أدمن الكثير من السواد الأعظم التواصل عبر السوشال ميديا (الفيس بوك، تويتر، الواتساب والإنستغرام) وغيرها من الوسائط الإلكترونية، وظهر ذلك بجلاء في الانقطاع الذي حدث في الفترة الماضية، وهو الحدث الذي طغي على الأجهزة الإعلامية بلا استثناء، وهو ما ترتبت عليه أحداث ارتباك لم يشهد العالم مثيل، بالإضافة إلى تكبد مؤسسات، شركات ومصارف خسائر فادح جدا، فالشبكة العنكبوتية أضحت تسيطر سيطرة تامة على حياة معظم سكان العالم في كل أرجاء المعمورة، ولم يكن المجتمع السوداني بعيدا عما حدث من (ربكة) في كل أنحاء العالم، الذي جأر بالشكوى من هذا (العطب) المفاجيء الذي لم يستمر سوى ساعات، ورغما عن انني مدمنا للتقنية الحديثة إلا إنني لم أشعر بما شعر به كثيرون في إطار استخدام وسائط التواصل الاجتماعي، والتي بات البعض لا يستغنى عنها نهائياً، وربما يبدأ وينهي بها يومه، فلا يستطيع العيش بدونها بأي شكل من الأشكال.
إن البعض من النشطاء والرواد وصلوا مرحلة متأخرة من الإدمان لوسائل التقنية الحديثة لدرجة الإفراط بالاستخدام المنطوي على مخاطر متعددة، وذلك من واقع أن
الكثير جدا يقضي جل وقته في تصفح الإنترنت وتطبيقاته المختلفة، أي أنهم يركنون إلى البقاء في العالم الافتراضي، مما يؤثر سلبيا في الحياة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية.
فيما أصبح الكثير من النشء والشباب الذين لم يعد بمقدورهم الابتعاد ولو لدقائق معدودة، فما أن يصحو من النوم يبدأ بالتفاعل (البوستات) المنشورة عبر الفيس بوك، ورسائل (الماسنجر)، وربما يكون في ذلك الوقت نصف نائم، هكذا يفعل أيضاً عندما يقبل على النوم، لذا لابد من التفكير عميقا في التغيير بشكل جاد (إيجابيا) من أجل التحصن من مخاطر (العولمة) ووسائطها المختلفة المستخدمة في هذا العصر (سلبيا). والذي لا تقوم في إطاره الأسرة بالدور المنوط بها الرقابة من خلال النصائح المؤثرة للأبناء، فمن الأهمية بمكان أن يستخدم الآباء أسلوب الحوار للإقناع، فلا سبيل للإكراه، لأن انتهاج نهجا من هذا القبيل سيضطر النشء والشباب إلى استخدامها بعيدا عن الرقابة على التطبيقات المحملة من (المتجر) إلى هواتفهم الذكية،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق