....................
من المؤكد فإن الآثار السودانية تشكل اهتماماً متزايداً في جميع انحاء العالم، وبالرغم عن ذلك الاهتمام إلا أن الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد لم تول هذا الجانب الاهتمام الذي يجعل منه مورداً من الموارد الاستثمارية الاقتصادية، وبالتالي اهملوا هذا القطاع الهام جداً، إذ نلحظ أن المواقع الأثرية في معظم انحاء السودان تحتاج إلى وقفة تأملية عميقة، وذلك من أجل الحفاظ عليها خاصة التماثيل والمواقع الآثرية المكتشفة حديثاً، والتي تم اكتشافها في الآونة الأخيرة، وأبرزها العددية الكبيرة من المقابر الآثرية في مدينة الخرطوم والسودان عموماً، والشاهد أن البعثة الإنقاذية الرسمية قد أعلنت في وقت سابق عن عثورها على هياكل عظمية مدفونة على متن سرير خشبي مغطى بالكتان جنوب مدينة (بربر)، المدينة الواقعة شمال ولاية نهر النيل، وهو الشمال الجغرافي السوداني، وبالرغم من كل هذا الثراء، إلا أن الآثار السودانية شهدت إهمالاً بالغاً من الحكومات السودانية، ولعل الإهمال الأشد كان في حقبة الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي لم يواجه التحديات التي واجهت هذا القطاع الحيوي ليس في المحيط السوداني، إنما في جميع أنحاء العالم، وكان يفترض فيه أن يشرع قوانيناً تحمي الآثار السودانية من الانتهاكات التي تتعرض لها ما بين الفينة والآخري.
ومما أشرت له فإن قطاع السياحة لم يكن من أولويات النظام البائد على مدي ثلاثين عام، وهذا يعود إلى أنه كان منشغلاً بالشأن السياسي المندرج في إطار تمكين دولته العميقة، وعليه فإن الأمر من أساسه ليس من اهتماماته، بالإضافة إلى أن الرؤية لم تكن واضحة للحفاظ على هذا القطاع الحيوي، لذا لم تجد الآثار السودانية الموجودة في معظم مناطق ومدن السودان الإهتمام، وعلى سبيل المثال لا الحصر محمية (جبل البركل)، (البجراوية)، (الدندر)، (أركويت البحرية)، (جبل مرة)، (سنقنيب) و(ودنقنياب) والأخيرتين يقعان على ساحل البحر شرق السودان، فيما تنتشر في ولاية نهر النيل شمال السودان الأهرامات والمعابد الأثرية، وبالتالي يعتبر السودان من أقدم دول العالم التي استوطن فيها الإنسان، وتعد اللهجة (المروية) من اللهجات الأقدم في القارة السمراء، ولكن بكل أسف لم يوثق إنسان السودان لتلك الحقب بالصورة التي تحفظ للأجيال المتعاقبة الحضارة السودانية الراسخة في المخيلة، وهذا الاتجاه السالب قاد للاعتماد على المؤرخين، والذين لم يغطوا كل تاريخ السودان، وهو ما أشار إليه المؤرخ اليوناني الشهير (هوميروس)، والذي ذكر بأن الإلهة كانوا يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي، كما ذكر أن عاصمتها (مروى)، ووفقاً لديودورس فإن السودانيين هم من أوائل الخلق علي وجه البسيطة، وأنهم من علموا الكتابة للمصريين، وفي العهد المروي كانت العلاقات ودية بين البطالسة والسودانيين، لا سيما في عهد بطليموس الثاني، كما كانت العلاقـة وثيقة بين (كوش) و(اليونان).
وفي هذا الإطار قال اليعقوبي في كتابه (تاريخ اليعقوبي) عن ممالك الحبشة والسودان، إن أبناء نوح تفرقوا من أرض بابل وقصدوا المغرب، فجازوا من عبر الفرات إلى مسقط الشمس، وانقسم أبناء كوش بن حام، وهم السودان والحبشة عند عبورهم نيل مصر إلى فرقتين، فرقة قصدت البين بين المشرق والمغرب، وهم النوبة، والبجة، والحبشة، والزنج، والأخرى قصدت الغرب، وهم زغاوه، والحسن، والقاقو، والمرويون، ومرندة، والكوكو، وغانه، وواضح إن سودان اليعقوبي يشمل منطقة الساحل في أفريقيا.
فيما نجد أن آثاراً سودانية يعود تاريخها (٣١٠٠_٢٠٠٠م)، وعليه نشأت مملكة (المغرة) و(علوة) وغيرها من الممالك التي كانت تشكل مدخلاً لإنسان السودان، وهذا يدل على أن الحضارة السودانية من أقدم وأعرق الحضارات في العالم، ويتضح ذلك من خلال كتابات المؤرخين، الباحثين والمهتمين بالشأن السوداني، والذي أطلت فيه حضارة النوبة ما بين الفترة (٢٢٤٠_٢١٥٠)، وتلك الكتابات وجدت على جدران المعابد والأهرامات في (جبل البركل) و(نوري)، وهي التي شيدها ملوك (نبتة) و(مروى)، وتوجد الآثار السودانية على ضفتى النيل ما بين وادى حلفا وسنار، بالإضافة إلى الأهرام الملكية في البجراوية والحصون التي بنيت في عهد إمبراطورية مروي شمال السودان، وفي قرية الشهيناب علي الضفة الغربية من النيل وسوبـا بالقرب من الخرطوم، ودير الغزالة بالقرب من مدينة مروي الحديثة، وفي وادى حلفا بعمارة غرب، وسيسي مدينتان محصنتان وفيهما معابد بنيت من الحجر الرملى، بالإضافة إلى الآثار، وهناك مملكة (الداجو) في إقليم دارفور، و(المقرة) شمال السودان، و(علوة) على النيل الأزرق، و(البجة) شرق السودان.
من المؤكد فإن الآثار السودانية تشكل اهتماماً متزايداً في جميع انحاء العالم، وبالرغم عن ذلك الاهتمام إلا أن الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد لم تول هذا الجانب الاهتمام الذي يجعل منه مورداً من الموارد الاستثمارية الاقتصادية، وبالتالي اهملوا هذا القطاع الهام جداً، إذ نلحظ أن المواقع الأثرية في معظم انحاء السودان تحتاج إلى وقفة تأملية عميقة، وذلك من أجل الحفاظ عليها خاصة التماثيل والمواقع الآثرية المكتشفة حديثاً، والتي تم اكتشافها في الآونة الأخيرة، وأبرزها العددية الكبيرة من المقابر الآثرية في مدينة الخرطوم والسودان عموماً، والشاهد أن البعثة الإنقاذية الرسمية قد أعلنت في وقت سابق عن عثورها على هياكل عظمية مدفونة على متن سرير خشبي مغطى بالكتان جنوب مدينة (بربر)، المدينة الواقعة شمال ولاية نهر النيل، وهو الشمال الجغرافي السوداني، وبالرغم من كل هذا الثراء، إلا أن الآثار السودانية شهدت إهمالاً بالغاً من الحكومات السودانية، ولعل الإهمال الأشد كان في حقبة الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي لم يواجه التحديات التي واجهت هذا القطاع الحيوي ليس في المحيط السوداني، إنما في جميع أنحاء العالم، وكان يفترض فيه أن يشرع قوانيناً تحمي الآثار السودانية من الانتهاكات التي تتعرض لها ما بين الفينة والآخري.
ومما أشرت له فإن قطاع السياحة لم يكن من أولويات النظام البائد على مدي ثلاثين عام، وهذا يعود إلى أنه كان منشغلاً بالشأن السياسي المندرج في إطار تمكين دولته العميقة، وعليه فإن الأمر من أساسه ليس من اهتماماته، بالإضافة إلى أن الرؤية لم تكن واضحة للحفاظ على هذا القطاع الحيوي، لذا لم تجد الآثار السودانية الموجودة في معظم مناطق ومدن السودان الإهتمام، وعلى سبيل المثال لا الحصر محمية (جبل البركل)، (البجراوية)، (الدندر)، (أركويت البحرية)، (جبل مرة)، (سنقنيب) و(ودنقنياب) والأخيرتين يقعان على ساحل البحر شرق السودان، فيما تنتشر في ولاية نهر النيل شمال السودان الأهرامات والمعابد الأثرية، وبالتالي يعتبر السودان من أقدم دول العالم التي استوطن فيها الإنسان، وتعد اللهجة (المروية) من اللهجات الأقدم في القارة السمراء، ولكن بكل أسف لم يوثق إنسان السودان لتلك الحقب بالصورة التي تحفظ للأجيال المتعاقبة الحضارة السودانية الراسخة في المخيلة، وهذا الاتجاه السالب قاد للاعتماد على المؤرخين، والذين لم يغطوا كل تاريخ السودان، وهو ما أشار إليه المؤرخ اليوناني الشهير (هوميروس)، والذي ذكر بأن الإلهة كانوا يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي، كما ذكر أن عاصمتها (مروى)، ووفقاً لديودورس فإن السودانيين هم من أوائل الخلق علي وجه البسيطة، وأنهم من علموا الكتابة للمصريين، وفي العهد المروي كانت العلاقات ودية بين البطالسة والسودانيين، لا سيما في عهد بطليموس الثاني، كما كانت العلاقـة وثيقة بين (كوش) و(اليونان).
وفي هذا الإطار قال اليعقوبي في كتابه (تاريخ اليعقوبي) عن ممالك الحبشة والسودان، إن أبناء نوح تفرقوا من أرض بابل وقصدوا المغرب، فجازوا من عبر الفرات إلى مسقط الشمس، وانقسم أبناء كوش بن حام، وهم السودان والحبشة عند عبورهم نيل مصر إلى فرقتين، فرقة قصدت البين بين المشرق والمغرب، وهم النوبة، والبجة، والحبشة، والزنج، والأخرى قصدت الغرب، وهم زغاوه، والحسن، والقاقو، والمرويون، ومرندة، والكوكو، وغانه، وواضح إن سودان اليعقوبي يشمل منطقة الساحل في أفريقيا.
فيما نجد أن آثاراً سودانية يعود تاريخها (٣١٠٠_٢٠٠٠م)، وعليه نشأت مملكة (المغرة) و(علوة) وغيرها من الممالك التي كانت تشكل مدخلاً لإنسان السودان، وهذا يدل على أن الحضارة السودانية من أقدم وأعرق الحضارات في العالم، ويتضح ذلك من خلال كتابات المؤرخين، الباحثين والمهتمين بالشأن السوداني، والذي أطلت فيه حضارة النوبة ما بين الفترة (٢٢٤٠_٢١٥٠)، وتلك الكتابات وجدت على جدران المعابد والأهرامات في (جبل البركل) و(نوري)، وهي التي شيدها ملوك (نبتة) و(مروى)، وتوجد الآثار السودانية على ضفتى النيل ما بين وادى حلفا وسنار، بالإضافة إلى الأهرام الملكية في البجراوية والحصون التي بنيت في عهد إمبراطورية مروي شمال السودان، وفي قرية الشهيناب علي الضفة الغربية من النيل وسوبـا بالقرب من الخرطوم، ودير الغزالة بالقرب من مدينة مروي الحديثة، وفي وادى حلفا بعمارة غرب، وسيسي مدينتان محصنتان وفيهما معابد بنيت من الحجر الرملى، بالإضافة إلى الآثار، وهناك مملكة (الداجو) في إقليم دارفور، و(المقرة) شمال السودان، و(علوة) على النيل الأزرق، و(البجة) شرق السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق