الخميس، 14 فبراير 2019

زوجة تطلب الطلاق بسبب عبارة (البعبع)


على خلفية كتابة اسمائهن في دليل الهاتف
.................................



يدون بعض الأزواج أسماء زوجاتهم في هواتفهم السيارة بصورة غريبة ومضحكة، وذلك على أساس أنهن يمثلن لهم (بعبعاً) مخيفاً كلما اتصلن عليهم، الأمر الذي جعل البعض منهم يكتبون أسماءهن على نسق الحالة النفسية لكل واحد منهم مثلاً ( جيب ... جيب، الصراف، حكومة) وغيرها من الأسماء المكتوبة في قوائم الاتصال بالهواتف السيارة، ويختار الزوج عبارات وكلمات بسيطة ومتداولة في حياتنا اليومية، ويرمون من ورائها إلي صعوبة التعامل مع الزوجات، عموماً الظاهرة أصبحت في تنامي مضطرد، وتتجدد بحسب الحالة النفسية المرتبطة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية، وتكمن اسبابها في إجابة بعض الأزواج الذين قالوا قبل الزواج كنا نكتب اسماءهن على نسق (روحي)، (حبيبتي)، (ستهم)، (قلبي)، (ست الكل) وغيرها، ولكن بعد الزواج تتغير الأسماء من (رومانسية) إلي (مخيفة) و(مرعبة) مثلا (ابوزعبل)، (حكومة)، (وين أنت)، (اتأخرت مالك)، (ماشي وين)، (جاي من وين)، (بتتكلم مع منو) وإلي آخرها، وهذه الاسماء نابعة من الإتصالات المتكررة، والتي تخفىء بين طياتها الأسئلة سالفة الذكر ؟.
فيما قال آخرين نحن في الأصل لا نحب كتابة الأسماء الرومانسية باعتبار أنها لا تتوافق مع حالة الرجال المتزوجين، وبالتالي نكتب اسماء زوجاتنا مثلا (الأمن الداخلي) نسبة إلى تعاملهن مع هواتفنا بصورة أمنية بحتة خاصة وإن كتابة اسماء الزوجات في الهواتف تحكمه طريقة تعاملهن معنا، فهنالك من يكتب اسمها (البيت الأبيض) الأمريكي، وهذه التسميات نابعة من اصدار الزوجات للقرار تلو الآخر الأمر الذي حدا بالأزواج كتابة اسمائهن على هواتفهم مثلا (مجلس الأمن).
وفي السياق قال محمد علي : أكتب اسم زوجتي بكلمة (روحي)، بينما أكد آخرون أنهم يكتبون (المدام) أو اسمها، منهم الفنان الشاب عمار بانت، صلاح ولي، كمال ترباس وغيرهم.
فيما قالت هديل : ذات مرة رن هاتف زوجي فقمت بالرد عليه، وعندما أغلقت الهاتف لفت نظري اسم (غوانتانامو) فوقفت عنده، وبدأت أراجع الرقم فتفاجآت برقمي فضحكت، ولم أنبه زوجي بأنني اكتشفت اسمي، ولكن أصبحت أتناقش معه عن السجون، ولماذا يعتبر بعض الأزواج منازلهم سجوناً؟
وأشارت وجدان إلي الكيفية التي اكتشفت بها اسمها في سجل هاتف زوجها قائلة : طلبت منه أن اجري مكالمة مع والدتي نسبة إلي أن هاتفي لم يكن فيه رصيد وعندما فرغت من التحدث مع والدتي ضغطت علي الزر الأحمر فلفت نظري أسم (البعبع)، فضغط على الاسم لمعرفة الرقم فوجدته رقمي فغضبت منه غضباً شديداً، وطلبت منه الطلاق إلي أن اضطر إلي تغييره.
ومن الأسماء الشائعة في تلك الهواتف (البعبع)، (المرعبة)،(المشكلة)، (النقناقة)، (أم المعارك)، (القيادة العامة)، (الحكومة)، (المعارضة) وغيرها.


سراج النعيم يكتب : شرطة أمن المجتمع (تقعد بس)


حينما أطالب بعدم إيقاع الظلم على شرطة أمن المجتمع المنفذة لقانون النظام العام الذي شرعه المشرع  الذي هو في نهاية الأمر بشر والبشر يخطئ ويصيب فإنني لا أنكر بأي حال من الأحوال أن هنالك ظواهر سالبة في المجتمع وتحتاج للمكافحة ، وهي دون شك دخيلة عبر بوابات التطور والمواكبة والانفتاح ، وعلى ذلك النحو بدأت تطفو على السطح وتبث سمومها في جسد الأمة العربية والإسلامية، وبالتالي الأمر برمته متعلق بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد عرفته الشريعة حيث حثت الناس على الإقلاع عن الظواهر السالبة المخالفة للديانة الإسلامية، والنهي عن المنكر كلما ظهر فعله يستوجب التنبيه والتحذير من مغبة الانجراف وراء تياره الجارف، وهو الدور المنوط به من قبل الأئمة والعلماء والدعاة والشيوخ، فمنذ عهد سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ظل النهي بالمعروف قائماً، إذ أنه جعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أسواق المدينة المنورة، فيما جعل سعيد بن العاص على أسواق مكة المكرمة بعد الفتح من أجل الرقابة، عليه نحن في أشد الحاجة إلي من يكافح الظواهر السالبة المتفشية في المجتمع.
من أوجب الواجبات أن يكون لدينا جهاز مختص لمتابعة الظواهر السالبة قبل الوقوع في المحظور، وتنبيه من يخطئ للصواب، ومساعدته على تجاوز الخطأ، ومن ثم التحذير من مغبة الوقوع فيه مرة ثانية، ولنبدأ بـ(المناصحة) الحسني، فهي طريقة ليست فيها (الغلظة)، كما قال المولي عز وجل : (ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺇﺧﻮﺓ)، وكما قال سيدنا محمد صل الله عليه وسلم (ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﺧﻮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻻ ﻳﻜﺬﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺬﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺤﻘﺮﻩ).
ومما ذهبت إليه لابد من التأكيد على أن إدارة شرطة أمن المجتمع المنفذة لقانون النظام العام تمثل صمام الأمان للمجتمع من الانزلاق وراء ظواهر سالبة أصبحت تأخذ حيزاً كبيراً في ظل التطور الذي يشهده العالم بصورة عامة وفقاً للثورة التقنية الحديثة الهائلة التي قربت المسافات بين المجتمعات، مما قاد إلي تداخل الثقافات المغايرة للثقافة السودانية ، وبالتالي تداخلت العادات والتقاليد الغربية معها ، فأفرزت الكثير من السلوكيات غير المتوافقة مع المجتمع الذي عرف بمحافظته على ثقافته، عاداته وتقاليده، وعليه أري أن شرطة أمن المجتمع تؤدي دوراً هاماً في حياتنا، وذلك من واقع الاستهداف الذي نتعرض له يومياً في قيمنا وأخلاقنا وذلك من خلال الانفتاح على ما أنتجته (العولمة) ووسائطها المختلفة التي تبث بشكل مكثف الكثير من الأفكار والثقافات المغايرة ، والتي لا تمت لنا بصلة، ونسبة إلي هذا البث الذي أصبح مباشراً تجدنا في حاجة ماسة إلي شرطة أمن المجتمع حتى نتمكن من إحياء شعيرة اعتبرها العلماء الركن السادس من أركان الإسلام.
ومن هنا لابد من الإشارة إلي أن المولي عز وجل جعل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله سبحانه وتعالي، فنحن نختلف عن المجتمعات الغربية من حيث الثقافات، العادات والتقاليد، لذلك لابد من أن تكون شرطة أمن المجتمع حاضرة في الخارطة السودانية للحفاظ على الخصوصية السودانية ومنفذة لقانون النظام العام الذي يحفاظ على تماسك المجتمع من الانزلاق وراء ما ينتجه الغرب من ظواهر سالبة بدأت تأخذ حيزها لدى بعض الشباب من الجنسين مثلاً ظاهرة الأفلام (الفاضحة) التي يتم بثها من خلال الأسافير.
يجب أن تجد شرطة أمن المجتمع الدعم من المجتمع قاطبة حتى تؤدي رسالتها الإصلاحية، فالنقد الذي يوجه لها ما بين الفينة والاخري نقداً ليس منطقياً، رغماً عن الاعتراف ببعض الهنات في التشريعات والتنفيذ، فهي في الغالب الأعم فردية ولا تنسحب على الإدارة بصورة عامة، لذلك يجب أن تصمد أمام الحملات التي تشن عليها، وأن كنت على قناعة تامة بأن العقوبات تحتاج إلي إعادة نظر من المشرع، فإن معظم العقوبات ربما تكون غير رادعة بقدر الجرم المرتكب في حق المجتمع، والذي تبرز منه فئة ما تطالب بإلغاء قانون النظام العام حتى يجدوا الفرصة في بث أفكارهم الهدامة، وذلك بدافع الأهواء الشخصية، فالبعض منهم غارقون في المجون والفساد ما يعني أنه لا يعجبهم وجود رقابة تمنعهم من الوقوع في براثن المآثم، وهي طرق تقودهم وآخرين إلي الظلام، وبالتالي لابد أن نؤمن جميعاً على أن شرطة أمن المجتمع يجب أن تأمر الناس بالمعروف وتنهي عن المنكر، فالخطأ لا يمكن أن يقره أي إنسان على وجه البسيطة، وبالمقابل لن اغفل أن هنالك من يوجهون نقداً لشرطة أمن المجتمع من أجل تقويم الأداء، وتجنب الوقوع في الهنات حتى لا يمنحوا دعاة الحرية الغربية فرصة للتشجيع على الضلال ظناً منهم بأنها الحياة الصحيحة، فهي مما لا شك فيه حياة خالية من التقيد بـ (الثقافات)، (العادات) و(التقاليد) وربما يكون البعض ناسي أو متناسي أن الله سبحانه وتعالي أعلم بما في دواخلهم من مقاصد في الزمان والمكان.
لا أري أن شرطة أمن المجتمع ضد الحريات الشخصية، طالما أنني أمضي في الاتجاه الصحيح، ومثل هذه الأحاديث لا تمت بصلة لواقعنا الذي تأثر غاية التأثر بـ(الثقافات)، (العادات) و(التقاليد) الغربية، وإذا كان محاربة شرطة أمن المجتمع للظواهر السالبة ضد الحرية فلتكن كذلك، طالما أنها تلقي القبض على مروجي ومتعاطي الخمور والمنجرفين وراء تيار الرذيلة والمنحرفين بالأخلاق والقيم والسلوك، فهي أي شرطة أمن المجتمع تكشف الفساد في المجتمع بما في ذلك ما يحدث داخل بعض الشقق التي أفرزت الخلوات غير الشرعية والدجل والشعوذة وغيرها ، فإن المولي عز وجل يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن يميلوا ميلاً عظيماً، وهم قليل والحمدلله، وبالتالي علي الدولة ووزارة الداخلية توفير كل المعينات الداعمة لإدارة شرطة أمن المجتمع في أداء الدور المنوط بها في حراسة المجتمع من الظواهر السالبة والثقافات والعادات والتقاليد الغربية البالية المتمددة فيه بفضل الثورة التقنية الحديثة التي أنتجتها (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي أخذ منها البعض من النشء والشباب من الجنسين السوالب التي جعلتهم في سطحية دفعتهم إلي إسقاط أخلاقنا وقيمنا.
فمن الظلم أن ننظر إلي شرطة أمن المجتمع من زاوية ضيقة، لذلك يجب أن نوازن بين الإيجابية والسلبية في إطلاق الإحكام جزافاً حتى نكون عادلين والعدل يأمرنا به الله سبحانه وتعالي، وأن لا نمضي على هدى من المعتادين على مهاجمة شرطة أمن المجتمع، وعليه أقول تقعد بس.


(الدار) تفتح ملف هجرة الأطباء وتأثيرها على الحقل الطبي

..........................
طبيب يشرح أسباب الهجرة ويطالب بخطط محفزة
.........................
قصص مؤثرة حول جرائم وحرائق لمرضي بالمستشفي
.........................
اجراه : سراج النعيم
........................
أدى ارتفاع هجرة الأطباء إلي التأثير على الحقل الطبي الذي فقد كوادر في تخصصات مختلفة تستفيد منها دول المهجر، لذا على الدولة أن تضع خططاً وبرامجاً محفزة لملائكة الرحمة للبقاء في القطاع الصحي السوداني، فهجرة الأطباء تتطلب تنظيماً دقيقاً يحفظ لهم حقوقهم، خاصة وأن أغلب الأطباء المتخصصين لا رغبة لهم في الهجرة إلا أنهم يكونون مضطرين لهذا الفعل الذي يعتبر تحدياً كبيراً، فهجرة الأدمغة تستنزف الكوادر الطبية، وهذا يحتاج إلي معالجات لما له من تأثير سالب على وضع الرعاية الصحية في البلاد.
تعتبر صحة الإنسان حقاً أصيلاً وأساسياً يجب أن تضعه الدولة في حسابات أولوياتها، فالصحة بحسب مفهومي البسيط موقف من المواقف الانسانية وحضارة من الحضارات الإنسانية ضاربة الجذور، وإذا عدنا بالتاريخ للوراء، فإننا سنجد أن صحة الإنسان من المبادىء الأساسية في كل الكتب السماوية، بالإضافة إلي أنها مضمنة في مؤلفات الحكماء على اختلاف اعتقاداتهم واتجاهاتهم الجغرافية، فمثلاً في مصر نجد إهتماماً منقطع النظير بصحة الإنسان، فالمصريون القدماء توصلوا إلي أهمية الصحة وحضارة الإنسان في وقت مبكر، وأن البلدان لا يمكن أن تبني إلا إذا كانت صحة الإنسان سليمه جسمانياً وعقلياً ونفسياً، وأكدوا أنها تبدأ مع الإنسان من مرحلة الطفولة، وتستمر إلي أن يتوفاه الله سبحانه وتعالي، لذا على الدولة أن تنفق على الصحة الإنفاق الأكبر خاصة وأن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن الإنفاق على الصحة سنوياً يتم بما ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ (3) ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ بحيث تمول أغلبها عبر دافعي الضرائب.
وأوضح أطباء أن أبرز أسباب الهجرة ضعف الأجور، وإنعدام فرص التأهيل والتدريب في الداخل والخارج، بالإضافة إلي عدم توفير الوظائف المحفزة، كما أن بيئة العمل في بعض المستشفيات رديئة، وبالتالي أضحت الهجرة ظاهرة مقلقة للغاية، وباتت تؤثر بشكل كبير على الخدمات الصحية في البلاد.
ويري الأطباء الذين استطلعتهم : إن هجرة الكودار الطبية تتطلب من الدولة معالجة الأسباب جذرياً، وتحسين بيئة العمل الصحية، وصرف رواتب مجزية يستطيع من خلالها الطبيب مجابهة ظروف الحياة اليومية.
وأضافوا : منذ أن عرف الإنسان الطب باختلاف تخصصاته، وهو في بحث دوؤب عن القوانين الحافظة لحقوقه، وبالمقابل يجب أن يجد الطبيب حقوقه كاملة في المستشفيات أيضاً، وأن تتاح له الفرصة لمواكبة التطور الهائل في الأجهزة الطبية الحديثة، وتوفر المعلومات وغيرها، وذلك عبر وسائل الاتصال والانفتاح على العالم.
وقالوا : أليس الاجدي أن نطالب بوقف هجرة الأطباء بدلاً من المطالبة بمحاسبتنا وفق التشريعات والقوانين، دون شك هذا يقودنا إلي طرح سؤال في غاية الأهمية، هل واكبت الصحة وكوادرها التطور الذي افرزته (اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ) ووسائطها في الحقل الطبي الذي أصبحت فيه الأجهزة الحديثة والمعلومات متوفرة بشكل غاية في الدقة وبصورة أسرع، مما يتصور الإنسان، فالتطور التقني الحديث سهل ربط العالم ببعضه البعض.
وأردفوا : ندرك أن السودان في حاجة ماسة للإصلاح ﻓﻲ القطاع الطبي العام والخاص، مع التأكيد أننا نواجه تحديات جسام داخلية وخارﺟﻴﺔ، ولكن بالرغم من ذلك مهم جداً الإصلاح، ﻓﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ جداً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ما تصبو إليه المجتمعات.
واستطردوا : من المعروف أن التفكير في أي خطة إصلاحية يتجه إلي تقييم ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ المبذولة خلال عشرة أعوام ماضية، وذلك من أجل الارتقاء بالأداء الذي يعتبر الأهم على الإطلاق، لذا يجب أن نتقدم في الحقل الطبي ونوليه عناية خاصة حتى يقدم خدمة بما تتسم مع متطلبات الإنسانية من خلال توفير بيئة تتوافق مع التطور، ورفع مستوى الأداء بتأهيل وتدريب الكوادر الطبية.
بينما أكد الدكتور معتصم صلاح جماع في حوار مع (الدار) : إن لكل هجرة أسباب قد تكون مادية أو معنوية أو طموح مشروع أو هروب من الواقع، ولكن حينما تتعلق الهجرة بالأطباء فإنها تعني هجرة العقول أو نزف الأدمغة التي تصب رأساً في فقدان الموارد البشرية، وبالتالي التنمية الحقيقية تكمن في المحافظة على الموارد البشرية.
وأضاف : ما دعاني إلي الهجرة شخصياً عدم التقييم، وإتاحة فرص عمل كافية وتدريب، ورغماً عن ذلك ظلت الكوادر الصحية تعمل في ظروف صحية صعبة جداً، وهذا الأمر قابله عدم وجود وظائف وعدم توفير فرص للبعثات الداخلية والخارجية ما أسهم ذلك في انفتاح سوق العمل في الخليج، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية التي قدمت المغريات المادية التي تمنح الطموحات القريبة للإنسان.
وأردف : أنا في وضع مادي أفضل يحقق لي استقرار أسري توفرت فيه عناصر المناخ السليم الذي حقق الطموحات المشروعة، وأنا أعمل في ظل وضع يوفر لي كل معينات العمل، وهنالك تخصصات نادرة جداً هاجرت إلي السعودية والخليج عموماً وبعض الدول الغربية، ولكن هجرة الأطباء إلي السعودية أصبحت ظاهرة من واقع أن الطبيب السوداني مؤهل وأمين، وهي صفات تراكمت على مدى السنوات، إذ أن من سبقونا من أطباء سودانيين قد تركوا سمعة وسيرة طيبة.
وعن الحلول لإيقاف نزيف هجرة الأطباء من السودان ؟ قال : إذا انتفت أسباب الهجرة التي تطرقت لها في طرحي لهذه الظاهرة التي أفرزتها الأجواء غير المشجعة من عدم توفير الوظائف والتدريب والمناخ الملائم، فإن الطبيب لن يفكر في الأغتراب عن الوطن، لذلك على وزارة الصحة أن تدرك حجم خطورة نزف الأدمغة السودانية.
وحول الآثار التي تنتج عنها الغربة بصورة عامة؟ قال : مما لا شك فيه أن للغربة أثرها السالب الذي يدفع في إطاره الكادر الطبي الذي هاجر ضريبة تستدعيني مناشدة البعثات الدبلوماسية السودانية في الخارج أن تبقي عينها مفتوحة على الكوادر الطبية هنا وهناك لأنهم يعتبرون سفراء بلادهم، وهنالك مجموعة طبية منهم لديها أنشطة تتمثل في تقديمها مساعدات لمرض الفشل الكلوي بمستشفي أحمد قاسم أي أنهم يستقطعون من رواتبهم.
وفيما يخص المواقف التي مرت به أثناء عمله الصحي بالسودان؟ قال : من أكثر المواقف التي هزتني منعي من دخول احدى المستشفيات الشهيرة الخاصة بالخرطوم.
وأستطرد : تأثرت تأثراً شديداً بقصة الرجل الذي جاء عائداً من الاغتراب وحرق زوجته و ابنتيه الاثنين الذين كانوا يستشفون بالمستشفى التي اعمل بها آنذاك إلا أنهم توفوا متأثرين بما تعرضوا له من حرق بموية النار.
وتشير الوقائع إلى أن زوج عائد من الاغتراب دلق ﺟﺮﻛﺎﻧﺔ ﻣﻮﻳﺔ ﻧﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺇﺑﻨﺘﻴﻪ، ﻣﺎ أدى إلى إسعافهم إلى المستشفي ﺑﻌﺪ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﺤﺮﻭﻕ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻃﺒﻴﺔ ﺑﺎلمباﻟﻐﺔ.
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ : إﻥ ﺧﻼﻓﺎً ﻧﺸﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺩﻓﻊ الزوج إلي سكب الجركانة المشار إليها بما فيها ﻣﻦ ﺣﺎﻣﺾ (ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻴﻚ) ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 45 ﻋﺎﻣﺎً، وابنتيه البالغتين من العمر ﺍﻟـ (27) ﺭﺑﻴﻌﺎً ﻭ(21) ﻋﺎﻣﺎً، ﻭﺗﺪﺍﻓﻊ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺇﺛﺮ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﻟﺼﺮﺧﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. فيما تم إبلاغ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ التي أوقفت الزوج المغترب بقسم الشرطة ومن ثم اﻟﺘﺤﺮي معه حول البلاغ المدون ضده ﻓﻴﻤﺎ تم إسعاف المصابات علي جناح السرعة إلى ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ.
ﻭﺣﺴﺐ بعض ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، فإن ﺇﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﻣﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺴﺒﺐ ﺗﻬﻴﺠﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﻏﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﻳﺴﺒﺐ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺭﺋﻮﻳﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، ﻭﺗﺼﻴﺐ ﻣﻼﻣﺴﺘﻪ ﻟﻠﺠﻠﺪ ﺑﺤﺮﻭﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻊ تآﻛﻞ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﺳﻘﻮﻃﻪ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺇﺑﺘﻼﻋﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﺣﺮﻭﻗﺎً ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﻢ ﻭتآﻛﻞ ﺍﻷﻏﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻠﻖ ﻭﺍﻟﻤﺮئي ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ.
وأسترسل : ومن الجرائم التي مازالت عالقة في ذهني الجريمة التي ارتكبها ذلك الشاب البالغ من العمر (19) عاماً، والذي تم إسعافه إلى المستشفى، فسألت الجاني وقتئذ لماذا فعلت ذلك بوالدك ؟ فقال : كنت (اهظر) معه.
واستطرد : ومن الجرائم التي تابعتها جريمة الشاب الذي قتل والدته وشقيقه بامبدة.
وتبين التفاصيل أن الشرطة ﺩﻭﻧﺖ بقسم ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺑﻤﺤﻠﻴﺔ ﺃﻣﺒﺪﺓ ﺑﻼﻏﺎً ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (130) ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ (55) ﺳﻨﺔ، ﻣﻌﻠﻤﺔ ﻭﺷﻘﻴﻘﻪ (37) ﻋﺎﻣﺎً، ﻣﻬﻨﺪﺱ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﺑﺴﻜﻴﻦ، ﻭﺇﺻﺎﺑﺔ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ (19) ﻋﺎﻣﺎً ﻃﺎﻟﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺳﻌﺎﻓﻬﺎ إلى المستشفى، وتعود ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺭﻭﺿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻭﺳﺠﻞ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎً ﻗﻀﺎﺋﻴﺎً، ﻭﺿﺒﻄﺖ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻭﺍُﺭﺳﻞ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻧﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺮﺣﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﺗﻢ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ .



الاثنين، 11 فبراير 2019

شباب يشترون طاقة شمسية لطالبة تذاكر بإنارة الشارع

على خلفية بوست بالفيس بوك



..................
وقف عندها : سراج النعيم
...................
أشتري مجموعة من الشباب (طاقة شمسية) لطالبة ممتحنة ظلت تذاكر دروسها بإنارة الشارع العام، فما أن نشرت حالتها المؤكدة من خلالها أنها تنتمي إلي أسرة فقيرة ولا تملك المال الذي يدعها تدخل الكهرباء أو تشتري البدائل لها ، وما أن أنتشر (البوست) الخاص بها عبر الإعلام الحديث إلا وتداعي عدد من الشباب لمساعدتها حيث أنهم جمعوا مبلغاً من المال (شيرلنق) وتوجهوا به مباشرة إلي المحل التجاري الذي اشتروا منه (طاقة شمسية) تكفى منزل أسرة الطالبة بأكمله.
ووجدت هذه الخطوة التي أقدم عليها أولئك الشباب الإعجاب والإشادة من قطاعات المجتمع السوداني الذي أثبت من خلال تجاربه الإنسانية اهتمامه بالتكافل الاجتماعي والذي تجلي في حالة الطالبة سالفة الذكر والتي كان قد نشرت قصتها عبر (الفيس بوك) في ظل ضائغة اقتصادية بالغة التعقيد تمر بها البلاد، وبالتالي تسفر عنها الظروف الاجتماعية للشرائح الضعيفة، وعليه يجب أن تكون الرؤية المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية تضامنية وليست فردية، وذلك من أجل النهوض بالمجتمع اقتصادياً وتنموياً، وأن تصب تلك الرؤية في مجملها لصالح التنمية والبناء والتقدم والتطور، بالتركيز على خطط وبرامج تطورت عبرها مجتمعات بعض دول العالم بالرغم من الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر ونمر بها سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وطالب عدد من الشباب برؤية مستقبلية للمسؤولية الاجتماعية تطلع بها الدولة لامتلاكها الآليات المنفذة والمساعدة على ترجمة الأفكار لواقع ملموس، واقع يحتاج منا إلى تطويره بتأهيل الكادر البشري بما يساهم في هذا الاتجاه الرامي إلى الإرتقاء بالوظيفة المجتمعية من حيث التدريب ثم التدريب وعندما يتم التأهل فيما أشرت إليه؛ فإن الأمر ينعكس إيجاباً على المجتمع وتحل وفقاً لذلك كل همومه وقضاياه، ما يحدث هذا الأمر نقلة كبيرة في شتى مجالات الحياة الاجتماعية التي ربما تضع بلادنا في مصاف الدول المتطورة بالمواكبة والتطور والتغيير الإيجابي القائد إلى ما يصبو إليه كل فرد من أفراد المجتمع.

