السبت، 23 يناير 2021

*القصة الحزينة لطرد أم وأطفالها بأمدرمان.. (مريم) تروي تفاصيل مثيرة حول سكنها الشارع في برد قارص.. الدخان أدخلني في حالة غيبوبة وفوقت منها مشردة بلا مأوى.. في يوم الحريق نمت وأبنائي بالقرب من المقابر.. سكنت بعد الحريق تحت شجرة بشارع النيل بأمدرمان*



 

..... 

*جلس إليها : سراج النعيم* 

..... 

شب حريق بشكل مفاجيء في مسكن السيدة (مريم) بمدينة الشاطئ، وذلك بالقرب من قسم شرطة مدينة النيل بامدرمان، مما أدى إلى تشريدها وأبنائها البالغ عددهم خمسة أطفال، كما أن الحريق سجل خسائر كبيرة في المأوى الذي قضى عليه تماماً، مما اضطر (مريم) وأطفالها للنوم في يوم الحادث في الشارع العام ما بين مقابر مدينة (الشاطئ)، وقسم شرطة مدينة (النيل) حيث التحفنا الأرض، وتغطنا بالسماء رغماً عن أن الشتاء قارص. 

*في البدء ما الذي يجعلك تتخذين من الشارع العام مسكناً؟*

كنت اقطن وأبنائي الخمسة في (مسكن) بالقرب من قسم شرطة مدينة النيل إلا أن الحريق إلتهم مكان الإقامة، وامتد ليطال منزلاً آخراً، والذي وفقه تم طردي وأبنائي من هناك من قبل جارنا الذي امتد إليه الحريق متجاوزاً الطابق الأول، واشتغل النيران في جزء من الطابق الثاني للمنزل، مما نتج عن ذلك خسائر فادحة حيث إلتهمت النيران بعض المقتنيات باهظة الثمن. 

*ماذا عن مسكنك؟*

إلتهمت النيران مسكني بالكامل، ولم يبق َمنه شيئاً بما في ذلك الأثاثات والأزياء، وعليه لم أعد أملك وأطفالي إلا الملابس التي نرتديها أثناء وقوع الحريق. 

*كيف اشتعلت النيران بهذه السرعة في مسكنك والمنزل المجاور لك؟* 

تفاجأت بالحريق أثناء ما كنت داخل المسكن الذي أقيم فيه، واشتعلت النيران فيه سريعاً، وبدأت ألسنته تتصاعد عالياً نحو السماء، هكذا ظل الحريق مشتعلاً لدرجة أنه قضى على كل شيء في دقائق معدودة. 

*أين كنتي لحظة اشتعال شرارة الحريق الأولي؟*

كنت أعد لأبنائي في وجبة الإفطار حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً، إلا أن هذه الوجبة التي حصلت عليها بشق الأنفس لم يتناولها أطفالي الذين ربما يظلون عليها لليوم التالي خاصة وانني أحصل عليها بعد معاناة كبيرة، فالأوضاع الاقتصادية بالغة التعقيد. 

*أين رب الأسرة؟* 

عائل أسرتي غائباً منذ فترة طويلة، وذلك بسبب سفره خارج الخرطوم فهو يعمل في الأعمال الحرة البسيطة، وما يجنيه من عمله لا يكفي لشراء المستلزمات الضرورية للحياة المعيشية اليومية. 

*ما خسائر الحريق؟*

إلتهمت النيران المأوى 

 بالكامل بما في ذلك الأثاث والملابس.

*وماذا؟*

لا أدري إلى أين أذهب بعد أن أصبحت أعاني وأطفالي من التشرد، فأنا الآن لا أملك مكاناً للإقامة فيه سوى الشارع العام.

*لماذا لم يتم إطفاء الحريق؟*

عندما اشتعلت النيران كانت مشتعلة بسرعة شديدة، فلم تدع مجالاً لإخمادها في مهدها، وبالتالي كادت النيران أن تحرقني وصغيري الذي مازال رضيعاً، ولولا العناية الإلهية لكنا جميعاً في اعداد الموتى، كما اننا استنشقنا الدخان الذي كان كثيفاً. 

*ما الأسباب وراء هذا الحريق المفاجئ؟* 

تفصيلاً أشير إلى أن الحريق نشب لأسباب (مجهولة)، ولحظة اشتعال النيران كنت داخل (المسكن)، والذي خرجت منه على أصوات أطفالي المدوية، وعندما خرجت تفاجأت بالنيران تشتعل في المسكن بصورة لا يمكن تصورها بأي حال من الأحوال.

*وماذا؟*

النيران انتشرت سريعاً فيه، وإلتهمت جميع الأثاث والأزياء الموجودة داخله، ومن ثم انهار المسكن تدريجياً، وتصاعدت في ذات الوقت ألسنت النيران، فالتهمت جزء من الطابق الثاني للمنزل المجاور، أي أن الحريق أحدث دماراً شاملاً، وهذا الحريق أدى إلى طردي  وأبنائي من المسكن الذي كنا نعيش فيه في أمن وأمان. 

*هل واجهتك صعوبات لحظة وقوع الحريق؟* 

نعم واجهتني صعوبات تفوق إمكانيتي المحدودة، فالنيران حاصرتني وأطفالي، الأمر الذي اضطرنا للخروج سريعاً رغماً عن صعوبة الخروج في تلك الأثناء خاصةً وأن الإفلات من النيران كان في غاية الخطورة.

*كيف اكشفتي الحريق؟*

من خلال أطفالي الذين أطلقوا صرخات مدوية، فما كان مني إلا وأن خرجت مسرعة بصغيري الرضيع، وأثناء خروجي لم أحتمل درجة حرارة النيران التي كانت ألسنتها متصاعدة ودخانها الكثيف أصابني بحالة إغماء، مما أدى إلى سقوطي على الأرض، فانشغل أطفالي بافاقتي، وعندما فوقت من الغيبوبة وجدت كل شيء إنهيار تماماً، لذلك لم أكن مصدقة اننا نجونا من ذلك الحريق.

*ما هي الإشكالية التي تواجهي بعد فقدان مسكنك؟* 

إن الإشكالية الكبرى بالنسبة لي تكمن في عدم ايجادي مسكناً مناسباً لكي يأويني وأطفالي الخمسة خاصة وأن النيران قضت على المنزل كلياً. 

*أين تعيشين وأطفالك الآن؟*

أعيش تحت شجرة كبيرة في شارع النيل بمدينة (الشاطئ) بامدرمان، أي إنني وأطفالي نسكن في الشارع العام. 

*لماذا لا تذهبين إلى أهلك أو أهل زوجلك؟*

ليس هنالك أهل يمكن أن ألجأ إليهم في هذا الوضع الاقتصادي المذري الذي تمر به البلاد، والذي تزامن مع الموجة الأولي والثانية لجائحة (كورونا)، مما زاد الأمر تعقيداً، وإذا قررت العودة إلى أسرتي الكبيرة أو أسرة زوجي فإنني أحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لتذاكر السفر من الخرطوم إلى (كادوقلي)، وعليه لا أعرف لمن ألجأ للبحث عن حل لمشكلة السكن، الإعاشة والملابس، بالإضافة لمشروع لتوفير الأكل والشرب لأطفالي.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...