تنتشر الشائعات في المجتمعات بسرعة البرق، دون أن نكتشف مؤلفها أو مفبركها، أو ناشرها، أو من المستفيد منها، وهي في الغالب الأعم تبدأ صغيرة ثم تكبر.. وتكبر إلي أن تصبح حقيقة مسلم بها، فضلاً عن تداولها علي نطاق واسع عبر الميديا الحديثة، والأغرب أن هنالك طبقة مستنيرة تصدقها، ولا تكتفي بذلك بل ترسلها عبر قروبات (الواتساب) مصحوبة بسؤال عن مدي صحتها، والشيء المؤسف حقاً هو أن تكون المنابر الإعلامية مصدراً للقلق والإزعاج وخلق الفوضى وزعزعة الناس والمجتمع، الذي أضحي محتاراً في الرسائل الإخبارية المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولربما تكون منصات انطلاقتها الأساسية (ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ)، خاصة وأنها تحمل بين طياتها أجندة ربما تكون سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو فنية، وإلي أخرها، ومن الأمثلة الراسخة في ذهني سقوط إحدى الكاتبات في فخ شائعة (لص السفنجات)، الذي كتبت عنه مقالاً صحفياً عبر إحدى الصحف السيارة، عبرت من خلاله عن دهشتها واستغرابها لعقد مؤتمر صحفي حول الأمر، والحقيقة التي لم تكترث لها هي أن الخبر كان مفبركاً ولا أساس له من الصحة، وبالتالي كان في مقدورها الاتصال بالجهات المعنية بالشائعة أوالصحيفة المنسوب لها الخبر.
من الظاهر أن مفبرك الخبر استفاد من التكنولوجيا الحديثة (الفوتوشوب) في خدع من تصله الرسالة، إلا أنه كان يفترض أن تكلف الكاتبة نفسها وتبحث عن الحقيقة قبل أن تسقط في فخ (الشائعة)، التي اكتفت في إطارها بمساعدة مؤلفها بالمزيد من النشر، كما أنها منحتها صك المصداقية وأعطتها المشروعية، وبالتالي غرقت هي وأغرقت معها عدداً من القراء في الخطيئة، رغماً عن أن مثل هذه الشائعات لا تنطلي علي تلميذ في مرحلة الأساس، ناهيك عن كاتبة معروفة، ولديها خبرتها الإعلامية الطويلة، والغريب في الأمر إنني لم أطالع أي اعتذار.
في الغالب الأعم تجد الشائعات احتجاجاً، وينبري لنفيها من يلمون بحقيقة القضية المفبرك حولها الخبر، ﻟﻜﻦ هذا النفي يأتي ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ الشائعات قد ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وأصبحت واقعاً مسلماً به.
فيما يعمد البعض إلي حبك (الشائعة) بشكل محكم، ومن ثم يهيئون المتلقي لاستقبالها، ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ الذين يشغلون بها الناس والمجتمع لما تمتاز به من الغموض، وعدم إيضاح التفاصيل التي تكون منسوجة علي معلومات بسيطة، حيث تبدأ صغيرة ثم تكبر.. وتكبر تدريجياً أن تصبح أكبر أكذوبة، وربما مع كثرة تداولها تصبح قضية رأي عام، خاصة في ظل تطور وسائط (العولمة) وسرعة نقلها للأخبار المفبركة التي ينسج خيوطها أشخاص أكثر احترافية.
بينما نجد أن الشائعات ترتكز دائماً علي الأخبار التي تتسم بالغموض، مع التأكيد أن المفبرك يستند علي بعض المعلومات الصحيحة التي يمزجها ببعض المعلومات من خياله، عندما ينشرها ﻳﺼﻌﺐ علي المتلقي تدارك المعلومات الحقيقية من الخيالية.
ومن الأسباب التي تفرز الشائعات التعتيم الذي تمارسه بعض الجهات علي الأخبار، الأمر الذي يجعل المعلومات غائبة عن الجمهور، وبالتالي تكون لديه قابلية لتلقي الشائعات التي يحللها بالكيفية التي تروق له، لذا علي تلك الجهات الرسمية تمليك الأخبار للإعلام، الذي بدوره يملكها للمتلقي.
وعندما نضرب مثالاً حول الشائعات ذات الأهداف السياسية يجب أن نقف فيما حدث إبان ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، حيث سرت في إطارها ﺷﺎﺋﻌﺔ قوية تشير إلي هروب العقيد معمر القذافي ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ما حدا به الظهور علي شاشة التلفاز وهو يقف ﺃﻣﺎﻡ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ حتى يتمكن من إثبات أنه مازال ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، وهذا يؤكد أن للشائعات مآرب تتماشي مع أفكار من يفبركونها، فمنها ما يستهدف الخصوم ومنها ما يستهدف المنافسين في السوق التجاري وإلي أخرها.
ومن أكثر الشائعات تأثيراً في المجتمعات الأخبار الزائفة، التي تنال حظها من الانتشار سريعاً، فضلاً عن تداولها بين الناس ﻇﻨﺎً ﻣﻨﻬﻢ أنها حقيقة مسلم بها، وينتقي من فبروكها الأخبار المثيرة خاصة المستهدفة للنجوم والمشاهير أو الجهات المرتبطة بالجمهور، مما يدفع ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ للفضول، رغماً عن أن الأخبار تبدو في ظاهرها شائعة لا أكثر، لأنها (مجهولة) المصدر ولا يمكن الوثوق فيها، وأن كانت تحمل بين طياتها بعض المعلومات الصحيحة بدوافع التمويه والإيهام للمتعامل معها، وتشير الإحصائيات إلي (80 %) من تلك المعلومات يتساقط من الخبر بعد التداول من شخص إلي أخر.
من الظاهر أن مفبرك الخبر استفاد من التكنولوجيا الحديثة (الفوتوشوب) في خدع من تصله الرسالة، إلا أنه كان يفترض أن تكلف الكاتبة نفسها وتبحث عن الحقيقة قبل أن تسقط في فخ (الشائعة)، التي اكتفت في إطارها بمساعدة مؤلفها بالمزيد من النشر، كما أنها منحتها صك المصداقية وأعطتها المشروعية، وبالتالي غرقت هي وأغرقت معها عدداً من القراء في الخطيئة، رغماً عن أن مثل هذه الشائعات لا تنطلي علي تلميذ في مرحلة الأساس، ناهيك عن كاتبة معروفة، ولديها خبرتها الإعلامية الطويلة، والغريب في الأمر إنني لم أطالع أي اعتذار.
في الغالب الأعم تجد الشائعات احتجاجاً، وينبري لنفيها من يلمون بحقيقة القضية المفبرك حولها الخبر، ﻟﻜﻦ هذا النفي يأتي ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ الشائعات قد ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وأصبحت واقعاً مسلماً به.
فيما يعمد البعض إلي حبك (الشائعة) بشكل محكم، ومن ثم يهيئون المتلقي لاستقبالها، ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ الذين يشغلون بها الناس والمجتمع لما تمتاز به من الغموض، وعدم إيضاح التفاصيل التي تكون منسوجة علي معلومات بسيطة، حيث تبدأ صغيرة ثم تكبر.. وتكبر تدريجياً أن تصبح أكبر أكذوبة، وربما مع كثرة تداولها تصبح قضية رأي عام، خاصة في ظل تطور وسائط (العولمة) وسرعة نقلها للأخبار المفبركة التي ينسج خيوطها أشخاص أكثر احترافية.
بينما نجد أن الشائعات ترتكز دائماً علي الأخبار التي تتسم بالغموض، مع التأكيد أن المفبرك يستند علي بعض المعلومات الصحيحة التي يمزجها ببعض المعلومات من خياله، عندما ينشرها ﻳﺼﻌﺐ علي المتلقي تدارك المعلومات الحقيقية من الخيالية.
ومن الأسباب التي تفرز الشائعات التعتيم الذي تمارسه بعض الجهات علي الأخبار، الأمر الذي يجعل المعلومات غائبة عن الجمهور، وبالتالي تكون لديه قابلية لتلقي الشائعات التي يحللها بالكيفية التي تروق له، لذا علي تلك الجهات الرسمية تمليك الأخبار للإعلام، الذي بدوره يملكها للمتلقي.
وعندما نضرب مثالاً حول الشائعات ذات الأهداف السياسية يجب أن نقف فيما حدث إبان ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، حيث سرت في إطارها ﺷﺎﺋﻌﺔ قوية تشير إلي هروب العقيد معمر القذافي ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ما حدا به الظهور علي شاشة التلفاز وهو يقف ﺃﻣﺎﻡ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ حتى يتمكن من إثبات أنه مازال ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، وهذا يؤكد أن للشائعات مآرب تتماشي مع أفكار من يفبركونها، فمنها ما يستهدف الخصوم ومنها ما يستهدف المنافسين في السوق التجاري وإلي أخرها.
ومن أكثر الشائعات تأثيراً في المجتمعات الأخبار الزائفة، التي تنال حظها من الانتشار سريعاً، فضلاً عن تداولها بين الناس ﻇﻨﺎً ﻣﻨﻬﻢ أنها حقيقة مسلم بها، وينتقي من فبروكها الأخبار المثيرة خاصة المستهدفة للنجوم والمشاهير أو الجهات المرتبطة بالجمهور، مما يدفع ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ للفضول، رغماً عن أن الأخبار تبدو في ظاهرها شائعة لا أكثر، لأنها (مجهولة) المصدر ولا يمكن الوثوق فيها، وأن كانت تحمل بين طياتها بعض المعلومات الصحيحة بدوافع التمويه والإيهام للمتعامل معها، وتشير الإحصائيات إلي (80 %) من تلك المعلومات يتساقط من الخبر بعد التداول من شخص إلي أخر.
بقلم
سراج النعيم
سراج النعيم