد أن تم تحويلها إلى (مسجد) لأداء الصلوات في جماعة، وكانت الجالية قد اشترتها مقابل (450) ألف جنيه استرليني في منطقة (برمنجهام).
وتشير المعلومات إلى أن مبلغ شراء (الكنيسة) المشار له جمع من خلال تبرعات من السودانيين المقيمين في (لندن).
فيما أظهر مقطع فيديو بثه سودانياً من العاصمة الإنجليزية، مشهد رفع الآذان للمرة الأولى من داخل (الكنيسة).
بينما قال ناشر مقطع الفيديو : إن هذا العمل تم بفضل الله، ومن ثم تبرعات أبناء الجالية السودانية في مدينة (لندن) بعد أن شعروا بضرورة إقامة (مسجد) لاداء الصلوات في جماعة، علماً بأن المسجد الآخر يبعد مسافة عن مكان إقامتهم.
من جهة أخري ينشط الكثير من المسلمين في عدد من الدول الأوروبية للدعوة للديانة الإسلامية، وشراء (كنائس) مغلقة ومن ثم تحويلها إلى (مساجد).

الأحد، 24 فبراير 2019

الحكومة الاثيوبية تبعث برسالة شكر للفنان ياسر تمتام وتكرمه وزيرة الدولة






بعد عودته من المشاركة ضمن فعاليات الاتحاد الافريقي
...........................
ياسر تمتام يكشف أدق الأسرار حول لقائه الرؤساء الأفارقة
.........................
جلس إليه : سراج النعيم
.......................... 
تلقى الفنان السوداني (ياسر تمام) رسالة شكر وتقدير من الدكتور (ورقنه) وزير خارجية اثيوبيا على الأداء المميز في العشاء الرسمي الذي أقامه رئيس وزراء اثيوبيا للسادة قادة الدول والحكومات والبعثات الدبلوماسية المشاركين في القمة رقم (٣٢) للاتحاد الأفريقي.
وأشار وزير الخارجية الاثيوبي في خطابه إلى أن مساهمة المطرب السوداني (ياسر تمتام) كانت مميزة ، مؤكداً أنها أسهمت في إبراز ثقافة القارة الأفريقية الغنية بالتراث والابداع ، كما عززت من أجندة تكامل أجزاء القارة.
وفي هذا الإطار كشف الفنان ياسر تمام أدق الأسرار حول لقائه بالرؤساء الأفارقة والبعثات الدبلوماسية لدي اثيوبيا.
في البدء ماذا عن مشاركتك وكيف تم الاختيار؟
وقع علىّ الاختيار لأداء الفاصل الغنائي في الاحتفال الذي شهده الاتحاد الإفريقي بواسطة السفارة الاثيوبية بالخرطوم ، ويعد هذا الاحتفال خاصاً بيوم أفريقيا، والذي شرفه الرؤساء الأفارقة والبعثات الدبلوماسية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، وذلك ضمن فعاليات قمة الاتحاد الإفريقي.
ماذا عن تفاعل الرؤساء الأفارقة والبعثات الدبلوماسية مع فاصلك الغنائي؟
مشاركتي ضمن فعاليات القمة الخاصة بالاتحاد الأفريقي بـ(أديس أبابا)، جاءت وفقاً لدوري الطليعي في الحركة الفنية السودانية وأمتد ذلك للمحيط الأفريقي، المهم أنني كنت ممثلاً للسودان، والحمدلله وفقت في تمثيله خير تمثيل.
ما الكيفية التي جعلت الاتحاد الافريقي يختارك للغناء في فعالياته؟
أبلغني السفير الاثيوبي في الخرطوم باختياري فناناً مشاركاً من بين أكثر من عشرين مطرباً أفريقياً في فعاليات الاتحاد الأفريقي، ولم أخذل من رشحوني لهذه المهمة، والتي قدمت في إطارها فاصلاً غنائياً مع عدد من المطربين الأفارقة، وقد حرصت على أن أطرح لونية غنائية مميزة ترضي كل الأطراف المشاركة في الفعاليات، إذ أنني مزجت الغناء بـ(اللغة العربية)، (اللهجة السودانية)، (الامهرية) و(الإنجليزية)، مما حدا بالسادة الرؤساء والبعثات الدبلوماسية التفاعل مع الأعمال الغنائية التي قدمتها في تلك الأثناء.
وماذا عن الحفل الخاص الذي اقامته لك وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الاثيوبية؟
بما أنني كنت قدر الاختيار ومشرفاً للسودان واثيوبيا والقارة الافريقية عموماً حرصت (هيردوت زمني) وزيرة الدولة للخارجية الأثيوبية على تكريمي والفرقة الموسيقية السودانية المصاحبة لي، وذلك باقامة حفل استقبال خاصاً رغماً عن مشاركة أكثر من عشرين مطرباً وفرقة موسيقية من مختلف الدول الأفريقية.
ما الأغاني التي صدحت بها في فعاليات الاتحاد الأفريقي؟
حرصت أن أغني خلال مشاركتي في فعاليات الاتحاد الأفريقي لكبار الفنانين السودانيين، وعلى رأسهم (الكاشف)، (وردي) و(اللحو)، بالإضافة إلى بعض أغاني الحقيبة، وقد وجدت هذه الأغنيات هوي في نفوس الرؤساء الأفارقة والبعثات الدبلوماسية، وقد ظهر ذلك جلياً في طرب ورقص وتبشير (موسى فكي) رئيس المفوضية، بالإضافة إلى السفيرة الأمريكية، وعدد من الدبلوماسيين الأفارقة والعرب والغربيين الذين شهدوا الحفل، والذين تفاعلوا بشكل مدهش مع الإيقاعات السودانية الممزوجة بالاثيوبية.
هل اختيارك للغناء ضمن فعاليات القمة الافريقية نابع من أنك غنيت باللونية الاثيوبية؟
ربما يكون ذلك سبباً من الأسباب، فأناغنيت باللونية (الإثيوبية) من واقع أنها تتمتع بشعبية في الأوساط السودانية، وقد سبق أن رددت أغنيات عاطفية في أول ألبوم غنائي، وقد حوي على أغنيات خاصة منها (دفق يا عسل)، (الكلمة الأخيرة)، (حيرة)، وهي جميعاً من تأليف الشاعر الراحل حسن الزبير وألحان الدكتور الموسيقار الماحي سليمان.
ما الفائدة التي جنيتها من مشاركتك في القمة الأفريقية؟
كانت بالنسبة لي فرصة كبيرة لعكس الموروث الغنائي السوداني، وإنجاز بعض المشاريع الفنية الجديدة، و التي اعكف على طرحها في الساحة الفنية، وأبرزها عمل غنائي جديد يحمل عنوان (صدقني).
أنت متهم بالتفريط في أغنيات اشتهرت بها؟
منذ أن ولجت للحركة الفنية وأنا إنساناً مسامحاً ولا أحب أن أدخل مع الزملاء في صراعات، كما انني لدي قناعة مطلقة تتمثل في أن الفن بستان كبير يتيح لكل فنان أن يقطف منه الزهرة التي تروق له.
ماهي أبرز الأغاني التي اشتهرت بها ومن هم المطربين الذين تغنوا بها بعدك؟
الأغاني التي اشتهرت بصوتي كثيرة إلا أن ابرزها (مهما الأطباء تخصصوا)، والتي غنتها بعدي المطربة الفنانة ندى القلعة، (يا قلبي في طبعك ملك، ورددها المطرب جمال مصطفي (فرفور) وغيرها.
وعن الكيفية التي بدأت بها علاقتك بنادر خضر؟
نادر خضر التقيت به في العام 1979م في دولة الإمارات العربية المتحدة مع صديق مشترك وكان آنذاك قد جاء من الهند ومن ساعتها أصبحنا أصدقاء.
سئل نادر خضر عن الفنان الذي يضيف لبرنامج ( أغاني وأغاني ) قال : ياسر تمتام؟
اطلعت علي رأيه من خلال صالون ( نجم ومعجبون في الدار )، وأثلج رأيه صدري والبعض قالوا لي ما ذهب إليه نادر مجروح نسبة إلي أنه صديقك ولكن ما لا يعلموه هو أن نادر خضر يعتبرني مرجعاً له في أغاني الحقيبة خاصة التي رددها في برنامج ( أغاني وأغاني ) وفي هذا السياق أتلقي منه اتصالاً هاتفياً لكي يحفظ أغاني الحقيبة بصورة صحيحة كما أنه يشاورني في الأغاني التي يود ترديدها في البرنامج.
وعن مرافقة نادر خضر له في فترة مرضه بالقاهرة؟
عندما مرضت أسعفني نادر خضر إلي المستشفي بعد أن الغي حفلاً يفترض أن يغنيه بالخرطوم وظل يؤجل في سفره إلي أربع أيام وكل ما كنت اطلب منه أن يسافر يرفض ويقول : لن أسافر إلا بعد أن تصبح حالتك الصحية علي أفضل ما يكون الأمر الذي اضطر الفرقة الموسيقية الخاصة بنادر أن تسافر من هناك إلي الخرطوم.

سراج النعيم يكتب : هروب الإنسان بحثاً عن (الحرية)

...........................
من المعروف أن الإنسان، ومنذ خلق البشرية ولد حراً في فكره ومعتقده وحركاته وسكناته، وظل على ذلك النحو يبحث بحثاً مضنياً عن الحرية، وفي هذا الإطار يتمرد على كل ما هو مقيد لها، ويظل يقاوم مهما كانت القوي المنوط بها ممارسة هذا الفعل المنافي لطبيعته، والذي دائماً ما يمني النفس بواقع خال مما لا يتوافق مع واقعه الحر، الأمر الذي يدفعه للبحث عن تنسم الحرية، التي ربما تقوده نحو صراع مستمر إلى أن يسلم الروح إلى بارئها، هكذا هو حال الإنسان في الحياة متمرداً على قيودها و ساعياً سعياً حثيثاً عن حريته المطلقة رغماً عن أن (الأنظمة) أو (اللوائح) أو (القوانين) التي يشرعها البشر تتعارض أحياناً مع ما يصبو اليه، والتي بموجبها تتم المعاقبة بالحرمان عن الحرية، أي أن الإنسان يتم وضعه في مكان محدد، فلا يستطيع الفكاك منه لأي سبب من الأسباب، وهو ما يعرف بـ(السجن) أو (الحراسة) أو (الزنزانة)، أو (المعتقل)، وعليه يجد نفسه موضوعاً بين أربعة جدران، و مرغماً على البقاء في المكان المحدد والذي هو بعيد كل البعد عن الحياة الحرة، وهي دون أدني شك لا تتناسب مع طبيعته، وذلك بغض النظر عن أنه ارتكب جرماً أم لا.
المتأمل لمن يخطئون أو يتجاوزون الأنظمة واللوائح والقوانين يجد أنهم فعلوا ذلك بحثاً عن حياة كريمة لا قيد أو شرط فيها ، فالقيود والشروط تكبل الحرية، لذا على الإنسان أن يعرف جيداً أن بحثه عنها قد يوقعه في محظور أو ما هو غير مسموح به، هكذا هو الإنسان يحاول بشتي السبل عاملاً عن الانعتاق من القيود التي ربما وضعته فيها الظروف و التي قد تكون (سياسية)، (اقتصادية)، (اجتماعية)، (ثقافية) وغيرها، لذلك تجد الإنسان يفكر عميقاً في كيفية الهروب من محبسه بغض النظر عن أنه فاقد الحرية اي أنه قد يكون مسجوناً من طرف السلطة القضائية أو النيابة أو الشرطة أو أي جهة أمنية مخول لها ذلك، ومع هذا وذاك يبحث الإنسان عن الحرية بأي ثمن من الأثمان، ولعل هذا البحث تجلي في سورة سيدنا (يوسف) عليه السلام، حيث أنها صورت البحث عن الحرية تصويراً بليغاً، إذ أنها بدأت بحلم، وانتهت بتغييره، ومن عجائبها أن (قميص) سيدنا يوسف عليه السلام كان دليلاً على براءة إخوته، وبراءته هو شخصياً من تهمة حاولت زوجة العزيز الصاقها به، وهو ذاته الذي أعاد به (بصر) والده يعقوب عليه السلام، وهي من القصص الراسخة في المخيلة، وذلك نسبة إلى أنها تدعو إلى أن يتقي الإنسان الله سبحانه وتعالي، وأن يصبر ولا (ييأس) أو (يقنط) من رحمته، فلا يضيع أجر من صبر صبراً جميلاً، فليس كل جميل قد تكون نهايته سعيدة كما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام، والذي قاده حب والده (يعقوب) عليه السلام إلى أن يلقي به في غياهب (الجب)، ومن ثم العمل في قصر العزيز خادماً، ومن بعد ذلك تم إدخاله السجن، وإذا كان هذا هو ما تعرض له سيدنا يوسف عليه السلام، فما بال من يفقدون حريتهم من أناس عاديين لا حول ولا قوة لهم إلا بالله، وبالتالي يفكرون ملياً في الهروب من ذلك الواقع حيث ينجح البعض منهم أو يفشل، فتتم إعادته لخلف القضبان مرة أخري مع تشديد القيود والرقابة، وربما توقيع بعض الجزاءات من قبل الجهة المنوط بها تنفيذ حبسه لكي يكون عظة وعبرة لمن يفكر في الانجراف وراء ذلك التيار.
من المعلوم أن وجود الإنسان في المكان المقيد لحريته وفقاً للقانون يدعه يبحث عن استبيان أين تكمن الحقيقة؟، وهي ما تكشفها التحريات المتعلقة بهذه التهمة أو تلك، وفي الأصل المتهم برئ حتي تثبت إدانته من السلطة القضائية، والتي يتأتي أمرها فيما بعد بالحبس بعد النطق بالحكم حسب الجرم، والذي يوجد في إطاره قانوناً ينظيم عمل السجون وكيفية تعامل إداراتها مع السجناء أو المنتظرين، وعليه من يفكر في الهرب فإنه يعرض نفسه للخطر وفقدانه فرصة الإصلاح والتهذيب والتأهيل الذي سوف يجده خلال قضائه فترة الحبس في هذا السجن أو ذاك، ومع هذا وذاك فإن السجون تنقسم إلى سجون (اتحادية)، (ولائية)، (مصحات)، (دور التربية)، ومعسكرات مفتوحة و شبه مفتوحة.

الطاهر حسن التوم يطرح تساؤلات حول تجمع المهنيين ويقدم اقتراحات

.............................
تداول نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للإعلامي الطاهر حسن التوم مدير عام قناة (سودانية 24) ومقدم برنامج (حال البلد)، يطرح من خلاله تساؤلات حول (تجمع المهنيين)، ومن هم قادته، ولماذا لا يظهرون في العلن. 
من جانبه كان (الطاهر) قد تحدث في وقت سابق عن قادة تجمع المهنيين، وظل يطرح التساؤلات حوله وحول قيادته ولماذا يخفون أنفسهم؟.
وفي هذا السياق حظي مقطع الفيديو آنف الذكر بالترويج داخل مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب) وغيرهما حيث أنه وجه حديثه بصورة مباشرة إلى قيادات تجمع المهنيين لماذا لا تعلنون عن أنفسكم ؟ وغيرها من الأسئلة المندرجة في هذا الجانب.
من جهته قدم الطاهر حسن التوم خلال مقطع الفيديو بعض الاقتراحات لقيادات تجمع المهنيين.

تعرف على مطربين سودانيين يحملون (جوازات سفر أجنبية)

.........................
كشف الإعلام الحديث المطربين السودانيين الذين لديهم جوازات مزدوجة (سودانية) و(أجنبية) وعلى رأسهم الدكتور الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي، وأسامة الشيخ، حمزة سليمان، عمر بانقا والذين يحملون جوازات سفر (أمريكية) المطربتان الشقيقتان (نانسي) و(نهى) عجاج، تحملان جوازاً (هولندياً)، والمطربة هند الطاهر التي تحمل جوازاً (فرنسياً)، والمطربة إيمان لندن لديها جوازاً (هولندياً)، بالإضافة إلى عدد من المطربين والمطربات الموسيقيين السودانيين، وأبرزهم عازف الكمان عثمان محي الدين الذي يحمل جوازاً (إنجليزياً)

الحلنقي وندى القلعة.. (أجيك بي سكة تروح بي سكة)

...........................
فرغت المطربة ندي محمد عثمان الشهيرة بـ(ندي القلعة) من وضع اللمسات النهائية لأغنيتها الجديدة التي تحمل عنوان (أجيك بي سكة تروح بي سكة)، التي صاغ كلماتها الشاعر الكبير اسحق الحلنقي ووضع لها الالحان الفنان عماد يوسف وقد شرعت في تسجيلها لتعانق اسماع جمهورها في غضون الأيام القليلة القادمة.
وقال الفنان عماد يوسف : إن الأغنية سالفة الذكر ستحظي بقبول منقطع النظير لما فيها من فكرة متجددة من حيث الكلمات والألحان.
وأبدى ثقته في استماع المتلقي لها والاحتفاء بها، وتقول الأغنية في جزء منها :
أجيك بي سكة تروح بي سكة
يا عصفور في الروض تتكه
لما أجيك تعمل ناسيني
ولما أروح تقعد تتبكه

الخميس، 21 فبراير 2019

صفحة (اوتار الاصيل) عبر صحيفة (الدار)


سراج النعيم يكتب : شراء اللحوم بـ(النظر) يسقط بس

.....................
ظلت الضائغة الاقتصادية القاهرة تشكل واقعاً مذرياً للشعب السوداني الذي صبر صبراً نقطع النظير، وبالرغم من ذلك الصبر لم تتم مكافآته بما يضمن له عيشاً كريماً في حياة خالية من (الفواتير)، وهي (فواتير) باهظة الثمن، فكلما مزق منها واحده أطلت عليه أخري لم تكن في الحسبان، مما قاد للحيرة والدهشة في زمن لم تعد فيه الدهشة تشكل حيزاً، ومن الشواهد على معاناة إنسان السودان شراء اللحوم (الحمراء) أو (البيضاء) وفق نظرية (الشراء بالنظر)، هكذا يركن الفقراء لهذا الواقع الذي تسيطر عليه ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، وكلما مر عليها يوماً تزداد سوءاً، الأمر الذي جعل صديقي يدير معي حواراً حول الأوضاع الاقتصادية القاهرة التي يمر بها، إذ قال كما تعلم فأنني موظفاً بسيطاً، وأتقاضي في إطار الوظيفة مبلغاً مالياً ضعيفاً، ومع هذا وذاك متزوج، ولدي عدد من الأطفال، وكلما نهضت من النوم في الصباح الباكر لكي أتوجه للعمل كالمعتاد يطلبون مني مبلغاً مالياً بسيطاً بغرض شراء صناديق (بسكويت) من المحل التجاري القريب من المنزل، وبما أن ميزانيتي محصورة في نطاق ضيق جداً ولا تسمح بذلك، أقول لهم باستحياء شديد (ما عندي قروش)، فما يكون منهم إلا أن يردوا على قائلين : (طيب ما تقعد معانا في البيت أفضل من الذهاب للعمل دون عائد، وعمل لا فائدة منه يسقط بس)، المهم أن صديقي حزن حزناً عميقاً كون أنه لم يستطع أن يلبي لأبنائه أبسط ما يرغبون فيه من (بسكويت) يأكلونه لدي ارتشافهم أكواب شاي الصباح، وكما تعلمون فإن الأطفال عموماً لا يعرفون شىء اسمه (ما عندي قروش)، وهذا النموذج الذي أشرت له واحداً من بين عشرات النماذج التي تمر على حياتنا اليومية، وهي نماذج أفرزها سوء التخطيط الاقتصادي في البلاد، رغماً عن أن الجهات المختصة تضع خطط وبرامج ذات وعوداً غير صادقة، وهذه الوعود قادت البلاد نحو مستقبل يحمل بين طياته رﺅﻳﺔ فيها شيئاً من (الضبابية)، بالإضافة للفساد الذي أستشري في أوساط الناس، عموماً كلما مر يوم على (محمد احمد الغلبان) يزداد وضعه الاقتصادي سوءا، وعليه يجد ﺃﺣﻼمه ﻭﺗﻄﻠﻌﺎت وآماله وأشواقه ذهبت إدراج الرياح.
حقيقة أصبح الراهن السوداني من حيث البنية الإقتصادية الأساسية يحتاج إلى زمن حتى يتعافى، ويصبح صحيحاً، ومن ثم يستطيع الشعب أن يحقق ما يصبو إليه، إلا أنه حتى ذلك لم يعد ممكناً من خلال خطط وبرامج قائمة على رؤية يصعب تنفيذها لتعارضها مع مصالح البعض الذين يهدفون إلي أن يبقي الحال على ما هو عليه، خاصة وأن المعالجات الاقتصادية الرسمية لا تتقدم للإمام قيد أنملة، الأمر الذي أدي إلى فقدان الثقة في إدارة هذا الملف الشائك، وجعل الحياة شبه معطلة، خاصة وأن الوضع (الاقتصادي)، (الاجتماعي) و(الإنساني) تشوبه ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ عدم ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ نحو المستقبل، والذي قد لا يتوفر فيه الحد الأدنى لحياة كريمة، نعم هذا هو الاحساس الذي يتخالج ﺩوﺍﺧﻞ ﻣﻌﻈﻤﻨﺎ، وهو إحساس ﺃﻭﺟﺪته الرؤية الإقتصادية الخاطئة المرسخ لها، ومع هذا وذاك هنالك إصرار على تنفيذها رغم العلم بمالآتها السالبة، وكأن المسئولين لا خيار أمامهم ﻟﻠﺘﺮﺍﺟﻊ عنها ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ للبحث عما هو أفضل مما هو مطروح آنياً.
ﻻ ﺃﺩﺭﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ أشعر بعدم الاطمئنان والتفاؤل لمستقبل السودان في ظل واقع اقتصادي (متخبط) وبالغ التعقيد، واجتماعي حدث فيه شرخ يصعب تداركه مع مرور الزمن، وإنساني عمق الجراح في النفوس، وثقافي قاد النشء والشباب للوعي والإدراك لمجريات الأحداث (السياسية)، (الاقتصادية)، (الاجتماعية)، (الإنسانية) و(الثقافية)، وبالتالي هي أوضاع مختلفة، وتعكس ﺭﺳﺎﺋﻞ واضحة ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻬﻤﻪ ﺍﻷﻣﺮ، فإن بلادنا تمر بمنحنيات خطيرة تحتاج إلى ﻤﺸﺎﺭﻳﻊ، وكما تعلمون فإن المشاريع هي لغة ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺰﺩﻫﺮ، والجاذب لرؤوس والأموال والإﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، وقطعاً ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ في ظل ذلك ﻣﺮﺣﻠﺔ ليس فيها هذا المفهوم العميق الرامي لإصلاحات ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ليس من بينها فتح الأبواب مشرعة للاجئين (الجنوبيين)، (السوريين)، (الاثيوبيين)، (الاريتريين) وغيرهم، بالإضافة إلي العمالة الاجنبية غير المقننة والمخالفة لقوانين الإقامة، وهي عمالة تستنزف البلاد ولا تضيف، بل أوجدت عادات وتقاليد وثقافات مغايرة للسودانية إلي جانب بعض الأمراض، وبالتالي سيبقي الحال على ما هو عليه، لذا لن نجني ﺛﻤﺎر بلادنا التي يفترض فيها أن تكون سلة غذاء العالم، والذي يعلم تماماً هذه الحقيقة، والتي لن تتحقق إلا إذا عاودت ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ السوداني ﺩﻭﺭﺗﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﻌﻬﻮﺩ يكون ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ الذي نأمل فيه أن تتحقق كل طموحتنا وأحلامنا وأشواقنا.

معلم سوداني يكشف قصة اتهامه بـ(النشل) بالحرم المكي الشريف




















بعد إطلاق سراحه من قبل السلطات السعودية
..................
المباحث ألقت عليّ القبض بسبب هاتف معتمر (باكستاني) والقضاء برأني من التهمة
...............
جلس إليه : سراج النعيم
...............
كشف الأستاذ صلاح يوسف محمد شبور البالغ من العمر (47) عاماً، والذي يعمل معلماً تفاصيل مثيرة حول إلقاء القبض عليه بالسعودية أثناء أدائه لعمرة (رجب).
وقال : بدأت قصتي على النحو التالي إذ أنني شددت الرحال إلي المملكة العربية بغرض أداء العمرة وأثناء طوافي بالكعبة المشرفة وجدت هاتفاً سياراً ملقياً على الأرض، فما كان مني إلا والتقطت الهاتف، ولم يمر على ذلك سوي كسر من الثانية إلا وتفاجأت بشخص ما يمسك بي من الخلف، ثم يصيح بصوت عال : (أنت نشال.. أنت نشال)، فقلت له : (أنا سوداني لا ينشل)، وإذا كنت تقصد الهاتف السيار فأنا وجدته مرمياً على الأرض، ورغماً عما ذهبت إليه إلا أنه قام باقتيادي إلى مكتب المباحث (مكلبشاً) من يدي، وبعد أقل من نصف ساعة ظهر مواطناً باكستانياً أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الهاتف الذي عثرت عليه ملكه، فقام بأخذه دون الإشارة إلى أنه (سقط) منه أو تم (نشله)، الأمر الذي استدعي الشرطة السعودية لتصويري وتفتيشي الذي وجدوا في ظله مبلغ (2800) ريال سعودي، و(200) دولار أمريكي، المهم أن السلطات السعودية قامت بإعادة المبلغ لي كاملاً، ومن ثم قامت بإيداعي حراسة قسم شرطة (مكة المكرمة)، وظللت فيها قرابة اليومين، وخلال هذين اليومين تعرضت للضرب على وجهي براحة كف (اليد)، بالإضافة إلي الإساءة والتجريح من قبل ضابط شرطة برتبة (نقيب) كان يتولي التحري معي في البلاغ المفتوح في مواجهتي.
وأضاف : سمحت لي الشرطة السعودية بالاتصال بالفندق الذي أقيم فيه من أجل إحضار جواز سفري، ثم اتصلت على شقيقي الذي يعمل في النادي الأهلي السعودي بمدينة (جدة)، وطلبت منه الذهاب إلى الفندق المعني لاستلام امتعتي المودعة بطرفهم.
واسترسل : أثناء التحري معي اكتشفت أن هنالك سودانيين متهمين أيضاً في ذات البلاغ بـ(النشل) الذي وجهته الي السلطات السعودية، والذي حولنا في إطاره جميعاً من قسم الشرطة المعني إلى سجن (مكة المكرمة) العمومي، ومنه تم أخذنا إلى إدارة المعامل الجنائية الذي أخذت فيه بصامتنا، كما تم تصويرنا أيضاً صوراً فتوغرافية، المهم أن كل هذه الإجراءات المتبعة معنا كانت تتم على مراحل، ومع هذا وذاك مقيدين بالسلاسل من الأيدي والأرجل ذهاباً وإياباً.
وأردف : قابلت المدعي العام السعودي في ظل الاتهام الذي اواجهه، وقام بدوره باستجوابي مرة أخري حول وقائع (النشل) المتهم به من قبل المباحث السعودية، ثم تمت إعادتي إلي سجن (مكة المكرمة) العمومي، والذي بقيت فيه ثلاثة أشهر متصلة، ثم حولت منه إلي المحكمة الجزئية بمكة المكرمةـ دائرة القضايا التعزيرية الخامسة، والتي مثلت فيها أمام القاضي سعيد مسفر القطحاني الذي طلب في الجلسة المنعقدة لمحاكمتي (بينة) تدينني وفق الاتهام الذي وجهته لي السلطات المختصة، وبما أنه لم تكن هنالك (بينة) تمت إعادتي إلي سجن مكة المكرمة العمومي مرة أخري، ومنذ ذلك التاريخ ظللت في السجن عاماً كاملاً مضافاً إليها الثلاثة أشهر السابقة.
وذكر : للإنصاف فإن وفداً من السفارة السودانية بالعاصمة السعودية (الرياض) جاء إلينا زيارة في سجن (مكة المكرمة) العمومي، وبعد الاستماع إلى قضيتنا قاموا بتحريك إجراءات القضية بطرف السلطات العدلية السعودية، ومن ثم مثلت أمام قاضي أخر، قام هو بتحديد جلسة للنطق بالحكم، وذلك بعد (15) يوماً من تاريخه، عموماً كنت حاضراً في الزمان والمكان الذي قابلت فيه قاضياً ثالثاً، وهو بدوره حدد جلسة أخري بعد (15) يوماً من تلك الجلسة، وعندما تمت إعادتي إلى المحكمة وجدت القاضي الذي مثلت أمامه أولاً، فاستغرب جداً من أنني مازلت موجوداً في السجن دون أن تتم محاكمتي، فما كان منه إلا وأن يطلب (بينة) تدينني في الاتهام الموجه لشخصي الضعيف، وعليه تم تحديد موعداً اخراً للنطق بالحكم، وعندما عدت للمحكمة للمرة الثانية أصدر القاضي حكماً يقضي ببراءتي من تهمة (النشل)، وجاء منطوق الحكم : الحمد لله وحده وبعده فلدي أنا عبدالله بن عبدالرحمن الرومي القاضي في المحكمة الجزائية بـ(مكة المكرمة)، وفي الجلسة جري سؤال المدعي العام السعودي عن (البينة) التي وعد بإحضارها فأجاب قائلاً : لم أستطع إحضارها في هذه الجلسة، هكذا أجاب ونظراً لأنه تم إمهاله ثلاث مرات ولم يحضرها، فقد اعتبرته المحكمة عاجزاً، وقررت استكمال نظر القضية، فجري من القاضي الإطلاع على أقوال المدعي عليه، فوجدها مطابقة لما أجاب به، ثم جري منه الإطلاع على صحيفة سوابقه، فوجدها تتضمن عدم وجود سوابق، فبناء على ما تقدم من الدعوي والإجابة والإنكار لدعوي المدعي العام السعودي الذي لم يقدم (بينة) على دعواه، ولأن الأصل براءة (الذمة)، ولأن ما دفع به المدعي عليه محتمل، ولخلو صحيفته من السوابق، لذلك كله، فإنه لم يثبت لدي المحكمة إدانة المدعي عليه صلاح يوسف شبور بنشل جهاز (جوال) من نوع (سامسونج) من أحد الأشخاص مقبلي الحجر الأسود بـ(الحرم المكي) الشريف، وقرر القاضي صرف النظر عن دعوي المدعي العام ضد المدعي عليه، وأخلي سبيله بخصوص هذه القضية، وبه حكم بناء على المادة الثانية والتسعون بعد المائة من نظام الإجراءات الجزائية، وأفهم المدعي عليه بأن لكل واحد منهما حق طلب الاستئناف خلال مدة ثلاثين يوماً، استناداً على المادة الثالثة والتسعون بعد المائة من ذات النظام، ومن لم يقدم اعتراضه منهما خلال المدة النظامية يسقط حقه في طلب الاستئناف وفقاً للمادة الرابعة والتسعون بعد المائة من ذات النظام، يكتسب الحكم القطيعة، والصفة النهائية بموجب المادة العاشرة بعد المائتين من نظام الإجراءات الجزائية.
وتابع : القاضي الأول أصدر حكم ببراءتي لعدم وجود (بينة) أو (شهود) بالإضافة إلى خلو صحيفتي من السوابق، وعليه تمت اعادتي إلى سجن (مكة المكرمة) العمومي مرة أخري، وجاء منطوق محاكمتي للمرة الثانية مخالفاً للحكم الأول الذي استأنفه المدعي العام السعودي، فجاء منطوق الحكم الثاني أمام قاض خلاف الأول : (الحمدلله وحده وبعد، فلدي أنا البراء بن سعيد القحطاني القاضي بالمحكمة الجزئية بـ(مكة المكرمة)، خلف فضيلة القاضي عبدالله عبدالرحمن الرومي بموجب خطاب فضيلة رئيس المحكمة الجزئية بـ(مكة المكرمة)، المتضمن تكليفي بعمل الدائرة التعزيرية الخامسة حيث افتتحت الجلسة بعد أن وردتني المعاملة بخطاب من رئيس محكمة الاستئناف والمقيدة بقيد المحكمة، وبرفقتها قرار الدائرة الجزائية الثالثة والمتضمن نص الحاجة منه، وبدراسة القرار وصورة ضبطه ولائحته الاعتراضية تقرر إعادتها لفضيلة حاكمها لملاحظة أن صرف النظر، وإخلاء سبيل المدعي عليه السابق حيث أن هذا الإقرار يورث الشبهة في حق المدعي عليه بقيامه بما نسب إليه ولوجاهة ما ذكره أصحاب الفضيلة، ولأن ما أتهم به من المحرم شرعاً حيث أن التهمة هي (النشل) في بلد الله المحرم، لذا كله فقد قررت توجيه الشبهة للمدعي عليه بقيامه بما نسب إليه، وحكمت عليه تعزيراً في الحق العام بما يلي : (سجنه لمة ثلاثة أشهر يحتسب منها فترة إيقافه على ذمة هذه القضية وجري النطق به وبإعلانه قرر المدعي عليه القناعة به وإما المدعي العام السعودي فقد قرر البقاء على اعتراضه وقررت إلحاق ذلك بصكه وسجله، ومن ثم إعادة كامل المعاملة لمحكمة الاستئناف لتقرير ما يرونه.
واستطرد : عندما كنت في سجن مكة المكرمة عانيت كسائر السجناء فمثلاً إذا أردت أن تذهب إلي الحمام فإن الدخول إليها يتم من خلال الوقوف في الصف، بالإضافة إلي أن النزيل ينام على سرائر مرصوصة فوق بعضها البعض، وكل سجين يخرج من السجن يصاب بمرض (الجرب) الذي أصبت به بعد أن جئت السودان، وظل هذا المرض ملازماً لي على مدي شهرين.
ومضي : عدت إلي الوطن بعد أن تمت براءتي من التهمة المنسوبة الي، وبالرغم من أنني تفاجأت لدي استلام جواز سفري أنه منتهي الصلاحية، مما أضطر السلطات السعودية أن تمنحني تأشيرة خروج مررت بها بصورة عادية جداً من خلال مطار (جدة) إلي مطار الخرطوم الدولي.

الأحد، 17 فبراير 2019

سراج النعيم يكتب : شخصية (الرئيس) مع الانظمة واللوائح والقوانين هي لغة النجاح

....................
ظللت على مدى سنوات متصلة احذر من مغبة السقوط في براثن عدم القيادة الرشيدة، فالقيادة موهبة وفن لا يحتاج لأن تكون الشخصية الواقفة على رأسه قوية من حيث البنية الجسمانية بقدر ما أنه يجب أن يكون حكيماً في إدارة الكادر البشري وتطبيق اللوائح والقوانين المنظمة لسير العمل، فأي تجاوز فيها من (الرئيس) أو (المدير) ستكون إدارته فاشلة ومهزوزة في تطبيق اللوائح الداخلية وتنفيذ قانون العمل الرامي لبيئة مستقرة، وخالية من الفوضي، خاصة وأن هناك علاقة وطيدة بين الإدارة والشريعة الإسلامية لقوله تعالي : (إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم)، وهنالك حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يدير الرجل أمر خمسين امرأة).
ومما ذهبت إليه فإن الشخصية الإدارية القيادية يجب أن تدرك وتعي أن العمل الإداري قائم على أساس الأنظمة واللوائح والقوانين نسبة إلي أن الإدارة موهبة وفن يجب أن تدار في إطارها شؤون المؤسسات والشركات، وهي في الاساس يبني عليها كل العمل الاداري الذي يتطلب المرونة مع الكوادر البشرية مع ذلك عدم التهاون في تطبيق النظم واللوائح والقوانين لأن إغفالها يؤدي إلي إشكاليات ربما تعود لعدم التطبيق بشكل سليم، أو عدم القيادة بشفافية، وهذا يوضح أين تكمن الأزمة، هل في المسئول الذي يقف على رأس العمل الإداري، أم أنه في تنفيذ الأنظمة واللوائح والقوانين؟.
فضلاً فإن بعض النظم واللوائح والقوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية، والتي وضحت فنون الإدارة من خلال التخطيط المبني على الأفكار الخلاقة، بالإضافة إلي المرونة فيه وإيجاد البدائل كلما مرت به أزمة، ومن شواهده على ذلك قول سيدنا يوسف عليه السلام : (تزرعون سبع سنين دأباً، فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصدون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)، ومما هدى الله سبحانه وتعالي إليه سيدنا يوسف عليه السلام، فإن (الرئيس) أو (المدير) ملزم بالتخطيط المستقبلي لتفادي الإشكاليات والأزمات التي تواجهه.
ومن هنا يجب على الشخصية القيادية أن تكون مستقلة في اتخاذ القرار، وأن تعمل وفق الأنظمة المتبعة، ومتابعة تنفيذها بصورة دقيقة من خلال الأقسام الرئيسية المساعدة، والتي يجب أن تأطر لهذا المفهوم ، وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً بعيداً عن المحاباة والمجاملة، فأي (رئيس) أو (مدير) يفترض فيه وضع الخطط المستقبلية القريبة والبعيدة المدي، وأن تكون لديه القدرة على السير الصحيح مع الموظفين، والتعامل معهم بروح الود والحب والرضا والانتماء للعمل، وخير شاهد قوله سبحانه وتعالي : (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، و(أن تعفوا أقرب للتقوي ولا تنسوا الفضل بينكم).
ومن أوجب الواجبات عليه متي يتدخل لحل هذه الإشكالية أو تلك الأزمة التي تواجه سير العمل إدارياً، وأن يدرك تماماً ما الذي يجب أن يفعله لتجنب الخسائر، فهو قد يكون مستوعباً كيفية تفكير مصطنع الإشكالية أو الأزمة التي إن تروي في ظلها فإنه سيجد الحل وفقاً للأنظمة واللوائح والقوانين، فهي دون أدني شك كفيلة بالحل، والذي ربما لا يحتاج إلي أي تدخُّل من جهات عليا أو خارج المنظومة فعندما يسعي فإنه يسعي بلغة الحفاظ على هيبة المؤسسة، والتي يجب أن تكون قائمة على المرونة وإذا لم تجدي فإنه سيلجأ إلي تطبيق الأنظمة واللوائح والقوانين بعيداً عن إستخدام أساليب ضغط غير مقبولة ضد هذا المسئول أو ذاك لإشباع رغبته لعدم إثبات فشله في إدارة الأزمة وفهم طبيعتها وتعاطيه معها، ودائماً ما يحدث ذلك عندما يغيب صوت الحكمة والعقل، وإبعاد من هم مؤهلين للقيادة عن منصاتها، مما يدل على عدم المعرفة، لذلك هنالك أحاديث نبوية دالة على التخطيط الإداري لتفادي تقلبات المستقبل، ومن تحت ولايته قوله صل الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه : (ولئن تدع أبنائك أغنياء خير من أن تدعهم فقراء يتكففون الناس)، وأيضاً قوله للأعرابي الذي ترك ناقته عند باب المسجد دون أن يعقلها : (اعقلها وتوكل).
ومن الملاحظ أن نتائج التخطيط المسبق ومقارنتها بالأهداف التي ترمي إليها، يأتي دور التنفيذ وتحقيق ما هو مطلوب إدارياً من خلال الخطط والتنظيم والتوجيه الإداري الشفيف، والذي يجب أن يدرك في إطاره (الرئيس) أو (المدير) حقيقة الرقابة اللصيقة أثناء سير العمل، ومن شواهد قوله سبحانه تعالى : (وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)، ومن السنة النبوية حديث سيدنا جبريل عليه السلام : (فأخبرني عن الإحسان)؟ فقال صل الله عليه وسلم : (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وهذا من أعظم أنواع الرقابة.

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...