الخميس، 22 نوفمبر 2018

البلبلة هادية طلسم في حوار استثنائي

دموع البلابل تبلل دار العجزة والمسنين لهذا السبب
..................
هذا هو سر تسمية محطة البلابل على لقبنا الفني
....................
جلس إليها : سراج النعيم
....................





ردت البلبة (هادية)  علي أسئلة (الدار) المطروحة بالإنابة عن شقيقتاها (آمال) و(حياة) طلسم اللواتي حققن نجاحاً منقطع النظير في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وكان لهن دوراً كبيراً في إنتشار الأغنية السودانية، وتطويرها بصوت نسائي.

في البدء هل كان يتخالج للبلابل بعد العودة من الأغتراب الطويل أن يجدن جمهوراً يستقبلهن ويحرص علي حفلاتهن الجماهيرية، والملاحظ في ذلك الجمهور أنه مختلف الأعمار بما فيهم أجيال لم تشاهدكن؟
قالت : الإحساس الذي كنا نحس به إحساساً جميلاً جداً، وذلك نسبة إلى السر الذي تمتاز به أغاني البلابل التي نختارها بحسب العمر، ولذلك تجد تلك الأغاني تخاطب كل الأعمار من الجنسين أي أنها تخاطب حتي الأكبر منا سناً من جانب النص واللحن.
من الذي كان يختار لكن النصوص الغنائية التي تترجمنها لكل الأعمار؟
قالت : ما تقول لي من الذي يختار النصوص لأنه في ذلك الزمن لا يمكن أن تقول للحلنقي أو علي سلطان أو عبدالباسط سبدرات أكتب لي قصيدة فهم كانوا جزء لا يتجزأ منا مثلاً أغنية (سكة مدرستنا) كنا لحظتها بنات صغار يحس بنا الشاعر ويعبر عنا، فكل شاعر من الذين يكتبون لنا نصوصاً يكتبونها بإحساس يتوافق مع إحساسنا مثلاً (حلوين حلا) ولا تنسي أننا كنا نسكن في منطقة يمر بها أي إنسان في الذهاب والمجيء، وبالتالي لابد له من أن يدخل منزلنا فأصبحت العلاقة علاقة أسرية قبل أن تكون علاقة في الإطار الثقافي والفني ما وطد علاقتنا مع الشعراء والملحنين الذين يعتبر منزلنا منزلهم الثاني، ومن خلال ذلك احاطوا بنا إحاطة وضعتنا في الوضع الذي تركنا نظل خالدين في وجدان الأمة السودانية ولذلك لم نكن نطلب منهم كتابة نصوص بعينها، إنما هم يعبرون عنا من خلال اللقاء الذي يجمعنا بهم شبه يومياً، فالحلنقي كان يكتب لنا نصوصاً خاصة بالبلابل ولم يحدث أن قمنا باختيار نص من بين مجموعة نصوص غنائية كتبها الحلنقي أو أي شاعر من الشعراء الآخرين الذين كتبوا لنا أشعاراً، وعندما تعاملنا مع الاستاذ عبدالباسط سبدرات الذي كان وقتئذ في بدايته العملية في مجال المحاماة حيث غنينا من كلماته أغنية (تاتي) التي رددناها مرة واحدة في مسرح الاتحاد الاشتراكي بمناسبة عيد المرأة، وهي تتحدث في مضامينها عن التنشئة بكل مراحلها كما أنها تحتوي علي معاني وطنية، وكنا في تلك اللحظة صغاراً، ورغماً عن ذلك رددناها وسنرددها بمشيئة الله سبحانه وتعالي، فأنا احفظها نصاً ولحناً من ذلك التاريخ لذلك سنعيد ترديدها في الوقت المناسب.
هل ذلك الحب الجارف لبعضكن البعض هو سر نجاحكن في الحركة الفنية؟
قالت : بكل تأكيد فنحن والدنا رجل مسامح لدرجة لايمكن أن تتصورها.. درجة غير عادية.. ومن خلال ذلك التسامح كانت تنشئتنا في المنزل وهذه التنشئة قائمة علي أن لايكون هنالك خصام بيننا فمثلاً أنا وآمال قد نحتد في موضوع ما حتي أن ابنائي وابنائها يتفاجئون ويظلون يراقبون ما يسفر عنه النقاش.. ووسط تلك الأجواء قد اطلب منها أن تساعدني في الطباخة وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي أننا لانحمل في قلوبنا الإ كل الحب وبالحب استمرينا إلي أن وصلنا إلي هذه المكانة الكبيرة في قلوب الاخرين.. فالتسامح سمة من السمات الإنسانية التي يجب أن نعمل علي ترسيخها في دواخل كل الناس الذين عليهم أن يتذكروا أن المولي عز وجل يسامح فلماذا لا نسامح نحن البشر فلا يوجد علي وجه البسيطة إنساناً كاملاً، لذلك تسامحوا مع بعضكم البعض مهما كان الخلاف القائم بينكم، فنحن سبع بنات وثلاثة أولاد متسامحين مع بعضنا البعض لدرجة لا يمكن أن تخطر علي بالك وحتي عندما يختلف مننا اثنين لا يتدخل البقية في ذلك الخلاف لأنه مجرد ما تدخل طرف ثالث ستكون هنالك مشكلة، لذلك وإلى الآن علاقتنا في المحيط الأسري علاقة قوية ولاتشوبها أية شائبة.
بما أنك تتحدثين عن الشعراء الذين تعامل معهن البلابل، هل تختارن النص أم الشاعر صاحب الأسم في الحركة الفنية؟
قالت : الاختيار يتم من خلال النص وليس للشاعر الذي كتب النص فالشعراء الذين تعاملوا مع البلابل لا يأتون لنا بمجموعة نصوص غنائية نختار منها نصا بل يكتبون القصيدة المفصلة علي أصواتنا ثم يلحنها الموسيقار الكبير بشير عباس أي أن الأغنية تكون مكتملة الاضلاع الثلاثة النص واللحن و الأداء.
كيف تنظرين إلي تسمية محطة البلابل علي اسمكن في الحياة قبل الممات خاصة وأن الناس درجت علي التسميات بعد الرحيل؟
قالت : دعني أولاً أوضح شيئاً مهماً، وهو أننا كنا نقيم في مدينة ام درمان حوالي التسع سنوات ثم غادرناها إلى (أركويت) التي كانت آنذاك الوقت شبه خالية من المباني المعمارية، ولم يكن بها الكهرباء أو الماء، فنحن كنا لكي نصل إلى منزلنا المجاور إلى منزل الأستاذ مصطفي أمين (وكالة سونا للانباء) وكان جميلاً فيعتقد الناس أنه منزلنا، المهم أن سور ذلك المنزل كان لونه أبيضاً، وكنا ننزل من المركبات العامة قصاد ذلك المنزل حتى نستطيع معرفة منزلنا، ومن ساعتها تمت تسمية تلك المحطة باسم (البلابل)، كما أنه هنالك شارع البلابل الذي تحول فيما بعد إلى شارع (عبيد ختم)، وأيضاً هنالك شارع (الفردوس)، وهكذا ستجد هنالك صيدلية البلابل، مخبز البلابل، مكتبة البلابل، مطعم البلابل كلها تسميات استثمارات لا علاقة لنا بها سوي أنهم أحبوا البلابل فاطلقوا الأسم علي محلاتهم التجارية ونحن سعداء بذلك.
ما تقييمك للثنائيات التي ظهرت بعد تجربة البلابل؟
قالت : حتى تستمر الثنائيات لابد من أن يكون بينهما الحب حتى لا تدخل الغيرة في احدهما وهي الصفة التي لم تعرف طريقها إلي البلابل نهائياً فلا يمكن أن تغير آمال أو حياة مني أو أن أغير أنا منهما مهما كانت الدواعي والأسباب فنحن نغير علي بعضنا البعض.
من هي التي تحمل صوتاً مميزاً من بينكن؟
قالت : كل واحدة من البلابل عندها لون وطعم خاص مثلاً آمال اعجوبة في صوتها وحياة صوتها قوي وأنا أساساً صوتي في طبقة (الالتو) أي أنني لدي البحة.
من الذي أكتشف البلابل على أساس أنكن يمكن أن تغنن ثلاثياً ؟
قالت : أولاً لابد للإنسان أن يكتشف الموهبة التي تسكن دواخله باعتبار أنه قادر على معرفة أين تكمن مساحات الجمال، وأين تكمن مساحات القبح؟، وعليه أقول وبصراحة شديدة (البلابل) ما في زول أكتشفهن، ولكن الأستاذ إبراهيم الصلحي كان لديه برنامج (بيت الجالوص) الذي استضاف فيه والدنا وكنا وقتها أنا وآمال وحياة صغار غنينا في ذلك البرنامج غناء هندي وإنجليزي ورقصنا (جيركي) على أساس أننا لدينا مواهب، إما في برنامج الأستاذ حمدي بولاد الذي يحمل عنوان (تحت الأضواء)، وكنت في كل مرة أقول له إنني أريد أن أغني، وكان هو بدوره يتصل عليّ ويقول : (يا هادية تعالي سجلي)، فكنت أقول : (خليها الاثنين القادمة)، فالبرنامج يبث في ذلك اليوم من كل أسبوع، إما قصة أننا أصبحنا البلابل فهي بدأت منذ أن كنا في الفنون الشعبية التي يعرفنا فيها الفريق جعفر فضل المولي المعرفة الحقة، فأول أغنية رددناها كانت (الجنيات بشروا) التي كان يفترض أن يسبقنا عليها ثنائي النغم، وعندما حان تسجيلها بالإذاعة السودانية لم يحضرن في وقت التسجيل ما أغضب الموسيقار بشير عباس الذي ذهب إلى الفريق جعفر فضل المولي، وقال له : ثنائي النغم غابن عن تسجيل الأغنية بالإذاعة، فقال له : (يا بشير بنات طلسم ديل داير اوديك ليهم عشان تسمعهن، فهن أصواتهن جميلة)، وبالفعل آتي به الراحل سليمان داوؤد، وهو كان متخصص في المكياج بالتلفزيون القومي إلى منزلنا، وكان يفترض أن نغني أغنية (البنيات بشروا) أنا وشادية وآمال، فيما كانت شقيقتنا حياة صغيرة تتابع تحفيظنا للأغنية، وهي كانت سريعة الحفظ، وعندما اقتنع بأصواتنا قرر أن يسجل لنا الأغنية بالإذاعة، فما كان من حياة إلا وطلبت منه أن يضمها معنا، فقال : خلاص يا شافعة أنتي حافظة، وكان أن ذهبنا إلى الإذاعة وسجلناها، ولكن بعد التسجيل مباشرة اعطانا الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله أغنية (مبروك يا بلد)، المهم أنها أيضاً تم تسجيلها، ولكن كانت المشكلة في الأسم الذي تذاع به الأغنيتين فاقترح بشير عباس أسم (العصافير) فيما كان الراحل علي المك يقف بالقرب منا فقال : العصافير تغرد ولا تغني، لذلك سموهن (البلابل)، وكان أن تمت إذاعتهما بالبلابل فسري علينا الأسم منذ تلك اللحظة، وهكذا حدثت شهرتنا، وبعد هذين الأغنيتين كانت أغنية (خاتم المني) وغيرها من الأعمال الغنائية التي ألفها لنا عدد من الشعراء.
هل يتضايق البلابل من ترديد الفنانين الشباب لاغنياتكم؟
 قالت : لا نتضايق
ما هو الأثر الذي يتركه حفظ أغانيكم بما فيهم الاجيال الجديدة التي لم تشهد ظهوركن في الحركة الفنية؟
قالت : أنتم لا تحسون بالمتعة التي نحس بها عندما يغني لنا الناس، فهي متعة ما بعدها متعة، ما يعني أنها محلقة في سماوات الإبداع بصورة تقودنا إلى الاعزاز والافتخار، لذلك أنا دائماً ما أرسل لهم من المسرح (قبلات).
ماذا عن الاتجاه إلى المشاريع الإنسانية للفقراء والمساكين واليتامي وأطفال السرطان وغيرهم؟
قالت : نحن بدأنا الاتجاه إلى هذه الجوانب الإنسانية من خلال منظمة (البلابل) الخيرية، وهي تعمل منذ العام 2009م، وفي ذلك العام جاءتنا مجموعة متطوعة تريدنا أن نحي لهم حفلاً جماهيرياً لدعم الأطفال والأمهات المصابين بمرض المناعة المكتسبة (الإيدز)، وكان أن التقيت بهم فاكتشفت أنهم يريدون الظهور على حساب العمل الإنساني، ونحن عندنا منظمة ، لذلك سجلت زيارات ميدانية وشاهدت بأم عيني ما يمكن أن يتم عمله في هذا الإطار، وكان أن غنينا حفلاً نهارياً في قاعة الصداقة بالخرطوم حتي يكون الدخل كبيراً برعاية إحدي شركات الاتصالات وكان أن نجح الحفل، وظللنا نعمل لصالحهم من أجل أن يتمكنوا من شراء اللبن للأطفال، كما أننا غنينا في دار العجزة والمسنين (حجوج).
وماذا عن الأجهزة الإعلامية من تجربتكم الإنسانية؟
قالت : رفضنا أن يكون هنالك أجهزة إعلامية في أي عمل إنساني نود أن نطرحه لخدمة من هم في حاجة إليه حيث أننا غنينا لدار العجزة والمسنين ولا أنسي ذلك اليوم الذي جاءتني فيه إمرأة من المسنات واحتضنتني بحميمية لم أشهد لها مثيلاً في تعبير منها للإحاسيس والمشاعر التي اجتاحتها في تلك اللحظات التي كنا نغني فيها.. إذ أنها كانت تزغرد بتواصل دون إنقطاع وهي تقدمنا للخروج من الدار فأنا شعرت بها في تلك الأثناء أنها تعبر عما يجيش في دواخلها بصورة هيستيرية وكانت تمسك بي وأمسك بها وما أن مر علي ذلك دقائق إلا وأصبحت تبكي وهي تقول : ( تعالوا لينا تاني ) بينما ظللت أنا ابادلها المشاعر الصادقة وقلت لها : حاضر سوف آتي إلي زيارتك مرة آخري.
وعن أسباب الإنقطاع عن العمل الإنساني؟
قالت : صادف الفترة الزمنية التي أشرت لها أن زوجي كان مريضاً، فسافرت إليه حتى أقف بجانبه إلى أن يتماثل للشفاء إلا أن السفر أمتد تقريباً إلى العام والنصف، ومن ثم توفاه الله سبحانه وتعالي، وعدت من هناك إلى السودان، وقمنا بتجديد عمل المنظمة الإنساني.
متي تتساقط دموع البلابل؟
قالت : دموع الفرح يمدنا بها الناس، إما دموع الحزن فأنها تسيطر علينا عندما نفقد إنساناً عزيزاً علينا ورغماً عن ذلك ايماننا قوي بالله سبحانه وتعالي.
كيف تنظرن إلي ظلم الإنسان إلي أخيه الإنسان؟
قالت : الظلم لايبكي إنما هو يقتل نعم يقتل.
هل أنتن تعرضتن لفتن كثيرة؟
قالت : نعم ولكن نحن متكاتفين كأسرة .


