الأحد، 3 يناير 2021

على خلفية ظاهرة (حفلات الطلاق).. فنان شاب سوداني تهدده أسرة تشادية بـ(الكلاشات) و(المسدسات).. دقلة : (حفلات الطلاق) تعود لـ(غبن) البيهقي : أرفض الغناء لـ(مطلقة)





ارجع عدد من السيدات والفنانين انتشار ظاهرة (حفلات الطلاق) إلى افتقار السيدات المطلقات لعقل واعٍ يقدس العلاقة الزوجية بعيداً عن الخلافات الأسرية، وقطعاً الخلافات تقود الزوجين للانفصال الذي يصبح وحده الحل الصحيح، وما أن يحدث الطلاق إلا وتعمد بعض السيدات إلى إقامة (حفلات الطلاق)، وسيما فإنها تؤثر تأثيراً (سالباً) و(سيئاً) في نفسيات الأبناء، الزوج، الزوجة، والأسرة، كما أنها لا تفسح المجال للأهل والأصدقاء للتدخل لتقريب وجهات النظر بين الطرفين لإعادة الزوجين لـ(عش الزوجية) في المستقبل.
وفي السياق تري السيدة فاطمة بأن (حفلات الطلاق) أمر شخصي، ورغماً عن ذلك سبق لي وأن حضرت حفلاً إقامته احدي صديقاتي، ولاحظت خلاله أنها كانت ترتدي أزياء ملونة، وتعبر عن فرحتها بـ(الخلاص) من زوجها بصورة (هيستيرية)، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على أنها تسعي لخدش كبرياء زوجها السابق.
واسترسلت : ظاهرة الاحتفال بـ(الطلاق) تعود لعدم إدراك بعض السيدات المطلقات إلى أنه سلوك مخالف لـ(لشرع)، فالطلاق يحدث نتيجة اختلال في العلاقة الزوجية، وهذا الاختلال يكون سببه عدم الايفاء بمستلزمات المؤسسة الزوجية.
وأشارت ثريا محمد أحمد خبيرة علم النفس إلى أن ظاهرة (حفلات الطلاق) من الظواهر الدخيلة على المجتمعات الإسلامية، العربية والافريقية، ودائماً ما يكون سببها محاولة البعض مواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم الغربي، والذي يسعي لفرض عاداته، تقاليده وثقافاته لتغيير الأفكار من جيل إلى آخر، هكذا تنجرف بعض السيدات المطلقات نحو رغباتهن واهتمامتهن بتقليد المجمعات الغربية، وذلك لاعتقادهن بأن الاهتداء بها يجعلهن يواكبن التطور الذي افرزته (العولمة) ووسائطها المختلفة.
فيما تقول الهام عزالدين : إن تدخل أسرة الزوجين في حياتهما له تأثير (سالب)، وربما يؤدي فيما بعد للانفصال (المبكر)، لذلك على الأسر الابتعاد عن المؤسسة الزوجية للأبناء في سنواتها الأولي، وأن لا تتدخل مهما احتدم الخلاف بينهما، فمعظم هذه الخلافات يكون منحصراً في أشياء بسيطة، ولكن أي تدخل من طرف ثالث يعمقها، خاصة وأن هنالك اختلاف في وجهات النظر من سيدة إلى آخري، ومن زوج إلى آخر، وربما يفتقر احدهما للصبر والحكمة، لذلك سيكون طريق الوصول لـ(لانفصال) ممهداً.
وأضافت : في كثير من حالات الطلاق تحتفل السيدة بالانفصال على أساس أنها حظيت بحريتها بعد خلافات مع زوجها ربما وصلت بها إلى أروقة المحاكم بغض النظر عن أن الطلاق (أبغض الحلال)، وتري الكثير من النساء بأن انفصالهن عن أزوجهن ميلاداً جديداً.
وقال وليد فني ساوند سيستم : أصبحت حفلات الطلاق (موضة) في بعض المجتمعات، واتذكر انني كنت في الجارة الشقيقة (تشاد)، وأثناء ذلك تعاقد معي المطرب السوداني (فرج الحلواني) على إحياء حفل، ولم أكن أعلم أن هذا الحفل خاصاً بـ(الطلاق)، عموماً توجهت معه وفرقته الموسيقية إلى مكان المناسبة إلا اننا وفي الطريق إليها تفاجأنا بأسرة الزوج المقيم بأمريكا تعترض طريقنا بالأسحلة النارية (كلاشات) و(مسدسات)، ولولا العناية الإلهية لكنا الآن جميعاً في اعداد الموتي.
وتابع : مما لا شك فيه، فإن فكرة الاحتفال بـ(ابغض الحلال) قابلتها المجتمعات بالرفض منقطع النظير، وقطعاً مثل هذه الظاهرة افرزها الغزو الثقافي والفكري الغربي، والذي تأثرت به المجتمعات لدرجة الوقوع في (المحرمات)، لذا السؤال كيف للمطلقات أن يحتفلن بهدم أسرهن؟.
بينما قالت ام زينة عبدالله الشين إعلامية في قناة (النصر) الفضائية : لا أتفق مع السيدات اللواتي يقمن (حفلات الطلاق)، لأن سلوكاً من هذا القبيل (حرام)، ومهما كان الشعور بالطلاق مؤلماً نفسياً.
وقالت وجدان عباس : احتفال السيدة المطلقة بـ(الانفصال) مرفوضة بغض النظر عن نظرة المجتمع السالبة للطلاق، وعلى المطلقة أن ترضي بما كتبه لها الله سبحانه وتعالى، وأن لا تحتفل بـ(الخلاص) من زوجها، وأن لا تحاول إظهار نفسها بأنها غير متأثرة بـ(الطلاق)، لأن محاولة اخفائه تفرز ما يعتمل في دواخلها مهما سعت لإزالة النظرة (الشفقة) بإقامة (حفل الطلاق).
وتري الدكتورة عائشة الليبية بأن الاحتفال بـ(الطلاق) سلوك (سالب)، ولا يمت للمجتمعات الإسلامية، العربية والافريقية بصلة، وذلك من واقع أنه سلوك منافي للعادات والتقاليد الإسلامية والعربية، ودائماً ما ينبع عن مشاعر شخصية، وهذه المشاعر الشخصية لا تقتصر على المطلقة وحدها، بل تمتد لتطال أطراف آخري في أسرتها والمجتمع، مما يؤثر ذلك سلباً في مؤسسة الزواج المشروع الإنساني المقدس، وهذه القدسية تفرض على السيدة قضاء شهور (العدة)، وهذه الشهور الهدف منها منح المطلقة فرصة زمنية لمراجعة صحة قرارها، ولكن عندما تحتفل بـ(الانفصال)، فإنها تقطع طريق العودة إلى زوجها مرة ثانية حتي ولو أنجبت منه أبناء.
وتنصح زبيدة عبدالرحمن الزوجات المطلقات بالابتعاد عن فكرة إقامة (حفلات الطلاق)، وأن يلتزمن التزاماً تاماً بـ(الشرع)، وذلك لقوله سبحانه وتعالى : (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
وتذهب عوضية أحمد في ذات الإطار قائلة : على الزوجة المطلقة أن التفكير بحكمة وتروي، وأن لا تفكر إطلاقاً في الاحتفال به، فلربما يسعي الأهل أو الأصدقاء للتوفيق بينها وزوجها السابق حفاظاً على مستقبل مؤسسة الزواج.
وقال الفنان أيمن دقله : ظاهرة (حفلات الطلاق) من الظواهر الدخيلة، لذلك لا يقابلها الناس والمجتمع، إما الفنان الذي يغني حفلات من هذا القبيل، ويعلم إلى ماذا ترمي، فإنه سيكون شريكاً أساسياً في انتهاك (الشرع)، إما إذا كان لا يعلم فلا غبار عليه، وبالتالي عني شخصياً لا أغني أي حفل يشجع على تأصيل الظواهر (السالبة) في المجتمع خاصةً وأن مثلها تقود الفنان وفرقته الموسيقية وفني الساوند سيستم (مكبر-صوت) للخطر، والذي ربما يصل إلى حد التهديد بـ(القتل)، وهو ما حدث لفنان سوداني في احدي حفلات (ابغض الحلال)، فالطلاق في حد ذاته خصوصية بين الزوجين، ويلجأ إليه الطرفين في حال نشبت بينهما خلافات، وتطورت لدرجة يستحال العيش في ظلها تحت سقف واحد، لذا يجب أن يكون الانفصال في هدوء، وبعيداً عن الانتقام والتشفي.
وأضاف : لاحظت انتشار الظاهر في عدد من الدول، وطرق اذني أنها بدأت تظهر في بعض المجتمعات الإسلامية، العربية والافريقية، لذا على الجميع محاربة الظاهر خاصة وأن (حفل الطلاق) قائم على (غبن)، وهذا الغبن ناتج عن الانفصال، والذي تعمل في ظله المطلقة إلى إرسال رسائل (سالبة).
وتابع : أعتقد أن ظاهرة (حفلات الطلاق) من الظواهر (القبيحة) جداً، والتي يجب الوقوف ضدها بغض النظر عن أسبابها.
وفي ذات السياق قال الفنان البيهقي خليفة حسن: أرفض أن أغني أي حفل لسيدة مطلقة، لأن (حفلات الطلاق) تهدف للانتقام الذي تنسي إطاره الزوجة أن الطلاق (أبغض الحلال) عند الله، وعليه تجدها تفكر في إظهار نفسها بعد الانفصال غير متأثرة إلا أن تصرفاتها، سلوكياتها وعباراتها تؤكد أن وضعها الذي كانت تعيش فيه لا يطاق، لذا تريد التعبير عما يجيش في دواخلها بصورة لا تتناسب مع الشرع، الناس والمجتمع.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...