الأربعاء، 25 أغسطس 2021

العلاقة الزوجية بين العولمة والتقليدية زوج يكشف قصة (طلاق) زوجته بسبب اكتسابها ثقافة دخيلة

 

كثيراً ما تشهد المؤسسة الزوجية إشكاليات أقل ما توصف بها (بسيطة)، إلا أنها اللاعب الأساسي في وقوع (الطلاق)، خاصة بعد التطور الذي شهده العالم من خلال (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي تسعي في إطارها بعض الزوجات للتطور والمواكبة، واكتساب ثقافات دخيلة على المجتمع.

وفي سياق متصل حدثني صديقي المتزوج بأن زوجته مدمنة لعالم السوشال ميديا، إذ لا يحق له طلب العلاقة الزوجية إلا برسالة يوضح من خلالها الأسباب، هكذا تأثرت زوجته بما أنتجته المواقع الإلكترونية، مؤكداً بأنه درج على الاستجابة لنظرياتها بإرسال رسالة كلما في إطار المؤسسة الزوجية، إلا أنه تفاجأ برفضها رغماً عن أن رسالته كانت مفعمة بـ(الحب)، (الحنان) و(العاطفة)، لذلك لم يكن متوقعاً هذا ردها : (طلبك مرفوض)، وأضافت : (قررت من اليوم وصاعداً معاقبته بالحرمان)، ولن تترك العلاقة الزوجية لرغبة (أحادية).

بالمقابل وقف الزوج مندهشاً من الرد المفاجئ، ودخل في دوامة من التفكير، ثم وجه لها سؤالاً لماذا؟، فقالت : (العلاقة الزوجية يجب أن لا تكون وفقاً لرغبة من طرف دون الآخر)، هذه الإجابة أغضبت الزوج غضباً شديداً، لذلك وجه لها سؤالاً آخراً ماذا تقصدي بأن أقدم لك طلب رسمي؟، فردت قائلة : (فليكن في علمك بأنني لست جارية عندك حتى تطلبني وقتما تحب أنت، لذلك عليك أن تدرك بأنني إنسانة من لحم ودم، ولدي أحاسيس ومشاعر، ومتى ما وصلت إلى هذه الحقيقة، فإنني سأكون طوع أمرك متى ما شئت؟)، فما كان من الزوج إلا وقال : هذا تعقيد للمؤسسة الزوجية، فردت قائلة : (لا يهمني أن كان الأمر كذلك أو لا، إنما يهمني أن تواكب معي ما يشهده العالم من تطور في الحياة الزوجية، والتي لم تعد قابلة للركون للتقليدية)، فقال الزوج منفعلاً : فليكون في علمك بأن الحياة الزوجية شيء فطري، ولا يمكن ربطها بـ(تطور) أو (مواكبة) لما تنتجه (العولمة) ووسائطها المختلفة، فردت قائلة : ربما اتفق معك فيما ذهبت إليه إلا إنني إصر على مبادئ في شكل العلاقة الزوجية)، فقال الزوج : ما أرغب فيه حق من حقوقي الشرعية، فردت قائلة : (لم اختلف معك في أنه حق شرعي إلا إنني أرفض الطريقة)، فقال الزوج : من المعروف بأن العلاقة الزوجية تنشأ وفقاً لرغبة متبادلة، فردت قائلة : (برغم اتفاقي معك فيما ذهبت إليه جملة وتفصيلا إلا إنني ليست لدي رغبة)، فقال الزوج : ارفض هذه الأفكار، وطالما أن هذا مستوي تفكيرك في العلاقة الزوجية، فإنك تدفعيني دفعاً للابتعاد عن المؤسسة الزوجية (الطاردة)، فردت قائلة : (لكل امرأة متزوجة رغبات، وأن لم يدركها الزوج ستصل إلى مرحلتي هذه، وإلى أن تدركها أنت لا يمكنك إجباري على شيء، لأنك إذا حاولت معي فيما لا ارغب فإن الأمر سيكون بمثابة عنف ضد المرأة)، لذلك حسم الزوج الحوار الدائر بينه وزوجته، ووصل إلى قناعة بأن زوجته قادته إلى طريق مسدود.

فيما قال الزوج في قرارة نفسه ما دار من حوار بيني وزوجتي عبر الرسائل الإلكترونية نتاج ما أفرزته مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، (الواتساب) و(اليوتيوب).

مما لا شك فيه، فإن (العولمة) ووسائطها المختلفة لاعباً رئيسياً في وقوع حالات الطلاق، لأنها تؤثر تأثيراً مطلقاً على المدى القريب والبعيد في شكل العلاقات الزوجية، خاصة وأن ما ينشر أو يبث من خلالها يعبر بوضوح شديدة عن ثقافات مغايرة للثقافة الإسلامية، لذلك لا يمكن أن تربط بعض الزوجات الأحاسيس والمشاعر بأفكار تنتجها الاسافير، وبالتالي على السيدات المتزوجات الإلمام بأن أزواجهن الأقرب لهن في الحياة، وأي تفكير غير ذلك ينتج عنه قرار الانفصال، والذي ربما يكون الحل الوحيد قبل تأزم العلاقة الزوجية، وقطعاً سيصبح العيش في ظلها مستحيلاً.

أعضاء باتحاد الفنانين يجمعون توقيعات لاسترداد المسرح

  

جمع عدد من أعضاء اتحاد الفنانين توقيعات للدفع بها إلى مجلس إدارة إتحاد المهن الموسيقية برئاسة الدكتور عبدالقادر سالم لاسترداد مسرح الاتحاد المستأجر لمتعهد الحفلات إبراهيم يوسف (شلضم) إلى سلطة اتحاد الفنانين.

وقال عدد من الموقعين على المذكرة : إن الأحداث المؤسفة التي شهدها المسرح ودار الاتحاد مؤخراً جعلت أعضاء من الاتحاد يقفون وقفة تأملية في بنود العقد المبرم بين مجلس إدارة اتحاد الفنانين السابق برئاسة البروفيسور محمد سيف، والمتعهد إبراهيم يوسف (شلضم) وخاصة شرط تحويل المسرح إلى صالة، والذي تم تمديده للظروف التي مرت بها البلاد، بالإضافة إلى ظهور وانتشار فيروس (كوفيد-19) المستجد، والذي أغلقت على إثره البلاد جزئياً وكلياً، مما أدي بالإغلاق للتأثير على كافة قطاعات المجتمع، إلا أن الحركة الفنية تضررت منه ضرراً بالغاً.

وأضافوا : ما أن الحياة عادت لطبيعتها، وزالت الأسباب المتعلقة بتحويل مسرح اتحاد الفنانين إلى صالة، قرر أعضاء من الاتحاد التمسك بالبند الذي يسترد المسرح إلى أحضان اتحاد الفنانين، وهو البند الذي يشير إلى تحويل المسرح إلى صالة أفراح، لذلك تم جمع التوقيعات لعقد جمعية عمومية (طارئة) تقرر في هذا الطلب، وذلك بعد الأحداث المؤسفة التي شهدها المسرح، والتي نتج عنها سرقات وتكسير لمحتويات المسرح ودار الاتحاد بالموردة امدرمان، بالإضافة إلى تكسير السيارات التي تقف في مدخل اتحاد المهن الموسيقية.

سراج النعيم يكتب : خطباء الجمعة.. المحتوى والأداء..!!

 


عندما بعث المولي عز وجل الرسل عليهم السلام، أرسلهم لهداية الناس للطريق الصحيح، والذي يؤمن في ظله سيخرج من الظلام إلى النور، وسيجد الراحة النفسية، إلا أن هنالك من يحتاج إلى أدلة، براهين وتأكيدات تمس روحه وعقله، وتثبت له نبوءة محدثه، وتؤكد له أنه لا ينطق عن الهوى.

كلما استمعت بتأمل عميق إلى بعض الدعاة الإسلاميين عبر أي منبر من المنابر الحظ أن البعض منهم يطرح قضايا وقصص تمتاز بالتكرار، ولا تخرج من نطاق جلد الذات، ويركزون تركيزاً مطلقاً على القضايا والقصص المحتوية على التخويف، الويل، الثبور، التهديد، الوعد والوعيد، وهي قضايا وقصص تجعل الإنسان المخطئ أمام تحدٍ كبير فيما اقترفته يداه ناسياً أو متناسياً بأن الله أرحم الراحمين.

انتشرت ظاهرة تقليد الدعاة الإسلاميين لبعضهم البعض في طرح المادة، وطريقة إيصال الرسالة للمتلقي، وفي الغالب الأعم يكون الطرح غير مناسباً للتطور الذي يشهده المجتمع، ولا سيما فإن أفراده تأثروا بـ(العولمة) ووسائطها المختلفة، بالإضافة إلى أن الكثير منهم لا تتوافر فيه شروط فن الخطابة.

الإنسان بصورة عامة لا يدرك قيمة الحاضر الذي اختلف عن الماضي في شتي مناحي الحياة، إلا حين يتجاوزه ولا يستطيع الحفاظ في ظله على العادات والتقاليد، هكذا يفعل البعض من أجل أن يصبحوا مشهورين، ولا يتحلوا بأبسط أبجديات الخطابة، سواء على مستوى المحتوى، أو على مستوى الأداء، ومعظمهم الذين يتجهون هذا الاتجاه لا يجيدون مخارج الحروف، ويتعذر عليهم الإلمام بالقانون الذي يجنبهم الوقوع في (المحظور).

إن تقليد العلماء لبعضهم البعض لا يتسق مع إنسان هذا العصر المحكوم بأدبيات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقيم، الأخلاق، العادات والتقاليد المتأصلة في دواخل كل إنسان منذ نعومة أظافره، تربيته، نشأته وترعرعه، وهي عوامل تستدعي الدعاة الإسلاميين إلى مواكبة التطور الذي يشهده العالم من أجل الوصول إلى قلوب النشء والشباب الذي بات بعيداً عن الثقافة الإسلامية. إن الخطباء يستندون استناداً مطلقاً على لغة جلد الذات، ورفع الصوت أكثر للترهيب، ولا يركزون على لغة الترغيب، الإقناع والاستمالة، ورغماً عن ذلك يصر الدعاة الإسلاميين إصراراً شديداً على كلمات بعينها مراراً وتكراراً، لذلك على الخطباء إتقان الخطب، والاجتهاد في تسهيل إيصال الرسالة بصور سلسة، وأن تكون خفيفة في مبناها، وثقيلة في معناها، ولابد من الوعي بضبط السلوك.

من القصص المعبرة في هذا الإطار قصة شاب مسرف في الذنوب، فذهب إلى أحد الأئمة يشكو حاله قائلاً : يا إمام، ارتكبت كل المعاصي، وارغب في التوبة فلا أستطيع فبماذا تنصحني؟ فرد الإمام قائلاً : يا بني إذا أردت أن تعصـي الله أفعل خمسـة أمور، عندها فرح الشـاب قائلاً : هاتهــا، فقـال : أما الأولى : إذا أردت أن تعصـي الله فاعصهِ، ولكـن لا تعصيـه فـوق أرضه، فقال الشاب : وأيـن أعصيـه؟، فقـال له : أمـا تستحي منه تعيش فـوق أرضـه ثــم تعصيه، فقـال الشاب : هــات الثانية، فقـال له : يا بني إذا أردت أن تعصـي الله فاعصـه، ولكن لا تأكل من رزقه، فقال الشاب : وهــل الأرزاق كلـها إلا رزقــه وبيـده؟، فقـال له : أمـا تستحـي تأكل من رزقـه ثـم تعصـيه!، فقال : هـات الثـالثـة يا إمام؟، فقــال له : يا بنـي إذا أردت أن تعصـي الله، فأعصه ولكـن لا تعصيـه فــي مكـان يـراك فيه، فقال الشاب : وأيــن أعصيــه وهــو يعلـم دبيـب النملــة السوداء فــي الليلة الظلماء علــى الصخــرة الصمــاء؟، فقال له : أما تستحي أن تعصيــه وهــو يعلـم، وهــو ينظـر إليك ؟ أجعلتـه أهـون النــاظريـن إليك، فقـال الشاب : هـات الرابعة؟، فقال له : يا بني إذا أردت أن تعصـي الله فأعصه، ولكــن إذا جـاءك ملك المـوت ليقبـض روحـك فقــل لـه يؤخـرك لتتـوب مــن هــذه المعـاصي، فقـال الشاب: ومــن يستطيـع، وأردف : هات الخـامسة؟ فقــال له : يا بنـي، إذا أردت أن تعصـي الله فأعصه ، ولكـن إذا جاءتك زبــانية النــار ليجـروك فـي جهنـم فأنفلت مــن بيـن أيديهـم واذهب إلــى الجنة، فبكى الشـاب بكاءً شديداً وصرخ بأعلى صوته.

سراج النعيم يكتب : المصلحجية

 


انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة (المصلحجية) في المجتمع السوداني بصورة مخيفة ومقلقة جداً، وأصبحت الظاهرة تشكل عبئاً ثقيلاً على الناس والمجتمع، فما أن تشاهدهم مجتمعين إلا وتتخيل أن قلوبهم متحدة على كلمة سوا إلا أن قلوبهم في الحقيقة شتى، خاصة وأن (المصلحجية) يجيدون الحديث (المعسول)، ويطلقون الوعود الزائفة دون مراعاة لمشاعر الآخرين، هكذا يفعلون دون أن يؤنبوا ضمائرهم أو أن يكون لديهم وازع ديني، لأنهم في الأساس يمتازون بـ(الخبث)، ولا يصلح معهم (التأنيب) أو (العتاب)، ولا تؤثر فيهم المواقف الإنسانية.

دائماً ما نجد (المصلحجية) يمتدحون من أعطاهم المال، الهدايا والعطايا، ويقدحون في من لا يلبي لهم هذه الرغبات، ومثلهم يجب أن نأخذ منه الحيطة والحذر، لأنهم يقضون جل الأوقات في البحث عن (ضحية)، وكل ضحية من الضحايا يحققون من خلالها أهدافهم الخفية والظاهرة، لذلك تجدهم أشبه بـ(الكلاب) التي تلهث وراء (عظم)، وأمثال هؤلاء أو أولئك لا قيم ولا أخلاق لهم، وبالتالي يسقطونها في سبيل تحقيق مصالحهم، فضلاً عن أنهم يجملون (القبح)، وتلحظه يطل من تعابير وجوههم بوضوح شديد، أي أنهم يجيدون التلون بما يتناسب مع كل مناسبة، ولكن مع مرور الأيام، الشهور والسنين ينكشف أمرهم، ورغماً عن ذلك يمضون في هذا الاتجاه بلا تردد، ويتحدثون عن القيم والأخلاق بكبرياء، ويغضبون من الأشخاص الذين يقفون عائقاً أمام تحقيق مصالحهم، وما أن تنتهي مصلحتهم إلا وتنتهي معها علاقتهم بمن يستجيب لهم بإنفاق الأموال في غير محلها، ومن لا يفعل فإنه سيء جداً، وهؤلاء أو أولئك لا يجدي معهم الندم بعد الإفراط في حق الغلابة، المساكين والفقراء الذين هم أحق بالأموال التي تذهب إلى غيرهم.

إن (المصلحجية) يجيدون الوصول إلى أهدافهم بالدهاء، المكر، اللف، الدوران والتلاعب، المهم لديهم مصالحهم، وليس مهما مصالح الغير، هكذا يسعون للوصول إلى مبتغاهم بأي صورة من الصور المشروعة أو غير المشروعة، ومثلهم بعيدين كل البعد عن الإحساس بالآخرين، خاصة وأن (المصلحجية) لا يندمون في ظل تحقيق مصلحهم الشخصية، فالمهم عندهم كنز الأموال من أصحاب الجاه والسلطة، هكذا يمارسون ذلك الفعل مع من تربطهم بهم مصلحة.

سراج النعيم يكتب : جرائم تستهدف الوطن وتهدِّد المجتمع



تبقي الجرائم المرتكبة في حق إنسان السودان من الجرائم الدخيلة على المجتمع، والتي ولجت إليه من بوابة (الأجانب) الذين دخل البعض منهم البلاد بصورة غير شرعية، لذلك بات وجودهم في المدن والأحياء مهدداً أمنياً خطيراً للناس والمجتمع، وباتت الظاهرة تفرز تداعيات (سالبة)، فضلاً عن تأثير ثقافتها الوافدة على النشء والشباب، فكم من أجنبي (تورط) في قضايا تصب رأساً في هذا الاتجاه الذي ربما تصل في ظله الجريمة المرتكبة حد (القتل)، ولعل أشهرها مجزرة شقة (شمبات)، والتي راح ضحيتها عدد من الشباب السودانيين.

على السلطات المختصة الالتفات إلى الوجود الأجنبي، والعمل جدياً على تقنينه بصورة قانونية تسهل على السلطات المعنية جمع المعلومات المتعلقة به، وحصر البيانات حوله بالأسماء، الدولة، مكان الإقامة في السودان وإلى آخرها، إلا أنه لا توجد إحصائيات دقيقة رغماً عن أهميتها، لذلك تحتاج الظاهرة إلى تشريعات وسن قوانين تكفل للجهات المختصة للقضاء على الوجود الأجنبي.

المتأمل عميقاً لجرائم (الأجانب) في السودان سيجدها من الجرائم غير المألوفة، وتكمن خطورتها في أنها جزء لا يتجزأ من ثقافة الأجنبي القادم بها من بلاده، وهي بلا شك ثقافة مغايرة للثقافة السودانية، مما جعلها أكبر مهدد لإنسان السودان، وتلاشت في إطارها قيم، أخلاق، عادات، تقاليد وثقافة لا تنفصل عن الديانة الإسلامية، لذلك على السلطات الرسمية في البلاد التصدي بكل ما تملك من إمكانيات وآليات للفيروس (الفتاك) الذي كاد أن يقضي على مظاهر الحياة في السودان.

على الحكومة السودانية الإسراع في تشريع وسن قوانين تحسم الجدل الدائر حول الوجود الأجنبي المخالف لقانون الإقامة في السودان، والذي دائماً ما يتجرأ على نشر الثقافة (السالبة) وسط الناس والمجتمع، مما يشعر إنسان السودان بالخطر المحدق به من كل حدب وصوب، لذلك على الجهات المختصة اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية وقائيةً تجنب إنسان السودان التفكير في الدفاع عن نفسه، وأن ترحل كل أجنبي لا يلتزم بالقانون المنظم للإقامة في البلاد، وفرض عقوبات رادعة لمن يرتكب جرائم تشكل خطراً على السلامة العامة، فلا سبيل أمام الحكومة سوي الانصياع لصوت العقل، وأن لا تتردد نهائياً في تشريع وسن قوانين ضابطة للوجود الأجنبي، والذي دون ادني شك يحتاج لـ(لقاح) يحصن الناس والمجتمع من الفيروس (الأجنبي)، والذي يستلزم التطعيم منه بالتشريعات وسن القوانين، ولكن يبدو أن بلوغ هذا الهدف سيكون أمراً مستحيلاً في ظل تراخي الحكومة.

ولعل الأخطر فيما يتصل بالوجود الأجنبي هو الجاسوس المهدد للأمن القومي، بالإضافة إلى أنه قابل للاستقطاب، الاستغلال، التجسس، الاتجار بالبشر، المخدرات وتهريب الأسلحة، بالإضافة إلى الأمراض المعدية، والمهددة للحالة الصحية للناس، وسلامة المجتمع الذي ظل يعاني الأمرين من أشخاص يبحثون عن تحقيق المصالح الشخصية، وكسب الأموال الزهيدة بأي صورة من الصور، لذلك لا ينبغي على السلطات أن تأخذها بهم رأفة، ويجب التعامل معهم بحزم وصرامة، وإنزال أقسى العقوبات، والاستبعاد من البلاد.

سراج النعيم يكتب : الحياة لا تتآمر ولا تقف مع شخص ضد أخر


للحياة تقلبات، مسارات، أجواء، طقوس، واتجاهات تتطلب الاحتكام لقوانينها، ضوابطها ومبادئها، فالحياة لا تتآمر، لا تتحالف ولا تقف مع شخص ضد الآخر، لذلك على الإنسان أن يحرص على عدم مخالفة ما يحقق له النجاح في ظلها، أما مَن يتهاون بها، فإنه بلا شك سيجدها في غاية الصعوبة، وسيعيشها (فاشلاً) أن طال به المقام أو قصر.

لا يمكن أن ينظر الإنسان للحياة من فلسفة الحظ، لأن الحظ في الأساس لا يحالف من يركن له، بل من يسعي للعمل والمثابرة، ومثله لا يجأر بالشكوى من الأوضاع الاقتصادية مهما كانت طاحنة، ومن لا يفعل لا يكون في حالة سخط، تذمر وإحباط دائم، وتتخالجه أحاسيس (سالبة)، وهذه الأحاسيس تدفعه للتشكيك فيما يدور من حوله، وبالتالي تقوده من فشل إلى فشل، لذلك يكون حزيناً ومهموماً بما يسفر عنه الغد.

كلما خرج الإنسان من المنزل إلى الشارع العام لأي سبب من الأسباب تلحظ أن وجهه (عبوس)، لذلك يرمي فشله على الظروف المحيطة به، ولا يكون راضياً عن نفسه. 

فيما يظن البعض بأن غيرة الزملاء في أي مجال من المجالات سبباً فيما يمر به، ومع مرور الأيام يكبر الظن، ويصاحبه خوفاً من أقرب الناس إليه حتى لا يفقد الوظيفة، ومثله تكون مقدراته ضعيفة جداً، لذلك يكون بعيد عن جودة الأداء، مما يدفعه للاعتقاد بأن الحياة تتآمر عليه، وتتحالف مع الآخرين، وهكذا كل (فاشل) في الحياة يتهم ما حوله بالفشل الذي يلازمه، فالطالب يحمل معلمه الفشل، والموظف يحمل إدارته الفشل، والتاجر يحمل السياسات الاقتصادية في البلاد الفشل، وإلى آخرها من قطاعات المجتمع!!

على الإنسان (الفاشل) في الحياة الجلوس مع نفسه للوصول إلى الأسباب الحقيقية للفشل، وأن يحسم الأمر بالابتعاد عن توزيع التهم جزافاً لآخرين نجحوا في الحياة لأنهم جادين لتحقيق النجاح الذي لم يحققوه بسهولة، ولا يلجأون إلى تحميل عثراتهم لأطراف أخرى لعلمهم بأن التفكير على هذا النحو يجعل الإنسان (موهماً)، ويحصر جل تفكيره في الأيدي الخفية الواقفة أمامه عائقاً من الوصول إلى مبتغاه.

بينما نجد أن من حققوا النجاح في الحياة أخططوا لأنفسهم خطاً جاداً في الأداء، ورسموا خارطة طريق شفافة، هكذا وصلوا إلى أهدافهم، وأصبحوا فيما بعد أثرياء، وبالمقابل هنالك من أصبحوا أثرياء بما ورثوه من الآباء أو تعويضات حصلوا عليها، إلا أن السبب الرئيسي في الحصول على الثروة النجاح في العمل، والسعي إليه سعياً حثيثاً له بالتفاؤل والاستمرار في ظله بإصرار، وإذا حدث الفشل اليوم فإن النجاح سيحدث في الغد.

على الإنسان أن يبذل قصارى جهده في العمل حتى لا يرمي بفشله على الآخرين والحياة، مما يتطلب منه العمل والكد، فهي لا تمارس التحالف ولا التآمر، إنما تشاهد وتراقب ما يدور في محيطها، وليكن في علم الجميع بأن الأرزاق بيد الله.

سراج النعيم يكتب : الجهل لا يحمي المشاهير

 


الأغلبية العظمي من النشطاء يبثون مقاطع (الفيديوهات) وينشرون (البوستات) عبر الإعلام البديل دون دراية بأنهم يرتكبون جرائم متعددة في حق من يستهدفونهم بهذه المادة أو تلك، أي أنهم ينتهكون من خلالها الخصوصيات ويتعدون بها على الحريات الشخصية، وذلك بالنشر والتصوير الذي ربما يكون بدون قبول مسبق من صاحب الحق، لذلك يدخلهم هذا الانتهاك في دائرة المساءلة القانونية من طرف السلطات المعنية بتنفيذ القانون الخاص بجرائم المعلوماتية، والذي تصدر في إطاره الاستدعاءات، أوامر القبض، والتحري، ومن ثم أحالت الإجراءات القانونية إلى المحكمة المختصة، ومن يثبت تورطه تتم معاقبته، إلا إنني اقترح إضافة عقوبة إغلاق الحسابات الإلكترونية، وأن تكون العقوبات رادعة جداً حتى يكون (المجرم الإلكتروني) عظة وعبرة للآخرين..!!.

إن أغلب من ينشرون ويبثون المحتوي عبر السوشال ميديا ليسوا على دراية بالثقافة القانونية لجرائم المعلوماتية، والناشر يكون غير دقيقاً، وليس ملتزماً بشروط النشر المعلوماتي، وهذا يعد جهل كبيراً، والجهل لا يجنبه الوقوع في (المحظور)، والنأي بالنفس عن الأخطاء.

بالمقابل فإن بعض ناشري المحتوي يبرزون الجوانب الخفية للأشخاص المستهدفين به، ومع هذا وذاك يحرصون على إظهار (الخلل)، وتسليط الأضواء على المآلات السلبية لكسب تفاعل المتابعين، ويركزون على محتويات تحكمها علامات استفهام، وتفاسير في غير محلها، لذلك يحدثون بها تأثير بالغ، وردود أفعال في المحيطين من حولهم..!!.

لا يحق للناشر أو الباحث عن الشهرة نشر (البوستات) أو بث (الفيديوهات) بما يخالف القيم، الأخلاق، العادات والتقاليد في مجتمعه، بمعني أن لا ينشر (البوستات) ولا يصور (الفيديوهات) و(الصور) عبر التقنية الحديثة دون أخذ الأذن المسبق من أصحاب الحقوق الأصيلة، فهي بلا شك تحمل أفكار (سالبة)، وهذه الأفكار تقود الناشر إلى النيابات، أقسام الشرطة والمحاكم المختصة، فالقانون واضح وضوح الشمس، ولا يعرف حجة المصلحة العامة، طالما أن هنالك متضرر من المحتوي الذي لا تجدي معه المتابعة بدون محاذير للنشر والتصوير الذي يتم لأشخاص في المناسبات، الطرقات والأماكن العامة..!!.

يجب على كل من ينشر أو يبث موضوعات عبر الإعلام البديل أن يكون ملماً بما هو مسموح به، وما هو ممنوع به، وذلك في ظل اختلاط الحابل بالنابل، فلربما يكون الناشر نفسه لا يميز ما بين هو مسموح به، وما هو غير مسموح به، الشيء الذي يستدعيه للوقوع في المحظور، ومساس الأشخاص أو المؤسسات أو الشركات، فالجهل بالقوانين لا تبرره النوايا الحسن، إنما تحكمه قوانين..!!.

إن السوشال ميديا تحتاج إلى ضوابط صارمة تحكم هذا العالم المليء بالانفلات الذي يحدث نتيجة الاستخدام (السالب)، فكل من يملك هاتفاً ذكياً يسعي به إلى تحقيق الشهرة بأي شكل من الأشكال، لذلك انتشرت ظاهرة هدم القيم والأخلاق عبر (تيك توك) و(اليوتيوب) وغيرهما من وسائل التقنية الحديثة المستخدمة بصورة خاطئة، مما نجم عن ذلك ضرر بالغ في المجتمع الذي تأثر أفراده بالثقافات الدخيلة التي لا تشبه مجتمعنا السوداني المحافظ خاصة فيما يتعلق بأزياء السيدات والفتيات (الفاضحة).

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...