تابعت ونقلت وسائل الاعلام الاقليمية والدولية تطورات المشهد السياسى بالبلاد خلال اسبوع كامل انطلق فى السادس من ابريل الجارى ، حينما اعتصم الشباب السودانى بمقر قيادة القوات المسلحة بالخرطوم ، رافعين شعارا من كلمتين (تسق
ط بس) يلخص مطالب وهموم القضايا الوطنية التى تصدى لها الشباب السودانى فى احتشاد لامثيل له من قبل ، وبلغ الاحتشاد ذروته ووصل تعداده الملايين صباح الخميس الحادى عشر من ابريل وهو اليوم التاريخى الذى سجل انتصار ارادة الشعب السودانى الذى تقدمه الشباب وهم يقدمون درسا جديدا فى الوطنية للعالم كله . واستجاب الجيش الوطنى القوات المسلحة وحقق الشعار المرفوع والذى كتب على جدران المنازل فى كل عواصم البلاد واختلع نظام الانقاذ .
كانت ردود الفعل الاقليمية والدولية حتى اليوم الثانى لانتصار ارادة الشعب على هذا النحو:
الشقيقة جمهورية مصر العربية أكدت في بيان عن ثقتها الكاملة في قدرة الشعب السوداني الشقيق وجيشه الوطني الوفي علي تجاوز تلك المرحلة الحاسمة وتحدياتها كما دعت المجتمع الدولي إلى دعم خيارات الشعب السوداني، وما سيتم التوافق عليه في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة.
مملكة البحرين الشقيقة قالت في بيان إنها تتابع بـ”اهتمام شديد” التطورات الراهنة التي يشهدها السودان، مشيرة إلى تطلعها لتجاوزه هذه “المرحلة الحاسمة”. مشددة على موقفها الداعم للسودان ولكل ما فيه الحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره، وكل ما يضمن مصلحة الشعب السوداني.
جمهورية موريتانيا الشقيقة اوضحت على لسان وزير الثقافة والمتحدث باسم الحكومة، سيدي محمد ولد محم، في مؤتمر صحفي، إنها تتفهم تطلعات الشعب السوداني القادر على تجاوز أمته بالحوار، وتعتبر التطورات التي حدثت هناك “شأنا داخليا”.
اما دولة قطر الشقيقة فقد في بيان الأطراف الفاعلة في السودان، إعلاء المصلحة الوطنية العليا، وتحقيق تطلعات الشعب السوداني ومطالبه العادلة في الحرية والعدالة، داعية إلى”حقن دماء أبنائه واتباع الوسائل السلمية والحوار البناء سبيلا لإدارة العملية السياسية مطالبة جميع القوى الإقليمية والدولية بـ “دعم وحدة وتماسك السودان.
الجمهورية التونسية اعربت في بيان لوزارة خارجيتها عن أملها في تحقيق “انتقال سلمي للحكم” يلبي تطلعات الشعب السوداني المشروعة إلى الحرية والديمقراطية والتنمية.وشددت على ضرورة احترام إرادة الشعب السوداني وخياراته وطموحه إلى مستقبل أفضل.
واكدت المملكة الاردنية الهاشمية عبر بيان لوزارة خارجيتها على أهمية الحفاظ على أمن السودان واستقراره وتلبية طموحات شعبه الشقيق وهو يعمل على تجاوز تحديات المرحلة.
دوليا دعت بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج في بيان مشترك السلطات السودانية إلى ضرورة الاستجابة لمطالب المحتجين وطرح خطة ذات مصداقية لانتقال سياسي.
وقالت الدول الثلاث : "إن الإخفاق في ذلك ينذر بحدوث المزيد من الاضطرابات، كما أن القيادة السودانية عليها مسؤولية كبيرة لتجنب حدوث مثل هذه النتائج".
وأضافت الدول، المعروفة باسم الترويكا، أنها يمكن أن تعمل للمساعدة في حل الأزمة الاقتصادية في البلاد.
كما دعت الدول الثلاث السلطات السودانية إلى الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين "والكف عن استخدام العنف ضد المحتجين السلميين وإلغاء القيود على الحريات ورفع حالة الطوارئ والسماح بحوار سياسي مقبول".
وقال محرر الشؤون الأفريقية في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية ديفد بيلينغ إن نهاية حكم البشير حدث جلل على المستويين العربي والأفريقي، لأنها أحدث مرة يُخرِج فيها جيش في المنطقة حاكما مستبدا من السلطة بعد مظاهرات شعبية قادها شباب محبط، وتأتي بعد أسبوع فقط من إجبار الحراك الشعبي في الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التنحي.
أما مجلة "الإكونوميست" البريطانية فرأت أن إجبار البشير على الخروج من السلطة أثبت أن الاحتجاجات الجماهيرية تنتصر على المستبدين، وقالت إن سقوطه هو الأحدث في موجة التغيير التي اجتاحت العديد من الحكام الأطول خدمة في أفريقيا، من الجزائر إلى زيمبابوي.