كشفت
الأستاذة الجامعية الأسترالية (جوليانا)، البالغة من العمر (٧٩) عاماً، المتبرعة للتدريس
في الجامعات السودانية (مجاناً) قصتها المثيرة مع إنسان السودان عموماً، ومع التدريس
في الجامعات، وكيف دعمت ثورة ديسمبر المجيدة، المنتفض على إثرها الشعب السوداني في
وجه نظام الرئيس (المخلوع) عمر البشير.
في البدء
من أين أنتي؟
من استراليا،
ولكن أصولي من اليونان، وجئت للسودان من واقع ارتباطي بالقارة السمراء، وتحديداً السودان
من أجل التدريس في جامعة (الخرطوم) آداب لغة انجليزية (مجاناً)، وسوف أجوب بهذه الفكرة
كل إرجاء السودان، وهذا النهج اتبعته في دول افريقية كثيرة.
ما هو
المجال الذي تخرجتي منه؟
تخرجت
من قسم اللغة الإنجليزية، والتي أدرسها آنياً في جامعة الخرطوم.
ما هي
الأسباب التي جعلتك تدرسين (مجاناً) في السودان؟
اتجاهي
على هذا النحو نابع من إنني أصلاً أحب السودان، لذلك جئت إليه من أجل التدريس فيه بجامعة
الإمام المهدي، نيالا وإقليم دارفور.
كيف
عرفتي السودان؟
عرفته
من خلال خريطة العالم، ومنذ تلك اللحظة قررت أن أشد الرحال إليه، وعندما أزفت الساعة
كنت في أراضيه، وبعد أن تعرفت عليه جيداً عدت من حيث أتيت، ومن ثم جئت للمرة الثانية
للتدريس فيه بعد أن نجحت ثورة ديسمبر المجيدة في أحداث التغيير المنشود في السودان،
وذلك بالإطاحة بنظام الرئيس المخلوع (عمر البشير).
ما هي
ملاحظاتك للشارع السوداني؟
لاحظت
أن الظروف الاقتصادية قاسية جداً عليه، ورغماً عن ذلك فإن إنسان السودان صبر صبراً
جميلاً وطويلاً على مدى سنوات وسنوات، لذا وجب أن يحظي بوضع اقتصادي أفضل مما هو عليه
في السابق، إذ كنت ومازلت الحظ أن الناس في الخرطوم يمشون راجلين، وهذا يدل على عدم
توفر مركبات للمواصلات لكي تقل الركاب من وإلى، وغيرها من المعاناة القائمة على ارتفاع
أسعار السلع الاستهلاكية، لذلك لست سعيدة، مما يدعني أتمني صادقة أن تتحسن الأوضاع
الاقتصادية في السودان وأن يشهد تنمية، سلام ورخاء.
ما رأيك
في الشخصية السودانية من خلال تدريسك للطلاب والطالبات في الجامعات؟
قبل
فترة تعرضت لحادث سقوط على ركبتي من سلالم المنزل، مما نتج عنه تورم في ركبتي، فاضطررت
للغياب من الجامعة، فما كان من أحد السودانيين إلا ويسأل عني باستمرار على أساس أنه
إذا لم تتحسن حالتي الصحية فإنه سوف يسعفني إلى مستشفي النيل الأزرق بمدينة امدرمان.
ما الذي
استشفيتيه من فترة تعرضك للإصابة؟
طيبة
الشعب السوداني وإنسانيته، خاصة وإنني عندما سقطت في المنزل كنت وحدي، ولكي أصل منه
إلى جامعة (الإمام المهدي) كانت المسألة صعبة جداً، وحينما وصلتها طلبت مني إدارة الجامعة
أن أعرض نفسي على أطباء مستشفي النيل الأزرق لعمل صورة أشعة مقطعية للوقوف على حالتي
الصحية خاصة وأن ركبتي تورمتا لدرجة أنهما أصبحا أشبه بـ(الكرة)، إلا إنني لم أفعل
إلى الآن، ولكن سوف أذهب للطبيب المختص من أجل الاطمئنان.
من خلال
تواجدك في السودان ما الذي يجب أن يحدث بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير؟
في اعتقادي
أن الفرصة الآن مواتية للشباب في شتي ضروب الحياة السودانية الإعلام، الصحافة، الفنون،
وغيرها من أجل التطور والمواكبة، ومن هنا أدعو طلاب الجامعات للعمل و النهوض بالبلاد،
خاصة وأن الشباب هم وقود المستقبل الذي يعول عليه في البناء الذي يأمل فيه صناع ثورة
ديسمبر المجيدة، وهي بلا شك ثورة الشباب في المقام الأول والأخير، وبالتالي فإن السودان
سوف ينهض بجهودهم وأفكارهم النيرة.
ما هي
وجهة نظرك في المرأة السودانية عموماً؟
المرأة
السودانية بطبيعتها لا تهتم بنفسها من حيث بنيتها الجسمانية، فهي تأكل كثيراً دون أن
تمارس الرياضة لتخفيف وزنها، وهذا الأمر ينطبق عليهن في شتي مناحي الحياة، ففي هذا
الإطار لاحظت أن لدينا في الجامعة طالبات أجسادهن غير متوافقة مع أعمارهن واللواتي
في الغالب الأعم تكون أعمارهن أصغر من بنيتهن الجسمانية، لذا يجب أن يتم تثقيفهن بالوزن
المثالي للمرأة، والذي محدداً بـ(100) كيلو، وبالتالي الوزن من (186) ناقص (100) كيلو،
هو الوزن المثالي، لذلك أنصح المرأة السودانية أن تمارس الرياضة في منزلها، وأن تعمل
أنشطة تصب في هذا الإطار، فمعظم السودانيات اللواتي أقابلهن أجد أن بنيتهن الجسمانية
أكثر مما يجب، ورغماً عما أشرت إلا إنني أسفه على صراحتي، ومع هذا وذاك فإن عقولهن
سليمة، أتمني أن يستفدن من تجربتي فأنا الآن عمري (٧9) عاماً، إلا أن وزني مثالياً،
و مستمراً معي منذ أن كنت صغيرة.
وماذا؟
آن الأوان
للشخصية السودانية أن تنمي قدراتها في شتي المجالات، لأن في ذلك إسهام في النهوض بالسودان
تنموياً.
ما هي
علاقتك بالفنون في السودان، ولمن من الفنانين السودانيين تستمتعين، ولمن من الكتاب
السودانيين قرأتي؟
استمعت
للموسيقار محمد الأمين والفنان الكبير ابوعركي البخيت وفنان الطمبور محمد النصري، وثلاثتهم
يمثلون قمة الفنون في السودان وقرأت كثيراً للكاتب العالمي الطيب صالح.