انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة (المصلحجية) في المجتمع السوداني بصورة مخيفة ومقلقة جداً، وأصبحت الظاهرة تشكل عبئاً ثقيلاً على الناس والمجتمع، فما أن تشاهدهم مجتمعين إلا وتتخيل أن قلوبهم متحدة على كلمة سوا إلا أن قلوبهم في الحقيقة شتى، خاصة وأن (المصلحجية) يجيدون الحديث (المعسول)، ويطلقون الوعود الزائفة دون مراعاة لمشاعر الآخرين، هكذا يفعلون دون أن يؤنبوا ضمائرهم أو أن يكون لديهم وازع ديني، لأنهم في الأساس يمتازون بـ(الخبث)، ولا يصلح معهم (التأنيب) أو (العتاب)، ولا تؤثر فيهم المواقف الإنسانية.
دائماً ما نجد (المصلحجية) يمتدحون من أعطاهم المال، الهدايا والعطايا، ويقدحون في من لا يلبي لهم هذه الرغبات، ومثلهم يجب أن نأخذ منه الحيطة والحذر، لأنهم يقضون جل الأوقات في البحث عن (ضحية)، وكل ضحية من الضحايا يحققون من خلالها أهدافهم الخفية والظاهرة، لذلك تجدهم أشبه بـ(الكلاب) التي تلهث وراء (عظم)، وأمثال هؤلاء أو أولئك لا قيم ولا أخلاق لهم، وبالتالي يسقطونها في سبيل تحقيق مصالحهم، فضلاً عن أنهم يجملون (القبح)، وتلحظه يطل من تعابير وجوههم بوضوح شديد، أي أنهم يجيدون التلون بما يتناسب مع كل مناسبة، ولكن مع مرور الأيام، الشهور والسنين ينكشف أمرهم، ورغماً عن ذلك يمضون في هذا الاتجاه بلا تردد، ويتحدثون عن القيم والأخلاق بكبرياء، ويغضبون من الأشخاص الذين يقفون عائقاً أمام تحقيق مصالحهم، وما أن تنتهي مصلحتهم إلا وتنتهي معها علاقتهم بمن يستجيب لهم بإنفاق الأموال في غير محلها، ومن لا يفعل فإنه سيء جداً، وهؤلاء أو أولئك لا يجدي معهم الندم بعد الإفراط في حق الغلابة، المساكين والفقراء الذين هم أحق بالأموال التي تذهب إلى غيرهم.
إن (المصلحجية) يجيدون الوصول إلى أهدافهم بالدهاء، المكر، اللف، الدوران والتلاعب، المهم لديهم مصالحهم، وليس مهما مصالح الغير، هكذا يسعون للوصول إلى مبتغاهم بأي صورة من الصور المشروعة أو غير المشروعة، ومثلهم بعيدين كل البعد عن الإحساس بالآخرين، خاصة وأن (المصلحجية) لا يندمون في ظل تحقيق مصلحهم الشخصية، فالمهم عندهم كنز الأموال من أصحاب الجاه والسلطة، هكذا يمارسون ذلك الفعل مع من تربطهم بهم مصلحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق