الخميس، 4 يوليو 2019

سراج النعيم يكتب : الأوضاع الاقتصادية (هيهات لك)

كلما تأملت الأوضاع السياسية، الاقتصادية، الإجتماعية، الثقافية والفكرية في البلاد يتبادر إلى مخيلتك بشكل مباشر سورة (سيدنا يوسف) عليه السلام، فهي السورة التي تجسد الواقع الراهن الذي يجد فيه الشعب السوداني نفسه محاصراً في نطاق ضيق جداً، فليس هنالك حلاً يحقق له ما يصبو إليه، وذلك يعود إلى أن الطرفين اللذين يفترض فيهما الخروج به والبلاد إلى بر الأمان يختلفان في بعض النقاط، ولسان حالهما يقول : (هيهات لك)، فيما يردد الشعب المغلوب على أمره بصوت عال (معاذ الله)، فالشعب السوداني عاني ما عاني خلال ثلاثة عقود من عمر نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي مارس كل أنواع الظلم، القهر، القمع، التهميش، الإذلال، الإهانة وسفك دماء الأبرياء، لذا على من يتصارعون للظفر بالسلطة الإسراع للتوصل إلى إتفاق يحفظ للشعب حقوقه كاملة لا منقوصة، فهو عندما ثار ثورته ضد النظام البائد، والتي تهدف للإطاحة به خاصة وأنه ظل جاثماً على صدور الناس البسطاء ثلاثين عام لم يحتمل أن يزيد عليها يوماً واحداً، لذلك كان حاضراً في الشارع والشوارع لا تخون من يبحث عن حريته الشخصية، الإعلامية والصحفية المسلوبة عمداً لإخفاء (الفساد) الذي فاحت رائحته النتنة، كما أنه كان يفصل القوانين على مقاسه لحماية أجندته الخفية والظاهرة، ورغماً عن ذلك صبر الشعب السوداني صبراً منقطع النظير، نعم صبر على الإبتلاء، نعم صبر صبراً يحسد عليه إلا أن الإنسان لديه طاقة احتمالية محدودة، ما أن يتجاوزها إلا وانتفض في وجه الظلم، وبالتالي كانت الانتفاضة التي حققت ما يرمي إليه الشعب السوداني الذي أنتج طفرة نوعية في الثورات التحررية التي شهدها العالم على مر تاريخه الحافل بها، وذلك في مواجهة الأنظمة الديكتاتورية المثيلة لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذي يتهم بإرتكاب جرائم في حق الإنسانية شمالاً، جنوباً_شرقاً، غرباً، وظل يمارس هذا النهج الذي راح ضحيته عدداً كبيراً من الشباب الاعزل، وكما تعلمون فإن الشباب هم وقود المستقبل، لذا ظلوا يكافحون في سوح النضال دون أن يغمض لهم جفناً، وذلك من أجل حياة يسودها الأمن، الاستقرار، الحرية المحكومة بالعادات والتقاليد السودانية غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، بالإضافة إلى الإنصاف والعدل بين الجميع بغض النظر عن السلطات التي يتمتع بها الشخص المنتهك للقانون، وهذا لن يتحقق في صورته المثلي إلا في ظل حكومة مدنية، وعليه فإن كل تلك التضحية التي تمت في سماوات السودان تستوجب الإرتقاء بالمفاهيم السلطوية سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً ، كما أنها تستوجب أيضاً تنمية الأفكار الإيجابية التي يرتأ إليها الشرفاء من أبناء بلادي، والذين ظلوا يواجهون طغيان النظام السابق بكل جبروته ، وبالتالي لم يسلم من قهره إنسان السودان عموماً، وبالرغم عن ذلك كله فإنه عبّر صراحة عما يعتمل في داخله المرهفة، وذلك من خلال الشعارات الرنانة، الجاذبة وبالأغنيات، الأهازيج والقصائد المعبرة عن الفرحة العميقة والعفوية لسقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، النظام الذي ظل يفسد في الأرض فساداً لم يخطر على البال دون كلل أو ملل، إلا أن الثورة الشبابية التي انطلقت شرارتها الأولي من مدينة (عطبرة) تمكنت من أن تضع حداً لهذا الظلم الذي مارسه النظام السابق وأجهزته الأمنية الباطشة، ورغماً عن ذلك لم تستطع إيقاف المد الثوري الذي استطاع بإصراره الإطاحة به بالرغم من أن كل خيوط المشهد السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفكري قد اجتمعت لديه، مما جعل مقاليد السلطة احادية لدى الحزب الظالم أقصد الحزب الحاكم على مدى ثلاثين عام برئاسة (المعزول)، والذي استخدمته آنذاك الجبهة الإسلامية القومية بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي في الانقلاب العسكري الذي نفذته على شرعية الإمام الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي في العام ١٩٨٩م، وبالتالي السؤال الذي يفرض نفسه هل التنظيم الإسلامي في البلاد يقف خلف معظم الانقلابات العسكرية في البلاد إن كان بالمشاركة الفعلية أو التخطيط المباشر أو غير المباشر؟.
برغم عما أشرت له إلا أن النظام البائد لم يصمد طويلاً أمام ثورة الشعب السوداني، والتي فرضت عليه واقعاً مغايراً لما كان يتوقعه، مما قاد إلى الإطاحة به بالاعتصام أمام مقر القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وجاء ذلك بعد مقاومة ثورية فرضت على النظام البائد الاعتراف بفشله الذريع في إدارة البلاد خاصة وأن الفساد استشرى في كل مؤسسات الدولة، ومع هذا وذاك ظهر التواطؤ من البعض مع متهمين في قضايا (فساد)، كما أنه لم يكن جاداً في عملية الإصلاح السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفكري، عموماً فتح ملف (الفساد) من خلال الفريق أول مهندس صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق لعب دوراً طليعياً في إلقاء القبض على بعض المتهمين إلا أنه اصطدم بواقع لم يكن في الحسبان، لذا لم تمض الإجراءات في مواجهتهم، وبالتالي لم يقدموا للمحكمة.
بينما أثبت الدكتور المفكر الإسلامي حسن عبدالله الترابي، زعيم حزب المؤتمر الشعبي السابق أنه إنساناً نظيفاً، ولم يرد اسمه ضمن الأسماء التي ظهرت في ملف (الفساد)، لذلك كان شجاعاً وجريئاً في طرحه وتناوله للشأن السياسي، خاصة عقب المفاصلة الشهيرة، والتي بدأ بعدها النظام في التخبط، وعدم تمكنه من إدارة البلاد بالصورة المثلي، والتي خطط لها عرابها الترابي الذي يعد الركيزة الأساسية للإسلاميين الذين لم يستفيدوا من فترة الحكم الطويلة نسبة للصراعات، النزاعات والانقسامات التي تتقلب عليها المصلحة الشخصية، وما أن أكتشف بعض من يتبعونهم ذلك إلا وتجاوزوا الفكرة تماماً، خاصة وأن الفكرة مبنية على الأيديولوجيات.
مما لا شك فيه فقد دفع الشعب السوداني ثمناً غالياً قدم بعده درساً، بليغاً في كيفية إدارة المعارك مع الأنظمة الديكتاتورية، الاستبدادية والقمعية التي حكمت البلاد دون أن تحقق له ما تصبو إليه، وبالتالي هي كانت بعيدة كل البعد عن شعاراتها الزائفة، وعليه فإنه لم يكن يلتزم بالمؤسسية، بالإضافة إلى أن هنالك مجموعات انتهازية تشكلت من مناحي حزبية وتنظيمية، وهي كانت إما مشاركة أو داعمه للنظام السابق، لذا كانت رؤيتهم لا تتجاوز ظلم، إذلال، إهانة، قمع، قهر، تهميش، وتشهير لكل من يخالف نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الرأي أو يعارض سياساته المتبعة لإدارة البلاد.

مقتل 30 مهاجراً بضربة جوية في طرابلس من بينهم سودانيين


لعله ليس من الصعب فتح الآفاق في وجه الأحداث الدموية بليبيا، خاصة وأن الدولة المعنية أمضت أكثر من أربعة عقود تحت مظلة حكم الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي تواجه مواجهة بيروقراطية متجذرة داخلياً وخارجياً، وبما أن السودان والسودانيين في أجندة اهتمام النظام الحاكم هناك، دعونا نواصل كشف الجرائم الإنسانية والأخلاقية المرتكبة في هذا الإطار من خلال سلسلة (عائدون من جحيم الموت والهلاك بليبيا)، خاصة وأن الكثيرين من السودانيين واجهتهم ظروف صعبة جداً في ظل أحداث العنف الدموية، وهي قطعاً ألقت بظلالها على أوضاع السودانيين المقيمين هناك بمدن ومناطق الصراع المتصاعد الوتيرة بين قوات الحكومة الشرعية والمعارضة العسكرية التي يتزعمها اللواء حفتر. 
ومما ذهبت إليه فلا ينكر إلا مكابر الواقع الدموي الذي عاشه وشاهده السودانيين بليبيا، خاصة بعد الاتهام الذي طالهم بالإرتزاق لصالح المعارضة العسكرية الأمر الذي وضعهم أمام خيار صعب، بالإضافة إلى السودانيين الذين يهاجرون من خلال تجار البشر، وفي هذا السياق لم يكن (عمر) الشاب البالغ من العمر (25) ربيعاً يدرك أنه سيرى الهلاك والموت بعينيه وأن يتعرض للنصب والاحتيال من عصابات الهجرة غير الشرعية، وأن يذوق ويلات السفر عبر الصحراء، بل يعرض حياته للخطر المحدق به من كل حدب وصوب، وذلك أثناء ما هو ماضياً نحو حلمه الذي سلك في إطاره دروباً صحراوية عبر الحدود السودانية المتاخمة لليبيا، أملاً في الوصول إلى دولة ليبيا، ومن ثم يشد الرحال عبر سواحلها إلى أوروبا، وحينما فعل ذلك كان يهدف للهرب من شبح العطالة والفقر المقدع الذي يركن له ، هكذا ظل يبحث عن الرزق الحلال الذي بدأ يضيق كل يوم في ظل سياسات نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الاقتصادية بالغة التعقيد.
يروي الشاب (رحلة الموت) قائلاً : قررت بعد الأزمات المتوالية الناتجة عن سياسة النظام السابق أن أسافر إلى ليبيا تهريباً عبر تجار البشر، ومن ثم التوجه منها إلى أوروبا، وكان أن توجهت بنا السيارات نحو وجهتنا بعد الاتفاق على المبلغ الكبير مع السمسارة الذين هم حلقة الوصل بيننا وعصابات الاتجار بالبشر، وبما أن المبلغ المطلوب لم يكن متوفراً تم منحنا فرصة لتدبيره، بالإضافة إلى مبلغ آخر يجب دفعه قبل استغلالنا (مراكب الموت) المتوجهة بنا إلى الشواطىء الطليانية، إلى جانب منصرفات شخصية، المهم أننا تحركنا بالسيارة من غرب مدينة امدرمان، وعندما شارفنا على الوصول إلى وجهتنا تم إنزالنا في أحدي (الكافيتريات) للالتقاء بفرد من أفراد عصابات تهريب البشر، وهو من العوائل الشهيرة في ليبيا، فكان أن قضينا معه يومنا ذلك في الاستراحة المخصصة لنا، ومع إشراقة صباح اليوم التالي استأنفنا الرحلة من خلال سيارة آخري، وعندما تحركت بنا تم إبلاغهم بأن هنالك قوات ليبية قد تعترض طريقهم، فما كان منهم إلا وطلبوا منا أن نرد على من يسألنا بأننا عمال مقاولات، وهكذا استطاعوا تجاوزها.
وأضاف : سافرنا إلى ليبيا رغماً عن علمنا بأنها تشهد اضطرابات في الأوضاع الأمنية، بالإضافة إلى انتشار التنظيمات المتطرفة في معظم المناطق والمدن، مما يجعل السلطات الرسمية تمنع السفر إليها في الوقت الراهن، ولكل هذه العوامل اضطر سائق السيارة إنزالنا منها ليسلك هو طريقاً آخراً نسبة إلى أن الطريق كان وعراً، وما أن تجاوزنا تلك النقطة إلا والتقينا بأشخاص آخرين يعدون العدة للهجرة غير الشرعية أيضاً، ويبلغ عددهم حوالي (40) مهاجراً من جنسيات مختلفة، ونحن جميعاً اصطحبنا شخص يطلق عليه (الدليل) الذي هو على دراية تامة بالطرق والوديان الصحراوية، هكذا ظللنا نسير على الأقدام قرابة الأربع ساعات، مما أسفر عن ذلك إصابتنا بالإرهاق والتعب الشديدين، ما اضطر البعض إلى أن يرموا بعضاً من الأغراض التي كانوا يحملونها في تلك الأثناء ولا يحتاجون إليها في الوقت الحاضر، ورغماً عن ذلك تعرض البعض إلى الإغماء، إما البعض الآخر فقد القدرة على السير تماماً، فلم يكن الليبي الذي كان يقودنا كالقطيع أن يطلب من المهاجرين الذين يعجزون عن مواصلة السير العودة كيفما جاءوا.
وأردف : المهم أننا عانينا معاناة كبيرة في ظل الوديان والكسبان الرملية، وهي كانت سبباً مباشراً في سقوط البعض منا على الأرض، وذلك يعود إلى عدم احتمال طول المسافة التي قطعناها سيراً على الأقدام، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل هنالك من فارقوا الحياة، ولم نكن نلتفت إلى من يسقط لعدم توفر إمكانية إسعافه، هكذا مضينا نحو وجهتنا إلى أن حل علينا الظلام الدامس، مما جعل الشخص الليبي (الدليل) يأمرنا بالاصطفاف وآراءه، قائلاً : (كل من يفقد طاقته فإنني مضطراً إلى أن أدعه في هذه الصحراء القاحلة يجابه مصيره، ولم ينته من حديثه إلا وبدأت بعض الحيوانات تتحرش بنا، عموماً تجاوزنا تلك المرحلة التي عرضنا أنفسنا فيها إلى الهلاك والموت، وعندما وصلنا ليبيا كانت معاناتنا الاشد من نوعها، إذ أن تجار البشر اقتادونا إلى مكان بعيد عن السلطات المختصة، ومن ثم طلبوا منا الإتصال بأسرنا من أجل أن يدفعوا لنا المبالغ التي تتيح لنا فرصة نقلنا من الشواطئ الليبية إلى السواحل الإيطالية، وعلى خلفية ذلك ظللنا محتجزين على بعد مسافة (30) متر من المدينة المعنية داخل مخازن ووسط حراسة مشددة ، ومع هذا وذاك كانوا يبيعون لنا الاطعمة والماء بثمن غال جداً، ومن ليس لديه المال تكون وجبته عبارة عن (بسكويت) وقطعة (جبن) مع قليل من مياه الشرب، وظل ذلك البرنامج متبعاً معنا على مدار اليوم، ومن يعترض عليه يتم تهديده بالقتل، هكذا صبرنا إلى أن تمكن أهلنا من التواصل مع تجار البشر الذين هم بدورهم يتفقون مع شبكة ليبية متعاقدة مع عصابات عالمية تلعب دوراً كبيراً في الهجرة غير الشرعية، والتي يتم من خلالها تفادي نقاط السلطات الرسمية، عموماً وصلنا إلى المدينة التي تعتبر نقطة الأمان للمهاجرين غير الشرعيين، والذين في إمكانهم التنقل من مدينة إلى آخري.
ومن القصة سالفة الذكر فإن السلطات المختصة في ليبيا والإتحاد الأوروبي توصلوا إلى اتفاق لإيقاف الهجرة غير الشرعية إلا أن المغامرين استمروا في هذا الإتجاه دون خوف من العواقب أو العقوبات القانونية التي يتم ايقاعها في حال قامت تلك العصابات بهذا الانتهاك الذي يعد جرماً نسبة إلى أن انتهاج ذلك السلوك نتج عنه وفيات كثيرة للمهاجرين وأصيب آخرين بعاهة مستديمة، خاصة وأن عصابات الاتجار بالبشر يعرضون الشباب، النساء، الرجال والأطفال الذين يتم تقييد حريتهم بالاستيلاء على هوياتهم حتي لا يتمكنوا من الهرب في حال سنحت لهم الفرصة، وأمثال هؤلاء تنتظرهم عقوبات في حال ألقي القبض عليهم بتهمة تأسيس أو تنظم أو إدارة جماعة ترتكب جرائم في حق الإنسان الذي يجد نفسه عرضه للهلاك والموت، فجريمة تهريب المهاجرين غير الشرعيين ترتكب في أكثر من دولة، إذ أن عصابات الاتجار بالبشر تعد، ترتب، وتخطط للجريمة التي تترك آثارها على الضحايا الذين يتم تهجيرهم بصورة مخالفة للقانون من دولة إلى آخرى بهدف الكسب المادي.
فيما تم تنظيم قانون التعاون القضائي الدولي لمكافحة التهريب، حيث تلزم المادة ٢٠ الجهات القضائية والأمنية بمكافحة أنشطة وجرائم التهريب، كل في حدود اختصاصه، مع نظيرتها الأجنبية من خلال تبادل المعلومات والمساعدات.
بينما يلزم القانون حماية المهاجرين غير الشرعيين، باعتبار أنه من حقهم العيش في الحياة التي يجب أن يجدوا فيها حسن المعاملة والرعاية الصحية والسلامة الجسدية والمعنوية والنفسية والحفاظ على حرمتهم الشخصية وتبصيرهم بحقوقهم في المساعدة القانونية، مع إيلاء اهتمام خاص للنساء والأطفال، ومن ثم التنسيق مع سلطات بلدانهم من أجل العودة إليها.
وفي السياق قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس : إن 30 مهاجراً على الأقل قتلوا بضربة وقعت خلال الليل على مركز للمهاجرين في العاصمة الليبية (طرابلس)، وإن عشرات أصيبوا، ولم تستبعد ارتفاع عدد القتلى مع تواصل عمليات الإنقاذ.
وكانت ضربة جوية، في ساعة متأخرة ليل الثلاثاء، قد أصابت مركزاً لاحتجاز المهاجرين، ومعظمهم من الأفارقة، في ضاحية تاجوراء في طرابلس. وقال مسؤول طبي ليبي إنها أدت لمقتل 40 شخصاً على الأقل وإصابة 80 آخرين.
وقال المتحدث باسم المفوضية تشارلي ياكسلي إنه لا يمكن تأكيد من الذي شن الهجوم على المركز الذي كان يؤوي نحو 600 شخص، لكن هناك فرقاً طبية على الأرض.
وقال مالك مرسيط المتحدث باسم مركز الطب الميداني والدعم، إن حصيلة القتلى من حادثة القصف بلغت 40 قتيلاً و80 جريحاً
وأدانت الحكومة المتمركزة في طرابلس في بيان بأشد العبارات ما أسمته الجريمة البشعة التي استهدف فيها الطيران التابع لمجرم الحرب خليفة حفتر، مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء والذي أدى إلى قتل وجرح العشرات وأظهرت صور منشورة مهاجرين أفارقة يخضعون للجراحة في أحد المستشفيات بعد الضربة، بينما استلقى آخرون على أسرة، بعضهم مغطى بالغبار والبعض الآخر ضُمدت أطرافه.

فيلم الرئيس المخلوع البشير يحقق رقماً قياسياً في المشاهدة

حقق فيماً وثائقياً بطله الرئيس المخلوع عمر البشير تحت عنوان (البشير .. الساعات الاخيرة) رقماً قياسياً في نسب المشاهدة.
من جهتها، كانت قناة العربية الفضائية قد بثت فيلماً عن اللحظة التي سبقت الإطاحة بالنظام السابق، والذي حقق مشاهدة عالية جداً عبر الإعلام الحديث الذي تداوله بصورة كبيرة، وقد وصلت نسبة المشاهدة في الساعات ما يفوق الـ(50 ) ألف مشاهدة.
من جهته كشف الفيلم الوثائقي تفاصيل مثيرة عاشها الرئيس المعزول عمر البشير في الساعات التي سبقت إعلان اقتلاع رأس الدولة ووضعه في السجن الاتحادي (كوبر) حيث تميز السيناريو الذي بالسرد والأداء التمثيلي، مما جعله جاذباً للمتلقي.

القبض على المتهمين بسرقة خزانة وزارة إعلام الخرطوم

تمكنت مباحث قسم شرطة الشمالي من القبض على اثنين من المتهمين قاما بكسر خزانة وزارة الإعلام بولاية الخرطوم واسترداد المبالغ المسروقة كافة. وتم فتح بلاغ في مواجهة المتهمين تحت المادة (174) من القانون الجنائي توطئة لتقديمهما للمحاكمة.
وأوضح رئيس قسم الخرطوم شمال العقيد شرطة معتصم سليمان عمر،يوم الأربعاء أنه إثر ورود بلاغ بكسر خزانة وزارة الإعلام بالولاية وسرقة مبلغ (800) ألف جنيه عبارة عن مرتبات العاملين إبان عطلة عيد الفطر المبارك، تم تشكيل تيم من مباحث القسم لجمع المعلومات والتحريات.
وأكد أنه تم القبض على المشتبه به من أفراد الحراسة، وبالتحري الدقيق وتوافر المعلومات أقر المتهم الأول بالسرقة، مرشداً عن المتهم الثاني وبمواجهته اعترف بالجريمة المنسوبة إليه.
وقال سليمان إنه تم التصرف في جزء من المبلغ وشراء موتر جديد ماركة (gn) تم وضعه معروضات في البلاغ وتسجيل اعتراف قضائي بالواقعة، كما تم استرداد المبلغ المسروق.

