الجمعة، 30 أبريل 2021

سراج النعيم يكتب : من ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ السودانية



.........................

من المؤسف حقاً، ﺃﻥ تكون ﺣﺎﻻﺕ الحياد عن الطريق القويم تزداد يوماً تلو الآخر في المجتمع السوداني، خاصة وسط النشء والشباب ، والأكثر أسفاً أن البعض منهم تخلي ﻋﻦ العادات والتقاليد السودانية، متأثرين بعادات وتقاليد وافدة، قادتهم إلي اكتسابها بالتواصل عبر الميديا الحديثة ، دون تمسكهم بالقيم والأخلاق والمبادئ، مما قادهم للتفكير علي نحو سالب.

 من المؤلم جداً غياب الدور التربوي، التوعوي والتثقيفي، لأسباب كثيرة، وللقضاء عليها وعدم ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ عن سلبياتها ، حتي لا تصبح جزءاً من تكوين المجتمع السوداني، بعد أن أصبحت تتعمق فيه تدريجياً، دون أن تجد من يجتزها من جذورها، وبالتالي تجد الطريق ممهداً أمامها، فتستفحل في أجساد النشء والشباب، ﻭﺗﺴﺘﻘﻮى في المجتمع السوداني، رغماً عن أنها ظواهر (هشة)، ويمكن تلافيها بالالتفات إليها بشكل جاد.

السؤال الذي يظل قائماً لماذا لا تكون هنالك وقفة ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ الظواهر السالبة؟، وكيف وجدت الثقافات المغايرة طريقها إلينا وتمضي بنا وفقاً لما ﺗﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ؟؟، الإجابة عندي تتمثل في إننا نتمتع ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠﻲ استيعاب الكثير ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ، فضلاً عن إننا نركن إلي ظواهر سالبة كثيرة، وذلك في ظل انفتاح ﻻ ﺿﺎﺑﻂ ولا رابط ﻟﻪ، ومن خلاله ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ القاصي والداني أن يرصد المتغيرات التي طرأت علي ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ.

بما أن النشء والشباب ابتعدوا عن الثقافة الإيجابية، فإن أسئلة تدور في ذهني، ولا أجد لها الإجابة، هل الظواهر السالبة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ السوداني لها أسباب منطقية، أم أن المستجدات والبحث عن التطور هما السبب الرئيسي في السلبية المريعة والمرعبة، التي تؤكد أنه من ﺍﻟﺴﻬﻞ اختراقنا باﻟﺘﺄﺛﻴﺮ؟، وﻫﻞ للأوضاع ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩية دوراً فيما يحدث، وما قد يحدث في المستقبل؟، وﻫﻞ نمضي نحو الأسوأ، ﺃﻡ أنها سوف تقودنا بالاجتهاد ﻟﻸﻓﻀﻞ؟.

إن المجتمع السوداني يعاني من الظواهر السالبة كثيراً، ومع استمراريتها انتقصت ﻣﻦ ﺭﺻﻴﺪﻩ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، والأمثلة علي ذلك كثيرة منها إرتداء البنطال (السيستم)، (فلفلة) الشعر، مشاهدة الأفلام الفاضحة، تعاطي المخدرات، وغيرها من السوالب التي غيرت في سلوكيات البعض، فأصبحوا يخدعون الفتيات باسم الحب، وذلك بعد التعرف عليهن بشكل مباشر أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي، والشواهد علي ذلك كثيرة، ومن بينها قصة شاب خدع شابة من أسرة ثرية ، بعد أن أخذت الأمر مأخذ الجد، ودون أن تضع في حساباتها أنه قد يستغل ﺛﺮﺍﺀﻫﺎ لتحقيق أغراضه، كمساعدتها له في دفع أقساط تخصه، وما أن حقق ما يصبو إليه، أصبح يتجاهل مكالماتها، ورسائلها النصية، ويتحاشى الأماكن التي تجمعه بها، الأمر الذي جعلها تفكر في أن تطالبه باستعادة مبلغ الأقساط، مما حدا بالشاب التحايل عليها واستمالتها باسم الحب، وعندما لم يجد منها رداً يطمئنه، لوح بصورها التي كان يحتفظ بها، مشيراً إلي أنه لن يتورع في نشرها عبر وسائط التواصل الاجتماعية، وبما أن تهديده يتعلق بصورها ونظرة المجتمع لها فيما بعد، اضطرت إلي التنازل عن مطلبها، وآثرت الانزواء بعيداً عن الأنظار، والاكتفاء بالصمت، ومعاتبة قلبها الذي جرفها نحو هذا التيار، متسائلة بينها ونفسها لماذا (خدعني)؟.

ومن أكثر الظواهر السالبة التي استوقفتني كثيراً، هي ظاهرة تهرب فتيات من البقاء في منازلهن ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، وغيرها من المفارقات، لعدم تربية الأبناء تربية سليمة، تجعلهم ينشئون ﻣﺸﻮّﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ والثقافة، ﻭﺗﻨﺪﺛﺮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﻴﻢ والأخلاق، وتزداد في أوساطهم ﺣﺎﻻﺕ (ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ)، التي تحتاج إلي تدخلات ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ عاجلة، قبل أن تستفحل، وتصبح عادة يضيع معها مستقبلهن، فهنالك أسباب معلومة وأخري غير معلومة.

ومن الأسباب الأقوى إظهار بعض الآباء نهجاً مغايراً أمام الأبناء، الذين ربما يقلدونهم، حتى في تعاطي نوع من أنواع (التبغ)، ولا يجدي بعد ذلك النصح بالإقلاع، إلي جانب ﺇﻗﺼﺎﺀ الأبناء ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً، وعدم اصطحابهم للمناسبات، الأمر الذي يدفع الأبناء إلي مشاهدة القنوات الفضائية أو التواصل مع الأصدقاء عبر وسائط التقنية الحديثة، التي يكتسبون من خلالها عادات وتقاليد جديدة، لذا علي الآباء الاهتمام بتربية الأبناء، وعدم تركهم للعوامل الخارجية.

سراج النعيم يكتب : ارتفاع وهبوط الدولار الأمريكي


 

فشلت السلطات المختصة في السيطرة على سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني بالسوق الموازي، والذي قفزفي الأيام الماضية إلى (٤٠٠) جنيهاً، ثم هبط إلى أقل منه، ما جعل أسعار السلع الإستراتيجية المرتبطة به ارتباطاً وثيقاً ترتفع ارتفاعاً خيالياً، وتشكل تهديداً خطيراً لاستقرار البلاد التي ظلت تعاني من تحرير السوق بصورة غير مباشر، فالسياسات الاقتصادية لا تعالج أوضاع المواطن المعيشية الطاحنة، مما أفقد المستهلك الثقة في ايجاد حلول ناجزة، خاصة وأن ارتفاع الأسعار يحدث مع إشراقة كل صباح أو قل على رأس كل ساعة دون وضع تسعيرة محددة للسلع الاستهلاكية، التموينية، الغذائية، وتعريفة للمواصلات، هكذا تركت السلطات المختصة المواطن أمام استغلال الشركات، المصانع والتجار الذين ضاعفوا من معاناة المستهلك اليومية، والذي يصرف في هذا الإطار ما يفوق دخله المحدود، هكذا يدفع فواتير باهظة الثمن، وهذه الفواتير تتمثل في الكهرباء، المياه، الخبز وغيرها من الفواتير الضرورية اليومية المستمرة معه إلى أن يخلد للنوم، وكلما مزق فاتورة تطل عليه أخرى اشد قسوة وإيلاماً مع التأكيد بأن عدم الإنتاج في القطاعات (الزراعة والصناعة) ألقى بظلاله السالبة على الاقتصاد الوطني، والذي تأثر غاية التأثر بالأزمات الاقتصادية قبل، وبعد الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، مما أدخل المواطن السوداني في حالة من الخوف والهلع الشديدين من المصير الذي سيؤول له في المستقبل، وهو مستقبل يكتنفه الكثير من الغموض. 

إن السلطات المختصة تحتاج إلى أن تضع حداً للمضاربة بالدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني في السوق السوداء، وأن ترفع من معدلات النمو في القطاعات الزراعية والصناعية، وذلك بزيادة الإنتاج لمجابهة الطلب الداخلي للسلع الضرورية التي يتم إنتاجها في السودان، ومن ثم الاتجاه إلى زيادة حجم صادرات الذهب والثروة الحيوانية حتى يتراجع سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، والذي أصبح متأرجحاً في السوق الموازي، وأن تتجه الحكومة إلى تمويل الموارد الزراعية والصناعية للمساهمة في خفض أسعار خدمات التيار الكهربائي والإمداد المائي، وخفض الإنفاق الحكومي حتى لا يحدث تضخم أكثر مما هو عليه، وذلك نظرناً للنمو الكبير في (الكتلة النقدية)، لذلك لابد من أن تكون للسلطات آلية للتخطيط الاقتصادي، وذلك من اجل إصلاحات ملموسة يستشعرها المستهلك  في المعالجات الإنتاجية الزراعية والصناعية، وأن تتم المعالجات بصورة لا تشوبها أية شائبة حتى تحتوي ارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية، وأسعار السلع الاستراتيجية، والضرورية المنقذة للحياة. 

بما أن الأوضاع الاقتصادية في البلاد تشهد تشوّهات وغير مستقرة في إطار كل المعاملات المالية، التجارية والاستثمارية، وهو ما حدا بها أن تكون القياس العام للأسعار في الأسواق، والتي يستغلها (تجار الأزمات) لرفع الأسعار بالصورة المناسبة مع الشركات، المصانع والتجار، مما جعل الجنيه السوداني يفقد قيمته في التداول بالأسواق، والذي اختفت على إثره الفئة النقدية الأصغر من فئة الـ(٥٠) جنيهاً، وهذا الاختفاء يتضح بجلاء في الزيادات التي تتم يومياً في عملية بيع وشراء سلعة السكر، والذي رفعت في ظله بائعات المشروبات الساخنة (الشاي) من (٣٠) جنيهاً إلى (٥٠) جنيهاً، والقهوة من (٥٠) جنيهاً إلى (٧٠) جنيهاً، وفي بعض الأماكن بـ(١٠٠) جنيهاً، هكذا تسيطر الفئات النقدية الكبيرة على عمليات التداول في الأسواق، فلم يعد المستهلك يتداول الفئات الصغيرة لرفض البعض التعامل معها في عملية الشراء والبيع رغماً عن تأكيدات البنك المركزي السوداني صلاحية استخدامها بما فيها فئة الـ(٥) جنيهات، كما اختفت عن المشهد تماماً العملات المعدنية، وهذا التعامل النقدي بالفئات الكبيرة أثر تأثيراً بالغاً في معدلات التضخم الذي بلغ ذروته، ويلقي بظلاله السالبة على المواطن المحاصر بالأسعار المرتفعة جداً يومياً في الأسواق، فالسياسات الاقتصادية الراهنة سياسات لا يمكنها بأي حال من الأحوال ايجاد المعالجات لحماية المستهلك من من الشركات، المصانع والتجار الذين تنشط تجارتهم في ظل الأزمات الضاغطة للمواطن المغلوب على أمره، وافرزت تلك السياسات الاقتصادية تفشي البطالة، والتي ظهر في إطارها ما يسمى بالسماسرة والطرحين أو الكموسنجية وغيرها من المهن الداعية إلى المزيد من (العطالة)، السؤال الذي يطرح نفسه في انهيار الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي، هل يتم اللجوء لتغطية العجز بطباعة العملة النقدية دون أي مقابل يعادلها، ودون حساب من حيث معدل النمو.

ظهور اليهود في السودان يثير جدل واسع

 

سودانيون يخفون أنفسهم بسبب الأصول اليهودية

شكل عدد من السودانيين حضوراً طاغياً في ملتقي الأديان الذي شهده فندق (كورنثيا) بالعاصمة السودانية (الخرطوم)، شارك من خلاله ذلك اللقاء الجامع يهود السودان، والهدف من مشاركتهم نبذ الوصمة ورفض إعتراف الناس والمجتمع بهم، كما شارك فيه أيضاً حاخام، وشيخ من شيوخ الدعوة الإسلامية وبعض المنتمين للديانات الإسلامية، المسيحية والهندوسية. 

من جانبه، حمل الملتقى مضامين مبنية على التعايش السلمي وسط الناس والمجتمع، وجاءت فكرته بمبادرة من البرلماني السابق بالنظام المباد (أبو القاسم برطم)، وهي تعبر الدعوة الاولي الملتقي الأولي من نوعها في السودان، والمؤكدة بأن ليهود السودان حق في الإعلان عن أنفسهم، بعد أن ظلوا يتوارون عن الأنظار منذ سنوات وسنوات خلت، خاصةً في الثلاثة عقود من عمر نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي كان له موقفاً واضحاً من تطبيع السودان مع إسرائيل، مما اضطر اليهود في الخرطوم والأبيض غرب السودان وعطبرة شمال السودان إلى اختفاء أنفسهم، ولم يجدوا فرصة للاطلالة في المشهد السوداني إلا بعد سقوط النظام السابق. 

إن الملتقي الذي تطرقت إليه قاد الكثير من يهود السودان للظهور علناً من أجل رتق نسيج مكونات الديانات الإسلامية، المسيحية، اليهودية والهندوسية، إلا أن بعض المناهضين اعتبروا الملتقى هدفاً لفرض التطبيع السوداني مع إسرائيل، والذي بدأه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي. 

يمثل الملتقى الظهر الأول ليهود السودان، والذي ظهرت من خلاله سفيرة النرويج بالخرطوم، وألقت فيه كلمة تصب في ذات الإطار، كما شارك فيه أيضاً سفير المملكة الأردنية الهاشمية، وأعضاء من الجالية الهندية. 

فيما تم افتتاح الملتقى بتلاوة آيات من القرآن الكريم  وعلى غير العادة قدمت صلوات من الإنجيل، التوراة وبالإضافة إلى الديانة الهندوسية، وقدمت الصلوات اليهودية فتاة سودانية تنتمي للديانة (اليهودية)، وظلت تلك الفتاة مهاجرة لسنوات طوال، إلا أنها عادت قبل إنطلاقة مليونية السادس من أبريل2019م للمشاركة في الثورة السودانية اللاعب الوحيد في إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

وفي ذات السياق اعتبر عدد من المشاركين في الملتقي بأنه سيكون نوة للتعايش السلمي بين مكونات الديانات الإسلامية، المسيحية، اليهودية والهندوسية، خاصةً وإن البعض من المنتمين للديانة اليهودية أجبروا في وقت سابق على الهجرة من مسقط رأسم (السودان)، ومن بقى منهم لا يستطيع الظهور بصورة علنيه، لأن وصمة الناس والمجتمع تلاحقه، لذلك تأتي فكرة الملتقي لدعوة الناس والمجتمع لنبذ الأفكار السلبية القائمة على عدم الاعتراف بالآخر الذي ينتمي إلى الديانات المسيحية، اليهودية والهندوسية. 

وأشار بعض المناهضين للملتقي إلى أن الغرض من تنوعه عقائدياً، هو التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، وأن مدخل التعايش السلمي ما هو إلا لتاطير الفكرة في دواخل السودانيين، خاصة وأن الملتقي يترجم يعمق فكرة العلاقات السودانية - الإسرائيلية. 

ومنذ فبراير في العام 2020م بدأت تظهر على السطح فكرة التطبيع بين السودان وإسرائيل، وذلك بعد اللقاء الذي جمع بين الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في مدينة (عنتبي) اليوغندية، وهو ما شجع على إقامة الملتقى، والذي حظي بشرعية رسمية من خلال مشاركة رجاء نيكولا عبدالمسيح عضو مجلس السيادة السوداني. 

هذا وقد خاطب الملتقي التعايش السلمي بين الأديان في السودان الحاخام ديفيد روزون، والقس إنغبورغ ميدتوم، واللافت للنظر مشاركة الشيخ عبدالرحمن حسن حامد رئيس مجمع الفقه الإسلامي السوداني السابق، مما أضفى عليه صبغة التنوع إلا أن الأصوات المعارضة للتطبيع بين السودان وإسرائيل أعلنت رفضها التام والراسخ في أذهان الشعب السوداني للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني. 

إن يهود السودان ظهروا في الملتقي لإزالة وصمة الناس والمجتمع الملازمة لهم طوال السنوات الماضية، والتي أكد في إطارها أحد المنتمين للديانة الإسلامية أنه لم يسلم من وصمة الناس والمجتمع نسبة إلى أصوله اليهودية، والتي تسببت في معاناته وحرمانه من الوظيفة، لذلك تجده يقف بقوة خلف المتلقي لنبذ عدم التعايش السلمي حتى يتمكن من جذورهم (يهودية) العيش دون هواجس أو خوف من وصمة الناس والمجتمع الذين يتعاملون معه وفقاً لخلفيته العقائدية السابقة. 

وتشير المعلومات إلى أن (150) أسرة يهودية سودانية اخفت نفسها عن الناس والمجتمع بسبب

 الإنتماء للديانة اليهودية.

سراج النعيم يكتب : التبشير بجائحة (كورونا)



إن عدم التبشير بجائحة (كورونا) تجلي في موجة أزمتها الأولى والثانية، مما كادت أن تعصف بالعالم أجمع، والتي على إثرها دب الخوف والهلع في نفوس سكان العالم، وسيطر عليهم الذهول عام كاملة، فأضحى البعض منهم يتعامل مع الجائحة على أساس أنها حقيقة وخطيرة على حياة الإنسان، لذلك التزموا بالاشتراطات الصحية المتمثلة في التباعد الاجتماعي، ارتداء الكمامات وغسل اليدين وتعقيمها بالمطهرات إلا أنه وفي ذات الوقت ينكر وجودها تماماً، لذلك لم يلتزموا بالتدابير الاحترازية الوقائية لجائحة (كورونا)، وهذا الإنكار ساعد في انتشار فيروس (كوفيد-19) المستجد، والذي زادت في ظله حالات الإصابة والوفيات بالمرض، هكذا تباينت حوله الآراء، واختلفت من شخص إلى آخر، فهنالك من يرى أن الوباء لا يعدو كونه سوى (خرافة)، أو حرباً (بيولوجية)، وهذا التشتت في الآراء جعل الأغلبية العظمي لا تعي المخاطر المحدقة بها من حدب وصوب، خاصة وأن المرض خطير، قاتل وخفي، وعدم إدراك جعل الجائحة تحصد عدداً من الأرواح في الفترة الأولي رغماً عن التشديد في اتخاذ التدابير الاحترازية الوقائية بالإغلاق الجزئي والشامل، والذي ما أن تم رفع قيوده وعادت الحياة إلى مجرها الطبيعي إلا وظهرت الموجة الثانية، وهي الموجة الأخف عن سابقتها رغماً عن التحذيرات شديدة اللهجة والمؤكدة أنها الأشد قسوة وإيلاماً. 

بالرغم من أن هناك دولاً عظمى تمتلك من الإمكانيات المادية والعلمية ما يؤهلها للقضاء على أي فيروس إلا أن قدراتها تضاءلت تماماً، ولم تستطع المقاومة أو القضاء على فيروس (كوفيد-19) المستجد، مما استدعي الكثير منها للإستسلام للوباء الفتاك، خاصةً بعد أن أثبت العلماء فشلهم في إيجاد علاج ناجع له، مما جعل مصير الإنسان مرهوناً للإصابة، وفي حال عدم مقاومته للفيروس بالعلاج المتاح من (بندول) و(أكسجين)، فإن مصيره المحتوم الموت. 

بالمقابل لا يوجد إعلام لتوعية وتبصير الإنسان بالمخاطر الناجمة عن الإصابة بالفيروس اللهم إلا بعد المبادرات ما بين الفينة والاخرى، وهذه المبادرات لم تكن في حجم ظهور وانتشار فيروس (كورونا) المسبب للموت في موجته الأولي والثانية، فالإعلام كان مركزاً على الصراعات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية هنا وهناك، ولم يلتفت إلى أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية لمنع الإنتشار السريع لفيروس (كوفيد-19) المستجد، والأغرب في هذه الأزمة استغلال البعض لها من الناحية الاقتصادية وتطويعها لتصب في صالح الكسب الرخيص، والذي أطل في إطاره (تجار الأزمات) الذين نهشوا لحم المستهلك، مما اضطر الكثير من الأسر لبيع ومقايضة الاثاثات والأزياء مقابل الحصول على الغذاء والدواء.

إن ما جرى ويجري في إطار الأوضاع الاقتصادية، وفيروس (كوفيد-19) المستجد يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الحكومية الانتقالية ليس من اهتماماتها معاش الناس، ولا تستشعر ما يمر به من ألم ومرارة، فارتفاع الأسعار مع إشراقة كل صباح لا علاج لها، وكذلك الوباء، وبالتالي يجد نفسه محاصراً بالظروف الاقتصادية من جهة والفيروس من جهة أخرى. 

ووسط ذلك الرعب الذي يعيشه العالم ساد الناس ذهولاً وخوفاً لعدم قدرة السلطات المختصة على السيطرة على الجائحة بالتدابير الاحترازية الوقائية الحازمة والرادعة، ويضاعف من المخاوف الأوضاع الاقتصادية الطاغطة جداً لإنسان السودان. 

لا يدري كيف قررت ولاية الخرطوم فتح المدارس، ومنعت في ذات الوقت التجمعات، وإقامة الحفلات في صالات الأفراح والمرازع؟ هل هدفها الرئيسي حماية الإنسان من الفيروس رغماً عن الاستثناءات لأفراد دون آخرين!

يبدو أن قرارات والي ولاية الخرطوم القاضية بفتح المدارس وبمنع التجمعات وإقامة الحفلات، وهذه القرارات غير مدروسة من حيث إدراك الأوضاع الاقتصادية المذرية وخطورة فيروس (كورونا) القاتل، مما جعل إنسان السودان أمام اختبار حقيقي يتطلب التكاتف، التعاضد وتضافر الجهود من أجل تجاوز الأزمات المطلة في المشهد يوماً تلو الآخر، لذلك يجب أن لا تكون القرارات في مثل هذه الظروف أحادية، فالكل مسؤول على اختلاف الأجناس، التوجهات، والافكار حتى لا تقتصر القرارات المتعلقة بالعامة على مجموعة بسيطة، وهي التي تقرر في مصير الأغلبية بما تراه متماشياً مع سياستها، فما الذي يمكن أن يقدمه الإنسان لبلد تجاوز عطاؤه من يديره من فشل إلى آخر؟!

مما لا شك فيه، فإن البلدان ليست بحاجة لقرارات يصدرها هذا وذاك بقدر ما أنها في حاجة ماسة إلى أن تكون تلك القرارات متوافقة مع الجميع دون استثناء.

على خلفية اللجوء للسحر.. شيوخ يحذرون النساء من سلب إرادة الأزواج ب(عروق المحبة)



حذر عدد من الشيوخ النساء عموماً من مغبة (عروق المحبة). 

وقال الشيخ أنس : إن (عروق المحبة) ما هي إلا ضرب من ضروب (السحر) الذي تلجأ إليه بعض النساء ظناً منهن بأنه اللاعب الرئيسي في جعل الرجل ينجذب إليهن، وذلك من خلال سلب الإرادة إلا أن ذلك (السحر) يكون مؤقتاً، وينتهي بانتهاء صلاحيته، ورغماً عن ذلك تعتقد النساء بأنه يحفظ لهن الرجل من (الشلب)، ولا يعلمن أن الساحر لا يعدو كونه سوى دجال ومشعوذ، وكل ما يفعله هو تسلط (السحر) على الرجل المستهدف به لكي يتلبسه (الجن). 

فيما قال شيخ اليسع : إن (السحر) يأتي بنتائج عكسيه على النساء، إذ أنه يجعل حال الأسر غير مستقرة مما يحدثه (الجن) من اضرار على الإنسان، والذي بدوره يشعر بأمراض كثيرة، فيلجأ إلى الأطباء إلا أن الفحوصات وتشخيص حالته الصحية لا تسفر عن نتيجة.

بينما قال الشيخ مجدي: إن (عروق المحبة) تقود إلى الشغف والمحبة بما يفوق الحب الذي ينشأ بصوره طبيعية، ما يجعل المحبوب لا يصبر على الفراق، ويكون في لهفة دائمة للالتقاء بالآخر، أي أنه يكون مطيعاً لهن طاعة عمياء، إلا أن (السحر) يحدث خلافات بين الرجل والمرأة خلافات بعد زوال مفعول السحر، والذي ما أن يزول إلا ويعود الطرفين إلى حياتهما الطبيعية، فالنساء اللواتي يلجأن للسحر تعتريهن هواجس تتمثل في إحساسهن بالفراق أو (الشلب)، 

ولكن النتيجة لا تأتي بما يرمين إليه، وأمثال هؤلاء لا تعرفن أنه حرام، فالاتجاه للسحر لا يجوز شرعاً. 

إن ما يسمى بالشيخ أو الساحر أو الدجال أو المشعوذ يطلب من النساء أثراً من آثار الرجل، ويتمثل الأثر في قطعة من ملابسه، ويشترط أن تكون فيها رائحته، ومن ثم ينسج منها سحره، ومن ثم يطلب المرأة أن تدفنه في مكان يحدده لها شرطاً أن يكون مكاناً (مهجوراً)، وفي كثير من الأحيان يؤدي (السحر) إلى المرض والكراهية.

وتقول خبيرة علم النفس ثريا محمد أحمد : أسباب اندفع النساء نحو (عروق المحبة) لإحساسهن بفقدان الرجل، وهذا الإحساس نابع من أن المرأة يتملكها إحساس بأن الرجل سيتزوج عليها، خاصةً وأن المرأة تأثرت بالإعلام البديل، والذي سهل التعارف مع الأشخاص الغرباء من خلال تطبيقات (العولمة) ووسائطها المختلفة. 

تعتبر (عروق المحبة) ضرب من الاعتقاد القائم على علاقة بين الرجل والمرأة، والتي يجب أن تضع في حساباتها بأن الحب الصادق لا يؤثر فيه (السحر).

