الأحد، 31 ديسمبر 2017

سراج النعيم يكتب : فقدان الثقة بين الطبيب والمريض


منذ أن عرف الإنسان الطب بإختلاف تخصصاته، وهو في بحث دوؤب عن القوانين الحافظة لحقوقه، ونسبة إلى الأضرار الناتجة عن الأخطاء الطبية التي أصبحت تشكل هاجسا للطبيب والمريض التي سيطر عليها الإحساس بعدم الثقة في بعضهما البعض، ومع هذا وذاك فقد بعض المرضي الثقة في ملائكة الرحمة فيما يختص بالتشخيص والعلاج الشيء الذي جعل الحالة العامة في المستشفيات الحكومية والخاصة تتغير بطريقة دراماتيكية رغماً عن التطور الهائل في الأجهزة الطبية الحديثة، وتوفر المعلومات بالشبكة العنكبوتية وغيرها من وسائل الإتصال والإنفتاح على العالم، ولكن الأخطاء الطبية في إرتفاع متزايد يوماً تلو الآخر، وبالتالي يكون المريض مضطراً لإتخاذ الإجراءات القانونية، وفي الغالب الأعم يعجز بعض المتضررين من خوض المارثون القضائي،
ووسط ذلك الزحام استطاعت أسرة مريضة وضع قضيتها الخاصة بنسيان طبيب بإحدي المستشفيات قطعة شاش في بطنها أكثر من شهر أمام المحكمة التي أصدر قاضيها حكما  بإدانة الطبيب والمحضرة الأول شهرين والثاني شهر وتعويض مالي قيمته (46.700) ألف جنيه.
فيما تلاحظ بشكل مطرد ظاهرة الأخطاء الطبية أو الإهمال الطبي، مما أرق الكثير من المرضي الأمر الذي يتطلب مزيداً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭالوضوح وﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ الحافظة لحقوقهم كاملة لا منقوصة، ومع هذا وذاك يتبادر لذهني بعض الأسئلة حول إجراء الأطباء للعمليات الجراحية هل الإقرار الذي يكتبه المريض وأهله يحمي الأطباء في حال حدوث تعقيد أو خطأ أو إهمال في اجراء هذه العملية أو تلك؟ الإجابة في رأيي تكمن في تفسير كلمة (تعقيد)، وذلك بعد الإجراء الطبي وحول كلمة تعقيد التي وجهت في إطارها سؤالاً لأحد الأطباء، هل هذه الكلمة تعني وقوع الطبيب في خطأ طبي؟ فأجاب بالنفي، ولم يزد عن ذلك بالرغم من أنني طالبته بالتفسير ولكن وآه من لكن!.
أليس الاجدي بالأطباء أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبهم قانون وضع تشريعاته البشر خاصة أولئك الأطباء الذين يتوارون خلف كلمة (تعقيد)، أو من يقعون في الأخطاء الطبية فيضطر اهل المريض إلي تقديم شكوي إلي المجلس الطبي أو إتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة بعض المستشفيات والأطباء، وهذا دون أدني شك يقودني إلي طرح سؤال يتمثل في هل واكبت الصحة وكوادرها التطور الذي افرزته (اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ) ووسائطها في حقل اصبحت الأجهزة الحديثة والمعلومات متوفرة بشكل غاية في الدقة وبصورة أسرع مما يتصور الإنسان، فالتطور التقني الحديث سهل علي الأطباء وربطهم بالعالم الذي يجب أن يستفيدوا منه في تطوير الذات.
ندرك أن السودان في حاجة ماسة للإصلاح ﻓﻲ القطاع العام والخاص في إطار الحقل الطبي مع التأكيد أننا نواجه تحديات جسام داخلية وخارﺟﻴﺔ، لكن بالرغم من ذلك مهم جدا الإصلاح بالتركيز عند إجراء العمليات الجراحية وتشخيص الحالة بصورة دقيقة، وحينما يتحقق ذلك، فإن ﺍﻟﺜﻘﺔ المفقودة بين الطبيب والمريض ستعود تدريجياً، لأنه من المهم أن يشخص الطبيب الحالة تشخيصاً سليماً، ﻓﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ جداً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ما تصبو إليه المجتمعات دائماً.
من المعروف أن الفكر في أي خطة إصلاحية يتجه إلي تقييم ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ المبذولة خلال عشرة أعوام ماضية من أجل الارتقاء بالأداء في الحقل الطبي الذي يعتبر الأهم علي الإطلاق، لذا يجب أن نتقدم فيه ونوليه عناية خاصة حتي يقدم القطاع العام والخاص خدمة بما يتسم مع متطلبات الإنسانية التي تحتاج إلي توفير بيئة تتوافق مع التطور الذي يشهده العالم من حولنا ورفع مستوي الأداء بتأهيل وتدريب الكوادر الطبية كل في مجاله مع تجويد الخدمات الطبية والإهتمام بالتركيز علي وضع الإصلاح.
تعتبر صحة الإنسان حقاً أصيلاً أساسياً يجب أن تضعه الدولة في حسابات أولوياتها إلا أنه وفي الآونة الأخيرة طاله بعضاً من الإهمال الذي يفرض سؤالاً في غاية الأهمية هل هذا الإهمال يعود إلي سوء فهم في أهمية الصحة أم أن هنالك أسباب نجهلها ولم يفصح عنها وزراء الصحة؟ فالصحة بحسب مفهومي البسيط موقف من المواقف الانسانية وحضارة من الحضارات الإنسانية ضاربة الجذور، وإذا عدنا بالتاريخ للوراء فإننا سنجد أن صحة الإنسان من المبادىء الأساسية في كل الكتب السماوية، بالإضافة إلي أنها مضمنة في مؤلفات الحكماء علي إختلاف اعتقاداتهم واتجاهاتهم الجغرافية، فمثلاً في مصر نجد إهتماماً منقطع النظير بصحة الإنسان في تلك الحقب، فالمصريون القدماء توصلوا إلي أهمية الصحة وحضارة الإنسان في وقت مبكر، وأن البلدان لا يمكن أن تبني إلا إذا كانت صحة الإنسان سليمه جسمانياً وعقلياً ونفسياً، وأكدوا أنها تبدأ مع الإنسان من مرحلة الطفولة، وتستمر إلي أن يتوفاه الله سبحانه وتعالي، لذا علي الدولة أن تنفق علي الصحة الإنفاق الأكبر خاصة وأن الإحصائيات العالمية تشير إلي أن الإنفاق علي الصحة سنوياً يتم بما ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ (3) ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ بحيث تمول أغلبها عبر دافعي الضرائب.
إن الإتجاه إلي الصحة يجب أن يكون علي رأس كل الأولويات لما يشهده هذا القطاع من تعقيدات وصعوبات تتمثل في هجرة الكوادر، وربما هذه الهجرة أفرزت بعضاً من السوالب مثل عدم الكفاءة وفقدان الثقة بين الطبيب والمريض، مما جعل معظم المرضي يشدون الرحال إلي بعض الدول العربية أو الأوروبية أو الآسيوية لتلقي العلاج، فهل تنفق تلك البلدان علي الصحة أكثر خاصة إذا أخذنا في الاعتبار إنفاق الولايات المتحدة الأمريكية علي الصحة بما ﻳﻌﺎﺩﻝ (15.3 %) ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ، أما الإنفاق في الدول الفقيرة ربما يكون بسيطاً جداً قياساً بأمريكا، وبالتالي لا يتأثر فيها الغني والفقير علي عكس دول العالم الثالث حيث إنهم الأقل قدرة علي تلقي العلاج في ظل إرتفاع سعر الدولار مقابل العملات المحلية، وعليه ليس في مقدورهم تلقي خدمة صحية متكاملة لأنهم لايملكون المال الذي يمكنهم من الحصول علي الخدمة في المستشفيات الخاصة.
فيما تقدمت إحدي المريضات بشكوي للمجلس الطبي تقول إنها بعد عملية التخدير في إحدي المستشفيات حدث لها تغيير في الصوت، فما كان منها إلا أن تشكو المستشفي، وتم وفقاً لهذه الشكوي تشكيل لجنة أوقعت عليها الكشف الطبي الذي ظهرت بعده نتيجتها على أساس أنه لا يوجد خطأ طبي  حيث أنها كانت أصلا تعاني من إسترجاع من المعدة للحلق، مما ينجم عنه إلتهاب في (البلعوم) تصادف مع وجود انبوب التخدير فيه، وكان أن حدث ما حدث، ولم يكن نتيجة خطا طبي، وهو شيء يتوقع حدوثه في حال وجود المرضي، وهذه المريضة  الشاكية دخلت المستشفي، وهي تشكو من (الحيرقان)، وبعد الفحوصات أكتشف الطبيب أنها تعاني أيضا من (حصوة) في المرارة وما (الحيرقان) إلا جزء من مرضها فقط، فترتب عليه أن الطفح في المرئي وصل إلى مناطق فوقي، وأصبح مزمنا أدي إلى حدوث تغيير لم تعزوه المريضة إليه لأنها لم تربط بين صوتها ومعدتها.
دعونا نقف وقفة تأملية عند أغرب واقعة نوثق لها توثيقاً كاملاً إلا وهي واقعة شاب يبلغ من العمر (31عاماً) وهو من الولاية الشمالية، ولكنه جاء للخرطوم ويعاني من ضغط في الرئتين (ضيق تنفس) حيث قال : أمضيت سبعة أشهر في مستشفي خرطومي وحيداً، والأطباء قالوا لي أنهم يودون أن يجروا ليّ عملية نظافة للوساخة الموجودة في الرئتين، لذلك تم منحي الأوكسجين من أجل التنفس بصورة طبيعية، ومع هذا وذاك يسمح ليّ بالتنقل به حتى أجد من يساعدني في التخلص من هذا التنفس الصناعي، وكان أن استقليت عربة أمجاد إلى الجامع والشهور تتسرب من بين يدي دون بارقة أمل في إجراء العملية المقررة لأنني لا أملك تكاليفها، ثم يصير الأمرعندي ضرباً من ضروب المعجزة، وفي هذه المرحلة الشبابية تجدني معتقلاً في لحظة يقولون فيها أن الشباب هم وقود المستقبل في حين أن شبابي يضيع يوماً تلو الآخر، فالنظر في نظام المجتمع وأحكامه يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك خلل – ولو لم يكن كذلك لما صاحبتي اجهزة التنفس الاصطناعي في حلي وترحالي .. الذي في الغالب الاعمّ ما أجد من يتعاطفون مع حالتي التي تزداد سوءاً وراء سوء.

مع اقتراب الذكري الخامسة للأسطورة محمود عبدالعزيز (11)



الهادي الجبل يبكي في ذكرى الحوت ويقول : (هذه نصيحتي له)
............................
هذا هو وجه الشبه بيني والفنان الراحل محمود عبدالعزيز
............................
جلس إليه : سراج النعيم
...........................










قلبت أوراق الفنان الكبير الهادي الجبل مع الفنان الأسطورة الراحل محمود عبدالعزيز الذي كان يكن له تقديراً وحباً خاصاً وكرمه بمسرح نادي الضباط بالخرطوم إلا أن دموعه تساقطت عندما وجهت إليه سؤالاً يندرج في إطار إحساسه بالحوت وهو يصدح بأغانيه ويكرمه في حفل غنى فيه كل منهما فاصلاً وشكلا دويتو في أغنية (بفرح بيها).
كيف بدأت علاقتك بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز؟
قال : بدأت قصتي مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز منذ اللحظة التي عدت فيها من الاغتراب الطويل الذي أستمر ما يربو عن العشر سنوات أمضيت منها زمناً بمصر التي غادرتها مباشرة إلي ليبيا وأوروبا والمملكة العربية السعودية وصادف عودتي هذه أن تلقيت إتصالاً هاتفياً من الدكتور الصديق يوسف حسن الصديق الذي كنت مقيماً معه قبل الهجرة من السودان في أوائل ثمانينات القرن الماضي، وعندما أستقر بي المقام وجدته قد تخرج من المعهد العالي للموسيقي والدراما، فسخر كل جهده الفني نحو الأطفال فمن المعروف أن كل الأغاني الجميلة الخاصة بتلك الفئة من ألحانه بجانب عدد كبير من المسرحيات أبرزها (الوردة البنبية) التي شاركت فيها والفنانة سمية حسن في تلك المرحلة التي أستفدت منها أستفادة كبيرة بالرغم من أنني قديم جداً في الوسط الفني الذي سجلت في إطاره أغنيتين (عرفتك) في العام 1976م، و(أقول أنساك) في العام 1975م، وكنت آنذاك الوقت معروفاً في الوسط الفني، ولكن بالنسبة للمتلقي كان علي نطاق ضيق، فالسفر من السودان كان بأسباب تكمن في صعوبة الوصول إلي أجهزة الإعلام حيث أنني واجهت ضغوطاً كبيرة جداً، أي أنني قوبلت بحرب عنيفة في الأجهزة الإعلامية علماً بأنني أجزت صوتي في العام 1973م، ويفترض أن أسجل مجموعة من أعمالي الغنائية إلا أنه وضعت أمامي الكثير من المتاريس، وعليه لم أوثق لعدد من أعمالي التي أنتجتها في تلك الفترة أبرزها (عرفتك، السراب، أقول أنساك، غاب الوصف) وغيرها من الأعمال التي تغني بها فيما بعد الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، ومن هذا التاريخ إلي العام 1975م جرت الكثير من الأحداث المتعلقة بمجالي الذي اخترته، فكانت هجرتي من السودان ليست لتحسين وضعي الاقتصادي، إنما للدراسة بمصر وعند عودتي من الأغتراب كما أسلفت وجدت صديقي الدكتور يوسف حسن الصديق قد لحن نصوصاً كثيرة لمجموعة من الأطفال من الجنسين، وهم جميعاً كانوا موهوبين جداً، ومن بينهم كان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز وبدأنا في أنتاج مسرحيات منها ( الوردة البنبية) وكان آنذاك الوقت يشارك بعض الفنانين، وكنا نتجمع في مكتب يوسف حسن الصديق بمركز شباب أم درمان وكان من أبرز الأعمال الخاصة بالأطفال (ﻣﺘﺸﻜﺮﻳﻦ ﻭ ﻣﻘﺪﺭﻳﻦ.. ﺩﻧﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ.. ﺑﺪﺭﻱ ﺻﺤﻴﺖ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻲ) ﻭﻏﻴﺮها من النصوص الجميلة التي حظيت بقبول كبير حتى علي مستوي الكبار.. عموماً طلب مني أن أشاركه في إنتاج بعضاً من الأغاني التي تندرج في ذات الإطار.. مع مجموعة من الأطفال الموهوبين آنذاك الوقت حيث أنهم كانوا يقومون بأدائها من خلال ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﻌﺮﺍﺋﺲ ومن بين أولئك الأطفال الموهوبين لفت نظري وقتئذ صوت الطفل محمود عبدالعزيز الذي لاحظت أنه كان متميزاً عن أقرانه وشاركني في هذا الرأي الدكتور يوسف حسن الصديق، ومنذ تلك اللحظة تنبأت له بشأن عظيم في المستقبل، الذي سيكون مستقبلاً زاهراً، مشرقاً بالإبداع المتفرد في الحركتين الثقافية والفنية، وهكذا مرت الأيام والشهور والسنين فصدقت نبؤاتي التي تنبأت بها وذلك من خلال الحب العميق للفنان محمود عبدالعزيز لموهبته وتطويرها تدريجياً دون أن يتعجل في تحقيق الشهرة فبدأ علي هذا النحو يتألق نجمه يوماً تلو الأخر عاملاً بالنصائح التي كنت أزجيها إليه مابين الفينة والأخرى مشيراً بأنه ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﻮﻫﺒﺔ فنية ﻛﺒﻴﺮﺓ تحتاج منه أن يصقلها دون أن يتعجل الشهرة وأن يكون واثقاً في مقدراته التي وهبها إليه المولي عز وجل ﻭ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ بالنقد الذي يوجه له محمل الجد ويسقط منه النقد الهدام ويأخذ بالنقد البناء بعين الاعتبار فالنقد بصورة عامة مرآة لتجربة كل فنان.
ماذا بعد ذلك؟ قال : ظللت أراقب أخي الأصغر محمود عبدالعزيز من علي البعد مردداً عدداً من أعمالي الخاصة بصورة مدهشة إلي أن استطاع تثبيت أقدامه بخطي واثقة في الحركة الفنية.. بعد عدة سنوات من لقائي به مع مجموعة الأطفال الذين قابلتهم مع الدكتور يوسف حسن الصديق.. حيث أن محمود عبدالعزيز أصبح يغني مع الفرقة الموسيقية التي كانت تعزف معي أنا أصلاً.. وعلي خلفية ذلك يأتي معهم لحفلاتي التي عمقت العلاقة بيننا أكثر وأكثر وأول حفل حضره لي كان بمنطقة ( شمبات ) بالخرطوم بحري.. وكان أن أتحت له فرصة أن يغني معي ذلك الحفل ثم شاركني الغناء دويتو في أغنية ( قالو لي سرو ).. ومن لحظتها بدأت فرقتي الموسيقية تسجل وتحفظ محمود عبدالعزيز الكثير من الأغنيات..وظل يتواصل معي من خلال الفرقة الموسيقية بالمجيء إليّ في جبل أولياء. . للدرجة التي أصبحت فيها كلما يتم التعاقد معي لحفل من الحفلات التي يودون أن أحييها إليهم وحينما يطلبون فنانا آخرا أرشح لهم الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بكل فخر وإعزاز لأنني شعرت أنه خامة صوتية ما طبيعية بدليل أنه بدأ مسيرته بترديد الغناء الصعب.. فرض علي شركة البدوي أن تحتكر صوته وكان أن وثق من خلالها إلي الشمال.. الجنوب.. الشرق.. الغرب أي أنه كان متلوناً في التناول والطرح وأنا كنت كثير التسفار إلي الشمال.. الجنوب.. الشرق.. الغرب من أجل التنقيب عن التراث السوداني والاستفادة منه في تطوير تجربتي الموسيقية والغنائية وكان في مخيلتي أن تكون هنالك لونية يحس بها السوداني في كل بقعة من البقاع وليس الغرض من ذلك أن تكون الأغنية تنتقل جغرافيا من مكان إلي مكان كأغنية ( بساط الريح ).. ولكن كنت أرمي إلي أن يلتمس المتلقي كل الإيقاعات السودانية في أي أغنية من أغنياتي.. وهي الفكرة التي استفاد منها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز في تجربته رغماً عن أنه كان جديداً إلا أنه كان متمكناً في الأداء.. مما سهل له ذلك إبراز موهبته التي نوعها بالتشكيل في اختيار النصوص الغنائية والألحان ذات الإيقاعات المتميزة والمضي بها قدما في ذلك الاتجاه الذي أشرت له مسبقا وهكذا إلي أصبح فنانا يشار إليه بالبنان حيث أنه استطاع أن يستفيد من نظرة شركة البدوي التجارية في إنتاج الألبومات له بعددية كبيرة.
دعنا نتوغل أكثر في إنتاج الحوت للألبومات الغنائية هل أنتج لك أغاني في تلك الألبومات سالفة الذكر؟ قال : عندما جاءتني شركة البدوي وأبدت رغبتها في أن تسجل بعضاً من أغنياتي في البومات الفنان الراحل.. قلت : أي أغنية من أغنياتي سجلوها للفنان الراحل محمود عبدالعزيز بشكل مطلق.
هل غنى الفنان الراحل محمود عبدالعزيز من أغانيك في الفترة التي كنت مهاجراً فيها عن الوطن؟ قال : لا بل غني لي بعد العودة من الاغتراب الطويل الكثير من أغنياتي في ثمانينات القرن الماضي.
ما هو موقفك من تسجيل الحوت لعدد كبير من الأغاني في الألبومات التي تم تسويقها في حينها؟ قال : كنت ضد فكرة إنتاجه للأغاني بعددية كبيرة من خلال الألبومات المتنوعة حتى أنني نصحته في هذا الإطار أن لا يتعجل الشهرة.. ولكنه لم يسمع نصيحتي وبالرغم عن ذلك حقق ما يصبو إليه.
ما هو وجه الشبه بينك والفنان الراحل محمود عبدالعزيز في الموسيقي.. الغناء.. قوة الصوت ..المسرح؟ قال : نعم اتفق معك فيما ذهبت إليه.. أما بالنسبة للمسرح فقد استفدت منه كملحن في فترة الأطفال التي هي الفترة التي تعرفت فيها علي الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي شارك معنا في الكثير من المسرحيات مع الدكتور الصديق يوسف حسن الصديق إلي أن انتقلت من تلك المرحلة التي لحنت بعدها الحان لأفلام ومسلسلات ومسرحيات كبيرة فأنا أومن بالمسرح والألحان الخاصة به.. نسبة إلي أنها كانت تجربة واضحة تحمل بين طياتها صوراً جمالية.. حتى أنني بدأت أصور النصوص الغنائية من حيث المفردات درامياً.. لذلك كان المسرح مفيداً لي وللفنان الراحل محمود عبدالعزيز في تجربتنا الغنائية.. خاصة وأن المسرح ابوالفنون.
عندما بدأت نجومية الحوت من خلال مساهمة أغانيك في الحركتين الثقافية والفنية ما هو الإحساس الذي كان يتخالجك حينها؟ قال : بالمناسبة أنا ضد منع الفنانين الشباب من ترديد أعمالي ﻷنني عانيت من المسألة في بداياتي الفنية.. فرواد الأغنية السودانية وقتئذ كانوا يرفضون رفضاً باتاً أن يغني الآخرين بأغنياتهم.. فاستفدت من تلك التجربة بالترسيخ لمفهوم مغاير باعتبار أنني لدي عدد كبير جداً من الأغنيات التي ساهم في توصيلها بعض الفنانين الشباب وعلي رأسهم الفنان الراحل محمود عبدالعزيز.. فأنا قلت في قراره نفسي : لابد من أن تغني الأعمال الغنائية التي وضعت لها الألحان حتى تصل المتلقي.. بجانب ذلك مستمر في تجديد الأغاني لذلك لم أفكر في احتكاره حصرياً عليّ.. الأمر الذي يقودني إلي أن أشكر الفنانين الشباب ولكن كنت أتمني أن يغنوا أغنياتي بمثل الطريقة التي غناها بها الراحل محمود عبدالعزيز.
أغنية من أغنياتك غير التي وصلت للناس عبر صوتك أحسست أن الحوت أداها بنفس الصورة التي كنت ترسمها في ذهنك ؟ قال : في الحقيقة معظم الأغنيات التي تغني بها من أغنياتي كان قد سبقته بترديدها لكنه كان يؤديها بصورة جميلة جداً راض عنها تمام الرضاء.
هل تعاملت مع الفنان الأسطورة الحوت في نصوص غنائية لحنتها له علي وجه الخصوص؟ قال : كان هنالك أتفاق بيني والراحل محمود عبدالعزيز أن ألحن له أكثر من أغنية جديدة.. ولكن بكل أسف لم يتم ذلك الاتفاق الذي عقدنا العزم عليه قبل فترة مرضه.. ولم تتحقق هذه الأمنية التي كان يتمناها هو نسبة إلي الارتباطات الفنية الخاصة بي وبه داخل وخارج السودان.. إلا أنه في الفترة الزمنية السابقة كان يغني لي في الحفل الواحد ما يربو عن العشر أغنيات.. وهو طوقني بكل الحب والمودة والاحترام الذي لا تحده حدود.
ما الذي التمسته في الفنان الراحل محمود عبدالعزيز عبر اللقاءات التي جمعتك به؟ قال : لاحظت أنه رغما عن بساطته وطيبته الزائدة أنه حقاني جداً ويذكر فضل الله عليه ومن ثم من وقفوا معه في تجربته وهي خصال من النادر جداً أن تجدها لدي الكثيرين ما يدل علي أنه كان فناناً إنسانا بمعني الكلمة.. لذلك كنت أحبه جداً.. والله العظيم كنت أحبه جداً.. وهو كان يحبني بنفس القدر كما أنني لاحظت أنه كان يقف مع بعض الفنانين الشباب الذين يجدون معاكسات من آخرين.
هل لك أن تقيم تجربة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز من واقع أنك عشت كل مراحلها منذ الطفولة إلي أن حقق شهرته من حيث ارتباطه بك؟ قال : في الفترة الأخيرة حاول أن يضع الألحان لبعض النصوص الغنائية إلا أنها لم تحقق النجاح وليس في الإمكان أن تنجح لذلك تحدثت معه في هذه النقطة حديثاً مستفيضاً أقنعته عبره أن لا يفكر علي هذا النحو مؤكدا له أنه مؤدي متفرد جداً من خلال أداء الأغاني الصعبة مقارنة بفنانين آخرين تجدهم يركزون علي لونية محددة تلحظ معها التقارب في شكل الألحان لكن محمود عبدالعزيز غير ذلك بدليل المساحة الكبيرة التي خلقها ما جعله محبوباً جداً في أي مكان من الأمكنة بالتنوع قاطفاً من كل حديقة زهرة خاصة وأننا وطن شاسع فيه الكثير من التنوع والثقافات التي تعتبر في المقام الأول والأخير كنوز .
مشهدان وقف عندهما الناس كثيراً مشهد محمود عبدالعزيز الجماهيري.. ومشهد محمود عبدالعزيز بعد إعلان وفاته من مطار الخرطوم إلي منزله بالمزاد بالخرطوم بحري؟ قال : لا أريد أن أظلم المستمع السوداني الذواق جداً من خلال التفافه حول الفنان بعد الحياة فأنا عندما عدت من دول المهجر كان في معيتي عدد كبير جداً من الأغنيات وكنت أبرف لهذه الأعمال فقال لي أحد الفنانين الشباب : يا أستاذ الهادي أنت تغني الأغاني الصعبة جداً.. والناس تحب الغناء السهل الذي يمتاز بالمفردات والألحان البسيطة فاندهشت من ذلك التعليق وقلت له : منذ أن جئت للسودان في الفترة الزمنية القصيرة لاحظت أن المتلقي السوداني يكثر من الاستماع إلي الأغاني الغربية والشرقية وهما ليس بالغناء السوداني وما تسمعه الآن من أغنياتي.. هي الأغنية السودانية المتنوعة من البادية والحضر في كل اتجاهات الوطن.. الأمر الذي ميز الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فالتف حوله الشباب الذي وجد فيه ما لم يجده في ذلك الوقت ما قاد الجماهير للالتفاف حوله حياً وميتاً.. عليه ارتقي هو بسمع المتلقي ولم يقل إن المستمع يرغب في هذه اللونية فأنتج له منها حتى تحظي بالقبول لأنه سيستمع لك في وقتها ولكنه مع مرور الأيام سيمل التجربة فلا يجد أمامه ملاذاً سوي الهروب إلي غيرك.. وهي واحدة من إشكالياتنا.
ما هي الأغاني التي سجلها في البوم من ألبوماته دون العودة إليك؟ قال : من الأغاني التي سجلها في غيابي أغنيتين هما ( بفرح بيها، والسراب) وكنت لحظتها بالمملكة العربية السعودية.
هل التقيت بالحوت في حفل جماهيري واحد وهل غنيت معه دويتو أغنية من أغنياتك التي درج علي ترديدها للحواتة؟ قال : نعم في الكثير من المسارح ولكن الحفل الجماهيري الخالد في ذاكرتي.. الحفل الذي شهده نادي الضباط حيث أنه كان حفلاً غير عادياً كرمت من خلاله علي وقفتي وتشجيعي للفنان الراحل محمود عبدالعزيز فتأثرت تأثراً كبيراً فشعرت أنه فعلاً قامة من القامات الفنية في نفس الحفل الجماهيري الذي غنيت فيه فاصلاً وغني هو فاصلا ثم غني معي دويتو في أغنية ( بفرح بيها ).
ما هو الإحساس الذي أحسست به والفنان الراحل محمود عبدالعزيز يشاركك في التغني بأغنية ( بفرح بيها )؟ قال : كنت مرتاحاً جداً من الثنائية التي لم تكن هي الأولي.. فسبق أن شاركته في برنامج ( مع محمود ) من علي شاشة قناة ( الشروق ) الفضائية وكان أن تحدثنا فيه عن ذكرياتنا مع برامج ومسرحيات ومسلسلات الأطفال في ثمانينات القرن الماضي.
وماذا عن شكل العلاقة بينك والحوت بعد أن ملأت شهرته الآفاق؟ قال : استمرت العلاقة جيدة جداً بالتواصل حتى آخر لحظة حيث أنني لحنت له أعمالاً خاصة به مثلاً ( مراكب طيفك ).

السبت، 30 ديسمبر 2017

المستشار الصحفي للرئيس يكشف سر صور البشير مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز

 

الحوت يتحدث للاستاذ سراج النعيم

 
الخرطوم : سراج النعيم
خيم الحزن أمس علي الجميع ودخل البعض في حالات غيبوبة منذ أن أعلن رسمياً وفاة الفنان الشباب محمود عبدالعزيز بمستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية فيما نجد أن الحزن الذي سيطر علي معجبي الحوت جاء بعد إعلان وفاته رسميا ما قاد الكثير من الجنسين للدخول في حالة غيبوبة تامة ومن بين تلك الحالات ابنة شقيق احد الموسيقيين البارزين بمدينة ودمدني والتي ما أن أبلغت بوفاة الفنان إلا ودخلت في حالة غيبوبة استدعت نقلها علي جناح السرعة للمستشفي الذي مازالت فيه جراء هول الصدمة.
هذا وكان الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم قد دخل أيضا في حالة غيبوبة بعد أن تلقي خبر وفاة الفنان الشاب محمود عبدالعزيز بصورة رسمية فهو شكل معه ثنائية في الكثير من الأعمال الغنائية التي أبرزها ما تشيلي هم ووجع الخوف والخ.
 المستشار الصحفي للرئيس
فيما قال الأستاذ عماد سيدا حمد  المستشار الصحفي لرئيس الجمهورية : الطائرة التي غادرت مطار الخرطوم أمس الغرض منها احضار جثمان فقيد البلاد الفنان الشاب محمود عبدالعزيز وهي تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني حيث غادر بصحبتها الفريق عبدالقادر يوسف مساعد مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني .
محمود فقد عظيم
وأضاف الأستاذ عماد : الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فقد عظيم للبلاد وهو فنان خلد نفسه بأغاني وطنية وأغنياته الخاصة التي هي امتداد لاغاني الحقيبة التي وثق لها عبر الوسائط الإعلامية المختلفة معبراً بها عن المعاني الجميلة وهو فقد لقطاع كبير ويحمد له مشاركاته في المناسبات الوطنية والقومية وقدم وما قدم وكان متفانياً في الأنشطة التي تتم في الأعياد الوطنية وافتتاح المنشآت التي قامت عليها الدولة.
صورته مع الرئيس
وفي رده علي سؤال طرحته عليه حول بعض الصور التي التقطت للفنان الراحل محمود عبدالعزيز مع السيد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ويتم تداولها عبر الشبكة العنكبوتية ووسائط الإعلام؟ قال : نعم لدي الفنان الشاب محمود عبدالعزيز العديد من الصور التي تجمعه بالسيد المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية وهي الصور التي شارك بها في المحافل الوطنية كما انه شارك بالغناء في الحملة الانتخابية للسيد الرئيس البشير بالإضافة إلي أننا شهدنا له العديد من المشاركات الوطنية إلي جانب أن هنالك صداقات ربطته مع الكثير من القيادات في الدولة وفي هذا دليل علي الاهتمام الذي يلاقيه الفنان الشاب محمود عبدالعزيز.
هيثم عباس
وفي سياق متصل قال الشاعر هيثم عباس الذي تغني له الفنان محمود عبدالعزيز بالعديد من الأغنيات التي ألفها نصوصاً شعرية وألحانا أبرزها أكتبي لي قال :  الفنان الراحل حالة فريدة وحدت المعجبين به في السودان فأطلقوا عليه الكثير من الألقاب ولكن عني شخصياً أحب أن أناديه بالفنان الأسطورة وفجأة دخل في حالة حزن لم يستطع بعدها مواصلة حديثة كسائر حال الناس في الشارع السوداني الذي أصابته حالة من الحزن العميق عقب سماعهم للخبر الحزين والمؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وفاة معشوق الجماهير.
يوسف القديل
وأوصل الموسيقار يوسف القديل قائلاً والدموع تتساقط من عينيه مدراراً : لم يكن الفنان الشاب محمود عبدالعزيز فنانا عادياً بل هو فنان نادر بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني لأنه أطرب الجميع حد الثمالة وأجاد التغني بالعديد من الحاني مثل ما تشيلى هم ونور العيون ووعد اللقيا وبرتاح ليك وسيب عنادك ولهيب الشوق ومفتون بيك وست الفرقان وجمال زول واتفضلى وخوف الوجع وبنريدها وأخريات كما أنه أجاد التغني بكل الألوان الغنائية وبالتالي جذب إليه الجماهير منذ الوهلة الأولي التي اطل فيها علي المشهد الفني في البلاد ومن ثم قطع حديثه بالدخول في حالة بكاء طالباً مني إعفاءه من الاستمرارية قاطعاً وعده بالتحدث عنه في وقت لاحق.
الفنان معتز صباحي
وقال الفنان الشاب معتز صباحي : لأبد من التأكيد الجازم بأن الفنان الشاب محمود عبدالعزيز خلق لنفسه مكانه بصوته المتميز واللونية الغنائية المتفردة باختيار النصوص الغنائية والألحان مما جعله مدرسة لا تضاهيها أية مدرسة غنائية في جيله وعليه تأثرت كثيراً به منذ أن كنت في المملكة العربية السعودية وظللت أتواصل معه وهو الذي نصحني بالعودة للوطن من أجل تقديم نفسي للجمهور وظل يشجعني علي ذلك بالتحدث عني عبر الوسائط الإعلامية  ويطلب مني مشاركته الغناء من علي خشبات المسارح المختلفة لذلك وجد تفاعلاً منقطع النظير من الجماهير التي كان يبادلها الحب الذي تكنه له وهي نفسها التي وجدت فيه ذلك الفنان الذي يلامس أحلامهم.
نقيب الفنانين
واعتبر الدكتور محمد سيف محمود نقيب الفنانين السودانيين الفنان الشاب محمود عبدالعزيز بالظاهرة التي تستحق الدراسة.
وفيما بدأ الحزن واضحاً على وجوه أعضاء اتحاد المهن الموسيقية والذين عبروا بصدق عن حزنهم لفقد الفنان الشاب محمود عبدالعزيز ومن بينهم من عزف ألحانه.
زوجته السابقة 
وتتوقف الفنانة حنان بلوبلو في الحالة الاستثنائية للفنان محمود عبدالعزيز قائلة : استطاع أن يخرج عن المألوف في الغناء فميز نفسه بمدرسة خالدة في ذاكرة الأمة وهو فنان متفرد في طرحه ولم يخيب ظن الجماهير التي التفت حوله منذ «تسعينات» القرن الماضي.
فهيمة عبدالله
وتمضي في ذات الاتجاه الفنانة فهيمة عبدالله قائلة : يكفن انه فنان الشباك الأول لأكثر من 25 عاماً لم يبرح هذه القمة التي تربع علي عرشها
فهو في الأول والأخير قيمه فنية  أطربتنا علي مدي السنوات الماضية ونحن نعتز بتجربته كثيراً.
الحنجرة الذهبية
وعرف فنان الشباب محمود عبدالعزيز بحنجرته الذهبية وصوته القوي الذي استطاع به أن يخلق لنفسه أرضية قوية أوجدت له هذه القاعدة الجماهيرية الكبيرة من المستمعين في شطري السودان قبل وبعد الانفصال الذي اختاره أخوتنا في دولة جنوب السودان.
 المهم أنني سأبدأ سلسلة حواراتي مع الفنان محمود عبدالعزيز وهي الحوارات التي لم تنقطع منذ التسعنيات والتي حملت بين طياتها الكثير من الخفايا والأسر التي ستكون مفاجأة للأدعياء الذين عمدوا إلي استغلال الظرف الراهن الذي مر به الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي اعتبره قبل كل شيء  نفحة إيمانية وصوفية عميقة تجسدت في حبه اللامحدود للحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم الذي مدحه بساهور والكوثر وكان أمنيته أن ينتج البوم خاص بالمدائح التي ألفها أبونا الشيخ الراحل عبدالرحيم البرعي فهو كان محباً له.
  حواراتي مع الحوتعموماً سأبدأ سلسلة حواراتي مع الحوت الذي لن ينسى المتلقي في المحافل الوطنية التي من بينها مشاركته في ليلة النصرة التي ظهر فيها مرتدياً الزي الرسمي لقوات الشعب المسلحة ووقف يغني في تلك الأثناء وهو أمام المشير عمر البشير رئيس الجمهورية الذي قال له : (نحن جاهزون للزود عن الوطن.
 كشفت أسرة الفنان الراحل عبدالمنعم الخالدي ممثله في نجله علاء الدين أدق الأسرار في حياته

ما سر إرتباطه بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز أو إرتباط الأخير بالأول؟ قال : العلاقة بينهما بدأت منذ زمن طويل فكان الراحل محمود يحكي لي عن حبه الجنوني لوالدي مؤكداً أنه كان يطارد حفلات والدي أينما كانت وروي لي قصة المدحة التي كان يفترض أن يسجلها دويتو مع الخالدي لإذاعة ( ساهور ) ولكن شاءت الأقدار أن يسجل كل منهما منفرداً.
وماذا علي الصعيد الشخصي؟ قال : كانا يتواصلان بصورة مستمرة فالوالد عليه الرحمة يذهب إلي الحوت في منزله بالمزاد وكذلك يفعل الراحل محمود عبدالعزيز إلي أن أنتقلا الأثنين إلي الدار الآخرة وبعد وفاة الخالدي كان محمود عبدالعزيز يتواصل معنا وقبل سفره للعلاج بالأردن بليلة واحدة كنت معه بمستشفي رويال كير حوالي الثانية صباحاً وكان أن التقيت به ودار بيني بينه حواراً قصيراً وكانت حالته الصحية متدهورة ما دعاني للخروج من غرفته إلي ممر الغرف وبكيت بكاء حاراً ثم عدت إليه فقدم لي النصائح علي النحو التالي : ( خلي بالك من نفسك.. ومن ناس بيتكم وشق طريقك صاح) المهم أن حواري معه سيطرت عليه الوصايا أتمني أن يقدرني الله سبحانه وتعالي علي تنفيذها.

قناة سكاي نيوز الاماراتية تصف السودان بالكلب وتثير غضب السودانيين



أثار عنوان لتقرير نشرته قناة سكاي نيوز الإماراتية موجة غضب واسعة وسط مرتادي صفحات التواصل الإجتماعي بالسودان حيث جاء بعنوان (تركيا وقطر وثالثهما السودان.. حسابات المال والنفوذ)، حيث إعتبروا أن القناة وصفت السودان بالكلب ويظهر الأمر واضحاً عبر الإقتباس من القران الكريم.
وقال نشطاء التواصل وتطبيقات الهواتف الذكية، بحسب رصد محرر موقع النيلين أن الإقتباس واضح من الاية الكريمة من سورة الكهف (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا 22)، وقال نشطاء التواصل أن الإمارات دولة علاقاتها جيدة مع السودان وشعبه، وألمحوا أن محرر الخبر قد يكون مصري حيث يشن الإعلام المصري هجوم غير مبرر بسبب زيارة أردوغان للسودان.
ونقل محرر موقع النيلين نص التقرير الذي نشره موقع قناة سكاي نيوز تحت عنوان ((تركيا وقطر وثالثهما السودان.. حسابات المال والنفوذ) وهو كما يلي.
على رقعة النفوذ في الشرق الأوسط تتنافس قوى عدة من بينها تركيا للعب دور رئيسي، وعلى ذات الرقعة يهرول آخرون بينهم قطر وراء ما يخدم أجندتهم التخريبية.
ومع هذا وذاك يظهر بين الحين والآخر من يساعد ويستفيد من هؤلاء المهرولين، وراغبي النفوذ وغيرهم.
ولعل الصورة التي تجمع رؤساء أركان كل من السودان وتركيا وقطر خلال اجتماعهم في الخرطوم تختصر الكثير بهذا الشأن.
فالاجتماع جاء بالتزامن مع الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، وهو تحرك يفتح الباب أمام كثيرين للتكهنات والأسئلة، بل والمخاوف أيضا.
فاجتماع رئيسي أركان كل من السودان وتركيا على هامش زيارة الرئيس ربما يكون أمرا منطقيا، لكن من غير المنطقي لدى البعض أن يكون ثالثهما رئيس الأركان القطري.
هنا تثار المخاوف من وجود خطط جديدة من تحت الطاولة، ربما يتم الإعداد لها لاستمرار إرباك المنطقة، خاصة أن للدوحة سوابق بهذا الخصوص.
وما يعزز المخاوف تسليم السودان مفاتيح جزيرة سواكن على البحر الأحمر إلى تركيا من أجل إدارتها، وهي إحدى ثمار زيارة أردوغان للخرطوم.
تلك الجزيرة التي تسعى الدوحة لدخولها من البوابة التركية من خلال ضخ استثمارات ضخمة فيها، كما تسعى لإقامة مشروعات كبيرة في ميناء بورتسودان على البحر الأحمر.
كثيرون يرون أن زيارة الرئيس التركي لم تكن لتنجح لولا وجود المال الذي يحتاجه السودان لمواجهة عثراته الاقتصادية، وهنا وبحسب هؤلاء يبرز الدور القطري الذي يكمل الحلقة المفرغة.
فالسودان يساهم بجغرافيا الموقع الاستراتيجي على البحر الأحمر، وتركيا بالوجود العسكري القوي، وقطر بالدعم المالي غير المحدود.
وعززت كل من قطر وتركيا علاقاتهما بشكل كبير منذ مواقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب من الدوحة، وهو ما ترجم بوجود تركي عسكري غير مسبوق على الأراضي القطرية.
والآن يدخل السودان بموقعه على البحر الأحمر في صورة ثلاثية الأبعاد، وسط ترقب لنتائج التعاون العسكري التركي القطري السوداني.

الحوت... صور نادرة






























azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...