الأربعاء، 22 يناير 2020

رسالة هامة جداً إلى السيدة رئيسة القضاء حول عدم العثور على ملف قضية



بعث ورثة حمد النعيم علي رحمة الله برسالة إلى السيدة نعمات عبدالله محمد خير رئيسة القضاء السوداني حول عدم العثور على ملف قضية مرتبطة بالعقار رقم (٣٨٢)، والذي تبلغ مساحته (٤٨٠) متراً، والذي يقع بمدينة الشاطئ (السرحة سابقاً) بمحلية كرري، (محجوزاً) في البلاغ رقم (١١٤٣) تحت المادة (١٧٧) من القانون الجنائي لسنة 1991م، والذي خاطب في إطاره قاضي محكمة كرري للأحوال الشخصية سجلات السلطة القضائية (أراضي كرري)، والتي أكدت موظفتها في إفادتها أن العقار (محجوزاً) في البلاغ سالف الذكر، فما كان من الورثة إلا أن يرفعوا عريضة دعوي قضائية إلى القاضي المشرف على محكمة جنايات كرري، طالبوا من خلالها رفع الحجز عن العقار بالرقم (٣٨٢) مدينة الشاطئ (السرحة سابقاً)، وبدوره وجه القاضي المشرف الشرطة لإحضار الأوراق، إلا أن النتيجة تتمثل في عدم العثور على ملف القضية، والذي يتساءل في ظله الورثة ما الحل لكي يتمكن القاضي من رفع الحجز مع العلم أن القضية تمت فيها تسوية بين الشاكي والمشكو ضده بواسطة المحامي تاج السر محمد صالح حسن بتاريخ ١٤/٨/٢٠١١م، وجاءت التسوية على هذا النحو : (أنا تاج السر محمد صالح حسن استلمت من السيد صلاح عثمان عبدالله مبلغ مائتان ألف دينار كأمانة للسيد معتصم عثمان العطا، وذلك بخصوص مطالبة للسيد المشكو ضده، وقد شهد على تلك التسوية أحمد الشيخ إبراهيم ومحجوب أحمد رحمة مع العلم أن جميع الأطراف المتعلقة بهذه القضية على قيد الحياة.
وأضاف الورثة في رسالتهم إلى رئيسة القضاء السوداني : قدمنا كل المستندات المطلوبة لرفع الحجز للسلطات القضائية بمحلية كرري إلا أن النتيجة هي أن ملف القضية لم يتم العثور عليه، لذا اضطروا للجوء لعدالتكم المؤقرة لإيجاد الحل نسبة إلى أن الحجز يقف عائقاً أمامهم على مدي (١٧) عاماً، هو تاريخ الذي تمت فيه تسوية القضية بين الشاكي والمشكو ضده.


الاثنين، 20 يناير 2020

تقرير خطير حول الوجود الأجنبي واللاجئين في السودان.. الإحصائيات تجاوزت الجنوبيين والسوريين ورعايا دول أخرى

تقرير : سراج النعيممن المؤكد أن الوجود الأجنبي واللاجئين يشكلون مهدداً خطيراً لعدم تقنينه في السودان، وفقاً لما يتم في جميع دول العالم المستضيفة لهم، فأنت كلما خرجت من منزلك متوجهاً إلى مكان عملك تظن أنك في مدينة من المدن السورية أو الإثيوبية أو الإريترية أو الجنوب سودانية، خاصة وأن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير جعل السودان دولة مشرعة الأبواب للأجانب واللاجئين الذين يمارسون العمل في قلب الخرطوم، والتي غزوها بصورة لم تحدث على مر تاريخ السودان، إذ أنهم يعملون بصورة غير مقننة، ورغماً عن ذلك تجدهم يعملون في المجالات المختلفة، البقالات، الكافتيريات، المطاعم، سائقين للمركبات العامة الحافلات وحتى الركشات، والمصانع والمستشفيات، مما أدى ذلك إلى تلاشي الثقافة السودانية في ظل انتشار الثقافات الوافدة، فهم يتم التعامل معهم أسوة بالسودانيين، وقد امتد نشاطهم للمأكولات والمشروبات الساخنة والباردة، بالإضافة إلى الترويج لثقافاتهم غير المنضبطة، وبالتالي فإن ثقافاتهم أصبحت تدخل في أدق تفاصيل حياتنا اليومية، وتشير الإحصائيات التقديرية إلى أن أكثر من (٤٠٪) من سكان ولاية الخرطوم أجانب_لاجئين، ويتمركزون في المدن والأحياء والأطراف إلى جانب وجود آخرين منهم في ولايات السودان المختلفة، والأغلبية الكبري منهم تقيم في البلاد بصورة غير شرعية، والأغرب أن البعض منهم يقودون المركبات، ويرفعون سعر التعريفة.
يعتبر الوجود الأجنبي ـ اللاجئين خصماً على الاقتصاد السوداني، فالكثير منهم أجبرتهم الأوضاع المذرية في أوطانهم للجوء إلى السودان، خاصة النزاعات السياسية والمسلحة في بلدانهم، مما قادهم للجوء إلى السودان، والذي يشهد هو أيضاً اضطرابات سياسية، اقتصادية، ورغماً عن ذلك يفضلونه منفاً لهم، مقابل البقاء في بيئتهم غير الآمنة ، وأن كنا نقدر ظروف استدعتهم لممارسة هذا الفعل المنافي لقوانين الإقامة المؤثرة دون أدني شك على ميزانية السودان الاقتصادية، لذا على الحكومة الانتقالية ضبط تدفقات اللاجئين، خاصة وأن بلدانهم شهدت نزاعات سياسية وصراعات مسلحة، إلا أنهم شاركوا المواطن السوداني في كل ما يتصل بحياته الاقتصادية، مما جعلهم يؤثرون على الأوضاع الأمنية، الاقتصادية، الثقافية والاجتماعية، وبالتالي شكلوا مهدداً في المدن والأحياء السودانية، مما يؤثر على الأمن القومي، وهو أمراً يتطلب من الحكومة وضع ضوابط مشددة لتلافي المخاطر التي أفرزها تدفق الأجانب_ اللاجئين الذين أحدثوا تعقيدات بالغة في المجتمع السوداني، الذي هو أساساً يعاني من مشاركتهم له في معاشه، ورغماً عن ذلك لا نرفض وجودهم، إلا أنه يجب تقنينه من خلال مفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة المسئول عنهم في الدولة (المضيفة)، ويخول لها إنشاء معسكرات خارج المدن والأحياء السودانية بالتنسيق مع وزارة الخارجية والداخلية، وأن توفر لهم المأكل والمشرب والأزياء إلى أن تدرس ملفات لجوئهم وفقاً للأسباب المستدعية لقبول طلب اللجوء أو رفضه، وفي كلتا الحالتين تنتفي الإقامة غير المشروعة في البلد (المضيف) الذي هو ليس معنياً بتقديم المساعدات لهم خصماً على ميزانية مواطنيه، وبالتالي على الحكومة الإسراع في وضع تشريعات تضبط وجود الأجانب_اللاجئين الإثيوبيين، الإرتريين، والجنوب سودانيين والسوريين وغيرهم، وإيجاد حلول لهذه المعضلة الحقيقية التي ظهر في ظلها الكثير من الجرائم الدخيلة على المجتمع السوداني، وأشهرها المجزرة البشرية التي شهدتها شقة (شمبات) الشهيرة، بالإضافة إلى الجرائم الخطيرة المنظمة كظاهرة شبكات التهريب والاتجار بالبشر.
ومما ذهبت إليه فإنه ليس هنالك إحصائيات دقيقة نسبة إلى تدفق الأجانب_ اللاجئين كلما سنحت لهم الفرصة من خلال التهريب عبر شبكات الاتجار بالبشر، وبالتالي فإن السودان لديه إشكالية في مسألة الإحصائيات الدقيقة، أما بالنسبة للمسجلين بحسب ما أشار مسئولين من النظام البائد في وقت سابق أن عددهم بلغ (162.097) وهؤلاء يقيمون في ولايات الخرطوم، الجزيرة، البحر الأحمر، غرب دارفور، كسلا، سنار والقضارف، إما اللاجئين فيبلغ عددهم (117.902) شخصاً إريتريا، (19.124) شخصاً تشادياً، (17.245) شخصاً إثيوبياً، إلا أن هنالك تقارير تؤكد أن الوجود الأجنبي في البلاد وصل إلى أكثر من (3) ملايين أجنبي_ لاجئ، وعليه فإن هذه النسب تفوق إمكانيات السودان بكثير، مما أدى إلى اكتظاظهم بتلك الولايات، فيما تشير تقارير آخرى إلى أن الوجود الأجنبي في السودان وصل إلى (24.780) شخصاً، والذين يعملون منهم يبلغ عددهم (2.642) شخصاً، وبما أن هنالك تضارب في الإحصائيات إلا أن السودان يعتبر من أكبر الدول المستضيفة للأجانب_اللاجئين، وهذه النسب غير الدقيقة قابلة للزيادة، وذلك من واقع أن هنالك شبكات إجرامية تنشط في تهريب الأجانب_اللاجئين عبر الحدود المتاخمة للسودان مع دول الجوار، وبالمقابل هنالك إحصائية خلاف السابقة تؤكد أن عدد اللاجئين الاريتريين بلغ (336.828) شخصاً، والإثيوبيين (97) ألفاً شخصاً، والتشاديين (158) ألفاً شخصاً، والكنغوليين (15) ألفا شخصاً، واليوغنديين (5) آلاف شخص، والصوماليين (8) آلاف شخص، وإفريقيا الوسطى (100) ألف شخص، بالإضافة إلى جنسيات دول آخرى وصل عددهم (150) ألف شخص، وهذه النسب خلاف نسب موسم هجرات اللاجئين الجنوب سودانيين والسوريين الذين فتح لهم الرئيس المخلوع عمر البشير البلاد دون ضوابط تتيح للسلطات المختصة عمل إحصائيات دقيقة لوجودهم في البلاد، إذ أنهم دخلوا الأراضي السودانية بإعداد كبيرة جداً، فضلاً عن الأجانب من الدول العربية المختلفة والآسيوية والأوروبية، وهذه التضاربات في الإحصائيات أحدثتها سياسات النظام البائد من حيث التعامل مع هذا الملف الشائك، والذي سبب قلقاً للدول العظمي، ناهيك عن السودان المصنف من ضمن دول العالم الثالث، والتي تعاني من أوضاع سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية وفكرية، ومع هذا وذاك توجد به أكبر بعثة لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في القارة السمراء، مضافاً إليها المنظمات العاملة في المجال الإنساني.
فيما ظللت أحذر من الوجود الأجنبي في السودان، والذي يشكل خطراً كبيراً على الناس والمجتمع، وذلك من واقع أن الأجنبي ـ اللاجئ يتمتع بكل ميزات المواطن السوداني، مما خلق فوضى عارمة خاصة بعد أن فتح نظام الرئيس المخلوع الأبواب مشرعة لدخول الكثير منهم دون رقيب أو حسيب، وتجاوز ذلك بكثير من خلال منح عدداً منهم الجنسيات السودانية، وأمثال هؤلاء تغلغوا وسط الناس والمجتمع بصورة مخيفة ومقلقة جداً، إذ تشير الإحصائيات إلى أن عددهم فاق الـ (3) مليون لاجئ حيث تسلل البعض منهم للسودان عبر تجار البشر.
والأخطر مما أشرت له هو أن الوجود الأجنبي يهدد السودان أمنياً، فمن السهل استخدامهم في ارتكاب جرائم السرقة، النهب، الاحتيال، غسيل الأموال، التزوير والشعوذة، بالإضافة إلى أنهم يشاركون إنسان السودان في خدماته الصحية، التعليمية، الإقامة والمواصلات، مما يعمق الأزمة الاقتصادية، وبالتالي تضطر الدولة للصرف عليهم بصورة مباشرة أو غيرها، كما أن الوجود الأجنبي يلعب دوراً طليعياً في أحداث متغيرات في الثقافة السودانية المنبثقة من الثقافة الإسلامية، وعليه يتأثر المجتمع بالثقافات الوافدة، ولا سيما أبرزها الزواج العرفي وغيرها، لذا ظللت أكتب مراراً وتكراراً عن الوجود الأجنبي الوافد من دول الجوار وغيرها، وقلت أنه يشكل هاجساً كبيراً للسلطات الرسمية خاصة وأن البعض منه غير مقنن وجوده ، وعدم هذا التقنين أفرز ظواهر سالبة كثيرة في المجتمع السوداني، لذا لابد من تشريع قوانين تنظم الوجود الأجنبي في السودان، والذي حدثت منه تفلتات هنا وهناك، ومعظم الذين يدخلون السودان بصورة غير شرعية يزداد عددهم بصورة كبيرة، ولا تحتاج لهم البلاد، وعليه استطاعوا أن يؤثروا في النشء والشباب بالانحراف عن الطريق الصحيح، فأصبحت الجريمة والسلوك المنحرف متفشياً.

فهيمة عبدالله تخوض تجربة زواج جديد مع عازف الطمبور أحمد الصديق


عقدت الفنانة فيهمة عبدالله قرانها على العازف بفرقتها أحمد يوسف الصديق الذي يعزف خلفها على آلة الطمبور الشعبية التي أضافتها إلى فرقتها الموسيقية في السنوات القليلة الماضية.
ووسط حضور نوعي جرت مراسم عقد قران الفنانة فهيمة عبدالله على عازف فرقتها الموسيقية يوم (الجمعة)، وما أن أنتشر الخبر وسط الفنانين والموسيقيين إلا انهالت عليها التهاني.
من جانبها، تعتبر فهيمة عبدالله قد تزوجت أكثر من مرة إلا أنها انفصلت عن أزواجها السابقين، وها هي تكرر التجربة مجدداً مع زوجها العازف أحمد يوسف الصديق.
من جهتها، تبعث (العريشة) بالتهاني الحارة للفنانة فهيمة عبدالله وزوجها أحمد يوسف الصديق، وتتمني لهما حياة زوجية سعيدة مليئة بالرفاهة والبنين.

سراج النعيم يكتب : حقائق حول انتهاك السوريين للاداب السودانية


ظل البعض يوجه الاتهامات للاجئين السوريين عبر وسائط (العولمة) المختلفة وفقاً لما هو منسوب إلى البعض منهم، وهي منشورات تهدف إلى تشويه صورة فتيات سودانيات، وتدخل الشك والظن حول علاقة اللاجيء السوري بالفتاة السودانية، فلربما يكون ذلك النشر تم من خلال جهات سورية لديها أجندة سياسية، كما أوضح أحدهم، مؤكداً أن جهة سورية وراء استهداف اللاجيء السوري إينما ذهب، لذا ربما تكون تلك (البوستات) قائمة على فكرة محددة، وبالتالي لا أساس له من الصحة، وأن دل هذا الشئ، فإنما يدل على أن هنالك مخطط ممنهج يدعو لتحريض السودانيين على اللاجئين السوريين، وهذا الامر يتم بصورة دقيقة جداً، انتهجوا على إثره طرقاً محفوفة بالمخاطر، وهي بلا شك تؤزم العلاقة بين الطرفين، وذلك بالاتجاه نحو العادات والتقاليد السودانية المغايرة تماماً للسورية، هكذا ركزت المنشورات على المسائل الأخلاقية المرتبطة بالمرأة السودانية، والتي معروفاً أنها من الخطوط الحمراء للشعب السوداني، الذي ظل محافظاً عليها رغماً عما تسفر عنه الثقافات الوافدة.
من المهم جداً التحذير من مغبة إفساح المجال للمخططات الهادفة لهدم القيم والأخلاق السودانية غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، والتي ربما تجد الطريق ممهداً في ظل التطور التكنولوجي، والذي يلعب دوراً في الاختراق للثقافة السودانية، وهو أمراً ربما يجهله اللاجئ بصورة عامة والسوري على وجه التحديد، لذا يجب تبصيرهم وتوعيتهم بها حتى لا يقعوا ضحية للجهل بالعادات والتقاليد السودانية، ورغماً عن ذلك أطالب بعدم التسرع في إصدار الأحكام المسبقة جزافاً، خاصة وأنها في الغالب الأعم مبنية على (بوستات) منشورة عبر الميديا الحديثة، وهي إذا كانت بمثل ما يصورها البعض، فإنها تبشر بالمزيد من الأطفال اللقطاء، وأطفال الشوارع، وهذا قطعاً لا ينفي وجود فساد أنتجه نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في ملف اللاجئين، لذا يجب أن لا نهاجم اللاجئ دون تبيان حقيقة الأمر، وأن نرعى النزاعات المسلحة الدائرة في بلادهم، وهي لوحدها التي شردتهم، وأجبرتهم على البحث عن ملاذ آمن يحتمون به من ظروف قاسية، ولا أعتقد أنهم قد يفكرون من خلالها في ممارسات لا أخلاقية ، الذي يجب أن نعود وفقه إلى كتاب الله سبحانه تعالي، الذي قال في محكم تنزيله : (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ)، وعليه فإن هنالك الكثير من السودانيات الشريفات اللواتي ليس لديهن عقدة الدونية أو اللون الأبيض، الذي ربما تأثرن في إطاره بقصص درامية خيالية ظللن يشاهدنها منذ سنوات وسنوات عبر التلفاز، إلا أن من تأثرن يمكن تقييدهن بواسطة أسرهن، ومنعهن من الخروج من منازلهن، حفاظاً على ماء وجه السودانيات البريئات من الاتهامات، التي دفعن في إطارها ثمناً غالياً بـ(النبش) و(التشكيك)، وإذا ثبت أن هنالك من ذهبن إلى اللاجئين السوريين، فيجب علينا كبح جماحهن كما تم الإشارة إليه.
بما أن ظاهرة الكتابة عن الفتيات السودانيات بصورة سالبة متفشية، رأيت أن أنقب عنها، وعندما فعلت وجدت أن البعض أتفق مع اللاجيء السوري بتوجيه الاتهام إلى جهات كتبت (بوستات)، وأرفقت معها صوراً لفتيات سودانيات تجمعهن مع بعض اللاجئين السوريين عبر (الفيس بوك)، وربما تكون هذه الصور حقيقية أو غير حقيقية، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه ما الهدف من ورائها؟، هل هو خلق إشكالية بين السودانيين واللاجئين السوريين؟، وهل يفعلن ذلك مع جميع اللاجئين السوريين المنتشرين في كل بقعة من بقاع العالم؟، كما يتهمها اللاجيء السوري حسب عادات وتقاليد البلد المضيف؟، مؤكداً أنهم وجدوا في ذلك النهج مرتعاً خصباً في السودان، الذي تحكمه عادات وتقاليد مخالفة للعادات والتقاليد السورية، لذلك نشروا وفقها صوراً لشباب سوريين مع شابات سودانيات في الخرطوم، الأمر الذي لم ولن ينطلي على من رفضوا الفكرة جملة وتفصيلا، وذلك نابع من درايتهم التامة بالأساليب التي تستخدمها الجهات السورية للضغط على شعب بلادها، علماً بأن الإنسان الصالح والطالح موجود في كل المجتمعات، إلا أن ذلك (الشذوذ) يتم في طي الكتمان حفاظاً على قيم وأخلاق البلد (المضيف).
من المفترض أن يتفهم الشعب السوداني حقيقة المخططات السياسية التي تشير إلى اللاجيء السوري، وأن لا يعمموا الاتهام، خاصة وأنهم لجأوا لنا في ظل ظروف الحرب. ومثلما فعلنا معهم، فقد فعلوا هم قبلاً مع السودانيين الذين سافروا إلى سوريا في سنوات ماضية، إذ أن بلادهم احتضنتهم، وفتحت لهم أبوابها، وميزتهم عن جميع الشعوب في مجالات التجارة والدراسة (ﻣﺠﺎﻧﺎً)، وما استقبالنا لهم في السودان، إلا جزء من رد الجميل.
إن اللآجئ السوري سيظل عزيزاً في وطنه الثاني، إلي أن تنتهي ظروف الحرب الدائرة في بلاده، والتي جعلته يبحث عن ملاذاً آمناً يجابه من خلاله الضائقة الاقتصادية الحادة التي يركن لها آنياً، وذلك بالبحث عن ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ، ﺃﺳﻮﺓ بالبلد الذي يستضيفه، فإنه لم يجد الميزة الأفضل، إلا في السودان الذي تشير الإحصائيات غير الرسمية فيه، أنه ﻳﺤﺘﻀﻦ ﻧﺤﻮ (110) ﺁﻻﻑ ﺳﻮﺭﻱ، دخلوا البلاد عقب اندلاع الحرب في سوريا، وبالتالي لا يمكن أن يكونوا جميعاً بذلك السوء الذي صوره البعض عبر وسائط التواصل الاجتماعي. فيما، وجدت خطوة استضافتهم استحساناً، فمن المعلوم أن اللاجئ ﺍﻟﺴﻮﺭي ﻳﻌﺎني الأمرين من الظروف ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ القاهرة، التي نعاني منها نحن أيضاً، بعد رفع الدعم عن المحروقات، والذي نتج عنه ارتفاع في الأسعار، مما دعا البعض إلى إطلاق دعوات تناهض النظام الحاكم على أساس أن معالجاته كانت بالضغط علي (جيب) محمد أحمد (الغلبان)، الأمر الذي ضاعف عليه الأعباء بالإضافة إلى عدم ﺗﺨﺼﺺ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ داعمة للأجئ السوري، وجميع اللاجئين في السودان، والذين أضحوا يتقاسمون مع السوداني ﺍﻟﺪﻋﻢ الذي كان يتلقاه ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺧﺪﻣﺎﺕ، وبالتالي وقعت الحكومة السودانية في خطأ عدم إبرام اتفاق ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ يقتضي بموجبه تقديم مساعدات ﻟﻼجئين أسوة بإخوته في جميع أنحاء العالم، حتى لا تضطر إلى أن تدعهم يشاركون السودانيين في ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ المقدمة لهم.

الأحد، 19 يناير 2020

رجل اعمال سوداني يتخذ إجراءات قانونية ضد المستشار الإعلامي للسفارة السعودية بالخرطوم






الخرطوم/ العريشة

اتخذ رجل الأعمال السوداني سيف الإسلام عباس زين العابدين إجراءات قانونية جديدة اليوم (الأحد) الموافق 19 يناير 2020م في مواجهة فيصل عائط الشهري، المستشار الإعلامي للسفارة السعودية بالخرطوم، وذلك لدي نيابة الخرطوم وسط، على خلفية اتهامه بتهديده، والمساس بالسفارة السعودية بالخرطوم، بحسب صحيفة (العريشة).
وقال رجل الأعمال السوداني سيف الإسلام عباس لصحيفة (العريشة) : تشير الوقائع إلى أنه دار حوار بيني والمستشار الإعلامي للسفارة السعودية من خلال اتصال هاتفي هددني عبره بأن لا أمس السفارة السعودية بالخرطوم بشىء، علماً بانني لدي قضية مدنية ضد السفارة السعودية بالخرطوم بمحكمة الخرطوم الجزئية بالرقم (2774) وتنظر فيها المحكمة الموقرة.
وأضاف : لم أمس السفارة السعودية بالخرطوم بشىء غير انني اتخذت ضدها اجراءات القانونية مطالباً برد حقوقي المالية بطرف السفارة السعودية بالخرطوم والبالغة (172) ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى الاتعاب ورسوم المحكمة.
من جانبه أكد المستشار القانوني لرجل الأعمال السوداني سيف الإسلام عباس أنه سوف يكمل كافة الإجراءات القانونية ضد المستشار الإعلامي للسفارة السعودية فيصل الشهري ورفع الحصانة بواسطة وزارة الخارجية السودانية والقبض عليه للتحري.

الأربعاء، 15 يناير 2020

حسن فضل المولى يكتب عن ميرغني البكري بعد عام على رحيله


تلقيت دعوة كريمة للمشاركة بالحديث في الاحتفال المقام بمنتدى راشد دياب بمناسبة مرور عام على رحيل شيخ النقاد ميرغني البكري، وتمت دعوتي لمعرفتي وتقديري وحبي له ، وكعادتي اعتذرت عن الحديث، فماذا كنت قائلاً عن ميرغني البكري، فهو كالبحر الذي لو طلب من أحدنا أن يصفه فلا يملك إلا أن يقول: ـ
إنه البحر ...
إنه البحر ...
إنه البحر ...
وفي الليلة المشهودة ذهبت ، واتخذت مكاناً إلى جوار صديقي الإنسان الجميل راشد دياب، وكان برفقتي الشاعر عبد الله البشير، وأنا عندما أصادف راشد دياب لا أتجاوزه، إذ أنني آنس إليه وأتبادل معه الحديث هامساً، ولو سمعه البعض لرمونا بالفسوق، وهو عين المباح، إلا أنه وفي تلك الليلة صمتنا حتى عن المباح، إذ أن روح شيخ النقاد ميرغني البكري تحيط بنا من كل حدب وصوب، وذكرى رحيله تدمي أكبادنا .
فيما تحدث العلامة على شمو وهلاوي وشكر الله ود. عبد القادر سالم وأخرين، وتخللهم بالحديث والتقديم عوض أحمداني، لقد أبانوا من الشمائل مالو ظفر الرجل بواحدة منها لصار بها ذو شأن عظيم، فما بالك إذ اجتمعت فيه ودانت له0
إن البكري كان أشبه بالطَلْ في صفائه ونفعه حتى إن لم يكن تأثيره يُرى بالنسبة للكثيرين أشبه بطائر الفينيق الذي خلع عليه الناس من الأوصاف حتى صار أشبه بالخيال، إذ كان يرعى النجوم في سماها، ويرعى النجوم في أرضها، ومن نجوم السماء عبأ نفسه بالجمال والتألق .
وإما نجوم الأرض فإذا كان البعض يقف لناشئة المبدعين بالمرصاد والتبخيس، فإن ديدن ميرغني البكري أن يكلأهم بغامر رعايته، ويسخر قلمه للزود عنهم حتى يكبروا ويملأون الآفاق بعطائهم الدفاق ، وكان يغشى جل المنتديات الثقافية والفنية وكأن له أشباه ونظائر، إذ كيف كان يقوى على ذلك حتى بعد أن وهن منه العظم، وأشتعل الرأس شيباً، وإني حل تجده يملأ المكان حضوراً طاغياً بجمسه المنحول وعمامته المعهودة وصوته المعتق، وإذا رأك لا ينتظرك تأتيه، بل يخف إليك باسطاً ذراعية ، وقد ظل على هذا الحال إلى آخر يوم في حياته، إذ لم يحجبه الإعياء أو يقعد به الداء، فمات واقفاً كما الأشجار، وهو يشهد منشطاً بنادي الربيع، وكنت ضمن أهله وعشيرته ومحبيه وتلاميذه الذين هرعوا منتصف الليل لتشييعه إلى مثواه الأخير .
وفي اليوم التالي جلس إليّ صلاح الحردلو في سرادق العزاء وأنبأني أن المرحوم آخر ما كتب في مذكراته أربع صفحات عني فأيقظ في دواخلي كل لواعج الامتنان لهذا الرجل الإنسان، وهو أول من أطلق علي لقب (الجنرال)، وكنت يومها في تلفزيون السودان علماً بأنه ليس لي من بلاء الجنرالات، وعلو كعبهم سوى هذا اللقب، رحم الله البكري وأبدله خيراً مما ترك .

الثلاثاء، 14 يناير 2020

عالم سوداني شاب تضعه ثورة ديسمبر على قمة نجوم ومشاهير العالم



جلس إليه : سراج النعيم
وضع الدكتور العالم الشاب السوداني فاضل فاروق محمد الأمين، المنحدر من مدينة (شندي) بولاية نهر النيل، الواقعة شمال السودان، تفاصيل مثيرة حول وضع ثورة ديسمبر المجيدة لشخصه على قائمة نجوم ومشاهير العالم، كما أنه كشف قصصاً فيما يتعلق بأبحاثه ودراساته العلمية في مجال طب أسنان الأطفال، إذ أنه نشأ وترعرع في السعودية ومن ثم بريطانيا، والأخيرة درس فيها مراحله الأكاديمية إلى أن تخرج من جامعة (لندن) بدرجة بكالوريوس في علم الأدوية، كما حاز على بكالوريوس في علم الأسنان، وماجستير تقويم الأسنان، ودكتوراة في أسنان الأطفال، ومن ثم درس في عدد من الجامعات العالمية، ثم عاد إلى السودان من أجل خدمة إنسان وطنه في مجاله الذي اختارته له موهبته، فبدأ العمل من خلال عيادة طبية في شارع القصر الجمهوري بالخرطوم، وظل يطور فيها إلى أن أصبحت عدداً من العيادات، والتي أكسبته شهره عالمية بالأبحاث والدراسات التي ابتكرها في عز انتفاضة ثورة ديسمبر المجيدة التي أطاحت بالرئيس المخلوع عمر البشير.
ما الذي قدمته للوطن بعد الاستقرار فيه؟
دربت مئات الأطباء، وعملت استشارياً في عدد من الجامعات السودانية، كما درست في جامعات الخرطوم، العلوم الطبية، الرازي والرباط التي أسست فيها قسم الأسنان ورئيساً له، وأسست أيضاً قسم الأسنان في جامعة الرازي، وكل الجامعات سالفة الذكر كرمتني، وفيما بعد قررت أن أدرس في جامعة (الرازي) فقط، وأن أتفرغ للعمل في عيادتي الخاصة، وأبحاثي ودراساتي العلمية، خاصة وأن السودان شاسع المساحة ومترامي الأطراف، لذا تنقصه الكثير من الخدمات، وكثير.. كثير من الأطباء، ويفتقر إلى تدريب الكوادر الطبية عملياً، خاصة وأن مهنة طب الأسنان من المهن باهظة الثمن، فالطبيب يحتاج في إطارها إلى إمكانيات مالية لتأسيس عيادة، وذلك بعد سنوات من اكتساب المهارة الجراحية الدقيقة جداً، لذا هو مجبراً للتضحية من أجل تحقيق ذاته، والذي يجب أن يكون في ظله المريض على وعي قبل الإقدام على خلع الأضراس، والتي لا تحتاج إلى مهارة فنية كبيرة، بل بالعكس هنالك مساعدين طبيين يخلعون الأضراس بصورة جيدة، خاصة في مناطق ليس فيها أطباء أسنان، وهذه البساطة جعلتني أغير مفهوم (خلع) الأسنان بالإبقاء عليها، وهذه الفكرة طورتها لأنني طبيباً متخصصاً، وبالتالي لا أفكر في (الخلع) كما هو سائداً، فمثلاً أسنان الأطفال تتساقط تلقائياً، وبالمقابل فإن أبحاثي ودراساتي العلمية أثبتت أنه في الإمكان معالجتها بطريقة بسيطة لا تحتاج لـ(بنج) أو (كهرباء)، ومن خلال تجربتها أعطت نفس الكفاءة، علماً بأن الأطفال يجدون صعوبة في العلاج بـ(البنج) وماكينات (خراطة الأسنان) المزعجة، وعليه فإن تجاربي وصل صداها إلى بريطانيا، والعالم عموماً من واقع أن العالم الأول يعاني كالعالم الثالث من (تسوس) الأسنان، وتتمثل المعاناة في عدم القدرة على عمل كنترول لها، مما يجعلها أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، وأكاد أجزم أن أي إنسان في السودان لديه (تسوس)، فيما يعاني الطفل منه إلى أن يبلغ سن الثانية عشر عاماً.
على ماذا ركز العلماء فيما توصلت إليه من ابتكار علمي؟
جزء من الإشادة العالمية بأبحاثي ودراساتي تكمن في أنها تمنع (خلع) الأسنان، وهكذا يكون الإنسان قد وصل إلى مرحلة الأسنان الدائمة.
كيف هو وضعك في السودان الآن؟
صعب جداً لأنني أفتقر للكثير من الأبجديات، مثلاً استمرار التيار الكهربائي، وتوفر المياه الصحية الضمانة لسلامة المريض في ظل إجراء عمليات دقيقة جداً، فما كان متوفراً في بريطانيا ليس متوفراً لي هنا، مما يؤكد أن هنالك تحديات حقيقية تواجهني كطبيب، بالإضافة إلى انحصار تفكير البعض في إهمال الطبيب، أكثر من الاعتناء بالمريض، ومن خلال ممارستي للمهنة التمست أن (البنج) الذي نعطيه للمريض في عمليات الأسنان للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة يبادر للأذهان شبح (الموت)، وأعزو ذلك الهاجس إلى قضية والي الدين لاعب الهلال الشهيرة.
كيف وجدت العلاج في السودان؟
العلاج في بلادي أصعب من أي مكان في العالم، لذلك تجد الأطباء السودانيين عندما يهاجرون لدول آخري يحققون النجاح تلو الآخر، ويشهد العالم على تميزهم، لذا أعتقد أن المسألة مرتبطة بثلاثة مسارات المسار الأول الطبيب، المسار الثاني المريض، والمسار الثالت التدريب.
ماذا بين عملك الطبي في بريطانيا والسودان؟
هما عالمين لا يلتقيان، ففي بريطانيا قائماً على الانضباط والأمانة مع النفس، وأن أكون محدداً ومخططاً للأولويات، أي أنني أرتب حياتي للمدى القريب والبعيد معاً، إما في السودان فأنت لا تدري ماذا قد يحدث معك بعد ساعة من الآن؟، وهذا مبني على تركيبة إنسان السودان المتسم بالطيبة، التسامح والمجاملة، وهى مميزات إنسانية، إلا أنها تعتبر تعقيدات فقد لا يجد على إثرها المريض الرعاية، خاصة وأن الوصول للخدمة الطبية في غاية الصعوبة، فليس كل إنسان يمتلك مالاً لزيارة مريض، ناهيك عن تلقيه العلاج، لذلك لابد من وعي لترتيب الأولويات في تلقي العلاج، خاصة وأن أول ما يفكر فيه المريض كم المبلغ الذي سيدفعه للطبيب في مقابلته، مما يدعه في رهبة منه والعلاج معاً، وهذا يؤكد أن هنالك أزمة إنسانية قادتني لعلاج بعض المرضى بـ(الأقساط)، ومن أفعل معهم ذلك يلهمهم الله سبحانه وتعالي أن يحافظوا على العلاقة الإنسانية بيني وبينهم، فكثيراً ما يأتي إلى مزارعاً لا يملك المال (كاشاً)، إلا أن لديه جوالاً من (الفول) المصري، وهنالك من يهدي لي مراكيب نمر باهظة الثمن من غرب السودان مقابل العلاج.
ما هي أغرب قصة مرت عليك في إطار تلقي العلاج (مجاناً)؟
قبل سنوات جاءني مريضاً لا يمتلك مالاً، وكان ان عالجته، ومن ثم غادر العيادة وبعد سنوات تفاجأت به يحضر لي هدية من السعودية، وفي ذات الإطار تفاجأت بزوج يدخل عيادتي، ويضع على مكتبي مبلغاً مالياً كبيراً، فقلت مندهشاً : لماذا تعطيني كل هذا المبلغ وأنا لا أعرفك؟، فقال : قبل عشر سنوات تقلت زوجتي على يديك العلاج ومنّ الله عليها آنذاك بالشفاء، وهي الآن مرضيه مرضاً خطيراً، وربما تموت في أي لحظة، لذا سألتها هل يطلبك أي شخص ديناً؟ فقالت : نعم هنالك طبيب أسنان في شارع القصر الجمهوري بالخرطوم يطلبني ديناً فما كان مني إلا وبحثت في روشتات زوجتي التي تحتفظ بها، فوجدت عنوانك الذي أحضرت من خلاله هذا المبلغ، فقلت له : عفوته لها، فقال : زوجتي على فراش الموت، وهي مصرة على تسديده، لذلك لابد من أن أعود إليها بالخبر الأكيد، فما كان مني إلا واستلمته منه حتى ترتاح الزوجة من هذا الدين الذي لم تنساه في أحلك أوقاتها.
وماذا؟
أتذكر أيضاً أن هنالك مريضة جاءت للعيادة، وهي تعاني من مشكلات في أسنانها، فطلبت منها إجراء بعض الفحوصات، إلا أنها رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، وبما أن شقيقتها كانت ترافقها طلبت منها إقناعها لكي تعمل صورة أشعة للرأس، وعندما عملتها شخصت لها حالتها بأن مشكلاتها تكمن في (ورم حميد) في الرأس، إلا أنها لم تقتنع بما ذهبت إليه، وبعد سنوات قابلت شقيقتها بالصدفة في المتحف القومي، فأكدت أن شقيقتها المريضة شدت الرحال إلى الأردن، وجاءت نتيجة التشخيص مطابقة لما أشرت له، وهذا يؤكد أن طبيب الأسنان لا ينحصر عمله على علاج الأسنان فقط، بل يمتد إلى الحالة الصحية للمريض بصورة عامة.
ما الذي يتخالج لذهن المريض قبل مقابلة الطبيب؟
أول ما يخطر على بال المريض كم يكلفني العلاج، لذا من المهم جداً أن يكون المريض واضحاً مع الطبيب في النواحي المالية، فأنا في كثير من الأحيان تكون لدي المقدرة لحل مثل هذه الإشكاليات، وفي أحايين آخري لا أستطيع.
هل هنالك من يمول أبحاثك ودراساتك العلمية التي حازت على اهتمام العالم الأول؟
أبحاثي ودراساتي العلمية أصرف عليها من مالي الخاص، وما حققته من نجاح جزء من هوايتي، وشاء الله أن يتزامن نجاحي مع ثورة ديسمبر المجيدة، والتي أنجزتها في ظل أزمات بالغة التعقيد، منها على سبيل المثال انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي، وعدم توفر أطباء أسنان بالصورة المطلوبة، خاصة وأن علاج الأطفال غير علاج الراشدين، ولكل هذه العوامل فكرت في كيفية علاج أطفال السودان بطريقة ملائمة مع أعمارهم، وكان أن بحثت في هذا الاتجاه، فوجدت أن هنالك طبيبة في اسكتلندا اقترحت تكنيك بسيط جداً، وهذا التكنيك مبني على العلم، فالبكتيريا تحتاج إلى أوكسجين، وإذا أوقفت عنها الأوكسجين ومنعت منها السكر فإنها تموت، وإذا وجدنا طريقة نغطي بها البكتيريا، فإننا لا نحتاج للحفر أو خلع الأضراس، وهي من الطرق المعلومة لنا إلا أنها مقارنة بالطرق الثانية لا يوجد علم يوضح مقارنة بينها والمعيار الذهبي، وفي أمريكا كتب عن هذا التكنيك بسخرية وتساؤل هل من أخلاقيات المهنة أن تغطي البكتيريا بـ(صمغ)، وهل نحن كأطباء أسنان نستطيع أن نفعل ذلك، وقد سئلت في هذا الجانب الكثير من الأسئلة؟.
ما هي الطريقة التي لجأت لها في أبحاثك ودراساتك العلمية؟
عملت الأبحاث والدراسات ومن ثم جربتها، كما أنها حكمت في واحدة من المجلات العلمية العالمية الكبيرة جداً، وهي تتعامل مع الأبحاث والدراسات وفق معايير ومقاييس محددة، وقبل عرضها للتحكيم يتم تقديمها في مكان بعينه لأنه قد يكون لها أثاراً سالبة في العلاج، إلا أن نتائج أبحاثي ودراساتي كانت مبهرة جداً، ووضحت بجلاء أن الطفل الذي يتعالج بالطريقة البسيطة، والمعقدة جداً مقارنة مع أبحاثي ودراساتي العلمية أدت نفس النتائج، وبالتالي الطفل يكون مبسوطاً من تلقي العلاج بدون تدخل كهربائي، وهذه الطريقة في العلاج جعلت الأمهات والآباء يسألونني لماذا لم تأخذ وقتاً طويلاً في العلاج، ونحن ندفع مقابله مبلغاً من المال؟، وهم يسألون ذلك السؤال من واقع أن المعيار الذهبي يأخذ في العلاج ساعة تقريباً، بينما العلاج وفق الأبحاث الدراسية خاصتي لا يأخذ أكثر من عشر دقائق فقط، وبالتالي فإن ما تبقي أكمله شرحاً، وهكذا كتبت عني المجلات العالمية مؤكدة أن السودان يصدر للعالم علاجاً جديداً للأسنان، ومن ثم اعتذر لي عدداً من العلماء الذين انتقدوا التجربة قبل أن يتحدث العلم.
متى تم عمل الدراسة؟
عملتها في وقت كان فيه السودان محتاج إلى أفكار ومجهودات أبنائه، عملتها وكان إنسانه يموت برصاص النظام البائد، وعليه تم نشر الدراسة في المجلات العلمية العالمية في هذا التوقيت، وكان العنوان ثورة ديسمبر المجيدة، وأبحاث ودراسات علمية تبتكر في شارع القصر الجمهوري بالسودان، وبالتالي فإن قصة أبحاثي ودراساتي ارتبطت بقصة أمل في أسوأ الظروف، والإنجليز يرون فيها كيف يظلم الإنسان أخيه الإنسان، ورغماً عن ذلك الظلم فإن الإنسان يكون قادراً على الإبداع، فأنا عانيت في هذه الدراسة معاناة كبيرة، إذ لم تكن هنالك كهرباء ولا إنترنت، بالإضافة إلى الخوف على حياتي من السلطات الأمنية في ظل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذي كان يعتقل، يبطش، ويقتل، ولكل هذه العوامل تم تقدير أبحاثي ودراساتي التي عُملت في ظروف سيئة جداً، والإصرار على البقاء رغماً عن المخاطر.
ما الذي لا أعرفه عنك؟
ما لا تعرفه عني هو إنني تخرجت من جامعة (لندن)، ومن ثم عملت فيها، ويشهد لي بأنني الأول على دفعتي، وبالتالي أصبحت معيداً في الجامعة، وإنه مرغوب في عملي في جامعة (لندن)، فإن من المستقرب لعمداء الجامعة أن أترك العمل في بريطانيا للعمل في السودان رغماً عن إنني من السود في إنجلترا، وبالتالي واجهتني صعوبات باعتبار إنني قادماً من السودان وأنجح، في حين أن البريطانيين يخاطرون بأرواحهم من أجل تحقيق النجاح، وكنت أقول لهم أن طريقي غير، فأنا السوداني الوحيد الذي يعمل في كليته بجامعة (لندن).
هل تعتقد أنك محظوظ؟
أنا محظوظ جداً، فكثير من زملائي لم يستطيعوا البقاء في السودان رغماً عن أنهم نشاءوا وترعرعوا فيه إلا إنهم هاجروا منه من أجل أن يعيشوا، وبالتالي إذا وجدوا فرصتي، فإنهم سيكونون أفضل مني، وعليه فإنني احمد الله أنه أنعم على بهذه الموهبة، وهو أمر جعلني لا أفكر في بريطانيا مجدداً، فهم يتصلون عليّ دائماً ويعرضون عليّ وظائف إلا إنني أعتذر، ومع هذا وذاك مازالت لدي وظيفة .
ما الذي كنت تتضايق منه في عملك؟
أكثر ما كان يضايقني هو كلما دربت أطباء يهاجرون إلى السعودية، فالأطباء يأتون للعمل معي من أجل أن يجدوا وظائف في الخليج، فأنا أسست هذه المؤسسة لخدمة المريض، ولكنها اضطرت أن تقوم بكل هذه المهام، وهذا المجهود عملته لوحدي، وبالإضافة إلى معاناتي من الفقر المقدع و الذي في كثير من الأحيان أصرف للمريض كورس مضادات حيوية يقول لك : أعطيني منه حبتين فقط لعدم إمكانية شرائه فأدفع له ثمنه، وهكذا معظم الأطباء يفعلون.
ماذا عن أساتذتك وزملائك البريطانيين؟
كثيراً ما يأتون إلىّ في السودان، ويعملون معي في علاج السودانيين، ففيرناندو أحد أساتذتي في جامعة (لندن) جاءئي هنا، وكتب تقريراً ممتازاً عما أجريه من عمل طبي وأبحاث ودراسات علمية في السودان.
من الذي شجعك على أبحاثك ودراساتك ؟
جامعتي اللندنية كانت من أكبر المشجعين لي، إذ أن إدارتها كانت تقدم لي عروض العمل بها أثناء الانتفاضة الشعبية على نظام حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، وكانوا يقولون لي : ليس لديك مكان في السودان في ظل النظام البائد، ورغماً عن ذلك قبل العميد السابق لجامعة لندن العمل معي وهذا كان أمراً غير متوقعاً، لأنني لا أعتقد أنه سيفعلها لو لم أكن في السودان خاصة وأن لديه في بريطانيا علماء كثر، إلا أنه قرر العمل معي.
ماذا عن عملك الطبي ؟
أنا طبيب أمارس المهنة من الساعة السابعة صباحاً حتى الخامسة مساء، لذا ليس لدي وقت لعمل أبحاثي إلا بعد ذلك الوقت، لأنها تأخذ وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى أنها خصماً على جزء آخر من حياتي، والذي لعبت فيه جامعة (لندن) دوراً كبيراً من خلال تشجيعها لي بالتقارير وإرسال الأساتذة الذين احتاج لهم رغماً عن الأوضاع المضطربة التي شهدها السودان، نعم جاءوا وشاهدوا ما أنجزته في ظل الظلم الذي كان يمارسه نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...