الدار تكشف تفاصيل جريمتي قتل بالسعودية
................
السلطات الرسمية تلقي القبض على الجاني وعدد من المشتبه بهم
...............
الرياض/ الخرطوم : سراج النعيم
................
كشفت مصادر مطلعة لـ(الدار) القصة المؤثرة، والمثيرة لجريمتي القتل البشعتين اللتين تم تنفيذهما في الشقيقين السودانيين، المستشار القانوني (محمد حسن عثمان) البالغ من العمر (50) عاماً، والدكتور (الحاج حسن عثمان) البالغ من العمر (65) عاماً، واللذين تم العثور عليهما مقتولان بالرصاص الناري بمنطقتي (الخزان) و(الناصرية) السعوديتين، وذلك في ظروف غامضة.
وقال المصدر الذي روي قصة القتل المآسوية لـ(الدار) : تشير وقائع الجريمتين إلى أن المجني عليهما الأول الحاج حسن، وهو طبيباً يعمل في الحقل الطبي بالمستشفي التخصصي السعودي، إما القتيل الثاني محمد حسن، فهو مستشاراً قانونياً، وكل واحد منهما يقيم في شقة بعيداً عن الآخر، فالمستشار القانوني (محمد حسن) يقطن في منطقة (الخزان)، والتي كان فيها لحظة مقتله يلملم في أغراضه تأهباً للرحيل إلى شقة آخري نسبة إلى أنه سيقوم بتسفير أبنائه من السعودية نهائياً، وسوف يرافقهم في هذه الرحلة للسودان لقضاء إجازة قصيرة، ثم يعود ادراجه من أجل مواصلة عمله القانوني بالمملكة العربية السعودية، وعلى خلفية ذلك كان يفترض أن تقلع بهم الطائرة إلى مسقط رأسهم يوم (السبت) الماضي الذي بدأ في إطاره تجهيز بعض الأغراض التي يود ترحيلها من الشقة (مسرح الحادث) إلى مكان إقامته الجديد، والذي سوف يستقر فيه عقب عودته من السودان، إلا أنه وفي نفس اليوم سالف الذكر تم ارتكاب الجريمة، المهم أنه حمل (كرتونة) ونزل بها من الشقة قاصداً وضعها في سيارته القابعة في الشارع العام، وصادف ذلك أن ابنه البالغ من العمر (١١) عاماً كان نازلاً هو الآخر خلفه مباشرة وهو يحمل في يديه (قمامة) يريد وضعها في المنطقة المخصصة للنفايات، وهي على مسافة قريبة من مسرح الجريمة، والذي تقف أمامه سيارة والده، عموماً ما أن وصل نجل المستشار القانوني إليها إلا وسمع صوت إطلاق عيار ناري، مما قاده للالتفات سريعاً ناحية مصدر الصوت، فتفاجأ في تلك الأثناء بشخص ما يصوب مسدسه نحو والده، ومن ثم يطلق عليه الأعيرة النارية، هذا المشهد الحزين أدخل في الابن الصغير الخوف الشديد كيف لا وهو مازال طفلاً لم يبلغ الحلم بعد، لذا اضطر للتواري عن أنظار القاتل خلف السيارة مراقباً للمشهد المؤلم من خلال زجاج السيارة، وقد استطاع نجل الضحية أن يشاهد من تلك الزاوية الجاني يطلق الرصاص على والده، وذلك بعد سماعه لصوت الرصاصة الأولي، ومن ثم أطلق رصاصتين أخرتين في مواجهة المستشار القانوني، فلم يكن الابن مصدقاً لما يجري من حوله من سيناريو أقرب إلى سيناريوهات أفلام الأكشن، فهو أي نجل المجني عليه محمد الحسن شاهد جريمة مقتل والده عن قرب، ومن ثم سقوطه على الأرض مغشياً على وجهه لحظة عودته إلى الشقة بمنطقة (الخزان) السعودية.
وفي ذات السياق قال المصدر : ومما ذهبت إليه من تفاصيل في معرض تناولي لهذه الجريمة المثيرة للاهتمام، فإن الناس بدأت تتجمهر حول مسرح الحادث، والذي طوقته الشرطة السعودية بعد أن حضرت إليه على جناح السرعة، ومن ثم دخلت بشكل مباشر في التحقيق حول جريمة قتل المستشار القانوني (محمد حسن)، وهي جريمة تعددت في إطارها الروايات، ورسمت لها السيناريوهات إلا أن الثابت هو أن هنالك شيئاً ما جعل الجاني ينفذ هذين الجريمتين الشنيعتين بهذه الصورة البشعة.
وأضاف : أثناء الانشغال بالجريمة وتحليل الأسباب التي أدت إليها وصلت إشارة للشرطة السعودية الموجودة بمسرح الحادث تؤكد أن سودانياً آخراً اسمه (الحاج حسن)، وهو طبيباً بالمستشفي التخصصي قتل أيضاً بالرصاص، واسمه مطابقاً إلى اسم القتل المستشار القانوني (محمد حسن)، ونفذت الجريمة في حق الدكتور الحاج حسن قبل ساعة بمنطقة (الناصرية) السعودية، وبعد أن تلقت الشرطة السعودية الإشارة سالفة الذكر وجهت سؤالاً لذوي القتيل (محمد حسن)، هل المستشار القانوني المجني عليه لديه شقيق يعمل طبيباً، ويدعي (الحاج حسن)، فردوا عليها مؤكدين ذلك وبالإيجاب، حينها أكدت لهم السلطات السعودية أنه قتل أيضاً قبل ساعة من قتل شقيقه، وأضافت : إن الجاني الذي ارتكب الجريمة الأولى، هو نفسه الذي ارتكب الجريمة الثانية في منطقة (الخزان).
وتابع : كانت هنالك اتصالات تمت بالمجني عليه من قبل بعض أفراد أسرته إلا أنها لم تسفرعن نتيجة إيجابية، إذ أنهم كانوا يجدون هاتفه يرن دون أن يرد عليهم، فما كان منهم إلا والإتصال بأبنه، والذي رد قائلاً : جئت من العمل للمنزل للتو، فتفاجأت بالشارع المؤدي إلى مسكننا مغلقاً بقوات من الشرطة السعودية، ورغماً عن ذلك حاولت أن أدلف إلى داخل المبني إلا أن السلطات الرسمية منعتني منعاً باتاً من الأقدام على هذه الخطوة، فما كان مني إلا وسألتهم لماذا لا تسمحون لي بالدخول إلى مكان إقامتي، فردوا على قائلين : إن هنالك شخصاً تم قتله في هذا المكان، عندها زاد اصراره على الدخول إلى المنزل، مؤكداً للسلطات السعوديه أنه مقيماً في هذا المكان الأمر الذي استدعي الشرطة أن تأخذ منه إقامته، وعند إطلاعها على اسمه وهويته توصلت إلى حقيقة أن اسمه وهويته مطابقان الى اسم الطبيب القتيل (الحاج حسن)، ورغماً عن ذلك لم تخبره بأن القتيل المسجي جثمانه في الداخل هو والده، وأثناء إدارته لذلك الحوار مع الشرطة تلقي اتصالاً آخراً من أقاربه يطلبون من خلاله الإسراع في التواصل مع والده لإخباره بأن عمه المستشار القانوني تم قتله أمام مقر إقامته، فما كان منه إلا واتصل بشقيقه الذي كان في المنزل، وطلب منه اخبار والده بقتل عمه، فرد عليه بأن والدهما لا أثر له بالمنزل، إلا أن هواتفه السيارة موجودة، مما حدا به أن يقول للشرطة : أنا لدي عمي قتل، ولابد من أن أدخل إلى المنزل لإخطار والدي بذلك، عندها سألته الشرطة أين قتل عمك؟، فرد عليها قائلاً : في منطقة (الخزان)، فما كان من السلطات السعودية إلا وقالت له : والدك أيضاً مصاب بإطلاق أعيرة نارية، وكانت الشرطة السعودية تطمئن في اسرتي القتيلين على أساس أنهما مازلا على قيد الحياة، إلا أنهم أكتشفوا فيما بعد إنهما توفيا متأثرين بالأعيرة النارية التي أطلقها عليهما الجاني، فالدكتور (الحاج حسن) يقطن في منطقة (الناصرية) والتي تعرض فيها للقتل بأربعة رصاصات، اصابته إحداهما في القلب مباشرة، إما الثانية فإصابته في البطن.
وأوضح المصدر بأن الشرطة السعودية توصلت إلى الجاني من خلال كاميرات المراقبة الموضوعة في العمارتين، ولم تكشف عن هوية الجاني بالرغم من أنه ألقي القبض عليه، وبعد التحري معه سجل اعترافاً بارتكابه جريمتي القتل، ولم يوضحوا أن كان معه شركاء أم لا مع التأكيد أن هنالك مشتبه بهم ألقي القبض عليهم أيضاً، وعليه مازالت السلطات المختصة تتحري في القضية التي يكتنفها الغموض، والذي أكدت في ظله أنها سوف تكشفه بكل التفاصيل بعد الانتهاء من التحقيق حوله، ومن هذا المنطلق تم إكمال إجراءات تشريح الجثمانين اللذين تم تسليمهما إلى ذويهما الذين قاموا بمواراتهم الثري بمقابر (المنصورية) جنوب مدينة الرياض العاصمة السعودية.
فيما تبين السيرة الذاتية للدكتور الحاج حسن، والمستشار القانوني محمد حسن إلى أنهما من أبناء جزيرة (بدين) بالولايه الشمالية، وهما من قبيلة (المحس) حيث أنهما شدا الرحال إلى المملكة العربية السعودية منذ سنوات، وهما يقيمان فيها مع أسرتيهما منذ سنوات، وهما يمتازان بالروح السمحة والأيدي الخيرة، لهما ثلاثه إخوة ذكور وأربعة أناث.
ومضي : الدكتور الحاج حسن له أربعة أبناء منهما خريجين جامعيين، ويعملان في السعودية، ولديه أيضاً بنتاً خريجة، وهي تعمل أيضاً، فيما تدرس الابنة الصغيرة، بينما يعتبر الدكتور الحاج حسن أكبر اخوانه الذين لا ينقطع عنهم وذلك من خلال إجازته السنوية، إما شقيقه الأصغر المستشار القانوني محمد حسن فقد تخرج من كليه القانون جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وهو مجتهد في عمله ومحب له، وأيضاً محبوباً جداً وسط الجالية السودانية، وهو صاحب قفشات، وهو لديه بنت وولد، الابنة دخلت هذا العام الجامعة، إما الابن فهو يدرس في الصف السادس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق