الثلاثاء، 2 أبريل 2013

صديق الحوت : محمود قال : ما عملت حاجة وحصلوني وطلعوني من الحراسة


ابوهربرة حسين يتحدث للاستاذ سراج النعيم

أبو هريرة حسين كشف أدق الإسرار حول مرض ووفاة الحوت

الخرطوم : سراج النعيم

أجلست السيد أبو هريرة حسين رئيس إتحاد الناشئين السابق والصديق الشخصي للفنان الراحل محمود عبدالعزيز في حوار ساخن حيث  قال انه يعتبره أسطورة في الغناء .. مشيراً في ذات الوقت إلي تميز شخصيته التي فرض بها نفسه وسط عمالقة الفن السوداني آنذاك ولو لم يكن يمتلك مقومات الشخصية لما استطاع الاستمرارية.
وعبر ابو هريرة عن دهشته قائلاً : 80 في المائة من الشباب خرجوا للشوارع بعد سماعهم نبأ وفاة الفنان محمود عبدالعزيز الذي تلقيت في إطاره اتصالاً هاتفياً من سعادة الفريق عبدالقادر يوسف مساعد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني يعلن من خلاله وفاة الحوت رسمياً مكلفاً شخصي بنقل الخبر إلى أسرته بالخرطوم.. وكان أن أجريت بعض الاتصالات الهاتفية بالمقربين من أسرة الراحل لكي ننقل الخبر إلى شقيقاته بمنزلهم بالمزاد.
وأضاف : بدأ المشهد الأول لدي وصولنا إلي منزل أسرة الحوت حيث وجدنا كل الأهل بالمزاد وكان المشهد حزيناً ومؤثراً جداً ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عظمة الفنان الراحل وعلى خلفية ذلك توافد الناس من كل حدب وصوب وبالتالي اجزم جزماً قاطعاً أن الأجهزة الإعلامية جاءت من أجل أن تعزي نفسها أولاً.
واستطرد : أما المشهد الثاني فتجلي في توافد الشباب إلى مطار الخرطوم إذ كانوا يقدرون بـ 10 ألف تقريباً وقد عبروا في ذلك الوقت عن حبهم العميق للراحل.
وذهب إلي المشهد الثالث قائلاً : تمثل هذا المشهد في المقابر والشوارع التي امتلأت وكل مشهد من هذه المشاهد يختلف عن الأخر ويعبر عن موقف خاص.
وحول الإشكالية الخاصة بحرق مسرح الجزيرة قال : في تلك اللحظات العصيبة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الفنان الراحل محمود عبدالعزيز يؤكد فيه أنه ذاهب إلى مدني صباح ذلك اليوم أي قبل 24 ساعة من تاريخ إحياء الحفل الأمر الذي استدعاني إلي أن أسأله لماذا الذهاب للحفل قبل الزمن المحدد فقال الحوت في رده علي : (إنني طولت من الحفلات الجماهيرية بحاضرة ولاية الجزيرة وأتوقع لهذا الحفل أن يكون مميزاً باعتبار انه بداية انطلاقة لحفلاتي الجماهيرية المميزة التي ستشهدها كل المسارح ابتداءً بنادي الضباط) والتمست من هذه المكالمة الهاتفية انه كان متحمساً وحريصاً جداً على تقديم حفله بمدينة مدني.
واسترسل : وفي اليوم التالي مما أشرت إليه مسبقاً اتصل عليّ الحوت وقال : (إنني لم أسافر نسبة إلي أن المتعهد الذي سيقيم الحفل بمدني قد أخطرني أن هناك فرقة إثيوبية ستقدم وصلة غنائية وبالمقابل سأقدم أنا الفاصل الثاني الذي تقرر له أن يبدأ في تمام الساعة العاشرة مساء) وفي ذلك التوقيت كان هو بمسرح الجزيرة وعندما حدث الانفلات الأمني حدث من واقع أن جماهير الحواتة كانوا متواجدين به منذ العاشرة صباحاً.
ومضي : وذكر لي الحوت قائلاً : (إن بعض الناس قد سربوا بعض المعلومات المغلوطة التي تؤكد أنني لن أحضر لمدني في الوقت الذي كنت فيه موجوداً بالمسرح ويبدو أن ليبيا انضربت من الداخل) وكان محمود في تلك الأثناء منزعجاً جداً من المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الثقافة والإعلام بالولاية والذي حمل فيه الحوت مسؤولية ما جرى بالمسرح.
وأشار إلي قول الحوت المؤثر حول الأحداث قائلاً : (إن الوزير ترك الثقافة والفن وتفرغ لي كأن جمهوري ضرب مشروع الجزيرة ولم يضرب مسرح الجزيرة) والشيء الغريب والمعلومة المهمة والغائبة هي أنه وفي حفل نادي الضابط الذي تلي أحداث حفل مدني قال الحوت إنه يعتقد أن الرسالة التي قدمها للجمهور كانت رسالة بليغة اعتذر من خلالها عما حدث في مسرح الجزيرة وقال إنه يمثل واحداً من الحواتة بمدني وبالتالي اعتذر لهم ووعد بمعالجة المسرح بالكامل وذلك أمام سبعة ألف من جماهيره بنادي الضباط وفي هذا التوقيت حركت ضده إجراءات قانونية في الأحداث ليتم القبض عليه بعد الحفل مباشرة.
الإجراءات ضد الحوت
وتابع : تم الاتصال بوزير الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة من أجل احتواء الموقف بواسطة شخصيات عديدة فيما تم اتصالنا نحن بالأجهزة الأمنية الموجودة بالخرطوم فقالوا إنه ليست لهم علاقة بالإجراءات القانونية ضد الحوت وللأسف فإن الحوت ضرب من الداخل .. فلا يعقل أن يحرك الوزير إجراءات ضد الفنان الراحل علماً بأنه فنان حيث كنا نعتقد أنه كان يفترض أن يحتوى الأمر داخل بيت الثقافة بالولاية الشيء الذي يجعلني أقوال إن الحوت مات بالغبن.
واصل في ذات الإطار قائلاً : ولأول مرة اشعر أن الحوت ضعيف وهو داخل حراسة قسم شرطة الأوسط بمدني حيث كان يتألم غاية الألم لأن وزارة الثقافة والإعلام فتحت في مواجهته بلاغاً جنائياً مما يجعلني اعتقد أنه مات مائة مرة بالألم والجراح رغماً عن أنه وجد معاملة كريمة من بعض أفراد المباحث هناك ولكن أيضا مات وفي القلب حسرة ، صرخ علي أثرها من داخل الحراسة قائلاً : (أنا ما عملت حاجة وحصلوني وطلعوني من هنا) ولأول مرة أحس أنه متألم فما كان مني إلا ان تحركت تحركات ماكوكية ولكن الكثيرين تعللوا فتحركت من الخرطوم ووجدت هناك خاله أمين الطاهر ومأمون شقيقه وعددا كبيرا من الحواتة يرابطون أمام قسم الشرطة.
وقال : كانت المفاجأة بأن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا التعقيد فوكيل نيابة مرموق ساعدنا مساعدة كبيرة وقال ان محمود عبدالعزيز بريء بل ساق معنا الاستئناف إلى وكيل النيابة الأعلى الذي بدوره اصدر توجيهاته بإطلاق سراحه فوراً وبالضمان الشخصي ولم نعلم حتى الآن من هم الذين تسببوا في حبس الحوت 5 أيام بحراسة قسم شرطة الأوسط .
واستمر : وما أن اخلي سبيل الفنان الراحل محمود عبدالعزيز إلا وخرجت خلفه الجماهير في مسيرة هادرة من قسم الشرطة وعندما وصلنا بوابة الخروج من مدني لحق بنا الأخ الحبيب جمال الوالي وذكر لمحمود كلمات معبرة مفادها : (أنت يا محمود شخصية كبيرة وكان عليك الاتصال بنا حتى نقف معك في هذه المحنة) والتزم بصيانة كاملة لمسرح الجزيرة.. كما قال كلمات جميلة في حق محمود مؤكداً له أنه لديه جمائل كثيرة علي نادي المريخ. وكان الحوت في حاجة لمثل هذه الكلمات.
وعرج إلي العمليات الجراحية للحوت بالخرطوم قائلاً : في المرة الأولى التي مرض فيها كان رافضاً رفضاً باتاً تلقي العلاج في السودان ولكن عندما اشتد عليه المرض وجد ضغوطا كبيرة من الفريق عبدالقادر يوسف مساعد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني والأستاذ السمؤال خلف الله وزير الثقافة السابق والدكتور معتز البرير ونجوى العشي زوجته السابقة وآخرين وكانت نتيجة هذه الضغوط إجراء العملية الجراحية التي عشنا وفقها لحظات عصيبة تمثلت في أن محمود كان لديه اعتقاد جازم أنه إذا اجري العملية الجراحية سوف يتوفي.
وعطفاً علي ذلك قال : وكان الدكتور فضل الله يخبرني بخطورة الموقف الصحي للحوت لأن هنالك قرحة متفجرة فانسحبت من هناك إلى غرفة مجاورة ولحق بي بعض الأصدقاء لان الحوت في تلك اللحظة كان يتحدث بنبرات صوتية حزينة كأنه مفارق الحياة وذلك اليوم طلب تأجيل العملية الجراحية لليوم التالي حتى يتمكن من أن يعمل عملاً خيراً مساء (الاثنين ) وفي ذلك اليوم تفاجأت باتصال من طبيب بالمستشفي قال فيه : إن الحوت وافق على إجراء العملية.. والتي أجريت له بنجاح.
وأشاد بالدكتور معتز البرير قائلاً : البرير وقف معنا وطلب من محمود أن يجري العملية وطمأنه وقال أنه ثروة قومية أي أنه تعامل بمسؤولية وهل هذا يعني أنه لا يوجد تقصير في المرة الثانية والأخيرة التي حول فيها خاصة وأنني التقيت بالطبيب قبل إجراء العملية الثانية بـ (5) دقائق بغرض معرفة إمكانية علاجه بالخارج فكان أن تفاجأت به داخل غرفة العملية وطمأنني الجراح الكبير محمد فضل الله بأن العملية في غاية البساطة ولا توجد أية خطورة على الحوت فهل الحوت عاد لوعيه من بعد إجراء العملية الجراحية حتى مغادرته للحياة .
وأردف : في الأردن لم تجر عملية جراحية للفنان محمود بل كانوا في انتظار أن يفوق الحوت من جراء العملية التي أجريت له بالخرطوم .. والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا لم يصدر مستشفي رويال كير بياناً حول العملية الجراحية الثانية وهل هي كانت سبباً في أن يفارق الحياة وماذا وراء تكريم أسرته للمستشفي مع التأكيد بأن هنالك عدم شفافية حول الأسباب المؤدية إلى الوفاة.
ونفي أن يكون أصدقاء الحوت لهم دور في الصورة التي التقطت للحوت بعد الوفاة بالمشرحة قائلاً : أبريء الجميع ويكفي أنهم ذهبوا معه إلى الأردن فالصورة التي نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ظهر خلف الجثمان شخصان قالت السفارة السودانية بالأردن أنها تعرفهما.
وعن علاقته بالمشير عمر البشير رئيس الجمهورية قال : كان محباً جداً للسيد الرئيس للدرجة التي ارتدي فيها صورته بالإضافة لعلاقته المميزة بجهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي وقف معه حياً وميتاً .. حياً حيث أصدرت الأجهزة الشرطية قراراً بعد أحداث نادي التنس الشهيرة يمنع بموجبها من الغناء في كل أندية الخرطوم وكان أن ذهبت شخصي ومحمود لسعادة الفريق عبدالقادر يوسف الذي استجاب لنا بأن قادنا بعربته الخاصة إلى مكتب اللواء محمد مختار مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بولاية الخرطوم والتقينا به ووجدنا هذا الرجل أيضاً يكن تقديراً واحتراماً للحوت ومن ثم اصدر قراره الفوري بعودة محمود للغناء بولاية الخرطوم.
وواصل : أما ميتاً فقد أصدر الفريق محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني قراراً بالمساهمة في علاج محمود مهما كلف الأمر وكان ذلك بواسطة الفريق عبدالقادر يوسف أثناء مرضه وبعد الوفاة اصدر قراراً يقضي بإرسال طائرة خاصة لإحضار جثمان الحوت من الأردن.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...