طبيب يشرح أسباب الهجرة ويطالب بخطط محفزة
.........................
قصص مؤثرة حول جرائم وحرائق لمرضي بالمستشفي
.........................
اجراه : سراج النعيم
........................
أدى ارتفاع هجرة الأطباء إلي التأثير على الحقل الطبي الذي فقد كوادر في تخصصات مختلفة تستفيد منها دول المهجر، لذا على الدولة أن تضع خططاً وبرامجاً محفزة لملائكة الرحمة للبقاء في القطاع الصحي السوداني، فهجرة الأطباء تتطلب تنظيماً دقيقاً يحفظ لهم حقوقهم، خاصة وأن أغلب الأطباء المتخصصين لا رغبة لهم في الهجرة إلا أنهم يكونون مضطرين لهذا الفعل الذي يعتبر تحدياً كبيراً، فهجرة الأدمغة تستنزف الكوادر الطبية، وهذا يحتاج إلي معالجات لما له من تأثير سالب على وضع الرعاية الصحية في البلاد.
تعتبر صحة الإنسان حقاً أصيلاً وأساسياً يجب أن تضعه الدولة في حسابات أولوياتها، فالصحة بحسب مفهومي البسيط موقف من المواقف الانسانية وحضارة من الحضارات الإنسانية ضاربة الجذور، وإذا عدنا بالتاريخ للوراء، فإننا سنجد أن صحة الإنسان من المبادىء الأساسية في كل الكتب السماوية، بالإضافة إلي أنها مضمنة في مؤلفات الحكماء على اختلاف اعتقاداتهم واتجاهاتهم الجغرافية، فمثلاً في مصر نجد إهتماماً منقطع النظير بصحة الإنسان، فالمصريون القدماء توصلوا إلي أهمية الصحة وحضارة الإنسان في وقت مبكر، وأن البلدان لا يمكن أن تبني إلا إذا كانت صحة الإنسان سليمه جسمانياً وعقلياً ونفسياً، وأكدوا أنها تبدأ مع الإنسان من مرحلة الطفولة، وتستمر إلي أن يتوفاه الله سبحانه وتعالي، لذا على الدولة أن تنفق على الصحة الإنفاق الأكبر خاصة وأن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن الإنفاق على الصحة سنوياً يتم بما ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ (3) ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ بحيث تمول أغلبها عبر دافعي الضرائب.
وأوضح أطباء أن أبرز أسباب الهجرة ضعف الأجور، وإنعدام فرص التأهيل والتدريب في الداخل والخارج، بالإضافة إلي عدم توفير الوظائف المحفزة، كما أن بيئة العمل في بعض المستشفيات رديئة، وبالتالي أضحت الهجرة ظاهرة مقلقة للغاية، وباتت تؤثر بشكل كبير على الخدمات الصحية في البلاد.
ويري الأطباء الذين استطلعتهم : إن هجرة الكودار الطبية تتطلب من الدولة معالجة الأسباب جذرياً، وتحسين بيئة العمل الصحية، وصرف رواتب مجزية يستطيع من خلالها الطبيب مجابهة ظروف الحياة اليومية.
وأضافوا : منذ أن عرف الإنسان الطب باختلاف تخصصاته، وهو في بحث دوؤب عن القوانين الحافظة لحقوقه، وبالمقابل يجب أن يجد الطبيب حقوقه كاملة في المستشفيات أيضاً، وأن تتاح له الفرصة لمواكبة التطور الهائل في الأجهزة الطبية الحديثة، وتوفر المعلومات وغيرها، وذلك عبر وسائل الاتصال والانفتاح على العالم.
وقالوا : أليس الاجدي أن نطالب بوقف هجرة الأطباء بدلاً من المطالبة بمحاسبتنا وفق التشريعات والقوانين، دون شك هذا يقودنا إلي طرح سؤال في غاية الأهمية، هل واكبت الصحة وكوادرها التطور الذي افرزته (اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ) ووسائطها في الحقل الطبي الذي أصبحت فيه الأجهزة الحديثة والمعلومات متوفرة بشكل غاية في الدقة وبصورة أسرع، مما يتصور الإنسان، فالتطور التقني الحديث سهل ربط العالم ببعضه البعض.
وأردفوا : ندرك أن السودان في حاجة ماسة للإصلاح ﻓﻲ القطاع الطبي العام والخاص، مع التأكيد أننا نواجه تحديات جسام داخلية وخارﺟﻴﺔ، ولكن بالرغم من ذلك مهم جداً الإصلاح، ﻓﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ جداً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ما تصبو إليه المجتمعات.
واستطردوا : من المعروف أن التفكير في أي خطة إصلاحية يتجه إلي تقييم ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ المبذولة خلال عشرة أعوام ماضية، وذلك من أجل الارتقاء بالأداء الذي يعتبر الأهم على الإطلاق، لذا يجب أن نتقدم في الحقل الطبي ونوليه عناية خاصة حتى يقدم خدمة بما تتسم مع متطلبات الإنسانية من خلال توفير بيئة تتوافق مع التطور، ورفع مستوى الأداء بتأهيل وتدريب الكوادر الطبية.
بينما أكد الدكتور معتصم صلاح جماع في حوار مع (الدار) : إن لكل هجرة أسباب قد تكون مادية أو معنوية أو طموح مشروع أو هروب من الواقع، ولكن حينما تتعلق الهجرة بالأطباء فإنها تعني هجرة العقول أو نزف الأدمغة التي تصب رأساً في فقدان الموارد البشرية، وبالتالي التنمية الحقيقية تكمن في المحافظة على الموارد البشرية.
وأضاف : ما دعاني إلي الهجرة شخصياً عدم التقييم، وإتاحة فرص عمل كافية وتدريب، ورغماً عن ذلك ظلت الكوادر الصحية تعمل في ظروف صحية صعبة جداً، وهذا الأمر قابله عدم وجود وظائف وعدم توفير فرص للبعثات الداخلية والخارجية ما أسهم ذلك في انفتاح سوق العمل في الخليج، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية التي قدمت المغريات المادية التي تمنح الطموحات القريبة للإنسان.
وأردف : أنا في وضع مادي أفضل يحقق لي استقرار أسري توفرت فيه عناصر المناخ السليم الذي حقق الطموحات المشروعة، وأنا أعمل في ظل وضع يوفر لي كل معينات العمل، وهنالك تخصصات نادرة جداً هاجرت إلي السعودية والخليج عموماً وبعض الدول الغربية، ولكن هجرة الأطباء إلي السعودية أصبحت ظاهرة من واقع أن الطبيب السوداني مؤهل وأمين، وهي صفات تراكمت على مدى السنوات، إذ أن من سبقونا من أطباء سودانيين قد تركوا سمعة وسيرة طيبة.
وعن الحلول لإيقاف نزيف هجرة الأطباء من السودان ؟ قال : إذا انتفت أسباب الهجرة التي تطرقت لها في طرحي لهذه الظاهرة التي أفرزتها الأجواء غير المشجعة من عدم توفير الوظائف والتدريب والمناخ الملائم، فإن الطبيب لن يفكر في الأغتراب عن الوطن، لذلك على وزارة الصحة أن تدرك حجم خطورة نزف الأدمغة السودانية.
وحول الآثار التي تنتج عنها الغربة بصورة عامة؟ قال : مما لا شك فيه أن للغربة أثرها السالب الذي يدفع في إطاره الكادر الطبي الذي هاجر ضريبة تستدعيني مناشدة البعثات الدبلوماسية السودانية في الخارج أن تبقي عينها مفتوحة على الكوادر الطبية هنا وهناك لأنهم يعتبرون سفراء بلادهم، وهنالك مجموعة طبية منهم لديها أنشطة تتمثل في تقديمها مساعدات لمرض الفشل الكلوي بمستشفي أحمد قاسم أي أنهم يستقطعون من رواتبهم.
وفيما يخص المواقف التي مرت به أثناء عمله الصحي بالسودان؟ قال : من أكثر المواقف التي هزتني منعي من دخول احدى المستشفيات الشهيرة الخاصة بالخرطوم.
وأستطرد : تأثرت تأثراً شديداً بقصة الرجل الذي جاء عائداً من الاغتراب وحرق زوجته و ابنتيه الاثنين الذين كانوا يستشفون بالمستشفى التي اعمل بها آنذاك إلا أنهم توفوا متأثرين بما تعرضوا له من حرق بموية النار.
وتشير الوقائع إلى أن زوج عائد من الاغتراب دلق ﺟﺮﻛﺎﻧﺔ ﻣﻮﻳﺔ ﻧﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺇﺑﻨﺘﻴﻪ، ﻣﺎ أدى إلى إسعافهم إلى المستشفي ﺑﻌﺪ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﺤﺮﻭﻕ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻃﺒﻴﺔ ﺑﺎلمباﻟﻐﺔ.
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ : إﻥ ﺧﻼﻓﺎً ﻧﺸﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺩﻓﻊ الزوج إلي سكب الجركانة المشار إليها بما فيها ﻣﻦ ﺣﺎﻣﺾ (ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻴﻚ) ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 45 ﻋﺎﻣﺎً، وابنتيه البالغتين من العمر ﺍﻟـ (27) ﺭﺑﻴﻌﺎً ﻭ(21) ﻋﺎﻣﺎً، ﻭﺗﺪﺍﻓﻊ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺇﺛﺮ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﻟﺼﺮﺧﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. فيما تم إبلاغ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ التي أوقفت الزوج المغترب بقسم الشرطة ومن ثم اﻟﺘﺤﺮي معه حول البلاغ المدون ضده ﻓﻴﻤﺎ تم إسعاف المصابات علي جناح السرعة إلى ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ.
ﻭﺣﺴﺐ بعض ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، فإن ﺇﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﻣﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺴﺒﺐ ﺗﻬﻴﺠﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﻏﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﻳﺴﺒﺐ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺭﺋﻮﻳﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، ﻭﺗﺼﻴﺐ ﻣﻼﻣﺴﺘﻪ ﻟﻠﺠﻠﺪ ﺑﺤﺮﻭﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻊ تآﻛﻞ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﺳﻘﻮﻃﻪ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺇﺑﺘﻼﻋﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﺣﺮﻭﻗﺎً ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﻢ ﻭتآﻛﻞ ﺍﻷﻏﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻠﻖ ﻭﺍﻟﻤﺮئي ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ.
وأسترسل : ومن الجرائم التي مازالت عالقة في ذهني الجريمة التي ارتكبها ذلك الشاب البالغ من العمر (19) عاماً، والذي تم إسعافه إلى المستشفى، فسألت الجاني وقتئذ لماذا فعلت ذلك بوالدك ؟ فقال : كنت (اهظر) معه.
واستطرد : ومن الجرائم التي تابعتها جريمة الشاب الذي قتل والدته وشقيقه بامبدة.
وتبين التفاصيل أن الشرطة ﺩﻭﻧﺖ بقسم ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺑﻤﺤﻠﻴﺔ ﺃﻣﺒﺪﺓ ﺑﻼﻏﺎً ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (130) ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ (55) ﺳﻨﺔ، ﻣﻌﻠﻤﺔ ﻭﺷﻘﻴﻘﻪ (37) ﻋﺎﻣﺎً، ﻣﻬﻨﺪﺱ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﺑﺴﻜﻴﻦ، ﻭﺇﺻﺎﺑﺔ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ (19) ﻋﺎﻣﺎً ﻃﺎﻟﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺳﻌﺎﻓﻬﺎ إلى المستشفى، وتعود ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺭﻭﺿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻭﺳﺠﻞ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎً ﻗﻀﺎﺋﻴﺎً، ﻭﺿﺒﻄﺖ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻭﺍُﺭﺳﻞ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻧﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺮﺣﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﺗﻢ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق