ظل البعض يوجه الاتهامات للاجئين السوريين عبر وسائط (العولمة) المختلفة وفقاً لما هو منسوب إلى البعض منهم، وهي منشورات تهدف إلى تشويه صورة فتيات سودانيات، وتدخل الشك والظن حول علاقة اللاجيء السوري بالفتاة السودانية، فلربما يكون ذلك النشر تم من خلال جهات سورية لديها أجندة سياسية، كما أوضح أحدهم، مؤكداً أن جهة سورية وراء استهداف اللاجيء السوري إينما ذهب، لذا ربما تكون تلك (البوستات) قائمة على فكرة محددة، وبالتالي لا أساس له من الصحة، وأن دل هذا الشئ، فإنما يدل على أن هنالك مخطط ممنهج يدعو لتحريض السودانيين على اللاجئين السوريين، وهذا الامر يتم بصورة دقيقة جداً، انتهجوا على إثره طرقاً محفوفة بالمخاطر، وهي بلا شك تؤزم العلاقة بين الطرفين، وذلك بالاتجاه نحو العادات والتقاليد السودانية المغايرة تماماً للسورية، هكذا ركزت المنشورات على المسائل الأخلاقية المرتبطة بالمرأة السودانية، والتي معروفاً أنها من الخطوط الحمراء للشعب السوداني، الذي ظل محافظاً عليها رغماً عما تسفر عنه الثقافات الوافدة.
من المهم جداً التحذير من مغبة إفساح المجال للمخططات الهادفة لهدم القيم والأخلاق السودانية غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، والتي ربما تجد الطريق ممهداً في ظل التطور التكنولوجي، والذي يلعب دوراً في الاختراق للثقافة السودانية، وهو أمراً ربما يجهله اللاجئ بصورة عامة والسوري على وجه التحديد، لذا يجب تبصيرهم وتوعيتهم بها حتى لا يقعوا ضحية للجهل بالعادات والتقاليد السودانية، ورغماً عن ذلك أطالب بعدم التسرع في إصدار الأحكام المسبقة جزافاً، خاصة وأنها في الغالب الأعم مبنية على (بوستات) منشورة عبر الميديا الحديثة، وهي إذا كانت بمثل ما يصورها البعض، فإنها تبشر بالمزيد من الأطفال اللقطاء، وأطفال الشوارع، وهذا قطعاً لا ينفي وجود فساد أنتجه نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في ملف اللاجئين، لذا يجب أن لا نهاجم اللاجئ دون تبيان حقيقة الأمر، وأن نرعى النزاعات المسلحة الدائرة في بلادهم، وهي لوحدها التي شردتهم، وأجبرتهم على البحث عن ملاذ آمن يحتمون به من ظروف قاسية، ولا أعتقد أنهم قد يفكرون من خلالها في ممارسات لا أخلاقية ، الذي يجب أن نعود وفقه إلى كتاب الله سبحانه تعالي، الذي قال في محكم تنزيله : (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ)، وعليه فإن هنالك الكثير من السودانيات الشريفات اللواتي ليس لديهن عقدة الدونية أو اللون الأبيض، الذي ربما تأثرن في إطاره بقصص درامية خيالية ظللن يشاهدنها منذ سنوات وسنوات عبر التلفاز، إلا أن من تأثرن يمكن تقييدهن بواسطة أسرهن، ومنعهن من الخروج من منازلهن، حفاظاً على ماء وجه السودانيات البريئات من الاتهامات، التي دفعن في إطارها ثمناً غالياً بـ(النبش) و(التشكيك)، وإذا ثبت أن هنالك من ذهبن إلى اللاجئين السوريين، فيجب علينا كبح جماحهن كما تم الإشارة إليه.
بما أن ظاهرة الكتابة عن الفتيات السودانيات بصورة سالبة متفشية، رأيت أن أنقب عنها، وعندما فعلت وجدت أن البعض أتفق مع اللاجيء السوري بتوجيه الاتهام إلى جهات كتبت (بوستات)، وأرفقت معها صوراً لفتيات سودانيات تجمعهن مع بعض اللاجئين السوريين عبر (الفيس بوك)، وربما تكون هذه الصور حقيقية أو غير حقيقية، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه ما الهدف من ورائها؟، هل هو خلق إشكالية بين السودانيين واللاجئين السوريين؟، وهل يفعلن ذلك مع جميع اللاجئين السوريين المنتشرين في كل بقعة من بقاع العالم؟، كما يتهمها اللاجيء السوري حسب عادات وتقاليد البلد المضيف؟، مؤكداً أنهم وجدوا في ذلك النهج مرتعاً خصباً في السودان، الذي تحكمه عادات وتقاليد مخالفة للعادات والتقاليد السورية، لذلك نشروا وفقها صوراً لشباب سوريين مع شابات سودانيات في الخرطوم، الأمر الذي لم ولن ينطلي على من رفضوا الفكرة جملة وتفصيلا، وذلك نابع من درايتهم التامة بالأساليب التي تستخدمها الجهات السورية للضغط على شعب بلادها، علماً بأن الإنسان الصالح والطالح موجود في كل المجتمعات، إلا أن ذلك (الشذوذ) يتم في طي الكتمان حفاظاً على قيم وأخلاق البلد (المضيف).
من المفترض أن يتفهم الشعب السوداني حقيقة المخططات السياسية التي تشير إلى اللاجيء السوري، وأن لا يعمموا الاتهام، خاصة وأنهم لجأوا لنا في ظل ظروف الحرب. ومثلما فعلنا معهم، فقد فعلوا هم قبلاً مع السودانيين الذين سافروا إلى سوريا في سنوات ماضية، إذ أن بلادهم احتضنتهم، وفتحت لهم أبوابها، وميزتهم عن جميع الشعوب في مجالات التجارة والدراسة (ﻣﺠﺎﻧﺎً)، وما استقبالنا لهم في السودان، إلا جزء من رد الجميل.
إن اللآجئ السوري سيظل عزيزاً في وطنه الثاني، إلي أن تنتهي ظروف الحرب الدائرة في بلاده، والتي جعلته يبحث عن ملاذاً آمناً يجابه من خلاله الضائقة الاقتصادية الحادة التي يركن لها آنياً، وذلك بالبحث عن ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ، ﺃﺳﻮﺓ بالبلد الذي يستضيفه، فإنه لم يجد الميزة الأفضل، إلا في السودان الذي تشير الإحصائيات غير الرسمية فيه، أنه ﻳﺤﺘﻀﻦ ﻧﺤﻮ (110) ﺁﻻﻑ ﺳﻮﺭﻱ، دخلوا البلاد عقب اندلاع الحرب في سوريا، وبالتالي لا يمكن أن يكونوا جميعاً بذلك السوء الذي صوره البعض عبر وسائط التواصل الاجتماعي. فيما، وجدت خطوة استضافتهم استحساناً، فمن المعلوم أن اللاجئ ﺍﻟﺴﻮﺭي ﻳﻌﺎني الأمرين من الظروف ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ القاهرة، التي نعاني منها نحن أيضاً، بعد رفع الدعم عن المحروقات، والذي نتج عنه ارتفاع في الأسعار، مما دعا البعض إلى إطلاق دعوات تناهض النظام الحاكم على أساس أن معالجاته كانت بالضغط علي (جيب) محمد أحمد (الغلبان)، الأمر الذي ضاعف عليه الأعباء بالإضافة إلى عدم ﺗﺨﺼﺺ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ داعمة للأجئ السوري، وجميع اللاجئين في السودان، والذين أضحوا يتقاسمون مع السوداني ﺍﻟﺪﻋﻢ الذي كان يتلقاه ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺧﺪﻣﺎﺕ، وبالتالي وقعت الحكومة السودانية في خطأ عدم إبرام اتفاق ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ يقتضي بموجبه تقديم مساعدات ﻟﻼجئين أسوة بإخوته في جميع أنحاء العالم، حتى لا تضطر إلى أن تدعهم يشاركون السودانيين في ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ المقدمة لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق