الثلاثاء، 14 يناير 2020

عالم سوداني شاب تضعه ثورة ديسمبر على قمة نجوم ومشاهير العالم



جلس إليه : سراج النعيم
وضع الدكتور العالم الشاب السوداني فاضل فاروق محمد الأمين، المنحدر من مدينة (شندي) بولاية نهر النيل، الواقعة شمال السودان، تفاصيل مثيرة حول وضع ثورة ديسمبر المجيدة لشخصه على قائمة نجوم ومشاهير العالم، كما أنه كشف قصصاً فيما يتعلق بأبحاثه ودراساته العلمية في مجال طب أسنان الأطفال، إذ أنه نشأ وترعرع في السعودية ومن ثم بريطانيا، والأخيرة درس فيها مراحله الأكاديمية إلى أن تخرج من جامعة (لندن) بدرجة بكالوريوس في علم الأدوية، كما حاز على بكالوريوس في علم الأسنان، وماجستير تقويم الأسنان، ودكتوراة في أسنان الأطفال، ومن ثم درس في عدد من الجامعات العالمية، ثم عاد إلى السودان من أجل خدمة إنسان وطنه في مجاله الذي اختارته له موهبته، فبدأ العمل من خلال عيادة طبية في شارع القصر الجمهوري بالخرطوم، وظل يطور فيها إلى أن أصبحت عدداً من العيادات، والتي أكسبته شهره عالمية بالأبحاث والدراسات التي ابتكرها في عز انتفاضة ثورة ديسمبر المجيدة التي أطاحت بالرئيس المخلوع عمر البشير.
ما الذي قدمته للوطن بعد الاستقرار فيه؟
دربت مئات الأطباء، وعملت استشارياً في عدد من الجامعات السودانية، كما درست في جامعات الخرطوم، العلوم الطبية، الرازي والرباط التي أسست فيها قسم الأسنان ورئيساً له، وأسست أيضاً قسم الأسنان في جامعة الرازي، وكل الجامعات سالفة الذكر كرمتني، وفيما بعد قررت أن أدرس في جامعة (الرازي) فقط، وأن أتفرغ للعمل في عيادتي الخاصة، وأبحاثي ودراساتي العلمية، خاصة وأن السودان شاسع المساحة ومترامي الأطراف، لذا تنقصه الكثير من الخدمات، وكثير.. كثير من الأطباء، ويفتقر إلى تدريب الكوادر الطبية عملياً، خاصة وأن مهنة طب الأسنان من المهن باهظة الثمن، فالطبيب يحتاج في إطارها إلى إمكانيات مالية لتأسيس عيادة، وذلك بعد سنوات من اكتساب المهارة الجراحية الدقيقة جداً، لذا هو مجبراً للتضحية من أجل تحقيق ذاته، والذي يجب أن يكون في ظله المريض على وعي قبل الإقدام على خلع الأضراس، والتي لا تحتاج إلى مهارة فنية كبيرة، بل بالعكس هنالك مساعدين طبيين يخلعون الأضراس بصورة جيدة، خاصة في مناطق ليس فيها أطباء أسنان، وهذه البساطة جعلتني أغير مفهوم (خلع) الأسنان بالإبقاء عليها، وهذه الفكرة طورتها لأنني طبيباً متخصصاً، وبالتالي لا أفكر في (الخلع) كما هو سائداً، فمثلاً أسنان الأطفال تتساقط تلقائياً، وبالمقابل فإن أبحاثي ودراساتي العلمية أثبتت أنه في الإمكان معالجتها بطريقة بسيطة لا تحتاج لـ(بنج) أو (كهرباء)، ومن خلال تجربتها أعطت نفس الكفاءة، علماً بأن الأطفال يجدون صعوبة في العلاج بـ(البنج) وماكينات (خراطة الأسنان) المزعجة، وعليه فإن تجاربي وصل صداها إلى بريطانيا، والعالم عموماً من واقع أن العالم الأول يعاني كالعالم الثالث من (تسوس) الأسنان، وتتمثل المعاناة في عدم القدرة على عمل كنترول لها، مما يجعلها أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، وأكاد أجزم أن أي إنسان في السودان لديه (تسوس)، فيما يعاني الطفل منه إلى أن يبلغ سن الثانية عشر عاماً.
على ماذا ركز العلماء فيما توصلت إليه من ابتكار علمي؟
جزء من الإشادة العالمية بأبحاثي ودراساتي تكمن في أنها تمنع (خلع) الأسنان، وهكذا يكون الإنسان قد وصل إلى مرحلة الأسنان الدائمة.
كيف هو وضعك في السودان الآن؟
صعب جداً لأنني أفتقر للكثير من الأبجديات، مثلاً استمرار التيار الكهربائي، وتوفر المياه الصحية الضمانة لسلامة المريض في ظل إجراء عمليات دقيقة جداً، فما كان متوفراً في بريطانيا ليس متوفراً لي هنا، مما يؤكد أن هنالك تحديات حقيقية تواجهني كطبيب، بالإضافة إلى انحصار تفكير البعض في إهمال الطبيب، أكثر من الاعتناء بالمريض، ومن خلال ممارستي للمهنة التمست أن (البنج) الذي نعطيه للمريض في عمليات الأسنان للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة يبادر للأذهان شبح (الموت)، وأعزو ذلك الهاجس إلى قضية والي الدين لاعب الهلال الشهيرة.
كيف وجدت العلاج في السودان؟
العلاج في بلادي أصعب من أي مكان في العالم، لذلك تجد الأطباء السودانيين عندما يهاجرون لدول آخري يحققون النجاح تلو الآخر، ويشهد العالم على تميزهم، لذا أعتقد أن المسألة مرتبطة بثلاثة مسارات المسار الأول الطبيب، المسار الثاني المريض، والمسار الثالت التدريب.
ماذا بين عملك الطبي في بريطانيا والسودان؟
هما عالمين لا يلتقيان، ففي بريطانيا قائماً على الانضباط والأمانة مع النفس، وأن أكون محدداً ومخططاً للأولويات، أي أنني أرتب حياتي للمدى القريب والبعيد معاً، إما في السودان فأنت لا تدري ماذا قد يحدث معك بعد ساعة من الآن؟، وهذا مبني على تركيبة إنسان السودان المتسم بالطيبة، التسامح والمجاملة، وهى مميزات إنسانية، إلا أنها تعتبر تعقيدات فقد لا يجد على إثرها المريض الرعاية، خاصة وأن الوصول للخدمة الطبية في غاية الصعوبة، فليس كل إنسان يمتلك مالاً لزيارة مريض، ناهيك عن تلقيه العلاج، لذلك لابد من وعي لترتيب الأولويات في تلقي العلاج، خاصة وأن أول ما يفكر فيه المريض كم المبلغ الذي سيدفعه للطبيب في مقابلته، مما يدعه في رهبة منه والعلاج معاً، وهذا يؤكد أن هنالك أزمة إنسانية قادتني لعلاج بعض المرضى بـ(الأقساط)، ومن أفعل معهم ذلك يلهمهم الله سبحانه وتعالي أن يحافظوا على العلاقة الإنسانية بيني وبينهم، فكثيراً ما يأتي إلى مزارعاً لا يملك المال (كاشاً)، إلا أن لديه جوالاً من (الفول) المصري، وهنالك من يهدي لي مراكيب نمر باهظة الثمن من غرب السودان مقابل العلاج.
ما هي أغرب قصة مرت عليك في إطار تلقي العلاج (مجاناً)؟
قبل سنوات جاءني مريضاً لا يمتلك مالاً، وكان ان عالجته، ومن ثم غادر العيادة وبعد سنوات تفاجأت به يحضر لي هدية من السعودية، وفي ذات الإطار تفاجأت بزوج يدخل عيادتي، ويضع على مكتبي مبلغاً مالياً كبيراً، فقلت مندهشاً : لماذا تعطيني كل هذا المبلغ وأنا لا أعرفك؟، فقال : قبل عشر سنوات تقلت زوجتي على يديك العلاج ومنّ الله عليها آنذاك بالشفاء، وهي الآن مرضيه مرضاً خطيراً، وربما تموت في أي لحظة، لذا سألتها هل يطلبك أي شخص ديناً؟ فقالت : نعم هنالك طبيب أسنان في شارع القصر الجمهوري بالخرطوم يطلبني ديناً فما كان مني إلا وبحثت في روشتات زوجتي التي تحتفظ بها، فوجدت عنوانك الذي أحضرت من خلاله هذا المبلغ، فقلت له : عفوته لها، فقال : زوجتي على فراش الموت، وهي مصرة على تسديده، لذلك لابد من أن أعود إليها بالخبر الأكيد، فما كان مني إلا واستلمته منه حتى ترتاح الزوجة من هذا الدين الذي لم تنساه في أحلك أوقاتها.
وماذا؟
أتذكر أيضاً أن هنالك مريضة جاءت للعيادة، وهي تعاني من مشكلات في أسنانها، فطلبت منها إجراء بعض الفحوصات، إلا أنها رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، وبما أن شقيقتها كانت ترافقها طلبت منها إقناعها لكي تعمل صورة أشعة للرأس، وعندما عملتها شخصت لها حالتها بأن مشكلاتها تكمن في (ورم حميد) في الرأس، إلا أنها لم تقتنع بما ذهبت إليه، وبعد سنوات قابلت شقيقتها بالصدفة في المتحف القومي، فأكدت أن شقيقتها المريضة شدت الرحال إلى الأردن، وجاءت نتيجة التشخيص مطابقة لما أشرت له، وهذا يؤكد أن طبيب الأسنان لا ينحصر عمله على علاج الأسنان فقط، بل يمتد إلى الحالة الصحية للمريض بصورة عامة.
ما الذي يتخالج لذهن المريض قبل مقابلة الطبيب؟
أول ما يخطر على بال المريض كم يكلفني العلاج، لذا من المهم جداً أن يكون المريض واضحاً مع الطبيب في النواحي المالية، فأنا في كثير من الأحيان تكون لدي المقدرة لحل مثل هذه الإشكاليات، وفي أحايين آخري لا أستطيع.
هل هنالك من يمول أبحاثك ودراساتك العلمية التي حازت على اهتمام العالم الأول؟
أبحاثي ودراساتي العلمية أصرف عليها من مالي الخاص، وما حققته من نجاح جزء من هوايتي، وشاء الله أن يتزامن نجاحي مع ثورة ديسمبر المجيدة، والتي أنجزتها في ظل أزمات بالغة التعقيد، منها على سبيل المثال انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي، وعدم توفر أطباء أسنان بالصورة المطلوبة، خاصة وأن علاج الأطفال غير علاج الراشدين، ولكل هذه العوامل فكرت في كيفية علاج أطفال السودان بطريقة ملائمة مع أعمارهم، وكان أن بحثت في هذا الاتجاه، فوجدت أن هنالك طبيبة في اسكتلندا اقترحت تكنيك بسيط جداً، وهذا التكنيك مبني على العلم، فالبكتيريا تحتاج إلى أوكسجين، وإذا أوقفت عنها الأوكسجين ومنعت منها السكر فإنها تموت، وإذا وجدنا طريقة نغطي بها البكتيريا، فإننا لا نحتاج للحفر أو خلع الأضراس، وهي من الطرق المعلومة لنا إلا أنها مقارنة بالطرق الثانية لا يوجد علم يوضح مقارنة بينها والمعيار الذهبي، وفي أمريكا كتب عن هذا التكنيك بسخرية وتساؤل هل من أخلاقيات المهنة أن تغطي البكتيريا بـ(صمغ)، وهل نحن كأطباء أسنان نستطيع أن نفعل ذلك، وقد سئلت في هذا الجانب الكثير من الأسئلة؟.
ما هي الطريقة التي لجأت لها في أبحاثك ودراساتك العلمية؟
عملت الأبحاث والدراسات ومن ثم جربتها، كما أنها حكمت في واحدة من المجلات العلمية العالمية الكبيرة جداً، وهي تتعامل مع الأبحاث والدراسات وفق معايير ومقاييس محددة، وقبل عرضها للتحكيم يتم تقديمها في مكان بعينه لأنه قد يكون لها أثاراً سالبة في العلاج، إلا أن نتائج أبحاثي ودراساتي كانت مبهرة جداً، ووضحت بجلاء أن الطفل الذي يتعالج بالطريقة البسيطة، والمعقدة جداً مقارنة مع أبحاثي ودراساتي العلمية أدت نفس النتائج، وبالتالي الطفل يكون مبسوطاً من تلقي العلاج بدون تدخل كهربائي، وهذه الطريقة في العلاج جعلت الأمهات والآباء يسألونني لماذا لم تأخذ وقتاً طويلاً في العلاج، ونحن ندفع مقابله مبلغاً من المال؟، وهم يسألون ذلك السؤال من واقع أن المعيار الذهبي يأخذ في العلاج ساعة تقريباً، بينما العلاج وفق الأبحاث الدراسية خاصتي لا يأخذ أكثر من عشر دقائق فقط، وبالتالي فإن ما تبقي أكمله شرحاً، وهكذا كتبت عني المجلات العالمية مؤكدة أن السودان يصدر للعالم علاجاً جديداً للأسنان، ومن ثم اعتذر لي عدداً من العلماء الذين انتقدوا التجربة قبل أن يتحدث العلم.
متى تم عمل الدراسة؟
عملتها في وقت كان فيه السودان محتاج إلى أفكار ومجهودات أبنائه، عملتها وكان إنسانه يموت برصاص النظام البائد، وعليه تم نشر الدراسة في المجلات العلمية العالمية في هذا التوقيت، وكان العنوان ثورة ديسمبر المجيدة، وأبحاث ودراسات علمية تبتكر في شارع القصر الجمهوري بالسودان، وبالتالي فإن قصة أبحاثي ودراساتي ارتبطت بقصة أمل في أسوأ الظروف، والإنجليز يرون فيها كيف يظلم الإنسان أخيه الإنسان، ورغماً عن ذلك الظلم فإن الإنسان يكون قادراً على الإبداع، فأنا عانيت في هذه الدراسة معاناة كبيرة، إذ لم تكن هنالك كهرباء ولا إنترنت، بالإضافة إلى الخوف على حياتي من السلطات الأمنية في ظل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذي كان يعتقل، يبطش، ويقتل، ولكل هذه العوامل تم تقدير أبحاثي ودراساتي التي عُملت في ظروف سيئة جداً، والإصرار على البقاء رغماً عن المخاطر.
ما الذي لا أعرفه عنك؟
ما لا تعرفه عني هو إنني تخرجت من جامعة (لندن)، ومن ثم عملت فيها، ويشهد لي بأنني الأول على دفعتي، وبالتالي أصبحت معيداً في الجامعة، وإنه مرغوب في عملي في جامعة (لندن)، فإن من المستقرب لعمداء الجامعة أن أترك العمل في بريطانيا للعمل في السودان رغماً عن إنني من السود في إنجلترا، وبالتالي واجهتني صعوبات باعتبار إنني قادماً من السودان وأنجح، في حين أن البريطانيين يخاطرون بأرواحهم من أجل تحقيق النجاح، وكنت أقول لهم أن طريقي غير، فأنا السوداني الوحيد الذي يعمل في كليته بجامعة (لندن).
هل تعتقد أنك محظوظ؟
أنا محظوظ جداً، فكثير من زملائي لم يستطيعوا البقاء في السودان رغماً عن أنهم نشاءوا وترعرعوا فيه إلا إنهم هاجروا منه من أجل أن يعيشوا، وبالتالي إذا وجدوا فرصتي، فإنهم سيكونون أفضل مني، وعليه فإنني احمد الله أنه أنعم على بهذه الموهبة، وهو أمر جعلني لا أفكر في بريطانيا مجدداً، فهم يتصلون عليّ دائماً ويعرضون عليّ وظائف إلا إنني أعتذر، ومع هذا وذاك مازالت لدي وظيفة .
ما الذي كنت تتضايق منه في عملك؟
أكثر ما كان يضايقني هو كلما دربت أطباء يهاجرون إلى السعودية، فالأطباء يأتون للعمل معي من أجل أن يجدوا وظائف في الخليج، فأنا أسست هذه المؤسسة لخدمة المريض، ولكنها اضطرت أن تقوم بكل هذه المهام، وهذا المجهود عملته لوحدي، وبالإضافة إلى معاناتي من الفقر المقدع و الذي في كثير من الأحيان أصرف للمريض كورس مضادات حيوية يقول لك : أعطيني منه حبتين فقط لعدم إمكانية شرائه فأدفع له ثمنه، وهكذا معظم الأطباء يفعلون.
ماذا عن أساتذتك وزملائك البريطانيين؟
كثيراً ما يأتون إلىّ في السودان، ويعملون معي في علاج السودانيين، ففيرناندو أحد أساتذتي في جامعة (لندن) جاءئي هنا، وكتب تقريراً ممتازاً عما أجريه من عمل طبي وأبحاث ودراسات علمية في السودان.
من الذي شجعك على أبحاثك ودراساتك ؟
جامعتي اللندنية كانت من أكبر المشجعين لي، إذ أن إدارتها كانت تقدم لي عروض العمل بها أثناء الانتفاضة الشعبية على نظام حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، وكانوا يقولون لي : ليس لديك مكان في السودان في ظل النظام البائد، ورغماً عن ذلك قبل العميد السابق لجامعة لندن العمل معي وهذا كان أمراً غير متوقعاً، لأنني لا أعتقد أنه سيفعلها لو لم أكن في السودان خاصة وأن لديه في بريطانيا علماء كثر، إلا أنه قرر العمل معي.
ماذا عن عملك الطبي ؟
أنا طبيب أمارس المهنة من الساعة السابعة صباحاً حتى الخامسة مساء، لذا ليس لدي وقت لعمل أبحاثي إلا بعد ذلك الوقت، لأنها تأخذ وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى أنها خصماً على جزء آخر من حياتي، والذي لعبت فيه جامعة (لندن) دوراً كبيراً من خلال تشجيعها لي بالتقارير وإرسال الأساتذة الذين احتاج لهم رغماً عن الأوضاع المضطربة التي شهدها السودان، نعم جاءوا وشاهدوا ما أنجزته في ظل الظلم الذي كان يمارسه نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...