الخميس، 14 أكتوبر 2021

سراج النعيم يكتب :لا نحتاج لحقوق إنسانيتكم!!



الناظر بمناظر فاحص لما يدور هنا وهناك سيجد أن المطالبة بالحقوق في شتى مناحي الحياة تمضي نحو الأجندات الشخصية، وليس لها أدنى علاقة بالمصلحة العامة، لأنها تستخدم كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية تسمح للجهة المستفيدة للوصول إلى مبتغاها، والذي يكون في كثير من الأحيان عبارة عن فرضها واقعاً محدداً، ووصايا تهدف إلى أحداث التغيير سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، هكذا يتجه هؤلاء أو أولئك إلى إرغام من يقف عائقاً أمامه للتخلي عن خارطة طريقه، ولو كانت مخالفة لما أقرته الأديان السماوية، والتي منعت منعاً باتاً تجاوز حقوق الإنسان لأي سبب من الأسباب، لذلك يطل في المشهد الراهن الطغيان الهادف للسيطرة على أفكار الآخرين للتنازل عن المبادئ، القيم والأخلاق حتى يجد المستفيد حججاً تمكنه من الحياد عما هو متفق عليه، ويكون على إثر ذلك عدوانياً وظالماً، ويسعى بكل ما يملك لاختراق معايير حقوق الإنسان التي يتشدق بها دون تطبيقها فعلياً، هكذا يرتكب الانتهاكات ضد الإنسان، ورغماً عن ذلك لا تلتفت الجهات المعنية للتصدي له، ولا تتم مواجهته إلا بإصدار تصريحات خجولة لا تحفظ للإنسان كرامته وحقوقه المكفولة له وفقاً للقانون، الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، أي أنها تكتفي بـ(الإدانة)، (الشجب) و(الاستنكار).

مما ذهبت إليه، فإن هناك الكثير من الحقوق مهضومة عمداً، ولا تتسع المساحة لإحصائها جميعاً، وعليه ترتفع بعض الأصوات (النشاز) للدفاع عن منتهك حقوق الإنسان، إلا أنها لم تعد تنطلي على الإنسان الذي بات لا يلتفت للأصوات (المشروخة)، لأنها ترمي للكيد، وتحقيق أجندات سياسية لا يمكنها الإنصاف، العدالة والمساواة، ومع هذا وذاك يتم تضييق حريات الإنسان بتوقيفه أو حبسه دون وجه حق، لذلك يجب أن تنحصر الحقوق في نطاق التشريعات المنصوص عليها في القوانين، المعاهدات والاتفاقيات الدولية الحماية للإنسان من الإيذاء، وذلك حرصاً على إرساء مبدأ العدالة والمساواة، وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج التعليمية حتى تكون جزء من الممارسة اليومية للحياة، وذلك من أجل احترام كرامة الإنسان الذي لا تجدي معه الشعارات الفضفاضة، والعبارات الرنانة المراد منها تحقيق أجندة خاصة، لا تحترم القانون ولا تضمن كرامة الإنسان الذي أصبحت حقوقه قابلة للابتزاز والضغوط السياسية.

السؤال الذي يتبادر إلى ذهني، هو هل هناك أسباب أخرى لذلك الإتجاه؟، للإجابة لابد من الوقوف عند المشاعر المختلفة للإنسان الذي تحكمه في ذلك الإطار بغض النظر عن اختلاف السحنات، اللهجات، الشكل، الطموح الأهداف المختلفة في الحياة، فينطلق في ظله إلى عوالمه الخاصة لاهثا وراء تحقيق ما يصبو إليه، لأنها تمثل له الوقود الذي ربما يتمرد في إطاره على القيم والأخلاق لإثبات ذاته.

عموما لكل إنسان رغبات تقوده مباشرةً إلى وادٍ عميق، ولا شك إذا كان غير مشبعا بالقيم والأخلاق، فإن شخصيته تكون (مهزوزة)، ونفسياته غير (سوية)، ومشاعره (مضطربه)، مما يجعله إنسانا مجرما يفتك بالبشرية ظلما وتسلطا وجنوحا.

تتغير الرغبات من شخص لآخر حسب التربية القائمة على الحب، العاطفة والحنان، وهو ما تفعله الأم مع طفلها، وكلما كبر تكثف له الجرعة، ويظل بريء إلى أن تمرُّ به السنوات إلى أن يصبح إنسانا بالغًا، فتتلاشى أشياء كثيرة، مما يتسبب ذلك في تشوهات واختلالات في التوازن، الخلل يصعب تداركه في الكِبَر؛ لأن هنالك فراغ داخل النفس ينخر في الروح لتغدو قابلة للانكسار والانصياع خلف أي تيار مهما كان مصدره، لذا يكون إنسانا ظالما، ويتعدي على سلامة الآخرين، وهو أول عتبة للدخول في متاهات التعب النفسي، وفي هذا السياق جاء أعرابي إلى النبي -صل الله عليه وسلم- فقال : أتقبِّلون الصبيان؟ فما نقبلهم. فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : وما أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك، فلا تسمحوا للجفاء بأن يخلق حواجز بينكم وبين أقرب الناس لكم، لا تجعلوا الجفاف العاطفي يسمم أطفالكم، ويكتِّف أرواحهم عن المُضي بسلام في هذا العالم. 

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...