هل تحوَّل (الطلاق) إلى (داحس والغبراء) في السودان..!!
من خلال مداومتي على محكمة الأحوال الشرعية بالثورة - كرري التقيت بالأستاذ حامد يحي حامد المحامي الذي دار بيني وبينه حوار مطول حول قضايا (الطلاق) التي تشهدها أروقة المحاكم، والتي أصبحت في تنامي مقلق جدا، لذا سألته ما الأسباب الأساسية وراء اقدام السيدات على طلب (الطلاق) عن الأزواج؟، فقال : الأسباب الرئيسية للأغلبية العظمي لدعاوي الانفصال سببها المباشر الأوضاع الاقتصادية.
وحول عدد الزوجات اللواتي يرغب في (الطلاق)؟ قال : وصلت حالات الانفصال عن الأزواج إلى أكثر من (3000) طلب طلاق سيدات يؤكدن من خلالها أنهن متضررات، ولا يخفى على الجميع بأن (الطلاق) قائم على عدم حل الإشكاليات قبل استفحالها، وبالتالي يصبح (الطلاق) لا مفر منه نهائياً، خاصةً وأن الحياة تستحال بين الزوجين في حال تعنت أحدهما بالإصرار على موقفه، مما يصعب ايجاد الحل، والذي يصل في ظله الطرفين إلى طريق مسدود، لا يكون أمامهما حل سوي اللجوء إلى أبغض الحلال عند الله (الطلاق)، لذا السؤال كيف نحد من وقوع حالات الانفصال؟، الإجابة ببساطة تكمن في السعي للتوفيق بينهما، وتقريب وجهات النظر من أجل لم الشمل مجدداً، والذي نجحت فيه الكثير من المبادرات نجاحا باهراً، لذلك يجب أن يدرك الفرقاء بأن الوصول إلى إتفاق حتى بعد الانفصال يأمن المؤسسة الزوجية من التفكك الأسري.
ينبغي على الشريكين مراعاة التوافق الفكري في الإختيار، لأنه وبدون أدني شك الضامن القوى لاستقرار عش الزوجية، إما في حال لم تتوافق الأفكار فليتنازل الطرفين حتى تمضي الحياة وفقاً لما هو مخطط له مستقبلاً من أجل الأبناء، ووجودهما في أحضان الأبوين حتى إذا اضطرتهم الظروف المحيطة بهما للذهاب عن بعضهما البعض بالانفصال، والذي في كثير من الأحيان يستخدم فيه أحد الطرفين سياسة (التجييش) ضد الآخر، وذلك من أجل ضمان انحياز الأبناء إلى طرف ضد الآخر، وذلك بإلصاق تهمة التقصير للاستمالة، واستدرار العطف للإكراه، فلا يألو كل منهما جهدا للافتراء على الآخر، وذلك من أجل الإنتقام والتشفي الذي ربما يصل بهما إلى مرحلة (حرب داحس والغبراء)، لذا يجب أن يفكر الأزواج بعد الانفصال أن يكونوا أصدقاء طالما أن الحياة الزوجية أصبحت بينهما مستحيلة، وذلك الإتجاه الهدف منه الالتفات إلى مصلحة الأبناء.
لماذا لا يفكر الأزواج المنفصلين عن بعضهما البعض بعيدا عن (العداوة) وتزايدها السافر الذي ربما يصل لذروتها رغماً عن الانفصال، وذهاب كل منهما إلى حال سبيله، لذا يجب أن نتطلع إلى مجتمع يكون سويا بالاتعاظ والاعتبار من حالات (الطلاق) التي تحدث ما بين الفينة والآخري، وأن ينظر الزوجين عند الاقدام على هذه الخطوة المفصلية من حياتهما إلى مصلحة الأبناء، وذلك بغض النظر عن عيوب كل منهما، وأن لا يفكر كلاهما في إبراز (السلبيات) المرتبطة ارتباطا عميقا بأسرار الزوجية بين الشريكين، ولا يكشف عنها بحجة (الفضفضة)، لأن التفكير بهذا الشكل يدفع ثمنه الباهظ الأبناء في المستقبل، فلا يستطيعون تحقيق ما نصبو إليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق