الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

سراج النعيم يكتب : الخيانة وعدم الامانة


كلما تأملت الحياة عميقا أجد أن البعض يمارسها بشكل سالب يرتكز على الخيانة، وعدم الأمانة، وعدم الحياء أو الخجل، فما أن تسأل ايا كان إلا ويرد متحججا حججا واهية جدا، لا يمكن الأخذ بها على محمل الجد، فالزواج يخون زوجته والعكس، فكل منهما يدعي أنه يفتقر للحب، الحنان، العاطفة والرومانسية، هكذا يفعل كل منهما ما هو منافي للشرع، العادات، التقاليد، القيم والأخلاق، ورغماً عن ذلك يرمي كل طرف باللائمة على الآخر. 

وفي ذات السياق الحظ أن فتيات في مقتبل العمر يتواصلن مع الغرباء عبر (العولمة) ووسائطها المختلفة، ولا يكتفين بذلك، بل يرسلن صورهن دون خوف من استخدامها كورقة ضغط ضدهن فيما بعد، ورغماً عما أشرت له، فإن الآباء والأمهات بعيدين كل البعد عن ازكاء دور الرقابة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يسهلان للأبناء المضي نحو الهاوية بالمساعدة على اقتناء الهواتف الذكية التي تسهل لهم الدخول إلى الإنترنت وإنزال التطبيقات الإلكترونية الخاصة بالدردشة مع الغرباء، أي أن الآباء والأمهات ينحصر جل تفكيرهم على الاتفاق أكثر من التربية القائمة على غرس القيم والأخلاق النبيلة، لذلك أضحى التبرج والتعري (أناقة) في الشارع العام، المناسبات وأماكن التجمعات، شوالاعتراض على ذلك يعتبر تخلفاً. 

إن الحياة تعج بالظواهر (السالبة) التي من بينها بلا شك (الرشوة)، و(الاختلاس) الذي أصبح يطلق عليه البعض (تسهيلات)، والسبب فيه أسباب اقتصادية بحتة إلي جانب ضعف الأجور. 

إن بعض الشباب من الجنسين يقضى الساعات الطوال في وسائط التقنية بالبث، النشر، الإطلاع، التواصل، و الدردشة القائمة على التحدث في أعراض الناس دون التفكير في أن الديانة الإسلامية نهته عن ممارسة هذا الفعل القبيح : (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، والاغرب من ذلك كله يشتري الآباء والأمهات الملابس (المحذوفة) للنشء والفتيات دون محاذير، لذلك تجدهن يظهرن في الشوارع والاماكن العامة بملابس أقرب إلى ملابس النوم، ومع هذا وذاك ليس هنالك نخوة في هذا الإطار بدعوى التطور والمواكبة ناسين أو متناسين أن الشيطان واضحاً في أنه سيضل كل من يستجيب إليه، وإذا ازجيت النصح لأي شخص من الأشخاص، فإنك ترتكتب خطأ كبير، رغماً عن أن (أكثر الناس لا يعلمون، لا يشكرون، لايؤمنون، فاسقون، معرضون، لا يعقلون، ولا يسمعون)، وقال الله تعالى : (وقليل من عبادي الشكور ) (وماآمن معه إلا قليل ) (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ).

علاء الدين بيز يعتزل الفن نهائياً

 علاء بيز يعتزل العزف مع الفنانين والفنانات

بعث الموسيقى علاء الدين أحمد عبدالرحيم الشهير ب(علاء الدين بيز) برسالة يعلن من خلالها اعتزال العزف خلف الفنانين والفنانات بسبب الانحطاط، الحقد والحسد الذي تشهده الساحة الفنية.

وقال : قررت اعتزال العزف على آلة البيز مع الفنانين والفنانات، ولن أعود للموسيقي إلا في حال تحول اتحاد الفنانين إلى نقابة تضبط (فوضى) الحركة الفنية.

وتابع : مررت بتجربة مرض قاسية جدا، والحمدلله الإنسان مصاب دون أن يحدد مواعيدا، أي أن المرض يداهم الإنسان بشكل مفاجيء، فلا يكون واضع في حسابه ذلك، وهو ما حدث معي بالضبط، إذ انني تفاجأت بمرضي الذي تعافيت منه تماماً الحمد لله، والذي أجريت في إطاره عملية جراحية للحصوة في الحالب بالقاهرة، وهي عملت (خراجة)، ولكن اتأسف على كل لحظة قضيتها في عالم الفن رغماً عن أنه رسالة مرتبطة بالوجدان، الحب، الحنان والعاطفة إلا أنه في السودان بلا قيمة خاصةً الموسيقى الذي ربما لا يكون محسوبا في خارطته، فالعازف غير مقيم حتى على مستوى الفنان الذي يعزف معه، فإذا حدثت له أي مصيبة لا يجد من يقف معه، وهنا لا أرمي باللائمة على اتحاد الفنانين، لأنه ليس نقابة، فإذا كان كذلك، فإنه سيكون له وزنه، لذلك لا يجد الموسيقى حقه مهما كان بسيطا رغماً عن أنه يقدم إبداع لا تحده حدود، فالاجر الذي يأخذه الموسيقى مقابل عزفه خلف الفنان أو الفنانة لا يكفيه لشراء وجبة (فول)، ناهيك عن ثلاثة وجبات أو أن يتلقى من خلالها العلاج، فهنالك الكثير من الزملاء توفوا إلى رحمة مولاهم لعدم الإمكانيات.

وأضاف : شخصياً لم أجد من يقف معي في الوسط الفني نهائياً، بإستثناء الفنانة المميزة ميادة قمرالدين، فأنا عندما مرضت شددت الرحال إلى القاهرة، وتلقيت فيها العلاج من خلال وقفت أسرتي وإخوتي في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ضباط وضباط صف وجنود، وإخوتي وأصدقائي في معارض السيارات بالموردة أمدرمان، والذين وقفوا معي وقفت رجل واحد، وساعدوني في الأزمة المرضية التي مررت بها في الفترة الماضية معنويا وماديا، لذلك اعتبر الفترة التي امضيتها في الوسط الفني من أسوأ الفترات التي امضيتها في حياتي، فأنت إذا تعرضت للمرض لن تجد من يقف معك في الوسط الفني، لأنهم لا يملكون المال الذي يمكن أن يدعموك به.

واردف : الوسط الفني يفتقر للانضباط، الرقابة والمحاسبة، فكل من هب ودب أصبح فنانا أو موسيقيا، لأن الانتماء للحركة الفنية الطريق الأسهل لتحقيق الشهرة وجنى المال من خلال ما تشهده الساحة الفنية من (فوضى)، إذ تجد مديري الأعمال، فني الساوند سيستم (مكبر-صوت)، وأصدقاء الفنانين وسائقي الحافلات يسيطرون على بعض الفرق الموسيقية، علماً بأنهم جميعأ لا علاقة لهم بالمجال الموسيقى من قريب أو بعيد، أي أنهم يحددون من يعزف ومن لا يعزف خلف الفنان أو الفنانة، كما أنهم يحددون أجر الموسيقى، هكذا الأمور تمضي في الوسط الفني حسب الامزجة الشخصية، وعليه وصلت إلى قناعة تامة بأن ما يجري في الحركة الفنية يحتاج إلى تحول اتحاد الفنانين نقابة تمتلك الحق في الضبط والربط.

واستطرد : ها أنا أعلن اعتزالي للموسيقي في السودان، ولن أعود إليها إلا بعد أن يصبح اتحاد الفنانين (نقابة)، وسأكتفي بالعزف لنفسي في المنزل والاستديوهات، فالموسيقي لا يمكن ترك موهبته، فالموهبة تتحرك في دواخلي بصورة مستمرة، لكن لن اعزف خلف أي فنان أو فنانة، فالمسألة ليست مسألة أجر ضعيف فقط يتعاقد في إطاره الفنان أو الفنانة بمليار أو ثمانمائة ألف جنيه أو سبعمائة ألف جنيه في حين يمنح الموسيقى (7) ألف جنيه أو (8) ألف جنيه فقط، بالإضافة إلى أن هنالك الكثير من (السوالب) التي تعج بها الساحة الفنية.

واسترسل : أشكر كل الذين وقفوا معي وأخص بالشكر الإخوة في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وإخواني تجار السيارات بالموردة أمدرمان والفنانة الإنسانة الراقية الكبيرة بوقوفها مع الناس وزملائها الكبيرة بفنها الأستاذة ميادة قمرالدين، فهي الفنانة الوحيدة التي وقفت معي، وغيري من الزملاء الذين يتلقون العلاج بالقاهرة، وهذا يؤكد أنها تحس بمعاناة زملائها حتى لو كان غير محتاجين، وما قدمته لي ولغيري صدقة جارية لها، فهي تستحق بجدارة لقب سفيرة الإنسانية في السودان الذي فيه عدد كبير من الفنانين والفنانات الذين لديهم إمكانيات إلا أنهم لا يفعلون ما تفعله الفنانة الإنسانة حقا ميادة قمر الدين، فهي تمثل لوحدها اتحاد فني قائم بذاته.

مضي : توفت والدتي إلى رحمة مولاها، وبعد فترة على وفاتها تفاجأت بفنان كبير عزفت معه ما يربو عن عشرين عام، وهو يسألني عنها رغماً عن أنه أول من عرف أنها توفيت إلى رحمة مولاها، ولم يأت للعزاء، وعندما قابلته سلم على بشكل عادي جدا، وسألني صحة الوالدة عليها الرحمة، أليس ما ذكرته جدير بأن اعتزل الفن بعد أن أمضيت فيه ثلاثة عقود دون إنقطاع.

مجذوب أونسة يكشف تفاصيل مثيرة حول اعتقاله بسبب (الغلابة)


السلطات المصرية اتهمتني بالعمالة للرئيس السابق عمر البشير

هذه قصة أغنية (عزيز أنت يا وطني) مع الانقلاب العسكري للانقاذ 

التقاه : سراج النعيم 

وضع الفنان الكبير مجذوب أونسة قصته المثيرة مع مضايقات نظام الرئيس المخلوع عمر البشير له بسبب أغنية (الغلابة)، واستثمار نظامه من خلال الباشمهندس الراحل الطيب مصطفي لأغنية (عزيز أنت يا وطني) لصالح أجندات ايدلوجية، مؤكدا أنه لم يغن لأي نظام تقلد حكم البلاد، َبل ظل يغني للسواد الاعظمي من الغلابة معبرا بوضوح شديد عن معاناة الشعب السوداني على مدى سنوات خلت. 

لماذا اعتقلت بسبب أغنية (الغلابة)؟ 

أولا لا بد من التأكيد بأن اعتقالي تم بواسطة السلطات الأمنية للرئيس المعزول عمر البشير، وذلك في الأيام الأولى لانقلاب ثورة الإنقاذ على الحكم الديمقراطي، وذلك على أساس إنني غنيت متجاوزا الزمن المحدد لقانون الطواريء، ولم يسألن الضابط الذي حقق معي عن أغنية (الغلابة) التي غنيتها في المناسبة حتى لا يعطي اعتقالي طابعا سياسياً، رغماً عن علمي التام بأن الأغنية مصنفة سياسياً، ويقول مطلعها :-

الغلابة التوهت 

في الدنيا وصعابه

البلد في عز عذابه

 كل زول خلاها سابه

متى صدحت بأغنية (الغلابة)؟ 

بدأت أرددها في المسارح التي اعتليتها بما فيها مسارح الأفراح، هكذا إلى أن وصلت شهرتها إلى بقاع واسعة من أصقاع السودان، وأصبحت تطلب من الجماهير بصورة مستمرة. 

ما الذي خرجت به من وراء اعتقالك بسبب أغنية (الغلابة)؟ 

فهمت بأن السبب المباشر للاعتقال هو اصراري على ترديد الأغنية، ولكن مع استمرار الضغط والمضايقات اضطررت إلى إيقافها.

لماذا اوقفتك السلطات المصرية في مطار القاهرة؟ 

إبان حكم نظام الرئيس المخلوع عمر البشير تعرضت للاعتقال من قبل الأمن المصري لمدة ثلاثة أيام، وذلك على أساس إنني كتبت عنواني (السفارة السودانية) بالقاهرة في كرت الطائرة، وصادف ذلك سوء العلاقات (السودانية- المصرية)، إذ كانت آنذاك متوترة جداً، وعليه اعتبرتني سلطات مطار القاهرة عميلا للرئيس المعزول عمر البشير، فيما تشير وقائع اعتقالي إلى إنني كنت أركب في الطائرة في المقاعد الخلفية، وأثناء ذلك وضع على منضدتي (الكرت) المعنى، فما كان مني إلا وكتبت عليه عنواني (السفارة السودانية) بالقاهرة، مما دفع الأمن المصري إلى اعتقالي مع الفنان الراحل إبراهيم حسين وعثمان مصطفى، وبعد التحقيق أطلق  سراح زملائي، والابقاء على شخصي ثلاثة أيام رغماً عن كتابتي للعنوان لم يكن نابع من (سذاجة)، إنما نابع من اعتقادي بأن أي فنان يسافر للخارج يجب أن يكون عنوانه سفارة بلاده، عموماً قال الضابط المصري إنني قريب البشير. 

وماذا؟ 

إن تأخر الطائرة التي يجب أن تعيدني للسودان جعل السلطات المصرية تبقيني قيد الاعتقال إلى أن تدخل الرئيس الراحل جعفر محمد نميري وسيطا، وأكد للسلطات المصرية بانني لا علاقة لي بالسياسة. 

لماذا سافرت إلى مصر في ذلك التوقيت؟ 

شددت الرحال إلى قاهرة المعز لتسجيل ألبوم لشركة (حصاد) للإنتاج الفني.

ماذا عن أغنية (عزيز أنت يا وطني)؟

انتجت الأغنية في العام 1986م، ومن ثم سجلتها للإذاعة السودانية رسمياً وقتئذ، كما سجلتها أيضاً لتلفزيون السودان قبل انقلاب الضباط الذين تم اعدامهم فيما بعد، وكان تسجلي للأغنية بآلة العود بطلب من فادي أونسة الذي أكد حضوري للتلفاز، وعندما حضرت في الزمان والمكان وجدت الفنان الراحل علي ابراهيم اللحو يغني بفرقته الموسيقية، فزعلت لأنني أتيت بدون فرقة موسيقية، وقررت على إثر العودة دون أن أسجل، إلا أن فادي مجذوب أصر على أن أغني أي أغنية وطنية، وكان أن تذكرت (عزيز أنت يا وطني)، وهي لا علاقة لها بأي نظام من الأنظمة العسكرية أو المدنية، لذلك غنيتها في ذلك التوقيت، فما كان منها إلا أن ترفض نفسها بقوة، وعندما تم تحرير منطقة من مناطق جنوب السودان بحث الراحل الطيب مصطفى مدير التلفزيون آنذاك في المكتبة عن أغنية تعبر عن الايدلوجية الخاصة به، فوجد (عزيز أنت يا وطني) التي تم منتاجها بإدخال مشاهد لشهداء الحرب الأهلية بين النظام البائد وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، ومن ساعتها أصبحت هذه الأغنية تبث بصورة مستمرة، وعليه فقدت السيطرة عليها، وبالتالي كلما حدث حدث في السودان يتم بثها، ولكن الشرف العظيم لي هو أنها تم بثها عندما تمت الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير وضعت شعارا، أي أنها فرضت نفسها حتى بعد سقوط النظام البائد، وانا ليس لدي أي انتماء سياسي، فأنا وطني واحب وطني، لذلك سجلت أغنية (عزيز أنت يا وطني) في العام 1986م، فأنا لست سياسياً أو راسماليا، وكل أملك هو صوتي. 

ما قصة أغنية (عزيز أنت يا وطني)؟

هذه الأغنية ألفها حسين أونسة إبان الحكم المايوي الذي كان يعمل في ظله اخي حسين أونسة في وزارة الأشغال مهندسا أيام العدالة الناجزة، وأثناء ذلك أحدهم حاملا مكنة قطع الأيادي، هذا الأمر استفز اخي حسين، الذي قال البلد تشهد فقرا مقدعا ومع هذا يتم قطع الأيادي، وكان ألف هذه الأغنية للسودان عزيز أنت يا وطني برغم قساوة المحني.. بك النيل الذي أرسى حضارات كانت تحطم للاحاد

وأضاف : إن الديانة الإسلامية جاءت للسودان بالتي أحسن، و السودانيين مسلمين بالفطرة، وهم ضد التطرف والتشدد رغماً تنوع سحناته، لهجاته، حضارته وثقافاته، وشعب كهذا لابد من يكون فنانه العملاق محمد وردي الذي عبر عنه من خلال الثنائية بينه والشاعر الراحل محجوب شريف في عدد من الأغنية الوطنية الخالدة في وجدان الشعب السوداني

الجمعة، 22 أكتوبر 2021

سراج النعيم يكتب : حياة مليئة بالتعري

 


كلما تأملت الحياة عميقا أجد أن البعض من سكانها يمارسون الخيانة بلا حياء أو خجل، فما أن تسأل أحدهم لا يرد عليك بحجة واهية جدا، لا يمكن الأخذ بها على محمل الجد، خاصة الزواج مع زوجته والعكس، فكل منهما يدعي أنه يفتقر للحب، الحنان، العاطفة والرومانسية، هكذا يفعل كل منهما لما هو منافي للشرع، العادات، التقاليد، القيم والأخلاق، ورغماً عن ذلك يرمي كل منهما باللائمة على الآخر. 

وفي إطار الظواهر (السالبة) الحظ أن فتيات في مقتبل العمر يتواصلن مع الغرباء عبر (العولمة) ووسائطها المختلفة، ولا يكتفين بذلك، بل يرسلن صورهن دون خوف من استخدامها في المستقبل كورقة ضغط ضدهن. 

رغماً عما أشرت له، فإن الآباء والأمهات بعيدين كل البعد عن ازكاء دور الرقابة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يسهلان للأبناء المضي نحو الهاوية بالمساعدة على اقتناء الهواتف الذكية التي يدردشن بها مع الغرباء، أي أن الآباء والأمهات يركزون  على الاتفاق أكثر من التربية القائمة على غرس القيم والأخلاق النبيلة، لذلك أضحى التبرج والتعري (أناقة) والاعتراض على ذلك يعتبر تخلفاً. 

إن الحياة تعج بالظواهر (السالبة) التي من بينها بلا شك (الرشوة)، و(الاختلاس) الذي أصبح يطلق عليه البعض (تسهيلات)، والسبب فيه أسباب اقتصادية بحتة إلي جانب ضعف الأجور. 

إن بعض الشباب من الجنسين يقضى الساعات الطوال في وسائط التقنية بالبث، النشر، الإطلاع، التواصل، و الدردشة القائمة على التحدث في أعراض الناس دون التفكير في أن الديانة الإسلامية نهته عن ممارسة هذا الفعل القبيح : (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، والاغرب من ذلك كله يشتري الآباء والأمهات الملابس (المحذوفة) للنشء والفتيات دون محاذير، لذلك تجدهن يظهرن في الشوارع والاماكن العامة بملابس أقرب إلى ملابس النوم، ومع هذا وذاك ليس هنالك نخوة في هذا الإطار بدعوى التطور والمواكبة ناسين أو متناسين أن الشيطان واضحاً في أنه سيضل كل من يستجيب إليه، وإذا ازجيت النصح لأي شخص من الأشخاص، فإنك ترتكتب خطأ كبير، رغماً عن أن (أكثر الناس لا يعلمون، لا يشكرون، لايؤمنون، فاسقون، معرضون، لا يعقلون، ولا يسمعون)، وقال الله تعالى : (وقليل من عبادي الشكور ) (وماآمن معه إلا قليل ) (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ).


الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

سراج النعيم يكتب :إدمان التواصل يهدِّد الأسرة بالتفكك

 


أدمن الكثير من السواد الأعظم التواصل عبر السوشال ميديا (الفيس بوك، تويتر، الواتساب والإنستغرام) وغيرها من الوسائط الإلكترونية، وظهر ذلك بجلاء في الانقطاع الذي حدث في الفترة الماضية، وهو الحدث الذي طغي على الأجهزة الإعلامية بلا استثناء، وهو ما ترتبت عليه أحداث ارتباك لم يشهد العالم مثيل، بالإضافة إلى تكبد مؤسسات، شركات ومصارف خسائر فادح جدا، فالشبكة العنكبوتية أضحت تسيطر سيطرة تامة على حياة معظم سكان العالم في كل أرجاء المعمورة، ولم يكن المجتمع السوداني بعيدا عما حدث من (ربكة) في كل أنحاء العالم، الذي جأر بالشكوى من هذا (العطب) المفاجيء الذي لم يستمر سوى ساعات، ورغما عن انني مدمنا للتقنية الحديثة إلا إنني لم أشعر بما شعر به كثيرون في إطار استخدام وسائط التواصل الاجتماعي، والتي بات البعض لا يستغنى عنها نهائياً، وربما يبدأ وينهي بها يومه، فلا يستطيع العيش بدونها بأي شكل من الأشكال.

إن البعض من النشطاء والرواد وصلوا مرحلة متأخرة من الإدمان لوسائل التقنية الحديثة لدرجة الإفراط بالاستخدام المنطوي على مخاطر متعددة، وذلك من واقع أن 

الكثير جدا يقضي جل وقته في تصفح الإنترنت وتطبيقاته المختلفة، أي أنهم يركنون إلى البقاء في العالم الافتراضي، مما يؤثر سلبيا في الحياة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية. 

فيما أصبح الكثير من النشء والشباب الذين لم يعد بمقدورهم الابتعاد ولو لدقائق معدودة، فما أن يصحو من النوم يبدأ بالتفاعل (البوستات) المنشورة عبر الفيس بوك، ورسائل (الماسنجر)، وربما يكون في ذلك الوقت نصف نائم، هكذا يفعل أيضاً عندما يقبل على النوم، لذا لابد من التفكير عميقا في التغيير بشكل جاد (إيجابيا) من أجل التحصن من مخاطر (العولمة) ووسائطها المختلفة المستخدمة في هذا العصر (سلبيا). والذي لا تقوم في إطاره الأسرة بالدور المنوط بها الرقابة من خلال النصائح المؤثرة للأبناء، فمن الأهمية بمكان أن يستخدم الآباء أسلوب الحوار للإقناع، فلا سبيل للإكراه، لأن انتهاج نهجا من هذا القبيل سيضطر النشء والشباب إلى استخدامها بعيدا عن الرقابة على التطبيقات المحملة من (المتجر) إلى هواتفهم الذكية، 

سراج النعيم يكتب : فشل الحكومة الانتقالية إلى أين؟!



يستطيع أي متابع لأداء الحكومة الإنتقالية بشقيها العسكري والمدني أن يلمس بوضوح ملحوظ الفشل الذريع الذي تركن له سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، وذلك منذ أن تمت الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، إذ أنها لم تنجح في ترتيب الملفات الداخلية والخارجية المهمة وفقاً للاستراتيجيات المغايرة للثلاثة عقود الماضية، ولم تثمر تلك السياسات المنتهجة ما يمكن الإشارة إليه.

إن الاستراتيجيات المتبعة من المكونين العسكري والمدني تنمو بشكل (سالب) نسبة إلى أن المجهود المبذول لا يرتكز على تجارب عميقة، لذلك كان (الفشل) حليفهما في أي موقع من مواقع السلطة.

لفت انتباهي لهذه السياسات الفشل في إدارة دفة البلاد إلى بر الأمان، وظل الشركاء يعملون ضد بعضهم البعض دون الالتفات إلى المصلحة العامة، ويتضح ذلك بجلاء في الخطاب الإعلامي الصادر من هنا وهناك، والذي يدل بوضوح شديد إلى النظرة القاصرة على المصلحة الشخصية، لذا فقد الجانبين عطف المواطن الذي ثار على النظام البائد بسبب السياسات القائمة على الظلم، التهميش وهضم الحقوق، فبالنظر إلى مؤشر أداء الحكومة فإنه لم يكن بقدر الرغبات والطموح الذي ينشده المواطن الباحث عن التغيير للأفضل، إذ أنها فشلت في توفير أبسط مقومات الحياة ناهيك المشاريع الحيوية في كل مناطق السودانية، وكل ما يتم في هذا الإطار عبارة عن مهدئات ومسكنات لضخ الأمل في دواخل إنسان السودان الذي هو ضحية الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد منذ الاستقلال، وأتذكر جيدا عدم تحقيق متطلبات البنية التحتية المستهدفة للمرتكزات الأساسية للقطاعات التابعة لمنظومة تأسيس الدولة وتحقيق الأهداف المرجوة منها، ولكن ما زالت المعضلة بلا معالجة، عطفا على أن الأداء بعيد كل البعد عن الوطنية المفتقرة لتشخيص المشكلة في ظل تعدد قبلي تختلف في إطاره اللهجات، السحنات والثقافات، فضلاً عن غياب الدور التوعوي من خلال الأجهزة الإعلامية، أو شبكات التواصل الاجتماعي، فلا تزال النظرة قاصرة على المصلحة الشخصية أو القبلية أو الطائفية أو الحزبية، وهنا أتساءل : لماذا لا تستفيد الأنظمة من التجارب الفاشلة السابقة لتجاوز الأزمات بالتأسيس لدولة لا تعتريها إشكاليات والصراعات الدائرة في نطاق ضيف لا يراعي المصلحة العامة

سراج النعيم يكتب :حُسن النية أم (سذاجة)

 


 

أصبحت ظاهرة (التسول) الإلكتروني من الظواهر السالبة التي تنمو بشكل مخيف ومقلق جدا في الآونة الأخيرة، وأسفر عنها اصطياد بعض الضحايا باستدرار عطفهم بالمرض، مما جعل الظاهرة تلقي بظلالها (السالبة) على الناس والمجتمع، خاصةً وأنها أصبحت تتطور مع التطور الإلكتروني، أي أنها أضحت بعيدة كل البعد عن الطرق التقليدية المتمثلة في طرق أبواب المكاتب، المنازل، وإشارات المرور (الاستوبات)، ولا سيما فإن (التسول) أصبح على مستوى عال جدا، ويستخدم في إطاره (المتسول) برنامج (الفوتوشوب) لدبلجة الصور، ومن ثم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتبدو أكثر قابلية لاستدرار العطف والشفقة.

ينبغي التأكيد من أن (المتسول) يستغل العاطفة للتأثير على الآخرين الذين يحظي منهم بالمساعدة، لذا من أوجب الواجبات حسم الظاهرة حتى لا تتحقق لهم الغاية التي يلجأ إليها هؤلاء أو أولئك كغطاء لإنجاز ما يصبون إليه بصورة غير مشروعة، فالمساعدة لا تتم إلا بزعم المرض أو تبني الأيتام أو الأرامل، لذا يجب أن نولي هذا الجانب الخطير كل الإهتمام، وأن لا تدع فرصة لضعاف النفوس لاستغلاله لتحقيق أهداف شخصية ينشيء في ظلها البعض منظمات (وهمية) باسم الإنسانية والأعمال الخيرية، ومن ثم يبثون في ظلها ما يرمون إليه عبر منصات الإعلام البديل، لذا ينبغي الالتفات لهذا الاحتيال العاطفي الذي يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يخفى على فطنة وكياسة المتلقي بأن الاحتيال بالإنسانية والأعمال الخيرية بات منتشرا في هذا العصر، وينجرف في ظله البعض وراء تياره الجارف للاستفادة تعاطف الناس مع المرض، الكوارث والأزمات، وهذا الإتجاه (السالب) أدي إلى عدم تقديم المساعدات لمن يستحقها من المرضى، الفقراء، المساكين، المعوزين والمحتاجين الذين ربما لا يمتلكون المال الذي يشترون به الهواتف الذكية للدخول للإنترنت، واستدرار العطف للاستفادة منها لحل الإشكاليات التي يمرون بها، لذا لا تنطلي ظاهرة (التسول) على المتلقي الذي يجب أن لا يقع ضحية لهم بمنحهم المال الذي لا يقبله إنسانا على نفسه إلا إذا كان إنسانا فاقدا للمروءة.

يقيني بأن مكافحة (التسول) تتطلب التوعية من قبل الأجهزة الإعلامية والنشطاء الشرفاء، وبالتأكيد فإن الإتجاه إلى هذا الأسلوب يمكن أن يسفر عنه تحجيم الظاهرة في نطاق ضيق جدا، ومع هذا وذاك تشريع القوانين الرادعة للمتسول الرقمي، فليس من المبرر مساعدة أشخاص تقتصر معرفتنا بهم في العالم الافتراضي الذي أصبح مرتعا لادعاء الأكاذيب التي لا يجدي معها التذرع بحسن النية.

منير عبدالوهاب : عرفت منذ صغري بانني سأصبح (كفيفا)


 تنبأ له طبيب بالاصابة بالعمى بعد (70) عام

منير عبدالوهاب : عرفت منذ صغري بانني سأصبح (كفيفا) 

هيأت نفسي إلى هذا اليوم واجريت (7) عمليات جراحية

جلس إليه : سراج النعيم 

كشف المخرج الإذاعي والممثل المخضرم منير عبدالوهاب قصته الحزينة مع الإصابة بالعمى، والذي تنبأ في إطاره طبيبا سودانيا قبل أكثر من (70) عام بأنه سيصبح (كفيفا)، وظل على خلفية ذلك يهيء نفسه إلى أن فقد بصره نهائياً. 

فيما رد على أسئلة وضعتها على منضدته حول حياته الخاصة والعامة، بالإضافة إلى وظيفته في مجال الحسابات الحكومية، والتي تحول بعدها إلى مخرجاً للبرامج، السهرات والدراما بالإذاعة السودانية والتلفزيون القومي. 

كيف أصبحت (كفيفا)؟

بدأت قصتي مع الإصابة بالعمى منذ أن كنت طفلاً، ووقتئذ كنت أدرس في المرحلة الاوسطي، وأثناء تحصيلي الأكاديمي مر أطباء العيون على مدرسة (الاميرية) أمدرمان، وكشفوا النظر للتلاميذ، وعندما عرضت على الطبيب المختص قال : (سبحان الله.. سبحان الله)، موجها خطابه إلى أطباء الامتياز الذين كانوا يرافقونه، فسألوه بصوت واحد ماذا وجدت يا بروف في حالة هذا الطفل؟ فقال : إن مصيره الإصابة بالعمى، فاردفوا : لماذا؟ فقال : توجد في عينيه ماء سوداء، فاضافوا : أليس لهذه الحالة علاج؟ فقال : في الوقت الحاضر ليس لها علاج، ولكن بعد عشرين أو ثلاثين عام ربما يصل العلماء للدواء الناجع، عموماً مصير هذا الطفل الإصابة بالعمى، ومن ساعتها تأكد لي بانني سأصبح (كفيفا)، فالطب آنذاك الوقت كان متطورا جدا.

وماذا؟

حينما ازفت ساعة الصفر بدأت أشاهد (طشاش)، فما كان مني إلا وأجريت أكثر من (6) عمليات في السودان، بالإضافة إلى عملية أخرى في (القاهرة)، ولم تسفر عن نتائج (إيجابية)، والحمدلله على ما أراد، وهو القائل في حديثه القدسي : (من أخذت حبيبة عينيه، فإن جزاءه الجنة) فهذا الحديث كثيرا ما يريحني.

كم مضى على إصابتك بالعمى؟

مضى على إصابتي بالعمى (7) سنوات، وقبلها كنت أشاهد (طشاش)، هكذا إلى أن أصبحت لا أشاهد نهائياً. 

هل تأقلمت مع الإصابة بالعمى؟ 

نعم.. فقد أضحيت أمارس حياتي بشكل طبيعي، لأنني مهيأ أصلاً لهذه الحالة، بالإضافة إلى انني لدي نجلي الذي يساعدني كلما فكرت في الخروج من المنزل. 

هل نجلك مضى في مجالك؟ 

لا.. فقد اختار تخصصا بعيداً عن والده، ووالدته عفاف شيخ الدين المتخرجة في مجال الموسيقى رغماً عن أنه عازف (أورغ) و(بيز جيتار) و(عود) ماهر جدا، كما أنه خاض تجربة التمثيل، أي أنه اختار دراسة الترجمة، ومن ثم عمل في السفارة البريطانية

هل أنت أصلا من جزيرة توتي؟

نعم.. فأنا في الأساس من قبيلة (المحس)، وكان أن سافرت إلى الولاية الشمالية مع مجموعة من الزملاء، وقدمنا مسرحية في مدينة (دنقلا) و(كريمة) وأثناء وجودنا في الأخيرة جاء إلينا مدير الشرطة، وطلب منا أن نقدم لهم عرضا مسرحيا في إفتتاح دار الشرطة، وكان أن استجبنا له (مجاناً)، فقال : من أين أنت في الخرطوم؟ فقلت : من جزيرة توتي، فأردف سؤاله بآخر : هل أنت (محسي)؟، فقلت : نعم، فما كان منه إلا وتحدث معي باللهجة المحلية، فلم أرد عليه، فقال : أليس محسيا أنت؟ فقلت : (محسي)، ولكن لا (ارطن)، فقال : لماذا؟ فقلت : منذ أن تم انجابي في جزيرة توتي وجدت أجدادي يحفظون الناس القرآن الكريم، ولا يعرفون اللهجة المحلية، عندها أكد لي أنه عندما تخرج من كلية الشرطة تم ابتعاثه إلى أمريكا، وأثناء تجواله فيها وجد متحفا أمريكيا، فدلف إليه فوجدت فيه فلكلور سوداني وفوقه مباشرةً لافتة مكتوب عليها (من ترهاقة ملك مملكة كوش إلى ملك مملكة أمريكا)، فاستغرب غاية الاستغراب، فسأل المشرف على المتحف أين أأت إليكم هذه الأشياء؟ فقال : هدية من ملك أفريقيا، فما كان منه إلا أن يشرح حقيقة الفلكلور مؤكدا له بأنه هدية من حاكم السودان، فطلب منه الأمريكان أن يعمل معهم في مجال السياحة إلا أنه رفض الفكرة رفضا باتاً، وتمسك بعمله في الشرطة السودانية.

ما أبرز المسرحيات التي شاركت فيها؟

شاركت في العام 1976م في مسرحية (سقوط برليف) من تأليف الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد وإخراج عمر الخضر في إفتتاح قاعة الصداقة بالخرطوم، بالإضافة إلى مشاركتي في مسرحية (المهدي في ضواحي الخرطوم)، و(لعنت المحلق) من تأليف نعمات حماد وإخراج الفنان الراحل عبدالعزيز العميري في مهرجان الثقافة الثاني بمدينة (كسلا).

ماذا عن المخرج الراحل خطاب حسن أحمد؟

كان عليه الرحمة عبقريا، ومخرجاً مميزا حيث أنه أخرج لي برنامج (الصباح رباح) بالإذاعة السودانية، ومنذ تلك اللحظة ظلت علاقتي معه مستمرة حتى بعد أن احالنا النظام المباد للصالح العام، إذ أنه اتصل بي هاتفياً، وطلب مني أن أأتي إليه في شركة إنتاج إعلامي، وكان أن أنتجت معه (10) إعلانات، ومنحني على إثرها مبلغ كبير من المال الذي ظللت أصرف منه عام كامل، وللمعلومية فإن خطاب حسن أحمد من أسرة فنية بجزيرة توتي، وبرز منها الفنان عابدين ابوعشة، والكوميديان المميز إبراهيم زكريا، ومؤلف منلوجات الأطفال الشيخ عمر الذي ألف مثلاً (الغروية)، (امحمد)، (فاعل خير) وغيرها من المنلوجات التي وصلت إلى (10). 

ما الأعمال الأخيرة التي اخرجتها للإذاعة السودانية؟

كنت استكتب اللواء الراحل عبدالله ابوقرون عن شخصيات سودانية خالدة في الذاكرة مثلاً الشيخ فرح ودتكتوك، عبدالرحمن النجومي وآخرين.

ما البرامج المميزة التي اخرجتها للإذاعة السودانية؟

من البرامج المميزة (العلوم الدينية)، (فترة السحر) و(السهرة).

كيف جئت لعالم الدراما؟ 

كان مدخلي لها في منتصف سبعينيات القرن الماضي من خلال وظيفتي في مجال الحسابات، فأنا كنت مولها بالرديو منذ الصغر، والذي كانت تحبه أختي التي تستمع إليه يومياً، وتطلب مني الإستماع للبرامج الإذاعية إلى أن أصبحت أحفظ بعض الشعارات، عموماً كنت محاسبا في الحكومة، فطلب مني وكيل وزارة المالية أن أمثل أمامه، وعندما ذهبت إليه أبدى إعجابه بتجربتي في مجال الحسابات، واقترح نقلي إلى وزارة الخارجية، فرفضت الفكرة جملة وتفصيلا، وابديت رغبتي في العمل بالإذاعة السودانية، إلا أنه طلب مني العمل في (اللاسلكية واللا سلكية) لمراجعة (شيكات) منذ الاستقلال، وعندما انتهيت منها اصريت على نقلي للإذاعة رغماً عن الإغراءات من مدير (الحريقة)، إذ أنه منحني رتبة (ملازم أول) بعد أن آلت للشرطة، إلا انني رفضت ذلك، واصريت على العمل بالإذاعة، هكذا إلى أن تم منحي خطاب نقلي لوزارة الثقافة والإعلام، والتي بقيت فيها فترة من الزمن إلى أن نقلت للإذاعة، وأصبحت أنتج البرامج الإذاعية، المسلسلات، التمثيليات والمسرحيات في الإذاعة والتلفزيون. 

ما الموقف الخالد في الذاكرة بالإذاعة؟ 

في مرة من المرات كنت أقف أمام صراف الإذاعة، فمنحني الصراف مبلغا ماليا كبيراً، وصادف ذلك وقوف  الممثل الراحل عوض صديق خلفي مباشرةً، فسألني ماذا الذي تنتجه في الإذاعة؟ فقلت : عدد من البرامج الإذاعية، فقال : (أنا وأستاذ يسن عبدالقادر دايرين نشغل معك)، فقلت : لا مانع لدي، لكن دعني أشاور المخرجين، وعندما فعلت لم أجد لدي البعض منهم مساحة، والفرصة الوحيدة التي وجدتها في برنامج يخرجه الشاذلي عبدالقادر، والذي اعتبر انضمامهما له إضافة، وكان أن شكرني الأستاذ الراحل عوض صديق، وهذا يقودني إلى تقييم المبدع، والذي أتذكر في ظله انني كنت مشاركا، وعدد من الشباب الخريجين في مسرحية (العروس في المطار) مع الأستاذ ابوقبورة في بعض الولايات، والتي قدمنا من خلالها عرض مسرحي في منطقة (طابت)، وحقق العرض نجاحا منقطع النظير، فما كان من الأستاذ محمد سراج إلا وقال : (يا منير وزع القروش بالتساوي على طاقم المسرحية)، فقلت : يا أستاذ ليس منطقيا أن أخذ مبلغا معك بالتساوي، هكذا رفضت ورفض طارق علي وخالد خيري وكل الممثلين في المسرحية.

السبت، 16 أكتوبر 2021

هذه (حكايتي) " الإعلامية "مروة السنهوري".. نجومية (5) star

 هذه (حكايتي) "

الإعلامية "مروة السنهوري".. نجومية (5)   star


أوتار الأصيل   .. علي أبوعركي 


حالة من التألق  الفن والإبداع سمراء سودانية أستطاعت أن تترك بصمة واضحة في عدة فضاءات متعددة ومختلفة  في شتى ضروب الإعلامية والإبداعية والروحية 

مما جعل كثيرون يصفونها  بالسفارة التي تبحث عن مقر، وذلك  لما ظلت تقدمه منتوج ونشاط  بالمهجر وكأنها عصفور ضل طريقة إلى خارج السرب

لها ظروفها الصحية  الخاصة ولكن لكل رسول تضحية ولكل رسالة إنسانية كرامات ومعجزات

حياتها أشبه ، بقطعة كريستال” تأبى الاحتراق في “آتون المعناة ” وهذه الإرادة ماجعلتها تتألق في كتابة التقارير الإنسانية وكأنها ترى ملمح المستقبل في أنتظارها ، بالنصر والزغاريد وهذا ماجعلها كشعاع نجم حقق العديد من النجاحات في شتي المجالات والهوايات ومازالت تتحقق وتنجز وتبحر في في بحر لايعترف بالنهايات .




دعونا نأخذ عرضا ملمحا عن مسيرتها خاضت تجربة التقديم التلفزيوني في قناة الشارقة خلال مرحلتها الجامعية وفي قناة الرواد ، أطلقت مشروعاً صديقاً للمكفوفين ل" حقائب ومحافظ " بلغة برايل ، وتُدرب حالياً الناس على يوغا الضحك التي اعتبرتها أداة فعالة لمكافحة التوتر والقلق .






"عوالم روحانية  "

مروة إعلامية ومبدعة  سودانية مُقيمة في الإمارات منذ أكثر من 18 عاماً ، درست في جامعة الشارقة إعلام قسم إذاعة وتلفزيون ، وتخرجت بإمتياز مع مرتبة الشرف  ، أعاني من اعاقة في يدي بسبب خطأ طبي في الولادة  ، سافرت للعلاج مرتين إلى النمسا ، وسأستكمل  العلاج في شهر يناير المقبل 2021 ، قبل أن أعيش في الإمارات كنت مُقيمة في اليمن ومصر ، بحكم عمل الأسرة المتنقل ،  خضت تجربة العمل الإعلامي في الإمارات واكتسبت خبرة تمتد لأكثر من 12 سنة في الصحافة والعمل التلفزيوني ، وانطلاقاً من اهتمامي بفئة المعاقين اطلقت مشروع تجاري يبيع اكسسوارات وحقائب بلغة برايل ، كما أن لي اهتمامات عميقة بعلوم الشرق الروحانية ك " اليوغا " التي تعمقت فيها واصبحت مدربة في يوغا الضحك.



"تجاوز وتحديات "


وعن الأثر النفسي الذي تسببت فيه حالتها الصحية تقول كل انسان يمر بمراحل صعبة في حياته وعراقيل عدة ، وفي مستهل حياتي وشبابي كنت اجد صعوبة في تجاوز التحديات ، لكن مع الخبرة والوقت  وخوض مُعترك الحياة ، اصبحت قادرة على التعامل مع العقبات التي تواجهني بعين بصيرة  ، وخاصة أني تعلمت أهمية لجوء الإنسان إلى شخص واعي ومُستنير يرشده نحو الاتجاه الصحيح عندما يفقد البوصلة ك" أمي ، وعمي عثمان النمر " ، كما أني تدربت على استخدام تقنيات تساعدني على تفريغ طاقتي السلبية ك" التأمل " وغيرها من الوسائل التي ترفع طاقة الجسم ، فضلاً عن القراءة التي اعتبرها ترياقي الشافي .



"وعي توجهاتي  " 

بعيداً عن المثاليات ، بالتأكيد إعاقة يدي أثرت فيني من حيث الثقة في النفس ، كما أن هناك الكثير من المهام لا استطيع انجازها ك" قيادة السيارة " ،" إشعار نار البوتجاز " ، خاصة أني في الوسط الإعلامي الذي يعتمد على ثقافة  " الاستعراض ، والظهور" ،  ولكن كانت أمي دائماً تكرر علي وتقول " من تصالح مع اعاقتك وقبلك ..اهلاً وسهلاً به ، ومن لم يتصالح هذه مشكلته ، عليه أن يحلها مع نفسه " ومن هذا المنطلق عززت ثقتي في نفسي ، وبدأت اقرأ بعمق في الوعي الروحي الذي أنار توجهاتي .








"يوغا الضحك "

يوغا الضحك هي ممارسة رياضية تجمع ما بين الحركة الجسدية والتمارين النفسية  كالتصفيق والرقص والدعابة ، لا تعتمد على الحس الفكاهي أو التنكيت،   بل هي فعل تلقائي لإثارة الضحك، ونظراً لإهتمامي العميق بمجال التأمل ارتأيت تطوير مهاراتي في هذا الحقل .

وتواصل بدأت  رغبتي المُلحة في أن أصبح مدربة أعالج عبر الضحك بعد تحديات واجهتها فما كان من ممارسة التأمل والضحك إلا الترياق الشافي للتصالح مع  الضغوط وتفريغ الطاقة السلبية .

ومن ثم التحقت بدورة تعليمية مكثفة على يد مدرب يوجا الضحك الإماراتي  ناصر الريامي لتعالج الناس عبر الضحك وتخلصهم من التوتر والقلق ، فنالت رخصة أول مدربة معتمدة سودانية لهذا النوع من العلاج الفريد من نوعه .

و من لا يعرف يوجا الضحك فقد ظهرت عام 1995 بالهند على يد الطبيب الهندي د.مادان كتاريا ومن ثم انتقلت الفكرة لممارستها إلى ملايين الناس في أكثر من 100 دولة .


ولليوجا أنواعاً متنوعة  أبرزها " المعاقين" " الوجه " ، " الضحك " ، " الزوجين ، لدعم التواصل النفسي بينهما " ، " التنحيف " ، " المطالعة والتعبير" ، " الأطفال "بدأت في نشر المعلومات والمعارف عبر مواقع التواصل حسابي" انستغرام" واعتزم قريباً تأسيس أول نادي للضحك.


"مزج ثقافات "

اطلقت قبل عدة  سنوات ضمن "مبادرات المزج بين ثقافة الغابة والصحراء"   مشروع تجاري يعبر عن أسلوب خاص  في مجال التصميم توجته بإطلاق مجموعة من الأحذية والحقائب " ميرو " التي ضمت باقة متنوعة من المنتجات تميزت بتقديم الثقافة الأفريقية  بنكهة تراثية محلية من  جلد النمر الطبيعي والتمساح الممزوج برسومات " البرقع  " و " السدو ".


"ذوق خليجي "

تولت بنفسها   ابتكار التصاميم والأشكال التي أريدها وينفذ حرفيين  متخصصين  في السودان رؤيتها   من الجلد الأصلي ومن ثم أضيف إليها التعديلات المحلية هنا في الامارات عبر الاقمشة التراثية، مما جعل تصاميمها تتسم بثراء الخامات وتنوع  الألوان  ، تتراوح ما بين الطراز الكلاسيكي بخطوط تقليدية تلبية لحاجة الذوق الخليجي بشكل عام والسوداني خاصة ، عاكسة فلسفة الثقافة المحلية المستوحاة من القارة السمراء .

"لغة برايل" 


وقد استفدت  من  التلي وهو شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية مع شرائط ذهبية او فضية تمتاز باللمعان ويستخدم عادة في تزيين أكمام وياقات الأثواب والسراويل في منتجاتها ، كما واستعنت بالجلد الأصلي للغنم والتمساح المستورد من السودان.

" لغة برايل "



أنها فكرة هدفها دعم  أصحاب الهمم  من المكفوفين وعن لغة "برايل " سلاسل فضية  مكتوبة  بطريقة برايل ومحافظ للنقود  وبذلك تخليت عن الأفكار التقليدية   كالعبارات التي تكتب  باللغة العربية الفصحى أو الرسومات التقليدية على القلائد والأساور ولجأت   إلى أسلوب الكتابة عبر برايل لتكون الكلمات والرسائل مثقوبة أو بارزة تمنح الكفيف فرصة قراءة الرسائل التي تود المصممة إرسالها أو التي يرغب في كتابتها .


وسيط للتعبير 

وعلى الرغم من أن الفكرة مستهدفة المكفوفين إلا أنها شهدت إقبالاً لافتاً من الناس  الذين اعتبروها وسيلة غير تقليدية للتعبير عن أنفسهم.


" سيدتي "و" بي بي سي "



ومن إنجازتها الأعلامية أنها عملت بالعديد من المحطات والصحف والإصدارت منها العمل كمحررة صحافية في جريدة  " الرؤية " الإماراتية من عام 2013 حتى منتصف 2020 ، ومعدة ومن ثم مذيعة تقارير لبرامج (شريك حياتي – الأسرة - أماسي - صباح الشارقة) قناة الشارقة 2009 -2012 ،  وفي ذات الوقت كانت ضمن فريقإعداد  برنامج (مراسي الشوق – تلفزيون السودان )  من الإمارات  2009 ، وخلال دراستي الجامعية أعدت وقدمت برنامج (أستديو الجامعة ) قناة الشارقة 2008- 2009، ومراسلة ل" بي بي سي " عربية ، وكاتبة  متعاونة  بمجلة " سيدتي " السعودية.

"خواتيم" 



وتختم حديثها أنه من  التجربة التي خاضتها تعلمت دروس هامة أبرزها أن تكون حقيقي وأصيل مهما كانت البيئة الخارجية مُشوشة لك على الشخص أن يستمر مُحافظاً على قيمه ، وان يخلق الخط والطريق المنسجم مع تجربته الروحية والمعبرة عنه.

الخميس، 14 أكتوبر 2021

سراج النعيم يكتب :لا نحتاج لحقوق إنسانيتكم!!



الناظر بمناظر فاحص لما يدور هنا وهناك سيجد أن المطالبة بالحقوق في شتى مناحي الحياة تمضي نحو الأجندات الشخصية، وليس لها أدنى علاقة بالمصلحة العامة، لأنها تستخدم كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية تسمح للجهة المستفيدة للوصول إلى مبتغاها، والذي يكون في كثير من الأحيان عبارة عن فرضها واقعاً محدداً، ووصايا تهدف إلى أحداث التغيير سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، هكذا يتجه هؤلاء أو أولئك إلى إرغام من يقف عائقاً أمامه للتخلي عن خارطة طريقه، ولو كانت مخالفة لما أقرته الأديان السماوية، والتي منعت منعاً باتاً تجاوز حقوق الإنسان لأي سبب من الأسباب، لذلك يطل في المشهد الراهن الطغيان الهادف للسيطرة على أفكار الآخرين للتنازل عن المبادئ، القيم والأخلاق حتى يجد المستفيد حججاً تمكنه من الحياد عما هو متفق عليه، ويكون على إثر ذلك عدوانياً وظالماً، ويسعى بكل ما يملك لاختراق معايير حقوق الإنسان التي يتشدق بها دون تطبيقها فعلياً، هكذا يرتكب الانتهاكات ضد الإنسان، ورغماً عن ذلك لا تلتفت الجهات المعنية للتصدي له، ولا تتم مواجهته إلا بإصدار تصريحات خجولة لا تحفظ للإنسان كرامته وحقوقه المكفولة له وفقاً للقانون، الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، أي أنها تكتفي بـ(الإدانة)، (الشجب) و(الاستنكار).

مما ذهبت إليه، فإن هناك الكثير من الحقوق مهضومة عمداً، ولا تتسع المساحة لإحصائها جميعاً، وعليه ترتفع بعض الأصوات (النشاز) للدفاع عن منتهك حقوق الإنسان، إلا أنها لم تعد تنطلي على الإنسان الذي بات لا يلتفت للأصوات (المشروخة)، لأنها ترمي للكيد، وتحقيق أجندات سياسية لا يمكنها الإنصاف، العدالة والمساواة، ومع هذا وذاك يتم تضييق حريات الإنسان بتوقيفه أو حبسه دون وجه حق، لذلك يجب أن تنحصر الحقوق في نطاق التشريعات المنصوص عليها في القوانين، المعاهدات والاتفاقيات الدولية الحماية للإنسان من الإيذاء، وذلك حرصاً على إرساء مبدأ العدالة والمساواة، وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج التعليمية حتى تكون جزء من الممارسة اليومية للحياة، وذلك من أجل احترام كرامة الإنسان الذي لا تجدي معه الشعارات الفضفاضة، والعبارات الرنانة المراد منها تحقيق أجندة خاصة، لا تحترم القانون ولا تضمن كرامة الإنسان الذي أصبحت حقوقه قابلة للابتزاز والضغوط السياسية.

السؤال الذي يتبادر إلى ذهني، هو هل هناك أسباب أخرى لذلك الإتجاه؟، للإجابة لابد من الوقوف عند المشاعر المختلفة للإنسان الذي تحكمه في ذلك الإطار بغض النظر عن اختلاف السحنات، اللهجات، الشكل، الطموح الأهداف المختلفة في الحياة، فينطلق في ظله إلى عوالمه الخاصة لاهثا وراء تحقيق ما يصبو إليه، لأنها تمثل له الوقود الذي ربما يتمرد في إطاره على القيم والأخلاق لإثبات ذاته.

عموما لكل إنسان رغبات تقوده مباشرةً إلى وادٍ عميق، ولا شك إذا كان غير مشبعا بالقيم والأخلاق، فإن شخصيته تكون (مهزوزة)، ونفسياته غير (سوية)، ومشاعره (مضطربه)، مما يجعله إنسانا مجرما يفتك بالبشرية ظلما وتسلطا وجنوحا.

تتغير الرغبات من شخص لآخر حسب التربية القائمة على الحب، العاطفة والحنان، وهو ما تفعله الأم مع طفلها، وكلما كبر تكثف له الجرعة، ويظل بريء إلى أن تمرُّ به السنوات إلى أن يصبح إنسانا بالغًا، فتتلاشى أشياء كثيرة، مما يتسبب ذلك في تشوهات واختلالات في التوازن، الخلل يصعب تداركه في الكِبَر؛ لأن هنالك فراغ داخل النفس ينخر في الروح لتغدو قابلة للانكسار والانصياع خلف أي تيار مهما كان مصدره، لذا يكون إنسانا ظالما، ويتعدي على سلامة الآخرين، وهو أول عتبة للدخول في متاهات التعب النفسي، وفي هذا السياق جاء أعرابي إلى النبي -صل الله عليه وسلم- فقال : أتقبِّلون الصبيان؟ فما نقبلهم. فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : وما أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك، فلا تسمحوا للجفاء بأن يخلق حواجز بينكم وبين أقرب الناس لكم، لا تجعلوا الجفاف العاطفي يسمم أطفالكم، ويكتِّف أرواحهم عن المُضي بسلام في هذا العالم. 

(3000) زوجة تطلب الانفصال عن زوجها بسبب الأوضاع الاقتصادية







 

هل تحوَّل (الطلاق) إلى (داحس والغبراء) في السودان..!!

من خلال مداومتي على محكمة الأحوال الشرعية بالثورة - كرري التقيت بالأستاذ حامد يحي حامد المحامي الذي دار بيني وبينه حوار مطول حول قضايا (الطلاق) التي تشهدها أروقة المحاكم، والتي أصبحت في تنامي مقلق جدا، لذا سألته ما الأسباب الأساسية وراء اقدام السيدات على طلب (الطلاق) عن الأزواج؟، فقال : الأسباب الرئيسية للأغلبية العظمي لدعاوي الانفصال سببها المباشر الأوضاع الاقتصادية. 

وحول عدد الزوجات اللواتي يرغب في (الطلاق)؟ قال : وصلت حالات الانفصال عن الأزواج إلى أكثر من (3000) طلب طلاق سيدات يؤكدن من خلالها أنهن متضررات، ولا يخفى على الجميع بأن (الطلاق) قائم على عدم حل الإشكاليات قبل استفحالها، وبالتالي يصبح (الطلاق) لا مفر منه نهائياً، خاصةً وأن الحياة تستحال بين الزوجين في حال تعنت أحدهما بالإصرار على موقفه، مما يصعب ايجاد الحل، والذي يصل في ظله الطرفين إلى طريق مسدود، لا يكون أمامهما حل سوي اللجوء إلى أبغض الحلال عند الله (الطلاق)، لذا السؤال كيف نحد من وقوع حالات الانفصال؟، الإجابة ببساطة تكمن في السعي للتوفيق بينهما، وتقريب وجهات النظر من أجل لم الشمل مجدداً، والذي نجحت فيه الكثير من المبادرات نجاحا باهراً، لذلك يجب أن يدرك الفرقاء بأن الوصول إلى إتفاق حتى بعد الانفصال يأمن المؤسسة الزوجية من التفكك الأسري. 

ينبغي على الشريكين مراعاة التوافق الفكري في الإختيار، لأنه وبدون أدني شك الضامن القوى لاستقرار عش الزوجية، إما في حال لم تتوافق الأفكار فليتنازل الطرفين حتى تمضي الحياة وفقاً لما هو مخطط له مستقبلاً من أجل الأبناء، ووجودهما في أحضان الأبوين حتى إذا اضطرتهم الظروف المحيطة بهما للذهاب عن بعضهما البعض بالانفصال، والذي في كثير من الأحيان يستخدم فيه أحد الطرفين سياسة (التجييش) ضد الآخر، وذلك من أجل ضمان انحياز الأبناء إلى طرف ضد الآخر، وذلك بإلصاق تهمة التقصير للاستمالة، واستدرار العطف للإكراه، فلا يألو كل منهما جهدا للافتراء على الآخر، وذلك من أجل الإنتقام والتشفي الذي ربما يصل بهما إلى مرحلة (حرب داحس والغبراء)، لذا يجب أن يفكر الأزواج بعد الانفصال أن يكونوا أصدقاء طالما أن الحياة الزوجية أصبحت بينهما مستحيلة، وذلك الإتجاه الهدف منه الالتفات إلى مصلحة الأبناء. 

لماذا لا يفكر الأزواج المنفصلين عن بعضهما البعض بعيدا عن (العداوة) وتزايدها السافر الذي ربما يصل لذروتها رغماً عن الانفصال، وذهاب كل منهما إلى حال سبيله، لذا يجب أن نتطلع إلى مجتمع يكون سويا بالاتعاظ والاعتبار من حالات (الطلاق) التي تحدث ما بين الفينة والآخري، وأن ينظر الزوجين عند الاقدام على هذه الخطوة المفصلية من حياتهما إلى مصلحة الأبناء، وذلك بغض النظر عن عيوب كل منهما، وأن لا يفكر كلاهما في إبراز (السلبيات) المرتبطة ارتباطا عميقا بأسرار الزوجية بين الشريكين، ولا يكشف عنها بحجة (الفضفضة)، لأن التفكير بهذا الشكل يدفع ثمنه الباهظ الأبناء في المستقبل، فلا يستطيعون تحقيق ما نصبو إليه

توجيهات حول استخراج شهادة بحث الأراضي بغرض البيع

 


أصدر مولانا قاسم علي الخضر قاضي المحكمة العليا مسجل عام أراضي السودان توجيها إداريا بالرقم (13) لسنة 2021م إلى السادة رؤساء تسجيلات الأراضي، وجاء فيه ما يلي : تمشيا مع ما جاء بقانون تسوية الأراضي، وتسجيلها لسنة 1925م، عليه واستنادا لاحكام المواد (80- 81- 93) من قانون تسوية الأراضي، وتسجيلها لسنة 1925م، أصدر التوجيه الآتي :-

1- يلغي التوجيه الإداري رقم (2-17) الذي منع استخراج شهادات البحث بغرض البيع للأراضي التي انتهت احكارها، واشترطت تجديد احكارها.

2- العمل على استخراج شهادات البحث بغرض البيع للأراضي الممنوحة منفعة، وانتهت احكارها. 

3 - التأكد من أن الشهادة المستخرجة تحوي على تاريخ انتهاء مدة الحكر قبل التوقيع على المستند بخط بارز.

4 - في حالة عدم إبراز الحاسب الآلي مدة انتهاء الحكر على الشهادة المستخرجة على رؤساء تسجيلات الأراضي تدوين ذلك على تلك الشهادة المستخرجة بالقلم الأحمر في مكان ظاهر

طارق جيب الله نجم السوشال ميديا يكشف أسرار حول شهرته

 

اقول كلمة الحق وتصور وتبث عبر التقنية الحديثة

حال المواطن اقتصاديا يغني عن السؤال ولا اتفاءل بالاصلاح 

جلس إليه : سراج النعيم

كشف نجم المجتمع والسوشال ميديا طارق جيب الله سعيد البالغ من العمر (51) عاماً أدق الأسرار حول حياته المثيرة للجدل، وكيف أصبح مشهورا في وسائط الإعلام البديل بعد أن لفت الأنظار إليه من خلال مقاطع فيديوهات صورها نشطاء بثوها عبر وسائل (العولمة) المختلفة، والتي ظل يوجه من خلالها النقد سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، ثقافيا وفكريا الله بأسلوبه وطريقته الخاصة، ويشير فيه إلى عدم رضائه عما يحدث في السودان الذي يحتاج لإعادة نظر في شتي مناحي الحياة، خاصةً وأن الحكومات المتعاقبة على السلطة في البلاد لم تؤسس لبنية تحتية قوية يمكن الاستناد عليها في المستقبل، وظل هذا الوضع يمضي بالسياسات الفاشلة من فشل إلى فشل ذريع جدا، وذلك منذ استقلال البلاد. 

في البدء إلى أي الولايات تعود جذورك؟

ما أعرفه في هذا الإطار، هو إنني قدمت من الولاية الشمالية إلى مدينة (الدامر) حاضرة ولاية نهر النيل مع الوالد الذي كان يعمل في شركة (ماسبيو) سائقا للآليات الثقيلة،  وتعود جذوره إلى منطقة (القرير) فيما تعود جذور والدتي إلى منطقة (كرتي).

ما علاقتك بمدينة عطبرة؟ 

تعمقت علاقتي بمدينة الحديد والنار من خلال عمل خيلاني بهيئة السكة حديد، مما اضطرهم للإقامة فيها، لذلك أصبحت أزور مدينة (عطبرة) ما بين الفينة والأخرى إلى أن أضحيت واحداً منها. 

هل اتجهت للعمل في مجال والدك أم خيلانك أم أخترت طريقاً ثالثاً؟ 

لم اتأثر بعمل الوالد أو الخيلان، بل اتجهت إلى العمل الحر بعد الانتهاء من درستي الأكاديمية حتى المرحلة الثانوية العاليا، ومنذ تلك اللحظة أبحث عن المال، وأين ما وجدته اتجه إليه، ولم يكن مهماً لدي أن احظي بوظيفة أو لا، إنما المهم عندي حصولي على (المال)، لذلك لا أهتم بالظروف الاقتصادية الطاحنة جداً، لأنني على إيمان تام بأن الحياة بكل تقلباتها وتحدياتها الجسام ستستمر، ولن تتوقف لأي سبب من الأسباب، والمال وحده الذي يزلل صعابها، لذلك هو  أهم شيء فيها رغماً عن أنه ضيف، وهذا الضيف أقابله بالتراحاب في كل زمان ومكان.

كيف تنظر للأوضاع الاقتصادية التي يمر بها إنسان السودان منذ إسقاط نظام المخلوع عمر البشير؟

لابد من التأكيد بأن الحال يغني عن السؤال، فالأوضاع الاقتصادية في البلاد ضاغطة جداً، ومع هذا وذاك لا يسعى احد لإيجاد الحلول الناجزة لها طوال السنوات الماضية، أي أنها ظلت هكذا منذ الاستقلال، ولم تتبدل حتى بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، فالسياسات الاقتصادية جعلت الوضع خانقاً والغلاء فاحش، وكل هذه العوامل نتج عنها التدهور الاقتصادي المريع،  لذا تمضي نحو السوء، لذلك التضخم وصل أرقاماً فلكية، بالإضافة إلى معاناة المستهلك في الأسواق التي أصبحت شبه محررة من الأسعار.

ما رأيك في الاعتراض على ولاية المرأة لولاية نهر النيل؟ 

اعترض على الفكرة بشدة، فولاية المرأة لولاية نهر النيل لا تجوز شرعاً، فالرسول صل الله عليه وسلم وصفهن بـ(ناقصة) عقل ودين، كما أن شهادتها نصف شهادة الرجل، فكيف يتم تعينها والياً على ولاية مليئة بالكوادر المؤهلة من الرجال، وتأكيداً لما ذهبت إليه، فإن سيد البشرية صل الله عليه وسلم لم يكلف في عهده امرأة بالولاية، ومضي في نهجه الخلفاء الراشدين، ومن تولي مقاليد الحكم من بعدهم، فضلاً عن أن الله سبحانه وتعالى قال لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم : (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله.. سورة النساء) قال ابن قدامة في (المغني) لم يول خاتم الأنبياء والرسل صل الله عليه وسلم طوال ما هو على قيد الحياة، ومضى في ذات الإطار الخلفاء الراشدين، ومن تولي زمام السلطة في الدولة الإسلامية فيما بعد ومن بعدهم، فلم تولي المرأة قضاء ولا ولاية بلد، والاستناد فيه على قول الله سبحانه وتعالى : (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم.. سورة النساء)، فهذه الآية تشير إلى قوامة الرجل على المرأة بما في ذلك ولاية الأسرة أصغر الولايات، ورغما عن ذلك منعت المرأة من أن تولي على  الولاية الدائرة في محيط الزوج والأبناء، فمن باب أولى منعها من تولي ما هو أكبر منها، كالقضاء والوزارة، الولاية، وفي ذات السياق قال الرسول صل الله عليه وسلم في حديث أبي بكرة : (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)

ما علاقتك بالسياسة؟

لا علاقة لي بها من قريب أو بعيد، ولكن شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي جعلت مني ناشطا سياسيا من خلال مقاطع فيديوهات تم بثها عبر (Facebook,Twitter, Youtube)، كان لها الأثر البالغ في توصيل صوتي للمتلقي الذي صادف نقدي هوا في نفسياته وهو نقد أوجهه بطريقتي الخاصة لأحداث يشهدها الراهن السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي، والفكري في البلاد، واستطعت بأسلوبي البسيط إيصال رسالتي المهمة للمجتمع، خاصة وأن المواطن أصبح صانعاً للحدث، وبالتالي يحظى باهتمام وثـقـة متزايدتين من رواد وسائط التقنية، ورسالتي أهدف من ورائها لتصحيح المسار، وليس مهماً لدي من هو المخطي مسئولاً كان أو غير مسئول، فأنت إذا وجدت أبنك يحيد عن الطريق القويم تسرع لإعادته إلى مساره الصحيح، هكذا أمارس النقد لما يدور في محيطي الصغير والكبير، ولا أخشي في قول كلمة الحق لومة لائم، فكلمة الحق تعلي ولا يعلي عليها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، وأنا لا أريد أن أكون أخرس.

البعض يأخذ عليك خروج نقدك عن الأسلوب الذي يجب أن لا يتجاوزه؟

غالباً ما يكون ذلك الأسلوب في نطاق ضيق إلا أن البعض يصوره في شكل مقاطع فيديوهات ويبثها عبر (Youtube) دون أخذ الأذن المسبق مني، وربما هنالك من يجني من ورائها المال. 

ماذا أنت قائل في الختام؟

غير متفائل بإصلاح الأوضاع الاقتصادية على المدى القريب والبعيد.

أبوهريرة حسين: البشير داعبني قائلاً : (هل أنت هنا معتقلاً معنا أم مع الثوار)



حاوره : سراج النعيم


كشف الأستاذ الراحل أبوهريرة حسين، رئيس اتحاد الناشئين، وزير الشباب والرياضة السابق، كشف تفاصيل حزينة حول اعتقال السلطات الرسمية له في 17 أبريل 2019م ضمن سلسلة من اعتقالات سياسية نفذت في مواجهة قيادات من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وعلى خلفية ذلك تم اقتياده إلى السجن الاتحادي (كوبر)، ومنذ تاريخ الاعتقال ظل أبو هريرة حسين قابعاً خلف قضبان السجن، وهو يعاني من المرض، وكلما مر عليه يوماً تتدهور حالته الصحية، وعلى إثر ذلك تعرض للإصابة بمضاعفات جراء أنه أصلاً مصاباً بمرض (السكري)، وهو ليس المعضلة الكبري، بل المعضلة الحقيقية في أنه أصبح وضعه مهدداً بالإصابة بـ(العمى) خاصة أنه أجري في وقت سابق عملية جراحية للعين اليمني في (موسكو)، وذلك قبل تقلده منصب وزير الشباب والرياضة في ظل النظام البائد، ولم يستمر فيه سوي بضعة أيام من تاريخ قرار تعيينه من قبل الرئيس المخلوع عمر البشير، ومما أشرت له في معرض تناولي لأزمة (أبوهريرة)، فإن حالته الصحية كانت تمضي نحو التعقيد (الحرج) جدا، لذلك كان يحتاج للعناية الصحية الخاصة جداً، وهو ما دفع السلطات المختصة للعمل بشكل لصيق على متابعته متابعة دقيقة لتلافي آثار ما يمكن أن يحدث له من مضاعفات نتيجة مرضه (المزمن)، والذي يستوجب الإشراف المباشر له من قبل الطبيب المختص في السودان إلى أن يتمكن من شد الرحال إلى طبيبه الروسي الذي أجري له العملية الجراحية قبلاً، والذي طلب منه معاودته فيما بعد لاستخراج (السيلكون)، وكانت الرعاية الصحية له ولجميع السجناء السياسيين المعتقلين متوفرة داخل السجن الاتحادي (كوبر)، إلا أن (أبوهريرة) حالته كانت حالة إنسانية خاصة تحتاج للنظر إليها بعين الرأفة والرحمة حتى يحظي بالعناية الطبية الخاصة. 

من خلال سلسلة حرارتي معه سألته ماذا عن التقارير الطبية حول مرضك؟ 

قدمت كل المستندات والتقارير الطبية المؤكدة إنني في حاجة ماسة لاستكمال علاجي الذي بدأته في (روسيا)، والذي سبق وأن أجريت لي في إطاره عملية جراحية في (شبكية) العين اليمني، والتي باتت مهددة بالتعرض للمضاعفات (التهابات حادة)، وهي قطعاً تؤدي للإصابة بـ(العمي)، وهو الأمر الذي أتوقع حدوثه في حال أنه لم اتلق العلاج اللازم بطرف الطبيب الروسي، بالإضافة إلى إنني أجريت عملية جراحية للعين اليمني، والتي تأثرت بمرض (السكري) الذي نجم عنه تعرضي للإصابة بجرح غائر في رجلي اليمني.

متى بدأت حالتك الصحية تتدهور داخل المعتقل السياسي؟ 

شعرت أثناء وجودي خلف القضبان بصداع حاد جدا، دوار في الرأس واستفراغ مستمر، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل أصيبت بالحمى الشديدة، وذلك من واقع أن الإصابة التي تعرض لها في رجلي أحدثت جرحاً عميقاً، وهذا الجرح لم يندمل رغماً عن العلاجات التي تلقيتها، إلا أن جرحي كان جرحاً غائراً، لذلك لم يفلح الأطباء في إيقاف النزيف، مما فرض على السلطات المختصة تحويلي إلى مستشفى (علياء)، والذي وضحت فيه الفحوصات الطبية أن حالتي (حرجة) جدا، وتستوجب نقل دم بشكل عاجل، وذلك على أساس انني فقدت كميات كبيرة من الدم بسبب (الجرح) الذي أصبت به في رجلي، والذي وقف في إطاره مرض (السكري) عائقاً أمام تماثلي للشفاء منه، مما جعل دمي يصبح أقل من (50%)، الأمر الذي قاد الطبيب المشرف على حالتي الصحية إلى أن ينقل لي ثلاث زجاجات دم، بالإضافة (32) درباً مائياً، ورغما عن مكثت في السجن أيام وليالِ، وأثناء اعتقالي تدهورت حالتي الصحية لأنني أصلاً مصاباً بمرض (السكر)، كما أنه سبق واجريت لي عملية جراحية للعين في روسيا، وعلى خلفية ذلك بدأت رحلة العلاج تارة داخل أسوار السجن، وتارة آخري في بعض المستشفيات خارجه، والتي ظللت مداوماً عليها إلى أن تم إطلاق سراحه بالضمانة.

لماذا تم اعتقالك من الأساس؟

لا يوجد سوي الحديث الدائر حول إنني كنت قريباً من الرئيس السابق (عمر البشير) في فترة حكمه للبلاد الممتدة ثلاثة عقود، بالإضافة إلى قولهم إنني كنت مؤثراً في عدد من الشباب.

ما الذي يعنيه ما أشرت له حول اعتقادك؟

ربما هنالك تخوف من ثورة مضادة لثورة ديسمبر.

في ماذا تم التحقيق معك منذ اعتقالك، وإلى أن تم إطلاق سراحك؟

لم يتم التحقيق معي بالمفهوم العميق، بل كان هنالك تحرى دائراً حول هل أمتلك أراضي أو منازل؟ إلا أن المفاجأة كانت تكمن في إنني لا أمتلك حتى بطاقة (صراف آلي).

ما هو الاعتبار السائد لاعتقالك؟

اعتبروني رمزاً من رموز نظام الرئيس السابق عمر البشير رغماً عن إنني لم أكن عضواً في المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) آنذاك، أو أن أكون منتميا للحركة الإسلامية، فلربما يكون هذا الاعتقاد السائد نابع من إنني كنت رئيساً لاتحاد الناشئين، ومن ثم وزيراً لـ(١٠) أيام فقط قبل سقوط النظام.

ما مبرر عدم السماح لك بتلقي العلاج خارج البلاد؟

كان هنالك تردد في اتخاذ القرار، وذلك التردد سببه اعتقاد إمكانية علاجي داخل البلاد.

لماذا بقيت في السجن طوال الفترة الماضية دون توجيه تهمة؟

خوفاً من أن أكون من قيادات ما يسمي بالثورة المضادة، كما كان هنالك اعتقاد إنني أسعى إلى تهريب الرئيس السابق عمر البشير للخارج.

كيف تهربه وأنت قابعاً خلف أسوار السجن؟

من خلال إجرائي اتصالات خارجية حسب ما كان يتبادر إلى الأذهان.

أين كنت تلتقي بالرئيس المخلوع عمر البشير داخل السجن؟

كنت التقي به يومياً من خلال الرياضة التي كنا نمارسها أثناء وجودنا خلف القضبان، والتقيه أيضاً من خلال (صلاة الجمعة).

ماذا قال لك عندما شاهدك معتقلاً مع رموز نظامه؟

كان الرئيس السابق عمر البشير متفاجئاً جداً لاعتقالي ضمن رموز نظام ثورة الإنقاذ الوطني.

وماذا؟

وجه إلى سؤالاً ساخراً مفاده : (هل أنت هنا معنا بحكم أنك مع الثوار أم من رموز النظام؟)، وابدي في ذات الوقت استغرابه الشديد لوجودي معهم في المعتقل، ثم قال : (لقد كنت تدافع عن الثوار الشباب أثناء ثورتهم على نظام الحكم)، نعم كنت أفعل ذلك مؤكداً انحيازي لمطالب الشباب المشروعة، وكنت دائماً ما أقول له إن مواعين مؤسسات الدولة الموجودة حالياً لم تعد قادرة على استيعاب أحلام وأشواق وطموحات الشباب، إلا أنه ومن المؤسف جداً أن الوقت كان قد مضى.

هل كان مسموحاً لكم كمعتقلين بالالتقاء داخل السجن؟

نعم كنا نلتقي جميعاً.

مع من مِن رموز نظام الرئيس المخلوع عمر البشير كنت معتقلاً؟

كنت معتقلاً في عنبر يوجد فيه علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، القيادي بالمؤتمر الوطني السابق، الفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين، والي ولاية الخرطوم السابق، الدكتور نافع على نافع، الدكتور عوض الجاز وكمال إبراهيم، وهم جميعاً قيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني.

هل كان مسموحاً لكم بإدارة حوارات فيما يدور من أحداث في البلاد؟

لا لم يكن مسموحاً لنا بذلك نهائياً، ومع هذا وذاك لم نكن نعلم من قريب أو بعيد ما يجري خارج أسوار السجن الاتحادي (كوبر) خاصة في الأشهر الأولى من اعتقالنا، فلم يكن مسموحاً لنا مشاهدة التلفاز أو سماع أثير الإذاعة أو الإطلاع على الصحف السيارة.

وماذا؟

في الآونة الأخيرة سمح لنا بقراءة صحيفة (الدار)، وجريدة سياسية واحدة، والاستماع إلى الإذاعة.

هل مسموحاً لكم بتناول المشروبات الساخنة (شاي) أو (قهوة)؟

شخصياً لم أشرب (القهوة) منذ دخولي السجن الاتحادي (كوبر)، وظللت هكذا إلى أن تم إخلاء سبيلي.

ما هي الوجبات المقدمة لكم داخل المعتقل؟

الوجبات عبارة (فول) في الإفطار، وزبادي (كابو) في الغداء و(ما في عشاء).

ما الإحساس الذي كان يتخالجك في تلك الأثناء ؟

كنت أشعر بظلم كبير لأنني لم أفعل شيئاً يستدعي اعتقالي، وبالتالي كنت حزيناً كون إنني قدمت خدمات لبلادي بكل تجرد وأمانة دون أن أنتظر عائداً مقابل ذلك، ويشهد على ذلك الكثير من الشباب، والإعلام شاهداً على ما قدمته، فهل مقابل ذلك يكون مصيري دخولي سجن (كوبر).

هل كنت تتوقع إطلاق سراحك؟

كانت ثقتي كبيرة في الله سبحان وتعالي، والقضاء السوداني.

ماذا عن مرضك داخل السجن وتهديد الأطباء لك بـ(البتر) و(العمى)؟

أصيبت في بادئ الأمر قدمي داخل السجن، مما أزم الموقف أكثر إصابتي بـ(السكر)، وعليه كانت هنالك مشكلة في تلقي العلاج في البداية، إلا أن أطباء (علياء) بذلوا مجهوداً كبيراً فيما بعد إلى أن تجاوزت مرحلة (بتر) الأصبع الحمدلله، فلهم مني كل الشكر الجميل، وأيضاً كان هنالك إشكالية في العيون، وأيضاً بذلوا في إطارها مجهوداً كبيراً.

كيف تم إطلاق سراحك، وهل هنالك بلاغ ضدك؟

أخلى سبيلي بالضمانة العادية، إما فيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك فأنا ليس ضدي أي بلاغ.

ماذا جري حول تلقيك العلاج؟

قابلت الدكتور عبد الباقي بمستشفى الأمل، وبدوره أكد إنني أحتاج إلى تدخل جراحي في العين اليمنى لإخراج مادة (السيلكون) المتراكمة بها، لذا من الضروري إجراء عملية للعين اليمنى لاستخراجه، بالإضافة إلى أن عيني اليسري تحتاج لإجراء عملية (ليزر)، وقد أشار الأطباء إلى أن تأخر إجرائي للعملية الجراحية قد يتسبب في إصابتي بـ(العمى) خاصة وأن مادة (السليكون) تراكمت بالشبكية.

بماذا نصح الأطباء؟

أكد البروف كمال هاشم في تقريره إنني أعاني من مضاعفات متقدمة في (الشبكية)، بعد أن أُجريت لي عملية قص زجاجي، وإصلاح الشبكية قبل ثمانية أشهر في (موسكو)، وبالتالي أحتاج إلى مراجعة طبيبي لإكمال علاجي).

ماذا قال الروس عن حالتك الصحية؟

ينبغي علىّ إجراء عملية جراحية عاجلة في العينين للمرة الثانية

الأحد، 10 أكتوبر 2021

مجموعة مسلحة تعتدي وتنهب فريق أول أمن حقوقي وليم الايرو دال بالخرطوم









..... 

*الخرطوم سراج النعيم*

.... 

تفاجأ الفريق أول أمن حقوقي وليم الايرو دال القائد العام لحركة (سانو) الفيدرالية الوطنية بدولة جنوب السودان بمجموعة مسلحة تقتحم منزله بحي (الأزهري) بالخرطوم في تمام الساعة الثانية صباحاً، وتكبله بحبال، وتضع على فمه شريط لاصق، وتحمله من داخل منزله إلى العربة التي تحركت به إلى منطقة (ابو آدم) بالخرطوم، وترميه في منطقة خالية من السكان.

فيما نهب الجناة الفريق أول أمن حقوقي وليم مبلغ مالي كبير.

من جهة أخرى تم إبلاغ السلطات المختصة، والتي بدورها ألقت القبض على أحد المتهمين.

تمدد الصفوف أمام المخابز وارتفاع سعر التجاري لـ(50) جنيه


شكا عدد من المواطنين من أزمة جديدة في الخبز ورفع البعض لأسعار الخبز التجاري (25) إلى (50) جنيه، بالإضافة إلى تمدد صفوف المواطنين أمام المخابز بالخرطوم.

وقال من استطلعتهم بأن الأزمة ناتجة عن نقص كبير في حصص الدقيق الذي يفترض أن يسليم لـ(لمخابز) بولاية الخرطوم، وأشاروا إلى أن الوضع إذا استمر على هذا النحو السالب، فإن الخبز لن يكون متوفراً في المخابر.

من جانبها، كانت شعبة المخابز قد كشفت عن توقف (70%) من مخابز ولاية الخرطوم عن إنتاج الخبز في الخرطوم.

 

 

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...