الأربعاء، 1 أبريل 2020

*(كورونا) في الأراضي السودانية عبر القادمين من الخارج* ............ *اختفاء (الكمامات) في ظروف غامضة وندرة في (الجونتيات


..........
*وزارة الصحة تعلن عن الإصابة السابعة بوباء الكورونا*
٠٠٠٠٠٠٠.٠
*تقرير : سراج النعيم*
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
لم يسبق أن احتلت قضية طبية كما احتلها وباء فيروس (كورونا) المستجد، والذي أودي بحياة عدد من السودانيين الذين جاء به من خارج السودان وآخر المتوفين الأستاذ ربيع دهب ، فيما أعلنت وزارة الصحة عن الإصابة السابعة بوباء الكورونا قادمة أيضاً من دولة الأمارات العربية المتحدة ، ولم يثبت إلى الآن اكتشاف أي حالة مصابة بالفيروس الفتاك من داخل الأراضي السودانية، ورغماً عن ذلك اختفت (الكمامات في ظروف غامضة)، كما حدثت ندرة في (الجونتيات)، مما ينذر بخطورة الأوضاع الصحية في البلاد، لذا على السلطات المختصة التشديد في اتخاذ التدابير الاحترازية الوقائية، وتقصي الحقائق حول كيفية دخول الحالات المصابة بفيروس (كورونا) للأراضي السودانية دون إخضاعها للفحص، والوضع في الحجر الصحي، ومما ذهبت إليه أرى أن نفتح هذا الملف الساخن الذي أدخل الهلع والخوف الشديدين في نفوس العامة ليس على مستوى السودان فقط بل على مستوي العالم، لذلك يجب التحقيق مع السلطات المسئولة عن دخول حالات مصابة بالوباء، خاصة الحالات المصابة بفيروس كورونا من دول موبوءة به، ومن ثم مخالطتهم للأصحاء من أسرهم، أصدقائهم وزملائهم وغيرهم من الشخصيات المتعاملين معها، والذين يتم إسعافهم إلى المستشفيات دون أخذ التدابير الاحترازية الوقائية، هكذا يدخل بعض المرضي على أساس أنهم غير مصابين بالوباء القاتل الصامت، عليه يكون المريض وأسرته قد عرضوا الكادر الطبي لخطورة انتقال الفيروس إليهم باعتبار أنهم تعاملوا معه مريضاً عادياً إلى أن يتم الإعلان عن الوفاة، ومن ثم نبدأ متأخرين في الحيطة والحذر، وبما إننا نعلم تماماً الإمكانيات الطبية للبلاد يجب على السلطات السودانية طلب المساعدة من منظمة الصحة العالمية حتى نوقف انتشار الفيروس الذي يأتي به أبناء الوطن من الخارج، وهم يعلمون بما لا يدع مجالاً للشك أن السودان يفتقر إلى أدني المقومات الطبية، فما بالك ونحن مهددين بالقاتل الخفي الذي لا ندري من أين يأتي إلينا؟ لذلك على الحكومة الانتقالية وضع حداً للجدل الدائر في قضايا ترتبط ارتباطاً وثيقا بحياة الإنسان، فإنسان السودان بسيط وطيب ولا يستحق أن يحدث معه ما يحدث آنياً من تهاون في تنفيذ ما يحفظه من الوباء الذي بدأ ينتشر بصورة مخيفة ومرعبة جداً، لذلك تجول بخاطر كل منا الكثير من التساؤلات ما هي الإمكانيات الطبية التي يمتلكها السودان لاكتشاف الإصابة بفيروس كورونا، ومن المسئول عن كتابة تقارير تثبت إصابة هذا أو ذاك بـ(الوباء) القاتل، ومن الطبيب المخول له الكشف على الحالة المصابة وإجراء الفحوصات، ومن ثم كتابة التقرير النهائي الذي يحدد الإصابة بفيروس (كورونا) من عدمها، وهل تكفي المذكرة التفصيلية وحدها لكتابة تقرير دقيق يستند عليه استناداً لا رجعة بعده، وهل يسمح لأهل المريض بعد إعلان الوفاة تحويله إلى الطبيب الشرعي في حال ساورتهم شكوك ؟؟؟.
من وراء تلك الأسئلة وغيرها أردت أن نلم ببعض السلبيات المصاحبة لملف الإصابة بفيروس (كورونا) المستجد الذي لا ندري أين تكمن حقيقته في ظل تضارب التصريحات من حيث إيصال المعلومة الحقيقية للمتلقي، فإذا نظرنا بمنظار فاحص إلى ملف فيروس (كورونا) فإننا نجد أن هناك خلل في إدارة هذا الملف المرتبط ارتباطاً وثيقاً حياة إنسان السودان، لذا يبدو أن المعركة ستكون طويلة من واقع خفايا وأسرار الإمكانيات الطبية في البلاد، لذا لاحظت أن الناس بدأت تسأم من التقييد دون توفير العينات الوقائية، فليس هنالك أجهزة للتنفس الاصطناعي في حال ارتفعت الحالات المصابة بالفيروس، وعدم توفرها بالصورة المطلوبة، لذا أدعو الحكومة الانتقالية ووزارة الصحة بصفة خاصة الانتباه لمسألة النقص في المعنيات.
إن تشريح جثمان المريض أمراً طبيعياً في حال ساور أسر المرضي شكوك حول وفاته بفيروس (كورونا) المستجد، فانتهاج هذا النهج يحفظ لكل واحد حقوقه، فهو في نهاية المطاف الفيصل، فالمشرحة يمكنها أن تحدد أسباب الوفاة، وهي ظاهرة صحية لأن هنالك الكثير من المرضي يموتون، ونكون غير ملمين بالأسباب الحقيقية للوفاة، وإن كان البعض من السودانيين غير ميالين لعملية التشريح وأن كانت مفيدة من حيث التبصير بمعرفة أسباب الوفاة لربما تحمل في معيتها زوايا عدة، فالمريض لا يولي صحته الاهتمام الكافي، والطبيب في نهاية المطاف إنسان يخطي ويصيب، مما يجعل الوضع في كلتا الحالتين مواجهاً بأشياء كثيرة كالضعف في الدم وعدم المتابعة والأمراض الأخرى المصاحبة.
وأعزو التدهور الصحي إلى عدم وجود خطة صحية واضحة على مستوي السودان من حيث البنية التحتية للمستشفيات، فهي في الغالب الأعم ليست بالصورة المطلوبة التي يمكن أن يضمن فيها المريض خدمة صحية متكاملة، فالمعاناة في كل شيء مثلاً في القدرة الاستيعابية للمستشفيات (الأسرة) مقابل المرضي، والبنيات التحتية من معامل، بنك دم، إسعاف وكوادر طبية تجيد التعامل مع المصابين بفيروس (كورونا)؟ مما يطرح سؤالاً على السلطات الصحية هل أقسام الطوارئ في المستشفيات مهيأة لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس (كورونا)، وهل تم مدها باختصاصيين على مدار الـ(٢٤) ساعة، وهل يحرص الطبيب السوداني على الممارسة التي تدنت إلى أدنى مستوياتها في ظل هذا الوباء القاتل، علماً بأن العائد المادي ضعيف، والذي يضع الطبيب أمام خيارين لا ثالث لهما الحالة الإنسانية تجاه المريض، والحالة الاجتماعية، وبالمقابل أصبح المفهوم العام أن تقابل الطبيب لكي يكتب لك روشتة، وتذهب إلى سبيل حالك، وما أصاب مؤسسة الطب العام أصاب مؤسسة الجراحة، فالبنية التحتية والأساسية للعمل الجراحي في السودان غير مكتملة، فالظروف الاقتصادية والاجتماعية مست كل شيء.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...