الثلاثاء، 31 يناير 2023

سيدة منقبة تروي قصتها المؤثرة مع الأسطورة محمود عبدالعزيز

 

طرقت بابه فلم يخزلني وأجري عملية جراحية لابنتي بالمستشفي

لم أعرف أنه (الحوت) إلا حينما حاصره الناس في طريقه للمدير الطبي

جلس إليها : سراج النعيم

كشفت سيدة قادمة من إحدي الولايات السودانية التفاصيل المؤثرة لقصتها مع الفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز

قالت : جئت من ولاية سودانية بحثاً عن علاج ابنتي البالغة من العمر (16) ربيعاً، وبعد مقابلات الأطباء، وإجراء الفحوصات قرر لها عملية جراحية بمبلغ كبير جداً، لم أكن أملك منه جنيهاً واحداً، بعد أن انفقت المبالغ التي اتيت بها في العلاج الذي سبق وقرر فيه إجراء العملية الجراحية، وأثناء ما كنت حائرة في كيفية جمع المبلغ ارشدني البعض بأن أذهب إلي الفنان الراحل محمود عبدالعزيز في منزله بحي (المزاد) بالخرطوم بحري، ولكي اصله اقترضت المبلغ الذي يمكنني من الوصول إليه.

وأضافت : المهم إنني بالوصف استطعت الوصول إلي منزل (الحوت)، وطرقت الباب، وبعد لحظة فتح شاباً الباب ورحب بي ترحيباً مبشراً بانفراج ازمة ابنتي، ثم تحدث معي قبل أن يستلم مني الملف الذي اعددته لتأكيد صدق نواياي، والذى كان يحتوى علي التفاصيل الكاملة بالمريضة وكم تكلف عمليتها الجراحية، عموماً فإن ذلك الشاب الأسمر النحيف بشرني خيراً، مؤكداً أنه سوف يقوم بإيصال رسالتي إلي الفنان الشاب محمود عبدالعزيز، إلي جانب أنه سوف يضع ملف ابنتي المريضة علي منضدة الراحل (الحوت) وكنت أكتب رقم هاتفي في الملف.

وأردفت : بعد ترقب وإنتظار ولهفة تلقيت إتصالاً من الفنان الشاب محمود عبدالعزيز يسألني عن المكان الذي نتواجد فيه، وبما إنني كنت اعيش علي أمل، وصفت له المنزل الذي نقيم فيه، وبعد ساعة من ذلك الإتصال طرق الباب شخصاً ما ففتحت له فقال اين الحاجة فلانه فقلت : أنا، فقال : في تلك العربة الفنان محمود عبدالعزبز فلم اصدقه إلي أن وقفت امام العربة التي ما أن اقتربت منها إلا وترجل منها وبدأ في طمأنتي بأن إبنتي سوف تجري العملية الجراحية في الوقت المحدد لها، المهم إنني أصريت عليه بأن يدخل إلي المنزل لرؤية إبنتي المريضة، وكان أن استجاب الحوت والتقي بها ورفع من معنوياتها، ثم طلب من مرافقه (أحمد الصاوي) أن يمنحها مبلغ العملية الجراحية، ولم يكتف بذلك بل ظل يتابع معنا بالهاتف يومياً، وفي اليوم المقرر فيه إجراء العملية ارسل عربته إلينا في المنزل وتركها لنا إلي أن إجريت العملية بنجاح، وبعد أيام من ذلك جاء الفنان الراحل محمود عبدالعزيز إلينا في المنزل حاملاً خروفا للكرامة.

واستطردت : عندما جاء إلينا الحوت في المنزل رجعت بذاكرتي حينما ذهبت إليه في منزله، فاكتشفت ذلك أن الشاب الأسمر النحيل هو محمود عبدالعزيز نفسه الذي لم أتعرف عليه في لحظتها ولم يشأ أن يخبرني بحقيقة أنه هو ذاته، والذي تعرفت عليه حينما آتي بعربته البوكس ليتوقف أمام المستشفي، ويترجل منه الحوت بشحمه ولحمه، ويحمل في يده اليمني ملف إبنتي المريضة، وتوجه مباشرة نحو غرفة المدير الطبى للمستشفي المعني، وبما أنه نجم من النجوم الساطعة في سماء السودان، تدافع نحوه عدداً من الحواتة الذين كانوا يتواجدون بالمستشفي في تلك الأثناء، وهم يطلبون منه إلتقاط صوراً معه، فيما كان آخرين يطلبون منه أن يوقع لهم في ايديهم أو في الوريقات التي اخذوها من موظف الإستقبال بالمستشفي، ولم يكتفوا بذلك بل رافقوه خطوة بخطوة إلي أن دلف إلي مكتب المدير الطبى للمستشفي، وكان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز يبتسم للمرضي الذين كانوا يشاهدون مروره دون ان تسمح لهم حالتهم الصحيه بمرافقته، وتسلل القلق إلي البعض خوفاً من أن يكون حضوره إلي هنا بدواعي صحية، المهم أنه فرض علي رجال الأمن بالمستشفي أن يحولوا بينه ودخول الجمهور معه إلي مكتب المدير الطبي بالمستشفي الذي لم يستغرق فيه سوي دقائق معدوده فى الكشف عن أسباب زيارته المفاجئة التي أطلع في إطارها الطبيب المشرف علي حالة المريضة علي الملف الخاص بها وهي طريحة الفراش بعنابر المستشفي، وتكفل فوراً بكل نفقات العملية الجراحية وعلاجها كاملاً، وطلب من الطبيب المشرف علي الحالة إجراء العملية الجراحية علي جناح السرعة لخطورة المرض الجاثم في جسد الفتاة، ثم شكر الطبيب علي حسن إستقباله وتعامله، وأثناء خروجه من المستشفي كانت هنالك حشوداً تهتف بعبارات مثل (سلامتك يا جان أن شاء الله عاجل الشفاء ، ويا حاج انتبه إلي صحتك لأنو نحن بنحبك)وكان الحوت قد التقي بالسيدة الحزينة في اخر ممر المستشفي، وبعيدا عن الحشود التي كانت تردد كلمة (الحوت) الكلمة التي تعرفت من خلالها بأنه الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وكانت الأم الصابرة في تلك اللحظة تجلس حزينة لوحدها، ولكن ما أن سمعت الإسم، إلا ونهضت سريعاً من مجلسها لترى محمود الذى حدثها عنه الناس، وكانت فى منزله قبل أيام من ذلك التاريخ وأثناء اقترابها منه كانت مندهشة من واقع أنه نفس الشاب الذي شاهدته، والحشد يحيط به ورغماً عن ذلك تمكن الحوت من رؤيتها وأتجه إليها قائلاً : (كلو تمام يا أمى).

لا يعرف إلى أين يذهب.. ولمن يشتكي همه؟؟

 

غالباً ما يكون السبب الأساسي لحزن الإنسان في هذه الحياة هو ذلك الإنسان (السيء) الذي يحيط به، ولا يتمني له الخير، لذلك يجب أن لا يثق في أي إنسان مهما كان قريباً منه، بإستثناء الإنسان الصادق معه، فهو الوحيد القادر على تخفيف الحزن، ولا يجعله يشعر به في جميع الأشياء، خاصة وأن استمراره يؤلم رأسه كثيراً، ويصيب جسده بالإرهاق، ويجعله معلقاً إلى حين إشعار آخر، أي أنه لا يشعر بالراحة النفسية، إلا قليلاً جداً، لأن الأشياء تبدو بعيدة المنال، لذلك من الصعب جداً أن ينسى أياماً لم ير فيها إنساناً يقف بجانبه، نعم لم يجده، ولن يجده مهما بحث عنه، لذلك لا يعرف إلى أين يذهب، أو لمن يشتكي، مما يدعه يخبئ دموعه ممن حوله؟؟.

إن الإنسان الذي يمتليء بالحزن في حياته، لا يشعر سوى أن الحياة قاسية جداً، ولا يمكن تجاوز قسوتها للوصول إلى حلمه الذي ربما لا يتحقق نهائياً، لأنه لا يري الحلم إلا من تحت عينيه بلون أسود، مما يحدو به أن يكون باهتاً، ويحاول جاهداً أن يبتسم إلا أن دواخله المليئة بالدموع لا تجف إطلاقاً، فتجده يتحدث مع الآخرين، وبداخله صمت رهيب، ولا يقول سوى أنه (بخير)، وأن كان هو ليس على ما يرام.

بلاغ جنائي بإهمال الدكتورة المتوفاة وشكوى إلى المجلس الطبي


 قصة الحزينة لوفاة الطبيبة (وردة) بمركز أطفال الأنابيب وأمراض النساء


وقفت عندها : العريشة

اتخذت أسرة الدكتورة وردة علي بابا إجراءات قانونية في مواجهة بعض أطباء مركز خاص بأطفال الأنابيب وأمراض النساء والتوليد، بالإضافة إلى رفع شكوى لدي المجلس الطبي.

فيما تشير الوقائع إلى أن أسرة الدكتورة المتوفاة (وردة) وجهت أصابع الاتهام إلى بعض أطباء المركز بإهمال حالة المتوفاة (وردة).

فيما كشفت الدكتورة يارا علي بابا شقيقة الدكتورة (وردة) والمرافقة لها بمركز أطفال الأنابيب وأمراض النساء والتوليد لصحيفة (العريشة) قائلة : أجريت عملية إلى شقيقتي الدكتورة المتوفاة (وردة)، والعملية هي (حقن مجهري) أو (تلقيح صناعي)، وعندما تم تخديرها بـ(البنج النصفي) كنت أجلس مع زوج المرحومة في صالة الانتظار، إلا أن انتظارنا طال، لذلك كلما خرجت ممرضة من غرفة العمليات نهرول نحوها بلهفة شديدة على أمل استجلاء حقيقة ما يجري خلف الجدران الأربعة إلا إننا لم نجد إجابة شافية، لذلك سيطر علينا الخوف الشديد.

واسترسلت : بعد مرور ساعات على إدخال شقيقتي إلى غرفة العمليات أرسل لنا الطبيب المختص من يستدعينا إليه، فما كان منا إلا وتوجهنا إليه، فوجدناه في انتظارنا، فقال : العملية نجحت ووجدنا (15) بوضية قابلة لـ(لتخصيب)، فهللنا وكبرنا فرحاً بذلك إلا أن فرحتنا لم تدم طويلاً بعد أن أردف الطبيب المختص قائلاً : (ولكن قلبها توقف بأمر الله -الفاتحة)، وعلى هذا النحو نقل لنا خبر وفاة شقيقتي الوحيدة الدكتورة (وردة) رغماً عن أنه مر بالكثير من المواقف المماثلة، إلا أنه لم يستطع نقل الخبر بصورة سلسة تجنبنا (الصدمة)، فبدأت أنظر إليه متسائلة في قرارة نفسي، ما الذي يدعه يقول : (العملية نجحت) وشقيقتي توفيت إلى رحمة مولاها؟.

واستطردت : وفي تلك الأثناء الحزينة اندفعت نحو غرفة (الإفاقة)، فشاهدت شقيقتي على (نقالة الموتى)، وليس على (سرير المرضي) بدون مغذي وريدي ولا جهاز رسم القلب ولا ((monitor لقياس الأكسجين وقياس معدل التنفس وضغط الدم ونبضات القلب ونوعها.

وأضافت : (التخدير) و(المدازولام) معاً يسببان (الهبوط)، لذلك لابد من وجود أخصائي تخدير بجانب المريض إلى أن يستعيد وعيه، ولا بد لأخصائي التخدير أن يكون ملماً بتاريخ المريض الصحي، حالة القلب، الكليتين وإلى آخرها، وكل هذا لا يتم إلا في وجود (monitor)، وعندما طلبنا من إدارة المركز شهادة الوفاة الخاصة بشقيقتي، قالوا : (ليس لدينا شهادات وفاة)، ولكن سلمونا تقريرا طبيا.

بما أن المتوفاة الدكتورة (وردة)، وزوجها لم يرزقهما الله سبحانه وتعالي بمولود قرراً استشارة مركز خاص بأطفال الأنابيب وأمراض النساء والتوليد، وبعد الفحوصات وتشخيص الحالة حدد لها الطبيب العلاج، ومن ثم قرر الطبيب المختص إجراء عملية منظار رحمي بـ(البنج) النصفي للدكتورة المتوفاة (وردة)، وعلى ضوء ذلك صرف لها (ابر هرمونية) لتحفيز فرز عدد من (البويضات)، وبمعدل ثلاثة حقن في اليوم، لذلك كان لها الإستعداد لعملية سحب (البويضات)، ومن ثم تجديد عملية السحب، وفي اليوم المحدد لإجراء العملية كانت الدكتورة المتوفاة (وردة) تباشر عملها صباحاً بالمستشفي الأكاديمي، ومن ثم ذهبت مباشرة إلى المركز الخاص بأطفال الأنابيب وأمراض النساء والتوليد، ورافقها زوجها وشقيقتها الدكتورة (يارا)، وعندما حضر طبيب التخدير للمركز استدعي الدكتورة (وردة) لغرفة العمليات، وبعد ثلاثة ساعات استدعي الطبيب المختص الدكتورة (يارا) شقيقة المرحومة وزوجها، وقال لهما : (إن العملية تمت بنجاح الحمد لله، وتم سحب (١٥) بويضة قابلة للتخصيب، وبعد التهليل والتكبير فرحاً بذلك أردف الطبيب المختص قائلاً : (ولكن توقف قلبها، وفعلنا كل ما كان في اليد- الفاتحة).

من خلال مقابلة الدكتورة (يارا)، وزوج الدكتورة المتوفاة (وردة) للطبيب المختص سأل هل المرحومة كانت تعاني من (علة) في القلب، وذات السؤال طرحه طبيب آخر؟؟. 

من جهتها تتهم أسرة الدكتورة المتوفاة (وردة) المشكو ضدهم بالإهمال.

(البودي جارد) في السودان.. شباب يستثمر في (العضلات المفتولة)



الخرطوم : العريشة

(العريشة) تقتحم عالم (البودي جاردات) وتخرج بالكثير المثير حول الظاهرة

ندي القلعة وشيرين عبدالوهاب الأبرز في الحراسات الشخصية 

اتجه عدد من الشخصيات الهامة، المشاهير، نجوم المجتمع، الفنانين والفنانات إلى عالم (البودي جاردات)، والذي يعتبر من الظواهر الدخيلة على المجتمع السوداني الذي لم يألفها قبلاً خاصة وأن الشباب المعني بها يمتاز بمواصفات جسمانية قائمة على ضخامة الجسم، والعضلات المفتولة، ويقدمون في إطارها خدمات التغطية الأمنية للاحتفالات، المهرجانات والمؤتمرات، الحفلات العامة والخاصة.

فيما انتشرت الظاهرة في الأوساط السودانية، وأصبحت مثار جدل في مجالس المدينة، الأجهزة الإعلامية والإعلام البديل، لذلك رأيت أن أدير في إطارها حواراً جرئياً مع السيد كمال محمد المتخصص في هذا المجال، والذي استجلي في ظلها الحقائق المجردة، وكشف عن أدق الأسرار والخفايا حولها، إذ يتلقي وفقها (البودي جارد) التدريب والتأهيل في صالات كمال الأجسام، وحمل الأثقال على تأمين مداخل ومخارج صالات المؤتمرات والأفراح، وذلك وفقاً لرغبة إدارتها، والتي يأتمر بتعليماتها وتوجيهاتها، وليس له أي علاقة بما يدور خارج أو أمام الصالات، ومع هذا وذاك يجيد فن التعامل بمرونة.

وقال : اختيار الشباب للعمل في مجال (البودي جارد) قائم على مواصفات محددة، وهذه المواصفات تصب بشكل مباشر في إطار البنية الجسمانية، اللياقة البدنية، الطول والعرض، ورغماً عن أهميتها القصوى إلا أن البعض يتجه إليها بدافع (الموضة)، والتي بدأت تطل برأسها وسط عدد من المطربين والمطربات، وأبرزهم ندي القلعة، وشيرين عبدالوهاب وآخرين، بالإضافة للاستعانة بهم في تأمين الحفلات الجماهيرية، حفلات الأفراح، المناسبات العامة، الحملات، المؤتمرات، المعارض وغيرها من المهام الأمنية الآخري.

واستطرد : عالم (البودي جارد) ملئ بالأسرار والخفايا البعيدة عن مخيلة عامة الناس، إذ يقضي جل وقته في التدريب والتأهيل بصالات كمال الأجسام، ورفع الأثقال للحصول على لياقة ومهارات قتالية للحراسات الشخصية، والمشاركة في البطولات المحلية، الإقليمية والعالمية من أجل الأنفاق على التدريب، التأهيل والنظام الغذائي الذي يفرض عليه تناول (6) وجبات يومياً، وتحتوي على (3) دجاجات على الأقل، لذلك العمل مهم جداً لـ(لبودي جارد) لتوفير الاحتياجات الشخصية المكلفة في ظل الأوضاع الاقتصادية الطاحنة.

واستطرد : أجور (البودي جارد) ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمل، والذي ربما يكون في الغالب الأعم موسمياً، فهو يتأثر بالرهن السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي والأمني، لذلك لا ينتعش العمل في هذا المجال إلا باستقرار الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد.

ومضي : نجح (البودي جارد) في تأمين الفنانين الأجانب الذين تم استقدامهم للغناء في السودان، أمثال فناني السلام الأمريكان كاسدي، قاري باين، كيانق ومميس، ويونق سيكس، مصطفي قمر، شيرين عبدالوهاب وآخرين.

واسترسل : الشيء الذي جعل (البودي جارد) يلفت الأنظار أنظار الناس هو ظهور البعض منهم حرساً شخصياً لمشاهير، ونجوم المجتمع، لذلك تعرف عليهم الجمهور عن قرب، ومع هذا وذاك يمتازون بارتداء الأزياء المختلفة من مناسبة إلى آخري، بالإضافة إلى النظارات السوداء المميزة، وبالمقابل هنالك مناسبات تتطلب ارتداء السترات الواقية لـ(لرصاص).

وتابع : مواصفات (البودي جارد) مواصفات خاصة جداً، وترتكز ارتكازاً كلياً مبنية على ضخامة البنية الجسمانية، والطول الذي يجب أن يتعدى (170) سم على الأقل، وأن يكون العرض (50) سم، والوزن (100) كيلو تقريباً، كما أنه يمتاز بالذكاء، الحذر، الانتباه، سرعة البديهة، الخبرة الممكنة له لحراسة الشخصيات.

 مطالبات لتدخل السلطات منعاً لظاهرة (النقطة) في مناسبات الأفراح

أخبار : العريشة

وجه عدد من المهتمين بالشأن الفني في البلاد سهام نقدهم لمطربات يقبلن أموال ما يسمي بـ(النقطة) في مناسبات الأفراح.

من جهتهم، طالبوا السلطات المختصة بالتدخل فوراً، وإيقاف الظاهرة المستفزة لمشاعر الأغلبية العظمي من فقراء بلادي، والتى تشهد أوضاعاً اقتصادية مذرية جداً، ويتضح ذلك في مقاطع فيديوهات تبث عبر الفيس بوك، اليوتيوب والواتساب، وأشهرها مقطع الفيديو الذي تظهر من خلاله المطربة فهيمة عبدالله، ويمطرها الرجال بفئات مختلفة من العملة السودانية بعد أن بدأت وصلتها الغنائية بأغنيات حماسية.

وأشاروا إلى أن بعض المطربات يعتمدن اعتماداً كلياً على أموال (النقطة) لدرجة أنهن وظفن رجالاً لـ(التقاط) الأموال من على الأرض.

إن مسألة (النقطة) تبدأ بشخص ربما تربطه صله بالمطربة، وذلك من أجل تشجيع الحضور، وعلى خلفية ذلك يتباري المعازيم في إظهار مقدراتهم المالية رغماً عن الأوضاع الاقتصادية الضاغطة جداً.

معاملات تجارية في السودان بالدولار الامريكي بسبب التضخم

 


 تقرير : العريشة

يشهد الاقتصاد السوداني تضخماً حاداً يفوق كل التوقعات، إذ أنه يمضي بسرعة فائقة نحو (الانهيار)، والذي ربما يضطر السلطات المختصة فيما بعد إلى طباعة العملات دون تغطيتها، لذلك سيكون المصير الاقتصادي على المدى القريب والبعيد مجهولاً للمؤسسات، الشركات، المصانع والتجار، فإما أن تعمل في ظل الخسارة، وإما أن تلجأ إلى شراء الدولار الأمريكي، العملات الأجنبية، الذهب، قطع الأراضي، العقارات والأصول الأخرى للاحتفاظ بالأموال بنفس قيمتها، فالجنيه السوداني يتأرجح مقابل الدولار الأمريكي بسبب القرارات الاقتصادية (الفاشلة)، والتي أدخلت الكثير من الناس في حالة ذعر شديد، خاصة وأن الاقتصاد السوداني يمضي من أسوأ إلى أسوأ، والقائمين على أمر الاقتصاد يقفون مكتوفي الأيدي، وكل ما يتم من معالجات اقتصادية لا تتجاوز (المهدئات) و(المسكنات)، وبالتالي فإن كل خيار لدي وزارة المالية والاقتصاد الوطني أمر من الآخر، لذلك ستضطر إلى إفساح المجال للتضخم المفرط، والذي سينتج عنه ارتفاع في الأسعار بالضعف، كما ستتوقف المؤسسات، الشركات، المصانع والتجار لبعض الوقت حتماً، خاصة وأنها مرحلة أشد قسوة وإيلاما، وسيليها تدمير  للنظام المالي لاحقاً، بالإضافة إلى توقف عجلة الإنتاج، والذي سيفرز تداعيات سياسية، اقتصادية، اجتماعية، أمنية، ثقافية وفكرية.

إن التضخم الذي يركن إليه السودان آنياً سيؤدي بلا شك إلى إفلاس الغالبية العظمي خاصة أولئك الذين جنوا الأموال في ظل استغلال الأزمات الاقتصادية، لذلك سيأتي الإفلاس برد فعل متسلسل، وسيقود إلى الانهيار التام للأعمال التجارية الناجحة، وسيؤدي إلى إخفاق مالي لعدم الإيفاء بالسداد للدائنين، وسيكون السيناريو (كإرثي) جداً لدرجة يصعب تصوره، وسيقود إلى (كساد)، كالذي شهده الاقتصاد العالمي في العام 1929م، لذلك فإن إنسان السودان سيجد نفسه أمام موجة من الإفلاس الذي لن يكون قادراً على العيش في ظله بصورة كريمة، فضلاً عن عوامل آخري تزيد من معدلات (البطالة) في البلاد، خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية ستضطر المؤسسات، الشركات، المصانع والتجار إلى تسريح (العمالة).

ربما يتجاوز معدل التضخم الـ(4%)، لأن السودان متأخر جداً عن ركب الاقتصاد العالمي، والذي تتسارع في إطاره زيادات الأسعار، ولن يكون أمام المسئولين خيار سوي (الانهيار) الاقتصادي.

الدكتور عزالدين يكشف إشكاليات تواجه الموسم الزراعي




فصلني نظام الرئيس السابق عمر البشير واعادني الدكتور عبدالله حمدوك

(لا البرهان ولا حميدتي بسوي لينا حاجة) في القضية

جلس إليه : سراج النعيم

اجلست الدكتور عزالدين على محمد الفقير نائب مدير البنك الزراعي في كرسي ساخن حول الكثير من القضايا المتعلقة بالبنك، فاجاب بكل شفافية على الأسئلة الموضوعة على منضدته، فإلى مضابط الحوار.

في البدء من الذي فصلك عن العمل بالبنك الزراعي

فصلت إبان حكم نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ومن ثم تمت إعادتي إليه بقرار من مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك وقتئذ، إلا أن مدير البنك آنذاك رفض رفضاً باتاً تنفيذ القرار، وعندما تم إعفائه من منصبه عدت إلى وظيفتي نائباً لمدير البنك الزراعي.

ما الذي تأمل فيه بعد عودتك إلى البنك الزراعي في هذه المرحلة الحساسة؟

أأمل في أن يساعد المزارع إدارة البنك للخروج به إلى بر الأمان، فالبنك لا يمكن إدارته بدون موارد أو أسس وضوابط مصرفية.

يوجه لكم البعض إتهامات تتمثل في أن التمويل الممنوح للمزارع يؤخذ منه بعد الحصاد مباشرة؟

هذا الحديث عار من الصحة تماماً، فنحن نقف مع المزارع حتى يحقق النجاح، ومن ثم نحدد له سعر التركيز، وإذا وجد المزارع سعراً أفضل في السوق لا نقف في طريقه، بل ندعه يبيع محصوله بالكيفية التى يرغب فيها، ولكن عليه تسديد المديونية.

هل مع انتهاء الموسم الزراعي هذا العام سدد المزارع المديونية؟

لا لم يسدد المديونية إلى تاريخ هذه اللحظة، ورغماً عن ذلك لم نتخذ أي إجراءات قانونية ضده، فضلاً عن أن الموسم مضي عليه أكثر من ستة أشهر تقريباً، ورغماً عن ذلك لم نسأله أو نلاحقه بالإجراءات القانونية، نعم لم نفعل حتى نمكنه من الموسم الزراعي الجديد.

ما الكيفية التى تتعامل بها إدارة البنك مع المزارع الذي يعجز عن تسديد المديونية؟

من لا يسدد المديونية نتعامل معه وفقاً للأسس والضوابط الخاصة بالبنك الزراعي، فإذا المزارع زرع وادي واجبه كاملاً في كل المراحل الزراعية، فإن الإدارة تمهله فرصة، وتستند في ذلك على تقارير موجودة بحوزتها، وعليه إذا تبث لها أن الزراعة فشلت للأسباب المعلومة لديها، لذلك لا تسأله، بل بالعكس تساعده بتأجيل المديونية للعام القادم.

لماذا؟ 

لأن المزارع قام بالعمليات الزراعية في كل مراحلها إلا أنه لم يوفق في نجاح ما زرعه، والفشل في الزراعة يكون لشيء خارج عن إرادة المزارع، مثلاً الأمطار، الطبيعة، الآفات وغيرها، وبالمقابل ربما نجد مزارعاً آخراً قام بالعملية الزراعية ذاتها، ونجح إلا أنه في نهاية الموسم لا يسدد المديونية، ومثل هذا المزارع لا نتركه نهائياً، خاصةً إذا أكدت التقارير نجاح ما زرعه من محصول، وبالتالي سنكون مضطرين إلى إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده، وهذا يؤكد بأن تعاملنا مع المزارع وفقاً للتقارير، لذا تجد مشروعاً واحداً كتبت فيه العديد من التقارير المبنية على المراقبة اللصيقة، والتى تبدأ منذ لحظة منح التمويل للمزارع من البنك الزراعي، وتظل الرقابة مستمرة إلى أن يحصد محصوله.

هل للبنك رأي في التأمين للمزارع بعد أن يقدم له التمويل؟

لا مانع لدي إدارة البنك من التأمين للمزارع إلا أنه يرفض فكرة التأمين جملة وتفصيلا رغماً عن أن إدارة البنك تطلب من المزارع الإقدام على هذه الخطوة، لأنه إذا حدث أي شيء لا قدر الله، فإن الجهة التأمينية، هي المسؤولة عن المديونية إلا أن المزارع يريد كل شيء (ببلاش).

هنالك لغط كثيف يدور حول البنك الزراعي، فماذا عنه؟

فئة قليلة داخل البنك تريد السيطرة على الأغلبية من خلال الأيديولوجيات السياسية، وهذه الفئة لديها شعور قاطع بأنها لابد من أن تسيطر على إدارة البنك، ودون ذلك (الخراب)، فأي سوداني يقرأ الأحداث في سياقها الصحيح سيكتشف أن هذا التفكير خاطيء، فلا (البرهان ولا حميدتي بسوي لينا حاجة)، لذلك قلنا لهم كلام واضح هو أن البنك الزراعي من المؤسسات التى يجب أن (نوقفها على حيلها) في هذه المرحلة بغض النظر عن اتجاهات الأشخاص شمالاً أو جنوباً، شرقاً أو غرباً، أي لا نريد جهوية أو قبلية، فمثلاً المدير الأسبق للبنك عينه الدكتور عبدالله حمدوك بعد أن أعفي له موظفاً يعمل في البنك أكثر من (40) عام، وعندما ذهب رئيس الوزراء من منصبه ألغي قراره، لذلك نحن أمام تحدي توحيد الرؤي، ونبذ الجهوية والقبلية، والنأي بالبنك عن الانتماءات السياسية.

ما هي المشاكل التى تواجه البنك في الوقت الراهن؟

كثيرة هي الإشكاليات المعترضة طريق البنك، لذا ردي على سؤالك السابق هو أن من أشرت لهم (لا عاجبهم العجب، ولا الصيام في رجب)، لذلك من لا يرغب في وجودك، فإنه (بحمر لك في الظلام).

أليس القرار لك؟ 

نعم القرار لي، ولكن رغبتي تكمن في أن نعمل جميعاً في بوتقة واحدة، وفي هذا الإطار سأقوم بدوري على أكمل وجه، وإذا لم أنجح في استراتيجيتي هذه، فإنني سأكون مضطراً إلى إصدار القرارات الحافظة لوحدة وتماسك البنك الزراعي، إلا إنني في باديء الأمر لا يمكن أن أقطع أرزاق الناس، لكن أي موظف يعكنن على زملائه ساتعامل معه بحسم، وذلك بغض النظر عن الإنتماء السياسي، لذا لن أسمح بأي شكل من الأشكال بأن يحدث أي شخص الضرر للبنك، ومع هذا وذاك سامنح الجميع فرصة للعمل من أجل خدمة البلاد، علماً بأن الإدارة ترصد كل كبيرة وصغيرة تدور في أروقة البنك الزراعي، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عدم الاستعجال في إتخاذ القرار، بل نرصد، ندرس ونحلل، ومتى ما شعرنا بأن هنالك أي مؤشر (سلبي) سنتخذ القرار الحاسم، وإذا شعرنا أن هنالك عودة إلى جادة الطريق سنلغي القرار، فنحن لدينا برنامج سنمضي في هداه وفقاً للخبرة الطويلة في هذا المصرف، والذي عملنا فيه أكثر من (40) عام.

ما تخطيطكم المستقبلي لهذه المؤسسة المصرفية الهامة؟ 

سنعود للمؤسسية بالترتيب للوظائف حسب الدرجات، لذلك أي موظف سنظعه في مكانه المناسب حسب الكفاءة، والاسبقية للوظيفة، مثلاً أريد أن أعين مدير مالي، فإنني استعرض من هم يحملون هذا التخصص، والأكثر كفاءة، خبرة وعطاء، ومن تتوفر فيه هذه الشروط أضعه في هذا المنصب، وهذا هو الموضوع الذي نعكف عليه، لأنه سيدع البنك يستقر، خاصةً وأننا وجدنا البنك الزراعي لا يحتكم لأسس وضوابط، بالمقابل أول قرار اتخذناه هو قرار تعين حافظ رمضان مساعداً للمدير العام للإدارة والخدمات. 

ماذا عن الموظفين الاقدم من مساعد المدير للإدارة والخدمات؟ 

من أشرت لهم لديهم إشكاليات مع إدارة البنك السابقة، ولم نوقفهم نحن، إنما اوقفتهم لجنة إزالة التمكين.

من هو المدير العام للبنك الزراعي، ماذا ستفعلون إدارياً وزراعياً؟

هو محمد آدم عبدالكريم، وفي نفس ترتيب البيت من الداخل سوف نرتب أيضاً للموسم الزراعي.

ماذا عن الذين فصلوا من البنك؟

أي موظف فصل، واعادته المحكمة لا مانع لدينا من انتظامه في عمله بالبنك، ولكن لابد من أوضح أمراً مهماً فيما ذهبت إليه، فالقرار الذي تحدثت عنه هو قراري يخصني شخصياً، فأنا الموظف الوحيد الذي عدت إلى وظيفتي بالبنك بموجب قرار إعادة المفصولين من قبل مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك، وعندما جئت للبنك في ظل الإدارة السابقة لم تعير القرار أي إهتمام، عموماً أنا واصلت في إطار تنفيذ القرار إلى أن تم ايقافي عن العمل للمرة الثانية بواسطة مجلس الإدارة، فعدت لمجلس الوزراء للمرة الثانية، والذي بدوره أصدر قراراً بإعادتي للبنك، والمدير السابق تم إعفائه من منصبه لتعنته في تنفيذ قرار مجلس الوزراء،

من الذي فصلك من البنك الزراعي؟ 

فصلت من البنك في ظل نظام الرئيس السابق عمر البشير، وتم فصلي لانني ليس منتمي إلى (الكيزان)، وكنت قد شارفت في ترتيبي أن أصبح مديراً عاماً للبنك أو نائباً للمدير العام، لذا لابد من أن أفصل حتى تتاح الفرصة لمن هو موالي للنظام السابق، وفي هذا الإطار استدعاني محمد خير الذي قال لي نريد أن نعينك مديراً عاماً للبنك الزراعي إلا أن تعينك مديراً عاماً بشرط، فقلت له ما هو شرطكم فقال يجب أن أنتمي إلى المؤتمر الوطني، فقلت له إذا حلفت القسم بانني مؤتمر وطني سوف تصدقني، واضفت (أنا ما داير وظيفة) بهذه الطريقة، فأنا لدي كفاءة، وهذه الكفاءة، هي انتمائي السياسي، فلم يكن أمامهم إلا أن يعينوا مديراً قبل بالشرط التى رفضتها، وصلاح حسن المدير العام الأسبق عين موظفاً في البنك في تسعينيات القرن الماضي، وآنذاك كنت مدير فرع في الدرجة الأولى، وكان صلاح حسن يعمل معي مفتش زراعي في الدرجة السادسة، وبموجب أنهم فصلوني بشكل غير قانوني رفعت مظلمتي إلى لجنة مفصولي نظام الإنقاذ، والتى بدورها أصدرت قرارها القاضي بإعادتي إلى وظيفتي في البنك الزراعي، لذلك لم تكن إدارة البنك السابقة تريد تنفيذ القرار، لأن وجودي في البنك له تأثير عليهم، وأنا مدين لثورة ديسمبر المجيدة التى كانت سبباً في إعادتي إلى وظيفتي بالبنك الزراعي، فبعد فصلي من البنك عملت ماجستير ودكتوارة، بالإضافة إلى إنني أدرس في الجامعات، وعندما عدت إلى العمل في البنك وجدت نفسي متقدماً جداً عليه، ولم اعد للبنك إلا لإيماني بانني قادر على أن أقدم له، وعلى بالطلاق لو شعرت انني لا أستطيع أن أقدم له شيئاً، فلن أبقي فيه، ولو لدقيقة واحدة، فأنا غير محتاج للوظيفة، فأنا الحمدلله ساكن وشارب وماكل، ودرست أولادي وزوجت بناتي، لذا أنا أريد من زملائي الإستفادة من خبرتي.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...