الخميس، 27 يونيو 2019

مقتل شقيقين سودانيين طبيباً وقانونياً بإطلاق أعيرة نارية بالسعودية


الدار تكشف تفاصيل جريمتي قتل بالسعودية
................
السلطات الرسمية تلقي القبض على الجاني وعدد من المشتبه بهم 
...............
الرياض/ الخرطوم : سراج النعيم
................
كشفت مصادر مطلعة لـ(الدار) القصة المؤثرة، والمثيرة لجريمتي القتل البشعتين اللتين تم تنفيذهما في الشقيقين السودانيين، المستشار القانوني (محمد حسن عثمان) البالغ من العمر (50) عاماً، والدكتور (الحاج حسن عثمان) البالغ من العمر (65) عاماً، واللذين تم العثور عليهما مقتولان بالرصاص الناري بمنطقتي (الخزان) و(الناصرية) السعوديتين، وذلك في ظروف غامضة.
وقال المصدر الذي روي قصة القتل المآسوية لـ(الدار) : تشير وقائع الجريمتين إلى أن المجني عليهما الأول الحاج حسن، وهو طبيباً يعمل في الحقل الطبي بالمستشفي التخصصي السعودي، إما القتيل الثاني محمد حسن، فهو مستشاراً قانونياً، وكل واحد منهما يقيم في شقة بعيداً عن الآخر، فالمستشار القانوني (محمد حسن) يقطن في منطقة (الخزان)، والتي كان فيها لحظة مقتله يلملم في أغراضه تأهباً للرحيل إلى شقة آخري نسبة إلى أنه سيقوم بتسفير أبنائه من السعودية نهائياً، وسوف يرافقهم في هذه الرحلة للسودان لقضاء إجازة قصيرة، ثم يعود ادراجه من أجل مواصلة عمله القانوني بالمملكة العربية السعودية، وعلى خلفية ذلك كان يفترض أن تقلع بهم الطائرة إلى مسقط رأسهم يوم (السبت) الماضي الذي بدأ في إطاره تجهيز بعض الأغراض التي يود ترحيلها من الشقة (مسرح الحادث) إلى مكان إقامته الجديد، والذي سوف يستقر فيه عقب عودته من السودان، إلا أنه وفي نفس اليوم سالف الذكر تم ارتكاب الجريمة، المهم أنه حمل (كرتونة) ونزل بها من الشقة قاصداً وضعها في سيارته القابعة في الشارع العام، وصادف ذلك أن ابنه البالغ من العمر (١١) عاماً كان نازلاً هو الآخر خلفه مباشرة وهو يحمل في يديه (قمامة) يريد وضعها في المنطقة المخصصة للنفايات، وهي على مسافة قريبة من مسرح الجريمة، والذي تقف أمامه سيارة والده، عموماً ما أن وصل نجل المستشار القانوني إليها إلا وسمع صوت إطلاق عيار ناري، مما قاده للالتفات سريعاً ناحية مصدر الصوت، فتفاجأ في تلك الأثناء بشخص ما يصوب مسدسه نحو والده، ومن ثم يطلق عليه الأعيرة النارية، هذا المشهد الحزين أدخل في الابن الصغير الخوف الشديد كيف لا وهو مازال طفلاً لم يبلغ الحلم بعد، لذا اضطر للتواري عن أنظار القاتل خلف السيارة مراقباً للمشهد المؤلم من خلال زجاج السيارة، وقد استطاع نجل الضحية أن يشاهد من تلك الزاوية الجاني يطلق الرصاص على والده، وذلك بعد سماعه لصوت الرصاصة الأولي، ومن ثم أطلق رصاصتين أخرتين في مواجهة المستشار القانوني، فلم يكن الابن مصدقاً لما يجري من حوله من سيناريو أقرب إلى سيناريوهات أفلام الأكشن، فهو أي نجل المجني عليه محمد الحسن شاهد جريمة مقتل والده عن قرب، ومن ثم سقوطه على الأرض مغشياً على وجهه لحظة عودته إلى الشقة بمنطقة (الخزان) السعودية.
وفي ذات السياق قال المصدر : ومما ذهبت إليه من تفاصيل في معرض تناولي لهذه الجريمة المثيرة للاهتمام، فإن الناس بدأت تتجمهر حول مسرح الحادث، والذي طوقته الشرطة السعودية بعد أن حضرت إليه على جناح السرعة، ومن ثم دخلت بشكل مباشر في التحقيق حول جريمة قتل المستشار القانوني (محمد حسن)، وهي جريمة تعددت في إطارها الروايات، ورسمت لها السيناريوهات إلا أن الثابت هو أن هنالك شيئاً ما جعل الجاني ينفذ هذين الجريمتين الشنيعتين بهذه الصورة البشعة.
وأضاف : أثناء الانشغال بالجريمة وتحليل الأسباب التي أدت إليها وصلت إشارة للشرطة السعودية الموجودة بمسرح الحادث تؤكد أن سودانياً آخراً اسمه (الحاج حسن)، وهو طبيباً بالمستشفي التخصصي قتل أيضاً بالرصاص، واسمه مطابقاً إلى اسم القتل المستشار القانوني (محمد حسن)، ونفذت الجريمة في حق الدكتور الحاج حسن قبل ساعة بمنطقة (الناصرية) السعودية، وبعد أن تلقت الشرطة السعودية الإشارة سالفة الذكر وجهت سؤالاً لذوي القتيل (محمد حسن)، هل المستشار القانوني المجني عليه لديه شقيق يعمل طبيباً، ويدعي (الحاج حسن)، فردوا عليها مؤكدين ذلك وبالإيجاب، حينها أكدت لهم السلطات السعودية أنه قتل أيضاً قبل ساعة من قتل شقيقه، وأضافت : إن الجاني الذي ارتكب الجريمة الأولى، هو نفسه الذي ارتكب الجريمة الثانية في منطقة (الخزان).
وتابع : كانت هنالك اتصالات تمت بالمجني عليه من قبل بعض أفراد أسرته إلا أنها لم تسفرعن نتيجة إيجابية، إذ أنهم كانوا يجدون هاتفه يرن دون أن يرد عليهم، فما كان منهم إلا والإتصال بأبنه، والذي رد قائلاً : جئت من العمل للمنزل للتو، فتفاجأت بالشارع المؤدي إلى مسكننا مغلقاً بقوات من الشرطة السعودية، ورغماً عن ذلك حاولت أن أدلف إلى داخل المبني إلا أن السلطات الرسمية منعتني منعاً باتاً من الأقدام على هذه الخطوة، فما كان مني إلا وسألتهم لماذا لا تسمحون لي بالدخول إلى مكان إقامتي، فردوا على قائلين : إن هنالك شخصاً تم قتله في هذا المكان، عندها زاد اصراره على الدخول إلى المنزل، مؤكداً للسلطات السعوديه أنه مقيماً في هذا المكان الأمر الذي استدعي الشرطة أن تأخذ منه إقامته، وعند إطلاعها على اسمه وهويته توصلت إلى حقيقة أن اسمه وهويته مطابقان الى اسم الطبيب القتيل (الحاج حسن)، ورغماً عن ذلك لم تخبره بأن القتيل المسجي جثمانه في الداخل هو والده، وأثناء إدارته لذلك الحوار مع الشرطة تلقي اتصالاً آخراً من أقاربه يطلبون من خلاله الإسراع في التواصل مع والده لإخباره بأن عمه المستشار القانوني تم قتله أمام مقر إقامته، فما كان منه إلا واتصل بشقيقه الذي كان في المنزل، وطلب منه اخبار والده بقتل عمه، فرد عليه بأن والدهما لا أثر له بالمنزل، إلا أن هواتفه السيارة موجودة، مما حدا به أن يقول للشرطة : أنا لدي عمي قتل، ولابد من أن أدخل إلى المنزل لإخطار والدي بذلك، عندها سألته الشرطة أين قتل عمك؟، فرد عليها قائلاً : في منطقة (الخزان)، فما كان من السلطات السعودية إلا وقالت له : والدك أيضاً مصاب بإطلاق أعيرة نارية، وكانت الشرطة السعودية تطمئن في اسرتي القتيلين على أساس أنهما مازلا على قيد الحياة، إلا أنهم أكتشفوا فيما بعد إنهما توفيا متأثرين بالأعيرة النارية التي أطلقها عليهما الجاني، فالدكتور (الحاج حسن) يقطن في منطقة (الناصرية) والتي تعرض فيها للقتل بأربعة رصاصات، اصابته إحداهما في القلب مباشرة، إما الثانية فإصابته في البطن.
وأوضح المصدر بأن الشرطة السعودية توصلت إلى الجاني من خلال كاميرات المراقبة الموضوعة في العمارتين، ولم تكشف عن هوية الجاني بالرغم من أنه ألقي القبض عليه، وبعد التحري معه سجل اعترافاً بارتكابه جريمتي القتل، ولم يوضحوا أن كان معه شركاء أم لا مع التأكيد أن هنالك مشتبه بهم ألقي القبض عليهم أيضاً، وعليه مازالت السلطات المختصة تتحري في القضية التي يكتنفها الغموض، والذي أكدت في ظله أنها سوف تكشفه بكل التفاصيل بعد الانتهاء من التحقيق حوله، ومن هذا المنطلق تم إكمال إجراءات تشريح الجثمانين اللذين تم تسليمهما إلى ذويهما الذين قاموا بمواراتهم الثري بمقابر (المنصورية) جنوب مدينة الرياض العاصمة السعودية.
فيما تبين السيرة الذاتية للدكتور الحاج حسن، والمستشار القانوني محمد حسن إلى أنهما من أبناء جزيرة (بدين) بالولايه الشمالية، وهما من قبيلة (المحس) حيث أنهما شدا الرحال إلى المملكة العربية السعودية منذ سنوات، وهما يقيمان فيها مع أسرتيهما منذ سنوات، وهما يمتازان بالروح السمحة والأيدي الخيرة، لهما ثلاثه إخوة ذكور وأربعة أناث.
ومضي : الدكتور الحاج حسن له أربعة أبناء منهما خريجين جامعيين، ويعملان في السعودية، ولديه أيضاً بنتاً خريجة، وهي تعمل أيضاً، فيما تدرس الابنة الصغيرة، بينما يعتبر الدكتور الحاج حسن أكبر اخوانه الذين لا ينقطع عنهم وذلك من خلال إجازته السنوية، إما شقيقه الأصغر المستشار القانوني محمد حسن فقد تخرج من كليه القانون جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وهو مجتهد في عمله ومحب له، وأيضاً محبوباً جداً وسط الجالية السودانية، وهو صاحب قفشات، وهو لديه بنت وولد، الابنة دخلت هذا العام الجامعة، إما الابن فهو يدرس في الصف السادس.

