الجمعة، 30 أبريل 2021

ظهور اليهود في السودان يثير جدل واسع

 

سودانيون يخفون أنفسهم بسبب الأصول اليهودية

شكل عدد من السودانيين حضوراً طاغياً في ملتقي الأديان الذي شهده فندق (كورنثيا) بالعاصمة السودانية (الخرطوم)، شارك من خلاله ذلك اللقاء الجامع يهود السودان، والهدف من مشاركتهم نبذ الوصمة ورفض إعتراف الناس والمجتمع بهم، كما شارك فيه أيضاً حاخام، وشيخ من شيوخ الدعوة الإسلامية وبعض المنتمين للديانات الإسلامية، المسيحية والهندوسية. 

من جانبه، حمل الملتقى مضامين مبنية على التعايش السلمي وسط الناس والمجتمع، وجاءت فكرته بمبادرة من البرلماني السابق بالنظام المباد (أبو القاسم برطم)، وهي تعبر الدعوة الاولي الملتقي الأولي من نوعها في السودان، والمؤكدة بأن ليهود السودان حق في الإعلان عن أنفسهم، بعد أن ظلوا يتوارون عن الأنظار منذ سنوات وسنوات خلت، خاصةً في الثلاثة عقود من عمر نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي كان له موقفاً واضحاً من تطبيع السودان مع إسرائيل، مما اضطر اليهود في الخرطوم والأبيض غرب السودان وعطبرة شمال السودان إلى اختفاء أنفسهم، ولم يجدوا فرصة للاطلالة في المشهد السوداني إلا بعد سقوط النظام السابق. 

إن الملتقي الذي تطرقت إليه قاد الكثير من يهود السودان للظهور علناً من أجل رتق نسيج مكونات الديانات الإسلامية، المسيحية، اليهودية والهندوسية، إلا أن بعض المناهضين اعتبروا الملتقى هدفاً لفرض التطبيع السوداني مع إسرائيل، والذي بدأه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي. 

يمثل الملتقى الظهر الأول ليهود السودان، والذي ظهرت من خلاله سفيرة النرويج بالخرطوم، وألقت فيه كلمة تصب في ذات الإطار، كما شارك فيه أيضاً سفير المملكة الأردنية الهاشمية، وأعضاء من الجالية الهندية. 

فيما تم افتتاح الملتقى بتلاوة آيات من القرآن الكريم  وعلى غير العادة قدمت صلوات من الإنجيل، التوراة وبالإضافة إلى الديانة الهندوسية، وقدمت الصلوات اليهودية فتاة سودانية تنتمي للديانة (اليهودية)، وظلت تلك الفتاة مهاجرة لسنوات طوال، إلا أنها عادت قبل إنطلاقة مليونية السادس من أبريل2019م للمشاركة في الثورة السودانية اللاعب الوحيد في إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

وفي ذات السياق اعتبر عدد من المشاركين في الملتقي بأنه سيكون نوة للتعايش السلمي بين مكونات الديانات الإسلامية، المسيحية، اليهودية والهندوسية، خاصةً وإن البعض من المنتمين للديانة اليهودية أجبروا في وقت سابق على الهجرة من مسقط رأسم (السودان)، ومن بقى منهم لا يستطيع الظهور بصورة علنيه، لأن وصمة الناس والمجتمع تلاحقه، لذلك تأتي فكرة الملتقي لدعوة الناس والمجتمع لنبذ الأفكار السلبية القائمة على عدم الاعتراف بالآخر الذي ينتمي إلى الديانات المسيحية، اليهودية والهندوسية. 

وأشار بعض المناهضين للملتقي إلى أن الغرض من تنوعه عقائدياً، هو التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، وأن مدخل التعايش السلمي ما هو إلا لتاطير الفكرة في دواخل السودانيين، خاصة وأن الملتقي يترجم يعمق فكرة العلاقات السودانية - الإسرائيلية. 

ومنذ فبراير في العام 2020م بدأت تظهر على السطح فكرة التطبيع بين السودان وإسرائيل، وذلك بعد اللقاء الذي جمع بين الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في مدينة (عنتبي) اليوغندية، وهو ما شجع على إقامة الملتقى، والذي حظي بشرعية رسمية من خلال مشاركة رجاء نيكولا عبدالمسيح عضو مجلس السيادة السوداني. 

هذا وقد خاطب الملتقي التعايش السلمي بين الأديان في السودان الحاخام ديفيد روزون، والقس إنغبورغ ميدتوم، واللافت للنظر مشاركة الشيخ عبدالرحمن حسن حامد رئيس مجمع الفقه الإسلامي السوداني السابق، مما أضفى عليه صبغة التنوع إلا أن الأصوات المعارضة للتطبيع بين السودان وإسرائيل أعلنت رفضها التام والراسخ في أذهان الشعب السوداني للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني. 

إن يهود السودان ظهروا في الملتقي لإزالة وصمة الناس والمجتمع الملازمة لهم طوال السنوات الماضية، والتي أكد في إطارها أحد المنتمين للديانة الإسلامية أنه لم يسلم من وصمة الناس والمجتمع نسبة إلى أصوله اليهودية، والتي تسببت في معاناته وحرمانه من الوظيفة، لذلك تجده يقف بقوة خلف المتلقي لنبذ عدم التعايش السلمي حتى يتمكن من جذورهم (يهودية) العيش دون هواجس أو خوف من وصمة الناس والمجتمع الذين يتعاملون معه وفقاً لخلفيته العقائدية السابقة. 

وتشير المعلومات إلى أن (150) أسرة يهودية سودانية اخفت نفسها عن الناس والمجتمع بسبب

 الإنتماء للديانة اليهودية.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...