طرقت بابه فلم يخزلني وأجري عملية جراحية لابنتي بالمستشفي
لم أعرف أنه (الحوت) إلا حينما حاصره الناس في طريقه للمدير الطبي
جلس إليها : سراج النعيم
كشفت سيدة قادمة من إحدي الولايات السودانية التفاصيل المؤثرة لقصتها مع الفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز
قالت : جئت من ولاية سودانية بحثاً عن علاج ابنتي البالغة من العمر (16) ربيعاً، وبعد مقابلات الأطباء، وإجراء الفحوصات قرر لها عملية جراحية بمبلغ كبير جداً، لم أكن أملك منه جنيهاً واحداً، بعد أن انفقت المبالغ التي اتيت بها في العلاج الذي سبق وقرر فيه إجراء العملية الجراحية، وأثناء ما كنت حائرة في كيفية جمع المبلغ ارشدني البعض بأن أذهب إلي الفنان الراحل محمود عبدالعزيز في منزله بحي (المزاد) بالخرطوم بحري، ولكي اصله اقترضت المبلغ الذي يمكنني من الوصول إليه.
وأضافت : المهم إنني بالوصف استطعت الوصول إلي منزل (الحوت)، وطرقت الباب، وبعد لحظة فتح شاباً الباب ورحب بي ترحيباً مبشراً بانفراج ازمة ابنتي، ثم تحدث معي قبل أن يستلم مني الملف الذي اعددته لتأكيد صدق نواياي، والذى كان يحتوى علي التفاصيل الكاملة بالمريضة وكم تكلف عمليتها الجراحية، عموماً فإن ذلك الشاب الأسمر النحيف بشرني خيراً، مؤكداً أنه سوف يقوم بإيصال رسالتي إلي الفنان الشاب محمود عبدالعزيز، إلي جانب أنه سوف يضع ملف ابنتي المريضة علي منضدة الراحل (الحوت) وكنت أكتب رقم هاتفي في الملف.
وأردفت : بعد ترقب وإنتظار ولهفة تلقيت إتصالاً من الفنان الشاب محمود عبدالعزيز يسألني عن المكان الذي نتواجد فيه، وبما إنني كنت اعيش علي أمل، وصفت له المنزل الذي نقيم فيه، وبعد ساعة من ذلك الإتصال طرق الباب شخصاً ما ففتحت له فقال اين الحاجة فلانه فقلت : أنا، فقال : في تلك العربة الفنان محمود عبدالعزبز فلم اصدقه إلي أن وقفت امام العربة التي ما أن اقتربت منها إلا وترجل منها وبدأ في طمأنتي بأن إبنتي سوف تجري العملية الجراحية في الوقت المحدد لها، المهم إنني أصريت عليه بأن يدخل إلي المنزل لرؤية إبنتي المريضة، وكان أن استجاب الحوت والتقي بها ورفع من معنوياتها، ثم طلب من مرافقه (أحمد الصاوي) أن يمنحها مبلغ العملية الجراحية، ولم يكتف بذلك بل ظل يتابع معنا بالهاتف يومياً، وفي اليوم المقرر فيه إجراء العملية ارسل عربته إلينا في المنزل وتركها لنا إلي أن إجريت العملية بنجاح، وبعد أيام من ذلك جاء الفنان الراحل محمود عبدالعزيز إلينا في المنزل حاملاً خروفا للكرامة.
واستطردت : عندما جاء إلينا الحوت في المنزل رجعت بذاكرتي حينما ذهبت إليه في منزله، فاكتشفت ذلك أن الشاب الأسمر النحيل هو محمود عبدالعزيز نفسه الذي لم أتعرف عليه في لحظتها ولم يشأ أن يخبرني بحقيقة أنه هو ذاته، والذي تعرفت عليه حينما آتي بعربته البوكس ليتوقف أمام المستشفي، ويترجل منه الحوت بشحمه ولحمه، ويحمل في يده اليمني ملف إبنتي المريضة، وتوجه مباشرة نحو غرفة المدير الطبى للمستشفي المعني، وبما أنه نجم من النجوم الساطعة في سماء السودان، تدافع نحوه عدداً من الحواتة الذين كانوا يتواجدون بالمستشفي في تلك الأثناء، وهم يطلبون منه إلتقاط صوراً معه، فيما كان آخرين يطلبون منه أن يوقع لهم في ايديهم أو في الوريقات التي اخذوها من موظف الإستقبال بالمستشفي، ولم يكتفوا بذلك بل رافقوه خطوة بخطوة إلي أن دلف إلي مكتب المدير الطبى للمستشفي، وكان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز يبتسم للمرضي الذين كانوا يشاهدون مروره دون ان تسمح لهم حالتهم الصحيه بمرافقته، وتسلل القلق إلي البعض خوفاً من أن يكون حضوره إلي هنا بدواعي صحية، المهم أنه فرض علي رجال الأمن بالمستشفي أن يحولوا بينه ودخول الجمهور معه إلي مكتب المدير الطبي بالمستشفي الذي لم يستغرق فيه سوي دقائق معدوده فى الكشف عن أسباب زيارته المفاجئة التي أطلع في إطارها الطبيب المشرف علي حالة المريضة علي الملف الخاص بها وهي طريحة الفراش بعنابر المستشفي، وتكفل فوراً بكل نفقات العملية الجراحية وعلاجها كاملاً، وطلب من الطبيب المشرف علي الحالة إجراء العملية الجراحية علي جناح السرعة لخطورة المرض الجاثم في جسد الفتاة، ثم شكر الطبيب علي حسن إستقباله وتعامله، وأثناء خروجه من المستشفي كانت هنالك حشوداً تهتف بعبارات مثل (سلامتك يا جان أن شاء الله عاجل الشفاء ، ويا حاج انتبه إلي صحتك لأنو نحن بنحبك)وكان الحوت قد التقي بالسيدة الحزينة في اخر ممر المستشفي، وبعيدا عن الحشود التي كانت تردد كلمة (الحوت) الكلمة التي تعرفت من خلالها بأنه الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وكانت الأم الصابرة في تلك اللحظة تجلس حزينة لوحدها، ولكن ما أن سمعت الإسم، إلا ونهضت سريعاً من مجلسها لترى محمود الذى حدثها عنه الناس، وكانت فى منزله قبل أيام من ذلك التاريخ وأثناء اقترابها منه كانت مندهشة من واقع أنه نفس الشاب الذي شاهدته، والحشد يحيط به ورغماً عن ذلك تمكن الحوت من رؤيتها وأتجه إليها قائلاً : (كلو تمام يا أمى).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق