.....
*جلس إليه : سراج النعيم*
.....
كشف الشاب عثمان مجدي عثمان الصديق، البالغ من العمر (٢٧) عاماً، خريج جامعة العلوم والتقانة، كلية (تقنية المعلومات)، من سكان حي ودنباوي- أمدرمان، كشف تفاصيل مؤثرة وحزينة حول عدم تلقي مصابي ثورة ديسمبر المجيدة للعلاج بشكل كامل، بالإضافة إلى الصراع الدائر بسبب تكوين (منظمتين).
*في البدء ما هي قصتك؟*
بدأت قصتي مع النضال الثوري منذ العام 2013م، وواصلت في ظله إلى أن أصبت في موكب 24/3/2019م بواسطة حهاز الأمن والمخابرات الوطني بقنبلة صوتية (قرنوف)، وعلى خلفية ذلك اسعفت على جناح السرعة إلى مستشفى (فضيل) بالخرطوم، والذي بتر فيه الأطباء جزء من يدي اليمني، فيما تركوا جزء منها لليوم التالي، فإذا وصله الدم لا يبتر، وإذا لم يصله يبتر، عموماً أراد الله أن لا يصل الدم إليه، فتم بتر الأصابع الأربعة، والأصبع الكبير من المفصل، بالإضافة إلى (الكف)، بينما تركوا عضلة الأصبع الأكبر من تحت (المفصل)، وصادف ذلك مبادرة دكتور ناظم (شارع الحوادث)، فتبني علاجي في مستشفى (فضيل)، ولم يكتف بذلك بل قام بتسفيري إلى (الهند)، وهناك أجريت لي عملية جراحية، وأخذوا من خلالها أصبعاً من رجلي الشمال، ووضعوه في اليد (المبتورة).
*لماذا عدت من الهند قبل إكمال العلاج؟*
عدت بسبب ارتكاب مجزرة (فض الإعتصام) من أمام ساحة القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم، ومجزرة الثامن من رمضان، وأحداث اخري مصاحبة للثورة، لذلك طلب مني الدكتور ناظم العودة للسودان نسبة إلى أن المصابين أصبحوا كثر، والبعض منهم حالته الصحية (حرجة)، وأكد إنني سأعود للهند بعد (6) أشهر من تاريخه، عموماً عدت إلى البلاد وصادفت عودتي إليها أوضاعاً اقتصادياً (ضاغطة) جداً، بالإضافة إلى ظهور وانتشار جائحة (كورونا)، وتدابيرها الاحترازية الوقائية، لذلك لم أشد الرحال مرة اخري للهند، وعندما طالبا بالعلاج قال لنا الدكتور ناظم : (قررت رفع يدي عن العلاج المصابين في الداخل والخارج بعد تشكيل حكومة الثورة).
*وماذا؟*
تلقيت اتصالاً هاتفياً من أخونا صابر فقيري، وهو أحد المصابين المقيمين بولاية (تكساس) الأمريكية، وقال من خلاله : (أخذت رقم هاتفك من خالد شقيق الشهيد (الوليد)، لانني أريد منك أن تجمع مصابي الثورة)، وبالفعل بدأت في ذلك، ومن ثم أصدرنا بياناً أعلنا من خلاله عن أنفسنا، ووضحنا بأننا تجمع مصابي ثورة ديسمبر المجيدة أو تجمع جرحي ومصابي الإنقاذ، وحتى تلك اللحظة لم تكن لدينا فكرة لعمل منظمة، إلا أن الحكومة الانتقالية طالبتنا بتكوين منظمة لأنها لا تستطيع التخاطب معنا كأشخاص، ومن بين المصابين الذين اتصلت بهم الصادق فتح الرحمن، وأكدت له بأننا نجمع في المصابين من أجل تكوين كيان للمطالبة بالحقوق، إلا إنني تفاجأت به يجمع أشخاصاً من المصابين، ومن ثم عقدوا بهم جمعية عمومية لمنظمة مصابي الثورة بدون الرجوع إلينا أو حتى الرجوع للأستاذ حذيفة المحامي الذي وضع دستوراً للمنظمة، المهم أنهم كونوا المنظمة، وأطلقوا عليها اسم (أسود النضالات)، والاسم الذي اتفقنا عليه هو (نضالات) باعتبار أن الشعب السوداني ناضل أيضا، واصطفي الله منه البعض للشهادة والإصابة.
*كيف بدأت الخلافات تسطو على السطح؟* اكتشفنا أن هناك منظمة ثانية تعمل باسم مصابي وجرحى الثورة، وهذه المنظمة تطالب بالحقوق منذ العام 1989م إلى لحظة سقوط النظام البائد، واتفق معي عدد من المصابين بالطعن فيها قانونياً، ولكن تراجعنا عن الفكرة على أساس أن القضية واحدة، وقبلنا بها على مضدد إلا إننا بدأنا نكتشف فيما بعد أن هنالك خلافات بين المنظمتين، وهذه الخلافات لا يستفيد منها المصابين.
*هل الحكومة الانتقالية لم تدعمكم نهائياً؟*
في شهر رمضان الماضي أرسل لنا الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس مجلس الوزراء خطابات شكر، بالإضافة إلى حقيبة رمضانية، وبعدها بفترة طويلة منحنا شيكات صادرة من ديوان الزكاة، فاعترضنا عليها باعتبار أننا اصبنا في الثورة، فلماذا يمنحنا ديوان الزكاة شيكات؟، إلا أن البعض كانت ظروفه الاقتصادية صعبة، وهذه الظروف وحدها اضطرتهم إلى أخذ الصكوك.
*ماذا عن التأمين الصحي؟*
تم إيقافه بعد (7) أشهر تقريباً، وأصبحت المستشفيات المعنية به تقول لنا بأن هذا التأمين (أغلق).
*كم كانت قيمة شيكات مجلس الوزراء؟*
قبل شهر تقريباً تم إستخراج شيكات من مجلس الوزراء، واستلمت واحداً منها بقيمة (100) ألف جنيه، وتتفاوت بقية الصكوك في قيمتها المالية، وأكدوا لنا بأنه دعم اسعافي للمصابين، ورغماً عما أشرت له، فإنني ظللت أنادي بأن تكون الأولوية لعلاج المصابين.
*ماذا عنك أنت شخصياً في إطار العلاج؟*
أجريت قبل أيام عملية بمستشفى (فضيل)، والذي طالبته أن يمنحى تقريراً طبياً للعلاج من (الاعصاب) في الخارج.
*كيف هي أحوال من أصيبوا في الثورة؟*
زرت قبل أيام الصديق المصاب عمر الطيب في عمارة تقع في شارع الستين، وهي ممنوحة للمصابين من لجنة إزالة التمكين، ولكن الإشكالية تكمن في أنها تفتقد إلى (الأثاث)، (المكيفات) و(المراوح)، بالإضافة إلى قطوعات التيار الكهربائي، فأنا عندما زرت هذا المقر اضطررت إلى دخوله من خلال إضاءة الهاتف المحمول، وعندما ضيفوني بكوب ماء، لم أستطع ارتشافه من الغبن الذي انتابني، فكيف لإنسان مصاب يعيش في بيئة غير صالحة، وتحتاج إلى تهيئة؟.
*ماذا عن اللجان الخاصة بمصابي الثورة؟*
سبق وتم وضعي في لجنة إلا إنني اكتشفت أنها لا فائدة منها غير صرف النثريات، فالمصاب لا يحتاج للجان بقدر ما أنه يحتاج لتلقى العلاج في الداخل والخارج.
*كيف تنظر إلى برتكول وزارة الصحة المصرية؟*
البرتكول قرر علاج المصابين، إلا أن سافروا في إطاره لم تكن حالاتهم الصحية (حرجة) مثلما حالة مجيب الرحمن، عمر الطيب، متوكل وعهد السماني، فهم جميعاً مشلولوين، والبعض منهم يتحرك حركة (خفيفة)، لأنه وجد رعاية طبية قبلاً من مبادرة الدكتورة ناظم، واستشهد بحديثي مع والدة المصاب (عمر الطيب)، إذ قلت لها : (يا حاجة عندما بدأنا نتجمع كمصابين، كان هدفنا الوقوف مع بعضنا البعض،
وإذا خيروني في السفر للعلاج خارجياً، فإنني بلا شك ساتنازل لعمر الطيب، لانني أستطيع الصبر على الجرح.
*ما هي رسالتك التي تبعث بها؟*
رسالتي للشعب السوداني والحكومة الإنتقالية، وأؤكد لهم من خلالها بأن جزء من أموال علاج بعض المصابين تم إحضارها عن طريق منظمة بأمريكا تتبع لطلاب جامعة الخرطوم، وتلقى بها البعض العلاج جزئياً، وكان أملنا كبير في الحكومة الانتقالية بأن تقوم بهذا الدور، وتحسم وجود منظمتين باسم المصابين، لأن هذا الوضع غير الطبيعي ويعني الانقسام وسط المصابين، وإذا قبلنا به، فإننا سنجد نفس الأسماء لدى الطرفين.
*هل اوصلتم صوتكم إلى مجلس الوزراء؟*
نعم بوقفة احتجاجية خاطبها الأمين العام لمنظمة (أسود النضالات)، وتحدث بالإنابة عن الدكتور عبدالله حمدوك ممثلاً له، وتم وفق ذلك تكوين لجنة، ولكن دون فائدة.
*هل تلقى المصابين الذين سافر إلى مصر العلاج؟*
معظم الذين سافروا إلى القاهرة لم يتلقوا العلاج بشكل كامل،
وعادوا كما ذهبوا مثلاً خطاب، وهو أحد المصابين بهشاشة في العظام بسبب الإصابة بدوشكة في 8 رمضان، فهو سافر إلى القاهرة بحديد في الأرجل، وعاد منها بذات الحديد، وهو من أوائل الشباب الذين دخلوا ساحة الإعتصام،
وكان أن ألقى القبض عليه، ومن ثم تم الاعتداء عليه ضرباً، وإذا شاهدت حالته، فإنك تقول إنه مصاب بشلل كامل، بالإضافة إلى كولا ومدثر البالغ من العمر (18) عاماً، والذي يرقد طريح الفراش بمستشفى (فضيل)، فقد مزقت (القرح) السريرية منطقة حساسة من جسمه.
*ماذا عن ملف العلاج؟* كلما تم فتح هذا الملف تقرر السلطات المختصة تشكيل لجنة، وهكذا لجنة وراء لجنة بلا فائدة، وإلى هذه اللحظة التي اتحدث فيها معك أخي سراج النعيم لم يستفيد المصابين من اللجان، كما استفادوا قبلاً من مبادرة الدكتور ناظم.
*ما الذي تريده بفتح ملف علاج المصابين؟*
ان يتم تسفير المشلولين للخارج للبقاء في مراكز التأهيل إلى أن يقول الأطباء هذا آخر ما لدينا، ولنأخذ نموذج المصاب (خالد) الذي بترت يده بقنبلة صوتية في 30 يونيو 2021م في الإعتصام أمام ساحة البرلمان بمدينة أمدرمان، وخالد هذا إلى الآن لم يتلق العلاج، بالإضافة إليه (مجدي جعفر) الذي أصيب بقنبلة صوتية في ظل الحكومة الانتقالية، ورغماً عن ذلك لم تقدم له الرعاية الطبية اللازمة.
*حول كم عدد المصابين في ثورة ديسمبر وما بعدها؟* أكثر من (500) مصاب من جميع أنحاء السودان، لذلك يجب أن لا تكون هنالك منظمتين لمصابي الثورة، علماً بأن الاهداف واحدة، لذلك يجب جمع المصابين عن طريق الحكومة الانتقالية، وأن تكون هي المعنية بعلاجهم، لذلك ظللت أسأل عن ملف العلاج منذ رمضان الماضي، وإلى الآن لا جديد فيه، بالإضافة إلى ظهور مبادرة لعلاج المصابين في الهند، مما سمعت بها مر عليها حوالي (4) أو (5) أشهر، وعندما نقارنها بمبادرة الدكتور ناظم تجد الفرق شاسع، فأنا شخصياً تم تسفري في إطارها للهند خلال يومين فقط.
*كيف أعرف أنك أصبت في ثورة ديسمبر المجيدة؟*
ادلل لك باستلامي لشيك مجلس الوزراء الاسعافي، والذي بعده تم فتح هذا الملف على أساس أن هنالك أناس لم يصابوا في الثورة، وأكدوا أنهم سيكشفون ذلك من خلال لجنة تكون مهمتها مراجعة الكشوفات والتقارير الطبية وتاريخ الإصابة، وأنا واحداً من الذين ايدوا هذا الاتجاه بشدة، فإذا ثبت أن هنالك من لم يصاب في ثورة ديسمبر المجيدة، فيجب محاسبته قانونياً، وإسترجاع ما أخذه باسم الإصابة، ولم يحدث هذا الأمر رغماً عن مرور شهرين تقريباً، والحكومة الانتقالية لا تحرك ساكناً رغماً عن أنها جاءت للسلطة بدماء الشهداء والمصابين، وأؤكد لها باننا لن نتنازل عن قضيتنا التي خرجنا من أجلها.
*هل الحكومة الانتقالية مقصرة مع مصابي الثورة؟*
نعم مقصرة والتقصير واضح جداً، لذلك انتابني إحساس بأن ما يحدث معنا شبه (مقصود)، ويتخالجني إحساس ما بين الفينة والاخري بأن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير لم يسقط بعد،
ودليلي على ذلك هو إننا حينما خرجنا ضده خرجنا من أجل التغيير، وهذا التغيير ليس ملموساً على أرض الواقع، فالوضع عموماً يمضي نحو الأسوأ، خاصةً في إطار المصابين والشهداء، فلماذا لا توليهم حكومة الثورة اهتماماً، وأن تعمل وفقاً لشعارات حرية، سلام وعدالة، وتلك الشعارات التي رفعناها لم تطبق على أرض الواقع إلى الآن، لذلك رسالتي إلى الدكتور عبدالله حمدوك تتمثل في أنه سبق وتحدثت عن قضية المصابين، وأكدت بأن علاجهم من الأولويات، ولكن بصراحة لا يوجد أي إهتمام.
*هل زار أي مسئول في هذه الحكومة مصاب من مصابي الثورة؟*
الوحيد الذي زار مصاب من مصابي الثورة الدكتور أكرم علـي التوم، وزير الصحة السابق، وزيارة للمصابين الذين سافروا لتلقي في مصر.
*أين اختفى من كانوا يبثون مقاطع الفيديوهات أيام الثورة؟*
معظمهم أصبح في السلطة، وليعلموا باننا خرجنا للتغيير، ولم نخرج من أجل (منصب) ، وإذا لم تلتفت هذه الحكومة للإصلاح، فإن الثورة ستشتعل مرة اخري، خاصةً وأن الناس خرجت للشارع بسبب الضائغة المعيشية وغيرها من الأسباب الأساسية.
*ماذا عن اللجنة المكونة لعلاج المصابين؟*
ليست بالكفاءة لأن علاج المصابين لا يحتاج إلى لجنة، فالمصاب يحتاج للعلاج في الخارج، ولا يتجاوزون عددهم (100) مصاباً.
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق