الأربعاء، 28 أبريل 2021

لا تزرع الشوك في أرضٍ تمر بها، ‏فربما عدت حافي القدمين

بقلم :


سراج النعيم 


بما أن النظام (المخلوع) برئاسة (عمر البشير) أفقر الشعب السوداني إفقار لم يشهده قبلاً، تحت ستار المشروع الاسلاموى والذي ظل يخدع به الناس على مدي ثلاثين عام، ولم يكن ذلك المشروع سوي أنه مدخلاً لـ(لفساد) الذي بدء يتكشف من خلال التحقيقات التي تجريها السلطات المختصة، وقد عمد النظام (المعزول) على أن يخرج الناس أسوأ ما لديهم من سلوكيات دفعهم إليها الفقر دفعاً، وهي كانت سياسة متبعة سنوات طوال، وقد أفرزت ظواهراً سالبة في المجتمع المحافظ، والذي لم يألفها إلا في ظل النظام البائد الذي أوصل بعض الناس مرحلة متأخرة من (الجوع)، والذي ربما يتحصلون في إطاره على وجبة واحدة بعد معاناة كبيرة، لذا السؤال الذي يفرض نفسه، هل يجوز تطبيق (حد السرقة) على إنسان سرق من أجل أبنائه الجائعين؟ الإجابة تكمن في عدم إقامة (حد السرقة) ﻋﻠﻴﻪ، وهو ما ذهب إليه فقهاء الدين الإسلامي، خاصة وأن تطبيق أي حد من حدود الله سبحانه وتعالي تحكمه شروط واجب توفرها في الحالة المراد ﻗﻄﻊ ﻳﺪها على خلفية هذا الجرم أو ذاك، وبالتالي ما جري السوداني في عهد الرئيس (المخلوع) عمر البشير أشبه بالقحط العام الذي شهدته المدينة أبان إمارة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وفي بالوضعية التي تضطر الناس للخروج من منازلهم بحثاً عن قوت يومهم، والذي ربما يرتكبون في إطاره الخطيئة، فهل في الإمكان حل مشكلة الفقر بقطع يد الفقير السارق من أجل قوته وقوت أبنائه؟، والشاهد على ذلك أن سيدنا عمر بن الخطاب  ﺩﺭء الحد ﺑﺎﻟﺸﺒﻬﺔ مستنداً في ذلك على ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ، وذلك من واقع أنه كان مقدراً  ﺁﻻﻡ (ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ) الذين يمرون بمحنة حقيقية، وقد روي عنه : (ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﺏ)، ﻭﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﺧﺮ ﺭﻓﻀﻪ ﻗﻄﻊ ﻳﺪ ﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻧﺎﻗﺔ ﻻﺑﻦ ﺣﺎﻃﺐ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻠﺘﻌﺔ، ﻭﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﺇﺟﺮﺍﺀ استثنائي ﺗﺠﺎﻩ ﻇﺮﻑ استثنائي، (ﻭﺍﻟسارق ﻭﺍﻟﺴﺎﺭقة ﻓﺎﻗطعوا ﺃﻳﺪﻳﻬﻤﺎ جزاء ﺑﻤﺎ كسبا ﻧﻜﺎﻻً ﻣﻦ الله ﻭالله ﻋﺰﻳﺰ حكيم)، (ﻓﻤﻦ تاب ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ظلمه ﻭﺃﺻلح، فإﻥ الله يتوب عليه ﺇﻥ الله ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ)، ومما ذهبت إليه فإنني وآخرين نطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية حداً في الرئيس (المعزول) عمر البشير طالما أنه ظل يكذب بها دون تطبيقها، بل عمد إلي ظلم الشعب السوداني، والذي اوصله إلي مرحلة الفقر حد (الجوع)، أﻟﻴﺲ هو المجرم الذي يجب أن يقام عليه (حد السرقة)، وذلك من واقع أنه سرق مال الشعب السوداني دون وجه حق، الأمر الذي جعله فقيراً، فهل إذا سرق فيهم من هو (جائعاً) نطبق عليه (حد السرقة)، الإجابة لا لأن الفقر دافعه دفعاً قوياً إلي ارتكاب الخطيئة، فهو لا يمتلك وسيلة تخرجه من (القوقعة) التي وضعه في ظله النظام (المعزول)، مما جعل إنسان السودان الصابر غارقاً في ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ إلي المال للإيفاء بمستلزماته وأسرته في ظل حياة تشهد ظروفاً اقتصادية بالغة التعقيد، وهي وحدها التي قادت الكثير منهم إلي (ﺍﻟﻌﻮﺯ) ﻭ(ﺍﻟﻀﻌﻒ)، وأن كنت على قناعة تامه بأنهم يؤمنون إيماناً قاطعاً، خاصة وأن المولي عز وجل خلق الإنسان، وكل واحداً منهم متفاوت في الرزق لقوله سبحانه وتعالي : ‏(نحن ﻗﺴﻤﻨﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ورفعنا ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓوق بعض ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻟﻴﺘﺨﺬ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﺳﺨﺮﻳﺎً ﻭﺭحمت ربك خير مما يجمعون‏)، وبالتالي يعتبر الفقر ابتلاء يصيب الإنسان، ولكن حينما بكون الفقر بسبب كنز السلطان للموارد، كما فعل الرئيس المخلوع وحاشيته دون الاهتداء للمبادئ والقيم الواردة في الرسالات السماوية المحذرة من سلطة ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، وهو الأمر الذى جعل الرئيس المعزول (عمر البشير) يصبح ثرياً دون مخافة من الله، وبالتالي لم يراعي المصلحة العامة، ولم يرتب الحياة بصورة يتساوي فيها الناس بالحرية، العدالة، والسلام، وذلك فقا للمسئولية الملقاة على عاتقه باعتبار أنه كان الراعي بقوة السلاح، وفي السياق قال الله العلي القدير : ‏( ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﺒْﺴُﻂُ ﺍﻟﺮِّﺯْﻕَ ﻟِﻤَﻦ ﻳَﺸَﺎﺀُ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻩِ ﻭَﻳَﻘْﺪِﺭُ ﻟَﻪُ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ‏)، ولم يقف عند هذا الحد بل مارس ﺍﻟﻈﻠﻢ بشتي ضربه بما في ذلك افقار الشعب السوداني، ناسيا أو متناسيا أن الإسلام كافح ﺍﻟﻔﻘﺮ، وسعي سعيا حثيثا للحد منه بالوسائل القائدة ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ وتوفير المعينات المساعدة للفقراء من أجل كسب الرزق


ﻣﻜﺘﻮﺏٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧّﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻷﻱّ ﺃﺣﺪٍ ﺃﻥْ ﻳﺤﺘﺞّ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻱّ ﻋﻤﻞٍ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ

ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﺿﻊ، ﻭﻻ ﻳﺘﻜﺒّﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻱّ ﻧﻮﻉٍ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺷﺮﻑٌ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﻛﺎﻥ ﻳُﺮﻏّﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﻦ ﻭﻳﺤﺜّﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﻣﺎﺭﺱ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ، ﺛﻢّ ﻋﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓٌ ﻳﺘﻘﺮّﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .

ﻭﺟﻮﺏ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﺭﺑﻬﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ؛ ﺇﻥْ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ، ﺃﻭ ﻭﻓﺎﺓ ﺭﺏّ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻔﻖ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : ‏( ﻭَﺁﺕِ ﺫَﺍ ﺍﻟﻘُﺮﺑﻰ ﺣَﻘَّﻪُ ‏) ، ﻛﻤﺎ ﻭﻳﻌﺪّ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺻﻠﺔ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺯﻕ .

ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ؛ ﺣﻴﺚ ﺇﻥّ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻟﻪ ﺣﺼﺔٌ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ، ﻭﻣﻤّﺎ ﺩﻝّ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺍﻟﺼَّﺪَﻗﺎﺕُ ﻟِﻠﻔُﻘَﺮﺍﺀِ ﻭَﺍﻟﻤَﺴﺎﻛﻴﻦِ ‏) ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺟﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ .

ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﺧﺺّ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ، ﻭﺑﻴّﻦ ﺃﻥّ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔٌ، ﻭﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﻠﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ؛ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻟﻬﻢ، ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ .

ﺍﻟﻮﻗﻒ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ؛ ﺃﻱّ ﺟﻌﻞ ﻋﻴﻦٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﻟﻚٍ ﻟﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥْ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﺎ ﺻﺪﻗﺔً ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺔ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﻳﺠﺐ ﺃﻥْ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ، ﻣﺜﻞ : ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺍﻷﺭﺍﺿﻲ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻔﻌﺘﻬﺎ، ﻭﻻ ﺗﺘﻐﻴّﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺗﺰﻭﻝ؛ ﻓﺘﻌﺘﺒﺮ ﺻﺪﻗﺔً ﻭﻟﻴﺲ ﻭﻗﻔﺎً، ﻭﺑﺎﻟﻮﻗﻒ ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻣﻨﻬﺎ : ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﻣﻨﻪ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺑﺒﻘﺎﺀ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﻭﺃﺻﻠﻪ .

ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻟﺮﺑﺎ ، ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻐﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ؛ ﺣﻴﺚ ﺇﻧّﻬﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ، ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺪﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺎﻣﻞٍ .

ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ

ﻳﺆﺛّﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺒﻴﺮٍ ﻭﻭﺍﺿﺢٍ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ، ﻭﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ :

ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺒﻴﺮٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻓﺎﻟﻔﻘﻴﺮ ﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻻً، ﻓﺄﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻪ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓٌ ﻓﻲ ﺳﺪّ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ، ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ، ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ؛ ﻣﻤّﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺃﻥّ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻪ ﻭﻷﻭﻻﺩﻩ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﺱ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘّﻖ ﻟﻬﻢ ﻣﺼﺪﺭﺍً ﻟﻠﺪﺧﻞ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ، ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ؛ ﻓﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻻ ﻳﺮﻓﺪﻭﻥ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕٍ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ، ﻭﺗﻔﺸّﻲ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ .

ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺪﺍﻉ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ، ﻓﻴﺘﻌﻄّﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪّﻡ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮّﺭ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠّﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ، ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻓﺎﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﺭﺍﺕٍ ﻣﺎﺩﻳﺔٍ ﻛﺒﻴﺮﺓٍ، ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻣﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺃﻳﻀﺎً، ﻓﺎﻟﻤﺮﺽ ﻳُﻼﺯﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ .

ﻳﻌﻴﻖ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺑﻞ ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻖ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻔﻘﻴﺮ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﻘﺮﻩ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﻄﻮّﺭﻩ، ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺮﻣﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻌﺰﺍﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺒﻴﺮٍ .

ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻔﺸﻴّﻬﺎ، ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ، ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ، ﻭﺫﻟﻚ ﻭﺍﺿﺢٌ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ، ﻣﻤّﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻋﺪﺍﺩ

ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺎﺋﺪٌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮﺏ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...