الخرطوم : سراج النعيم
ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ (ﻧﺎﺟﻲ) ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ (44) ﻋﺎﻣﺎً ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺣﺪﻱ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺗﺰﻭﻳﺮ ﻋﻤﻠﺔ ﺳﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﺫﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ .
ﻭﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺰﻳﻴﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺎﺟﺄﺕ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺑﺄﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﺑﻤﺪﻳﻨﺘﻲ ﻳﻄﺮﻗﻮﻥ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻧﺎﺋﻤﺎً ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺗﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﻳﻘﺎﻇﻲ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﻔﺬﻭﺍ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﺘﻢ ﺇﻳﻘﺎﻇﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﺣﻀﻮﺭﻙ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮ؟ ﻭﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻭﺭﻧﻲ ﺍﻟﺸﻚ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺑﻼﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﻏﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﺮﺍﺳﻞ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﻟﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﺨﻄﻴﻨﺎ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﻢ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺠﺎﻭﺯﺗﻢ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻧﺮﻳﺪﻙ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺁﺧﺮ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﺗﻔﻀﻞ ﺍﺟﻠﺲ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﻳﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻧﺮﻳﺪﻙ ﻧﺤﻦ ﻓﻘﻠﺖ : ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺍﻟﻘﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻲ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺤﻮﺯﺗﻪ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﺳﻌﻮﺩﻱ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺳﻤﻪ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ( ........) ﻓﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺇﻻ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺩﺭﺳﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻟﻲ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺤﻞ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻧﻌﻢ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﻪ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﻋﻼﻗﺔ ﺯﺑﻮﻥ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺤﻞ ﻫﻞ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﺑﻠﻲ ﻛﻢ ﺗﺒﻠﻎ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﺳﻌﻮﺩﻱ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻧﺖ ﺑﺘﻌﺘﺮﻑ ... ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﻧﺘﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﻻﺕ ﻣﺰﻭﺭﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺭﻳﺎﻻﺕ ﻣﺰﻭﺭﺓ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺭﻳﺎﻻﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺁﺗﻴﺖ ﺑﻬﺎ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﻭﻻً ﺃﻧﺎ ﻋﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﺛﺎﻧﻴﺎً ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺤﻮﺍﻻﺕ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻲّ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻐﺮﺽ ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﺃﻧﺎ ﻛﻤﻌﻠﻢ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﺳﻮﻡ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﺗﺴﺪﺩ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ : ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻨﻲ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﺣﻀﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎﻳﻜﺮﻭﻓﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻄﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﻌﻬﺎ ﺑﻄﺮﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺳﻌﺮﻫﺎ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺒﻴﻌﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻘﻠﺖ : ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻠﻨﻲ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎ ﺳﻮﻑ ﺃﺣﻀﺮﻩ ﻟﻚ ﻭﻋﻠﻲ ﺿﻮﺀ ﺫﻟﻚ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻄﺎﺭﺩﻧﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺟﺎﺀﻧﻲ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﺳﻌﻮﺩﻱ ﻭﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﻟﻪ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻌﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻛﻞ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺘﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﻬﻮﺩ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻧﻚ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﺪﻱ ﻓﻘﻂ ﺍﺣﻀﺮﻭﺍ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺗﻀﺢ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺮﺕ ﻟﻬﻢ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻟﻒ ﺭﻳﺎﻝ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻤﻬﺎ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﻛﻤﺘﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﻍ؟ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ : ﻟﻢ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻠﻢ ﺃﻭ ﻳﺴﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻛﻲ : ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪﻧﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﺎﺳﻤﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﺃﻭ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭﻟﻢ ﺃﺷﺎﻫﺪﻩ ﻓﺎﻟﺸﺎﻛﻲ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺸﻴﺮﻭﺍ ﺇﻟﻲّ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻢ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺩﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺪﻳﻨﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﻭﺟﺪﻭﺍ ( ﻛﺮﺗﻮﻧﻪ) ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭﺭﻕ (A4) ﻭﺟﻪ ﺇﻟﻲ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺳﺆﺍﻻ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﻭﻻ ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﺃﺭﺍﺳﻞ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﻌﻠﻢ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻄﺮﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻛﻞ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺤﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺻﺮﻳﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺻﺎﺣﺐ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻒ ﻏﺮﻳﺐ ﺫﻭ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻲ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻲّ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻻ ﻭﺃﺻﺪﺭﺕ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺑﻼﻏﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻭ ﺗﻢ ﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻭﺭﻕ (A4 ) ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺣﻀﺮﺕ ﺧﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻮﻛﻤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻭﺭﻕ (A4) ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻜﺘﺒﺘﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺑﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﺷﺎﻫﺪ ﺩﻓﺎﻉ ﻗﺎﻝ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺷﺘﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺭﻕ؟ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺠﻨﻮﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ : ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﺭﺧﻴﺺ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺍﺷﺘﺮﻳﻪ ﻭﻋﻠﻲ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﺑـ( 5 ) ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻭﻋﺎﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻬﻤﺔ ﺗﺮﻭﻳﺞ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﺳﻨﺔ
ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ (8) ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ .
ﻭﺃﺿﺎﻑ : ﺍﺳﺘﺄﻧﻔﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺿﺪﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﺟﺎﺀ ﺭﺩ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺄﻧﻒ ﻣﺆﻳﺪﺍً ﻟﺤﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺷﺨﺼﻲ ﻳﺴﻜﻦ ﻗﺮﻳﺔ (....... ) ﻭﺿﺒﻂ ﻣﺘﻠﺒﺴﺎً ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻛﻤﻴﻦ ﺑﺄﺫﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺿﺒﻄﻲ ﻓﻲ ﻛﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ ﻭﻻ ﺃﺳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ( .......) ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ
ﺍﻷﻭﻝ.
ﻭﺃﺭﺩﻑ : ﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻀﻴﺖ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﺭﺑﺖ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺴﻜﺮ ﻓﺄﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺃﺿﻔﺖ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺴﻜﺮ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻓﺄﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻭﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﺃﻛﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓﺄﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﻭﺿﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻭﺿﻊ ﻧﺰﻳﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﻠﻤﺎً ﻟﻠﻨﺰﻻﺀ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺧﻄﻴﺐ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺃﻱ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳﺘﻢ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻲ ﻭﻃﻮﺭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﻴﻦ ﻭﺃﺩﺧﻠﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺷﻬﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻧﺰﻻﺀ ﺇﺻﻼﺣﻴﻴﻦ ﻧﺨﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﻧﺰﻳﻼً ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺧﻄﺒﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻧﻠﻘﻨﻪ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻃﻠﻖ ﻓﺎﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺃﻥ ﻧﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﻤﻼً ﺑﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﺗﻬﺬﻳﺐ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺃﺿﺤﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻧﺨﺮﺝ ﻋﺪﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻳﺒﻘﻲ ﻟﺤﻴﻦ ﺍﻟﺴﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ .
ﻭﻣﻀﻲ : ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻘﺪ ﺣﻀّﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮﺍﻏﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻧﻤﻸﻩ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻨﺤﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻧﻤﺎﺭﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ؟ ﻭﻋﻠﻲ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﺲ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ﻭﺧﺎﻃﺐ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﺮﺩﻭﺍ ﺭﺩﺍً ﺟﻤﻴﻼً ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻹﻋﺰﺍﺯ ﻟﺴﺠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻧﺰﻳﻞ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺸﻮﺍﺭﻱ ﺑﺪﻓﻊ ﺭﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﺼﺺ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ (7 ) ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺗﻢ ﺗﺨﻔﻴﻀﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ (50) % ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺠﻠﺲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺗﺠﺎﻭﺑﺎً ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺩﻓﻊ ﺩﻓﻌﺎً ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻭﻃﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻭﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻭﻧﻴﻒ ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﻟﻮﻻ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﻧﺠﺰ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ.
ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﻘﺪﺗﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ؟ ﻗﺎﻝ : ﺍﻓﺘﻘﺪﺕ ﺩﻑﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻓﺘﻘﺪﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻋﻤﺮﻱ 44 ﻋﺎﻣﺎً ﻭﻟﻢ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺑﻌﺪ ﻓﺄﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﺣﻀﺮﺕ ﺷﻴﻠﺘﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻧﺼﻒ ﺩﻳﻨﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﺳﺪﺍً ﻣﻨﻴﻌﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺒﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺃﻭﻝ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺭﻓﻀﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮﻧﻲ (8 ) ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻟﻠﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﻭﺳﻄﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺇﻗﻨﺎﻋﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎﺯﻟﺖ ﺍﻗﻀﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻱ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﻭﻟﺪﺍً ﺃﻭ ﺑﻨﺘﺎً ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﺧﻒ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﻟﻸﺳﺮﺓ .. ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﻋﻤﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻜﻲ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻫﻲ ﺭﻏﺒﺔ ﺗﺮﺍﻭﺩﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﺪﻱ ﺭﻏﺒﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻲ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺘﻴﻦ ﻓﺄﻧﺎ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻧﻈﻴﻒ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺃﻥ ﺗﻤﺖ ﺇﺩﺍﻧﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻗﻀﻴﺔ ﺳﻮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻲ ﻟﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ (ﺃﻧﺎ ﺷﺎﻳﻒ) ﺃﻥ ﻣﺎ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺣﻖ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻟﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﺄﻧﺎ ﺗﺬﻛﻴﻨﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ.
ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺣﺴﺮﺓ ﻭﺃﻟﻢ ﻭﺃﺳﻒ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺃﻥ ﺃﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ .
ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻠﻤﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ : ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺮﺍﺭﺍﺕ ﺃﻧﺎ ﺣﺰﻳﻦ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﺪﻱ ﺣﻖ ﻟﻢ ﺃﺧﺬﻩ ﻭﻏﻴﺮﻱ ﺃﺧﺬﻩ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ﻓﺎﻟﺴﺠﻦ ﺧﺼﻢ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ .
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ؟ ﻗﺎﻝ : ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻊ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻫﺪﻑ ﻭﺳﻌﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻓﺄﻧﻪ ﺑﻼﺷﻚ ﺳﻴﺤﻘﻖ ﻧﺠﺎﺡ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﻧﺠﺎﺡ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺨﺎﻟﺠﺘﻚ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﺃﻭ ﻓﻘﺪﺕ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻋﺰﻳﺰﺍً ﻓﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺷﺨﺼﺎً ﺃﺧﺮﺍً ﻧﺎﺟﺤﺎً ﻣﻄﻠﻌﺎً ﻣﻔﻜﺮﺍً ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻨﺤﻦ ﻛﻠﻨﺎ ﻧﺨﺪﻡ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺤﻘﻘﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﺤﻘﻘﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻮﺟﻮﺩﻧﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﺑﻤﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺤﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﻠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ؟ ﻗﺎﻝ : ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ؟ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺤﺘﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻇﻠﻢ ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺻﻌﺐ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺧﻠﻮﺕ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺃﺗﺴﺄﻝ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻨﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻟﻮ ﺑﻨﺴﺒﺔ % 50 ﺃﻱ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺒﻪ
ﻓﺎﺿﻠﺔ.
ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺸﺎﻫﺪﺍﺗﻚ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺭﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﺍﻷﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﺍﻟﻤﻠﺒﺲ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﻭﻋﻼﺟﻬﻢ .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻄﺮﺡ ﻗﻀﻴﺘﻚ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ؟ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺨﻮﻑ .
ﻣﻦ ﻣﺎﺫﺍ؟ ﻗﺎﻝ : ﻟﻢ ﺃﻭﻟﻲ ﻗﻀﻴﺘﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻷﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺛﻘﺎً ﻣﻦ ﺑﺮﺍﺀﺗﻲ .
ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ (8) ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ .
ﻭﺃﺿﺎﻑ : ﺍﺳﺘﺄﻧﻔﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺿﺪﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﺟﺎﺀ ﺭﺩ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺄﻧﻒ ﻣﺆﻳﺪﺍً ﻟﺤﻜﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺷﺨﺼﻲ ﻳﺴﻜﻦ ﻗﺮﻳﺔ (....... ) ﻭﺿﺒﻂ ﻣﺘﻠﺒﺴﺎً ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻛﻤﻴﻦ ﺑﺄﺫﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺿﺒﻄﻲ ﻓﻲ ﻛﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ ﻭﻻ ﺃﺳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ( .......) ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ
ﺍﻷﻭﻝ.
ﻭﺃﺭﺩﻑ : ﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻀﻴﺖ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﺭﺑﺖ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺴﻜﺮ ﻓﺄﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺃﺿﻔﺖ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺴﻜﺮ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻓﺄﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻭﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﺃﻛﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓﺄﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﻭﺿﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻭﺿﻊ ﻧﺰﻳﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﻠﻤﺎً ﻟﻠﻨﺰﻻﺀ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺧﻄﻴﺐ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺃﻱ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳﺘﻢ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻲ ﻭﻃﻮﺭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﻴﻦ ﻭﺃﺩﺧﻠﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺷﻬﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻧﺰﻻﺀ ﺇﺻﻼﺣﻴﻴﻦ ﻧﺨﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﻧﺰﻳﻼً ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺧﻄﺒﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻧﻠﻘﻨﻪ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻃﻠﻖ ﻓﺎﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺃﻥ ﻧﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻋﻤﻼً ﺑﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﺗﻬﺬﻳﺐ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺃﺿﺤﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻧﺨﺮﺝ ﻋﺪﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻳﺒﻘﻲ ﻟﺤﻴﻦ ﺍﻟﺴﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ .
ﻭﻣﻀﻲ : ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻘﺪ ﺣﻀّﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮﺍﻏﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻧﻤﻸﻩ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻨﺤﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻧﻤﺎﺭﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ؟ ﻭﻋﻠﻲ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﺲ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ﻭﺧﺎﻃﺐ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﺮﺩﻭﺍ ﺭﺩﺍً ﺟﻤﻴﻼً ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻹﻋﺰﺍﺯ ﻟﺴﺠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻧﺰﻳﻞ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺸﻮﺍﺭﻱ ﺑﺪﻓﻊ ﺭﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﺼﺺ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ (7 ) ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺗﻢ ﺗﺨﻔﻴﻀﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ (50) % ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺠﻠﺲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺗﺠﺎﻭﺑﺎً ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺩﻓﻊ ﺩﻓﻌﺎً ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻭﻃﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻭﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻭﻧﻴﻒ ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﻟﻮﻻ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﻧﺠﺰ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ.
ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﻘﺪﺗﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ؟ ﻗﺎﻝ : ﺍﻓﺘﻘﺪﺕ ﺩﻑﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻓﺘﻘﺪﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻋﻤﺮﻱ 44 ﻋﺎﻣﺎً ﻭﻟﻢ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺑﻌﺪ ﻓﺄﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﺣﻀﺮﺕ ﺷﻴﻠﺘﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻧﺼﻒ ﺩﻳﻨﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﺳﺪﺍً ﻣﻨﻴﻌﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺒﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺃﻭﻝ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺭﻓﻀﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮﻧﻲ (8 ) ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻟﻠﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﻭﺳﻄﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺇﻗﻨﺎﻋﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎﺯﻟﺖ ﺍﻗﻀﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻱ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﻭﻟﺪﺍً ﺃﻭ ﺑﻨﺘﺎً ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﺧﻒ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﻟﻸﺳﺮﺓ .. ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﻭﻋﻤﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻜﻲ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻫﻲ ﺭﻏﺒﺔ ﺗﺮﺍﻭﺩﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﺪﻱ ﺭﻏﺒﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻲ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺘﻴﻦ ﻓﺄﻧﺎ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻧﻈﻴﻒ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺃﻥ ﺗﻤﺖ ﺇﺩﺍﻧﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻗﻀﻴﺔ ﺳﻮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻲ ﻟﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ (ﺃﻧﺎ ﺷﺎﻳﻒ) ﺃﻥ ﻣﺎ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺣﻖ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻟﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﺄﻧﺎ ﺗﺬﻛﻴﻨﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ.
ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺣﺴﺮﺓ ﻭﺃﻟﻢ ﻭﺃﺳﻒ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺃﻥ ﺃﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ .
ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻠﻤﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ : ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺮﺍﺭﺍﺕ ﺃﻧﺎ ﺣﺰﻳﻦ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﺪﻱ ﺣﻖ ﻟﻢ ﺃﺧﺬﻩ ﻭﻏﻴﺮﻱ ﺃﺧﺬﻩ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ﻓﺎﻟﺴﺠﻦ ﺧﺼﻢ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ .
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ؟ ﻗﺎﻝ : ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻊ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻫﺪﻑ ﻭﺳﻌﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻓﺄﻧﻪ ﺑﻼﺷﻚ ﺳﻴﺤﻘﻖ ﻧﺠﺎﺡ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﻧﺠﺎﺡ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺨﺎﻟﺠﺘﻚ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﺃﻭ ﻓﻘﺪﺕ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻋﺰﻳﺰﺍً ﻓﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺷﺨﺼﺎً ﺃﺧﺮﺍً ﻧﺎﺟﺤﺎً ﻣﻄﻠﻌﺎً ﻣﻔﻜﺮﺍً ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻨﺤﻦ ﻛﻠﻨﺎ ﻧﺨﺪﻡ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺤﻘﻘﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﺤﻘﻘﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻮﺟﻮﺩﻧﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﺑﻤﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺤﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﻠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ؟ ﻗﺎﻝ : ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ؟ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺤﺘﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻇﻠﻢ ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺻﻌﺐ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺧﻠﻮﺕ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺃﺗﺴﺄﻝ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻨﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻟﻮ ﺑﻨﺴﺒﺔ % 50 ﺃﻱ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺒﻪ
ﻓﺎﺿﻠﺔ.
ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺸﺎﻫﺪﺍﺗﻚ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺭﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﺍﻷﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﺍﻟﻤﻠﺒﺲ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﻭﻋﻼﺟﻬﻢ .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻄﺮﺡ ﻗﻀﻴﺘﻚ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ؟ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺨﻮﻑ .
ﻣﻦ ﻣﺎﺫﺍ؟ ﻗﺎﻝ : ﻟﻢ ﺃﻭﻟﻲ ﻗﻀﻴﺘﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻷﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺛﻘﺎً ﻣﻦ ﺑﺮﺍﺀﺗﻲ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق