السبت، 10 أكتوبر 2020

على خلفية إكتشاف (فقدانها السند).. سيدة تتفاجأ بأنها (لقيط) بعد الزواج والإنجاب


……

التقاها : سراج النعيم

.......

اكتشفت سيدة تبلغ من العمر (٤٠) ربيعا أنها (فاقد للسند)، وذلك بعد زواجها وإنجابها للأبناء (ذكوراً) و(إناثاً) الأمر الذي أدخلها في حالة نفسية صعبة جداً، مما ألقي ذلك الواقع المفاجئ بظلاله (السالبة) دون أن يكون لها ذنب في ذلك الجرم الذي ارتكبه الكبار في لحظات (طيش)، هكذا خرجت إلى الدنيا بلا حماية أبوية، بلا هوية مما قادها إلى مصير (مجهول).

وقالت : منذ أن عرفت إنني (مجهولة الأبوين) فقدت الإحساس بالإنسانية القائمة بين الناس في المحيط الأسرى المتمثلة في الرعاية، الحب، الحنان والعطف، ولكن تخيل انك وبدون مقدمات تجد نفسك نتاج ثمرة (الخطيئة).

وتابعت : عموماً نشأت وترعرعت في كف (أب) توفي إلى رحمة مولاه، وبعد وفاته أخبرتني والدتي بـ(التبني) إنني لا أنتمي لأسرتها بصورة شرعية، فلم أكن مصدقة إنني سأخوض تجربة أشد قسوة وإيلاماً، وذلك من واقع أن أول مشهد انطبع في ذاكرتي هو مشهد والدتي ووالدي بـ(التبني) اللذين طوقاني بأحاسيس ومشاعر نبيلة، لذلك لم أحتمل فكرة إنني أصبحت (لقيطاً)، وبالتالي كل أحلامي انهارت دون أن أكتب نهاية سعيدة لقصتي الحزينة التي قادتني إلى أن أكون إنسانة (ضائعة)، ولكن في نهاية المطاف أتحمل النتائج.

وأردفت : مما أشرت له مسبقاً، فإنني اتخذت مكاني ضمن (فاقدي السند) الذين تظل قصصهم طي الكتمان، لأننا نخجل من التطرق لها خوفاً من الفضيحة، لذلك نتجاهلها لأسباب معقدة وشائكة، وبالمقابل لا يمكن أن تستنتج أو تتنبأ بما يمكن أن يخبئه لك القدر، هي أفكار قادتني إلى خلفيات متعلقة بـ(العادات، (التقاليد) و(الثقافة) السودانية.

واسترسلت : روت لي والدتي بـ(التبني) قصتي منذ أن كان عمري يوماً واحداً، إذ أنني أخذت من دار إيواء للأطفال قبل سنوات، وكنت سعيدة مع هذه الأسرة إلى أن توفي والدي بـ(التبني)، فما كان من والدتي بـ(التبني) إلا أن وضعت على منضدتي حقيقة انني ابنتهم بـ(التبني)، مما اضطرني إلى إخفاء الأمر عن زوجي، ولا أردي كيف أوصل له هذه الحقيقة حتى يساعدني في إيجاد الحل الذي يدعني أعيش حياتي الزوجية بشكل طبيعي كسائر الزوجات الذين لا تحاصرهن نظرة المجتمع (السالبة) على أساس أنهن (مجهولات الأبوين)، ورغماً عن ذلك كنت محظوظة بـ(تبني) رجلاً فاضلاً لي، ولم يبح بسري إلا لزوجته، ولكن بعد رحيله للرفيق الأعلى اكتشفت (سري) الذي امتثلت له رغماً عن إنني لم أستوعب الصدمة الكبيرة، والتي على إثرها أصبحت بلا أسرة.

وتابعت : ما الذنب الذي اقترفته حتى يعاملني الناس معاملة الإنسان الذي ارتكب جرماً، فكلكم تعرفون أن (اللقطاء) يفتقدون للأمهات والإباء رغماً عن أن الأمر واضح وضوح الشمس، لذلك أري أن أي طفل أو طفلة (لقيط) هما من ضمن الأيتام لأنهما في المقام الأول والأخير من صنع البشر الذين لطخوا ماضيهم بـ(الخطيئة)، فهل هم على وعي بأنهم تسببوا في الكوارث الناتجة عن حالات مخالفة لشرع الله، لذلك يظل سؤالي قائماً ما ذنبي وذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء حتى يرسم لهم الأمهات والإباء واقعاً مغايراً للواقع الذي يمكن أن يقودهم إلى الطريق القويم الخالي من الأشواك.

ﻭاستطردت : لن أعود إلى والدي ووالدتي ﺣﺎﻝ ﺃنهما ﻇﻬﺮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎتي مجدداً.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...