سير عابدين ﺗﻐﻨﻲ ﺑـ(عرﺑﻲ ﺟﻮﺑﺎ) عبر ﻗﻨﺎﺓ ‏( mbc ‏)


أطلت المطربة السودانية الواعدة ﺳﻴﺮ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ التي ظهرت للمتلقي في الوطن العربي عبر برنامج المسابقات الشهير (ذا فويس) الذي يبث عبر ﻗﻨﺎﺓ ‏( mbc ‏) الفضائية وﻗﺪﻣﺖ من خلال إطلالتها الجديدة ﺗﺠﺮﺑﺔ فنية مختلفة عما طرحته في مشاركتها العربية السابقة ﻭﺫﻟﻚ باختيار أعمال غنائية ﻣﺤﻠﻴﺔ غنتها ‏( ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻋﺮﺑﻲ ﺟﻮﺑﺎ ‏) .
فيما قدمت المطربة سير عابدين أغنية تحمل عنوان ( ﻻ ﺗﺤﺰﻧﻲ ‏) وﺗﻘﻮﻝ جزء من ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ :-
ﺭﺑﻨﺎ ﺟﻴﺒﻮ ﺟﻮﺑﺎ
ﺟﻴﺒﻮ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﺭﺍﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ ‏
بينما رافقها في التجربة الجديدة ﻋﺎﺯف (بيانو) و(جيتار) وحظي ظهورها بالإعجاب والإشادة مؤكدين أنها قدمت تجربة جميلة من خلال الأغنية الداعية لوحدة شطري البلاد السودان الشمالي والسودان الجنوبي.
ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﺳﻴﺮ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺳﻄﻊ ﻧﺠﻤﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ‏( ﺫﺍ ﻓﻮﻳﺲ ‏) ﺿﻤﻦ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﺎﻗﻲ ﻭﻧﺎﻟﺖ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ.


سراج النعيم يكتب : سودانيون لاجئون في أوروبا

.......................
يذهبون من أوطانهم إلى البلاد الأوروبية طمعاً فى الاستقرار، وهرباً من الظروف الاقتصادية القاهرة، لكن معظمهم يؤكدون أن أهدافهم وأحلامهم وأشواقهم تحولت فيما بعد إلي الحصول على أي وثيقة لإثبات الذات، وهنالك الكثير القصص المؤثرة التى رواها لي بعض المهاجرون الذين أنقذتهم العناية الإلهية من الموت غرقاً، وذلك أثناء بحثهم عن حياة مختلفة، إلا أنه لم يخطر ببالهم أنها سيتحولون إلي لاجئين في الدول الأوروبية.
ومن أكثر القصص المؤثرة التي وقفت عندها قصة شاباً سودانياً يبلغ من العمر (17) عاماً أختار طريق الهجرة غير الشرعية عبر (سماسرة) يتاجرون فى البشر ناشداً العبور من ليبيا إلي أوروبا، واضعاً في المخيلة تحقيق أحلامه بعيداً عن الظروف الاقتصادية المحيطة به، ورغماً عن مغامرته إلا أنه تفاجأ بما لم يكن فى الحسبان.
في العام 2013م حسم أمره وقرر أن يشد الرحال من ليبيا إلي أوروبا، رغماً عن إنه كان صغيراً في السن، فهو من مواليد ليبيا التي استقر فيها، ومع هذا وذاك انقطع عن التعليم، ولم يستطع الحصول على الجنسية، الأمر الذى جعله بلا هوية، مما سبب له إشكالاً إبان نظام العقيد معمر القذافى، إلا أن الثورة التى شهدتها ليبيا مثلّت بالنسبة له منعرجاً خطيراً في حياته، مما قاده للتفكير جدياً في الهجرة غير الشرعية.
المهم عندما عقد العزم علي التوجه إلى أوروبا كان لزاماً عليه جمع مبالغ مالية لمن يتاجرون بالبشر، عندها بدأ يعمل أعمالاً حرة لمدة عام كامل إلي أن تمكن من ذلك، ثم هرب من هناك إلي مدينة (زوارة) التى وجد فيها (السماسرة) وهم يعرضون خدماتهم ويتفاوضون منه ثمن الرحلة، وعندما قبل بالشروط تم احتجازه فى مزرعة برفقة مئات آخرين حتى يحين دورهم للهجرة، مرت أيام وساعات وهم ينتظرون داخل مزرعة كانت بمثابة السجن الذى عاشوا فيه أسوأ أيام حياتهم حيث تعرّضوا فيه للمعاملة القاسية والإهانة والإذلال المتكرر، وكانوا يمنعونهم من التحدث، إما الطعام فكانوا يقدمون لهم وجبة واحدة عبارة عن قطع من (البسكويت)، وبعد (10) أيام من ذلك كان عليهم دفع ثمن الرحلة للمهربين قبل الصعود إلى السيارة التى ستقلهم إلي الشاطئ، وكان أن دفع هذا الشاب السوداني (800) دولار، وذلك بحسب الاتفاق بين الطرفين، فالتكاليف غير موحدة، وتختلف من مهاجر إلي آخر، فهناك من تجاوز ثمن رحلته إلي أوروبا (1200) دولار.
وتشير القصة إلي أنه وفي الساعات الأولي من الصباح حضرت إليهم شاحنة (تبريد) قامت بأخذهم من مزرعة الاحتجاز إلي أن أوصلتهم إلي الشاطىء الذى لم يكن النهاية بالنسبة لهم حيث أنهم سروا راجلين حوالى (10) دقائق ليجدوا زورقاً مطاطياً فى انتظارهم ليقلهم إلى (مركب الموت) من الشاطىء إلي الضفة الأخرى من البحر المتوسط، عموماً تم نقلهم على امتداد الساعتين بـ(السلاح) رغماً عن أنه من بينهم أطفالاً ونساء ومسنين ورغماً عن ذلك تم إجبارهم على التخلص من كل أمتعتهم.
وفي (مركب الموت) القديم جداً كانت المفاجأة غير السارة لهم حيث أنهم وجدوا في داخله حوالي (700) مهاجراً، وذلك بعد صعودهم إليه حينئذ تيقن الشاب السوداني أن طريقهم سيكون صعباً ومحفوفاً بالمخاطر، وأنهم مقدمين على مغامرة كبيرة جداً، لكن أكثر ما حزّ في نفسه هو أن المهربين عاملوهم وكأنهم بضاعة.

وفاة السوداني صاحب فيديو (التعذيب) و(الحرق) الشهير (موسي بشير آدم) بالعراق






...................
ماذا قال لـ(الدار) قبيل رحيله : ﺣﺠﺰتني المجموعة العراقية ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ المستشفي
.................
ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ له ﻣﻦ اعتداء يؤكد أنهم ﺧﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ وكل ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ فيه ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻟﺢ
................
وقف عندها : سراج النعيم
..................
أبلغ عبدالرحمن عبدالله السلطات العراقية بوفاة السوداني صاحب فيديو (التعذيب) و(الحرق) الشهير (موسي بشير آدم) من مواليد مدينة (الفاشر) غرب السودان في الأول من شهر أكتوبر في العام 1962م، وبالرغم التعذيب والحرق الذي تعرض له على يد مليشيات عراقية إلا أنه ظل صابراً محتسباً ما جري معه ظلماً، ولم يفكر مجرد التفكير في مغادرة البلد رغم الأذى الجسيم الذي تعرض له في تلك الأثناء بصورة وحشية جداً ودون رأفة أو رحمة، مما أدخل نبأ وفاته الحزن العميق في نفوس السودانيين ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، كما عبر ﻋﺮﺍﻗﻴﻴﻦ وعرب ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ عن حزنهم لرحيله ﻟﻤﺎ ﺍﺗﺴﻢ ﺑﻪ تعذيب وحرق ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏( ﻣﻮﺳﻲ بشير) من بشاعة وعدم إنسانية، وعني شخصياً شخصيا ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺰﻥ على فقده الجلل في ظروف قاسية مر بها جراء (التعذيب) و(الحرق) الذي تأثر به تأثراً بالغاً، وظهر ذلك جلياً من خلال مقطع فيديو يوضح مدي التعذيب والحرق الذي تعرض له فقيد البلاد (موسي بشير)، حيث حظي بالانتشار السريع ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ على اختلاف تطبيقاتها الإلكترونية (الفيس بوك)، (الواتساب)، (اليوتيوب) وغيرها من وسائط الشبكة العنكبوتية، من جانبه ﻭﺟﺪ مقطع فيديو التعذيب والحرق ﺗﻔﺎﻋﻼً ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ لما فيه من مشاهد نسبة للإنتهاك ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ والحرق على يد ﻣﻠﻴﺸﻴﺎ عراقية ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ‏(ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‏)، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺃﺯﻳﺎﺀ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺗﺤﻤﻞ (ﺃﺳﻠﺤﺔ) ﻭ(ﺫﺧﺎﺋﺮ).
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ المؤثر ـ ﺍﻟﻤﻔﺘﻘﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺣﺘﺠﺎﺯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير)، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻗﺘﻴﺎﺩﻩ ﺇﻟﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ)، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻧﻬﺎﻟﻮﺍ على ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ‏(ﺭﻛﻼً ) ﺑﺎﻻﺭﺟﻞ ﻭﻟﻄﻤﺎً ﺍﻷﻳﺪﻱ على ﺍﻟﺨﺪﻭﺩ، ﻭﺿﺮﺑﺎً على ‏(ﺍﻟﺮﺃﺱ)، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺃﻗﺴﻲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻋﻮﺍ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺟﺮﻳﺤﺎً، ﺑﻞ ﺿﻐﻄﻮﺍ على ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺑﺎﻷﺣﺬﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﺍﺳﺘﻔﺰﺕ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ وبل وحتي العراقيين ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﺍﻭﻟﻮﺍ مقطع ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ على ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﺟﺪﺍً، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﻺﻳﺬﺍﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻭﺣﺴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺃﻇﻬﺮ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺻﻼﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺴﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﻭﻳﻌﺘﺰ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼً : ‏(ﺃﻧﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ‏).
ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير‏) ﺿﺮﺏ ﻣﺜﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺫﻱ ﻭﺍﻹﺑﺘﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻕ ﺑﻪ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﻀﻐﻄﻮﻥ على ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﺑﻬﻮﺍ ﺑﺂﻻﻣﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﺷﻌﻞ ﻧﺎﺭﺍً ﻣﻦ ‏(ﺯﻧﺎﺩ) ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﺤﺮﻗﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ‏(ﺍﻟﺪﻗﻦ) ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ‏(ﺍﻟﺮﺃﺱ‏) ، ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺻﻤﻮﺩﺍً ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ، ﻣﻤﺎ ﺃﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ، ﻣﺆﻛﺪﺍً ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير) ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ أينما ﺣﻂ ﺭﺣﺎﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير) ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ) ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻲ ﻻﻳﺼﺎﻟﻲ ﺑﻪ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺙ ﺿﺠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻻﺳﺎﻓﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎ ﺳﺮﺑﺘﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺎﺓ ﺑﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ‏(ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺪﺕ ﺇﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير‏).
في البدء ﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺼﺘﻚ ﻣﻊ ﺗﻌﺬﻳﺐ وحرق ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﻟﻚ؟
ﻗﺎﻝ : ﺗﻢ ﺣﺠﺰﻱ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺯﻳﺎً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺯ ﺗﻢ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﻔﻲ ﺑـ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ‏)، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻠﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻄﻠﻖ ﻧﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺘﺠﺰﺍً ﻛﻜﻞ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ‏) ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺩﺣﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﺑﺌﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﺍﻷﻋﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻱ ﺇﻟﻲ ﺇﺻﺎﺑﺘﻲ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﺣﻴﺚ ﺃﻋﺘﻘﺪﺕ ﺇﻧﻨﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺣﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺇﻧﻨﻲ ﻋﺎﻣﻼً ﺑﺴﻴﻄﺎً ﺟﺪﺍً، ﻭﻃﻮﺍﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﺳﺎﻋﺪ ﺑﻪ ﺃﺳﺮﺗﻲ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﻧﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺑﻬﺎ، ﺇﻻ ﺇﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﻇﺮﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏) ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻨﻬﻢ .
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ؟
ﻗﺎﻝ : ﺃﻭﻝ ﺧﻄﻮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻫﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺟﻮﺍﺯ ﺳﻔﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺎً، ﺣﺘﻲ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ؟
ﻗﺎﻝ : ﻳﺠﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ، ﻭﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻣﻦ ﺇﻋﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺧﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﻓِﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻟﺢ.
ﻭﻣﻀﻲ : ﺃﺷﻜﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺘﻴﻦ ﻭﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﻗﻔﺘﻬﻢ ﻣﻌﻲ ﺿﺪ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ
ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ؟
ﻗﺎﻝ : ﻟﻴﺲ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎً ﻣﻦ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻣﻘﻄﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﻔﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻔﻬﺎ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻇﻬﺮﻧﻲ ﺍﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏) ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻠﻤﺘﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺠﺰﺗﻨﻲ ﻋﻘﺐ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻀﻐﻄﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﺣﺬﻳﺘﻬﻢ، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺎﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺣﻤﻞ ﺳﻼﺣﺎً، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺃﺷﻜﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻬﺪﺩﺍً ﺃﻣﻨﻴﺎً.
ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺘﻴﻦ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻲ ﻭﺍﻃﻤﺄﻧﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ .
ﻭﺗﺎﺑﻊ : ﻣﻨﺬ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻘﻴﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻗﺪ ﺍﺻﺒﺖ ﺑﻌﻴﺎﺭ ﻧﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺯﻓﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏) ، ﺍﺻﺒﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻲ .
ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺇﻟﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ‏( ﺣﻤﺎﻡ ﻋﻠﻴﻞ ‏) ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ .
ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺃﻥ ﻳﺼﻤﺪ ﻣﻮﺳﻲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻭﺳﻌﺘﻪ ﻟﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﺪﻱ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ، ﻫﻜﺬﺍ ﺻﻤﺪ ﺑﺒﺴﺎﻟﺔ ﻟﻢ ﺃﺷﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻼً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﺧﻴﻪ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺗﺘﻠﺬﺕ ﺑﻀﺮﺑﻪ ﻭﺣﺮﻗﺔ ﺑـ ‏( ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﻌﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﺳﺠﺎﺋﺮﻫﻢ ﺑﻼ ﺭﺃﻓﺔ ﺃﻭ ﺭﺣﻤﺔ، ﻭﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏( ﻣﻮﺳﻲ ﺒﺸﻴﺮ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻋﺰﻻً، ﻭﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻇﻞ ﺭﺍﻓﻌﺎً ﺭﺃﺳﻪ ﺷﺎﻣﺨﺎً ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻘﻮﻝ ‏( ﺃﻧﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ‏) ﻓﻠﻢ ﺗﻨﺤﻨﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ، ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻫﺶ ﻣﻌﺬﺑﻴﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎﻭﺑﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏( ﻣﻮﺳﻲ ‏) ﻓﻀﺢ ﺟﺮﻣﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﻩ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ، ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺴﺢ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻌﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺎﻟﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ : ‏( ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ‏) ، ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﺃﺣﺮﻗﻮﺍ ﺟﺴﺪﻩ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺮﺃﻓﺔ، ﻭﻫﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ، ﻣﺘﺠﺮﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...