هذه (حكايتي) "
الإعلامية "مروة السنهوري".. نجومية (5) star
أوتار الأصيل .. علي أبوعركي
حالة من التألق الفن والإبداع سمراء سودانية أستطاعت أن تترك بصمة واضحة في عدة فضاءات متعددة ومختلفة في شتى ضروب الإعلامية والإبداعية والروحية
مما جعل كثيرون يصفونها بالسفارة التي تبحث عن مقر، وذلك لما ظلت تقدمه منتوج ونشاط بالمهجر وكأنها عصفور ضل طريقة إلى خارج السرب
لها ظروفها الصحية الخاصة ولكن لكل رسول تضحية ولكل رسالة إنسانية كرامات ومعجزات
حياتها أشبه ، بقطعة كريستال” تأبى الاحتراق في “آتون المعناة ” وهذه الإرادة ماجعلتها تتألق في كتابة التقارير الإنسانية وكأنها ترى ملمح المستقبل في أنتظارها ، بالنصر والزغاريد وهذا ماجعلها كشعاع نجم حقق العديد من النجاحات في شتي المجالات والهوايات ومازالت تتحقق وتنجز وتبحر في في بحر لايعترف بالنهايات .
دعونا نأخذ عرضا ملمحا عن مسيرتها خاضت تجربة التقديم التلفزيوني في قناة الشارقة خلال مرحلتها الجامعية وفي قناة الرواد ، أطلقت مشروعاً صديقاً للمكفوفين ل" حقائب ومحافظ " بلغة برايل ، وتُدرب حالياً الناس على يوغا الضحك التي اعتبرتها أداة فعالة لمكافحة التوتر والقلق .
"عوالم روحانية "
مروة إعلامية ومبدعة سودانية مُقيمة في الإمارات منذ أكثر من 18 عاماً ، درست في جامعة الشارقة إعلام قسم إذاعة وتلفزيون ، وتخرجت بإمتياز مع مرتبة الشرف ، أعاني من اعاقة في يدي بسبب خطأ طبي في الولادة ، سافرت للعلاج مرتين إلى النمسا ، وسأستكمل العلاج في شهر يناير المقبل 2021 ، قبل أن أعيش في الإمارات كنت مُقيمة في اليمن ومصر ، بحكم عمل الأسرة المتنقل ، خضت تجربة العمل الإعلامي في الإمارات واكتسبت خبرة تمتد لأكثر من 12 سنة في الصحافة والعمل التلفزيوني ، وانطلاقاً من اهتمامي بفئة المعاقين اطلقت مشروع تجاري يبيع اكسسوارات وحقائب بلغة برايل ، كما أن لي اهتمامات عميقة بعلوم الشرق الروحانية ك " اليوغا " التي تعمقت فيها واصبحت مدربة في يوغا الضحك.
"تجاوز وتحديات "
وعن الأثر النفسي الذي تسببت فيه حالتها الصحية تقول كل انسان يمر بمراحل صعبة في حياته وعراقيل عدة ، وفي مستهل حياتي وشبابي كنت اجد صعوبة في تجاوز التحديات ، لكن مع الخبرة والوقت وخوض مُعترك الحياة ، اصبحت قادرة على التعامل مع العقبات التي تواجهني بعين بصيرة ، وخاصة أني تعلمت أهمية لجوء الإنسان إلى شخص واعي ومُستنير يرشده نحو الاتجاه الصحيح عندما يفقد البوصلة ك" أمي ، وعمي عثمان النمر " ، كما أني تدربت على استخدام تقنيات تساعدني على تفريغ طاقتي السلبية ك" التأمل " وغيرها من الوسائل التي ترفع طاقة الجسم ، فضلاً عن القراءة التي اعتبرها ترياقي الشافي .
"وعي توجهاتي "
بعيداً عن المثاليات ، بالتأكيد إعاقة يدي أثرت فيني من حيث الثقة في النفس ، كما أن هناك الكثير من المهام لا استطيع انجازها ك" قيادة السيارة " ،" إشعار نار البوتجاز " ، خاصة أني في الوسط الإعلامي الذي يعتمد على ثقافة " الاستعراض ، والظهور" ، ولكن كانت أمي دائماً تكرر علي وتقول " من تصالح مع اعاقتك وقبلك ..اهلاً وسهلاً به ، ومن لم يتصالح هذه مشكلته ، عليه أن يحلها مع نفسه " ومن هذا المنطلق عززت ثقتي في نفسي ، وبدأت اقرأ بعمق في الوعي الروحي الذي أنار توجهاتي .
"يوغا الضحك "
يوغا الضحك هي ممارسة رياضية تجمع ما بين الحركة الجسدية والتمارين النفسية كالتصفيق والرقص والدعابة ، لا تعتمد على الحس الفكاهي أو التنكيت، بل هي فعل تلقائي لإثارة الضحك، ونظراً لإهتمامي العميق بمجال التأمل ارتأيت تطوير مهاراتي في هذا الحقل .
وتواصل بدأت رغبتي المُلحة في أن أصبح مدربة أعالج عبر الضحك بعد تحديات واجهتها فما كان من ممارسة التأمل والضحك إلا الترياق الشافي للتصالح مع الضغوط وتفريغ الطاقة السلبية .
ومن ثم التحقت بدورة تعليمية مكثفة على يد مدرب يوجا الضحك الإماراتي ناصر الريامي لتعالج الناس عبر الضحك وتخلصهم من التوتر والقلق ، فنالت رخصة أول مدربة معتمدة سودانية لهذا النوع من العلاج الفريد من نوعه .
و من لا يعرف يوجا الضحك فقد ظهرت عام 1995 بالهند على يد الطبيب الهندي د.مادان كتاريا ومن ثم انتقلت الفكرة لممارستها إلى ملايين الناس في أكثر من 100 دولة .
ولليوجا أنواعاً متنوعة أبرزها " المعاقين" " الوجه " ، " الضحك " ، " الزوجين ، لدعم التواصل النفسي بينهما " ، " التنحيف " ، " المطالعة والتعبير" ، " الأطفال "بدأت في نشر المعلومات والمعارف عبر مواقع التواصل حسابي" انستغرام" واعتزم قريباً تأسيس أول نادي للضحك.
"مزج ثقافات "
اطلقت قبل عدة سنوات ضمن "مبادرات المزج بين ثقافة الغابة والصحراء" مشروع تجاري يعبر عن أسلوب خاص في مجال التصميم توجته بإطلاق مجموعة من الأحذية والحقائب " ميرو " التي ضمت باقة متنوعة من المنتجات تميزت بتقديم الثقافة الأفريقية بنكهة تراثية محلية من جلد النمر الطبيعي والتمساح الممزوج برسومات " البرقع " و " السدو ".
"ذوق خليجي "
تولت بنفسها ابتكار التصاميم والأشكال التي أريدها وينفذ حرفيين متخصصين في السودان رؤيتها من الجلد الأصلي ومن ثم أضيف إليها التعديلات المحلية هنا في الامارات عبر الاقمشة التراثية، مما جعل تصاميمها تتسم بثراء الخامات وتنوع الألوان ، تتراوح ما بين الطراز الكلاسيكي بخطوط تقليدية تلبية لحاجة الذوق الخليجي بشكل عام والسوداني خاصة ، عاكسة فلسفة الثقافة المحلية المستوحاة من القارة السمراء .
"لغة برايل"
وقد استفدت من التلي وهو شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية مع شرائط ذهبية او فضية تمتاز باللمعان ويستخدم عادة في تزيين أكمام وياقات الأثواب والسراويل في منتجاتها ، كما واستعنت بالجلد الأصلي للغنم والتمساح المستورد من السودان.
" لغة برايل "
أنها فكرة هدفها دعم أصحاب الهمم من المكفوفين وعن لغة "برايل " سلاسل فضية مكتوبة بطريقة برايل ومحافظ للنقود وبذلك تخليت عن الأفكار التقليدية كالعبارات التي تكتب باللغة العربية الفصحى أو الرسومات التقليدية على القلائد والأساور ولجأت إلى أسلوب الكتابة عبر برايل لتكون الكلمات والرسائل مثقوبة أو بارزة تمنح الكفيف فرصة قراءة الرسائل التي تود المصممة إرسالها أو التي يرغب في كتابتها .
وسيط للتعبير
وعلى الرغم من أن الفكرة مستهدفة المكفوفين إلا أنها شهدت إقبالاً لافتاً من الناس الذين اعتبروها وسيلة غير تقليدية للتعبير عن أنفسهم.
" سيدتي "و" بي بي سي "
ومن إنجازتها الأعلامية أنها عملت بالعديد من المحطات والصحف والإصدارت منها العمل كمحررة صحافية في جريدة " الرؤية " الإماراتية من عام 2013 حتى منتصف 2020 ، ومعدة ومن ثم مذيعة تقارير لبرامج (شريك حياتي – الأسرة - أماسي - صباح الشارقة) قناة الشارقة 2009 -2012 ، وفي ذات الوقت كانت ضمن فريقإعداد برنامج (مراسي الشوق – تلفزيون السودان ) من الإمارات 2009 ، وخلال دراستي الجامعية أعدت وقدمت برنامج (أستديو الجامعة ) قناة الشارقة 2008- 2009، ومراسلة ل" بي بي سي " عربية ، وكاتبة متعاونة بمجلة " سيدتي " السعودية.
"خواتيم"
وتختم حديثها أنه من التجربة التي خاضتها تعلمت دروس هامة أبرزها أن تكون حقيقي وأصيل مهما كانت البيئة الخارجية مُشوشة لك على الشخص أن يستمر مُحافظاً على قيمه ، وان يخلق الخط والطريق المنسجم مع تجربته الروحية والمعبرة عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق