تسبب حريق شب بشكل مفاجيء في منزل السيدة (مريم) بمدينة الشاطئ، والذي يقع بالقرب من قسم شرطة مدينة النيل بامدرمان، مما أدى إلى تشريد السيدة (مريم) وأبنائها البالغ عددهم خمسة أطفال، كما أنه سجل خسائر كبيرة في المأوى الذي قضى عليه تماماً، مما اضطر (مريم) وأبنائها إلى النوم وأبنائها في اليوم الأول للحادث في الشارع العام، وهم يلتحقون الأرض ويتغطون بالسماء في عز هذا الشتاء القارص ما بين مقابر مدينة (الشاطئ)، وقسم شرطة مدينة (النيل)، وذلك بعد طردها وأبنائها من قبل جارها الذي امتد الحريق الهائل إلى منزله المجاور لسكن السيدة سالفة الذكر، والذي اشتعلت على إثره النيران في الطابق الثاني، عموماً أحدث الحريق خسائر فادحة في العمارة المجاورة والتي إلتهم فيها بعض المقتنيات باهظة الثمن، فيما إلتهم منزل السيدة (مريم) بالكامل، ولم يبق لها شيئاً بما في ذلك الأزياء، إذ أنها لم تعد تمتلك، هي أبنائها الخمسة إلا الملابس التي يرتدونها أثناء وقوع الحريق.
وقالت : تفاجأت بالحريق أثناء ما كنت داخل الراكوبة التي اقطن فيها بوقع الحريق الذي اشتعل فيها سريعاً لدرجة أنه قضى عليها في دقائق معدودة.
أين كنتي لحظة اشتعال الشرارة؟
كنت أعد لأبنائي في وجبة الإفطار التي حصلت عليها بعد معاناة كبيرة خاصة وأن عائل الأسرة غائباً عنا منذ فترة طويلة بسبب سفره بعيداً عن الخرطوم فهو يعمل في الأعمال الحرة البسيطة.
ما الخسائر التي تسبب فيها الحريق؟
الحريق إلتهم المأوى
بالكامل بما في ذلك الأثاث والملابس.
وماذا؟
لا أدري إلى أين أذهب بعد أن أصبحت أعاني وأطفالي التشرد لعدم وجودي مكاناً للإقامة فيه بعد الحريق الذي إلتهمت نيرانه كل ما أمتلك.
لماذا لم يتم إطفاء الحريق؟
في الصباح حدث الحريق الذي استنشقنا الدخان، ولولا العناية الإلهية لكنا الآن في اعداد الموتى.
فيما قالت (مريم) : تفصيلاً تشير الوقائع إلى إن الحرق نشب لأسباب مجهولة حيث كنت داخل المنزل الذي خرجت منه على صوت مدوية، وعندما خرجت من المأوى تفاجأت بالنيران تشتعل في المنزل.
وأضافت : النيران انتشرت سريعاً، وإلتهمت جميع قطع الأثاث الموجودة، ومن ثم انهارت (المنزل) تدريجياً، ومن تصاعدت ألسن النيران لتطال المنزل المجاور بطريقة غريبة للغاية، كما تساقطت الأثاثات، أي أن الحريق أحدث دمارا شاملاً بالمنزل، وأصاب المنزل المجاور لحريق جزئي.
وأشارت إلى أنها تعيش مع أبنائها في المنزل الذي هرب منه الأطفال إلى الخارج فوراً بعد اشتعال النيران.
وأردفت : إن النيران حاصرتني والأطفال الأطفال، مما اضطررنا إلى الخروج سريعاً رغماً عن صعوبة الخروج في تلك الأثناء إلا إننا استطاعنا الإفلات من النيران.
كيف اكشفتي الحريق؟
من خلال أولادي بعد خروجهم بسرعة من المنزل وقاموا بإنقاذي من خلال إطلاق صرخات مدوية، فما كان مني إلا وأن أخرج مسرعة بطفلتي الرضيعة، وأثناء خروجي لم أحتمل درجة حرارة النيران وكثافة الدخان فأصيب بدوار وسقط مغشياً على، وما أن تم إطفاء الحريق إلا وفقت من الغيبوبة على الإنهيار التام لحياتي، والتي كان من الصعب أن ننجو في إطارها من الحريق.
ما هي الإشكالية التي تواجهي بعد فقدان منزلك؟
إن الإشكالية الكبرى التي تواجهها الآن عدم وجود مكان مناسب يأويني وأطفالي الخمسة بعد احتراق المنزل كلياً، فأنا الآن أعيش تحت شجرة في شارع النيل بمدينة امدرمان، أي اننا نسكن في الشارع العام، فلا مكان أو أهل يمكن أن ألجأ إليهم في هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، والذي تزامن مع الموجة الأولي والثانية لجائحة (كورونا)، مما زاد الأمر تعقيداً، وإذا قررت العودة إلى أسرتي الكبيرة فإنني أحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لتذاكر السفر من الخرطوم إلى (كادوقلي)، وعليه لا أعرف لمن ألجأ للبحث عن حل لمشكلة السكن، الإعاشة والملابس، بالإضافة لمشروع لتوفير الأكل والشرب لأطفالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق