معاناتي مستمرة منذ عامين.. واغسل غسيلاً دموياً
في الأسبوع مرتين..
عملية زراعة الكلي تكلف (٣٥) ألف دولار
أمريكي بـ(القاهرة)
زاره : سراج النعيم
كشف الموسيقار يوسف القديل القصة المؤثرة
لإصابته بـ(الفشل الكلوي)، ومعاناته مع الغسيل الدموي الذي يجري له يومي (الاثنين)
و(الخميس) من كل أسبوع، وذلك في تمام الساعة الرابعة صباحاً بمستشفي السلاح الطبي بمدينة
امدرمان، وعليه ظل يعاني الأمرين من المرض الملازم له على مدي عامين من تاريخ الإصابة
به، ومع مرور الأيام، الأشهر والسنين شارف على السنة الثالثة، ولازال يواصل الغسيل
الدموي الذي وصفه بـ(المؤلم جداً).
فيما قرر له الأطباء زراعة (الكلي) بقاهرة
المعز، وتبلغ تكاليف العملية (35) ألف دولار أمريكي، وأي تأخير في سفر الموسيقار يوسف
القديل إلى مصر يعرض حالته الصحية للخطر، فإلى تفاصيل معاناته مع (الفشل الكلي) في
الفترة الماضية.
في البدء ما هي تفاصيل إصابتك بالفشل الكلوي؟
أصبت بـ(قصور) في (الكلي)، وهو بلا شك
(فشل) إلا أنه يختلف عن (الضمور)، ففي القصور تقل وظائف الكلي عن القيام بوظائفها،
فالكلية تعتبر من أهم الأعضاء في الجسم، وهي المسئولة عن التخلص من السموم والفضلات
في الجسم، وتحافظ على توازن السوائل والأملاح، كما تفرز العديد من (الهرمونات) المختلفة،
وإذا حدث لها أي خلل، فإنه يؤثر على جميع وظائف الكلى، وإذا تعرضت للضغط والتوتر لفترة
زمنية طويلة، فإنها تزيد من احتمالية إصابة الإنسان بـ(ضمور الكلى).
ما الحل الذي وضعه على منضدتك الطبيب المختص؟
حسب تقرير الدكتور كبلو الحل الوحيد، هو
زراعة (الكلي) أو الاستمرار في الغسيل الدموي مرتين في الأسبوع، وبما إنني لم أحصل
على مبلغ الـ(35) ألف دولار أمريكي لزراعة (الكلي)، فأنا الآن أغسل الغسيل الدموي،
وبالتالي فإن عدد الغسلات الدموية قابلة لـ(لزيادة) في حال استفحلت حالتي الصحية، إما
إذا تحسنت فإن عدد الغسلات قابلة لـ(لنقصان)، والغسيل الدموي الذي يجريه لي الأطباء
مؤقت، ومما لا شك فيه لديه تأثير بالغ على حالتي الصحية، إذ أنه يحدث (هشاشة) في العظام
ونقص في الكالسيوم، والأخطر هو العامل النفسي الذي يقود الإنسان لـ(لعزلة)، ودائماً
ما يكون سارحاً، وبما إنني كذلك فلا أستطيع الإبداع في مجالي الموسيقي، وهي إشكالية
أواجهها بسبب الفشل الكلوي الذي لا يدعني ابذل مجهوداً فكرياً، فهو يحتاج إلى أن يكون
الإنسان صحيحاً ومعافى، أي أن لا يعاني من شيء في حياته.
وماذا؟
بذل (الحواتة) مجهوداً كبيراً بحكم ثنائيتي
مع الفنان الأسطورة الراحل محمود عبدالعزيز للإسهام في تكاليف زراعة (الكلي) بالقاهرة.
كم هي تكاليف عملية زراعة (الكلي) بمصر؟
تبلغ تكاليف العملية بمتبرع أو بدون متبرع
(٣٥) ألف دولار أمريكي، أي أنها ارتفعت من (١٧) ألف دولار أمريكي إلى (35) ألف دولار
أمريكي على حسب آخر مريض أجري عملية زراعة (كلي)، وعليه كلما حصلت على مبلغ تقف الزيادات
عائقاً أمام سفري إلى القاهرة.
كم المبلغ الذي وصلك من المساهمين؟
سلمني (الحواتة) حوالي (900) ألف جنيه،
بالإضافة إلى إنني حصلت على (٥٠٠) ألف جنيه من جهةٍ ثانية، أي أن جملة المبالغ لا تتجاوز
الاثنين مليار جنيه.
ما الذي توصلت إليه في ظل تعثر إجراء عملية
زراعة (الكلي)؟
يفترض في الجهات والمنظمات المهتمة بزراعتي
لـ(لكلي) أن تخاطب مجلس السيادة السوداني برئاسة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان،
والجهات المهتمة بالشأن الإنساني في البلاد للتكفل بنفقات زراعتي للكلي بالقاهرة.
أين الدولة من معاناتك مع (الفشل الكلوي)؟
لا تلتفت الدولة لي كموسيقي، إنما تلتفت
إلى المطرب في حال أصيب بـ(مرض)، ودائماً الموسيقي مظلوم رغماً عن أنه ملحن، موزع وموسيقي،
ولكن السلطات تنظر له نظرة دون (المطرب) رغماً عن أنه ينتج الإبداع المطروح في الحركة
الفنية.
ما الذي فعلته أنت شخصياً لزراعة (الكلي)؟
لا أستطيع طرق أبواب المسئولين للتكفل بعلاجي
في القاهرة، ولكن في إمكان المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين أن ينوب عني رغماً عن أنه
سعي سعياً حثيثاً في الفترة الماضية، ولكن ليس هنالك نتيجة إيجابية، وكل ما وصلني بسيط
جداً مقارنة بتكاليف زراعة (الكلي)، وقد صرفتها في تلقي العلاج في الخرطوم، لذلك احتاج
إلى وقفة من الجهات الرسمية والشعبية.
هل صحيح تبرع الكاردينال بـ(٣) ألف دولار
أمريكي؟
نعم، تبرع الدكتور أشرف سيداحمد الكاردينال
بـ(3) ألف دولار أمريكي ضمن المبلغ الكلي الذي جمعه (الحواتة)، وتم التبرع عبر برنامج
بقناة (الهلال) الفضائية، وعليه أشكر الكاردينال على هذا الإسهام، إلا إنني اطمح بأن
يتكفل بكل نفقات زراعة (الكلي)، فهو رجل بر وإحسان، وأياديه البيضاء ممدودة لكل المبدعين،
ولا يقصر معهم نهائياً، بدليل أنه وفر لأعضاء اتحاد المهن الموسيقية حقيبة الصائم في
شهر رمضان الماضي، وهي كانت حقيبة دسمة، ورغماً عن ذلك لا أستطيع أن أطرق بابه شخصياً،
ولكن يمكن أن يتم الأمر عبر وسيط.
خلاف الثنائية بينك والحوت لديك أعمال غنائية
مع فنانين آخرين أين هم من حملة علاجك؟
تحدثت مع المطرب الشاب شكرالله عزالدين
مؤكداً له بأن حوله عدد كبير من المطربين الشباب، فلماذا لا يطرح عليهم تكاليف زراعتي
لـ(لكلي) بالقاهرة، وما دور زملائه طه سليمان، عصمت بكري، محمد الخاتم، أمين حسب الرسول
وآخرين بمن فيهم من تعاملت معهم، ومن لم أتعامل معهم، وقد وعدني بأن يبذل قصارى جهده
إلا إنني حتى الآن لا أدري ما هي النتائج التي وصل إليها؟، كما تلقيت اتصالاً هاتفياً
من المطرب جمال فرفور، والذي قال من خلاله : (سنقف معك بإذن الله)، عموماً مسألة زراعة
(الكلي) تحتاج إلى تكاتف، تعاضد وتضافر لجمع مبلغ العملية الكبير جداً.
ما الذي يحدث لك كلما استمريت في الغسيل
الدموي؟
الغسيل ينهك جسمي، وهذا ما شاهدته في الأشخاص
الذين سبقوني في الغسل بمركز غسيل الكلي، إذ أن من مر عليهم ثلاث سنوات جلسوا على الكراسي.
كم مر على اكتشاف إصابتك بالفشل الكلوي؟
مر على الإصابة بـ(الفشل الكلوي) سنتين،
ومقدم على الدخول في السنة الثالثة، ففي السنة الأولي من الإصابة شددت الرحال إلى مصر،
وأجريت الفحوصات والتشخيصات، والتي أخذت على إثرها العلاجات إلا أنها كانت مؤقتة، بالإضافة
إلى أن الأطباء فرضوا على تقليل (البوتاسيوم) وبعض الأطعمة كـ(اللحوم) وغيرها، كما
ظللت أتناول (الحبوب)، وهذا العلاج استمر معي لمدة عام، وبعدها حدثت لي الانتكاسة،
فلزمت السرير بمستشفي السلاح الطبي بمدينة امدرمان شهر تقريباً، ومن ثم بدأت في الغسيل
الدموي، وهو بلا شك مؤلم جداً، وكلما أزفت ساعته أكون قلقاً جداً.