الخميس، 29 أبريل 2021

الممثل عباس وسراج النعيم







 

*قصص مؤثرة وحزينة حول مصابي ثورة ديسمبر.. عثمان : الحكومة منحت مصابي الثورة شيكات من ديوان الزكاة ولكن..!.. أموال تبرعت بها منظمة بأمريكا للمصابين وأسر الشهداء.. الثورة ستشتعل إذا لم تلفت السلطات للإصلاح*



..... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

..... 

كشف الشاب عثمان مجدي عثمان الصديق، البالغ من العمر (٢٧) عاماً، خريج جامعة العلوم والتقانة، كلية (تقنية المعلومات)، من سكان حي ودنباوي- أمدرمان، كشف تفاصيل مؤثرة وحزينة حول عدم تلقي مصابي ثورة ديسمبر المجيدة للعلاج بشكل كامل، بالإضافة إلى الصراع الدائر بسبب تكوين (منظمتين). 

*في البدء ما هي قصتك؟* 

بدأت قصتي مع النضال الثوري منذ العام 2013م، وواصلت في ظله إلى أن أصبت في موكب 24/3/2019م بواسطة حهاز الأمن والمخابرات الوطني بقنبلة صوتية (قرنوف)، وعلى خلفية ذلك اسعفت على جناح السرعة إلى مستشفى (فضيل) بالخرطوم، والذي بتر فيه الأطباء جزء من يدي اليمني، فيما تركوا جزء منها لليوم التالي، فإذا وصله الدم لا يبتر، وإذا لم يصله يبتر، عموماً أراد الله أن لا يصل الدم إليه، فتم بتر الأصابع الأربعة، والأصبع الكبير من المفصل، بالإضافة إلى (الكف)، بينما تركوا عضلة الأصبع الأكبر من تحت (المفصل)، وصادف ذلك مبادرة دكتور ناظم (شارع الحوادث)، فتبني علاجي في مستشفى (فضيل)، ولم يكتف بذلك بل قام بتسفيري إلى (الهند)، وهناك أجريت لي عملية جراحية، وأخذوا من خلالها أصبعاً من رجلي الشمال، ووضعوه في اليد (المبتورة). 

*لماذا عدت من الهند قبل إكمال العلاج؟*

عدت بسبب ارتكاب مجزرة (فض الإعتصام) من أمام ساحة القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، ومجزرة الثامن من رمضان، وأحداث اخري مصاحبة للثورة، لذلك طلب مني الدكتور ناظم العودة للسودان نسبة إلى أن المصابين أصبحوا كثر، والبعض منهم حالته الصحية (حرجة)، وأكد إنني سأعود للهند بعد (6) أشهر من تاريخه، عموماً عدت إلى البلاد وصادفت عودتي إليها أوضاعاً اقتصادياً (ضاغطة) جداً، بالإضافة إلى ظهور وانتشار جائحة (كورونا)، وتدابيرها الاحترازية الوقائية، لذلك لم أشد الرحال مرة اخري للهند، وعندما طالبا بالعلاج قال لنا الدكتور ناظم : (قررت رفع يدي عن العلاج المصابين في الداخل والخارج بعد تشكيل حكومة الثورة). 

*وماذا؟*

تلقيت اتصالاً هاتفياً من أخونا صابر فقيري، وهو أحد المصابين المقيمين بولاية (تكساس) الأمريكية، وقال من خلاله : (أخذت رقم هاتفك من خالد شقيق الشهيد (الوليد)، لانني أريد منك أن تجمع مصابي الثورة)، وبالفعل بدأت في ذلك، ومن ثم أصدرنا بياناً أعلنا من خلاله عن أنفسنا، ووضحنا بأننا تجمع مصابي ثورة ديسمبر المجيدة أو تجمع جرحي ومصابي الإنقاذ، وحتى تلك اللحظة لم تكن لدينا فكرة لعمل منظمة، إلا أن الحكومة الانتقالية طالبتنا بتكوين منظمة لأنها لا تستطيع التخاطب معنا كأشخاص، ومن بين المصابين الذين اتصلت بهم الصادق فتح الرحمن، وأكدت له بأننا نجمع في المصابين من أجل تكوين كيان للمطالبة بالحقوق، إلا إنني تفاجأت به يجمع أشخاصاً من المصابين، ومن ثم عقدوا بهم جمعية عمومية لمنظمة مصابي الثورة بدون الرجوع إلينا أو حتى الرجوع للأستاذ حذيفة المحامي الذي وضع دستوراً للمنظمة، المهم أنهم كونوا المنظمة، وأطلقوا عليها  اسم (أسود النضالات)، والاسم الذي اتفقنا عليه هو (نضالات) باعتبار أن الشعب السوداني ناضل أيضا، واصطفي الله منه البعض للشهادة والإصابة. 

*كيف بدأت الخلافات تسطو على السطح؟* اكتشفنا أن هناك منظمة ثانية تعمل باسم مصابي وجرحى الثورة، وهذه المنظمة تطالب بالحقوق منذ العام 1989م إلى لحظة سقوط النظام البائد، واتفق معي عدد من المصابين بالطعن فيها قانونياً، ولكن تراجعنا عن الفكرة على أساس أن القضية واحدة، وقبلنا بها على مضدد إلا إننا بدأنا نكتشف فيما بعد أن هنالك خلافات بين المنظمتين، وهذه الخلافات لا يستفيد منها المصابين. 

*هل الحكومة الانتقالية لم تدعمكم نهائياً؟*

في شهر رمضان الماضي أرسل لنا الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس مجلس الوزراء خطابات شكر، بالإضافة إلى حقيبة رمضانية، وبعدها بفترة طويلة منحنا شيكات صادرة من ديوان الزكاة، فاعترضنا عليها باعتبار أننا اصبنا في الثورة، فلماذا يمنحنا ديوان الزكاة شيكات؟، إلا أن البعض كانت ظروفه الاقتصادية صعبة، وهذه الظروف وحدها اضطرتهم إلى أخذ الصكوك. 

*ماذا عن التأمين الصحي؟*

تم إيقافه بعد (7) أشهر تقريباً، وأصبحت المستشفيات المعنية به تقول لنا بأن هذا التأمين (أغلق). 

*كم كانت قيمة شيكات مجلس الوزراء؟*

قبل شهر تقريباً تم إستخراج شيكات من مجلس الوزراء،  واستلمت واحداً منها بقيمة (100) ألف جنيه، وتتفاوت بقية الصكوك في قيمتها المالية، وأكدوا لنا بأنه دعم اسعافي للمصابين، ورغماً عما أشرت له، فإنني ظللت أنادي بأن تكون الأولوية لعلاج المصابين. 

*ماذا عنك أنت شخصياً في إطار العلاج؟* 

أجريت قبل أيام عملية بمستشفى (فضيل)، والذي طالبته أن يمنحى تقريراً طبياً للعلاج من (الاعصاب) في الخارج.

*كيف هي أحوال من أصيبوا في الثورة؟* 

زرت قبل أيام الصديق المصاب عمر الطيب في عمارة تقع في شارع الستين، وهي ممنوحة للمصابين من لجنة إزالة التمكين، ولكن الإشكالية تكمن في أنها تفتقد إلى (الأثاث)، (المكيفات) و(المراوح)، بالإضافة إلى قطوعات التيار الكهربائي، فأنا عندما زرت هذا المقر اضطررت إلى دخوله من خلال إضاءة الهاتف المحمول، وعندما ضيفوني بكوب ماء، لم أستطع ارتشافه من الغبن الذي انتابني، فكيف لإنسان مصاب يعيش في بيئة غير صالحة، وتحتاج إلى تهيئة؟.

*ماذا عن اللجان الخاصة بمصابي الثورة؟* 

سبق وتم وضعي في لجنة إلا إنني اكتشفت أنها لا فائدة منها غير صرف النثريات، فالمصاب لا يحتاج للجان بقدر ما أنه يحتاج لتلقى العلاج في الداخل والخارج. 

*كيف تنظر إلى برتكول وزارة الصحة المصرية؟* 

البرتكول قرر علاج المصابين، إلا أن سافروا في إطاره لم تكن حالاتهم الصحية (حرجة) مثلما حالة مجيب الرحمن، عمر الطيب، متوكل وعهد السماني، فهم جميعاً مشلولوين، والبعض منهم يتحرك حركة (خفيفة)، لأنه وجد رعاية طبية قبلاً من مبادرة الدكتورة ناظم، واستشهد بحديثي مع والدة المصاب (عمر الطيب)، إذ قلت لها : (يا حاجة عندما بدأنا نتجمع كمصابين، كان هدفنا الوقوف مع بعضنا البعض، 

وإذا خيروني في السفر للعلاج خارجياً، فإنني بلا شك ساتنازل لعمر الطيب، لانني أستطيع الصبر على الجرح.

*ما هي رسالتك التي تبعث بها؟* 

رسالتي للشعب السوداني والحكومة الإنتقالية، وأؤكد لهم من خلالها بأن جزء من أموال علاج بعض المصابين تم إحضارها عن طريق منظمة بأمريكا تتبع لطلاب جامعة الخرطوم، وتلقى بها البعض العلاج جزئياً، وكان أملنا كبير في الحكومة الانتقالية بأن تقوم بهذا الدور، وتحسم وجود منظمتين باسم المصابين، لأن هذا الوضع غير الطبيعي ويعني الانقسام وسط المصابين، وإذا قبلنا به، فإننا سنجد نفس الأسماء لدى الطرفين.

*هل اوصلتم صوتكم إلى مجلس الوزراء؟*

نعم بوقفة احتجاجية خاطبها الأمين العام لمنظمة (أسود النضالات)، وتحدث بالإنابة عن الدكتور عبدالله حمدوك ممثلاً له، وتم وفق ذلك تكوين لجنة، ولكن دون فائدة. 

*هل تلقى المصابين الذين سافر إلى مصر العلاج؟*

معظم الذين سافروا إلى القاهرة لم يتلقوا العلاج بشكل كامل، 

وعادوا كما ذهبوا مثلاً خطاب، وهو أحد المصابين بهشاشة في العظام بسبب الإصابة بدوشكة في 8 رمضان، فهو سافر إلى القاهرة بحديد في الأرجل، وعاد منها بذات الحديد، وهو من أوائل الشباب الذين دخلوا ساحة الإعتصام، 

وكان أن ألقى القبض عليه، ومن ثم تم الاعتداء عليه ضرباً، وإذا شاهدت حالته، فإنك تقول إنه مصاب بشلل كامل، بالإضافة إلى كولا ومدثر البالغ من العمر (18) عاماً، والذي يرقد طريح الفراش بمستشفى (فضيل)، فقد مزقت (القرح) السريرية منطقة حساسة من جسمه. 

*ماذا عن ملف العلاج؟* كلما تم فتح هذا الملف تقرر السلطات المختصة تشكيل لجنة، وهكذا لجنة وراء لجنة بلا فائدة، وإلى هذه اللحظة التي اتحدث فيها معك أخي سراج النعيم لم يستفيد المصابين من اللجان، كما استفادوا قبلاً من مبادرة الدكتور ناظم. 

*ما الذي تريده بفتح ملف علاج المصابين؟* 

ان يتم تسفير المشلولين للخارج للبقاء في مراكز التأهيل إلى أن يقول الأطباء هذا آخر ما لدينا، ولنأخذ نموذج المصاب (خالد) الذي بترت يده بقنبلة صوتية في 30 يونيو 2021م في الإعتصام أمام ساحة البرلمان بمدينة أمدرمان، وخالد هذا إلى الآن لم يتلق العلاج، بالإضافة إليه (مجدي جعفر) الذي أصيب بقنبلة صوتية في ظل الحكومة الانتقالية، ورغماً عن ذلك لم تقدم له الرعاية الطبية اللازمة. 

*حول كم عدد المصابين في ثورة ديسمبر وما بعدها؟* أكثر من (500) مصاب من جميع أنحاء السودان، لذلك يجب أن لا تكون هنالك منظمتين لمصابي الثورة، علماً بأن الاهداف واحدة، لذلك يجب جمع المصابين عن طريق الحكومة الانتقالية، وأن تكون هي المعنية بعلاجهم، لذلك ظللت أسأل عن ملف العلاج منذ رمضان الماضي، وإلى الآن لا جديد فيه، بالإضافة إلى ظهور مبادرة لعلاج المصابين في الهند، مما سمعت بها مر عليها حوالي (4) أو (5) أشهر، وعندما نقارنها بمبادرة الدكتور ناظم تجد الفرق شاسع، فأنا شخصياً تم تسفري في إطارها للهند خلال يومين فقط.

*كيف أعرف أنك أصبت في ثورة ديسمبر المجيدة؟*

ادلل لك باستلامي لشيك مجلس الوزراء الاسعافي، والذي بعده تم فتح هذا الملف على أساس أن هنالك أناس لم يصابوا في الثورة، وأكدوا أنهم سيكشفون ذلك من خلال لجنة تكون مهمتها مراجعة الكشوفات والتقارير الطبية وتاريخ الإصابة، وأنا واحداً من الذين ايدوا هذا الاتجاه بشدة، فإذا ثبت أن هنالك من لم يصاب في ثورة ديسمبر المجيدة، فيجب محاسبته قانونياً، وإسترجاع ما أخذه باسم الإصابة، ولم يحدث هذا الأمر رغماً عن مرور شهرين تقريباً، والحكومة الانتقالية لا تحرك ساكناً رغماً عن أنها جاءت للسلطة بدماء الشهداء والمصابين، وأؤكد لها باننا لن نتنازل عن قضيتنا التي خرجنا من أجلها. 

*هل الحكومة الانتقالية مقصرة مع مصابي الثورة؟*

نعم مقصرة والتقصير واضح جداً، لذلك انتابني إحساس بأن ما يحدث معنا شبه (مقصود)، ويتخالجني إحساس ما بين الفينة والاخري بأن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير لم يسقط بعد، 

ودليلي على ذلك هو إننا حينما خرجنا ضده خرجنا من أجل التغيير، وهذا التغيير ليس ملموساً على أرض الواقع، فالوضع عموماً يمضي نحو الأسوأ، خاصةً في إطار المصابين والشهداء، فلماذا لا توليهم حكومة الثورة اهتماماً، وأن تعمل وفقاً لشعارات حرية، سلام وعدالة، وتلك الشعارات التي رفعناها لم تطبق على أرض الواقع إلى الآن، لذلك رسالتي إلى الدكتور عبدالله حمدوك تتمثل في أنه سبق وتحدثت عن قضية المصابين، وأكدت بأن علاجهم من الأولويات، ولكن بصراحة لا يوجد أي إهتمام. 

*هل زار أي مسئول في هذه الحكومة مصاب من مصابي الثورة؟*

الوحيد الذي زار مصاب من مصابي الثورة الدكتور أكرم علـي التوم، وزير الصحة السابق، وزيارة للمصابين الذين سافروا لتلقي في مصر. 

*أين اختفى من كانوا يبثون مقاطع الفيديوهات أيام الثورة؟*

معظمهم أصبح في السلطة، وليعلموا باننا خرجنا للتغيير، ولم نخرج من أجل (منصب) ، وإذا لم تلتفت هذه الحكومة للإصلاح، فإن الثورة ستشتعل مرة اخري، خاصةً وأن الناس خرجت للشارع بسبب الضائغة المعيشية وغيرها من الأسباب الأساسية. 

*ماذا عن اللجنة المكونة لعلاج المصابين؟*

ليست بالكفاءة لأن علاج المصابين لا يحتاج إلى لجنة، فالمصاب يحتاج للعلاج في الخارج، ولا يتجاوزون عددهم (100) مصاباً.

🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

الأربعاء، 28 أبريل 2021

قصص مؤثرة وحزينة حول مصابي ثورة ديسمبر المجيدة


...... 










قصص مؤثرة وحزينة حول مصابي ثورة ديسمبر 

عثمان : الحكومة منحت مصابي الثورة شيكات من ديوان الزكاة ولكن..! 

أموال تبرعت بها منظمة بأمريكا للمصابين وأسر الشهداء 
 
الثورة ستشتعل إذا لم تلفت السلطات للإصلاح 

جلس إليه : سراج النعيم

كشف الشاب عثمان مجدي عثمان الصديق، البالغ من العمر (٢٧) عاماً، خريج جامعة العلوم والتقانة، كلية (تقنية المعلومات)، من سكان حي ودنباوي- أمدرمان، كشف تفاصيل مؤثرة وحزينة حول عدم تلقي مصابي ثورة ديسمبر المجيدة للعلاج بشكل كامل، بالإضافة إلى الصراع الدائر بسبب تكوين (منظمتين). 
في البدء ما هي قصتك؟ 
بدأت قصتي مع النضال الثوري منذ العام 2013م، وواصلت في ظله إلى أن أصبت في موكب 24/3/2019م بواسطة حهاز الأمن والمخابرات الوطني بقنبلة صوتية (قرنوف)، وعلى خلفية ذلك اسعفت على جناح السرعة إلى مستشفى (فضيل) بالخرطوم، والذي بتر فيه الأطباء جزء من يدي اليمني، فيما تركوا جزء منها لليوم التالي، فإذا وصله الدم لا يبتر، وإذا لم يصله يبتر، عموماً أراد الله أن لا يصل الدم إليه، فتم بتر الأصابع الأربعة، والأصبع الكبير من المفصل، بالإضافة إلى (الكف)، بينما تركوا عضلة الأصبع الأكبر من تحت (المفصل)، وصادف ذلك مبادرة دكتور ناظم (شارع الحوادث)، فتبني علاجي في مستشفى (فضيل)، ولم يكتف بذلك بل قام بتسفيري إلى (الهند)، وهناك أجريت لي عملية جراحية، وأخذوا من خلالها أصبعاً من رجلي الشمال، ووضعوه في اليد (المبتورة). 
لماذا عدت من الهند قبل إكمال العلاج؟ 
عدت بسبب ارتكاب مجزرة (فض الإعتصام) من أمام ساحة القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، ومجزرة الثامن من رمضان، وأحداث اخري مصاحبة للثورة، لذلك طلب مني الدكتور ناظم العودة للسودان نسبة إلى أن المصابين أصبحوا كثر، والبعض منهم حالته الصحية (حرجة)، وأكد إنني سأعود للهند بعد (6) أشهر من تاريخه، عموماً عدت إلى البلاد وصادفت عودتي إليها أوضاعاً اقتصادياً (ضاغطة) جداً، بالإضافة إلى ظهور وانتشار جائحة (كورونا)، وتدابيرها الاحترازية الوقائية، لذلك لم أشد الرحال مرة اخري للهند، وعندما طالبا بالعلاج قال لنا الدكتور ناظم : (قررت رفع يدي عن العلاج المصابين في الداخل والخارج بعد تشكيل حكومة الثورة). 
وماذا؟
تلقيت اتصالاً هاتفياً من أخونا صابر فقيري، وهو أحد المصابين المقيمين بولاية (تكساس) الأمريكية، وقال من خلاله : (أخذت رقم هاتفك من خالد شقيق الشهيد (الوليد)، لانني أريد منك أن تجمع مصابي الثورة)، وبالفعل بدأت في ذلك، ومن ثم أصدرنا بياناً أعلنا من خلاله عن أنفسنا، ووضحنا بأننا تجمع مصابي ثورة ديسمبر المجيدة أو تجمع جرحي ومصابي الإنقاذ، وحتى تلك اللحظة لم تكن لدينا فكرة لعمل منظمة، إلا أن الحكومة الانتقالية طالبتنا بتكوين منظمة لأنها لا تستطيع التخاطب معنا كأشخاص، ومن بين المصابين الذين اتصلت بهم الصادق فتح الرحمن، وأكدت له بأننا نجمع في المصابين من أجل تكوين كيان للمطالبة بالحقوق، إلا إنني تفاجأت به يجمع أشخاصاً من المصابين، ومن ثم عقدوا بهم جمعية عمومية لمنظمة مصابي الثورة بدون الرجوع إلينا أو حتى الرجوع للأستاذ حذيفة المحامي الذي وضع دستوراً للمنظمة، المهم أنهم كونوا المنظمة، وأطلقوا عليها  اسم (أسود النضالات)، والاسم الذي اتفقنا عليه هو (نضالات) باعتبار أن الشعب السوداني ناضل أيضا، واصطفي الله منه البعض للشهادة والإصابة. 
كيف بدأت الخلافات تسطو على السطح؟ اكتشفنا أن هناك منظمة ثانية تعمل باسم مصابي وجرحى الثورة، وهذه المنظمة تطالب بالحقوق منذ العام 1989م إلى لحظة سقوط النظام البائد، واتفق معي عدد من المصابين بالطعن فيها قانونياً، ولكن تراجعنا عن الفكرة على أساس أن القضية واحدة، وقبلنا بها على مضدد إلا إننا بدأنا نكتشف فيما بعد أن هنالك خلافات بين المنظمتين، وهذه الخلافات لا يستفيد منها المصابين. 
هل الحكومة الانتقالية لم تدعمكم نهائياً؟
في شهر رمضان الماضي أرسل لنا الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس مجلس الوزراء خطابات شكر، بالإضافة إلى حقيبة رمضانية، وبعدها بفترة طويلة منحنا شيكات صادرة من ديوان الزكاة، فاعترضنا عليها باعتبار أننا اصبنا في الثورة، فلماذا يمنحنا ديوان الزكاة شيكات؟، إلا أن البعض كانت ظروفه الاقتصادية صعبة، وهذه الظروف وحدها اضطرتهم إلى أخذ الصكوك. 
ماذا عن التأمين الصحي؟
تم إيقافه بعد (7) أشهر تقريباً، وأصبحت المستشفيات المعنية به تقول لنا بأن هذا التأمين (أغلق). 
كم كانت قيمة شيكات مجلس الوزراء؟
قبل شهر تقريباً تم إستخراج شيكات من مجلس الوزراء،  واستلمت واحداً منها بقيمة (100) ألف جنيه، وتتفاوت بقية الصكوك في قيمتها المالية، وأكدوا لنا بأنه دعم اسعافي للمصابين، ورغماً عما أشرت له، فإنني ظللت أنادي بأن تكون الأولوية لعلاج المصابين. 
ماذا عنك أنت شخصياً في إطار العلاج؟ 
أجريت قبل أيام عملية بمستشفى (فضيل)، والذي طالبته أن يمنحى تقريراً طبياً للعلاج من (الاعصاب) في الخارج.
كيف هي أحوال من أصيبوا في الثورة؟ 
زرت قبل أيام الصديق المصاب عمر الطيب في عمارة تقع في شارع الستين، وهي ممنوحة للمصابين من لجنة إزالة التمكين، ولكن الإشكالية تكمن في أنها تفتقد إلى (الأثاث)، (المكيفات) و(المراوح)، بالإضافة إلى قطوعات التيار الكهربائي، فأنا عندما زرت هذا المقر اضطررت إلى دخوله من خلال إضاءة الهاتف المحمول، وعندما ضيفوني بكوب ماء، لم أستطع ارتشافه من الغبن الذي انتابني، فكيف لإنسان مصاب يعيش في بيئة غير صالحة، وتحتاج إلى تهيئة؟.
ماذا عن اللجان الخاصة بمصابي الثورة؟ 
سبق وتم وضعي في لجنة إلا إنني اكتشفت أنها لا فائدة منها غير صرف النثريات، فالمصاب لا يحتاج للجان بقدر ما أنه يحتاج لتلقى العلاج في الداخل والخارج. 
كيف تنظر إلى برتكول وزارة الصحة المصرية؟ 
البرتكول قرر علاج المصابين، إلا أن سافروا في إطاره لم تكن حالاتهم الصحية (حرجة) مثلما حالة مجيب الرحمن، عمر الطيب، متوكل وعهد السماني، فهم جميعاً مشلولوين، والبعض منهم يتحرك حركة (خفيفة)، لأنه وجد رعاية طبية قبلاً من مبادرة الدكتورة ناظم، واستشهد بحديثي مع والدة المصاب (عمر الطيب)، إذ قلت لها : (يا حاجة عندما بدأنا نتجمع كمصابين، كان هدفنا الوقوف مع بعضنا البعض، 
وإذا خيروني في السفر للعلاج خارجياً، فإنني بلا شك ساتنازل لعمر الطيب، لانني أستطيع الصبر على الجرح.
ما هي رسالتك التي تبعث بها؟ 
رسالتي للشعب السوداني والحكومة الإنتقالية، وأؤكد لهم من خلالها بأن جزء من أموال علاج بعض المصابين تم إحضارها عن طريق منظمة بأمريكا تتبع لطلاب جامعة الخرطوم، وتلقى بها البعض العلاج جزئياً، وكان أملنا كبير في الحكومة الانتقالية بأن تقوم بهذا الدور، وتحسم وجود منظمتين باسم المصابين، لأن هذا الوضع غير الطبيعي ويعني الانقسام وسط المصابين، وإذا قبلنا به، فإننا سنجد نفس الأسماء لدى الطرفين.
هل اوصلتم صوتكم إلى مجلس الوزراء؟ 
نعم بوقفة احتجاجية خاطبها الأمين العام لمنظمة (أسود النضالات)، وتحدث بالإنابة عن الدكتور عبدالله حمدوك ممثلاً له، وتم وفق ذلك تكوين لجنة، ولكن دون فائدة. 
هل تلقى المصابين الذين سافر إلى مصر العلاج؟
معظم الذين سافروا إلى القاهرة لم يتلقوا العلاج بشكل كامل، 
وعادوا كما ذهبوا مثلاً خطاب، وهو أحد المصابين بهشاشة في العظام بسبب الإصابة بدوشكة في 8 رمضان، فهو سافر إلى القاهرة بحديد في الأرجل، وعاد منها بذات الحديد، وهو من أوائل الشباب الذين دخلوا ساحة الإعتصام، 
وكان أن ألقى القبض عليه، ومن ثم تم الاعتداء عليه ضرباً، وإذا شاهدت حالته، فإنك تقول إنه مصاب بشلل كامل، بالإضافة إلى كولا ومدثر البالغ من العمر (18) عاماً، والذي يرقد طريح الفراش بمستشفى (فضيل)، فقد مزقت (القرح) السريرية منطقة حساسة من جسمه. 
ماذا عن ملف العلاج؟ كلما تم فتح هذا الملف تقرر السلطات المختصة تشكيل لجنة، وهكذا لجنة وراء لجنة بلا فائدة، وإلى هذه اللحظة التي اتحدث فيها معك أخي سراج النعيم لم يستفيد المصابين من اللجان، كما استفادوا قبلاً من مبادرة الدكتور ناظم. 
ما الذي تريده بفتح ملف علاج المصابين؟ 
ان يتم تسفير المشلولين للخارج للبقاء في مراكز التأهيل إلى أن يقول الأطباء هذا آخر ما لدينا، ولنأخذ نموذج المصاب (خالد) الذي بترت يده بقنبلة صوتية في 30 يونيو 2021م في الإعتصام أمام ساحة البرلمان بمدينة أمدرمان، وخالد هذا إلى الآن لم يتلق العلاج، بالإضافة إليه (مجدي جعفر) الذي أصيب بقنبلة صوتية في ظل الحكومة الانتقالية، ورغماً عن ذلك لم تقدم له الرعاية الطبية اللازمة. 
حول كم عدد المصابين في ثورة ديسمبر وما بعدها؟ أكثر من (500) مصاب من جميع أنحاء السودان، لذلك يجب أن لا تكون هنالك منظمتين لمصابي الثورة، علماً بأن الاهداف واحدة، لذلك يجب جمع المصابين عن طريق الحكومة الانتقالية، وأن تكون هي المعنية بعلاجهم، لذلك ظللت أسأل عن ملف العلاج منذ رمضان الماضي، وإلى الآن لا جديد فيه، بالإضافة إلى ظهور مبادرة لعلاج المصابين في الهند، مما سمعت بها مر عليها حوالي (4) أو (5) أشهر، وعندما نقارنها بمبادرة الدكتور ناظم تجد الفرق شاسع، فأنا شخصياً تم تسفري في إطارها للهند خلال يومين فقط.
كيف أعرف أنك أصبت في ثورة ديسمبر المجيدة؟
ادلل لك باستلامي لشيك مجلس الوزراء الاسعافي، والذي بعده تم فتح هذا الملف على أساس أن هنالك أناس لم يصابوا في الثورة، وأكدوا أنهم سيكشفون ذلك من خلال لجنة تكون مهمتها مراجعة الكشوفات والتقارير الطبية وتاريخ الإصابة، وأنا واحداً من الذين ايدوا هذا الاتجاه بشدة، فإذا ثبت أن هنالك من لم يصاب في ثورة ديسمبر المجيدة، فيجب محاسبته قانونياً، وإسترجاع ما أخذه باسم الإصابة، ولم يحدث هذا الأمر رغماً عن مرور شهرين تقريباً، والحكومة الانتقالية لا تحرك ساكناً رغماً عن أنها جاءت للسلطة بدماء الشهداء والمصابين، وأؤكد لها باننا لن نتنازل عن قضيتنا التي خرجنا من أجلها. 
هل الحكومة الانتقالية مقصرة مع مصابي الثورة؟
نعم مقصرة والتقصير واضح جداً، لذلك انتابني إحساس بأن ما يحدث معنا شبه (مقصود)، ويتخالجني إحساس ما بين الفينة والاخري بأن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير لم يسقط بعد، 
ودليلي على ذلك هو إننا حينما خرجنا ضده خرجنا من أجل التغيير، وهذا التغيير ليس ملموساً على أرض الواقع، فالوضع عموماً يمضي نحو الأسوأ، خاصةً في إطار المصابين والشهداء، فلماذا لا توليهم حكومة الثورة اهتماماً، وأن تعمل وفقاً لشعارات حرية، سلام وعدالة، وتلك الشعارات التي رفعناها لم تطبق على أرض الواقع إلى الآن، لذلك رسالتي إلى الدكتور عبدالله حمدوك تتمثل في أنه سبق وتحدثت عن قضية المصابين، وأكدت بأن علاجهم من الأولويات، ولكن بصراحة لا يوجد أي إهتمام. 
هل زار أي مسئول في هذه الحكومة مصاب من مصابي الثورة؟
الوحيد الذي زار مصاب من مصابي الثورة الدكتور أكرم علـي التوم، وزير الصحة السابق، وزيارة للمصابين الذين سافروا لتلقي في مصر. 
أين اختفى من كانوا يبثون مقاطع الفيديوهات أيام الثورة؟
معظمهم أصبح في السلطة، وليعلموا باننا خرجنا للتغيير، ولم نخرج من أجل (منصب) ، وإذا لم تلتفت هذه الحكومة للإصلاح، فإن الثورة ستشتعل مرة اخري، خاصةً وأن الناس خرجت للشارع بسبب الضائغة المعيشية وغيرها من الأسباب الأساسية. 
ماذا عن اللجنة المكونة لعلاج المصابين؟ 
ليست بالكفاءة لأن علاج المصابين لا يحتاج إلى لجنة، فالمصاب يحتاج للعلاج في الخارج، ولا يتجاوزون عددهم (100) مصاباً.

خلي بالك



________

كلمات : سراج النعيم

________

متين بنفرح بي قدومك

يا امل راجين غيومك

شان دعاش الريده يرجع

ولينا ترجع ما بنلومك

دي النجوم من يوم ما فتا

شاردة تسأل عن مكانك

والزهر يا قلبي برضو

زي بسأل عن حنانك

كيف تكون دنياي بعدك

ولسه في جواي زمانك

يوم ريدك فيني بكبر

معاهو تكبر امنيات

خلي بالك ابقي عارف

وأذكر الماضي اللي فات

كيف تسيب فرحتنا ترحل

وانت حبك باقي زاد

وغنوة بتحرك مشاعر

شايله من ذاتك صفات

يلا ارجع لي بتلقي

وردة راجياك وسنبلات

لو تسامح



كلمات : سراج النعيم

الليلة جاييك يا الحنين

عشان نعيد اجمل سنين

كانت ايام من عذاب

مليانة بالشوق والحنين

لو غلطت عليك مره

برضي طامع في قليب

مخلص.. امين

لو شفت دونك يا جميل

كل ايام عمري فرقة

ذنبو ايه قلبي البحبك

لو غلطت تصيبو حرقة

اه لو بتعرف في بعادك

مره اسرح ومره اشقي

كنت بحلم بي رجوعك

لي ديارك ولي قليبي

والسهاد كان من نصيبي

جيتك اترجاك واسامحك

ياكا مهما تكون حبيبي

خليك صريح



________

كلمات : سراج النعيم

_______

يا حبيب خليك صريح

انا قليب ولهان وجريح

لا مره خلاك واستراح لا فارق الآلام نصيح

اناديك في المدي الشاسع

نجوم الليل علي تشهد

بحسب فيها واتاني

حليلو عذابي فات الحد

تعال اسرع ولي ارجع

نتقاسم برنا الهم

يفوت حزن الليالي يروح

ويفضل بينا ريد بنتم

حاولت كتير اسيب دنياك

لقيت الذكري فيها الم

وما فارقني اصلو الهم

عديله خلاص راح نمشي

نسافر لي بلاد تانية

انا وانت وهواك والقلب

نجرتق ريدنا في ثانية

ويصير بينا العشم غنوة

افراحنا تعانق النجمة

وقلوبنا تغني فرحانه

يكون صبح العشم لما

لا تزرع الشوك في أرضٍ تمر بها، ‏فربما عدت حافي القدمين

بقلم :


سراج النعيم 


بما أن النظام (المخلوع) برئاسة (عمر البشير) أفقر الشعب السوداني إفقار لم يشهده قبلاً، تحت ستار المشروع الاسلاموى والذي ظل يخدع به الناس على مدي ثلاثين عام، ولم يكن ذلك المشروع سوي أنه مدخلاً لـ(لفساد) الذي بدء يتكشف من خلال التحقيقات التي تجريها السلطات المختصة، وقد عمد النظام (المعزول) على أن يخرج الناس أسوأ ما لديهم من سلوكيات دفعهم إليها الفقر دفعاً، وهي كانت سياسة متبعة سنوات طوال، وقد أفرزت ظواهراً سالبة في المجتمع المحافظ، والذي لم يألفها إلا في ظل النظام البائد الذي أوصل بعض الناس مرحلة متأخرة من (الجوع)، والذي ربما يتحصلون في إطاره على وجبة واحدة بعد معاناة كبيرة، لذا السؤال الذي يفرض نفسه، هل يجوز تطبيق (حد السرقة) على إنسان سرق من أجل أبنائه الجائعين؟ الإجابة تكمن في عدم إقامة (حد السرقة) ﻋﻠﻴﻪ، وهو ما ذهب إليه فقهاء الدين الإسلامي، خاصة وأن تطبيق أي حد من حدود الله سبحانه وتعالي تحكمه شروط واجب توفرها في الحالة المراد ﻗﻄﻊ ﻳﺪها على خلفية هذا الجرم أو ذاك، وبالتالي ما جري السوداني في عهد الرئيس (المخلوع) عمر البشير أشبه بالقحط العام الذي شهدته المدينة أبان إمارة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وفي بالوضعية التي تضطر الناس للخروج من منازلهم بحثاً عن قوت يومهم، والذي ربما يرتكبون في إطاره الخطيئة، فهل في الإمكان حل مشكلة الفقر بقطع يد الفقير السارق من أجل قوته وقوت أبنائه؟، والشاهد على ذلك أن سيدنا عمر بن الخطاب  ﺩﺭء الحد ﺑﺎﻟﺸﺒﻬﺔ مستنداً في ذلك على ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ، وذلك من واقع أنه كان مقدراً  ﺁﻻﻡ (ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ) الذين يمرون بمحنة حقيقية، وقد روي عنه : (ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﺏ)، ﻭﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﺧﺮ ﺭﻓﻀﻪ ﻗﻄﻊ ﻳﺪ ﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻧﺎﻗﺔ ﻻﺑﻦ ﺣﺎﻃﺐ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻠﺘﻌﺔ، ﻭﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﺇﺟﺮﺍﺀ استثنائي ﺗﺠﺎﻩ ﻇﺮﻑ استثنائي، (ﻭﺍﻟسارق ﻭﺍﻟﺴﺎﺭقة ﻓﺎﻗطعوا ﺃﻳﺪﻳﻬﻤﺎ جزاء ﺑﻤﺎ كسبا ﻧﻜﺎﻻً ﻣﻦ الله ﻭالله ﻋﺰﻳﺰ حكيم)، (ﻓﻤﻦ تاب ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ظلمه ﻭﺃﺻلح، فإﻥ الله يتوب عليه ﺇﻥ الله ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ)، ومما ذهبت إليه فإنني وآخرين نطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية حداً في الرئيس (المعزول) عمر البشير طالما أنه ظل يكذب بها دون تطبيقها، بل عمد إلي ظلم الشعب السوداني، والذي اوصله إلي مرحلة الفقر حد (الجوع)، أﻟﻴﺲ هو المجرم الذي يجب أن يقام عليه (حد السرقة)، وذلك من واقع أنه سرق مال الشعب السوداني دون وجه حق، الأمر الذي جعله فقيراً، فهل إذا سرق فيهم من هو (جائعاً) نطبق عليه (حد السرقة)، الإجابة لا لأن الفقر دافعه دفعاً قوياً إلي ارتكاب الخطيئة، فهو لا يمتلك وسيلة تخرجه من (القوقعة) التي وضعه في ظله النظام (المعزول)، مما جعل إنسان السودان الصابر غارقاً في ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ إلي المال للإيفاء بمستلزماته وأسرته في ظل حياة تشهد ظروفاً اقتصادية بالغة التعقيد، وهي وحدها التي قادت الكثير منهم إلي (ﺍﻟﻌﻮﺯ) ﻭ(ﺍﻟﻀﻌﻒ)، وأن كنت على قناعة تامه بأنهم يؤمنون إيماناً قاطعاً، خاصة وأن المولي عز وجل خلق الإنسان، وكل واحداً منهم متفاوت في الرزق لقوله سبحانه وتعالي : ‏(نحن ﻗﺴﻤﻨﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ورفعنا ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓوق بعض ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻟﻴﺘﺨﺬ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﺳﺨﺮﻳﺎً ﻭﺭحمت ربك خير مما يجمعون‏)، وبالتالي يعتبر الفقر ابتلاء يصيب الإنسان، ولكن حينما بكون الفقر بسبب كنز السلطان للموارد، كما فعل الرئيس المخلوع وحاشيته دون الاهتداء للمبادئ والقيم الواردة في الرسالات السماوية المحذرة من سلطة ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، وهو الأمر الذى جعل الرئيس المعزول (عمر البشير) يصبح ثرياً دون مخافة من الله، وبالتالي لم يراعي المصلحة العامة، ولم يرتب الحياة بصورة يتساوي فيها الناس بالحرية، العدالة، والسلام، وذلك فقا للمسئولية الملقاة على عاتقه باعتبار أنه كان الراعي بقوة السلاح، وفي السياق قال الله العلي القدير : ‏( ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﺒْﺴُﻂُ ﺍﻟﺮِّﺯْﻕَ ﻟِﻤَﻦ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻩِ ﻭَﻳَﻘْﺪِﺭُ ﻟَﻪُ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ‏)، ولم يقف عند هذا الحد بل مارس ﺍﻟﻈﻠﻢ بشتي ضربه بما في ذلك افقار الشعب السوداني، ناسيا أو متناسيا أن الإسلام كافح ﺍﻟﻔﻘﺮ، وسعي سعيا حثيثا للحد منه بالوسائل القائدة ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ وتوفير المعينات المساعدة للفقراء من أجل كسب الرزق


ﻣﻜﺘﻮﺏٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧّﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻷﻱّ ﺃﺣﺪٍ ﺃﻥْ ﻳﺤﺘﺞّ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻱّ ﻋﻤﻞٍ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ

ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﺿﻊ، ﻭﻻ ﻳﺘﻜﺒّﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻱّ ﻧﻮﻉٍ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺷﺮﻑٌ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﻛﺎﻥ ﻳُﺮﻏّﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﻦ ﻭﻳﺤﺜّﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﻣﺎﺭﺱ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ، ﺛﻢّ ﻋﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓٌ ﻳﺘﻘﺮّﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .

ﻭﺟﻮﺏ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﺭﺑﻬﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ؛ ﺇﻥْ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ، ﺃﻭ ﻭﻓﺎﺓ ﺭﺏّ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻔﻖ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : ‏( ﻭَﺁﺕِ ﺫَﺍ ﺍﻟﻘُﺮﺑﻰ ﺣَﻘَّﻪُ ‏) ، ﻛﻤﺎ ﻭﻳﻌﺪّ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺻﻠﺔ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺯﻕ .

ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ؛ ﺣﻴﺚ ﺇﻥّ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻟﻪ ﺣﺼﺔٌ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ، ﻭﻣﻤّﺎ ﺩﻝّ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺍﻟﺼَّﺪَﻗﺎﺕُ ﻟِﻠﻔُﻘَﺮﺍﺀِ ﻭَﺍﻟﻤَﺴﺎﻛﻴﻦِ ‏) ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺟﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ .

ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﺧﺺّ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ، ﻭﺑﻴّﻦ ﺃﻥّ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔٌ، ﻭﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﻠﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ؛ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻟﻬﻢ، ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ .

ﺍﻟﻮﻗﻒ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ؛ ﺃﻱّ ﺟﻌﻞ ﻋﻴﻦٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﻟﻚٍ ﻟﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥْ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﺎ ﺻﺪﻗﺔً ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺔ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﻳﺠﺐ ﺃﻥْ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ، ﻣﺜﻞ : ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺍﻷﺭﺍﺿﻲ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﺎ، ﻭﻻ ﺗﺘﻐﻴّﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺗﺰﻭﻝ؛ ﻓﺘﻌﺘﺒﺮ ﺻﺪﻗﺔً ﻭﻟﻴﺲ ﻭﻗﻔﺎً، ﻭﺑﺎﻟﻮﻗﻒ ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻣﻨﻬﺎ : ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﻣﻨﻪ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺑﺒﻘﺎﺀ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﻭﺃﺻﻠﻪ .

ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻟﺮﺑﺎ ، ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻐﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ؛ ﺣﻴﺚ ﺇﻧّﻬﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ، ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺪﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺎﻣﻞٍ .

ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ

ﻳﺆﺛّﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺒﻴﺮٍ ﻭﻭﺍﺿﺢٍ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ، ﻭﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ :

ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺒﻴﺮٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻓﺎﻟﻔﻘﻴﺮ ﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻻً، ﻓﺄﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻪ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓٌ ﻓﻲ ﺳﺪّ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ، ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ، ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ؛ ﻣﻤّﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺃﻥّ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻪ ﻭﻷﻭﻻﺩﻩ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﺱ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘّﻖ ﻟﻬﻢ ﻣﺼﺪﺭﺍً ﻟﻠﺪﺧﻞ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ، ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ؛ ﻓﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻻ ﻳﺮﻓﺪﻭﻥ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕٍ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ، ﻭﺗﻔﺸّﻲ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ .

ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺪﺍﻉ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ، ﻓﻴﺘﻌﻄّﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪّﻡ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮّﺭ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠّﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ، ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻓﺎﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﺭﺍﺕٍ ﻣﺎﺩﻳﺔٍ ﻛﺒﻴﺮﺓٍ، ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻣﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺃﻳﻀﺎً، ﻓﺎﻟﻤﺮﺽ ﻳُﻼﺯﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ .

ﻳﻌﻴﻖ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺑﻞ ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻖ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻔﻘﻴﺮ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﻘﺮﻩ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﻄﻮّﺭﻩ، ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺮﻣﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻌﺰﺍﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺒﻴﺮٍ .

ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻔﺸﻴّﻬﺎ، ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ، ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ، ﻭﺫﻟﻚ ﻭﺍﺿﺢٌ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻋﺪﺍﺩ

ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺎﺋﺪٌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮﺏ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .

إيقاع مشيك



................

سراج النعيم

..............

انا حست مشاعري بإيقاع مشيك

انا سبحت عيوني في بحر عينيك

ومهما تقسي علي 

اصلي ما بخليك

شوقي بالتحنان بجيك

وزي مفرهد في وشيك

يا لوحة بنظم شعري فيك

يا باقة زي وهج المدينة

عاجبني فيك عشقي المشتهيك

بهيم في سكة هواك

عمري وضعت بين ايديك

واقالد فيك كل البشبهوك

ما سلامي فيهم قاصدو ليك

الدنيا تحلي لي معاك

وشوقي بشيل مني ويرويك

لوغبت عن عيني بسيط

بلهفة سالوا هم عليك

وريني وين نحقق أمانيك

ونقفل باب الحزن البوديك

سراج النعيم يكتب : التسول في عهد البشير

 


...................

ﻭﻗﻔﺖ ﻣﺘﺄﻣﻼً ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺗﺤﻠﻴﻼً ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ﻭﺩﻳﻨﻴﺎً ﻭﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺎً، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﻴﺐ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ على ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺿﻴﻖ ﺟﺪﺍً، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ (ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ) ﺃﺧﺬ ﺃﺷﻜﺎﻻً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻓﺎﻟﻤﺘﺴﻮﻝ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺮﻳﺾ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﻘﻨﻌﻪ ﺑﺎﻟﻌﻼﺝ ﻓﺄﻧﻪ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺳﻴﺼﺎﺏ ﺑﺎﻹﺩﻣﺎﻥ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻨﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺼﻮﺭ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ، ﻭﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻋﺎﺩﻝ ﺇﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻤﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻞ ﻋﻨﻮﺍﻥ ‏(ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ).

ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻟﻮﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ على ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻣﺒﺘﻌﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﺮﺍً على ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻓﺎﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺸﺎﻫﺪﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻠﺼﻴﻘﺔ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ، ﻭﻃﺮﻕ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﺨﻄﺮ على ﺍﻟﺒﺎﻝ .

ﻭﻟﻨﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﻄﻒ ﻓﻴﻬﺎ ‏(ﺍﻟﺸﺤﺎﺩ) ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﻣﻮﺍﻗﻌﺎً ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺜﻼً ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ، ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻣﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭﻱ ﻭﺍﻷﺳﺘﻮﺑﺎﺕ ﻟﻴﻤﺪﻭﺍ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻠﻤﺎﻝ، ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻒ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻷﺻﺤﺎﺀ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻫﺎﺕ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺘﺴﻮﻟﻮﻥ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺮﺿﻲ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ، ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻓﻘﺪﺗﻨﺎ ﻣﺒﻠﻎ ﺗﺬﺍﻛﺮ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻲ ﻣﺪﻧﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺤﻤﻠﻦ ﻃﻔﻼً ﺃﻭ ﻃﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦ ﻟﻠﻤﺎﺭﺓ : ‏( ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ، ﺛﻢ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ‏) ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻳﻮﻣﻴﺎً ، ﺃﻱ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻬﻨﺔ، ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻓﻘﺪﻭﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺟﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺍﻗﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﺃﺩﻋﻮ ﻣﻦ ﻳﺘﺴﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﻟﻬﻢ ﺃﻭ ﻷﻗﺮﺑﺎﺋﻬﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ .

ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻟﻠﺘﺴﻮﻝ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻳﺸﺮﺣﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺭﻭﺷﺘﺎﺕ ﻃﺒﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺼﺮﻓﻬﺎ .

ﻭﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺇﺫ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻣﻮﻗﻌﺎً ﻟﻠﺘﺴﻮﻝ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺴﺢ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺯﻣﻨﻬﺎ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ، ﺛﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ ﻣﻘﺎﺑﻼً ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﺸﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺿﻒ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺴﻜﻨﺎً ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻳﺠﻮﺑﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ .

ﺇﻥ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻳﻠﺠﺌﻮﻥ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ‏( ﺍﻟﺸﺤﺪﺓ ‏) ﻓﻲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﻣﺎﻟﻴﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻳﻤﺘﻬﻨﻬﺎ ﻛﻤﻬﻨﺔ ﺗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺭﺑﺎﺣﺎً ﻻ ﺗﺪﻋﻪ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ‏(ﺍﻟﺸﺤﺪﺓ) .

ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺄﺻﻞ ﺑﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﺀ؟ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺇﺟﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ، ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺤﺴﻢ ﺷﺪﻳﺪ، ﺛﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﺗﺠﻔﻴﻒ ﻣﻨﺎﺑﻌﻬﺎ، ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺗﺄﻫﻴﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺪﻋﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻣﺮﺓ ﺁﺧﺮﻱ .

ﻭﻟﻜﻲ ﻧﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺳﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻳﺠﺐ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﻟﻤﻦ ﻫﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺑﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻮﺍﺣﻴﻬﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﺗﻢ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ، ﺗﺤﺚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻣﺎ ﺃﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻗﻂ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻩ ﻭﺃﻥ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻩ ‏) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً : ‏( ﻷﻥ ﻳﺤﺘﻄﺐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺰﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﻇﻬﺮﻩ ﺧﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪﺍً ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﺃﻭ ﻳﻤﻨﻌﻪ ‏) .

ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﻷﺩﺭﻱ ﺑﻤﻦ ﻫﻮ ﺍﻷﺣﻖ ﺑﺄﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﻟﻲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ‏( ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ﻭﺍﻟﻐﺎﺭﻣﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺑﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺣﻜﻴﻢ ‏) .

ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﺗﻤﻨﻲ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺤﺪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺟﺘﺰﺍﺯ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻟﺐ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎً ﻭﺑﺎﻃﻨﻴﺎً، ﻓﺎﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﻣﺮﺽ ﻧﻔﺴﻲ ﺧﻄﻴﺮ، ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎً ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺨﻴﻔﺔ ومرعبة.

سراج النعيم يكتب أنصفوا الشرطة وحققوا مع الفريق أول هاشم عثمان الحسين

 


.........................

يجب على المجلس العسكري الانتقالي أن يلتفت للشرطة عموماً، وعلى وجه الخصوص من هم في رتبة (الرائد) فما دون، فهذه الرتب ظلت تعمل في ظروف صعبة جداً، مع التأكيد بأنها جزء من إنجازات الشرطة على مر تاريخها، ولا سيما فإنها تعتبر صمام أمان للأمن الداخلي للبلاد، وإذا نتج عنها بعض السوالب في ظل النظام السابق فإننا نجد لها العذر، وهو في نهاية الأمر لا ينسحب على هذه المؤسسة العريقة بشكل عام، ولكن الشرطة كسائر مكونات حكم النظام الديكتاتوري (المخلوع) عانت تهميشاً على مدي ثلاثين عام، لذا آن لها الأوان أن تنتفض في وجه الظلم، والذي لم يسلم منسوبيها منه بالإحالة للمعاش والفصل التعسفي، ورغماً عما ذهبت له ظلت تضحي، ومازالت تفعل وتقدم الشهيد تلو الآخر.

يجب على السلطات العسكرية الانتقالية الإلتفات إلي مؤسسة الشرطة نسبة إلي أنها لم تسلم من التجنيد وفق الولاء لنظام الرئيس المعزول (عمر البشير)، وذلك دون النظر للمؤهل والكفاءة، وهي من السياسات (المعيبة) التي قادت إلي إقصاء من هم أصلح، لذلك يتطلب الأمر فتح تحقيقات عاجلة ومحاسبة من يثبت تورطته فيما آلت إليه الشرطة، فلا شك هنالك من انجرفوا وراء تيار النظام (الفاشل) بكل المقاييس والمعايير، خاصة وأن هنالك من جاهروا بالحق، فتم فصلهم من الخدمة أو نقلهم إلي مناطق الشدة، فهل استفاد بعض القيادات الشرطية من وجودهم مع الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين مدير قوات الشرطة السابق، والذي كان مقرباً من الرئيس المخلوع، و مرروا أجندتهم وحققوا ما يصبون إليه في ظل (فساد) ممنهج ومتأصل في مفاصل مؤسسات الدولة عموماً ، والتي كانت تدار وفق الأهواء الشخصية بعيداً عن المؤسسية، مما جعل البعض أثرياء، والبعض الآخر فقراء.

كلما مرت الأيام والشهور والسنين على الشرطة في ظل نظام (البشير) المخلوع تظهر علامات الثراء الفاحش على بعض منسوبيه في اطار حكم (الغطرسة)، (الظلم) و(الإستبداد) مما وسع الشقة بين (القاعدة) و(القيادة)، وأصبح البعض منها (سياسياً) أكثر من أنه (شرطياً) يفترض فيه خدمة مؤسسة الشرطة العريقة، وربط أجيالها ببعضها البعض من أجل أن ينشأ ويترعرع فيها من يأتي لاحقاً في أجواء شرطية صحيحة ومعافاة.

إن نظام (البشير) رفع شأن من لا تستفيد منهم المؤسسة الشرطية والأجيال المتعاقبة، ولم يدع مجالاً لهم لكسب الخبرات، بل عمد على أبعاد الكوادر المؤهلة، وأفقدها مكانتها السامية في المجتمع، وافرط عقد الإنضباط، والذي يحتاج من المجلس العسكرى الانتقالي مجهوداً خارقاً لإعادته إلي وضعها الطبيعي في المنظومة الأمنية في البلاد، وأن يحسن بيئة العمل ويمدها بالآليات، وأن يرفع المرتبات ، وأن يعيد المفصولين تعسفياً، خاصة وأن نظام الرئيس (المخلوع) أسس لـ(لفساد)، وتصفية الحسابات الشخصية من خلال استغلال السلطة، وظل ينخر كـ(السوس) في مؤسسات الدولة، مما أدي إلي إضعافها والاعتماد بدلاً عنها على المليشيات لحماية النظام، مما نتج عن ذلك إضاعة حقوق من هم لا يجيدون (التملق) بالانتماء الزائف.

ومما أشرت له يجب على المجلس العسكرى الانتقالي إعادة هيبة الشرطة، ومن ثم الثقة بينها والمواطن حتى لا تكون في نظره مجرد أداة تسخدمها الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد لتحقيق مآرب سياسية، وهذا ما أتضح خلال هذه الثورة التي شاهدنا في إطارها البعض من يرتدون البزات الشرطية لقمع المتظاهرين، وعندما توجه سؤالاً لأي فرد من أفراد الشرطة يقول لك هؤلاء لا يتبعون للشرطة، فالشرطة لا تتعامل مع الأحداث بصورة همجية بقدر ما أنها تتعامل معها وفق القانون وليس العنف، والذي كان يتم بتأييد ومباركة من نظام الحكم (المعزول)، والذي كان منتسبيه يهددون ويتوعدون دون جدوي، فشباب الثورة كان مصراً على اقتلاع شجرة (البشير) من جذورها، وعليه وجدت الشرطة نفسها في موقف لا تحسد عليه، إلا أن بعض الثوار كانوا أكثر وعياً وإدركاً لمجريات الأحداث، فكانوا يبرئون الشرطة من إتهام قمع المتظاهرين أو قتلهم لعلمهم التام أن الشرطة لا يمكن أن تفعل طالما أنها لا تتأثر ببقاء أو ذهاب النظام، والذي لا يتورع من فعل أي شئ يصب في مصلحة أجندته، وبالتالي وجد منسوبي الشرطة أنفسهم أمام خيارات صعبة، إما أن يعملوا في ظل تلك الظروف أو أن تتم الإحالة للصالح العام والإقصاء والإبعاد، مما قاد إلي أن تسوء الأوضاع عموماً في ظل ظروف اقتصادية قاهرة لا يمكن مجابهتها بالمرتبات الضعيفة .

ومما ذهبت إليه فإن مؤسسة الشرطة عاشت سنوات وسنوات تعتبر الأشد قسوة و إيلاما، فالنظام المعزول لا يؤمن بالمؤسسية، ويختار القيادات بالولاء دون التدرج طبيعياً من خلال السلم الوظيفي، مما جعل النظام الديكتاتوري يبعد ضباط الشرطة الشرفاء من مواقع القيادة، ويهميش دورهم في تطوير العمل، مما يحتم على المجلس العسكري الانتقالي أن يعيد هيكلة الشرطة، وإعطاء منسوبيها حقوقهم كاملة لا منقوصة، وأن يهتم بمن تمت إحالتهم للمعاش، وذلك منذ أن تقلد هذا النظام البائد مقاليد الحكم، ومروراً بقيادة الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين، وذلك من أجل الحفاظ على الأمن الداخلي بكل تجرد وشرف وأمانة، وهذا لن يتحقق إلا بثورة تصحيحية تزيل عن الأذهان ما أصاب هذه المؤسسة على مدي ثلاثين عام، وهي فترة زمنية كبيرة، وتحتاج للتغيير الجذري، ومن ثم تجديد الثقة في أفراد الشرطة، وإنصاف المظلوم منهم، وهذا لن يتم إلا في حال عدل قانون الشرطة واللوائح، والإبتعاد بهذه المؤسسة عن السياسة، أي أن تكون قائمة على مبدأ القومية، فهي أصابها ما أصاب سائر مؤسسات الدولة، لذا يجب التحقيق مع الفريق أول هاشم عثمان الحسين مدير الشرطة السابق، ومن عاونه في فترة توليه القيادة، وأن تتاح للشرطة فرصة اختيار من يمثلها في المجلس العسكري الانتقالي.

الثلاثاء، 27 أبريل 2021

*سراج النعيم يكتب : على السلطات الرسمية التأقلم مع فيروس (كوفيد-19) المستجد*


...... 

إن استمرار جائحة (كورونا) في نسختها الثانية يستوجب على السلطات الرسمية التأقلم مع الفيروس كسائر الأوبئة المزمنة خاصة وأنه تزامن مع أوضاع اقتصادية (طاحنة) للإنسان حد النخاع والعظم، فالإنسان إذا فكر في الخروج من المنزل، فإنه يحتاج على الأقل للمواصلات (٢٠٠٠) جنيه، وهو ما جعله مكبلاً بقيود لا فكاك منها نهائياً، ولا يستطيع التحرك في ظلها كما يشاء، لذا يجب على السلطات المختصة أن لا تخشى من الموجة الثانية برغم توقعات تفشيها بصورة أعنف من الموجة الأولي، وأن تفكر السلطات المختصة في التحذير من خطورتها. 

إن التقارير والأبحاث الطبية تؤكد أن الفيروس يزداد في الانتشار، أي أنه لا نهاية له، وبالتالي فإن على المواطن الإلتزام بالتدابير الاحترازية الوقائية حتي لا تضطر السلطات الصحية للإغلاق الجزئي أو الكامل. 

وعندما ننظر بمنظار فاحص للدول العربية والأفريقية، فإن الإمكانيات الاقتصادية تقف عائقاً أمام إلتزام السكان بالتدابير الاحترازية، مما استدعي دولاً لفرض جملة من القرارات النابعة من عدم تعويلها على وعي المواطن لمنع انتشار فيروس (كورونا)، وذلك من واقع تفشي الجائحة في الموجة الثانية، والتي أثبتت تجربتها الفشل الذريع، فالمواطن بطبعه ينتهج سلوكاً تلقائياً لا يلتزم في إطاره بإجراءات التباعد الإجتماعي، ومع هذا وذاك تشهد البلاد ظروفاً اقتصادية (ضاغطة) لا يحتمل في إطارها المزيد من التدابير الاحترازية القاسية، لأنه لم يألفها أو يعتاد عليها قبلاً، فعندما خاض التجربة الأولي للجائحة، خاضها بشق الأنفس، ولا سيما فإنه مطالب بتوفير مستلزماته الأسرية من الصباح الباكر، بالإضافة إلى أنه يبحث عن تمزيق فواتير آخري ربما تقوده إلى بيع بعض آثاثاته المنزله لشراء وجبة واحدة على الأقل، لذلك إذا أستمر الوضع على ما هو عليه، فإنه سيضطر إلى الإقتراض من المتاجر الموجودة بالحي، ومن يفعل معه اليوم، فإنه لن يفعل معه غداً، لأنه سينتظر رد المديونية السابقة لكي يفتح له صفحة مديونية جديدة، وبالتالي لن يأبه بالموجة الثانية، لأنه من الصعب عليه الإلتزام بالتدابير الاحترازية الوقائية، لذا ينبغي على الجهات الصحية عدم التفكير نهائياً في الإغلاق الجزئي أو الكامل تقديراً للاوضاع الاقتصادية (القاهرة).

🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

الأحد، 25 أبريل 2021

*(السخانة) ترفع أسعار (المراوح) في الأسواق رغماً عن قطوعات الكهرباء*



..... 

إرتفعت أسعار الأدوات الكهربائية في الأسواق بسبب إرتفاع درجات الحرارة في البلاد، إذ بدأت أسعار الأدوات الكهربائية خاصةً (المراوح) و(المكيفات) في الإرتفاع بما يفوق كل التصورات رغماً عما شهدته من انخفاض في الفترة الماضية بسبب قطوعات التيار الكهربائي لساعات طوال على مدار اليوم، وهو الأمر الذي أثر سلباً على عملية البيع والشراء، بالإضافة إلى أن المستهلك أصبح يلجأ إلى صيانة (المراوح) و(المكيفات)، والتراجع في استيراد الأدوات الكهربائية، وعدم ثبات سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني. 

وقال بعض التجار الذين استطلعتهم : إن أسباب الارتفاع المفاجئ في الأسعار سببه تكاليف الشحن والترحيل نتيجة أزمة (الوقود)، وهي عوامل اجتمعت في آن واحد، مما أدى بها إلى أن تؤثر تأثيراً كبيراً في المنتج المحلي، والمستورد من (المراوح) و(المكيفات).

وأشاروا إلى أن الأسواق تشهد إقبال ضعيف، ولكن الطلب على (المراوح) أكثر انتعاشاً باعتبار أنها تتوافق مع الأوضاع الاقتصادية بالغة التعقيد، وتبدأ أسعار (المراوح) من (362) حتى (600) جنيه،  والمروحة الاستاند يبدأ سعرها من (529) جنيها وحتى (585).

🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

*سراج النعيم يكتب : نظام يحول شعبه لـ(متسول)*



..... 

ﻭﻗﻔﺖ ﻣﺘﺄﻣﻼً ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺗﺤﻠﻴﻼً ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ﻭﺩﻳﻨﻴﺎً ﻭﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺎً، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﻴﺐ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺿﻴﻖ ﺟﺪﺍً، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﺃﺧﺬ ﺃﺷﻜﺎﻻً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻓﺎﻟﻤﺘﺴﻮﻝ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺮﻳﺾ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﻘﻨﻌﻪ ﺑﺎﻟﻌﻼﺝ ﻓﺄﻧﻪ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺳﻴﺼﺎﺏ ﺑﺎﻹﺩﻣﺎﻥ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻨﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺼﻮﺭ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ، ﻭﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻋﺎﺩﻝ ﺇﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻤﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻞ ﻋﻨﻮﺍﻥ ‏( ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ ‏) .

ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻟﻮﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻣﺒﺘﻌﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﺮﺍً ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻓﺎﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺸﺎﻫﺪﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻠﺼﻴﻘﺔ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ، ﻭﻃﺮﻕ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﻝ .

ﻭﻟﻨﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﻄﻒ ﻓﻴﻬﺎ ‏( ﺍﻟﺸﺤﺎﺩ ‏) ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﻣﻮﺍﻗﻌﺎً ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺜﻼً ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ، ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻣﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭﻱ ﻭﺍﻷﺳﺘﻮﺑﺎﺕ ﻟﻴﻤﺪﻭﺍ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻠﻤﺎﻝ، ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻒ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻷﺻﺤﺎﺀ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻫﺎﺕ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺘﺴﻮﻟﻮﻥ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺮﺿﻲ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ، ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻓﻘﺪﺗﻨﺎ ﻣﺒﻠﻎ ﺗﺬﺍﻛﺮ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻲ ﻣﺪﻧﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺤﻤﻠﻦ ﻃﻔﻼً ﺃﻭ ﻃﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦ ﻟﻠﻤﺎﺭﺓ : ‏( ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ، ﺛﻢ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ‏) ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻳﻮﻣﻴﺎً ، ﺃﻱ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻬﻨﺔ، ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻓﻘﺪﻭﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺟﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺍﻗﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﺃﺩﻋﻮ ﻣﻦ ﻳﺘﺴﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﻟﻬﻢ ﺃﻭ ﻷﻗﺮﺑﺎﺋﻬﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ .

ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻟﻠﺘﺴﻮﻝ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻳﺸﺮﺣﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺭﻭﺷﺘﺎﺕ ﻃﺒﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺼﺮﻓﻬﺎ .

ﻭﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺇﺫ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻣﻮﻗﻌﺎً ﻟﻠﺘﺴﻮﻝ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺴﺢ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺯﻣﻨﻬﺎ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ، ﺛﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ ﻣﻘﺎﺑﻼً ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﺸﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺿﻒ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺴﻜﻨﺎً ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻳﺠﻮﺑﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ .

ﺇﻥ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻳﻠﺠﺌﻮﻥ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ‏( ﺍﻟﺸﺤﺪﺓ ‏) ﻓﻲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﻣﺎﻟﻴﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻳﻤﺘﻬﻨﻬﺎ ﻛﻤﻬﻨﺔ ﺗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺭﺑﺎﺣﺎً ﻻ ﺗﺪﻋﻪ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ‏(ﺍﻟﺸﺤﺪﺓ) .

ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺄﺻﻞ ﺑﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﺀ؟ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺇﺟﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ، ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺤﺴﻢ ﺷﺪﻳﺪ، ﺛﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﺗﺠﻔﻴﻒ ﻣﻨﺎﺑﻌﻬﺎ، ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺗﺄﻫﻴﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺪﻋﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻣﺮﺓ ﺁﺧﺮﻱ .

ﻭﻟﻜﻲ ﻧﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺳﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻳﺠﺐ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﻟﻤﻦ ﻫﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺑﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻮﺍﺣﻴﻬﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﺗﻢ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ، ﺗﺤﺚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ‏(ﻣﺎ ﺃﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻗﻂ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻩ ﻭﺃﻥ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻩ ‏) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً : ‏(ﻷﻥ ﻳﺤﺘﻄﺐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺰﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﻇﻬﺮﻩ ﺧﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪﺍً ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﺃﻭ ﻳﻤﻨﻌﻪ ‏) .

ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﻷﺩﺭﻱ ﺑﻤﻦ ﻫﻮ ﺍﻷﺣﻖ ﺑﺄﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﻟﻲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ‏( ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ﻭﺍﻟﻐﺎﺭﻣﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺑﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺣﻜﻴﻢ ‏) .

ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﺗﻤﻨﻲ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺤﺪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺟﺘﺰﺍﺯ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻟﺐ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎً ﻭﺑﺎﻃﻨﻴﺎً، ﻓﺎﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﻣﺮﺽ ﻧﻔﺴﻲ ﺧﻄﻴﺮ، ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎً ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺨﻴﻔﺔ ومرعبة.

🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

*تفاصيل جديدة حول اختطاف طائرة سودانية داخلها الكابلي وزوجته.. زكي علي : نظام الرئيس المخلوع عمر البشير قدم مساعدات للضباط الخاطفين*

 



..... 

*التقاه : سراج النعيم*

..... 

كشف الموسيقي الشهير زكي علي عازف البيز تفاصيل جديدة حول اختطاف الطائرة السودانية (سودانير) من الأجواء المصرية إلى أراضي المملكة البريطانية المتحدة.

كيف تم اختطاف الطائرة السودانية من الأجواء المصرية؟ 

عندما تم اختطاف الطائرة السودانية (الإيرباص) لم يكن الكابتن (حدربي) على علم بما يحدث داخلها، فالاختطاف تم وفقاً لتهديد إحدى المضيفات من قبل أحد الضباط العراقيين، والذي وضع على رقبتها (سكيناً)، وكان يقودها أمامه في ممر الطائرة، ويقصد هو وزملائه الضباط العراقيين من وراء ذلك الجرم إلى أن يفتح كابتن حدربي، ومساعده الرازي (كابينة) الطائرة.

كيف بدأ اختطاف الطائرة السودانية؟ 

بدأ الاختطاف من أجواء مدينة (الأقصر) المصرية، أي كان أمامنا حوالي ساعة إلا ربع للهبوط في مطار (القاهرة)، إلا أن الطائرة انحرفت عن مسارها إلى مطار (لارنكا)، ولكن السلطات القبرصية قامت باطفاء أضواء المدينة حتى لا يعرف كابتن الطائرة أين يقع المطار، فما كان من الكابتن حدربي إلا وقال للسلطات القبرصية بأنه لا حل أمامه إلا أن يحلق بالطائرة في اجواء المدينة، ومتى ما نفد (الوقود)، فإن الطائرة ستسقط في أي مبنى من مباني المدينة، وهو ما أضطر السلطات (القبرصية) إلى إفساح المجال لها للهبوط في المطار.

أين كانت وجهتكم قبل اختطاف الطائرة؟ 

كنا نرافق الفنان العملاق عبدالكريم الكابلي لإحياء حفلات في الأردن وسوريا.

ما هو المطار الذي تم إنزال الطائرة فيه؟ 

تم إنزال الطائرة في مطار يقع شمال العاصمة البريطانية، ويبعد عن عاصمة الضباب (لندن) حوالي ساعة، وهو مطار خاص بـ(العمليات)، وليس المطار الرئيسي للمملكة البريطانية المتحدة.

ماذا عن الموسيقى المخضرم محمدية؟ 

الأستاذ الراحل محمدية تخلف عن السفر معنا في تلك الرحلة بسبب تكليفه بعمل في الإذاعة السودانية. 

ما الإعتقاد الذي تعتقده في إطار هذا الاختطاف؟ 

أعتقد أن هنالك تجاوزات واضحة، وهذه التجاوزات كانت توحي بأن هنالك أمر غير طبيعي سيحدث في أي لحظة من اللحظات داخل الطائرة، لأن هنالك حركة مريبة من بعض عناصر نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي يبدو أنه قدم للضباط العراقيين المساعدة للنجاة من حكم الإعدام الذي أصدره في مواجهتهم الرئيس الراحل صدام حسين.

🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

*لينا قاسم نجمة (ذا فويس) و(أغاني وأغاني) في حوار الأسرار.. محمد حماقي اختارني ضمن فريقه في (ذا فويس) وغنيت لام كلثوم.. (أغاني وأغاني) كورس في الموسيقى والايقاعات وتاريخ الأغنية*











 

.... 

*التقاها : سراج النعيم*

..... 

سطع نجم المطربة لينا قاسم في البرنامج التنافسي الشهير (زفيوس)، ومن ثم انضمت إلى برنامج (أغاني وأغاني) التوثيقي، ومن خلاله سمح لها بترديد أغنية خاصة تحمل عنوان (زاهي اللون) كلمات إسحق الحلنقي، رئيس جمهورية الحب، وألحان الموسيقار عبدالهادي محمد نور، وصدحت بها في حلقة جاء موضوعها تحت عنوان (إتصالات ومواصلات)، ويقول جزء من كلمات الأغنية :-

يا زاهي اللون

يا أحلي عيون

سافرت بدون تسأل عني

وغيرت كمان رقم التلفون ..!!!

وفي هذا السياق قلبت صفحات وصفحات مع المطربة المتألقة لينا قاسم، والتي كشفت من خلالها ملامح من مسيرتها الفنية محلياً وعربياً، فإلى مضابط الحوار الإستثنائي.

*في البدء من هي المطربة لينا قاسم؟*

ولدت، نشأت وترعرعت في المملكة العربية السعودية، ثم تخرجت من كلية المختبرات الطبية.

*ما هي أول إطلالة لك كمطربة في الحراك الفني؟*

شاركت في فعليات البرنامج التنافسي الشهير (ذا فويس) في العام 2018م. 

*ما الأغاني التي غنيتيها في برنامج (ذا فويس)؟*

شاركت بأغاني شرقية للفنانة المصرية أم كلثوم، واستطعت بفضل الله، وموهبتي أن أصل إلى مرحلة متقدمة في البرنامج.

*إلى ماذا تعزين خروجك من برنامج (ذا فويس)؟*

هنالك تنافس قوي في الأصوات على مستوى الوطن العربي، وخلال هذا التنافس تمت تصفية الأصوات من مرحلة إلى آخري.

*إلى أي فريق من فرق الفنانين العرب تم اختيارك للتنافس؟*

كنت ضمن قروب الفنان المصري محمد حماقي. 

*لماذا لم تغني في (ذا فويس) غناء سوداني؟*

عندما شاركت في البرنامج لم أكن أحفظ غناء سوداني، فأنا منذ نعومة اظافري لا أعرف غير الغناء العربي، لذلك عندما أتيحت لي فرصة المشاركة في برنامج (زفويس) لم أخاطر بالغناء الذي لا أتمكن منه، وبالتالي كان لابد من أن أحرص على المشاركة بأغاني عربية.

*ما السبب في اختيار أغاني أم كلثوم دون الفنانين العرب الآخرين؟*

منذ صغري أستمع للأغاني العربية لدرجة إنني أصبحت متمكنة في أدائها، بالإضافة إلى الغناء الشرقي عموماً. 

*كيف استطعتي الإنتقال من ترديد الغناء العربي إلى ترديد الغناء السوداني؟*

ليس هناك إنتقال أو تحول أو تغيير، بل هو أمر طبيعي جداً أن اتجه للغناء السوداني، وهو بلا شك فن أصيل وعريق، ويمتاز بالتعدد في الألوان الموسيقية، وإذا واجهتك أي صعوبة في إطارها، فإنها تكون في البداية، وتنحصر في السلالم الموسيقية.

*من الذي اقنعك بالغناء في السلم الخماسي؟*

لم يقنعني أي شخص بالغناء في السلم الخماسي، بل بدأت لوحدي أبحث وانقب في الغناء السوداني إلى أن وجدت لونيات مناسبة مع لونيتي وإمكانياتي الصوتية، وهكذا أكتشفت فيما بعد بأن الكثير من الأغاني السودانية يتناسب مع إمكانياتي الصوتية.

*ما هي أول أغنية سودانية احسستي بها؟*

أغنية (يا حنين) وكنت دائماً ما ادندن بها، ومنها بدأت أتعرف على الأغاني السودانية الاخري، ومن ثم تعمقت فيها رويداً.. رويداً إلى أن أصبحت متمكنة في أداء الكثير منها.

*ماذا عن مشاركتك في برنامج (أغاني وأغاني)؟*

هو برنامج لديه اسم في خارطة البرامج التوثيقية الفضائية، لذلك استفدت من مشاركتي في نسخته هذا الموسم خاصةً من الناحية الفنية، الموسيقىة والغناء، بالإضافة إلى المعلومات التاريخية عن الأغنية السودانية، كما إنني تعرفت على الايقاعات السودانية متعددة الألوان، ومررت من خلال ذلك بمعظم الشعراء، الملحنين والفنانين السودانيين، وبالتالي فإن البرنامج كان بالنسبة لي عبارة عن كورس موسيقى درسته في هذا الشهر المعظم.

*ما الإضافة التي أضافها لك برنامج (أغاني وأغاني)؟*

ما يشاهده البعض مجرد ظهور، ولكن الإضافة الحقيقية من المشاركة تمثلت في الأستاذ السر قدور، الموسيقيين والفنانين الذين سبقوني في هذا المجال، إذ أستفدت من كل واحداً منهم، وهذه الاستفادة الفنية كانت إضافة حقيقية، واعتبرها دون أدنى شك مكسب كبير لشخصي. 

*ماذا عن الأغنية الخاصة التي شاركتي بها في برنامج (أغاني وأغاني)؟*

البرنامج فيه مساحات لكي تغني الأغاني الخاصة المرتبطة بسيناريو أو موضوع الحلقة، فالأغنية خاصتي من كلمات الأستاذ الشاعر العملاق إسحق الحلنقي، وألحان الموسيقار عبدالهادي محمد نور

*ما الجديد لديك من الأغاني؟*

لدى الكثير من الأعمال الغنائية التي لا أود الإفصاح عنها في الوقت الحاضر، بل سأعلن عنها بعد أن أنتهي من تسجيلها في الاستديو.

*ما الإحساس الذي يتخالجك بعد أن اتجهتي للغناء السوداني؟*

يتخالجني إحساس جميل جداً كون أن الناس تحبني من خلال ترديدي للغناء السوداني، وهذا الحب احتفي به كثيراً، وتلقيت في ظله الاشادات بصوتي، وهم بذلك شجعوني ومنحوني دافعاً معنوياً قوياً للاستمرار في الخط الفني الذي اختارتني إليه موهبتي، ولا سيما فإنني سأستمر إذا وجهوا إلى نقداً أو لا، فالأهم عندي التشجيع الذي يمنحني دافعاً للتجويد.

*ما السؤال الذي توقعتيه، ولم أسألك له؟*

هل ستستقرين في السودان، أم أنك سعودين إلى السعودية، فهذا السؤال دائماً ما يوجه إلى؟، وردي عليه هو إنني سأكون متواجدة في الخرطوم متى ما طلب مني ذلك.

*مقاطعاً هل هذا يعني أنك ستكوني في تسفار بين السودان والسعودية؟*

نعم.. وسأكون حاضرة في الخرطوم في الزمان والمكان المحددين، ولن أغيب عن المتلقي نهائياً، وسأكون متواصلة معه بشكل مستمر. 

أين تستقر أسرتك؟

في المملكة العربية السعودية.

*في الختام ماذا تؤدي أن تقولي؟*

أقول لكل الناس البتحب لينا قاسم أن شاء الله سأكون عند حسن ظنكم، والقادم أحلى بإذن الله.

🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...