الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

تفاصيل وفاة نادية عثمان مختار بالخوجلاب وحوارات ما قبل الرحيل



الخرطوم : سراج النعيم
أدخلت وفاة الإعلامية نادية عثمان مختار الحزن العميق في الوسائط الإعلامية ( مسموعة، مشاهدة، مقروءة) إذ تفاجآت تلك الوسائط الإعلامية بالحادث الذي شهدته منطقة الخوجلاب بالخرطوم بحري كما أن الزميلة الصحفية فاطمة خوجلي تعرضت للإصابة جراء الاصطدام بالسيارة التي تسببت في مصرع الصحفية المميزة نادية عثمان مختار فيما أصيبت فاطمة خوجلي وإصابة الصحفية فاطمة خوجلي ﻭﺃﺻﻴﺒﺖ ببعض الكسور التي أسعفت علي اثرها إلي المستشفي لتلقي العلاج اللازم وأشار شهود عيان إلي أن الحادث وقع أنثاء ما كانت الصحفيتان تقطعان الطريق بمنطقة الخوجلاب ﺷﻤﺎﻝ مدينة الخرطوم ﺑﺤﺮﻱ.
فيما شيع جثمان الإعلامية نادية عثمان مختار إلي مثواه الأخير.
وتشير الوقائع إلي أن الصحفيتان نادية وفاطمة كانتا تقطعان شارع الزلط بمنطقة ( الخوجلاب ) بالخرطوم بحري إذ صدمتهما سيارة ملاكي توفيت وفقه الأستاذة نادية عثمان مختار في الحال فيما أصيبت الأستاذة فاطمة بإصابات متفرقة أسعفت بعد ذلك إلي مستشفي ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ لتلقي العلاج.
تعتبر الإعلامية والصحفية والشاعرة نادية عثمان مختار من الإعلاميات اللواتي تعرفت عليهن بصحيفة ( أخبار اليوم ) منذ كانت تراسلها من العاصمة المصرية (القاهرة) وكنت كلما سنحت لي الفرصة أدير معها حواراً قصيراً حول انتمائها للإعلام بصورة عامة وكتابة الشعر وإصدار ذلك الشفر في دواوين فكانت كعادتها تجيب بكل بساطة وبابتسامتها التي لا تفارق محيها وهي كانت حريصة علي التعريف ببدايتها كنوع من الوفاء لمن ساندوها في بداية مشوارها إعلاميا وشاعريا حيث أنها ظلت تقول في كل منبر تطل بما فيه ( أخبار اليوم ) المحطة الهامة في تجربتها الصحفية والتعريف بها كشاعرة : ( منذ نعومة أظافري اعشق المفردات الجميلة حتى ولو كنت لا اعرف معانيها ولكنها كانت تهزني حتى الثمالة لذلك كنت أركز منذ الصغر علي إجادة اللغة العربية التي بدأت في معرفة بعضا من معانيها في المرحلة الابتدائية وعلي ما أظن أنني كنت آنذاك الوقت في الصف الخامس الذي كانت تستوقفني في حصصه حصة اللغة العربية وتجذبني الأشعار التي تدرس لنا إذ أنني كنت سريعة الحفظ لها ما فرض علي أساتذتي وقتئذ الوقوف إلي جانبي لإحساسهم بأن لدي موهبة كما أنني حظيت بتشجيع كبير من شقيقي (محمد ) الذي لعب دورا كبيرا في بروز شاعريتي وذلك بدعم تجربتي الشاعرية بالمؤلفات ما جعل مخزوني في اللغة العربية مخزونا يعنني علي كتابة الشعر وترجمة الأفكار الصحفية علي أرض الواقع فكانت هذه المرحلة من حياتي من أهم المراحل في حياتي لذلك تجدني برغم مرور السنين احتفظ بذاكرة الأساتذة الذين شجعوني علي تنمية موهبتي في مجال الكتابة ومن بينهن مثلا سلمي، وزينب محمد احمد وأخريات لا يسع المجال لذكرهن جميعا وخارج نطاق المدرسة أيضا كان لي أساتذة منهم علي سبيل المثال لا الحصر ﺍﺣﻤﺪ ﺣﺎﺝ ﻋﻠﻲ، ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ فهما التقيت بهما في ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺔ بالخرطوم بحري ومن هنا بدأت تتفجر في دواخلي موهبة الكتابة بكل ضروبها المختلفة ولكن الصحافة والشعر كانت لهما الغلبة.
ويتواصل وفاء الإعلامية نادية عثمان مختار لمن تعلمت منهم فنون الكتابة حيث تقول : عندما شددت الرحال إلي العاصمة المصرية القاهرة بدأت مرحلة جديدة من حياتي الإبداعية في مجال الكتابة التي شملني فيها بالرعاية الكريمة الأديب الأريب السر احمد قدور وفضل الله محمد اللذين كتبا لي مقدمة ديواني الشعري الأول الذي حمل عنوان ( ﻋﻮﺩﺓ ﻟﻠﺰﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ) فيما كتب مقدمة ديواني الثاني الدكتور المعز عمر بخيت بالإضافة إلي الشاعر الكبير محمد علي ابوقطاطي.
حقيقة الوفاء الذي تتمتع به الإعلامية والشاعرة المميزة نادية عثمان مختار وفاءا نارا حيث أنها كانت شديدة الاعتزاز والفخر بجذورها ومسقط رأسها ومكان ميلادها إذ تقول لك  بملأ فيهها : أنا دنقلاوية رغما عن أنني لم أشاهد مدينتي سوي مرة واحدة إلا أنني تعلقت بها وتمنيت أن اكرر زيارتي لها مرات ومرات أما ميلادي فكان بحي الشعبية بالخرطوم بحري التي ترعرعت ونشأت فيها ومنها انتقلنا إلي قشلاق الشرطة بالخرطوم بحري وفقا للأوامر الصادر للوالدي الذي كان بالشرطة
وكان أن انتقلنا إلي المسكن الجديد المجاور بشكل مباشر إلي ميدان عقرب الشهير بالخرطوم بحري وبعد هذا الانتقال تزوجت من ابن عمي الذي سافرت برفقته إلي العاصمة المصرية ( القاهرة ) ثم توفي إلي زوجي الذي أنجبت منه بنتا.
وتسترسل نادية في تقديم سيرتها الذاتية قائلة : بعد انتقال زوجي إلي الرفيق الأعلى اصريت إصرارا شديدا علي إتمام دراستي التي قطعتها ومع ذلك أواصل كتاباتي الصحفية من خلال إقامتي بقاهرة المعز التي توفرت لي فيها فرصة إنتاج دواويني الشعرية.
وعن أين عرف الملحنين ما جادت به قريحتها من أشعار؟ قالت : في القاهرة وبالرغم من ذلك لم أكن محظوظة في أن تلحن لي الكثير من الأعمال التي هي اقرب للشعر الغنائي ولكن ما تم ترديده وجد مني ارتياحا شديدا مثلا (ﺟﻔﻞ ﺍﻟﺮﻋﺪ) التي وضع الحانها وصدح بها الموسيقار إلي جانب أنه لدي عددا آخرا من النصوص الغنائية التي تم تلحينها إلا أنها لم تجد طريقها إلي أذن المستمع بعد ﻳﻮﺳﻒ من بينها أشعار وضع لها الألحان الفنان الراحل ﻋﺜﻤﺎﻥ حسين إلي جانب ﺍﻟﺴﺮ احمد ﻗﺪﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﻴﺠﺎﻧﻲ ﺣﺎﺝ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺟﻼﻝ ﺣﻤﺪﻭﻥ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﺣﻤﺪ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻱ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﻚ ﻭﺁﺧﺮين.
وحول ولوجها لعالم الصحافة ؟ قالت : بدأت عملي في مجال الصحافة من خلال صحيفة ( أخبار اليوم) بتشجيع من أستاذي احمد البلال الطيب ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ الذي منحت عبر عملي معه ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﺴﻠﻤﺎﺑﻲ ﻛﺄﻓﻀﻞ ﻣﺮﺍﺳﻞ ﺻﺤﻔﻲ وكانت الجائزة مقدمة ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ.
تستمر في عكس تجربتها الإعلامية قائلة : من الحوارات الخالدة في الذاكرة حواري مع رجل الأعمال صلاح احمد إدريس إلي جانب سهرة مع العملاق الراحل محمد عثمان وردي وهي من السهرات التي صادفت قبولا منقطع النظير من المتلقي الذي عبر صراحة عن إعجابه بها لما فيها من محاور
أجاب عليها وردي بكل شفافية ولم تتوقف سهراتي التلفزيونية التي من بينها سهرتي مع الفنان بمعني الكلمة شرحبيل احمد وعيرها من السهرات.
فيما ردت بصراحتها علي سؤال طرح عليها عن المصاعب والمتاريس التي واجهتها في عملها الإعلامي؟ قال : كنت محظوظة في التحاقي بالعمل الإعلامي الذي وجدت فيه أستاذي احمد البلال الطيب لذلك لم تواجهني مصاعب أو توضع أمامي المتاريس رغماً عن أن الولوج لهذا المجال يتطلب منك دفع ضريبة تتمثل في فقدانك ﺭﺍﺣﺔ البال ويصبح الوقت ليس من حقك إنما من حق العمل الإعلامي الذي يجب أن تكون في إطاره جاهزا علي مدار الأربعة وعشرين ساعة خاصة في ظل التقنية الحديثة التي سهلت الاتصال لذلك لم ادع النجومية تسبب لي المصاعب ﻷنني كنت إنسانة بسيطة في التعامل مع الآخرين وهذه البساطة نابعة من طبيعي فمنذ صغري أحب الناس واسعي للالتقاء بهم في الأماكن العامة حتى أقف علي وجهات نظرهم فيما اطرح من مادة إعلامية صحفيا أو تلفزيونيا.
ومن أقوالها الشهيرة التي تم تداولها بشكل كبير بعد رحيلها الإهداء الذي أهدته لابنتها والذي جاء علي النحو التالي : ( الإهداء لمن جعلت لحياتي معناً .. الحبيبة التي تسكن شراييني وتتوسد القلب .. صغيرتي التي حملتها وهناً على وهن وكنت بمجئيها أسعد الناس ..طفلتي التي مهما كبرت ستظل صغيرتي الجميلة والوحيدة والحبيبة والصديقة ..إلى إيمان محمد الحاج أبنتي الغالية أهدي هذه الصورة لترأني كلما اشتاقت لملامح وجهي وحتى يجمعنا الله لك مني كل الحب والشوق والحنية يابنت عمري وزهرة حياتي .. ياضنااااااايا وحتة من قلبي .. محبتي بلا حدود ..!!).

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...