الاثنين، 19 نوفمبر 2018

ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻮﺍﺭﺍﺗﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ الأسطورة ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ (2)

.....................
أشهر زيجاتي من زوجتيي السابقتين (نجوي العشي) و(حنان بلوبلو)
....................
الحوت يبشر بالقصير (معتز صباحي) ويصفه بالفنان الممتاز
....................
التقاه : سراج النعيم
...................
يعد اﻵﻑ الشباب العدة لإحياء الذﻛﺮﻯ الخامسة للأسطورة ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، والتي توقع لها بعض المراقبين أن تشهد عدداً كبيراً من جماهيره الشبابية فى الخرطوم، وبعض الولايات السودانية التي كون فيها معجبيه روابط منذ رحيله قبل سنوات وسنوات، ويعتبر هو نقطة ﺗﺤﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لأنصاره.
فيما وجه البعض من جماهير (الحواتة) نقداً لبعض الجهات لتجاهلها أحياء ذكرى الحوت السنوية، وظلوا يسعون إلى إحياء ذكراه والعمل على إنشاء متحف وجمعيات خيرية تواصل الأعمال الإنسانية التي كان الراحل يقوم بها في حياته من أجل المحافظة على الإرث والتراث الذي يحتوى على مقتنياته وتراثه الغنائي الخالد في ذاكرة المتلقي.
تبقي ظاهرة الحوت الفنية والإنسانية ظاهرة فريدة فى نوعها باعتبار أنه فنان وإنسان ترك بصمته فنية وإنسانية خالدة فى وجدان الشباب الذين أحبوه فبادلهم الحب بأعمق منه رغماً عن أن تجربته من التجارب المحيرة للقائمين على أمر الحركتين الثقافية والفنية، واعتبره الكثير منهم لغزاً محيراً رغماً عن بعض المحاولات التحليلية ما بين الفينة والأخرى، ورغماً عن رحيله إلا أنه خلد اسمه في دنيا الفن الذى أطل فى مشهده بعد أن فقدت الساحة الفنية عمالقة الأغنية السودانية، إما بالموت أو الهجرة لخارج البلاد، وفى ظل ذلك تمكن من أن يتسيد الحركة الفنية ﻭﺣﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ من الجنسين.
ومن خلال صداقتي ببعض المتعهدين عرفت أن الحوت الأعلى دخلاً وحضوراً في حفلات الشباك خاصة تلك التي تقام في نادي الضباط بالخرطوم، فكان من البديهي أن يتصدر قائمة الفنانين الجماهيريين، مما جعل أخباره تتصدر مانشيتات الصحف السيارة، مما قاد شخصيته إلى أن تكون ﺣﺎﺿﺮﺓ في المشهد الفني على اختلاف الوسائل الإعلامية والمواقع الاسفيرية ومواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات والمنتديات الإلكترونية والثقافية بالأندية الخرطومية، بالإضافة إلى مجالس المدينة رغماً عن غيابه جسدياً، إلا أنه خالد فى الأذهان الشبابية، وأهل الشأن والاختصاص فهو امتداد طبيعي لعمالقة الفن السوداني أصحاب التجارب الفنية الجميلة خاصة تجاربه التي شكل بها ثنائيات مع كبار الشعراء والملحنين، واستطاع من خلال ذلك أن يخلق لنفسه مدرسة ميزته عن أقرانه، ثم اتجه إلى تشكيل ثنائيات مع شعراء وملحنين شباب اشتهروا بالإرتباط باسمه الذى نحته بإبداعه فى سماء السودان، وتمكن بهذا التنوع من إبراز معالم ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ المميزة بالرغم من النقد السالب للتجربة، مما فرض على شركة (البدوي) للإنتاج الفني أن توقع معه عقداً اتفاقياً على طريقة شركات الإنتاج الفني العالمية، وظل على هذا النحو على مدى سنوات، وعندما تم بيع الشركة للسناري كان الحوت من ضمن الصفقة التي تمت بين الشركتين قبل أن تتعرض شركات الإنتاج الفني للانتكاسة بسبب (القرصنة) التي كانت تتم للألبومات المنتجة والموزعة في سوق الكاسيت، وبالتالي أصبح الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الأكثر طلباً، وحاول الكثير من الشباب تقليده إلا أنهم سرعان ما يحالفهم الفشل الذريع للصوت المميز الذى كان يتمتع به الحوت ﻭﺧﺎﻣﺘﻪ الصوتية اﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، فأضحى يدر على الشركات عائداً مادياً، فيما كان هو مهموماً بالتوثيق لتجربته، وبهذا الفهم المتقدم فتح الأبواب مشرعة أمام أصوات شبابية، وقف إلى جانبها وسخر لها كل إمكانياته، وكانت النتيجة أنه لم يشد بأى منها سوى الصوت المميز معتز صباحي الذى ظل يبشر به في كل لقاءاته الصحفية والتلفزيونية وآخرها عبر الفضائية السودانية.
ومن خلال حواراتي معه سألته من هو الفنان محمود عبدالعزيز وأين كان الميلاد والنشأ؟
قال : أنا محمود عبد العزيز محمد علي ابنعوف ولدت يوم الإثنين الموافق 16-10-1967م بمستشفى الخرطوم التعليمي، ثم نشأت وترعرعت في حى (المزاد) ببحري في أسرة بسيطة.
واستطرد : بدأت مشواري الفني منذ نعومة أظافري، وذلك من خلال الحشيان الثلاثة واستطعت عبرهم إبراز موهبتي التمثيلية والغنائية، وقد حزت بهذا الأداء على إعجاب الرئيس الراحل المشير جعفر محمد النميري الذى قلدني وشاح فى العام 1975م بعد مشاركتي في حفل الكشافة البحرية بالخرطوم.
واسترسل : احترفت الغناء فى العام 1987م بعد أن التحقت بمركز شباب الخرطوم بحري.
وحول كم سنواته فى الحركة الفنية؟
قال : امتدت لأكثر من (25) عاماً قدمت من خلالها عدداً من الأغاني الموثق لها عبر الألبومات وأشهرها البوم (سكت الرباب)، (نور العيون)، (ما تشيلي هم)، (برتاح ليك)، (شايل جراح)، (ساب البلد)، (اكتبي لي)، (الحنين) و(خوف الوجع).
وماذا عن زيجاتك؟
قال : تزوجت عدة مرات وأشهر زيجاتي كانت من زوجتي نجوي العشي والفنانة حنان بلوبلو ولي عدد من الأبناء أشهرهم التوأم حاتم وحنين.
كيف عشت طفولتك؟
قال : كانت طفولة عادية طغي عليها حنان الأسرة وبرعاية كريمة من جدي الحاج محمد طاهر والد والدتي.
ما هو العام الذي لفت فيه أنظار الجماهير نحوك؟
قال : في العام 1974 كنت امثل للمقربين مني وهم من زاملوني في روضة (الحرية) بحي المزاد بالخرطوم بحري ثم واصلت التحصيل الأكاديمي بالالتحاق بمدرسة الحرية الابتدائية، وهذه الفترة شهدت نمو موهبتي في التمثيل، وبداية المشوار الفني وفي تلك الأثناء انضممت للتلفزيون مشاركاً في برنامج جنة الأطفال وهناك التقيت بالأصدقاء يوسف عبد القادر، عفاف حسن أمين وآخرين، وحينها حظيت بإشادة من الممثل الكبير محمد شريف بعدها شاركت في مسرحية أمي العزيزة.
كيف كانت بدايتك الفنية ولمن من الفنانين بدأت تغني؟
قال : بدأت ممارسة الغناء بأغنيات الفنانين الذين سبقوني منهم علي سبيل أحمد المصطفي وصلاح بن البادية وحمد الريح ونجم الدين الفاضل وآخرين، لا يسع المجال لذكرهم جميعاً، وكان عمري وقتئذ لم يتجاوز بضعة سنوات وظللت أمضي علي هذا الخط إلي أن سنحت لي فرصة الإطلالة علي الجمهور في إحتفال المجلس الريفي سابقاً محلية الخرطوم بحري حالياً حيث غنيت في تلك الاحتفائية بمصاحبة كورس، وكان أن صفق لي الحضور، ومنحت جائزة من السيد المحافظ آنذاك دفاتر المدرسية، أقلام، زى المدرسي وحافز مالي.
وماذا عن مشاركتك؟
قال : في أواخر العام 1975 شاركت في حفل الكشافة البحرية الذي حضره رئيس السيد الرئيس الراحل المشير جعفر محمد النميري، والذي لم يخف إعجابه بي وقلدني وشاح الكشاف الأصغر بعدها واصلت نشاطي الفني الذي أصقلته بالالتحاق بقصر الشباب والأطفال قسم (الدراما) الذي زاملت فيه رفيق الدرب المبدع الراحل مجدي النور.
كيف التحقت بمركز شباب الخرطوم بحري ؟
قال : عندما التحقت بالمركز وجدت أمامي الموسيقار عبد الله كردفاني وعبد الواحد البدوي وإبراهيم أبو عزبة وصديق أحمد والشقيقين الشيخ وحسن بن البادية والدكتور مهدي مصطفي الحميدي وبمساعدتهم بدأت تجربتي الفنية إلي أن استمع إليّ شيخي الفنان صلاح بن البادية الذي لم يخف إعجابه بصوتي مقدماً لي في نفس الوقت النصح والإرشاد والرعاية الكريمة من واقع أواصر الصداقة التي كانت تربطني بابنيه الشيخ وحسن لذلك ظللت أقول في كل لقاءاتي الفنان صلاح بن البادية شيخي وأنا حواره الذي أخذت منه أول طريق إلى حفل غنائي كانت تصاحبني فيه الفرقة الموسيقية المؤلفة من الكردفاني، إسماعيل عبد الجبار، حسن، إبراهيم أبو عزبة، قرقور، الشيخ صلاح، سعد، علي عبد الوهاب ، دكتور مهدي الحميدي، وهي ذات المجموعة التي كونت لاحقاً فرقة (النورس).

القصة المثيرة لسيدة اصطادها مجرماً إلكترونياً عبر (الفيس بوك)

...........................
كشف الداعية الإسلامي محمد هاشم الحكيم تفاصيل وقوع سيدة فى فخ الابتزاز الإلكتروني حيث تم اصطيادها عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك).
فيما كتب الزوجة الضحية ذهبت بكل براءة إلى عنوان منزل بالخرطوم باعتباره محلاً تجارياً لبيع الملابس الحديثة بأسعار رخيصة ، وذلك بعد أن تعرفت عليهم عبر (الفيس بوك)، وعندما وصلت للمكان تم استقبالها من قبل حسناوات عرضن عليها أزياء حديثة بما فيها ملابس نسائية للنوم بسعرٍ زهيد الأمر الذى جعلها تدخل غرفة لقياس الملابس، والتي بدلت فيها ملابسها وارتدت الأزياء موضوع الجريمة الإلكترونية، حيث كانوا يضعون فى الغرفة كاميرات لكي تلتقط مشاهد من جسد السيدة.
وأضاف : المهم أن السيدة الضحية خرجت من مكان تغيير الملابس ليبدأ معها الابتزاز بمقطع الفيديو الذى صور لها، والذى تم من خلاله (دبلجة) صوت رجل فى إشارة إلى أنه يتحدث معها أثناء استبدالها ملابسها، إذ أنه أطلق فى تلك اللحظة عبارات رومانسية، وهو يتحدث على أساس أنه يخاطبها، وعلى ذلك النحو تم ابتزازها بأن تدفع مبلغ مالي كبير، وفى حال عدم تنفيذها ذلك، فإنها مهددة بإرسال مقطع الفيديو خاصتها إلى زوجها، ومن ثم نشره عبر الموقع العالمي (اليوتيوب)، كما أنهم طالبوها بإحضار نساء أخريات لذات المكان.
كانت الضحية قد استفتت الداعية الإسلامي الشيخ محمد هاشم الحكيم في أمرها، والذي نشر قصتها بغرض أخذ العظة والعبر، والذي حذرها بدوره من أن تستجيب لهذا الابتزاز، ودعاها لفتح بلاغ لدى شرطة أمن المجتمع.
بينما حذر الحكيم النساء من مغبة الوقوع فى فخ المجرمين الإلكترونيين الذين ينصبون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإن إنتفت الشبهه فى بعض العروض التي يجب أن تصطحب معها المرأة المحرم، وأن لا تذهب لأي مكان مجهول لوحدها.

(حمادة عباسية) يكشف أسباب القاء شرطة أمن المجتمع القبض عليه

أثار المطرب الشاب محمد جبريل الشهير بـ(حمادة عباسية) بعد أن أخلت السلطات الرسمية سبيله وذلك بعد التحقيق معه فى خلل متعلق بتصديق حفل عيد ميلاد بالخرطوم.
وقال عباسية : (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة، وأسعد الله أوقاتكم فى البدء أنا محمد جبريل (عباسية) أود أن انوه إلى أن الإجراءات القانونية المتخذة فى مواجهتي لم تكن بسبب أغنية أرددها كما أشيع بين الناس وتداولته وسائط الميديا الحديثة، بل السبب يعود إلى خلل في تصديق حفل عيد الميلاد الذي شاركت فيه في الأيام القليلة الماضية).
بعد فراغ المطرب حمادة عباسية من التحقيق الذى أجرته معه شرطة أمن المجتمع وإطلاق سراحه، فاجأ جمهوره بأغنية جديدة تحمل عنوان (سعادتو).
من جهتها حظيت الأغنية بتفاعل منقطع النظير من معجبي المطرب حمادة عباسية.

(نيجيري) أسطورة أغاني الزنق : لن أعود لدراسة الطب

....
وضع العازف المعروف (نيجيري) خلال لقاء جمعه بالدكتور محمد أحمد فى مشوار على تطبيق (كريم تاكسي) عن تفوقه في الدراسة عندما كان طالباً وزاد على ذلك بأنه كان من أوائل مدرسته.
وبحسب الحوار فإن نيجيري أشتهر باسم أسطورة (الزنق) نسبة للصولات التي يقوم بتركيبها على جهازه، والتي أثارت جدلاً واسعاً وجعلته عرضة للانتقادات التي رفضها.
وقال : البعض يقول إن الموسيقي التي أقدمها (هابطة) لكن أنا لست فنان بل عازف، ولا يمكن أن أجبر فنان على ترديد أغنيات معينة.
وأضاف : أرفض العودة للدراسة حتى لو كانت فى مجال الطب بسبب الظروف التي يمر بها الأطباء من دفعته.
وبحسب (الدار) فقد أكد العازف المثير للجدل أن ما يتقاضاه أكبر من مرتب موظف يمكن يصرف له في الشهر.

..................

الدكتورة (مها جعفر) سفيرة صناع التغيير فى الأمم المتحدة

....................
كتب الموقع الرسمي للأمم المتحدة (un arabicl) عبر (التويتر) بحسب ما قرأ محرر (الدار) : مها جعفر ضيفة الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي للتسامح، مشاركة في حملة (creatorsforchange) وسيعرض عملها الذي يحمل اسم (salimmik) فى مقر الأمم المتحدة بـ(نيويورك) الأمريكية.
بعد أن صنفها الموقع العالمي الشهير (يويتوب) ضمن لائحة (27) من صناع المحتوى فى العام 2018م والذى أطلق عليهم صناع التغيير والسفراء ليقوموا بإنتاج أعمال التوعية حول قضايا اجتماعية تعزز من مفهوم التسامح وتحارب العنصرية وتكسر الصور النمطية لأي بلد أو ثقافة.



الأحد، 18 نوفمبر 2018

بالصور.. القصة المؤثرة لسودانية عالقة على الحدود السورية التركية
























أم محمد : طلقنى زوجى السوري بعد التحاقه بـ(الجيش الحر) معارضاً
.......................
تقطعت بي السبل مع أبنائي بدار الأرقم ببلدة (أطعمة) شمال محافظة (أدلب)
......................
وقف عندها : سراج النعيم
.....................
أصبحت ظاهرة زواج السودانيات من السوريين تلقي بظلالها السالبة على الأسر والمجتمع، ورغماً عن رفضها من بعضها إلا أن هنالك اصراراً من بعض الفتيات بقبول ذلك الزواج وفقاً لرؤيتهن أنه يحقق لهن أحلامهن الضائعة، فماذا حدث مع بعض السودانيات اللواتي خُضن التجربة التي أفرزت قصصاً مؤثرة خاصة فى مناطق النزاع السورية وتحاول الزوج السودانية يسرية العالقة هناك الهرب من أتون الحرب، ولكن لا سبيل أمامها سوى معبر (باب الهوى) على الحدود السورية المتاخمة للحدود التركية.
فيما تقطعت السبل بالمواطنة السودانية (أم محمد) مع أطفالها الأربعة فى دار الأرقم ببلدة (أطمة) القريبة من الحدود التركية شمال محافظة (إدلب)، بعد أن قدمت سابقاً إلى سوريا مع زوجها الذي كان يعمل في شركة عقارات بالعاصمة السودانية (الخرطوم) إلى محافظة (حلب) السورية قبل اندلاع الثورة، وبعد عدة سنوات انفصلت عنه لتجد نفسها وأبناءها دون منزل، وهنا بدأت رحلة المعاناة والتنقل من مكان إلى آخر، بينما أوضح مخيم (أطمة) للنازحين أنه يواجه صعوبات لحل مشكلتها بسبب انتهاء مدة جواز سفرها وعدم تسجيل ولدها الأصغر رسمياً فى دوائر النفوس حيث لم تستطع العودة إلى السودان رغم مراسلة سفارة بلادها عن طريق مؤسسة خيرية أكثر من مرة دون رد.
وفي السياق وقفت (الدار) على القصة المأساوية للسودانية (يسرية عبد الكريم محمد هنو علي)، البالغة من العمر أكثر من (34) عاماً، سودانية كانت متزوجة من سوري، ولها منه أربعة أبناء، من بينهما طفلتين مقيمتين بمحافظة (إدلب)، وتمران بظروف إنسانية (قاهرة)، وهي تقطن فى مخيمات (أطمة) السورية فى أقصى ريف (إدلب) الشمالي خاصة بعد أن طلقها زوجها السوري (زكريا محمد صلاح الدين شكوني)، والذي تزوجها فى 18 ديسمبر من العام 2008م بشهادة كل من (عبد الكريم بشير محمد) و(حسن دكم آدم الطاهر)، من خلال وثيقة زواج بالرقم (73331) صادرة عن الشيخ (حامد بابكر علي).
وقالت : وصلت إلى سوريا عن طريق مطار (دمشق) الدولي برفقة زوجى سابقاً فى العام 2011م، وكان الهدف زيارة أسرة زوجي فى منطقة (تل حدية) بريف (حلب) الجنوبي وبعد مرور شهرين من استقرارنا فيها انتهت فترة الزيارة لـ(سوريا)، وعليه كان يفترض عودتنا إلى السودان إلّا أن أهل زوجي رفضوا الفكرة وأصروا على بقائنا معهم، ووضعوا أمامي خيارات صعبة جداً، وهي البقاء معهم فى سوريا برفقة أطفالي أو الرحيل منها إلى السودان بدونهم، فكان خياري أن لا أترك أبنائي ورائي مهما كلفني ذلك الأمر، فكان أن عشت معهم مرغمة أربع سنوات كاملة، وبعد هذه الإقامة فى سوريا ساءت أوضاعي جداً، وبدأ قصف نظام (بشار الأسد) يستهدف المنطقة التي أقطنها، مما أدى إلى تهدم منزلي نتيجة القصف فى العام 2015م الأمر الذى اضطرني للنزوح من منطقة (تل حدية) إلى مخيمات قرب بلدة (الدانا) شمال مدينة (إدلب)، وعشت فيها برفقة زوجي لمدة سنة إلى أن تم الانفصال (الطلاق)، وما أن طلقني زوجي (زكريا) إلا وانخراط ضمن القوات المعارضة للنظام جندياً فى (الجيش الحر).
وأردفت : المهم أنني واصلت رحلة النزوح من شمال (إدلب) إلى منطقة (المسطومة) جنوب (إدلب)، وذلك بحثاً عن عمل لتأمين لقمة عيش كريمة لأطفالي الأربعة، وكان أن عملت فى تنظيف المنازل وبيع الأزياء (المستعملة) لفترة من الزمن، دون أن أفلح فى تأمين المصروف الكافي لي ولأبنائي الأمر الذى جعلني ألجأ إلى منظمة (إقرأ الخيرية) فى منطقة (أطمة) الحدودية مع تركيا، فكان أن منحوني منزلاً، وسجلوا أطفالي في المدارس، ومع هذا وذاك حاولوا جاهدين طوال استقبالهم لي التواصل مع الحكومة السودانية وقنصلية بلادي من أجل مساعدتي بالوصول لأسرتي، بيد أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل الذريع.
وفيما كان (عاطف عبدالكريم هنو على) قد وضع على منضدة (الدار) قصة شقيقته (يسرية) قائلاً : إن القصة بدأت منذ اللحظة التي شاهد فيها الزوج السوري (زكريا) شقيقتي في منزل شقيقتها بمنطقة (سوبا)، ثم طلب يدها للزواج في العام 2008م، وظلت هي وزوجها يقيمان معنا في منطقة (اللعوتة) بولاية الجزيرة، إلى أن أنجبا طفلتين هما (فاطمة) و(آمنة).
وتابع : كان زوج شقيقتي السوري يعمل فني ميكانيكا في الشاحنات بـ(سوبا) التي بدأ منها التعرف على شقيقتي (يسرية)، وذلك من خلال شقيقتي وزوجها السوداني الذي يعمل معه السوري وقتئذ، وعندما شاهد (يسرية) وجه سؤاله إلى زوج شقيقتي السوداني : (هل شقيقة زوجتك متزوجة أم لا)؟ فرد عليه مؤكداً أنها غير متزوجة، فأردف قائلاً : (أرغب في الارتباط بها على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم)، فما كان منا إلا وسألنا عنه فجاءنا الرد بأنه من مدينة (حلب) السورية، وأنه إنسان خلوق، بالإضافة إلى أن زوج شقيقتي السوداني زكاه لنا، مؤكداً أنه ذو أخلاق عالية، ثم قبلنا به زوجاً وكل هذه الصفات اكتشفناها لاحقاً بعد أن عاشرناه، فوجدنا أنه إنسان مهذب وهادئ، وبالتالي تم الزواج فى منطقة (اللعوتة)، واستمر مقيماً معنا في منزلنا بولاية الجزيرة وسط السودان حوالي (5) سنوات، ثم قال بعد ذلك أود أن أشد الرحال مع زوجتي وبناتي من السودان إلى سوريا، وكان ذلك قبل الحرب مؤكداً أن سفره بغرض زيارة أهله وتعرفهم على زوجته وأطفاله، ثم يعود بعد ذلك إلى السودان، ما حدا بي أن استخرج لهم الجنسيات السودانية من محلية (الكاملين)، ثم أكمل الزوج السوري بقية الإجراءات إلى أن سافروا وظلوا يتواصلون معنا عبر الاتصالات الهاتفية والرسائل في فترات متباعدة، وخلالها كانت شقيقتي (يسرية) تؤكد أنها وأطفالها في مدينة (حلب)، كما أنها تشير إلى أن (الشبيحة) يداهمونهم ما بين الفينة والأخرى، إلا أنهم عندما يبرزون جوازاتهم السودانية ينصرفون عنهم دون أن يمسوهم بمكروه، وكانت شقيقتي تؤكد بأن الأوضاع في سوريا صعبة جداً من حيث الحركة والمعيشة، ولم تكن الصورة على نحو ما يحبون، فطوال السنوات الماضية يسمعون أصوات الأسلحة الثقيلة والقصف المتواصل.
وحول كم مضى عليها في سوريا؟
قال : (4) سنوات.
ماذا عندما تشاهدون الحرب السورية عبر نشرات الأخبار وأن القصف يشتد يوماً تلو الآخر؟
قال : نجري اتصالاتنا بشقيقتي للاطمئنان فيأتي إلينا الرد من الطرف الآخر مؤكداً أنهم بخير، كما أنها تراسل شقيقتها المتزوجة أيضاً من سوري تقيم معه بمدينة كسلا شرقي السودان.
فيما تعود جذور (يسرية) إلى ولاية الجزيرة- محافظة (الكاملين)- محلية المسيد قرية (ودعيسى- اللعوتة)، سافرت إلى سوريا بعد الزواج واستقر بها المقام في محافظة (ﺇﺩﻟﺐ) المحافظة العالقة بها ﺷﻤﺎﻝ سوريا ﺑﻴﻦ ﺧﻄﻲ ﻃﻮﻝ 36.10 ﻏﺮﺑﺎً ﻭ 37.15 ﺷﺮﻗﺎً ، ﻭﺧﻄﻲ ﻋﺮﺽ 35.10 ﺟﻨﻮﺑﺎً ﻭ 36.15 ﺷﻤﺎﻻً. بينما ﺗﻌﺪ محافظة (إدلب) ﻣﻌﺒﺮﺍً ﻟﻠﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺎً ﻣﻬﻤﺎً ﻟﻠﻘﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻋﺒﺮ ﻣﻌﺒﺮ (ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻬﻮﻯ) ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻱ، المعبر الوحيد الذي يمكن أن تخرج من خلاله (يسرية) وطفلتها ويبعد (ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻬﻮﻯ) ﻋﻦ (إﺩﻟﺐ) 43 كلم.
من جانبها، ﺑﺪﺃﺕ قصة السيدة (يسرية) وأطفالها مع المعاناة بسوريا بعد أن طلقها زوجها ،فهي تضطر إلى أن تساهر الليالي لرعايتهم التي تظل مستيقظة معها رعباً من أصوات الأسلحة الثقيلة. وكشف المصدر بأن (يسرية) وأطفالها تعيشون ظروفا إنسانية قاسية جداً وينتظرون مصيرا مجهولا.
وأبان أنه ليس أمام أسرة (يسرية) لإعادتها غير السفر إلى تركيا لأن المعبر الوحيد هو معبر (باب الهوى).
وأشار المصدر إلى أن (يسرية) فقدت الاتصال بأسرتها في السودان نسبة لظروف الحرب الدائرة في سوريا منذ أن تزوجت وإلى هذه اللحظة.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...