سراج النعيم يكتب : انقسام أبناء كوش بين السودان والحبشة

....................
من المؤكد فإن الآثار السودانية تشكل اهتماماً متزايداً في جميع انحاء العالم، وبالرغم عن ذلك الاهتمام إلا أن الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد لم تول هذا الجانب الاهتمام الذي يجعل منه مورداً من الموارد الاستثمارية الاقتصادية، وبالتالي اهملوا هذا القطاع الهام جداً، إذ نلحظ أن المواقع الأثرية في معظم انحاء السودان تحتاج إلى وقفة تأملية عميقة، وذلك من أجل الحفاظ عليها خاصة التماثيل والمواقع الآثرية المكتشفة حديثاً، والتي تم اكتشافها في الآونة الأخيرة، وأبرزها العددية الكبيرة من المقابر الآثرية في مدينة الخرطوم والسودان عموماً، والشاهد أن البعثة الإنقاذية الرسمية قد أعلنت في وقت سابق عن عثورها على هياكل عظمية مدفونة على متن سرير خشبي مغطى بالكتان جنوب مدينة (بربر)، المدينة الواقعة شمال ولاية نهر النيل، وهو الشمال الجغرافي السوداني، وبالرغم من كل هذا الثراء، إلا أن الآثار السودانية شهدت إهمالاً بالغاً من الحكومات السودانية، ولعل الإهمال الأشد كان في حقبة الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي لم يواجه التحديات التي واجهت هذا القطاع الحيوي ليس في المحيط السوداني، إنما في جميع أنحاء العالم، وكان يفترض فيه أن يشرع قوانيناً تحمي الآثار السودانية من الانتهاكات التي تتعرض لها ما بين الفينة والآخري.
ومما أشرت له فإن قطاع السياحة لم يكن من أولويات النظام البائد على مدي ثلاثين عام، وهذا يعود إلى أنه كان منشغلاً بالشأن السياسي المندرج في إطار تمكين دولته العميقة، وعليه فإن الأمر من أساسه ليس من اهتماماته، بالإضافة إلى أن الرؤية لم تكن واضحة للحفاظ على هذا القطاع الحيوي، لذا لم تجد الآثار السودانية الموجودة في معظم مناطق ومدن السودان الإهتمام، وعلى سبيل المثال لا الحصر محمية (جبل البركل)، (البجراوية)، (الدندر)، (أركويت البحرية)، (جبل مرة)، (سنقنيب) و(ودنقنياب) والأخيرتين يقعان على ساحل البحر شرق السودان، فيما تنتشر في ولاية نهر النيل شمال السودان الأهرامات والمعابد الأثرية، وبالتالي يعتبر السودان من أقدم دول العالم التي استوطن فيها الإنسان، وتعد اللهجة (المروية) من اللهجات الأقدم في القارة السمراء، ولكن بكل أسف لم يوثق إنسان السودان لتلك الحقب بالصورة التي تحفظ للأجيال المتعاقبة الحضارة السودانية الراسخة في المخيلة، وهذا الاتجاه السالب قاد للاعتماد على المؤرخين، والذين لم يغطوا كل تاريخ السودان، وهو ما أشار إليه المؤرخ اليوناني الشهير (هوميروس)، والذي ذكر بأن الإلهة كانوا يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي، كما ذكر أن عاصمتها (مروى)، ووفقاً لديودورس فإن السودانيين هم من أوائل الخلق علي وجه البسيطة، وأنهم من علموا الكتابة للمصريين، وفي العهد المروي كانت العلاقات ودية بين البطالسة والسودانيين، لا سيما في عهد بطليموس الثاني، كما كانت العلاقـة وثيقة بين (كوش) و(اليونان).
وفي هذا الإطار قال اليعقوبي في كتابه (تاريخ اليعقوبي) عن ممالك الحبشة والسودان، إن أبناء نوح تفرقوا من أرض بابل وقصدوا المغرب، فجازوا من عبر الفرات إلى مسقط الشمس، وانقسم أبناء كوش بن حام، وهم السودان والحبشة عند عبورهم نيل مصر إلى فرقتين، فرقة قصدت البين بين المشرق والمغرب، وهم النوبة، والبجة، والحبشة، والزنج، والأخرى قصدت الغرب، وهم زغاوه، والحسن، والقاقو، والمرويون، ومرندة، والكوكو، وغانه، وواضح إن سودان اليعقوبي يشمل منطقة الساحل في أفريقيا.
فيما نجد أن آثاراً سودانية يعود تاريخها (٣١٠٠_٢٠٠٠م)، وعليه نشأت مملكة (المغرة) و(علوة) وغيرها من الممالك التي كانت تشكل مدخلاً لإنسان السودان، وهذا يدل على أن الحضارة السودانية من أقدم وأعرق الحضارات في العالم، ويتضح ذلك من خلال كتابات المؤرخين، الباحثين والمهتمين بالشأن السوداني، والذي أطلت فيه حضارة النوبة ما بين الفترة (٢٢٤٠_٢١٥٠)، وتلك الكتابات وجدت على جدران المعابد والأهرامات في (جبل البركل) و(نوري)، وهي التي شيدها ملوك (نبتة) و(مروى)، وتوجد الآثار السودانية على ضفتى النيل ما بين وادى حلفا وسنار، بالإضافة إلى الأهرام الملكية في البجراوية والحصون التي بنيت في عهد إمبراطورية مروي شمال السودان، وفي قرية الشهيناب علي الضفة الغربية من النيل وسوبـا بالقرب من الخرطوم، ودير الغزالة بالقرب من مدينة مروي الحديثة، وفي وادى حلفا بعمارة غرب، وسيسي مدينتان محصنتان وفيهما معابد بنيت من الحجر الرملى، بالإضافة إلى الآثار، وهناك مملكة (الداجو) في إقليم دارفور، و(المقرة) شمال السودان، و(علوة) على النيل الأزرق، و(البجة) شرق السودان.

سراج النعيم يكتب تفاصيل مؤثرة حول تدهور حالة (ابوهريرة) داخل المعتقل

.......... تحصلت على تفاصيل مثيرة حول الحالة الصحية للأستاذ أبوهريرة حسين، وزير الشباب والرياضة السابق، والذي تم اعتقاله من قبل السلطات الرسمية في 17 أبريل 2019م، وذلك ضمن سلسلة من الاعتقالات السياسية التي نفذت في مواجهة قيادات من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وتم اقتيادهم على خلفية ذلك إلى السجن الاتحادي (كوبر)، ومنذ تاريخ الاعتقال سالف الذكر ظل أبو هريرة حسين قابعاً خلف قضبان السجن يعاني من المرض، وكلما مر عليه يوماً تتدهور حالته الصحية تدريجياً، وعلى إثر ذلك تعرض للإصابة بمضاعفات جراء أنه أصلاً مصاباً بمرض (السكري)، وهو ليس هي المعضلة الكبري، بل المعضلة الحقيقية أنه أصبح في ظل ذلك الوضع مهدداً بالإصابة بـ(العمى) خاصة أنه أجري في وقت سابق عملية جراحية للعين اليمني في العاصمة الروسية (موسكو)، وذلك قبل تقلده منصب وزير الشباب والرياضة الاتحادي، والذي لم يستمر فيه سوي بضعة أيام من تاريخ قرار تعيينه من قبل الرئيس المخلوع عمر البشير، ومما أشرت إليه في معرض تناولي لأزمة (أبوهريرة) فإن حالته الصحية تشير إلى أنها تمضي نحو التعقيد (الحرج)، لذلك يحتاج في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ حياته للعناية الصحية الطبية الخاصة جداً، وهو الأمر الذي دفع السلطات المختصة للعمل بشكل لصيق على متابعته متابعة دقيقة لتلافي آثار ما يمكن أن يحدث له من مضاعفات نتيجة مرضه (المزمن)، والذي يستوجب الإشراف المباشر له من قبل الطبيب المختص في السودان إلى أن يتمكن من شد الرحال إلى طبيبه الروسي الذي أجري له العملية الجراحية قبلاً، والذي طلب منه معاودته فيما بعد من أجل استخراج (السيلكون)، وأن كانت الرعاية الصحية له ولجميع السجناء السياسيين المعتقلين متوفرة داخل السجن الاتحادي (كوبر)، إلا أن الأستاذ أبوهريرة حسين حالته حالة إنسانية خاصة تحتاج للنظر إليها بعين الرأفة، وذلك من أجل أن تتحقق له فرصة الرعاية الصحية الخاصة. فيما علمت من المقربين من المعتقل السياسي أبوهريرة حسين أنه قدم كل المستندات والتقارير الطبية التي يؤكد من خلالها الأطباء الاخصائيين أنه في حاجة ماسة لاستكمال علاجه الذي بدأه في (روسيا)، والتي سبق له أن أجري فيها عملية جراحية في (شبكية) العين اليمني، والتي باتت مهددة بالتعرض للمضاعفات (التهابات حادة)، وهي قطعاً تؤدي للإصابة بـ(العمي)، وهو الأمر الذي يتوقع حدوثه في حال أنه لم يتلق العلاج اللازم بطرف الطبيب الروسي، بالإضافة إلى أنه أجري عملية جراحية للعين اليمني، والتي تتأثر بمرض السكري الذي نجم عنه تعرضه للإصابة بجرح غائر في رجله اليمني. بدأ تدهور الحالة الصحية للأستاذ أبوهريرة حسين عندما شعر في معتقله بالسجن الإتحادي (كوبر) بصداع حاد، دوار واستفراغ مستمر، ولم يتوقف ذلك الأمر عند هذا الحد، بل أصيب بالحمى الشديدة، وذلك من واقع أن الإصابة التي تعرض لها في رجله أحدثت جرحاً عميقاً، وهذا الجرح لم يندمل رغماً عن العلاجات التي يتلقاها في إطاره، وذلك نسبة إلى أن جرحه جرحاً غائراً بذل في ظله الأطباء الذين أشرفوا على حالته الصحية من داخل السجن الاتحادي (كوبر) مجهوداً مقدراً، إلا أنها لم تفلح في إيقاف النزيف، الأمر الذي فرض على السلطات المختصة تحويل حالته الصحية إلى مستشفى (علياء)، والذي وضحت فيه الفحوصات الطبية أن حالته (حرجة)، وتستوجب بشكل عاجل جداً نقل دم على أساس أنه فقد كميات كبيرة من دمه، وذلك من واقع الجرح في رجله، والذي وقف مرض (السكري) عائقاً أمام تماثله للشفاء الأمر الذي جعل دمه يصبح أقل من (50%)، مما قاد الطبيب المشرف على حالته أن ينقل له ثلاث زجاجات دم، بالإضافة (32) درباً مائياً، إلا أن حالته استمرت مع اضطراب في وظائف الكلى، وبالرغم عما أشرت له فإن حالته بدأت تسوء بنسبة (70%) الأمر الذي أدي إلى إعادته إلى معتقله بالسجن الاتحادي (كوبر)، وهو الأمر الذي نتج عنه تدهور حالته الصحية للمرة الثانية. وكان أبو هريرة حسين قد قال لي قبل اعتقاله أنه أجري فحوصات بمستشفي (الأمل)، وقد أكدت نتائجها أنه يحتاج بشكل عاجل جداً تدخلاً جراحياً في عينه اليمنى من أجل استخراج مادة (السيلكون) المتراكمة بها، كما أن عينه اليسرى أيضاً تحتاج لعملية (ليزر)، وإذا تأخر أكثر من ذلك فإنه مهدد بفقدان بصره نهائياً خاصة وأنه يعاني من مضاعفات متقدمة في (الشبكية)، وقد أُجريت له عملية قص زجاجي، وإصلاح شبكية قبل ثمانية أشهر في (موسكو)، ويحتاج أن يعود إليها لإكمال العلاج. وأضاف : الطبيب الروسي أكد لي بما لا يدع مجالاً للشك أن أكمل إجراء العملية الثانية المندرجة في إطار العملية الجراحية للأولى للعين اليمني، وذلك في فترة أقصاها 15-4-2019م، وهي الفترة الزمنية التي تجاوزها. وأردف : سبق أن أجريت عملية جراحية تمثلت في قص زجاجي وإصلاح للشبكية في روسيا، وذلك قبل دخوله للسجن بثمانية أشهر بجانب إجرائه لعملية قسطرة قلب نتيجة جلطة سكري بمستشفى رويال كير في عام 2018م.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...