بعد اختيارها ضمن مائة شاعرة عربية
................
أرفض ترديد ترباس لنصوصي الغنائية وهذا رأي في الشاعرات الجدد
..............
شاركت في لجان ثقافية ومعظم هذه اللجان (زي لمة جبنة الحريم)
.............
جلس إليها : سراج النعيم
............
على خلفية استصحابها ضمن مائة شاعرة عربية في كتاب ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍلأﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻮﻫﺮﺍﻛﺔ، الشاعرة سعادة عبدالرحمن من الشاعرات المعاصرات المسجلات ﻓﻲ مؤلف عربي شهير حمل عنوان (ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺎﻋﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮبي)، وهو يعتبر الكتاب ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ الذي يوثق ﻟﻤﺎﺋﺔ ﺷﺎﻋﺮﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ معاصرة، وهن جميعاً ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، وهو يوثق ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻀﺖ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 1950ﻡ، وحتى ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ويهدف المؤلف إلى رفد المكتبات العربية باﻟﻤﺒﺪﻋﺎﺕ الشاعرات ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ اللواتي يكتبن الأشعار ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، خاصة وأن العالم بصورة عامة يشهد دماراً بالأحداث المتسارعة، والاضطرابات ما بين الفينة والآخري، والحروب الدائرة هنا وهناك، مما جعله يتحول مع مرور الزمن إلى جحيم، ومع هذا وذاك كل طرف يسعي إلى الإقصاء، ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭﺍلإﺭﻫﺎﺏ، وبما أن سعادة عبدالرحمن ليست بعيدة عما يجري من حولها رأيت أن أدير معها حواراً مختلفاً حول راهن الأحداث في البلاد، فهيا نقلب معها صفحات وصفحات فإلى مضابط الحوار.
في البدء أين أنتي من الأحداث الدائرة في البلاد؟
أولاً لابد من التأكيد على أنني كنت مشغولة في الفترة الماضية بعملي في مجال التدريس، والذي عندما أجزت منه شددت الرحال مع أسرتي إلى (القاهرة) مستشفية، وحينما عدت إلى أرض الوطن توجهت مباشرة إلى ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة باعتبار أنني سودانية، ولابد أن أكون حاضرة مع (كنداكات) بلادي، نعم فعلت رغماً عن رأي الواضح في القيادات الثقافية هناك، المهم أنني ذهبت إلى هناك للمشاركة، فما كان من أحد الشعراء المغمورين إلا أن يقول : (لا توجد مساحة لسعادة عبدالرحمن)، ولم يوضح الأسباب، ولم يشير إلى أنني لدي أيدلوجيات سياسية، ومن ثم جاءني من يطلب مني المشاركة ظناً منه بأنه منحني شرفاً، عموماً أقول له ولغيره لا تسألني ماذا كتبت لهذه المناسبة، أو التي تأتي بعدها، فأنا ألفت شعراً وطنياً يتوافق مع أي مرحلة أو حدث تشهده البلاد سلماً أو حرباً، فأنا الشاعرة الوحيدة التي أكون حاضرة لإلقاء الشعر الذي تهتز له الجبال، وهذا يعود إلى أنني أألف الأشعار بإحساس وطني، وعندما أفعل يكون ذلك بعيداً عن الأيدلوجيات السياسية لقناعاتي التامة بأن الأيدلوجيات والحكومات يذهبان، وتبقي القصيدة الأصيلة غير المأدلجة سياسياً، وبالتالي لا أقول لهما مرحباً أو مع السلامة، وحينما تسألني لماذا؟ أقول تكمن الإجابة في بحثي عما يحفظه لي التاريخ، فأنا في مقدوري الكتابة عن الأحزان، الجراح، الصراعات، الحرية، السلام، العدالة، وكل ما يؤول إليه السودان في الحاضر والمستقبل، هكذا هي أشعاري حاضرة في أي زمان ومكان، وموثق لها عبر المنابر الإعلامية، لذا ليس من الضروري أن أأتي في الزمان والمكان بالأشعار الهتافية حتى يكون حري بي المشاركة في المشهد الوطني فأنا لا أصطنع له القصائد، بل أكتبها بإحساس الانتماء للسودان الوطن الكبير، والذي أقول له لبيك في أي زمان ومكان، فأنا أألف الشعر الذي استطيع أن أنافس به أي شاعر أو شاعرة، فمن يأطرون أنفسهم في أيدلوجيات محددة يذهبون مع ذهاب الأيدلوجيات السياسية إلى مذبلة التاريخ، فالكثير من الشعراء ذهبوا مع الحكومات بسبب الأيدلوجيات، والكثير من الشعراء أيضاً لا يعرفون الكتابة إلا في ظل الأزمات، هكذا ظهرت بعض الأسماء في المشهد إلا أنها لم تصمد طويلاً، فيما صمدت الأسماء التي ألفت شعراً وطنياً للسودان، وعليه فإنني لا أريد أن أكون أسماً كأسماء الشعراء الذين كتبوا نصوصاً اهتزت لها الأبدان، ومن ثم ذهبت قصائدهم بذهاب الحدث والنظام، وذهبوا هم أيضاً معها، لذا أنا لست مع الأدلجة أو التأطير في نطاق ضيق، فالشعر قضيته لا الأدلجة، بل المجتمع، الإنسان، القيم والأخلاق.
ما الذي أعددتيه للمرحلة الانتقالية خاصة وأنها مرحلة بناء، تنمية وسلام؟
لاحظت تكرار المشاهد يومياً، ما يعني أن الأفكار نفسها، والهتافات أيضاً نفسها، لذا كانت الفترة الماضية خصبة بالنسبة لكتاباتي الشعرية، وبالتالي أعددت الكثير من النصوص المدركة للمرحلة المقبلة، والتي تحمل بين طياتها رسائل اجتماعية متعلقة بالأسرة، قضايا الأطفال والمرأة، بالإضافة إلى أنني سعيت بين الناس الذين ليس لديهم إدراك بماهية تلك المرحلة، والتي يجب أن يسوقنا إليها ضمير جماعي نخطط من خلاله بإستراتيجية ترمي لتحقيق السلم الاجتماعي، وتجيب على أسئلة ممثلة في ماذا بعد هذا، وما الذي يجب أن نضعه في حساباتنا للمستقبل؟ خاصة وأننا طالبنا بحقوقنا كاملة، وبما أننا فعلنا فيجب أن نعرف أنه علينا واجبات، لذا التقيت في هذا الإطار بمنظمات، شعراء، مثقفين وفنانين للتوافق والتفاكر حول المرحلة القادمة، وأكدت لهم بأن المرحلة الانتقالية تتطلب التوعية والتثقيف الاجتماعي لإعادة الحياة لمسارها الصحيح والإنسان إلى قيمه وأخلاقياته، وأن نعتبر ما مضي بوقته وظروفه السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية، خاصة وأن هنالك شئ في غاية الخطورة، ويجب أن ننتبه إليه ألا وهو أن لا ينفلت منا القيد، ويجب أن نعمل على لّم شتات الإنسان، وهذا الدور لابد أن يضطلع به الكتاب، المثقفين، الشعراء والفنانين.
هل كتبتي نصوصاً غنائية تتناسب مع فترة الحكم الانتقالي؟
نعم ألفت عدداً من النصوص الغنائية التي يمكن تأديتها بشكل جماعي، بالإضافة إلى رسائل تشمل الأطفال، وكيفية حماية أنفسهم في حال الوقوع في مخاطر بعيداً عن الأسرة، ورسائل للمرأة تبصرها بالاهتمام بتربية الأبناء، وكيف كانت وضعيتها في المجتمع قبل ثلاثة عقود، وما هو الدور المنوط بها في المستقبل، ورسائل للإنسان السوداني عموماً، وكيف كان وضعه في السابق، وكيف سيكون في الحاضر الذي يجب أن يشارك فيه بفعالية، ورسائل للنشء والشباب، ورسائل للتنمية المستدامة ومفهومها.
ماذا أنتي قائلة في أصوات نسائية ظهرت في الساحة مؤخراً؟
دائماً ما أتحفظ في الآدلاء برأي حول الشاعرات الأخريات، وذلك من واقع معرفتي الحقة من أين انطلقت كشاعرة، ومن أين انطلقت الأجيال من بعدي، فأنا من خلال الشعر المطروح تأكدت أن المنصة التي انطلقت منها كانت مبنية على أساس متين توفرت له عوامل النقد، التصويب، التوبيخ والطرد من المنتديات الثقافية، وهي عوامل جعلتني اجتهد في القراءة والإطلاع، مما ساعدني على اكتساب ثقافة واسعة في المجال الإبداعي الذي اختارتني له موهبتي، لذا قررت من اليوم وصاعداً أن لا أتحفظ خاصة وأن شاعرات غيري حصرن أنفسهن في نطاق ثقافة الاستماع لبعضهن البعض، واقتباس المفردات المستخدمة في النصوص، وأن كن لا يعرفن معاني تلك الكلمات، ولا أين موضعها في القصيدة، وكلما حضرت أمسية شاعرية لهن اختزنت بعضاً من مفردات قصائدهن، وعندما أأتي بعد أسبوع أو أسبوعين لذات المنتدي أجد أن المفردات المختزنة في رأسي كتب على نسقها أشعاراً جديدة، مما يعني أن جميع قصائدهن ما هي إلا قصيدة واحدة طويلة، أي كل الشاعرات المشار لهن ينسجن قصيدة واحدة طويلة بنفس المفردات، مما جعلهن يضيقن ماعون الشعر الذي وحدن في إطاره مفرداتهن المحصورة في قالب شعري معين، أي أنهن يبحثن عن الدهشة في مطلع القصيدة، ولكن لم يسألن أنفسهن ماذا بعد ذلك، فهل الإدهاش في نظرهن يكمن في المطلع فقط.
وماذا؟
حقيقة معظم الفتيات والسيدات الشاعرات شعرهن يتمثل في مقولة قالها شاعر عربي قديم : (الشعر مكرمة من لا مكرمة له)، وبالتالي أي فتاة أو سيدة ليست لها مكرمة في الحياة تود أن تصبح شاعرة، وكنت أتمني أن يقرأن قبل الولوج لهذا المجال الإبداعي، فأنا متأكدة تماماً لو أنهن فعلن ذلك فإنهن بلا شك سيتجهن اتجاهاً آخراً، بالإضافة إلى أنهن انغمسن بالإيغال في المحلية دون إفساح المجال لأنفسهن للتنوع، والذي قطعاً سيقودهن إلى العالمية، فأنا مثلاً بدأت كتابة الشعر ممزوجاً باللهجة الدارجية واللغة العربية، وظللت هكذا إلى أن نضجت تجربتي، ومن ثم استطعت أن أألف النصوص باللهجة المحلية واللغة العربية، وهكذا حققت ما أصبو إليه من خلال قراءتي لشعراء عرب وسودانيين، وهو ما لم يستطعن الوصول إليه، لذا أصبحن يدرن في حيز محدود، وبالمناسبة هنالك أسماء لشاعرات معروفات كتبن شعراً جميلاً إلا أنني صدمت فيهن فيما بعد كون أنهن عدن وكتبن نصوصاً على نسق نصوص كتبنها شاعرات ناشئات، وأمثالهن اعتمدن على الاستماع للأشعار فقط، فأنا عندما اكتشفت موهبتي، وعرضتها على من سبقوني في المجال نصحوني بالاستماع والقراءة بصوت عال.
أين سعادة عبدالرحمن من عالم الكتابة الآن؟
حقيقة غبت عن الكتابة بسبب الانشغال بالعمل في التدريس، وعندما كتبت نصين جديدين قلت بغرور أنا ذات الطعم المختلف، ومازلت في واد ثان، ومازلت مدرسة، ومازلت موجودة، ومازلت أكتب أجمل الشعر، لذا سوف أهجره على الأقل لمدة عشر سنوات لأسباب عديدة أبرزها الأجهزة الإعلامية التي أصبحت تستضيف من تعرفهم، فهم لا يبحثون عن الجيد، بل يبحثون عن القريب المدهش، ومع هذا أنا أحب واحترم بعض الذين أعمل معهم لأنني أكون على علم بأنهم حينما يستضيفوني تتم الاستضافة لأنني سعادة عبدالرحمن القيمة الشعرية، ولست دهشة أو فقرة.
أليس هنالك صوت من أصوات الشاعرات الشابات لفت نظرك؟
ليس كل فتاة أو سيدة حملت مايكروفون في منتدي ثقافي أو جهازاً إعلامياً شاعرة كبيرة، أو يمكنها أن تبدىء رأياً في من سبقها، فنحن لم نكن نستطيع أن نبدئ رأياً في الشعراء الذين سبقونا تأدباً، إما جيل الشاعرات الجدد لن أقول فيه رأي بشكل عشوائي، بل سيكون مبنياً على العلمية، فهنالك من صنعن لأنفسهن أسماء، إلا أنهن سريعاً ما تلاشن لأسباب معلومة، لذلك إذا قلت لي ادهشتني قصيدة (الجرح المنوسر)، والتي صنعت سعادة عبدالرحمن، سأقول لك هذه القصيدة نابعة من موهبة، وبالتالي الموهبة تحتاج إلى الاكتشاف، ومن ثم التنمية وإصقال التجربة، فهنالك شاعرات كثر لديهن الموهبة إلا أن موهبتهن لم يتم تقويمها، تنقيحها وتصويبها بشكل صحيح
كيف تنظرين لظاهرة سمكرة النصوص؟
سمكرة الشعر تتم بالمقابل المادي، وابطال الظاهرة شعراء أنت تعرفهم، وأنا اعرفهم أيضاً، وهو ما أسفر عنه ظهور فتيات وسيدات شاعرات، وهن الأكثر من غيرهن، إذ أنهن يخدعن بعض الشعراء بأن لديهن مطلع قصيدة، فما يكون من الشاعر المتمكن إلا أن يستبعد فكرتها الفطيرة نهائياً، ويكتب لها قصيدة كاملة، ومن ثم يرسلها لها في رسالة، وعندما تحفظها تبدأ في قرأتها عبر المنابر الثقافية والإعلامية، فأنا في مرة من المرات أتت اليّ من تدعي أنها شاعرة، ويغني لها عدد من الفنانين، وهي لا تعرف أن تكتب أسمها ناهيك أن تكتب قصيدة، وعلى خلفية ذلك عرضت علىّ نصاً غنائياً، فقلت لها هذا النص ليس خاصاً بك، فأنا أعرف الإنسانة المبدعة من الوهلة الأولي، فالقصيدة التي أمامي ليست في مستوي ثقافتك لأن من كتبها لك أعرف مستوي ثقافته جيداً، فالنفترض أن هنالك تلميذاً في مرحلة الأساس امتحناه في مسألة متعلقة بدروسه، وذهب من أمامنا وجاء بعد دقائق والمسألة محلولة بشكل صحيح، فما الذي نعتقده غير أنه لجأ لمن يحلها له، وهذا ما حدث معك أنتي ببساطة.
ما هي وجهت نظرك في ظاهرة الشاعرات اللواتي انتشرن في المشهد الثقافي؟
القنوات الثقافية الشعرية المعنية باعتماد الشعراء غير ملتزمة بالضوابط، اللوائح والقوانين، وهي دائماً ما تختار شخصاً ليس شاعراً، وهكذا تتم المجاملات بين أعضاء لجان الشعر، مما يضيع حقوق الشعراء الحقيقيين، فأنا سبق وكنت ضمن لجنة مهرجان الشعر العربي بالخرطوم، والتي صدمت في إطارها في بعض الشعراء الكبار، فمعظم اللجان (زي لمة جبنة الحريم)، لذا قررت أن لا أكون عضواً في أي لجنة من لجان الشعر، فمثلاً في لجنة الخرطوم عاصمة للثقافة العربية طلب مني شاعراً كبيراً أن أخرج من مكتب حكومي تجري فيه الاختبارات للشعراء، فرفضت الفكرة لأنني كنت عضواً في اللجنة، وهكذا أصبح الشعر مدخلاً لشهرة رجال الأعمال، ربات البيوت، وعاطلي الموهبة.
هل حدث أن سمكرتي نصوصاً لشعراء أو شاعرات؟
من المشهود لي أنني لا أتجه على هذا النحو، لأنني شاعرة محترمة واحترم تجربتي، وأي شاعر يحترم نفسه وتجربته لا يسمكر الشعر، وحتي الذين يسمكرون الشعر فإنهم يفعلون بمقابل مادي، وهم مستواهم متدني جداً، فإذا كان الشعر في حاجة إلى السمكرة، فإنه بلا شك شعر بلا إحساس بلا شاعر في الأساس، أي أن الظاهرة تساهم بشكل سافر في زيادة (الكذبات) الموجودة أصلاً في الحراك الثقافي، فهنالك عدد كبير من القصائد الغنائية تحمل أسماء لشعراء لم يكتبوا فيها حرفاً واحداً، والشاعر الحقيقي الوحيد من وجهة نظري الشخصية هو محمد سليمان الذي لا يشق له غباراً، واندهشت عندما شارك في احدي المهرجانات، ولم يتم اختياره، واندهشت أكثر لان من فازوا بالمنافسة ليس في مستواه، وهذا يعود إلى أن لجان الشعر لا تخضع للعلمية ، وبالتالي إذا صلحت لجان الشعر صلح شأن الثقافة في البلاد.
لماذا يعتقد الناس أنك مغرورة؟
إذا كان معرفة قدر نفسي غروراً، فأنا مغرورة، فخورة جداً بذاتي قبل أن أكون شاعرة.
ما الذي اخذتيه من عمك الفنان الفخيم كمال ترباس
أخذت منه قول كلمة الحق، ولو كان السيف موضوعاً على رقبتي، فأنا مثله (حقانيه) ولا أجامل نهائياً
لماذا لم يغن ترباس من كلماتك؟
هو متابع جداً لتجربتي، ويحرص على مشاهدة استضافاتي التلفزيونية، ويتدخل كلما حدثت لي إشكالية في الوسط الفني، فأنا على اتصال دائم به، إما بالنسبة للتعامل بيني وبينه فنياً أنني في الوقت الذي يغني فيه كنت أألف شعراً عاطفياً، فلا يمكن أن أدع عمي وهو فناناً كبيراً يغني لابنة اخيه شعراً ، لذا أرفض أن يغني لي عمي شعراً عاطفياً.
هل نتوقع أن تكتبي له شعراً خلاف الشعر العاطفي؟
أنا الآن كتبت شعراً ناضجاً من خلال تدرجي في التأليف، وبالتالي احتمال كبير اتعامل مع عمي، وكنت قد أتفقت قبلاً مع أحد الأشخاص على أن أألف نصاً غنائياً لعمي كمال ترباس يتناسب مع هذه المرحلة، وأن يقوم هو بتلحينه، ومن ثم عرضه عليه دون الكشف عن اسمي كشاعرة، وإذا أعجب به يتم اخطاره بذلك.
أين وصلت الإجراءات القانونية التي اتخذتيها في مواجهة الفنان إبراهيم خوجلي والفنانة فاطمة عمر في أغنية (العمر الودر)؟
عندما كتبت قصيدة (العمر الودر)، كتبتها في الأول من العام ٢٠٠٠م، وصادف ذلك مرور (50) عام على تأسيس إتحاد الفنانين، والذي سلمت فيه الفنان إبراهيم خوجلى نصين من بينهما الأغنية سالفة الذكر في العام ٢٠٠٣م، وأنت شاهداً على ذلك، عموماً ما حدث بالضبط هو أنني قرأت له نص (العمر الودر)، وقصيدة آخري فطلب مني أن أكتبهما له، وكان أن فعلت، المسافة بين العام ٢٠٠٠م والعام٢٠٠٣م ثلاث سنوات، وشاهدي بالإضافة إليك الفنان مرزوق محمود عليه الرحمة، والذي أتمني أن أجد الشريط الذي أرسله لي من السعودية، فهو شاهد عصر على ميلادها، وهو عاتبني من خلال ذلك الشريط بأنه تفاجأ بالفنان إبراهيم خوجلي يلحن نص (العمر الودر)، وذات النص سبق وأعطيته للفنان معاوية فردة (ثنائي الحتانة)، كما أنه مرعلى عدد من الفنانين، المهم أن الفنان إبراهيم خوجلي حذف من النص بالتشاور معي حذف مقطعاً من الخمسة مقاطع، مؤكداً أن القصيدة طويلة، فقلت له ما شاء الله يا أستاذ، هل أنت شاعر، فأجاب : نعم، وعندما طلب مني ذلك لأن هنالك حرفاً زائد في القافية، وعليه وافقت على حذف المقطع من النص الذي قلت فيه (احي على العمر الودر) في الأول من العام ١٩٩٩م، وهو مسجل في منتدي (حسن عمر) بالخرطوم، إلا أنني أتفاجأ بإبراهيم خوجلى في برنامج (٩٠ دقيقة) عبر قناة النيل الأزرق يقول إنني أعطيته مطلع النص فقط، وهو بدوره كتب بقية النص، واتضح لي أنه باع الأغنية للفنانة فاطمة عمر، والتي سجلتها في الإمارات قبل فترة من اكتشافي لهذه الحقيقة، وهي لم تستأذن مني كصاحبة حق أصيل، مما حدا بي اتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة إبراهيم خوجلي وفاطمة عمر، وللأسف أصدقائي من الفنانين وقفوا موقفاً سالباً في البلاغ على أساس أنهم يودون حل الإشكالية في الإطار الودي، وبعدها سافرت إلى القاهرة، فلم استطيع المضي بها إلى الأمام، وعندما قلت (احي على عمري الودر) دخلت في حالة إغماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق