السبت، 10 أكتوبر 2020

سراج النعيم يكتب : ليس هنالك (منتصراً) أو (مهزوماً)..!!




دائماً ما تكون الصراعات أو النزاعات الخفية والظاهرة مبعثرة في مناطق ومدن متفرقة على امتداد المعمورة، وهي بلا شك خطيرة جداً على حياة الإنسان الذي دائماً ما يجد نفسه محكوماً في إطارها بإيديولوجيات ربما تكون (حزبية) أو (طائفية)، لذا لم أعد أكن أدنى شعور لها، إنما أراقبها بصمت خاصة وأن ضحيتها في الأول والأخير الإنسان، والذي مع كل أزمة يموت في داخله كل شيء بما في ذلك بصيص الأمل، والذي لم يعد سوي أنه أصبح (مسكناً) ينتهي بانتهاء مفعوله، وبالتالي فإن أي صراع أو نزاع يعمق الأزمات، ويضع المواطن أمام تحديات جسام، لذا ظل يراقب المشهد دون أن يتغير الوضع الراهن، فلا حيلة له غير متابعته.

من المعلوم فإن أي صراع أو نزاع يبدأ صغيراً ثم يكبر تدريجياً، هكذا هو منذ أن خلق الله الأرض وما عليها، وطوال تلك الحقب ليس هنالك (منتصراً) أو (مهزوماً)، بل هنالك (خاسر) كالذي حدث بالضبط في أطول حروب القرن بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، والذي لم تضح نتائجه (الإيجابية) أو (السلبية) إلا بعد الانفصال، وعلى هذا النسق تأتي النتائج بعد فوات الأوان، ويكون (الخاسر) الأكبر في نهاية المطاف الإنسان، والذي دائماً ما يبحث عن الأمن، الأمان والسلام، وعليه يجب الابتعاد عن أفكار تؤدي لعدم التعايش السلمي، خاصة وأن أي صراع أو نزاع يقضي على (الأخضر) و(اليابس)، ويفكك نسيج المجتمع، هكذا يفقد الإنسان الإحساس بالأمن، الاستقرار والسلام، لأن أي صراع أو نزاع تصعب السيطرة عليه، ووأده في مهده..!!.

مما ذهبت إليه، فإنه يؤدي إلى سقوط الضحايا، كالذي حدث في إقليم دارفور المضطرب منذ العام 2003م، والذي على إثره حدث الظلم، التهميش والقتل، مما قاد إلى تشريد الكثير من أبناء الإقليم الذين اضطروا للإقامة في معسكرات اللاجئين داخل وخارج البلاد، وبالتالي ليس هنالك (منتصراً) أو (مهزوماً)، إنما الخاسر هو المواطن الذي يجد نفسه في مرمي النيران، مما يتسبب ذلك في خسائر فادحة لا يمكن تعويضها على المدى القريب أو البعيد، خاصة وأنه يفرز مرارات وجراح لا تندمل بمرور الزمن، بل تترك آثارها النفسية والمعنوية داخل كل من شاهدها، وهو واقعاً يجبر أسراً كثيرة للهرب بحثاً عن الأمن والسلام.

دائماً ما تكون الصراعات أو النزاعات قائمة على الأنانية وحب الذات لتنفيذ أجندات (حزبية) أو (طائفية)، وعطفاً على ذلك فلا تظن عزيزي المواطن أنها ستنتهي قريباً، وتعود الحياة إلى طبيعتها طالما أن هنالك مصالح تتقاطع داخلياً وخارجياً، وبالتالي كلما أنتهي صراع أو نزاع يطل آخراً، ويعمد طرفيه إلى تعبئة العقول بأفكار توغل الصدور، هكذا ينتهز كل طرف هذا الصراع أو ذاك النزاع بالتركيز على أخطاء الآخر لاستدرار عطف المواطن، وكسب تأييده لأفكار ربما تصب لصالح حزب أو طائفة، لذا لا تجد حظها لدي المواطن الذي أصبح أكثر وعياً وإدراكاً لمجريات الأحداث في محيطه، وبالتالي أضحي يسقط كل من يقوده إلى في ذلك الاتجاه، ويقف إلى جانب من يؤطر إلى أمنه وسلامه باعتبار أنه قدوة يجب أن يسكب له الود، المحبة، الإحترام، والتقدير، لذا لا يظن من يختلقون الصراعات أو النزاعات أنهم انتصروا، بل يدقون مسمار الهزيمة في نعش المجتمع، فشرارة أي صراع أو نزاع تتمدد إلى بقاع أخري، وبالتالي يجب الاتجاه إلى توعية وتبصير الناس بأهمية العيش في أمن وسلام للحفاظ على المجتمع متماسكاً وقوياً، ويجب الابتعاد عن الأفكار السالبة المقوضة لأركان التعايش السلمي.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...