للحياة تقلبات، مسارات، أجواء، طقوس، واتجاهات تتطلب الاحتكام لقوانينها، ضوابطها ومبادئها، فالحياة لا تتآمر، لا تتحالف ولا تقف مع شخص ضد الآخر، لذلك على الإنسان أن يحرص على عدم مخالفة ما يحقق له النجاح في ظلها، أما مَن يتهاون بها، فإنه بلا شك سيجدها في غاية الصعوبة، وسيعيشها (فاشلاً) أن طال به المقام أو قصر.
لا يمكن أن ينظر الإنسان للحياة من فلسفة الحظ، لأن الحظ في الأساس لا يحالف من يركن له، بل من يسعي للعمل والمثابرة، ومثله لا يجأر بالشكوى من الأوضاع الاقتصادية مهما كانت طاحنة، ومن لا يفعل لا يكون في حالة سخط، تذمر وإحباط دائم، وتتخالجه أحاسيس (سالبة)، وهذه الأحاسيس تدفعه للتشكيك فيما يدور من حوله، وبالتالي تقوده من فشل إلى فشل، لذلك يكون حزيناً ومهموماً بما يسفر عنه الغد.
كلما خرج الإنسان من المنزل إلى الشارع العام لأي سبب من الأسباب تلحظ أن وجهه (عبوس)، لذلك يرمي فشله على الظروف المحيطة به، ولا يكون راضياً عن نفسه.
فيما يظن البعض بأن غيرة الزملاء في أي مجال من المجالات سبباً فيما يمر به، ومع مرور الأيام يكبر الظن، ويصاحبه خوفاً من أقرب الناس إليه حتى لا يفقد الوظيفة، ومثله تكون مقدراته ضعيفة جداً، لذلك يكون بعيد عن جودة الأداء، مما يدفعه للاعتقاد بأن الحياة تتآمر عليه، وتتحالف مع الآخرين، وهكذا كل (فاشل) في الحياة يتهم ما حوله بالفشل الذي يلازمه، فالطالب يحمل معلمه الفشل، والموظف يحمل إدارته الفشل، والتاجر يحمل السياسات الاقتصادية في البلاد الفشل، وإلى آخرها من قطاعات المجتمع!!
على الإنسان (الفاشل) في الحياة الجلوس مع نفسه للوصول إلى الأسباب الحقيقية للفشل، وأن يحسم الأمر بالابتعاد عن توزيع التهم جزافاً لآخرين نجحوا في الحياة لأنهم جادين لتحقيق النجاح الذي لم يحققوه بسهولة، ولا يلجأون إلى تحميل عثراتهم لأطراف أخرى لعلمهم بأن التفكير على هذا النحو يجعل الإنسان (موهماً)، ويحصر جل تفكيره في الأيدي الخفية الواقفة أمامه عائقاً من الوصول إلى مبتغاه.
بينما نجد أن من حققوا النجاح في الحياة أخططوا لأنفسهم خطاً جاداً في الأداء، ورسموا خارطة طريق شفافة، هكذا وصلوا إلى أهدافهم، وأصبحوا فيما بعد أثرياء، وبالمقابل هنالك من أصبحوا أثرياء بما ورثوه من الآباء أو تعويضات حصلوا عليها، إلا أن السبب الرئيسي في الحصول على الثروة النجاح في العمل، والسعي إليه سعياً حثيثاً له بالتفاؤل والاستمرار في ظله بإصرار، وإذا حدث الفشل اليوم فإن النجاح سيحدث في الغد.
على الإنسان أن يبذل قصارى جهده في العمل حتى لا يرمي بفشله على الآخرين والحياة، مما يتطلب منه العمل والكد، فهي لا تمارس التحالف ولا التآمر، إنما تشاهد وتراقب ما يدور في محيطها، وليكن في علم الجميع بأن الأرزاق بيد الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق