الأحد، 17 فبراير 2019

سراج النعيم يكتب : شخصية (الرئيس) مع الانظمة واللوائح والقوانين هي لغة النجاح

....................
ظللت على مدى سنوات متصلة احذر من مغبة السقوط في براثن عدم القيادة الرشيدة، فالقيادة موهبة وفن لا يحتاج لأن تكون الشخصية الواقفة على رأسه قوية من حيث البنية الجسمانية بقدر ما أنه يجب أن يكون حكيماً في إدارة الكادر البشري وتطبيق اللوائح والقوانين المنظمة لسير العمل، فأي تجاوز فيها من (الرئيس) أو (المدير) ستكون إدارته فاشلة ومهزوزة في تطبيق اللوائح الداخلية وتنفيذ قانون العمل الرامي لبيئة مستقرة، وخالية من الفوضي، خاصة وأن هناك علاقة وطيدة بين الإدارة والشريعة الإسلامية لقوله تعالي : (إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم)، وهنالك حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يدير الرجل أمر خمسين امرأة).
ومما ذهبت إليه فإن الشخصية الإدارية القيادية يجب أن تدرك وتعي أن العمل الإداري قائم على أساس الأنظمة واللوائح والقوانين نسبة إلي أن الإدارة موهبة وفن يجب أن تدار في إطارها شؤون المؤسسات والشركات، وهي في الاساس يبني عليها كل العمل الاداري الذي يتطلب المرونة مع الكوادر البشرية مع ذلك عدم التهاون في تطبيق النظم واللوائح والقوانين لأن إغفالها يؤدي إلي إشكاليات ربما تعود لعدم التطبيق بشكل سليم، أو عدم القيادة بشفافية، وهذا يوضح أين تكمن الأزمة، هل في المسئول الذي يقف على رأس العمل الإداري، أم أنه في تنفيذ الأنظمة واللوائح والقوانين؟.
فضلاً فإن بعض النظم واللوائح والقوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية، والتي وضحت فنون الإدارة من خلال التخطيط المبني على الأفكار الخلاقة، بالإضافة إلي المرونة فيه وإيجاد البدائل كلما مرت به أزمة، ومن شواهده على ذلك قول سيدنا يوسف عليه السلام : (تزرعون سبع سنين دأباً، فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصدون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)، ومما هدى الله سبحانه وتعالي إليه سيدنا يوسف عليه السلام، فإن (الرئيس) أو (المدير) ملزم بالتخطيط المستقبلي لتفادي الإشكاليات والأزمات التي تواجهه.
ومن هنا يجب على الشخصية القيادية أن تكون مستقلة في اتخاذ القرار، وأن تعمل وفق الأنظمة المتبعة، ومتابعة تنفيذها بصورة دقيقة من خلال الأقسام الرئيسية المساعدة، والتي يجب أن تأطر لهذا المفهوم ، وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً بعيداً عن المحاباة والمجاملة، فأي (رئيس) أو (مدير) يفترض فيه وضع الخطط المستقبلية القريبة والبعيدة المدي، وأن تكون لديه القدرة على السير الصحيح مع الموظفين، والتعامل معهم بروح الود والحب والرضا والانتماء للعمل، وخير شاهد قوله سبحانه وتعالي : (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، و(أن تعفوا أقرب للتقوي ولا تنسوا الفضل بينكم).
ومن أوجب الواجبات عليه متي يتدخل لحل هذه الإشكالية أو تلك الأزمة التي تواجه سير العمل إدارياً، وأن يدرك تماماً ما الذي يجب أن يفعله لتجنب الخسائر، فهو قد يكون مستوعباً كيفية تفكير مصطنع الإشكالية أو الأزمة التي إن تروي في ظلها فإنه سيجد الحل وفقاً للأنظمة واللوائح والقوانين، فهي دون أدني شك كفيلة بالحل، والذي ربما لا يحتاج إلي أي تدخُّل من جهات عليا أو خارج المنظومة فعندما يسعي فإنه يسعي بلغة الحفاظ على هيبة المؤسسة، والتي يجب أن تكون قائمة على المرونة وإذا لم تجدي فإنه سيلجأ إلي تطبيق الأنظمة واللوائح والقوانين بعيداً عن إستخدام أساليب ضغط غير مقبولة ضد هذا المسئول أو ذاك لإشباع رغبته لعدم إثبات فشله في إدارة الأزمة وفهم طبيعتها وتعاطيه معها، ودائماً ما يحدث ذلك عندما يغيب صوت الحكمة والعقل، وإبعاد من هم مؤهلين للقيادة عن منصاتها، مما يدل على عدم المعرفة، لذلك هنالك أحاديث نبوية دالة على التخطيط الإداري لتفادي تقلبات المستقبل، ومن تحت ولايته قوله صل الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه : (ولئن تدع أبنائك أغنياء خير من أن تدعهم فقراء يتكففون الناس)، وأيضاً قوله للأعرابي الذي ترك ناقته عند باب المسجد دون أن يعقلها : (اعقلها وتوكل).
ومن الملاحظ أن نتائج التخطيط المسبق ومقارنتها بالأهداف التي ترمي إليها، يأتي دور التنفيذ وتحقيق ما هو مطلوب إدارياً من خلال الخطط والتنظيم والتوجيه الإداري الشفيف، والذي يجب أن يدرك في إطاره (الرئيس) أو (المدير) حقيقة الرقابة اللصيقة أثناء سير العمل، ومن شواهد قوله سبحانه تعالى : (وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)، ومن السنة النبوية حديث سيدنا جبريل عليه السلام : (فأخبرني عن الإحسان)؟ فقال صل الله عليه وسلم : (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وهذا من أعظم أنواع الرقابة.

تفاصيل مثيرة حول الرهائن السودانيين الـ(8) المحتجزين بليبيا


















.......................................
والد المخطوف (قصي) : شيخ قبيلة (التبو) وعد بإطلاق سراح الاسري
.........................................
أسر الضحايا تطالب السلطات السودانية بإيجاد حلول لأزمة أبنائهم سريعاً
........................
تابعها : سراج النعيم
.......................
طالبت أسر الرهائن السودانيين المحتجزين في ليبيا السلطات السودانية المختصة إيجاد الحلول لإنهاء أزمة أبنائهم الذين كل ذنبهم أنهم يبحثون عن أوضاع اقتصادية أفضل، إلا أن حياتهم تحولت إلي جحيم لا يطاق، وبدلاً من تحقيق أحلامهم، ها هم أصبحوا كالمستجير من (الرمضاء) بـ(النار)، إذ أنهم تفاجأوا بواقع مغاير للواقع الذي رسموه في المخيلة، فلم يكونوا يتوقعون أن تصبح حياتهم معاناة، وأقل ما يوصف به راهنهم بـ(المأساوية) حيث أنهم يجدون معاملة لا تمت للإنسانية بشىء، وهذا ما أظهرته مقاطع فيديوهات تم تداولها عبر الإعلام الحديث وظهر في مشاهده المؤثرة الرهائن السودانيين، وهم يسيرون في منطقة صحراوية مقيدين بـ(السلاسل)، وتحت حراسة مشددة من الخاطفين الليبيين المسلحين، الذين اجبرهم على ذكر اسمائهم والمناطق التي ينحدرون منها في السودان ومع هذا وذاك لم يطلبوا أي فدية مقابل إطلاق سراح المحتجزين السودانيين، الذين تعرضوا لاصناف من التعذيب والجلد المبرح أثناء ركضهم في الكثبان الرملية التي جعلت سيرهم متعثراً، ومع هذا وذاك تتم إهانتهم بصورة مستفزة.
وقالت أسر الضحايا السودانيين : وصلنا نبأ حجز الاختطاف من شباب سودانيين هاجروا إلي ليبيا، أي أننا تلقينا قبل أن يبث الخاطفين مقاطع الفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب).
وأضافوا : كلما مر يوم على أسر أبنائنا دون إيجاد حل يزداد خوفنا وقلقنا على مصيرهم المجهول، خاصة وأن البث أظهر صورة مهينة للمخطوفين الذين تعرضوا للتعذيب والضرب بصورة وحشية.
وعبروا عن حزنهم العميق الذي خيّم على الكل صغاراً وكباراً، فالبعض منهم أصبحت حالته يرثى لها، لذا على السلطات السودانية الاسراع لفك أسر أبنائهم الذين هم في وضع غير مطمئن، للمأساة التي يعانيها الشباب السودانيين في الصحراء الليبية، ورغماً عن ذلك تجدنا نعاني يوماً تلو الآخر لما آل إليه حال أبنائنا السودانيين المختطفين بليبيا.
فيما علمت من بعض أهالي المخطوفين أن المجموعة الليبية المسلحة ترفض رفضاً باتاً أي فدية مالية مقابل إطلاق سراح الشباب السودانيين الذين في قبضتها، بل يطلبون نظير ذلك إخلاء سبيل الليبيين الملقي عليهم القبض في العاصمة السودانية (الخرطوم)، وذلك في ظل الإجراءات القانونية المتخذة ضدهم في قضية شقة شمبات الشهيرة.
فيما واصلت (الدار) فتح ملف أسر الشباب السودانيين المخطوفين من قبل مجموعة ليبية مسلحة من مناجم (كلمنجة) الواقعة جنوب الصحراء الليبية المتاخمة للنيجر وتشاد، ومن بينهم (قصي) النور البالغ من العمر (28) عاماً الذي تشير قصته المؤثرة إلي أنه شد الرحال من منطقة (أم حجار) التابعة لولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان إلي ليبيا بالإضافة إلي جانب الشباب المأسورين معه الثمانية حيث أنهم هاجروا من مسقط رأسهم إلي هناك بغرض تحسين أوضاع أسرهم الاقتصادية خاصة وأنها في غاية الصعوبة رغم أن الخطوة تدفعهم للمخاطرة بأرواحهم بالسفر إلي دولة تفتقر إلى أبسط مقومات الأمن، وذلك منذ أن تمت الإطاحة بالرئيس الراحل (معمر القذافي).
وقال النور والد المخطوف (قصي) و(عدي) الناجي من المجموعة الليبية المسلحة لـ(الدار) : اخبرنا محمد الأمين البلولة الذي يمثل أسر المخطوفين أنه التقي بشيخ قبيلة (التبو) الذي وصل السودان في اليومين الماضيين، ووعده بأن يسعي إلي إطلاق سراح الشباب السودانيين الذين تم أسرهم من قبل المجموعة الليبية المسلحة، و شيخ قبيلة (التبو) الليبية المنتمي اليها المتهمين بقضية شقة شمبات وحسب علمي فان شيخ القبيلة قد عاد إلي مسقط رأسه بعد أن عزي أسر ضحايا شقة (شمبات) الشهيرة، والتي رهن على إثرها الخاطفين إخلاء سبيل أبنائنا مقابل إطلاق سراح الجناة الليبين دون الإشارة إلي من هم، أو لماذا ألقي القبض عليهم؟، إلا أن مصدراً رجح أن تكون المجموعة لها صلة بالمتهمين في جريمة القتل البشعة التي حدثت داخل شقة (شمبات) الشهيرة، والتي تصل التهم الموجهة فيها للجناة الليبيين حد الإعدام شنقاً حتي الموت، وذلك بحسب القانون الجنائي السوداني الذي تنظر من خلاله المحكمة السودانية الجنائية المختصة في القضية تحت المادة (130) من القانون الجنائي، وتفسيرها (القتل العمد)، وعلى خلفية ذلك تم أسر الشباب السودانيين الذين من بينهم نجلي (قصي) الذي بدأت قصته منذ أن داهمت المجموعة الليبية المسلحة مقر سكنهم بالقرب من منجم (كلجمنة) بعد إقامتهم حفل ودع لابني، والذي كان عائداً لأرض الوطن في صباح اليوم التالي، وبعد الانتهاء من الحفل خلدوا للنوم الذي تم بعده القبض عليهم في تمام الساعة الثانية صباحاً، والغريب في الأمر أن من هرب منهم لم تتم مطاردته، وعليه اقتادتهم المجموعة في ظروف يكتنفها الكثير من الغموض إلي جهة (مجهولة)، وما أن مر على تلك الواقعة أسبوعاً إلا وتواصل معنا شقيقه (عدي) الناجي من الاختطاف بعد أن سافر إلي هناك بغرض عودة شقيقه من الاغتراب الطويل الذي وقع علي إثره ضحية للاسر، وعليه بدأ نجلي (عدي) الناجي من الاعتقال استلام العمل في مطعم شقيقه المخطوف (قصي) الذي ظل يديره بالحدود النيجيرية عامين بعد أن جاء إليها من ليبيا بعد ست سنوات متصلة دون انقطاع.
وفي السياق تشير المصادر إلي أن الـ(8) سودانيين المعتقلين تم أسرهم كرهائن من قبل قبائل (التبو) جنوب ليبيا وهم لا يطلبون مقابل إخلاء سبيلهم (فدية) مالية، إنما يرغبون في التفاوض مع مسؤول سوداني رفيع في أمر لم يفصحوا عنه، ولكن رجح المصدر أن الأمر يتعلق بقضية مجزرة شقة شمبات الشهيرة المتهم فيها متهمين ليبيين ينتمون إلي العشيرة المشار إليها وأن القبض واتهام ليبيين في قضية شقة (شمبات) هو السبب الرئيسي وراء اختطاف الشباب السودانيين الثمانية.
وقالوا : إن ابناءهم سافروا إلي ليبيا قبل (سنتين)، وأنهم فقدوا الاتصال بهم قبل (ثمانية) أيام من ظهورهم في الفيديو، وهم جميعاً من مدينة المناقل، وعندما تم أسرهم كــرهائن لدي مجموعة ليبية مسلحة جاء ذلك من واقع المطالبة بإطلاق سراح المتهمين في قضية شقة (شمبات).
وفي السياق كانت (الدار) قد أشارت إلي تكوين لجنة من أهالي المخطوفين برئاسة علي الحسن نائب الدائرة بالبرلمان السوداني لمتابعة الأمر، وأكد أهالي المخطوفين ثقتهم في الحكومة والجهات الأمنية خاصة وأن الخاطفين لم يطالبوا بـ(فدية) مالية مقابل إطلاق سراح الـ(7) من الشباب السودانيين، وليس لديهم أي معلومات عن أبنائهم المأسورين سوى مقطع فيديو يناشد من خلاله الضحايا رئيس الجمهورية لإطلاق سراح المتهمين الليبيين في قضية شقة (شمبات) الشهيرة مقابل إطلاق أبنائهم الذين تم اختطافهم من جانب المجموعة الليبية المسلحة، وهم جميعاً من (حلة بشير) بمنطقة غرب ولاية الجزيرة :ـ
وتشير الوقائع بحسب مصادر إلي أن الضحايا المشار إليهم كانوا يعملون في منجم خاص بتنقيب الذهب بمنطقة (كلمنجة) الليبية، والذي يقع غرب مدينة (سبها) ، وتوضح التفاصيل إلي أن الضحايا تم أسرهم قبل أسبوعين، وذلك في تمام الساعة الثانية صباحاً من مسكنهم، وللتأثير والضغط على أسرهم قامت المجموعة المسلحة الليبية بتصوير مقطع فيديو يظهرهم في حراسة مشددة بأسلحة ثقيلة وخفيفة تبين أن المجموعة الليبية الخاطفة منظمة.
ومضي المصدر مشيراً إلي أن المجموعة الليبية المسلحة من قبيلة (التبو)، وهي من القبائل الليبية ذات البشرة السمراء، وتنشط في الصحراء الغربية علي الحدود الليبية المتاخمة للتشادية.
في ذات إطار البحث عن الأسباب التي أدت إلي اختطاف الشباب السودانيين كتب الليبي عبدالحكم بلقاسم منشوراً عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) يبعث من خلاله برسالة إلي قاض محكمة سودانية فيما يخص محاكمة الليبي (محمود أوشي) الذي يواجه الاتهام بالإعدام شنقاً حتي الموت في قضية شقة (شمبات) الشهيرة التي راح ضحيتها ثلاثة سودانيين بصورة بشعة جداً هزت الرأي العام السوداني على أساس أن الجريمة دخيلة على المجتمع السوداني الذي لم يألفها قبلاً وبالتالي أشار الشخص الذي نشر البوست بموقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) أنه من عائلة المتهم (محمود) المنتمي لقبائل (التبو) عشيرة (أوشي) وأضاف إلي أن المجموعة الليبية المسلحة المعتقلة للسودانيين الثمانية ترغب في إبرام اتفاق بتبادل السودانيين المحتجزين نظير المتهمين الليبيين الذين تعود جذورهم إلي جنوب ليبيا.
وتابع العم النور حديثه لـ(الدار) قائلاً : ظل ابني الضحية (قصي) مكافحاً ومناضلاً ومجاهداً في حياته العملية، وذلك من أجل توفير لقمة عيش كريم لنا خاصة بعد إصابتي بـ(القرحة) والتي طلب مني بعدها البقاء في المنزل، وعدم الخروج منه للعمل نهائياً متكفلاً هو بكل المصاريف، وبما أن حالتي الصحية لم تكن تسمح لي بالعمل استجبت لهذا النداء الإنساني، وبدأ هو حياته العملية قاطعاً دراسته حتي يتمكن أشقائه من الاستمرارية في مراحلهم الدراسية المختلفة، ويبلغ عدد أسرتنا (١٠) أشخاص، بالإضافة إلي أنه كان يتكفل بـ(بنت يتيمة) قمنا بتربيتها بعد أن توفي والدها وتركها وحيدة تقالب الظروف الإقتصادية والإنسانية المحيطة بها آنذاك، وتولي (قصي) الإنفاق عليها إلي أن تزوجت والحمدلله، المهم أنه في بداية انخراطه في الحياة العملية عمل في بيع الصحف السيارة في الأماكن العامة، وبعد أن قضي فترة فيها قرر الهجرة إلي (ليبيا) وأمضي فيها ثمانية سنوات ثم توجه منها إلي (النيجر) التي اختطف منها، حيث أكد أن الخاطفين لم يطاردوا من هربوا من الشباب السودانيين لحظة القبض على من وقعوا مأسورين في يد المجموعة الليبية المسلحة، ولم يكن يعتقدون أن فترة الاسر ستطول باعتبار أن الخاطفين سوف يرسلون مندوباً عنهم طلباً لـ(فدية)، ولكن المجموعة الليبية المسلحة لم تفعل ذلك نهائياً وخيبت ظنهم جميعاً خاصة وأن عملية الاختطاف سبقها السؤال عنهم، وتمثل في من هم السودانيين الأقرب للنظام الحاكم في الخرطوم من الشباب العاملين في مجال التعدين عن الذهب؟ وكان الرد بأن أبناء ولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان أقرب للحكومة السودانية من حيث الموقع الجغرافي، وهذا السؤال يشير إلي أن الخاطفين الليبيين خططوا ودبروا لتنفيذ عملية الخطف بصورة دقيقة جداً للتأثير علي أهالي المخطوفين والمساومة بالمتهمين في جريمة القتل البشعة التي حدثت في شقة (شمبات) الشهيرة، والتي وردنا في إطارها أن والد المتهم الليبي الرئيسي في القضية (محمود) سوف يصل السودان.
ومضي : ابني عندما تم اختطافه كان في طريقه إلي الخرطوم وكان أن تواصل معي عبر تطبيق (الواتساب) مؤكداً عودته للسودان في شهر نوفمبر من العام ٢٠١٨م، مما جعل الفرحة تغمرني ومن ثم بشرت والدته وأشقائه على أساس أنه ظل غائباً عنا ما يربو عن الثمانية سنوات وعندما تأخر عن الموعد الذي حدده تخالجني إحساس لم يجول بخاطري من قبل و لم أكن مطمئناً لما يجري معه، مما قادني للاتصال بشقيقه الأصغر (عدي) الذي لحق به قريباً، والذي بدوره اخبرني بإختطاف (قصي) وآخرين في الساعات الأولي من الصباح، فلم أتمالك نفسي مما طرق اذني فقلت في قرارة نفسي : (لا حولة ولا قوة إلا بالله)، ثم وجهت له سؤالاً مفاده لماذا لم تخطرني في لحظة حدوث الاختطاف؟ قال : كنا نتوقع أن تطلب المجموعة الليبية المسلحة (فدية) مقابل إطلاق سراحهم بحسب ما درجوا في مثل حالات مشابهة ، إذ يقوم على إثرها السودانيون المقيمين بليبيا بجمع المبلغ المحدد وتسليمه للخاطفين لإخلاء سبيل من هم في قبضتهم، إلا أن ذلك لم يحدث إلي أن ظهر مقطع الفيديو المؤثر الأول ثم بث آخراً بعد أسبوع، وعندما تلقيت الخبر المفاجئ كنت محتاراً في كيفية تبليغ والدته بما احل بأبنها إلا أنه لم يكن أمامي بداً سوي أن اخبرها، لذا هيأتها في بادىء الأمر قبل أن يطرق اذنها الخبر الصادم جداً، عموماً نحن الآن نركن للحزن لا نذوق طعماً للأكل ونسهر الليالي في انتظار خبر مفرح يزيل قلقنا وخوفنا على أبنائنا الذين يواجهون مصير مجهول خاصة وأننا لا علم لنا بأسباب اعتقالهم.
وأضاف : إما شقيقه الأصغر (عدي) الناجي من الاختطاف فقد (جمد) دراسته في الصف الثالث، وسافر إلي شقيقه (قصي) لإحضاره من النيجر إلي السودان، وذلك بعد أن مر علي سفره (8) سنوات ، ومنذ أن تلقينا خبر حجزه (كرهينة) ها نحن نقف مكتوفي الأيدي دون أن نجد حلاً يمنح أبنائنا الحرية، ويجعلهم يعودون إلي أحضاننا، فنحن لا نملك إلا أن ندعو المولي عز وجل أن يفرج كربتهم، ولكن رغماً عما أشرت له فإن الأمل مازال معقوداً حيث تم تكوين لجنة لمتابعة أمر الرهائن السودانيين مع السلطات الرسمية، وهذه اللجنة التقت بنائب الدائرة بالبرلمان، الذي بدوره وجه باللجوء إلي لجنة حقوق الإنسان، كما إننا التقينا بالسيد معتمد محلية (المناقل)، والذي بدوره وعدنا بأن يبذل قصاري جهده من أجل إيصال صوتنا للسلطات في رئاسة الولاية والمركز، وأنه سيعمل كل ما بوسعه للوقوف مع أبناء محليته المأسورين في ليبيا.
وقال ناجي من الاختطاف : إن مواطناً من مدينة (الكفرة) الليبية حضر إلي مناجم الذهب (كلمنجة) ووجه سؤالاً هل هنالك سوداني تربطه صلة بأي مسؤولين في الحكومة السودانية لمساعدته في فك أسر ابنه الذي يدعي (محمود) الذي يواجه تهمة القتل العمد في الخرطوم علي خلفية جريمة قتل بشعة شهدتها شقة تقع في منطقة شمبات شمال مدينة الخرطوم بحري وتصل التهمة الموجهة إلي ابنه حد الاعدام شنقاً حتي الموت وهو الان مودع في احد السجون السودانية إلا أنه وجد شباباً سودانيين بسطاء يتخذون التجارة والتنقيب عن الذهب عشوائياً عملاً لهم.
واسترسل : ونفس ذلك الليبي الذي يبدو عليه أنه ينتمي إلي قبائل (التبو) توجه في اليوم التالي مباشرة إلى مكان إقامة السودانيين واصطحب معه شاباً سودانياً إلي جهة مجهولة ومر علي اقتياد ذلك الشاب السوداني أسبوعاً من تاريخه ثم جاء ذات الرجل الليبي بعد ذلك ترافقه مجموعة ليبية مدججة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة فقاموا باختطاف شباباً سودانيين آخرين.
وبالانتقال إلي قصة الشاب المخطوف محمد عبدالباقي نجد أنه شد الرحال إلي مناطق التعدين عن الذهب بالحدود الليبية قبل أن يبلغ من العمر العشرين عاماً، وهو يعتبر أكبر أشقائه والعائل الأوحد لأسرته المكونة من (١٠) أشخاص، هاجر بحثاً عن سبل حياة معيشية كريمة في ظل ظروف اقتصادية قاهرة يدرس على خلفيتها بعضاً من أشقائه في مراحل تعليمية مختلفة.
وقالت أسرته : منذ صغره كان مهموماً بالأوضاع الاقتصادية لأسرته حيث عمل في مجال بيع (الصحف) السودانية بالخرطوم ثم عمل سائقاً لـ(ركشة) إلا أن هذه المهن لم تكن تسد العجز المالي لأسرته مما حدا به أن يهاجر إلي ليبيا بعد أن تدهورت أحوالنا الاقتصادية، الأمر الذي حدا به الاقدام على هذه الخطوة بالرغم مما تشهده ليبيا من أوضاعاً أمنية غير مستقرة، وذلك منذ أن تمت الإطاحة بالرئيس الراحل (معمر القذافي) إلا أن بحثه عن الحل لم يترك له فرصة للتفكير في خطورة المكان، وما يمكن أن يوول إليه مصيره في المستقبل، فليس أمامه حلاً غير أن يبحث عن طوق للنجاة من (الفقر).
التحق (محمد) بأبناء منطقته الذين ينقبون عن الذهب في منجم (كلمنجة) الواقع علي الحدود المثلثة ليبيا وتشاد والنيجر إذ بدأ مشوار الأغتراب بالعمل في أحد المحلات التجارية، وما بين الفينة والآخرى يتسلل إلي منطقة (الكفرة) الليبية لإحضار بعض البضائع، وكان (محمد) قد أطل على مشهد الرأي العام برفقة (8) من الشباب الذين تعود جذورهم لولاية الجزيرة وسط السودان، وهم مقيدين بالسلاسل والأغلال الحديدية، ويظهر خلفهم أفراد من المجموعة الليبية المسلحة بالبزات العسكرية، ويحملون في ذات الوقت أسلحة (خفيفة) و(ثقيلة).
ويعتبر الشاب سيف الدين محمد بدوي الابن الوحيد في أسرته، حيث أنه سافر إلي ليبيا باحثاً عن أوضاع اقتصادية أفضل تسهل لشقيقاته الأناث مواصلة دراستهن، ومع هذا وذاك لم يكن يدري أن مصيره سيكون مبنياً على المجهول، ويقع ضحية للمجموعة الليبية المسلحة.
وناشد أهالي الضحايا الخاطفين مؤكدين بأن أبنائهم ليس لهم ذنباً فيما جري، فهم جميعاً أجبرتهم الظروف الاقتصادية على السفر إلي ليبيا بعد أن كانوا يعملون في بعض المهن البسيطة في السودان، وقد شدوا الرحال إلي ليبيا من أجل مساعدة أسرهم والتكفل بنفقات تعليم أشقائهم.
فيما تشير المعلومات إلي أن الرهائن الثمانية المحتجزون هم : محمد عبد الباقي مرجي قرية (أم حجار) المكاشفي محلية الجاموسي، قصي النور علي آدم (أم حجار المكاشفي)، عابدين عباس محمد موسى قرية (الياس) محلية المناقل، بلال الطريفي سراج (حلة بشير) محلية 24 القرشي، سيف الدين محمد بدوي قرية (أم دغينة الركابية)، حمزة الفضل قرية (الشويرف)، بابكر عبد المطلب كوكو قرشي قرية (غنيوة) محلية القرشي، يوسف المسلمي قرية (الشويرف).
من جانبها حرصت المجموعة الليبية المسلحة على تصوير الرهائن السودانيين في مقاطع فيديوهات أثناء تعذيبها لهم في منطقة صحراوية قاحلة مع حراسة مشددة من قبل بعض المسلحين، ثم منحوا كل شاباً من أولئك الشباب فرصة لمناشدة الحكومة السودانية من أجل الاسراع بفك أسرهم، ووضحوا في ذلك الفيديو أسمائهم والمناطق التي ينحدرون منها ويلقون باللائمة على قنصل السودان بالعاصمة الليبية (طرابلس) لعدم الاستجابة لاتصالاتهم به في بادئ الأمر، علماً بأن المجموعة الليبية المسلحة لم تطلب (فدية) نظير إطلاق سراح المعتقلين السودانيين، وبعد مرور أسبوع علي بث الجناة مقطعهم الأول نشروا آخراً يرتفع من خلاله عدد الضحايا من (7) إلي (8) أشخاص يتعرضون للتعذيب والضرب، فضلاً عن إجبارهم على الركض في الكثبان الرملية، مع إطلاق أعيرة نارية في الهواء.

الخميس، 14 فبراير 2019

المطربة المثيرة للجدل (نسمة تاجوج) تصل البلاد وتزور اتحاد الفنانين


علمت (الدار) بأن المطربة المثيرة للجدل (نسمة تاجوج) قد حطت طائرتها الرحال بمطار الخرطوم الدولي في اليومين الماضيين، وقد سجلت زيارة لاتحاد الفنانين.
وقال مصدر لـ(الدار) : إن زيارة المطربة (نسمة) لاتحاد الفنانين الغرض منها معرفة شروط العضوية، والتواصل مع زملائها.
من جهتها كانت المطربة (نسمة) قد بثت مقطع فيديو أكدت من فيه أن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية (ابونا)، وأن (الخبز) و(الغاز) متوفر في السودان.
فيما كانت (نسمة) قد بثت مقطع فيديو آخر في وقت لاحق تعتذر فيه، وقالت بحسب (الدار) : (التحية للشعب السوداني الحبيب، وانا اسفة وأتمنى أن تقبلوا اعتذاري المتواضع، وحقكم على ما تزعلوا مني، فمعروف أن الشعب السوداني مشهور بسعة الصدر، والظفر ما بطلع من اللحم، وكلامي كان تعبير عن رأيي الشخصي، ونحن في السودان عندنا حرية التعبير).
وتابعت وفق ما شاهد محرر (الدار) : الناس ما فهمتني، وكل القصد من مقطع الفيديو ما عايزة الخراب للبلد، وما نكون سوريا وليبيا تاني، ونعمة الأمن والأمان مافي زيها.
واضافت : بكرر اعتذاري، وأن طمعانه في قبول اعتذاري، وقالت ما بترد عليهم وما زعلانة منهم لأن كل الذي قيل ليس بها.


زوجة تطلب الطلاق بسبب عبارة (البعبع)


على خلفية كتابة اسمائهن في دليل الهاتف
.................................



يدون بعض الأزواج أسماء زوجاتهم في هواتفهم السيارة بصورة غريبة ومضحكة، وذلك على أساس أنهن يمثلن لهم (بعبعاً) مخيفاً كلما اتصلن عليهم، الأمر الذي جعل البعض منهم يكتبون أسماءهن على نسق الحالة النفسية لكل واحد منهم مثلاً ( جيب ... جيب، الصراف، حكومة) وغيرها من الأسماء المكتوبة في قوائم الاتصال بالهواتف السيارة، ويختار الزوج عبارات وكلمات بسيطة ومتداولة في حياتنا اليومية، ويرمون من ورائها إلي صعوبة التعامل مع الزوجات، عموماً الظاهرة أصبحت في تنامي مضطرد، وتتجدد بحسب الحالة النفسية المرتبطة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية، وتكمن اسبابها في إجابة بعض الأزواج الذين قالوا قبل الزواج كنا نكتب اسماءهن على نسق (روحي)، (حبيبتي)، (ستهم)، (قلبي)، (ست الكل) وغيرها، ولكن بعد الزواج تتغير الأسماء من (رومانسية) إلي (مخيفة) و(مرعبة) مثلا (ابوزعبل)، (حكومة)، (وين أنت)، (اتأخرت مالك)، (ماشي وين)، (جاي من وين)، (بتتكلم مع منو) وإلي آخرها، وهذه الاسماء نابعة من الإتصالات المتكررة، والتي تخفىء بين طياتها الأسئلة سالفة الذكر ؟.
فيما قال آخرين نحن في الأصل لا نحب كتابة الأسماء الرومانسية باعتبار أنها لا تتوافق مع حالة الرجال المتزوجين، وبالتالي نكتب اسماء زوجاتنا مثلا (الأمن الداخلي) نسبة إلى تعاملهن مع هواتفنا بصورة أمنية بحتة خاصة وإن كتابة اسماء الزوجات في الهواتف تحكمه طريقة تعاملهن معنا، فهنالك من يكتب اسمها (البيت الأبيض) الأمريكي، وهذه التسميات نابعة من اصدار الزوجات للقرار تلو الآخر الأمر الذي حدا بالأزواج كتابة اسمائهن على هواتفهم مثلا (مجلس الأمن).
وفي السياق قال محمد علي : أكتب اسم زوجتي بكلمة (روحي)، بينما أكد آخرون أنهم يكتبون (المدام) أو اسمها، منهم الفنان الشاب عمار بانت، صلاح ولي، كمال ترباس وغيرهم.
فيما قالت هديل : ذات مرة رن هاتف زوجي فقمت بالرد عليه، وعندما أغلقت الهاتف لفت نظري اسم (غوانتانامو) فوقفت عنده، وبدأت أراجع الرقم فتفاجآت برقمي فضحكت، ولم أنبه زوجي بأنني اكتشفت اسمي، ولكن أصبحت أتناقش معه عن السجون، ولماذا يعتبر بعض الأزواج منازلهم سجوناً؟
وأشارت وجدان إلي الكيفية التي اكتشفت بها اسمها في سجل هاتف زوجها قائلة : طلبت منه أن اجري مكالمة مع والدتي نسبة إلي أن هاتفي لم يكن فيه رصيد وعندما فرغت من التحدث مع والدتي ضغطت علي الزر الأحمر فلفت نظري أسم (البعبع)، فضغط على الاسم لمعرفة الرقم فوجدته رقمي فغضبت منه غضباً شديداً، وطلبت منه الطلاق إلي أن اضطر إلي تغييره.
ومن الأسماء الشائعة في تلك الهواتف (البعبع)، (المرعبة)،(المشكلة)، (النقناقة)، (أم المعارك)، (القيادة العامة)، (الحكومة)، (المعارضة) وغيرها.


سراج النعيم يكتب : شرطة أمن المجتمع (تقعد بس)


حينما أطالب بعدم إيقاع الظلم على شرطة أمن المجتمع المنفذة لقانون النظام العام الذي شرعه المشرع  الذي هو في نهاية الأمر بشر والبشر يخطئ ويصيب فإنني لا أنكر بأي حال من الأحوال أن هنالك ظواهر سالبة في المجتمع وتحتاج للمكافحة ، وهي دون شك دخيلة عبر بوابات التطور والمواكبة والانفتاح ، وعلى ذلك النحو بدأت تطفو على السطح وتبث سمومها في جسد الأمة العربية والإسلامية، وبالتالي الأمر برمته متعلق بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد عرفته الشريعة حيث حثت الناس على الإقلاع عن الظواهر السالبة المخالفة للديانة الإسلامية، والنهي عن المنكر كلما ظهر فعله يستوجب التنبيه والتحذير من مغبة الانجراف وراء تياره الجارف، وهو الدور المنوط به من قبل الأئمة والعلماء والدعاة والشيوخ، فمنذ عهد سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ظل النهي بالمعروف قائماً، إذ أنه جعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أسواق المدينة المنورة، فيما جعل سعيد بن العاص على أسواق مكة المكرمة بعد الفتح من أجل الرقابة، عليه نحن في أشد الحاجة إلي من يكافح الظواهر السالبة المتفشية في المجتمع.
من أوجب الواجبات أن يكون لدينا جهاز مختص لمتابعة الظواهر السالبة قبل الوقوع في المحظور، وتنبيه من يخطئ للصواب، ومساعدته على تجاوز الخطأ، ومن ثم التحذير من مغبة الوقوع فيه مرة ثانية، ولنبدأ بـ(المناصحة) الحسني، فهي طريقة ليست فيها (الغلظة)، كما قال المولي عز وجل : (ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺇﺧﻮﺓ)، وكما قال سيدنا محمد صل الله عليه وسلم (ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﺧﻮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻻ ﻳﻜﺬﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺬﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺤﻘﺮﻩ).
ومما ذهبت إليه لابد من التأكيد على أن إدارة شرطة أمن المجتمع المنفذة لقانون النظام العام تمثل صمام الأمان للمجتمع من الانزلاق وراء ظواهر سالبة أصبحت تأخذ حيزاً كبيراً في ظل التطور الذي يشهده العالم بصورة عامة وفقاً للثورة التقنية الحديثة الهائلة التي قربت المسافات بين المجتمعات، مما قاد إلي تداخل الثقافات المغايرة للثقافة السودانية ، وبالتالي تداخلت العادات والتقاليد الغربية معها ، فأفرزت الكثير من السلوكيات غير المتوافقة مع المجتمع الذي عرف بمحافظته على ثقافته، عاداته وتقاليده، وعليه أري أن شرطة أمن المجتمع تؤدي دوراً هاماً في حياتنا، وذلك من واقع الاستهداف الذي نتعرض له يومياً في قيمنا وأخلاقنا وذلك من خلال الانفتاح على ما أنتجته (العولمة) ووسائطها المختلفة التي تبث بشكل مكثف الكثير من الأفكار والثقافات المغايرة ، والتي لا تمت لنا بصلة، ونسبة إلي هذا البث الذي أصبح مباشراً تجدنا في حاجة ماسة إلي شرطة أمن المجتمع حتى نتمكن من إحياء شعيرة اعتبرها العلماء الركن السادس من أركان الإسلام.
ومن هنا لابد من الإشارة إلي أن المولي عز وجل جعل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله سبحانه وتعالي، فنحن نختلف عن المجتمعات الغربية من حيث الثقافات، العادات والتقاليد، لذلك لابد من أن تكون شرطة أمن المجتمع حاضرة في الخارطة السودانية للحفاظ على الخصوصية السودانية ومنفذة لقانون النظام العام الذي يحفاظ على تماسك المجتمع من الانزلاق وراء ما ينتجه الغرب من ظواهر سالبة بدأت تأخذ حيزها لدى بعض الشباب من الجنسين مثلاً ظاهرة الأفلام (الفاضحة) التي يتم بثها من خلال الأسافير.
يجب أن تجد شرطة أمن المجتمع الدعم من المجتمع قاطبة حتى تؤدي رسالتها الإصلاحية، فالنقد الذي يوجه لها ما بين الفينة والاخري نقداً ليس منطقياً، رغماً عن الاعتراف ببعض الهنات في التشريعات والتنفيذ، فهي في الغالب الأعم فردية ولا تنسحب على الإدارة بصورة عامة، لذلك يجب أن تصمد أمام الحملات التي تشن عليها، وأن كنت على قناعة تامة بأن العقوبات تحتاج إلي إعادة نظر من المشرع، فإن معظم العقوبات ربما تكون غير رادعة بقدر الجرم المرتكب في حق المجتمع، والذي تبرز منه فئة ما تطالب بإلغاء قانون النظام العام حتى يجدوا الفرصة في بث أفكارهم الهدامة، وذلك بدافع الأهواء الشخصية، فالبعض منهم غارقون في المجون والفساد ما يعني أنه لا يعجبهم وجود رقابة تمنعهم من الوقوع في براثن المآثم، وهي طرق تقودهم وآخرين إلي الظلام، وبالتالي لابد أن نؤمن جميعاً على أن شرطة أمن المجتمع يجب أن تأمر الناس بالمعروف وتنهي عن المنكر، فالخطأ لا يمكن أن يقره أي إنسان على وجه البسيطة، وبالمقابل لن اغفل أن هنالك من يوجهون نقداً لشرطة أمن المجتمع من أجل تقويم الأداء، وتجنب الوقوع في الهنات حتى لا يمنحوا دعاة الحرية الغربية فرصة للتشجيع على الضلال ظناً منهم بأنها الحياة الصحيحة، فهي مما لا شك فيه حياة خالية من التقيد بـ (الثقافات)، (العادات) و(التقاليد) وربما يكون البعض ناسي أو متناسي أن الله سبحانه وتعالي أعلم بما في دواخلهم من مقاصد في الزمان والمكان.
لا أري أن شرطة أمن المجتمع ضد الحريات الشخصية، طالما أنني أمضي في الاتجاه الصحيح، ومثل هذه الأحاديث لا تمت بصلة لواقعنا الذي تأثر غاية التأثر بـ(الثقافات)، (العادات) و(التقاليد) الغربية، وإذا كان محاربة شرطة أمن المجتمع للظواهر السالبة ضد الحرية فلتكن كذلك، طالما أنها تلقي القبض على مروجي ومتعاطي الخمور والمنجرفين وراء تيار الرذيلة والمنحرفين بالأخلاق والقيم والسلوك، فهي أي شرطة أمن المجتمع تكشف الفساد في المجتمع بما في ذلك ما يحدث داخل بعض الشقق التي أفرزت الخلوات غير الشرعية والدجل والشعوذة وغيرها ، فإن المولي عز وجل يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن يميلوا ميلاً عظيماً، وهم قليل والحمدلله، وبالتالي علي الدولة ووزارة الداخلية توفير كل المعينات الداعمة لإدارة شرطة أمن المجتمع في أداء الدور المنوط بها في حراسة المجتمع من الظواهر السالبة والثقافات والعادات والتقاليد الغربية البالية المتمددة فيه بفضل الثورة التقنية الحديثة التي أنتجتها (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي أخذ منها البعض من النشء والشباب من الجنسين السوالب التي جعلتهم في سطحية دفعتهم إلي إسقاط أخلاقنا وقيمنا.
فمن الظلم أن ننظر إلي شرطة أمن المجتمع من زاوية ضيقة، لذلك يجب أن نوازن بين الإيجابية والسلبية في إطلاق الإحكام جزافاً حتى نكون عادلين والعدل يأمرنا به الله سبحانه وتعالي، وأن لا نمضي على هدى من المعتادين على مهاجمة شرطة أمن المجتمع، وعليه أقول تقعد بس.


(الدار) تفتح ملف هجرة الأطباء وتأثيرها على الحقل الطبي

..........................
طبيب يشرح أسباب الهجرة ويطالب بخطط محفزة
.........................
قصص مؤثرة حول جرائم وحرائق لمرضي بالمستشفي
.........................
اجراه : سراج النعيم
........................
أدى ارتفاع هجرة الأطباء إلي التأثير على الحقل الطبي الذي فقد كوادر في تخصصات مختلفة تستفيد منها دول المهجر، لذا على الدولة أن تضع خططاً وبرامجاً محفزة لملائكة الرحمة للبقاء في القطاع الصحي السوداني، فهجرة الأطباء تتطلب تنظيماً دقيقاً يحفظ لهم حقوقهم، خاصة وأن أغلب الأطباء المتخصصين لا رغبة لهم في الهجرة إلا أنهم يكونون مضطرين لهذا الفعل الذي يعتبر تحدياً كبيراً، فهجرة الأدمغة تستنزف الكوادر الطبية، وهذا يحتاج إلي معالجات لما له من تأثير سالب على وضع الرعاية الصحية في البلاد.
تعتبر صحة الإنسان حقاً أصيلاً وأساسياً يجب أن تضعه الدولة في حسابات أولوياتها، فالصحة بحسب مفهومي البسيط موقف من المواقف الانسانية وحضارة من الحضارات الإنسانية ضاربة الجذور، وإذا عدنا بالتاريخ للوراء، فإننا سنجد أن صحة الإنسان من المبادىء الأساسية في كل الكتب السماوية، بالإضافة إلي أنها مضمنة في مؤلفات الحكماء على اختلاف اعتقاداتهم واتجاهاتهم الجغرافية، فمثلاً في مصر نجد إهتماماً منقطع النظير بصحة الإنسان، فالمصريون القدماء توصلوا إلي أهمية الصحة وحضارة الإنسان في وقت مبكر، وأن البلدان لا يمكن أن تبني إلا إذا كانت صحة الإنسان سليمه جسمانياً وعقلياً ونفسياً، وأكدوا أنها تبدأ مع الإنسان من مرحلة الطفولة، وتستمر إلي أن يتوفاه الله سبحانه وتعالي، لذا على الدولة أن تنفق على الصحة الإنفاق الأكبر خاصة وأن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن الإنفاق على الصحة سنوياً يتم بما ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ (3) ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ بحيث تمول أغلبها عبر دافعي الضرائب.
وأوضح أطباء أن أبرز أسباب الهجرة ضعف الأجور، وإنعدام فرص التأهيل والتدريب في الداخل والخارج، بالإضافة إلي عدم توفير الوظائف المحفزة، كما أن بيئة العمل في بعض المستشفيات رديئة، وبالتالي أضحت الهجرة ظاهرة مقلقة للغاية، وباتت تؤثر بشكل كبير على الخدمات الصحية في البلاد.
ويري الأطباء الذين استطلعتهم : إن هجرة الكودار الطبية تتطلب من الدولة معالجة الأسباب جذرياً، وتحسين بيئة العمل الصحية، وصرف رواتب مجزية يستطيع من خلالها الطبيب مجابهة ظروف الحياة اليومية.
وأضافوا : منذ أن عرف الإنسان الطب باختلاف تخصصاته، وهو في بحث دوؤب عن القوانين الحافظة لحقوقه، وبالمقابل يجب أن يجد الطبيب حقوقه كاملة في المستشفيات أيضاً، وأن تتاح له الفرصة لمواكبة التطور الهائل في الأجهزة الطبية الحديثة، وتوفر المعلومات وغيرها، وذلك عبر وسائل الاتصال والانفتاح على العالم.
وقالوا : أليس الاجدي أن نطالب بوقف هجرة الأطباء بدلاً من المطالبة بمحاسبتنا وفق التشريعات والقوانين، دون شك هذا يقودنا إلي طرح سؤال في غاية الأهمية، هل واكبت الصحة وكوادرها التطور الذي افرزته (اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ) ووسائطها في الحقل الطبي الذي أصبحت فيه الأجهزة الحديثة والمعلومات متوفرة بشكل غاية في الدقة وبصورة أسرع، مما يتصور الإنسان، فالتطور التقني الحديث سهل ربط العالم ببعضه البعض.
وأردفوا : ندرك أن السودان في حاجة ماسة للإصلاح ﻓﻲ القطاع الطبي العام والخاص، مع التأكيد أننا نواجه تحديات جسام داخلية وخارﺟﻴﺔ، ولكن بالرغم من ذلك مهم جداً الإصلاح، ﻓﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ جداً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ما تصبو إليه المجتمعات.
واستطردوا : من المعروف أن التفكير في أي خطة إصلاحية يتجه إلي تقييم ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ المبذولة خلال عشرة أعوام ماضية، وذلك من أجل الارتقاء بالأداء الذي يعتبر الأهم على الإطلاق، لذا يجب أن نتقدم في الحقل الطبي ونوليه عناية خاصة حتى يقدم خدمة بما تتسم مع متطلبات الإنسانية من خلال توفير بيئة تتوافق مع التطور، ورفع مستوى الأداء بتأهيل وتدريب الكوادر الطبية.
بينما أكد الدكتور معتصم صلاح جماع في حوار مع (الدار) : إن لكل هجرة أسباب قد تكون مادية أو معنوية أو طموح مشروع أو هروب من الواقع، ولكن حينما تتعلق الهجرة بالأطباء فإنها تعني هجرة العقول أو نزف الأدمغة التي تصب رأساً في فقدان الموارد البشرية، وبالتالي التنمية الحقيقية تكمن في المحافظة على الموارد البشرية.
وأضاف : ما دعاني إلي الهجرة شخصياً عدم التقييم، وإتاحة فرص عمل كافية وتدريب، ورغماً عن ذلك ظلت الكوادر الصحية تعمل في ظروف صحية صعبة جداً، وهذا الأمر قابله عدم وجود وظائف وعدم توفير فرص للبعثات الداخلية والخارجية ما أسهم ذلك في انفتاح سوق العمل في الخليج، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية التي قدمت المغريات المادية التي تمنح الطموحات القريبة للإنسان.
وأردف : أنا في وضع مادي أفضل يحقق لي استقرار أسري توفرت فيه عناصر المناخ السليم الذي حقق الطموحات المشروعة، وأنا أعمل في ظل وضع يوفر لي كل معينات العمل، وهنالك تخصصات نادرة جداً هاجرت إلي السعودية والخليج عموماً وبعض الدول الغربية، ولكن هجرة الأطباء إلي السعودية أصبحت ظاهرة من واقع أن الطبيب السوداني مؤهل وأمين، وهي صفات تراكمت على مدى السنوات، إذ أن من سبقونا من أطباء سودانيين قد تركوا سمعة وسيرة طيبة.
وعن الحلول لإيقاف نزيف هجرة الأطباء من السودان ؟ قال : إذا انتفت أسباب الهجرة التي تطرقت لها في طرحي لهذه الظاهرة التي أفرزتها الأجواء غير المشجعة من عدم توفير الوظائف والتدريب والمناخ الملائم، فإن الطبيب لن يفكر في الأغتراب عن الوطن، لذلك على وزارة الصحة أن تدرك حجم خطورة نزف الأدمغة السودانية.
وحول الآثار التي تنتج عنها الغربة بصورة عامة؟ قال : مما لا شك فيه أن للغربة أثرها السالب الذي يدفع في إطاره الكادر الطبي الذي هاجر ضريبة تستدعيني مناشدة البعثات الدبلوماسية السودانية في الخارج أن تبقي عينها مفتوحة على الكوادر الطبية هنا وهناك لأنهم يعتبرون سفراء بلادهم، وهنالك مجموعة طبية منهم لديها أنشطة تتمثل في تقديمها مساعدات لمرض الفشل الكلوي بمستشفي أحمد قاسم أي أنهم يستقطعون من رواتبهم.
وفيما يخص المواقف التي مرت به أثناء عمله الصحي بالسودان؟ قال : من أكثر المواقف التي هزتني منعي من دخول احدى المستشفيات الشهيرة الخاصة بالخرطوم.
وأستطرد : تأثرت تأثراً شديداً بقصة الرجل الذي جاء عائداً من الاغتراب وحرق زوجته و ابنتيه الاثنين الذين كانوا يستشفون بالمستشفى التي اعمل بها آنذاك إلا أنهم توفوا متأثرين بما تعرضوا له من حرق بموية النار.
وتشير الوقائع إلى أن زوج عائد من الاغتراب دلق ﺟﺮﻛﺎﻧﺔ ﻣﻮﻳﺔ ﻧﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺇﺑﻨﺘﻴﻪ، ﻣﺎ أدى إلى إسعافهم إلى المستشفي ﺑﻌﺪ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﺤﺮﻭﻕ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻃﺒﻴﺔ ﺑﺎلمباﻟﻐﺔ.
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ : إﻥ ﺧﻼﻓﺎً ﻧﺸﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺩﻓﻊ الزوج إلي سكب الجركانة المشار إليها بما فيها ﻣﻦ ﺣﺎﻣﺾ (ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻴﻚ) ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 45 ﻋﺎﻣﺎً، وابنتيه البالغتين من العمر ﺍﻟـ (27) ﺭﺑﻴﻌﺎً ﻭ(21) ﻋﺎﻣﺎً، ﻭﺗﺪﺍﻓﻊ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺇﺛﺮ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﻟﺼﺮﺧﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. فيما تم إبلاغ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ التي أوقفت الزوج المغترب بقسم الشرطة ومن ثم اﻟﺘﺤﺮي معه حول البلاغ المدون ضده ﻓﻴﻤﺎ تم إسعاف المصابات علي جناح السرعة إلى ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ.
ﻭﺣﺴﺐ بعض ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، فإن ﺇﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﻣﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺴﺒﺐ ﺗﻬﻴﺠﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﻏﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﻳﺴﺒﺐ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺭﺋﻮﻳﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، ﻭﺗﺼﻴﺐ ﻣﻼﻣﺴﺘﻪ ﻟﻠﺠﻠﺪ ﺑﺤﺮﻭﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻊ تآﻛﻞ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﺳﻘﻮﻃﻪ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺇﺑﺘﻼﻋﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﺣﺮﻭﻗﺎً ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﻢ ﻭتآﻛﻞ ﺍﻷﻏﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻠﻖ ﻭﺍﻟﻤﺮئي ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ.
وأسترسل : ومن الجرائم التي مازالت عالقة في ذهني الجريمة التي ارتكبها ذلك الشاب البالغ من العمر (19) عاماً، والذي تم إسعافه إلى المستشفى، فسألت الجاني وقتئذ لماذا فعلت ذلك بوالدك ؟ فقال : كنت (اهظر) معه.
واستطرد : ومن الجرائم التي تابعتها جريمة الشاب الذي قتل والدته وشقيقه بامبدة.
وتبين التفاصيل أن الشرطة ﺩﻭﻧﺖ بقسم ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺑﻤﺤﻠﻴﺔ ﺃﻣﺒﺪﺓ ﺑﻼﻏﺎً ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (130) ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ (55) ﺳﻨﺔ، ﻣﻌﻠﻤﺔ ﻭﺷﻘﻴﻘﻪ (37) ﻋﺎﻣﺎً، ﻣﻬﻨﺪﺱ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﺑﺴﻜﻴﻦ، ﻭﺇﺻﺎﺑﺔ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ (19) ﻋﺎﻣﺎً ﻃﺎﻟﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺳﻌﺎﻓﻬﺎ إلى المستشفى، وتعود ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺭﻭﺿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻭﺳﺠﻞ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎً ﻗﻀﺎﺋﻴﺎً، ﻭﺿﺒﻄﺖ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻭﺍُﺭﺳﻞ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻧﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺮﺣﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﺗﻢ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ .



الاثنين، 11 فبراير 2019

شباب يشترون طاقة شمسية لطالبة تذاكر بإنارة الشارع

على خلفية بوست بالفيس بوك



..................
وقف عندها : سراج النعيم
...................
أشتري مجموعة من الشباب (طاقة شمسية) لطالبة ممتحنة ظلت تذاكر دروسها بإنارة الشارع العام، فما أن نشرت حالتها المؤكدة من خلالها أنها تنتمي إلي أسرة فقيرة ولا تملك المال الذي يدعها تدخل الكهرباء أو تشتري البدائل لها ، وما أن أنتشر (البوست) الخاص بها عبر الإعلام الحديث إلا وتداعي عدد من الشباب لمساعدتها حيث أنهم جمعوا مبلغاً من المال (شيرلنق) وتوجهوا به مباشرة إلي المحل التجاري الذي اشتروا منه (طاقة شمسية) تكفى منزل أسرة الطالبة بأكمله.
ووجدت هذه الخطوة التي أقدم عليها أولئك الشباب الإعجاب والإشادة من قطاعات المجتمع السوداني الذي أثبت من خلال تجاربه الإنسانية اهتمامه بالتكافل الاجتماعي والذي تجلي في حالة الطالبة سالفة الذكر والتي كان قد نشرت قصتها عبر (الفيس بوك) في ظل ضائغة اقتصادية بالغة التعقيد تمر بها البلاد، وبالتالي تسفر عنها الظروف الاجتماعية للشرائح الضعيفة، وعليه يجب أن تكون الرؤية المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية تضامنية وليست فردية، وذلك من أجل النهوض بالمجتمع اقتصادياً وتنموياً، وأن تصب تلك الرؤية في مجملها لصالح التنمية والبناء والتقدم والتطور، بالتركيز على خطط وبرامج تطورت عبرها مجتمعات بعض دول العالم بالرغم من الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر ونمر بها سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وطالب عدد من الشباب برؤية مستقبلية للمسؤولية الاجتماعية تطلع بها الدولة لامتلاكها الآليات المنفذة والمساعدة على ترجمة الأفكار لواقع ملموس، واقع يحتاج منا إلى تطويره بتأهيل الكادر البشري بما يساهم في هذا الاتجاه الرامي إلى الإرتقاء بالوظيفة المجتمعية من حيث التدريب ثم التدريب وعندما يتم التأهل فيما أشرت إليه؛ فإن الأمر ينعكس إيجاباً على المجتمع وتحل وفقاً لذلك كل همومه وقضاياه، ما يحدث هذا الأمر نقلة كبيرة في شتى مجالات الحياة الاجتماعية التي ربما تضع بلادنا في مصاف الدول المتطورة بالمواكبة والتطور والتغيير الإيجابي القائد إلى ما يصبو إليه كل فرد من أفراد المجتمع.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...