🌍
--------------------------------------
*أربعة أشخاص راحوا ضحية (العطش) بسبب عطل في إطار العربة*
-----------------------------------
*تاه أبطال القصة المؤثرة في طريقهم إلي شمال السودان*
---------------------------------------
*جلس إليه : سراج النعيم*
-------------------------------------
كشف المغترب (و.ع) القصة المؤثرة والحزينة لوفاة نجله وعدد من أفراد الأسرة البالغ عددهم (44) أشخاص ما بين ذكر وأنثي، وذلك نتيجة العطش، كما أنه وضع الأسباب التي استدعته إلي تطليق زوجته بعد (37) عاماً من الاغتراب من أجلها وأجل أبنائه، وروي في ذات السياق كيف فقد حصاد غربته الذي جناه علي مدي السنوات الماضية من خلال هجرته في دولة خليجية.
قال : بدأت قصتي قبل أن يتوفي أربعة أشخاص من أسرتي دون ذنب اقترفوه في حياتهم، سوي أنهم كانوا ضمن الرحلة المشئومة التي مازالت تسيطر علي تفكيري، وبالتالي لا أدري ماذا أفعل، وكيف أروي قصتها المؤلمة؟، المهم أن الأربعة الذين ماتوا عطشاً هاجرت من أجل أن أوفر لهم عيشاً كريماً ومستقبلاً زاهراً من حيث بناء المنزل لنجلي البالغ من العمر (14) عاماً، بالإضافة إلي زوجتي التي فرضت عليه السفر الذي أصيبت في إطاره العربة بـ(عطب)، لم يضع في ظله سائقها احتياطيات حدوث الإشكالية، كما أنه لم يكن يحمل زاداً، مثل الأكل والشرب، وبالتالي عندما توقفت العربة في المنطقة الخلوية ظلوا ينتظرون الفرج من عند الله سبحانه وتعالي، إلا أن الإنتظار طال.. وطال، ومع هذا وذاك المكان كان خالياً من أي اثار للحياة ولا يبعث بالأمل في النجاة، وهكذا كانوا ينتظرون أما فرجاً أو موتاً، فيما دب في دواخلهم إحساساً بالخوف والقلق من المصير المجهول الذي ينتظرهم..
وتابع : أكثر ما حز في نفسي أن حقيقة هذه الرحلة المؤلمة غائبة عن الناس، لذا قررت أن اكشف ملابساتها الأغرب إلي الخيال، وكنت طوال السنوات الفائته أتسأل لماذا أترك الأمر يكتنفه الغموض، دون أن افك طلاسمه وبعد صراع مرير مع النفس، قررت كشف الحقيقة وأن لا اخفيها خوفاً مهما كانت النظرة بعد ذلك، ما السر الذي قاد الضحايا الأربعة إلي الموت عطشاً؟.
وتسأل والدموع تبلل خديه، دون أن يأبه بها، لماذا الصمت؟ هكذا تسأل ثم تمالك نفسه قائلاً : في تسعينيات القرن الماضي عدت إلي السودان من الخليج لقضاء إجازة قصيرة مع أسرتي، فتفاجأت بأن زوجتي كانت تنفق كل الأموال التي أرسلها من الاغتراب الطويل في اتجاهات لا علاقة لي بها، ولا تولي أبنائي اهتماماً، بل تركز جل اهتمامها علي استضافة الاخرين للتفاخر والتباهي، والصرف ببذخ عليهم، دون عمل حساب لمستقبلي والأبناء، وهكذا استمر الحال علي ما هو عليه إلي أن اكتشفت هذه الحقيقة التي دفعتني إلي تطليقها، علماً بأن السبب في ذلك إحدي شقيقاتها التي كانت تستغلها لمصلحتها الشخصية، الأمر الذي وجدت معه نفسي مضطراً لأخذ إجازة والعودة إلي السودان لحسم الفوضي التي كانت تحدث في غيابي ما بين الفينة والأخري، وكان أن واجهت شخصاً ما مؤكداً له أنه ارتكب خطأ في حقي، ووضعت علي منضدته أسماء بعض الشهود، فلم يكن أمامه بدأ سوي أن ينهار ويسجل إعترافاً بأنه مخطئاً، وهو الآن نادماً علي كل ما حدث منه في تلك الفترة الماضية، ثم أنتهي الحوار بيني وبينه، وما أن خرجت من منزله، إلا وتفاجأت به يتصل بزوجتي ويروي لها مواجهتي له، وعندما دلفت إلي منزلي قالت لي زوجتي متسائلة لماذا ذهبت إلي (.......)، وتحدثت معه في هذا الموضوع؟ فقلت هل تريدنني أن اتركه، المهم وجدت طليقتي تدافع عن الباطل، فسقطت من نظري.
وأضاف : عدت إلي الدولة النفطية بعد أن انجزت مهمتي بنجاح، وفي إحدي مدنها التقيت شخصاً دار بيني وبينه حواراً بدأه بسؤالي من أين أنت؟ فأجبته من شمال السودان الذي لدي فيه قريبي المعروف (..... ) باعتبار أن المجتمع الريفي مجتمع يتعارف افراده مع بعضهم البعض، ما حدا بذلك الشخص أن ينظر لي عميقاً، ثم يقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وينهض من جواري مسرعاً، ومن تلك المدينة سافرت إلي مدينة خليجية أخري لمزاولة عملي، وهناك قابلت شخصاً تربطه صلة قرابة بذلك الشخص، فرويت له القصة كاملة، فما كان منه إلا واتصل به هاتفياً، وتحدث معه حول ما أشرت به مسبقاً، وبعد أيام من ذلك الحوار أرسل لي خطاباً مليئاً بالإساءات والشتائم، مما دفعني إلي أخذ إجارة أخري والمجيء للسودان، وذهبت إليه مباشرة وسألته عن الخطاب الذي ارسله لي؟، فقال : عندما كتبته كنت غاضباً منك، وبما أنه فعل في لحظة غضب سامحته، وكان أن أعلن توبته من الذنب الذي اقترفه في حقي، إلا إنني تفاجأت به يتمادي في غيه بعد أن شددت الرحال إلي الخليج.
وأردف : شخصيات هذه القصة ابدأ تشريحها بزوجتي، وتبلغ من العمر (244) عاماً، أما بطل القصة فهو شخصية تتسم بحب السيطرة، متزوج وله أبناء، الشخصية الثالثة تحب الأكل بصورة خيالية، الشخصية الرابعة شابة تزوجت في سن مبكرة وعاشت معظم عمرها شمال السودان، أي أنها لم تعش في المدينة كثيراً، الشخصية الخامسة تبلغ من العمر (14) عاماً، ومن صفاته أنه ذكي، ولكن قليل الخبرة عاش عمره سالف الذكر في المدينة، إلي أن توفي في رحلة العطش، الشخصية السادسة له عدد من الزوجات، الشخصية السابعة فتاة حضرت من الشمال للدراسة في هذه المدينة الخرطومية، إلا أنها كانت (بليدة)، وتحب خلق الفتن بنقل الكلام من شخص لاخر لإيقاع الناس مع بعضهم البعض، تتابع المسلسلات بصورة منتظمة، ولا تخاف من أحد، ودائماً ما تميل إلي مقاطعة الناس بدون أسباب شملت رحلة الموت عطشاً عدد من الأشخاص توفي منهم أربعة، حيث بدأت الرحلة الحزينة من قرية شمال السودان، إذ تحركت بهم العربة إلي إحدي المناطق في ذات الاتجاه الذي تنتظرهم فيه زوجتي وابني، وهكذا تحركت بهم العربة من هناك في طريقهم إلي المدينة المعنية، وفي منتصف الطريق توقفت العربة لانفجار حدث في إطار من إطاراتها، مما أدي إلي توقف العربة في الصحراء، ولم يكن السائق يضع في اعتباره أي احتمالات، الأمر الذي جعل تلك الرحلة مأساوية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني، وهكذا مات الأربعة عطشاً، وتم دفنهم جميعاً، علماً بأن الرحلة تمت ودرجة الحرارة فوق الـ(45) درجة، المهم أن العربة توقفت وجلس قائد العربة يفكر في مخرج، ولم يكن هنالك حل غير أن يذهب إثنان منهم إلي مقهي من مقاهي أقرب مدينة إلا أنهما لم يعودا مرة أخري، في حين أن من بقوا في الصحراء كانوا يتزودون بماء قليل جداً، إلي جانب أن الشمس كانت ساطعة جداً، ما اضطر إحدي السيدات خلع ثوبها ليكون ظلاً لهم، بعد أن تم شده بين الشجرة والعربة المتعطلة، إذ أنها لم ترتديه مرة أخري، وكلما مرت دقائق كانت الحرارة تزداد إرتفاعاً، وظلوا علي ذلك النحو إلي أن انقضي النهار باكمله، ودخلوا في العصر والذي انتهي بعده الماء الذي تبقي لهم، وكانت السيدة التي خلعت ثوبها تجلس بجوار شقيقتها، وقرر أحدهم الذهاب ناحية مدينة أخري، إلا أنه نُصح بأن المسافة إليها بعيدة جداً، إلا أنه اصر اصرارا شديداً علي تنفيذ فكرته نحو المصير المجهول، وفي تلك اللحظات شعر بشيء يتحرك بجواره، وحينما التفت حوله وجده حيوان امسك به، دون أن يقاومه، وجلس تحتها وبدأ يرضع في لبنها، وهكذا إلي أن ارتوي من حليب (الماعز)، وبدلاً من أن يقويه ذلك اللبن، تفاجأ بأنه لم يستطع الوقوف راجلاً وكل قواه انهارت تماماً، وفي اليوم التالي جاءت نحوهم عربة من المدينة، ووجدت سائق العربة قد فارق الحياة، ومن ثم عرفوا أن هنالك اناس آخرين تحركوا لإنقاذهم، وكان أن وصلوا إليهم ولكن بعد فوات الأوان حيث وجدوهم قد توفوا إلي رحمة مولاهم، ومن حسن حظ ذلك الشاب أن وجدوه علي قيد الحياة فتم اسعافه إلي المستشفي.
--------------------------------------
*أربعة أشخاص راحوا ضحية (العطش) بسبب عطل في إطار العربة*
-----------------------------------
*تاه أبطال القصة المؤثرة في طريقهم إلي شمال السودان*
---------------------------------------
*جلس إليه : سراج النعيم*
-------------------------------------
كشف المغترب (و.ع) القصة المؤثرة والحزينة لوفاة نجله وعدد من أفراد الأسرة البالغ عددهم (44) أشخاص ما بين ذكر وأنثي، وذلك نتيجة العطش، كما أنه وضع الأسباب التي استدعته إلي تطليق زوجته بعد (37) عاماً من الاغتراب من أجلها وأجل أبنائه، وروي في ذات السياق كيف فقد حصاد غربته الذي جناه علي مدي السنوات الماضية من خلال هجرته في دولة خليجية.
قال : بدأت قصتي قبل أن يتوفي أربعة أشخاص من أسرتي دون ذنب اقترفوه في حياتهم، سوي أنهم كانوا ضمن الرحلة المشئومة التي مازالت تسيطر علي تفكيري، وبالتالي لا أدري ماذا أفعل، وكيف أروي قصتها المؤلمة؟، المهم أن الأربعة الذين ماتوا عطشاً هاجرت من أجل أن أوفر لهم عيشاً كريماً ومستقبلاً زاهراً من حيث بناء المنزل لنجلي البالغ من العمر (14) عاماً، بالإضافة إلي زوجتي التي فرضت عليه السفر الذي أصيبت في إطاره العربة بـ(عطب)، لم يضع في ظله سائقها احتياطيات حدوث الإشكالية، كما أنه لم يكن يحمل زاداً، مثل الأكل والشرب، وبالتالي عندما توقفت العربة في المنطقة الخلوية ظلوا ينتظرون الفرج من عند الله سبحانه وتعالي، إلا أن الإنتظار طال.. وطال، ومع هذا وذاك المكان كان خالياً من أي اثار للحياة ولا يبعث بالأمل في النجاة، وهكذا كانوا ينتظرون أما فرجاً أو موتاً، فيما دب في دواخلهم إحساساً بالخوف والقلق من المصير المجهول الذي ينتظرهم..
وتابع : أكثر ما حز في نفسي أن حقيقة هذه الرحلة المؤلمة غائبة عن الناس، لذا قررت أن اكشف ملابساتها الأغرب إلي الخيال، وكنت طوال السنوات الفائته أتسأل لماذا أترك الأمر يكتنفه الغموض، دون أن افك طلاسمه وبعد صراع مرير مع النفس، قررت كشف الحقيقة وأن لا اخفيها خوفاً مهما كانت النظرة بعد ذلك، ما السر الذي قاد الضحايا الأربعة إلي الموت عطشاً؟.
وتسأل والدموع تبلل خديه، دون أن يأبه بها، لماذا الصمت؟ هكذا تسأل ثم تمالك نفسه قائلاً : في تسعينيات القرن الماضي عدت إلي السودان من الخليج لقضاء إجازة قصيرة مع أسرتي، فتفاجأت بأن زوجتي كانت تنفق كل الأموال التي أرسلها من الاغتراب الطويل في اتجاهات لا علاقة لي بها، ولا تولي أبنائي اهتماماً، بل تركز جل اهتمامها علي استضافة الاخرين للتفاخر والتباهي، والصرف ببذخ عليهم، دون عمل حساب لمستقبلي والأبناء، وهكذا استمر الحال علي ما هو عليه إلي أن اكتشفت هذه الحقيقة التي دفعتني إلي تطليقها، علماً بأن السبب في ذلك إحدي شقيقاتها التي كانت تستغلها لمصلحتها الشخصية، الأمر الذي وجدت معه نفسي مضطراً لأخذ إجازة والعودة إلي السودان لحسم الفوضي التي كانت تحدث في غيابي ما بين الفينة والأخري، وكان أن واجهت شخصاً ما مؤكداً له أنه ارتكب خطأ في حقي، ووضعت علي منضدته أسماء بعض الشهود، فلم يكن أمامه بدأ سوي أن ينهار ويسجل إعترافاً بأنه مخطئاً، وهو الآن نادماً علي كل ما حدث منه في تلك الفترة الماضية، ثم أنتهي الحوار بيني وبينه، وما أن خرجت من منزله، إلا وتفاجأت به يتصل بزوجتي ويروي لها مواجهتي له، وعندما دلفت إلي منزلي قالت لي زوجتي متسائلة لماذا ذهبت إلي (.......)، وتحدثت معه في هذا الموضوع؟ فقلت هل تريدنني أن اتركه، المهم وجدت طليقتي تدافع عن الباطل، فسقطت من نظري.
وأضاف : عدت إلي الدولة النفطية بعد أن انجزت مهمتي بنجاح، وفي إحدي مدنها التقيت شخصاً دار بيني وبينه حواراً بدأه بسؤالي من أين أنت؟ فأجبته من شمال السودان الذي لدي فيه قريبي المعروف (..... ) باعتبار أن المجتمع الريفي مجتمع يتعارف افراده مع بعضهم البعض، ما حدا بذلك الشخص أن ينظر لي عميقاً، ثم يقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وينهض من جواري مسرعاً، ومن تلك المدينة سافرت إلي مدينة خليجية أخري لمزاولة عملي، وهناك قابلت شخصاً تربطه صلة قرابة بذلك الشخص، فرويت له القصة كاملة، فما كان منه إلا واتصل به هاتفياً، وتحدث معه حول ما أشرت به مسبقاً، وبعد أيام من ذلك الحوار أرسل لي خطاباً مليئاً بالإساءات والشتائم، مما دفعني إلي أخذ إجارة أخري والمجيء للسودان، وذهبت إليه مباشرة وسألته عن الخطاب الذي ارسله لي؟، فقال : عندما كتبته كنت غاضباً منك، وبما أنه فعل في لحظة غضب سامحته، وكان أن أعلن توبته من الذنب الذي اقترفه في حقي، إلا إنني تفاجأت به يتمادي في غيه بعد أن شددت الرحال إلي الخليج.
وأردف : شخصيات هذه القصة ابدأ تشريحها بزوجتي، وتبلغ من العمر (244) عاماً، أما بطل القصة فهو شخصية تتسم بحب السيطرة، متزوج وله أبناء، الشخصية الثالثة تحب الأكل بصورة خيالية، الشخصية الرابعة شابة تزوجت في سن مبكرة وعاشت معظم عمرها شمال السودان، أي أنها لم تعش في المدينة كثيراً، الشخصية الخامسة تبلغ من العمر (14) عاماً، ومن صفاته أنه ذكي، ولكن قليل الخبرة عاش عمره سالف الذكر في المدينة، إلي أن توفي في رحلة العطش، الشخصية السادسة له عدد من الزوجات، الشخصية السابعة فتاة حضرت من الشمال للدراسة في هذه المدينة الخرطومية، إلا أنها كانت (بليدة)، وتحب خلق الفتن بنقل الكلام من شخص لاخر لإيقاع الناس مع بعضهم البعض، تتابع المسلسلات بصورة منتظمة، ولا تخاف من أحد، ودائماً ما تميل إلي مقاطعة الناس بدون أسباب شملت رحلة الموت عطشاً عدد من الأشخاص توفي منهم أربعة، حيث بدأت الرحلة الحزينة من قرية شمال السودان، إذ تحركت بهم العربة إلي إحدي المناطق في ذات الاتجاه الذي تنتظرهم فيه زوجتي وابني، وهكذا تحركت بهم العربة من هناك في طريقهم إلي المدينة المعنية، وفي منتصف الطريق توقفت العربة لانفجار حدث في إطار من إطاراتها، مما أدي إلي توقف العربة في الصحراء، ولم يكن السائق يضع في اعتباره أي احتمالات، الأمر الذي جعل تلك الرحلة مأساوية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني، وهكذا مات الأربعة عطشاً، وتم دفنهم جميعاً، علماً بأن الرحلة تمت ودرجة الحرارة فوق الـ(45) درجة، المهم أن العربة توقفت وجلس قائد العربة يفكر في مخرج، ولم يكن هنالك حل غير أن يذهب إثنان منهم إلي مقهي من مقاهي أقرب مدينة إلا أنهما لم يعودا مرة أخري، في حين أن من بقوا في الصحراء كانوا يتزودون بماء قليل جداً، إلي جانب أن الشمس كانت ساطعة جداً، ما اضطر إحدي السيدات خلع ثوبها ليكون ظلاً لهم، بعد أن تم شده بين الشجرة والعربة المتعطلة، إذ أنها لم ترتديه مرة أخري، وكلما مرت دقائق كانت الحرارة تزداد إرتفاعاً، وظلوا علي ذلك النحو إلي أن انقضي النهار باكمله، ودخلوا في العصر والذي انتهي بعده الماء الذي تبقي لهم، وكانت السيدة التي خلعت ثوبها تجلس بجوار شقيقتها، وقرر أحدهم الذهاب ناحية مدينة أخري، إلا أنه نُصح بأن المسافة إليها بعيدة جداً، إلا أنه اصر اصرارا شديداً علي تنفيذ فكرته نحو المصير المجهول، وفي تلك اللحظات شعر بشيء يتحرك بجواره، وحينما التفت حوله وجده حيوان امسك به، دون أن يقاومه، وجلس تحتها وبدأ يرضع في لبنها، وهكذا إلي أن ارتوي من حليب (الماعز)، وبدلاً من أن يقويه ذلك اللبن، تفاجأ بأنه لم يستطع الوقوف راجلاً وكل قواه انهارت تماماً، وفي اليوم التالي جاءت نحوهم عربة من المدينة، ووجدت سائق العربة قد فارق الحياة، ومن ثم عرفوا أن هنالك اناس آخرين تحركوا لإنقاذهم، وكان أن وصلوا إليهم ولكن بعد فوات الأوان حيث وجدوهم قد توفوا إلي رحمة مولاهم، ومن حسن حظ ذلك الشاب أن وجدوه علي قيد الحياة فتم اسعافه إلي المستشفي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق