الأربعاء، 25 أغسطس 2021

سراج النعيم يكتب : جرائم تستهدف الوطن وتهدِّد المجتمع



تبقي الجرائم المرتكبة في حق إنسان السودان من الجرائم الدخيلة على المجتمع، والتي ولجت إليه من بوابة (الأجانب) الذين دخل البعض منهم البلاد بصورة غير شرعية، لذلك بات وجودهم في المدن والأحياء مهدداً أمنياً خطيراً للناس والمجتمع، وباتت الظاهرة تفرز تداعيات (سالبة)، فضلاً عن تأثير ثقافتها الوافدة على النشء والشباب، فكم من أجنبي (تورط) في قضايا تصب رأساً في هذا الاتجاه الذي ربما تصل في ظله الجريمة المرتكبة حد (القتل)، ولعل أشهرها مجزرة شقة (شمبات)، والتي راح ضحيتها عدد من الشباب السودانيين.

على السلطات المختصة الالتفات إلى الوجود الأجنبي، والعمل جدياً على تقنينه بصورة قانونية تسهل على السلطات المعنية جمع المعلومات المتعلقة به، وحصر البيانات حوله بالأسماء، الدولة، مكان الإقامة في السودان وإلى آخرها، إلا أنه لا توجد إحصائيات دقيقة رغماً عن أهميتها، لذلك تحتاج الظاهرة إلى تشريعات وسن قوانين تكفل للجهات المختصة للقضاء على الوجود الأجنبي.

المتأمل عميقاً لجرائم (الأجانب) في السودان سيجدها من الجرائم غير المألوفة، وتكمن خطورتها في أنها جزء لا يتجزأ من ثقافة الأجنبي القادم بها من بلاده، وهي بلا شك ثقافة مغايرة للثقافة السودانية، مما جعلها أكبر مهدد لإنسان السودان، وتلاشت في إطارها قيم، أخلاق، عادات، تقاليد وثقافة لا تنفصل عن الديانة الإسلامية، لذلك على السلطات الرسمية في البلاد التصدي بكل ما تملك من إمكانيات وآليات للفيروس (الفتاك) الذي كاد أن يقضي على مظاهر الحياة في السودان.

على الحكومة السودانية الإسراع في تشريع وسن قوانين تحسم الجدل الدائر حول الوجود الأجنبي المخالف لقانون الإقامة في السودان، والذي دائماً ما يتجرأ على نشر الثقافة (السالبة) وسط الناس والمجتمع، مما يشعر إنسان السودان بالخطر المحدق به من كل حدب وصوب، لذلك على الجهات المختصة اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية وقائيةً تجنب إنسان السودان التفكير في الدفاع عن نفسه، وأن ترحل كل أجنبي لا يلتزم بالقانون المنظم للإقامة في البلاد، وفرض عقوبات رادعة لمن يرتكب جرائم تشكل خطراً على السلامة العامة، فلا سبيل أمام الحكومة سوي الانصياع لصوت العقل، وأن لا تتردد نهائياً في تشريع وسن قوانين ضابطة للوجود الأجنبي، والذي دون ادني شك يحتاج لـ(لقاح) يحصن الناس والمجتمع من الفيروس (الأجنبي)، والذي يستلزم التطعيم منه بالتشريعات وسن القوانين، ولكن يبدو أن بلوغ هذا الهدف سيكون أمراً مستحيلاً في ظل تراخي الحكومة.

ولعل الأخطر فيما يتصل بالوجود الأجنبي هو الجاسوس المهدد للأمن القومي، بالإضافة إلى أنه قابل للاستقطاب، الاستغلال، التجسس، الاتجار بالبشر، المخدرات وتهريب الأسلحة، بالإضافة إلى الأمراض المعدية، والمهددة للحالة الصحية للناس، وسلامة المجتمع الذي ظل يعاني الأمرين من أشخاص يبحثون عن تحقيق المصالح الشخصية، وكسب الأموال الزهيدة بأي صورة من الصور، لذلك لا ينبغي على السلطات أن تأخذها بهم رأفة، ويجب التعامل معهم بحزم وصرامة، وإنزال أقسى العقوبات، والاستبعاد من البلاد.

سراج النعيم يكتب : الحياة لا تتآمر ولا تقف مع شخص ضد أخر


للحياة تقلبات، مسارات، أجواء، طقوس، واتجاهات تتطلب الاحتكام لقوانينها، ضوابطها ومبادئها، فالحياة لا تتآمر، لا تتحالف ولا تقف مع شخص ضد الآخر، لذلك على الإنسان أن يحرص على عدم مخالفة ما يحقق له النجاح في ظلها، أما مَن يتهاون بها، فإنه بلا شك سيجدها في غاية الصعوبة، وسيعيشها (فاشلاً) أن طال به المقام أو قصر.

لا يمكن أن ينظر الإنسان للحياة من فلسفة الحظ، لأن الحظ في الأساس لا يحالف من يركن له، بل من يسعي للعمل والمثابرة، ومثله لا يجأر بالشكوى من الأوضاع الاقتصادية مهما كانت طاحنة، ومن لا يفعل لا يكون في حالة سخط، تذمر وإحباط دائم، وتتخالجه أحاسيس (سالبة)، وهذه الأحاسيس تدفعه للتشكيك فيما يدور من حوله، وبالتالي تقوده من فشل إلى فشل، لذلك يكون حزيناً ومهموماً بما يسفر عنه الغد.

كلما خرج الإنسان من المنزل إلى الشارع العام لأي سبب من الأسباب تلحظ أن وجهه (عبوس)، لذلك يرمي فشله على الظروف المحيطة به، ولا يكون راضياً عن نفسه. 

فيما يظن البعض بأن غيرة الزملاء في أي مجال من المجالات سبباً فيما يمر به، ومع مرور الأيام يكبر الظن، ويصاحبه خوفاً من أقرب الناس إليه حتى لا يفقد الوظيفة، ومثله تكون مقدراته ضعيفة جداً، لذلك يكون بعيد عن جودة الأداء، مما يدفعه للاعتقاد بأن الحياة تتآمر عليه، وتتحالف مع الآخرين، وهكذا كل (فاشل) في الحياة يتهم ما حوله بالفشل الذي يلازمه، فالطالب يحمل معلمه الفشل، والموظف يحمل إدارته الفشل، والتاجر يحمل السياسات الاقتصادية في البلاد الفشل، وإلى آخرها من قطاعات المجتمع!!

على الإنسان (الفاشل) في الحياة الجلوس مع نفسه للوصول إلى الأسباب الحقيقية للفشل، وأن يحسم الأمر بالابتعاد عن توزيع التهم جزافاً لآخرين نجحوا في الحياة لأنهم جادين لتحقيق النجاح الذي لم يحققوه بسهولة، ولا يلجأون إلى تحميل عثراتهم لأطراف أخرى لعلمهم بأن التفكير على هذا النحو يجعل الإنسان (موهماً)، ويحصر جل تفكيره في الأيدي الخفية الواقفة أمامه عائقاً من الوصول إلى مبتغاه.

بينما نجد أن من حققوا النجاح في الحياة أخططوا لأنفسهم خطاً جاداً في الأداء، ورسموا خارطة طريق شفافة، هكذا وصلوا إلى أهدافهم، وأصبحوا فيما بعد أثرياء، وبالمقابل هنالك من أصبحوا أثرياء بما ورثوه من الآباء أو تعويضات حصلوا عليها، إلا أن السبب الرئيسي في الحصول على الثروة النجاح في العمل، والسعي إليه سعياً حثيثاً له بالتفاؤل والاستمرار في ظله بإصرار، وإذا حدث الفشل اليوم فإن النجاح سيحدث في الغد.

على الإنسان أن يبذل قصارى جهده في العمل حتى لا يرمي بفشله على الآخرين والحياة، مما يتطلب منه العمل والكد، فهي لا تمارس التحالف ولا التآمر، إنما تشاهد وتراقب ما يدور في محيطها، وليكن في علم الجميع بأن الأرزاق بيد الله.

سراج النعيم يكتب : الجهل لا يحمي المشاهير

 


الأغلبية العظمي من النشطاء يبثون مقاطع (الفيديوهات) وينشرون (البوستات) عبر الإعلام البديل دون دراية بأنهم يرتكبون جرائم متعددة في حق من يستهدفونهم بهذه المادة أو تلك، أي أنهم ينتهكون من خلالها الخصوصيات ويتعدون بها على الحريات الشخصية، وذلك بالنشر والتصوير الذي ربما يكون بدون قبول مسبق من صاحب الحق، لذلك يدخلهم هذا الانتهاك في دائرة المساءلة القانونية من طرف السلطات المعنية بتنفيذ القانون الخاص بجرائم المعلوماتية، والذي تصدر في إطاره الاستدعاءات، أوامر القبض، والتحري، ومن ثم أحالت الإجراءات القانونية إلى المحكمة المختصة، ومن يثبت تورطه تتم معاقبته، إلا إنني اقترح إضافة عقوبة إغلاق الحسابات الإلكترونية، وأن تكون العقوبات رادعة جداً حتى يكون (المجرم الإلكتروني) عظة وعبرة للآخرين..!!.

إن أغلب من ينشرون ويبثون المحتوي عبر السوشال ميديا ليسوا على دراية بالثقافة القانونية لجرائم المعلوماتية، والناشر يكون غير دقيقاً، وليس ملتزماً بشروط النشر المعلوماتي، وهذا يعد جهل كبيراً، والجهل لا يجنبه الوقوع في (المحظور)، والنأي بالنفس عن الأخطاء.

بالمقابل فإن بعض ناشري المحتوي يبرزون الجوانب الخفية للأشخاص المستهدفين به، ومع هذا وذاك يحرصون على إظهار (الخلل)، وتسليط الأضواء على المآلات السلبية لكسب تفاعل المتابعين، ويركزون على محتويات تحكمها علامات استفهام، وتفاسير في غير محلها، لذلك يحدثون بها تأثير بالغ، وردود أفعال في المحيطين من حولهم..!!.

لا يحق للناشر أو الباحث عن الشهرة نشر (البوستات) أو بث (الفيديوهات) بما يخالف القيم، الأخلاق، العادات والتقاليد في مجتمعه، بمعني أن لا ينشر (البوستات) ولا يصور (الفيديوهات) و(الصور) عبر التقنية الحديثة دون أخذ الأذن المسبق من أصحاب الحقوق الأصيلة، فهي بلا شك تحمل أفكار (سالبة)، وهذه الأفكار تقود الناشر إلى النيابات، أقسام الشرطة والمحاكم المختصة، فالقانون واضح وضوح الشمس، ولا يعرف حجة المصلحة العامة، طالما أن هنالك متضرر من المحتوي الذي لا تجدي معه المتابعة بدون محاذير للنشر والتصوير الذي يتم لأشخاص في المناسبات، الطرقات والأماكن العامة..!!.

يجب على كل من ينشر أو يبث موضوعات عبر الإعلام البديل أن يكون ملماً بما هو مسموح به، وما هو ممنوع به، وذلك في ظل اختلاط الحابل بالنابل، فلربما يكون الناشر نفسه لا يميز ما بين هو مسموح به، وما هو غير مسموح به، الشيء الذي يستدعيه للوقوع في المحظور، ومساس الأشخاص أو المؤسسات أو الشركات، فالجهل بالقوانين لا تبرره النوايا الحسن، إنما تحكمه قوانين..!!.

إن السوشال ميديا تحتاج إلى ضوابط صارمة تحكم هذا العالم المليء بالانفلات الذي يحدث نتيجة الاستخدام (السالب)، فكل من يملك هاتفاً ذكياً يسعي به إلى تحقيق الشهرة بأي شكل من الأشكال، لذلك انتشرت ظاهرة هدم القيم والأخلاق عبر (تيك توك) و(اليوتيوب) وغيرهما من وسائل التقنية الحديثة المستخدمة بصورة خاطئة، مما نجم عن ذلك ضرر بالغ في المجتمع الذي تأثر أفراده بالثقافات الدخيلة التي لا تشبه مجتمعنا السوداني المحافظ خاصة فيما يتعلق بأزياء السيدات والفتيات (الفاضحة).

مهندسة تروي ماساتها مع (العطالة) في ظل الأوضاع الاقتصادية


كشفت مهندسة في مقتبل العمر قصتها المؤثرة حول عدم توظيفها بعد تخرجها من كلية الهندسة في جامعة عريقة، بالإضافة إلى إنني انفصلت من زوجي في العقد الثاني. وقالت : لا أستطيع التعبير عما يجيش بداخلي، ولكن أتمني أن لا تخونني الكلمات، فأنا ظللت أعاني منذ العقد الثاني الذي مررت من خلاله بتجربة زواج (فاشلة) بكل ما تحمل من معني.

وأضافت : رغما عن إنني تخرجت من الجامعة إلا إنني لم احظي بالتوظيف في مجالي الهندسي الذي دراسته أكاديميا، مما اضطرني للعمل بعيدا عنها، وبما إنني لا أجيد عمل غير تخصصي لم أستطيع الاستمرار في أي عمل آخر، لذلك أصبحت (عاطلة) عن العمل، ولا أدري ماذا أفعل؟، ومع هذا وذاك وصلت إلى مرحلة متأخرة جدا من التأزم الاقتصادي، ولم أقف مكتوفة الأيدي، بل بحثت عن عمل آخر إلا أنني لم أعثر عليه، مما اضطرني إلى أخذ مبالغ مالية من والدي ما بين الفينة والآخري حتى أتمكن من شراء أبسط مستلزماتي.

وأردفت : اقسم بالله العظيم لي حوالي ثلاث سنوات لم اشتري لنفسي أزياء جديدة لأن ميزانية والدي لا تسمح بغير المأكل والمشرب، وفواتير آخري لا حصر لها ولاعد، خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية ضاغط جدا، هل تصدق إنني لا أستطيع شراء حذاء جديد، علما بأن الحذاء القديم مزقته إبرة صبي الارونيش بالخياطة، لدرجة إنني أصبحت (حافية) القدمين، ولا أستطيع أن اضغط على والدي أكثر مما ضغطت عليه طوال السنوات العامة.

واستطردت : في كثير من الأحيان يضطر إلى والدي إلى اقتراض المال لشراء السلع المنقذة للحياة، لذلك لا ألجأ إليه كثيرا لتلبية بعض احتياجاتي، وعندما ألجأ إليه لا يبخل على إلا إنني اخجل من نفسي، لأنه لم يقصر في تربيتي وتعليمي.

- [ ] واسترسلت : وجدت دعما من والدي في فرصة السفر لخارج البلاد، إلا أن الإشكالية التي تواجهني تكمن في المبالغ الخاصة بالإجراءات المتعلقة بالسفر، لأنها كبيرة جداً، لذا قررت ابدأ مشواري بخطوة، عسي ولعل الله يسهلها، ورغما عن ذلك فإنني صابرة إلا إنني لا أريد فقدان الفرصة بسبب عدم إمتلاك المال، لذلك بدأت بالبحث عن عمل، إلا أن البحث في حد ذاته مكلف جداً، لدرجة إنني فقدت ما أملك، ولا استطيع أن أطلب من والدي مال رغم ثقتي في أنه سيستجيب فورا، ولو اضطر إلى أن يقترض المبلغ، إما والدتي فهي مشغولة مع اخي المريض منذ فترة طويلة، وهو أيضا يحتاج للمال لمقابلات الطبيب، الفحوصات وشراء الأدوية، لذلك أحزن جدا كون إنني غير قادرة على مساعدتها، أو مساعدة والدي أو كيف أساعد نفسي. 

- [ ] ومضت : احتاج إلى مبلغ مالي للبحث عن عمل يوفر لي مبالغ تساعدني في إكمال إجراءات سفري، واقسم بالله العظيم لا أملك (قرشا)، واخجل أن اقترض المال من الذين هم حولي، لانني لم أرد لهم المديونيات السابقة، ولا أدري لمن ألجأ في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة جدا، فكل من هم حولي حالهم يغني عن السؤال، لذلك لجأت إلى السوشال ميديا طلبا للمساعدة.

- [ ] وتابعت : والله العظيم حتى أنشر هذا (البوست) اضطررت إلى ايقاظ قريبتي من النوم لأخذ هاتفها السيار، لأن شاشة هاتفي النقال مكسورة، واللمس فيها (معطل)، فليس لدي مبلغ إصلاحه، لذا أرجو أن تبحثوا معي عن عمل، ولكن اخاف من الاستغلال بعد أن طرحت معاناتي الاقتصادية

معلم يحطم الرقم القياسي بضرب تلميذ بالسوط (35) جلدة بامدرمان





 


حطم معلم في مرحلة الأساس بالثورة ـ امدرمان الرقم القياسي في الجلد بالسوط، والذي تعرض في إطاره التلميذ عمر أنور عثمان البالغ من العمر (13) سنة للضرب على يد معلمه (35) ضربه بالسوط على ظهره وكتفه.

وقال بابكر عثمان عم التلميذ المعتدي عليه (عمر) : أثناء ما ابن أخي يدرس في (كورس) انشغل بحذائه، مما دفع معلمه إلى ضربه لدرجة أنه سبب له جروح وأورام، والتي على إثرها أسعف إلى مستشفي (النو) بالثورة الحارة الثامنة، ومن ثم تم استخراج اورنيك (8) جنائي، والذي بموجبه البلاغ في مواجهة المعلم.

وأضاف : ندين ونستهجن الضرب الذي قام به المعلم في مواجهة نجل أخي الذي توفي والده قبل أشهر، ولا يخفى على إدارة المدرسة أنه يمر بظروف نفسية، وتتمثل في أنه يتيم، ولم تخرج والدته من حبسها حتى الآن، مما تسبب ذلك الصرب في تجدد الأحزان.

وأردف : أناشد وزارة التربية والتعليم أن تقف على الاعتداء الذي تعرض له التلميذ (عمر)، لا سيما فإن الضرب في ظل التعليم ممنوعاً.

قصص وحكاوي حول تصفية الحسابات بين الأزواج بـ(الطلاق)..!!


كلما استمعت إلى قصص وحكاوي الانفصال بين الأزواج أجد أنها قائمة على فك الارتباط بين طرفي المؤسسة الزوجية أن طال المقام بها أو قصر، وذلك يعود للاضطراب الناجم عن حوار يفتقر كلياً للمنطلق، وما أن يحدث (الطلاق) إلا وتبدأ عملية تصفية الحسابات دون مراعاة لـ(لعشرة) أو الأطفال الرابط بينهما، وغالباً ما تصل الخلافات بين الزوجين إلى قاعات المحاكم، وعليه يحمل كل منهما الآخر الخطأ، لتبدأ المطالبة بـ(النفقات)، ومن ثم حضانة الأطفال، ويستمر الشد والجذب بينهما دون أن يتنازل طرف للآخر، هكذا يستمر الصراع طويلاً، خاصة في حال وجود أطفال بينهما، ودائماً ما يروحون ضحايا لـ(لعناد) الذي لا يلتفت في ظله طرف من الأطراف للمصلحة العامة، بقدر ما أنه يسعي سعياً حثيثاً لـ(لانتقام)، وعدم الرضوخ إلى صوت العقل.

قلما يلجأ الزوج أو زوجة إلى إيجاد الحلول بعيداً عن الانفصال، فكل منهما يجتهد لتعميق الخلاف من أجل تحقيق مأربه القائم على أن يعيش الأطفال في كنفه، إما إذا ترك الأب خيار التربية للأم، فإن في إمكانه مشاركتها التربية من على البعد، وليس مهماً إذا تعثر عودتهما للمؤسسة الزوجية أم لا، المهم الرغبة في عيش الأبناء في استقرار، فالمسألة مرتبط بجوانب إنسانية، ولا تحتمل المكابرة والعناد نهائياً، وإذا كانت الزوجة صادقة في نواياها، فإنها ستطلب من زوجها السابق الإتيان لأخذ الأبناء ما بين الفينة والآخري، وستتحلى بالصبر على بقاء الأطفال مع طليقها، فإذا انتهجا هذا النهج فإنه لربما يكون مدخلاً للتوسط من قبل الأهل، الجيران، الأصدقاء والزملاء لتقريب وجهات النظر، وطرح المصالحة كخيار على منضدة الزوجين للعودة للمؤسسة الزوجية وعيش الأطفال كنفهما.

في كثير من الأحيان أطالع قصصاً وحكايات قائمة على حرمان رؤية الزوج أو الزوجة للأطفال بعد الانفصال، لذلك يحاول كل طرف من الأطراف إلى تصفية الحسابات بالانتقام المتأصل في النفوس، والذي هو ردة فعل طبيعية لـ(لطلاق)، وقطعاً الضائع من المكابرة والعناد الأبناء، خاصة إذا تمسك كل من المنفصلين بحقه في الحضانة.

يجب التأني في مسألة حضانة الأطفال، وأن يبدئ كل طرف من الأطراف الموافقة على حضانة أياً منهما للأطفال، وأن يقدم الامتنان، الشكر والعرفان لهذا الصنيع، وإذا مضي الوضع على هذا النحو فإن الانفصال ربما لا يمر عليه وقتاً طويلاً إلا ويتلقي الزوج أو الزوجة اتصالاً من الشريك السابق للحضور لرؤية الأبناء..!!.

دائماً ما يحدث الطلاق بسبب الاستعجال في إشكاليات بسيطة جداً، خاصة الأزواج الذين لديهم أطفال، إذ يطلب البعض منهم الحضانة، وربما يتمسك بإصرار شديد بها للحد الذي نطالع في إطاره قصصاً وحكاوي مأساوية، ويروح الضحية الأطفال على أية حال من الأحوال..!!.

سراج النعيم يكتب : مركب موت (البحيرة)

 



يعتبر الغرق ثالث أهمّ أسباب المحدثة للموت غير المتعمدة، ويلتهم النيل سنوياً عدداً كبيراً منهم نسبة إلى أن الأطفال وخاصة الذكور الأكثر ذهاباً إلى الشواطئ وتحدث الوفاة غرقاً فى لحظة غفلة من رقابة الآباء للأبناء، ودائماً ما تنتج الوفاة غرقاً لحظياً أو بالاختناق، وهي الحالة يستنشق فيها الإنسان ما يكفي من الماء لاستنزاف الأكسجين فى رئتيه، الشىء الذي يؤدي إلى التأثير على ضخ الأكسجين للمخ، بالتالي يتوفي الإنسان مثأثراً بذلك خلال ساعة رغم أنه قد لا يبدو عليه أعراض الغرق.

ومما أشرت إليه أدلف إلى وفاة تلاميذ محلية (البحيرة) بولاية نهر النيل غرقاً أثناء استقلالهم لـ(مركِب الموت) التي كانت تقلهم نحو مدرستهم لتلقي التحصيل الأكاديمي، فهذه الحادثة أدخلتني فى حزن عميق ظللت على إثره أتسأل هل لو كان النيل يعلم أنه سيخلف كارثة كبيرة فى تلك المنطقة كان ابتلع هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين كل ذنبهم أنهم كانوا يبحثون عن مستقبلهم التعليمي رغماً عن المعاناة الكبيرة التي يعانونها يومياً مجيئاً وذهاباً فى ظل ضائقة وظروف اقتصادية قاهرة، ولو كان النيل يعلم أنه سيكون سبباً فى ألم وحزن وحسرة عدد من الأمهات والآباء الذين يكابدون المشاق لتمزيق فواتير كثيرة لا حصر لها ولا عد، مضافاً إليها الوقوف لساعات فى انتظار المواصلات وغيرها من الأشياء الضرورية لتسيير الحياة المهم أنه يعود إلى المنزل منهكاً تمام الانهاك ليرتاح قليلاً ثم يبدأ رحلة البحث المضني عن (لقمة العيش) بكرامة، ومع هذا وذاك يحرم نفسه من أبسط الأشياء حتى يستطيع أن يوفر مستلزمات البيت الأطفال لا سيما أنهم صغاراً لا يعرفون كلمة (مافي)، وفى غمرة ذلك تتوالى عليه الأيام سريعاً وتبدأ المدارس فى الدراسة ثم يدخل مباشرة إلى شراء خروف عيد الأضحي المبارك، وعلى ذلك النحو فجعت أكثر من (22) أسرة برحيل أطفالهم بشكل مفاجئ لم يكن يخطر على البال نهائياً، هكذا وعدت تلك الأسر أطفالها فى الصباح الباكر بابتسامة عريضة والأمهات يطبعن فى خدودهم قبلات تعبيراً عن حنان عميق ومحبة متجزره فى الدواخل هكذا منحت كل أم من أمهات التلاميذ الغرقي الإحساس بالأمان قبل التوجه إلى (مركب الموت) الذي أخذ أبعاداً فى المجتمع والإعلام الخارجي الذي أولي بالحادث اهتماماً أكثر من الأجهزة الإعلامية الرسمية والقنوات الفضائية التي كانت لحظة وقع الحدث المؤسف حقاً تبث فى الأغاني دون حياء أو خجل فى حين أن أفردت القنوات الفضائية العربية مساحات كبيرة، فشتان ما بين قنواتنا السودانية الغنائية وقناتي (الجزيرة) و(العربية) اللتين لا نملك إلا أن نقول لإدارتهما شكراً لكم على عكس المأساة.

حقيقة عش الشعب السوداني كارثة يصعب على الإنسان وصفها بأي طريقة، وذلك يعود إلى أن أي قلب يحمل فى دواخله ذرة من الإنسانية لن يتحمل تفاصيلها المحزنة، المؤلمة، المريرة، والمؤسفة جداً، هذا بالنسبة للعامة فما بالكم وقلوب أمهات أولئك الأطفال الأبرياء، وقطعاً الأمهات تعرفهن ماذا يريد أطفالهن عند النظر إليهم فقط، نعم أنهن لا يحتاجن للأشعة أو التحاليل لاكتشاف هذه الحقيقة، لذا عزائي الوحيد لأمهات الضحايا وأسرهم هو أن الله سبحانه وتعالي موجود، وبقدر ما أنه سطر ذلك القدر، فإنه قادر على أن يصبركم على مصاب غرق تلاميذكم بمحلية (البحيرة) بولاية نهر النيل، وبالمقابل فإن عيون الأطفال الأبرياء كانت تنظر إلى المستقبل المجهول ويحدوها فى ذات الأمل لغد مشرق دون أن يابهوا بالمعاناة اليومية للتحصيل الأكاديمي.

أكثر ما حز فى نفسي الصور الجماعية والمشاهدات المؤثرة من العزاء، وألمتني كثيراً صورة (الطرحة) الخاصة باحدي التلاميذات الغريقات وهي عالقة فى المركب الذي أقلهن، بالإضافة إلى الشجرة التي قيل أن (مركب الموت) أصطدم بها، وحزنت جداً للرواية القائلة : (إن الشقيقه الكبري للتلميذات الخمس قد نجت إلا أن استغاثة شقيقاتها جعلتها تعود للمياه مرة أخري لإنقاذهن من حالة الغرق، هكذا حاولت تلك الطفلة البرئية التشبث بصيص أمل فى نجاتها ونجاة شقيقتها)، وكما يقولون : (الغريق بتعلق بي قشة)، إلا أن التيار كان جارفاً وأكبر بكثير من طاقتهن وقواهن.

تأثيرات غاية التأثر لهذه الفاجعة الأليمة، ومصدر تاثري نابع من أن أماً فقدت خمس صغيرات من فلذات كبدها، وهن (ﺗﻮﺳل، ﺭﻳﻢ، ﺭيهام، ﺟﻮﺍﻫﺮ وﻓﺎﻃﻤﺔ) فى الحادثة الأليم، والذي وضع الجميع أمام امتحان قاسٍ جداً وابتلاء لم يكن يخطر على بال الأمهات المكلومات، وبالتالي سيظل هذا الحادث محفوراً في ذاكرة التاريخ من واقع أن وفاة (جنيناً) تترك أثراً بالغاً فى نفوس الأمهات، فما بالك أن أماً تفقد خمس فى كسر من الثانية، والمؤسف حقاً فى هذا الحادث الصادم جداً هو أن التلاميذ الغرقى استغلوا (مركب الموت) للعبور من ضفة المسكن إلى ضفة التحصيل الأكاديمي، نعم مضوا نحو المستقبل المجهول بالإبحار عكس التيار، وذلك فى ظل (بحيرة) هائجة ومائجة وبالرغم عن ذلك واصلوا رحلتهم الشاقة نحو هدفهم دون الاكتراث إلى أن البيئة ذات طبيعة وتضاريس صعبة جداً، هكذا غرق الأطفال وهم يشكون تقصير الجميع فى حقهم، ولا أملك مع هذا وذاك إلا أن أدعو الله العلي القدير أن يلهم أهلهم وذويهم الصبر الجميل.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...