الثلاثاء، 28 فبراير 2012

الدار تحاور الموسيقار بشير عباس من داخل مستشفي البراحة حول رحيل العملاق وردي





ما لا يعرفه الجميع هو أنني المستشار الفني لفنان افريقيا الأول منذ ستينيات القرن الماضي
هذه قصة ابنتي مع تشييع جثمان وردي ووفاة شقيقتي في نفس اليوم
طفل صغير يشبه وجهه الدكتور الفنان محمد وردي بـ (خريطة السودان ) !!
بحري : سراج النعيم : تصوير مصطفى حسين
برغم أن الموسيقار بشير عباس مستشفياً بالبراحة التخصصي بالخرطوم بحري إلا أنه كان حريصاًُ غاية الحرص على سبر أغوار أعمق وابعد في تجربة العملاق محمد وردي ..وفي هذا المناخ الجاد الصارم دخل عباس في موجة بكاء .. بينما لم يستطع ان يحبس دموعه التي انهمرت مدراراً .. وهو يقول : اعتقد أنه يمكن إيجاز علاقتي القوية مع وردي ولكن كنت باستمرار أرى فيه أنه وظف منتوجه الإبداعي منذ البداية كفنان محترف لا يغفل عن تطويع الكلمات التي تمتاز بالبساطة في الطرح والتناول والتنوع الذي استمر فيه متفوقاً فيما اخططه لنفسه حتى أنه كان مضرب مثل في القدرة على أداء الوان وفنون غنائيه متعددة وبإحساس بالغ الثراء الفني حتى الآن ..ويمكن  أن أوتار آلة العود في غناء وردي لـ (نور العين) تفضح عشق الشاعر إسماعيل حسن وبالتالي تبقي هذه الأغنية ذات وقع خاص في نفسه ..لذلك وقع اختياره لها لكي يشدو بها في مطار الخرطوم بعد عودته من هجرته المتصلة ثلاثة عشر عاماً.
وعندما قدم تحفته الفريدة (جميلة ومستحيلة) للشاعر محجوب شريف كانت تمثل بالنسبة له مرحلة النضوج والاستقرار وبها استقر به المقام مع نجوم القمة الغنائية في السودان حتى أن تجاربه مع اسحق الحلنقي وعمر الطيب الدوش والتجاني سعيد وصلاح أحمد إبراهيم واخرين تحمل بين طياتها الأعتزاز والافتخار وكأنهم كانوا يأطرون ما بين الشوق والحنين .. وما بين الكبرياء وعزة النفس الأبية . وظهر ذلك جلياً في النصوص الغنائية التي كتبوا كلماتها ووضع الموسيقار وردي الحانها وهي تمتاز بالتحريض الواضح للقلب والبحث عن الانتصار بعيداً عن التراجع في المباديء الغرامية التي تؤدي في الغالب الأعمَّ إلى الأنهزام . هكذا تجاوز منعطف الألحان التقليدية من خلال اصطناع ضروب لحنية من الاتساق بين اللحن والأداء والكلمة المغناة التي صورها برؤية تكاد تحقق الإنتشار كلياً للأغنية السودانية .. بل قل أنه تحقق فعلياً .. ومن هنا نقلنا إلى مستويات راقية عبر الجوانب اللحنية ثم ما يليها من عمق في الأداء المؤثر في المتلقي .. وهذا جعله يحس بالدور المتعاظم الملقي على عاتقه وبدوره الكامن للإسهام الإيجابي . لذلك طرق كل الأبواب الموصدة في بلدان مجاورة لاختراق هذه الأمبراطوريات الكبرى وكان ذلك بمثابة مهاد سخي لبقية الفنانين.
{ وفاة وردي صادفت وفاة شقيقتي:
وكشف الموسيقار بشير عباس السر الذي جعله يعزف للفنان محمد وردي آلة العود في ستينيات القرن الماضي .. إذ قال : كانت فكرته فيما ذهبت إليه تنحصر في أنه كان يرغب في التركيز على الأداء دون الانشغال بالعزف ومن ساعتها أصبحت المستشار الفني له اسوة بالفنان الكبير محمد عبدالوهاب .. الذي أحببت عبقريته وأغانيه .. فيما احب وردي كل ما هو أصيل في الموسيقى .. وهو كان – عليه الرحمة – ذو ذوق (محافظ) في هذا الحقل .. ولكل هذه الصفات تجد قلبي يخفق طرباً له . فهو كان مدهشاً وعظيماً .. لأنه جعل الفنانين الموجودين في باطن الأرض خيراً من اولئك الذين يمشون عليها .. وأن كنت لا أقصد بأي حال من الأحوال تقليل شأن الآخرين بقدرما انني أثق في أن وجهت نظري هذه هي نفسها وجهت نظرهم.
ومن الأشياء التي وقفت عندها لحظة تشييع جثمان الدكتور محمد وردي .. أنه صادف وفاة شقيقتي ..وفي تلك الأثناء تلقيت اتصالاً هاتفياً من أبنتي الدكتوره الحان التي تعمل في إحدى مستشفيات أمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة .. وهي تقول ليّ ياوالدي: الآن اشاهد في التلفاز الذي ينقل مراسم تشييع الفنان محمد وردي بمقابر فاروق .. وتسترسل في وصف المشهد دون أن تدري أن عمتها توفيت إلى رحمة مولاها .. وكان جُل تفكيرها منحصراً في تعزيتي على فقدنا للفنان العظيم محمد وردي وكنت لحظة ظهور اسمها على شاشة هاتفي الجوال اظن أنها تود تعزيتي في وفاة شقيقتي .. فقلت لها : رغما عن أن التعزية تتعلق بالأخ والصديق محمد وردي إلا أنها صادفت هواً في نفسي للعلاقة العميقة التي جمعتني به طوال السنوات الماضية .. وقد استطاعت أن تترجم شعورها في وفاة عمها فنان افريقيا والوطن العربي .. لأنه فنان (ماساهل) .. وحقيقة فقدته كثيراً جداً ..ثم انخرط في البكاء عليه.
{عودة العملاق لاحضان الوطن:
وبدموع الفراق قال عباس : يكفي وردي أنه كان مشدود بحبه للوطن .. الذي يأتي إليه ويقدم روائعه ويقف قليلاً مع أحاسيس ومشاعر جماهيره العريضة ..وقد أتضح ذلك لدي عودته قادماً من الولايات المتحدة الامريكية عبر مطار القاهرة في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من مايو 2002م . حيث استقبلته امواج بشرية متلاطمة بباحة مطار الخرطوم .. وبذلت الشرطة السودانية بكل مسمياتها جهوداً مقدرة في تهدئة هذه الحشود التي ظلت بانتظار صعود العملاق حقاًَ محمد وردي إلى خشبة المسرح ومضت الساعات والجمهور يعبر عن حبه واعجابه بترديد روائعه وقد تناقلت هذا الحدث مجالس المدينة والوسائط الإعلامية بمسمياتها المختلفة وفي تمام الساعة التاسعة مساء صعد هو إلى المسرح وسط عاصفة من التصفيق .. فيما ارتفعت الأصوات وهي تهتف (بالروح بالدم نفديك ياوردينا) .. ولم يتمالك هو نفسه وسالت دموعه مدراراً لرؤيته هذا الكم الهائل من أبناء السودان الأوفياء يسعدون بعودته..حينها امسك المايكروفون وغني أغنية (يانور العين) للشاعر الراحل إسماعيل حسن وبعدها صدح باغنية (يابلدي ياحبوب) للشاعر سيد احمد الحردلو .. وكان الملفت للأنظار في تلك اللحظة اؤلئك الذين نقلوا الحفل عبر الهواتف السيارة إلى اهلهم ومعارفهم وأصدقائهم الذين لم يحضروا لظروف حالت دون ذلك.
{ قصة وردي مع أغنية (ما في داعي):
ويواصل الموسيقار بشير عباس عكس تلك اللحظات التي امتزج فيها الفرح بالدموع قائلاً: وما ان انتهي وردي من اداء الأغنيتن سالفة الذكر إلا وقال : إن ظروف الطيران هي التي حالت دون وصولي السودان حيث كان يفترض أن اشارك زملائي وابنائي احتفالاتهم باليوبيل الذهبي لإتحاد الفنانين . واضاف : أنا في غاية السعادة أن يكون بعض مستقبلي من النشء والشباب ومن المشاهد والمواقف التي مرت عليه أي وردي وسمعته يرددها بنفسه هي قوله : ( كنت أغني في مدينة بورتسودان عام 1961م . وفجأة توقف صوتي نهائياً .. فقمت بتأجيل الحفل حتى تم علاجي من الألتهاب الحاد ومن ثم أقمت الحفل للمرة الثانية).
ووردي له قصة مع إذاعة ركن السودان فعندما أراد تسجيل أغنيته الجديدة التي تحمل عنوان (مافي داعي) فما أن بدأ العازفين في العزف إلا وتفاجأ بانقطاع التيار الكهربائي مما جعله ينتظر حتى طال انتظاره ولكن لارتباط العازفين باعمال أخرى تاجل التسجيل لليوم التالي .. وفي الزمان والمكان المحددين جاء وردي ومعه فرقته الموسيقية . وأيضاً تكرر نفس المشهد ولكنه في هذه المرة لم يطل كثيراً . فبعد دقائق  معدودة جداً عاد التيار الكهربائي إلى مساره الطبيعي ..وعلى بركة الله –سبحانه وتعالى – استعد مهندس الاستديو والفرقة الموسيقية . وما هي إلا دقائق وتوقفت ماكينة التسجيل حيث حدث لها عطب طاريء لم يكن في الحسبان .. حينها لم يتمالك وردي نفسه وكان حاضراً معه الفنان الراحل حسن عطيه .. فما كان منهما إلا وقالا بصوت واحد (مافي داعي) نسجل الأغنية اليوم على الأقل .
{ نقل استقبال وردي بالهواتف السيارة :
ويشير الموسيقار بشير عباس إلى أبلغ ما قاله وردي الذي قال : من الابعاد المهمة لاحاديث وردي وأقواله التي لها اثرها في عكس التقدم المأمول فيما يتمتع به الفنان من ثقافة هائلة أنه قال : ( لو لم اكن فنانا لتمنيت أن أصبح فناناً .. كما تمنيت أن اقدم نشيد وطني للأستاذ محمد عبدالوهاب).
وعن الواقع الجديد والمكانة التي حازها في نفوس الجماهير السودانية والأفريقية والعربية قوله : ( في أول مرة اواجه فيها الجمهور شعرت بالرهبة إلى أن انسجمت مع الجمهور وزالت رهبتي) وعندما يستقبلني الجمهور بالدموع والفرح كذلك ابادله نفس الشعور فأنا منه وإليه وهم حبي وحياتي وفني وطمبوري وكثرة المشغوليات تحول بيني وبين الرد على المعجبين لانني ليس لدي سكرتير.
ويضيف بشير عباس : الأحاسيس والمشاعر عند الدكتور الفنان محمد وردي تعتمد على القدرات والملكات الذاتية والتي يختلف في توظيفها عن الآخرين في إحياء روح الحب وله رؤية تؤكد بمالا يدع مجالاً للشك رهافة حسه: (لولا الحب ماكنت فناناً وموسيقاراً ..فأنا أحب الله .. الوطن .. أهلي .. أسرتي وجمهوري وأحب الذي عمق في داخلي هذه المعاني في كيفية الوصول للقمة واسهامي في التقدم الحضاري للامة.. واستطعت بالجهد والعرق وحب فني وجمهوري بالتواجد في القمة.. ومع هذا وذاك تمثل الثقافة للفنان صمام الأمان للاستقرار والعطاء  المميز.
وجهه يشبه خريطة السودان
ويسترسل عباس: وبما ان كل الصفات المميزة اجتمعت في الموسيقار وردي فهي كانت المعبر الحقيقي الذي تسلح به كفنان احترم الفن وقدر المتلقي ولاسيما ان من أصعب الاشياء التحدث عن زميل ولكن وردي كان واضحا وصريحا حيث قال في حق الموسيقار محمد الأمين: (الفنان محمد الأمين قمة من قمم الغناء في السودان) وعن ماهو المنظور الذي جعله يستنتج ان تجاعيد وجهه تشبه (خريطة السودان) قال: (ان طفل صغير التقاني  ذات مرة ومعه والدته جاءا  لتحيتي والسؤال عني فظل ذلك الطفل يحدق في وجهي بشكل جعلني أقف عنده كثيرا وسرعان ما قال  الطفل لأمه: ان وردي وجهه يشبه (خريطة السودان) يكفي هذا ان يجعلني أكثر الناس سعادة لأنني مسكون لدرجة الجنون بالسودان هذا الوطن الذي منحني كل الحب والتقدير وجعلني بحب ابنائه رمزاً من رموزه لذلك افخر كثيرا به وبأهله).
 وكانت هجرته لاجل علو اسم السودان بين الدول الأفريقية والعربية فكانت أول زيارة له للقاهرة في صيف عام 1959م وهناك احي حفلا ساهرا كبيرا بمفرده على مسرح أوديون بالعاصمة المصرية وقد قامت اذاعة (ركن السودان) بتسجيل الحفل كاملا وكان ان استمع اليه المتلقي عبر برنامج (ليالي السودان) وذلك في نفس التاريخ واغلب الأغنيات التي تغني بها كانت من كلمات الشاعر الراحل اسماعيل حسن باستثناء الأغنية الوحيدة النوبية وهي بالرطانة (الليلة أويلا) تحيه منه لابناء المنطقة الشمالية وقد برع في أغنية ( القمر بوبا) التي اعاد كل مقطع من مقاطعها أكثر من مرة.
جاء باول حالة رفض في الحب
ويذكر الموسيقار بشير عباس بأن الدكتور الفنان محمد وردي من الفنانين الذين ظلوا قابضين على جمر الفن ويعمل من اجل رفعة الغناء والمحافظة على كيان الفنانين وقد قدم عددا من الالحان  لبعض الفنانين اشهرها والله مشتاقين للدكتور الفنان عثمان مصطفي  و أيامك للفنان صلاح بن البادية ولعل آخر ألحانه قدمها  للفنان الشاب طه سليمان بعنوان الدموع للشاعر اسحق الحلنقي .
ووردي عرف عنه عشقه للآلة الشعبية آلة الطمبور التي يزين بها جدار منزله وسبق ان قال في خصوصها: هي الالة الوحيدة التي احملها في كل رحلاتي الخارجية والداخلية وادندن بها لاطرب بها نفسي. وتوقف عباس كثيرا في أغنية (بعد ايه) قائلا: هذه الأغنية كانت أول حالة رفض في دنيا الغناء اذ قال  عنها  النقاد انذاك ان الحالة في تلك الفترة  كان معروف عنها الاستسلام والاستكانة تماما للمحب ولكن وردي واسماعيل حسن في (بعد ايه) كانا مميزين وهي تكاد تحكي قصة في ارض الواقع هكذا  عشنا خيال شاعر وهكذا عشنا مع اللحن والاداء المميز
وردي نقله نوعية في الحركة الفنية
ويقول بشير عباس: كانت الاذاعة السودانية قد قدمت لنا مطربا جديدا وبنموذج فريد فكان هو محمد وردي الذي اطل من بين وسط عمالقة ذلك العصر الفنانين ابراهيم الكاشف واحمد المصطفي والتاج مصطفي وعثمان حسين وابراهيم  عوض  مختصرا المسافات في طرح الجديد وبفكرة مبتكرة تحمل في حناياها مضمونا ومعني عميق وبعدها صار وردي مستقلا ذاتيا بالوجود الدائم بالاعمال الغنائية الجديدة التي تجد طريقها مباشرة الى قلوب معجبيه فكان كالزلزال الذي احدث تغييرا كبيرا في المحيط الغنائي بصورة عامة متمحورا بعيدا عن عناصر التكوين القابع في مكانه محدثا نقلة نوعية في الحركة الفنية وبالتالي نجح في يوليو من العام 1957م في خلق ارضية متينة  وجديدة في الفن عموما راسما تاريخا جديدا بادوات غرس الأحاسيس والمشاعر وبتميز صوته عن غيره وصل الى أسمي مكانه والى درجة كبيرة من  الفهم في  التجويد والتنوير واخذ يغوص في عوالم لا يستطيع غيره التطرق لها في اختيار النصوص الغنائية وفي الالحان وفي طريقة الاداء فكل ماقدم عملا جديدا يكون اضافة لرصيده  الفني ويكتسب به جمهورا جديدا وخبرة وقد تجلي في قوننتها.
عربا نحن حملناها ونوبه
وختم الموسيقار عباس بقوله لقد استوعب وردي درس النجاح جيدا خاصة وانه ذاق مرارته وحلاوته حيث عمل له في هدوء تام كما ظل هو دائما حيث قال : هذا النجاح يشعرني بأنني محمولا على ريح بجناحيها لا تدور في بحر من الفراغ لانني كنت اسبح في الاتجاه الصحيح واسعي لتجويد فني قبل ان يري النور ومن هنا نلتمس انه لا يعرف سوي النجاح الذي يغري احساس الفنان الذي يقدر ويحترم نفسه وجمهوره وفنه بالبذل والعطاء وهما كانا قناعة في رؤيته الثاقبة التي استطاع بها الاندماج في ايقاع الفن المتطور والمتزن ليكتسب ايقاعه عنفوانا جارفا لا ينجو منه احد وأكثر ما توقفت عنده هي المقدمة الموسيقية للمقطع الشعري الذي يقول فيه الشاعر الراحل مرسى صالح سراج: -
حين خط  المجد في الأرض دوربه
عزم ترهاقا وايمان العروبه
عربا نحن حملناها ونوبه
فهذا الايقاع راقص يتحرك فيه الرجال في شكل دائري متماسكين على الكتوف وحركة الارجل تضرب برفق على الأرض.

نقل بشير عباس للمستشفي
وكانت الدار قد سجلت أمس الأول زيارة للموسيقار بشير عباس بالمستشفي وقفت علي الحالة الصحية للموسيقار بشير عباس بعد ان تم اسعافه علي جناح السرعة الي مستشفي البراحة بالخرطوم متأثراً بالاتربة التي ظللت سماء الخرطوم في غضون الايام الفائتة مما ادي ذلك الي تعرضه لضيق في التنفس صادف انه لديه ماء في الرئة اصلاً بالاضافة الي ان ضربات القلب لم تكن منتظمة الامر الذي قاد الي ادخاله غرفة العناية المكثفة.
وفي سياق متصل قال الموسيقار بشير عباس من داخل مستشفي البراحة للدار احب في بداية حديثي لكم ان اطمئن الجميع بان حالتي الصحية بدات في الاستقرار تدريجياً بعد ان اجري لي الاطباء الفحوصات والتحاليل المعملية التي اكدت نتائجها بما لايدع مجالا للشك ان ضربات قلبي غير منتظمة بالاضافة الي انني اعاني من نقص الاوكسجين بينما ان كل هذه المستجدات طرأت علي في ظل وجود ماء في الرئة الشئ الذي حدا بالاسرة نقلي الي المستشفي التي بدورها ادخلتني غرفة الانعاش لمدة يومين من تاريخه ثم اخرجت منها مباشرة الي الغرفة رقم 410 الا ان انبوب التنفس الاصطناعي ظل ملازماً لي ورغماً عن ذلك فان حالتي الصحية مستقرة والحمد لله علي كل حال.
وبحزن عميق ودموع منهمرة واصل الموسيقار بشير عباس الحديث الذي خص به الدار امس: بالرغم من ان وفاة العملاق محمد وردي صادفت وفاة شقيقتي الا ان حزني علي الاول كان عميقاً ولازال مسيطراً علي تفكيري للعلاقة الوطيدة التي تربطني به طوال السنوات الماضية خاصة في ستينيات القرن الماضي حيث عزفت معه الة العود اذ اكد لي ان رغبته هذه نابعة من تركيزه تركيزاً شديداً علي الأداء.

In pictures: moving story of the death of Osman mysteriously drowned in the River Nile, the last episod

e Trial on charges of disturbing a neighbor of the deceased and to demand the annexation of the case file was criminal investigations Family Taattalib scavenging the body for verification and anatomy for the second time The issue is shrouded in mystery and a lot of strange and initial autopsy revealed by the decomposition of the body Khartoum: SE bliss And keep the issue of the death of a young Sudanese Osman Hussein Abdul Qadir, aged (40 years) and also winning Canadian citizenship carries with it a lot of the mystery. As he had died after returning from long exile directly and that means very simply that we need screening (the old port) and re-read the scenarios so that we can decode the mysterious Tlassmha especially since the family entered a torn .. Which is sad very sad for this abrupt departure that made his older brother running behind each string can be up to the fact which makes them hot closing this file for good. In the latter part of this issue, said Awad Al-Hussein Abdul Qadir elder brother of the deceased (Osman): I do not know exactly how it started the implications of this story realism entrenched in mystery and strange and lies the mystery and strangeness that it came out of our house revolution warm (12), meaning one of the health center because he felt some pain Light. Since that moment, disappeared from sight without a trace leading to a position to notify us of the existence of that was his body inside the morgue of Forensic Medicine in Khartoum. After receiving the result of the autopsy. Bmuarath we buried the autopsy the coroner pointed out that the body was swollen and very dirty and decomposing and the smell of decomposition of hands and legs as a result of severe wrinkled immersion in water. Broken face and very blackish mark decomposition and depth of the blue area under the eyes and lips and two Jahztan abroad ... Etc.. Decomposition of the body of my younger brother Osman He said: Do not hide my doubts and Znona and grief of the truth revealed by our forensic report, which beyond any doubt that a state of decomposition the body of my younger brother (Osman) found a tongue snapped between the jaws from the front and a sign of teeth present in the tongue from the front and there are some silt little in base of the tongue and upper respiratory tract. The neck is swollen .. Thus, this removed the mask false medical report which Ohemena ourselves .. But we will write more about this issue very influential in the details. We will write our life until the launch release of this idea .. We embarked on a demand from the competent agency to allow us to prosecutors dug up the body of the late Osman Hussein Qader process until we dissect the corpse again relative to the first autopsy confirmed that the cause of death (drowning Asefixia), the reasons and then we stood a lot did not make us feel warm. Which we have been blessed with human jurisprudence and safe in our house which has left it, but my brother and his mother suffered grief it .. The more I remembered a train running down her memories with him in front of me I find it to seek all that I have to uncover this story is very exciting. When I walk the steps of frustration in front of almost Amna my breath .. I remember that my mother before her death and placed in a trust to recover all the rights of my brother (Osman) is not fully under-.. Whatever it cost me .. And continued medical examiner described the body as follows: (body) to mention the brown color his scalp Court and hair full of Baheib and has large amounts of silt and clay and some herbs for him to live round the graying wearing a pair of jeans by the black belt has a small pocket and carved gray Antal socks full of sand and silt black shoes and the bond length of body 195 cm ninth hour autopsy am on 3/7/2010 m and including the report singled out vast areas of the questions that my mind since they walked to find my brother (Othman) on that body?? Like any human being looking for the truth As you can see the story of my brother (Osman) - by compassion - do not resemble any tale of tales that can find its beginning and end and then goes on ... I think I owe to this issue that you are always and still come back to it for the reward from darkness to light his father is wounded soul and internal bleeding just like any other person looking for the truth while you are aware of the importance of this issue that I am not prepared to Akhosrha. Vkdrta to give up everything I love in this world is too big and it's thanks to the sad and painful left by us, unless the account .. I have learned from this case patience and patience relative to the absolute faith that man can not have everything at once and can not be caught with his hands well on more than one thing in life .. I have chosen from among all of these things fight in this case until the last breath of my life. Communication party criminal police department He goes on: In the context raised my sister broad criminal case against a neighbor opened a criminal party under which the communication revolution warm Police Department (11) under Articles (160) and (159) of the Criminal Code on 25/7/2011 AD number 1341 stating that the complained against broke into our house a rebel in relation to the investigation with the (peaceful) in the author, who opened against it and others have had phone calls my brother (Osman) prior to his disappearance and then found drowned in the River Nile in Khartoum .. and according to these developments transformed the legal actions mentioned above to the Court which directed the to the charge under Articles (160) and (77) of the Criminal Code and Court judge issued a ruling the judge to condemn a neighbor of the deceased Osman Bngrema 500 pounds with the complainant's sister called Osman annexation issue to the issue of the deceased have a criminal investigation. Petition filed a criminal As he returned to the origin of the story instead of saying: It is behind all these developments, I got tears in abundance .. Brother died in mysterious circumstances this was a very righteous to his parents that Tovihama God Almighty. And was very close to personally, prompting me to lift the broad criminal case ask which exhume the body of Osman Hussein Abdul Qadir but the agency on behalf of the Criminal Investigation rejected the request in case the restricted number 2036 under Article 51 of criminal proceedings following the submission of Professor Sid Khadr Secretary attorney with this application Acting Us .. Despite this rejection, but we also said, we started to renew the request for the degradation of opened esophagus down to the stomach .. and no substance black bulk liquid estimated at about 150 o. Q and the relationship of Vtelin Blastkyin to Detective Criminal urinary bladder is empty and in particular that the autopsy confirmed that the cause of death (Asefixia drowning) and therefore did not place a lot of testing samples to cut any doubt that he died of drowning without the intervention of external factors in the death ... Note that the brother of the deceased was talking with someone before found drowned in the Nile River in Khartoum .. When we request the authorities to exhume the body after the official burial .. Maybe they do not belong to the same body of my brother .. Which call for verification of how his death to scientific research as a forensic evidence developed in the research process and the disclosure of such crime or another. Message to the competent authorities He sent instead of the elder brother's (Osman) message is very impressive to the competent authorities investigating the case that: I appreciate you to help me unravel the mysteries and strange death of my brother Osman Hussein Qader drowned in the River Nile especially since I followed the legal procedures in the facts of this case. Which I think you clearly seek fear and anxiety that controls us completely .. Because the sensations and feelings negative began to take its place in can not be tolerated in any way because we are in the first place and last opened a communication be criminally responsible under a broad criminal case addressed in the framework of Maulana Sid Issa Othman, a prosecutor of criminal investigations on 23/12/2010 AD Police Department revolutions South on the subject of exhibits the author. The story of your mobile device deceased Hence the appeal to the relevant authorities in this case to stand next to us in this case, which move by a long period of time without access to _khasosa to the fact that they can wipe us this deep sorrow that has not stuck in position one iota .. Private and official correspondence indicated that exhibits a (mobile device with its own slide card and personal .. .. .. and the nationality of a Canadian portfolio and its contents) with one of the companies responded by telephone on the letter of the Director of Criminal Investigation dated 15/12/2010 and reported five m different segments of the numbers and came in response to the legal authority of the following: (hope to benefit you that the above information is extracted according to what is available in the system without any liability on the police in case of non-match this data with cardholder data the actual causes circulation of the card or use the mediation of another person or error in recording data). He died in mysterious circumstances On the other hand was Awad's brother, Osman died in mysterious circumstances River Nile has revealed in the two previous full details of the disappearance of surprising and puzzlement, and then find the body morgue forensic In this context resumes instead of his speech: It is the reality of this pain and this grief to find us have in life awareness and understanding what is happening since the beginning of the circumstances of the case, when my brother, the late and knock on her in this way the matter is I have part of my call to fathom the mystery surrounding on all sides .. So I can access to the truth concealed behind the dark corridors. This issue has become so negative scenario in terms of Elmamna all large and small Add to that it began to grow amid this climate that our skies hazy and it clears that have not and will not unless we have agreed on the concept of honest beyond reproach of hypocrisy .. Despite this find me I ask myself is this possible .. Or that this issue will continue to be fraught with all this ambiguity, which cast a shadow on the negative family?? We are a family of the deceased (Osman) know very well that the advantage of all the good qualities and humanitarian .... When it disappeared I was worried that I experienced with him by virtue of the last moments of his life by its owner in those days of fear and anxiety .. Why? Did not reveal to me the implications of what is going on with the full facts of this and that you are strained, the pain .. that ended in abject failure in my attempts to uncover the fact that reliable door of his brother. Charge long some people: Awad continues his story is very vague, saying: This will not have to leave now final answers on the issue of my brother (Osman) humanitarian issue which Haratna very confused and in spite of all that we look and delve for the truth no matter how painful and harsh for us .. Because there is no convincing story without end .. Or a satisfactory answer to the questions that have been and are still there .. Which make our lives a hell do not know his end .. With the assertion that inhabited this life groans .. And exponential .. And sadness .. It poured all of us are not spared punishment in a qualitative increase of this suffering .. This sadness .. This pain and tore our hearts Balonin. Yes, nothing but these feelings sincere controls us .. and even Tfariqna to be branded by the surgeon Tagadrna bleeding hearts .. Without being healed .. It did not, I think, will do as long as they are still very harsh exercise ambiguity we .. Although we charge our face to some people, including those who were with my brother in one of the destination countries, as enjoyed with them the bonds of friendship .. But it was not assured since he returned from Canada to the arms of the nation. So you draw him questions constantly. But to no avail. Because they were not only questions in my mind confused?? It began here overlooking the deep sorrow in the life of the deceased brother (Osman) because he was scared and therefore there is more than a scenario in this very moving story about the death of the young Osman Hussein Abd al-Qadir drowned in mysterious circumstances and find the body in the River Nile. Unzip the talismans figures on this issue Awad said Hussein Abdul Qadir in the case of a sister (Osman): Let us be more realistic in this story, concrete-cutting realism in our present day .. Since they were imposed on us a sensation in Osatna .. Because the deceased was a very normal in his life and had no political tendencies. Therefore we accuse some people to uncover the mystery of this association Palmrhom .. In the days leading up to his disappearance and then found drowned in the Nile River came to us one of the characters on these talismans unzip the case and knocked on the door of our house .. Personally, I have opened the door. Vsoltinay for (Osman) Is it exist? I said to her: Yes .. is He toured a dialogue between them you saw it on something for one of their foreign-related .. He was my brother that spoke to the deceased (Osman) highway over the phone that she was carrying personal Tariqh the door .. Having listened to the opposite point of view it .. Then I came out of our house .. Once over the implications of these two days .. Not reached on the mobile phone to my brother a letter from another character introduced late in the case of Tencna .. I asked my brother what happened to you? Faqala me: I got a message. I said to him: What is the connection that you sent it? .. He told me about the foreign and already spoke with them via your mobile personality who came to us in the house warm Revolution (12) .. I said to him: Is there threaten you?? If we assume that threaten to forget that the country where the law .. He said to me .. If this person came back from abroad, it will be there is a problem .. I said to him: we must explain it transparent .. To help you. But he remained silent. Nothing but silence is strange and terrible. Hastened the dead hand of some of Votes Cast: And brother of the deceased continued to Awad Osman Hussein Abd al-Qadir narrative bearing fraught with plenty of mystery, saying: We are such a case that touched on a pre-Sudan came to the person who told him that if the late and set foot on the homeland, the problem of what will happen .. Indeed, the scenario began preaching (Osman) - by the mercy of these people before. What was it only that they are out of the house I asked him why there? Did not respond to. And jog barefoot on the votes .. The thing that called me was to catch up with him and found him a person returning from the State of destination .. The next day came to us in our house .. Found (Osman) with our mother protects them .. Did not escape us, and assuage his hunger and then look out of the house to open it without God - the Almighty in one word .. In spite of this scene is amazing. However, the late Osman remained silent .. and so continue the behaviors and antics below to find the definitive answer to the questions which revolve in our minds .. because if he had talked to us frankly about the circumstances associated with it since the introduction of Canada, until his death in mysterious circumstances .. We were able to remove this ambiguity by Toguena brother of the deceased. Agent on behalf of criminal investigations: But I did not know what hides inside of the mystery does not wish to reveal it .. Thus continued the brother of the late Awad Osman Hussein Abdel-Qader said, and my remarks that he was talking over the phone with one of the characters highway for very long periods of time outside the country .. And thus responded to the telephone company, Mr. Attorney, Criminal Investigations, as follows: (Topic of mobile phone number (...) .. cordial respect and appreciation for your letter pointing Balnmrh 41 / B / A, dated 4/10/2010 We apologize for the M required to report as the company and considerations relating to the storage capacity of the system software does not keep the details of incoming and outgoing calls for more than three months prior to the date any request). The company responded with the following communication to the Director of the Criminal Investigation Department on 15 / December / 2010, including the following: (Subject slide numbers (...) and (...) and (...) and (...) With reference to the subject above and your letter dated 12/12/2010 M. inform you that the slide number (...) It is the reality of our records may Sold to Mr. (...) and address (...) .. The slide number (...) It is the reality of our records have been sold to the masters of a Salesman Khartoum North .. The slide number (...) It is the reality of our records have been sold to Mr. (...) and address of Omdurman .. The slide number (...) It is the reality of our records have been sold to Mr. (...) hot and address of the Revolution 12. File access issue of the death of Osman: And I went to him in advance the fact must be mentioned because it is contained in correspondence formal corporate communications and director of criminal investigations .. Then Abizaid Awad, brother of the deceased (Osman), saying the House: arrived in the file of this case to the criminal investigations that have to call people who sent them to the charge and including one of the characters residing abroad. Returning to the facts of this death very exciting to surprise and astonishment together we find that the brother of the deceased Osman Hussein Abdelkader left the family home revolution hot 12 days Thursday at eight thirty in the evening as he was feeling pain in the (throat) I said to him: Let me get you from the pharmacy medicine removes the this pain, he said to me, will not go to the station Rumi to see a doctor health center and from there I will go to the conqueror who has a place of real estate in the same place to come with him back to the house about eleven o'clock pm the same day and when the delay this time made a telephone call by Fjana response from the other party (the joint can not access it now) which increased my concern was what was me and repeated the attempt, but once again was a surprise that I found the response from it and I told him where you are now and why Agqlt your highway?.? He said to me: I am in the hospital has been given it (the path) I said to him: How was that and you complain of pain (throat)? .. And to cut off contact him here that we got the news of his death by drowning in the River Nile Msjie in the morgue of Forensic Medicine Hence, we review one of telecommunication companies to see if this call was in the place came out for it from home or in a geographical area other important because I moved to hurry to the station Rumi and started asking him there but the health center denied me categorically that the brother of the deceased (Othman) had come to them and they rescued him from this point we began a journey to search for that phone call were identified in the area of ​​Khartoum North Alwaborat went to God knows how?! In the meantime, you search for it on the island of Totti, where there are cousins ​​who wrote a letter to his son expatriates in the Emirate of Abu Dhabi, which he will pass by Palmrhom on his way to Canada, while found on his body in the River Nile in Khartoum fashion that came out of the house and in his pocket and found his mobile phone and search numbers contacted police Boukhalna answered them, saying he was in the city of Port Sudan, which in turn make a phone call with his daughter (Magda) residing in the city of Kassala, which had called me and told me that your brother Osman Hussein Abd al-Qadir party police station in Khartoum North, and from there went straight to the section indicated by on it and I thought he had a dispute with one of them did not I put in my head and his death from near or far I asked where is he now? They said to me: that my brother died (Osman) lying in the morgue of Forensic Medicine in Khartoum, where we found him drowned in the River Nile I told them where it came from his body?! They said from Khartoum North Alwaborat any stream that washed from the area to Alascal Nile Street.

بالصور: القصة المؤثرة لوفاة عثمان غرقاً في ظروف غامضة بنهر النيل الحلقة الأخيرة



محاكمة جارة المتوفى بتهمة الإزعاج والمطالبة بضم ملفها للقضية بالتحقيقات الجنائية
الأسرة تتطالب بنبش الجثمان للتحقق منه والتشريح للمرة الثانية
القضية يكتنفها الكثير من الغموض والغرابة والتشريح الأولي كشف عن تحلل الجثة
الخرطوم : سراج النعيم
وتبقي قضية وفاة الشاب السوداني عثمان الحسين عبدالقادر البالغ من العمر (40 عاماً) والحاصل أيضاً على الجنسية الكندية تحمل بين طياتها الكثير من الغموض . إذ أنه توفي عقب عودته من الاغتراب الطويل مباشرة وذلك يعني ببساطة شديدة أنه علينا غربلة (المرافئ القديمة ) وإعادة قراءة سيناريوهاتها الغامضة حتي نستطيع فك طلاسمها خاصة وأن أسرته دخلت  في حيرة من أمرها .. وهي حزينة غاية الحزن لهذا الرحيل المفاجئ الذي جعل شقيقه الأكبر يركض وراء كل خيط يمكنه أن يصل من خلاله إلى حقيقة تجعلهم يغلقون هذا الملف الساخن نهائياً.
وفي الجزء الأخير من هذه القضية قال عوض الحسين عبدالقادر الشقيق الأكبر للمتوفي (عثمان) : لا اعرف بالضبط كيف بدأت تداعيات هذه الحكاية الواقعية الموغلة في الغموض والغرابة ومكمن الغموض والغرابة في أنه خرج من منزلنا بالثورة الحارة (12) قاصداً إحدى المراكز الصحية لشعوره ببعض الآلام الخفيفة . ومنذ تلك اللحظة اختفي عن الانظار دون أن يترك أثراً يقود إلى مكانة إلى أن تم إخطارنا بوجود جثمانه داخل مشرحة الطب الشرعي بالخرطوم . وبعد استلام نتيجة التشريح . قمنا بمواراته الثرى إلا أن تشريح الطبيب الشرعي اشار إلى ان الجثة منتفخة ومتسخة ومتحللة جداً وتفوح منها رائحة التحلل الأيدي والأرجل بها كرمشة شديدة نتيجة الغمر بالماء . الوجه متحلل جداً ومسود علامة التحلل وعمق الزرقة بمنطقة الشفتين وتحت العينين وهما جاحظتان إلى الخارج ... إلخ.
تحلل جثمان شقيقي الأصغر عثمان
وأضاف : لا اخفي شكوكي وظنوني وحزني للحقيقة التي كشفها لنا تقرير الطب الشرعي الذي بما لا يدع مجالاً للشك أن حالة تحلل جثمان شقيقي الأصغر (عثمان) وجد فيها اللسان معضوض بين الفكين من الأمام وعلامة الأسنان موجودة في اللسان من الأمام كما يوجد بعض الطمي القليل في قاعدة اللسان وفي المجاري التنفسية العليا . أما العنق فهو منتفخ .. هكذا أزال هذا التقرير الطبي القناع الكاذب الذي أوهمنا به أنفسنا .. ولكننا سنكتب المزيد عن هذه القضية المؤثرة جداً  في تفاصيلها . سنكتب ريثما تطلق لنا الحياة سراح هذه الفكرة .. فنحن شرعنا في الطلب من وكالة النيابة المختصة السماح لنا بنبش جثمان المرحوم عثمان الحسين عبدالقادر حتى نعيد عملية تشريح الجثمان مرة أخرى نسبة إلى أن التشريح الأول أكد ان اسباب الوفاة (اسفيكسيا الغرق) وهي الأسباب التي وقفنا عندها كثيراً ولم تشعرنا بالدفء . الإنساني الذي ظللنا ننعم وفقه بالأمان في منزلنا الذي ما أن غادره شقيقي إلا ولحقت به والدته حزناً عليه .. وكلما تذكرت قطار ذكرياتها معه يهرول امامي أجد أنه عليّ السعي بكل ما املك لإماطة اللثام عن هذه القصة المثيرة جداً . وحينما امشي فيها خطوات للأمام يكاد الاحباط يسلبني انفاسي .. اتذكر أن والدتي قبل وفاتها وضعت فيَّ كل الثقة لاسترداد حقوق شقيقي (عثمان) كاملة لا منقوصة .. مهما كلفني ذلك .. وواصل الطبيب الشرعي وصف الجثة كما يلي : (الجثة) لذكر أسمر اللون فروة رأسه محكمة والشعر ممتلئ بالشيب وبه كميات كبيرة من الطمي والطين وبعض الأعشاب له لحية دائرية الشكل بها شيب يرتدي بنطلون جينز به حزام اسود يوجد جيب صغير ونقش رمادي ينتعل جوارب ممتلئ بالرمل والطمي وحذاء اسود برباط طول الجثة 195 سم ساعة التشريح التاسعة صباحاً يوم 3/7/2010م وبما هذا التقرير افرد مساحات شاسعة للتساؤلات التي جالت بذهني منذ العثور على شقيقي (عثمان) على تلك الهيئة ؟؟
كأي إنسان أبحث عن الحقيقة
وكما ترى فإن حكاية شقيقي (عثمان) – عليه الرحمة – لا تشابه أي حكاية من الحكايات التي يمكن أن تجد لها بداية ونهاية ثم يسترسل... أعتقد أنني مدين لهذه القضية التي كنت دوماً ولازلت اعود إليها لأجرها من الظلام إلى النور غير أبه بجراح روحي ونزفي الداخلي تماماً كأي إنسان يبحث عن الحقيقة بينما كنت أعي أهمية هذه القضية التي لست على استعداد لأن اخسرها. فقدرتي على التخلي عن كل ما احب في هذه الدنيا كبيرة جداً وذلك بفضل الصورة الحزينة والمؤلمة التي خلفها لنا ما لم يكن في الحسبان .. لقد تعلمت من هذه القضية الصبر ثم الصبر نسبة إلى إيماني المطلق بإن الإنسان لا يستطيع أن يمتلك كل شيء دفعة واحدة ولا يستطيع ان يقبض بيديه جيداً على أكثر من شيء واحد في الحياة.. لقد اخترت من بين كل هذه الأشياء خوض غمار هذه القضية حتى آخر رمق من عمري.
بلاغ جنائي بطرف قسم الشرطة
ويستطرد : وفي سياق متصل رفعت شقيقتي عريضة دعوى جنائية ضد إحدى الجارات فتح بموجبها بلاغ جنائي بطرف قسم شرطة الثورة الحارة (11) تحت المادتين (160) و (159) من القانون الجنائي بتاريخ 25/7/2011م بالرقم 1341 تفيد فيه أن المشكو ضدها اقتحمت منزلنا وهي ثائرة في خصوص التحقيق مع (سلمي) في البلاغ الذي فتحته ضدها وآخرين كانت لهم إتصالات هاتفية بشقيقي (عثمان) قبيل اختفائه ثم العثور عليه غريقاً في نهر النيل بالخرطوم ..وفقاً لهذه التطورات حولت الإجراءات القانونية سالفة الذكر إلى المحكمة التي وجهت فيها إليها التهمة تحت المادتين (160) و (77) من القانون الجنائي وأصدر قاضي المحكمة حكمه القاضي بإدانة جارة المتوفي عثمان بتغريمها 500 جنيه فيما طالبت الشاكية شقيقة عثمان بضم القضية الي قضية المتوفي لدي التحقيقات الجنائية.
رفع عريضة دعوى جنائية
فيما عاد عوض إلى اصل الحكاية قائلاً : ومن وراء كل هذه التطورات نزلت دموعي مدراراً .. فالاخ المتوفي في هذه الظروف الغامضة جداً كان باراً بوالديه إلى أن توفاهما المولي عز وجل . وكان قريباً جداً اليّ شخصياً الامر الذي حدا بي أن ارفع عريضة دعوى جنائية اطلب من خلالها نبش جثمان عثمان الحسين عبدالقادر إلا أن وكالة نيابة التحقيقات الجنائية رفضت الطلب في الدعوى المقيدة بالرقم 2036 تحت المادة 51 إجراءات جنائية بعد أن تقدم الاستاذ معاوية خضر الامين المحامي بهذا الطلب بالإنابة عنا.. ورغماً عن هذا الرفض إلا أننا وكما ذكرت فقد شرعنا في تجديد هذا الطلب لتحلل فتحت المريء وصولاً إلى المعدة ..وتوجد مادة سوداء اللون بكميات كبيرة سائلة تقدر بحوالي 150 س.س وعالقة من فتيلين بلاستكيين إلى المخبر الجنائي المثانة البولية فارغة ولاسيما أن التشريح أكد أن اسباب الوفاة (اسفيكسيا الغرق) وبالتالي  لم تجري كثيراً من اختبارات العينات لقطع الشك باليقين بأنه توفي نتيجة الغرق دون تدخل عوامل خارجية في هذه الوفاة ... علماً بان شقيقي المتوفي كان يتحدث مع شخص ما قبل العثور عليه غريقاً في نهر النيل بالخرطوم .. وعندما نلتمس من السلطات الرسمية نبش الجثمان بعد دفنه .. ربما أنها لا تعود لنفس جثة شقيقي .. الذي نطالب بالتحقق من كيفية موته بالبحث العلمي باعتباره أدلة جنائية متطورة في عملية البحث  والكشف عن هذه الجريمة أو تلك.
رسالة الي الجهات المختصة
وبعث عوض الشقيق الأكبر لـ (عثمان) برسالة مؤثرة جداً إلى الجهات المختصة بالتحري في هذه القضية مفادها : أرجو شاكراً من سيادتكم مساعدتي في كشف غموض وغرابة وفاة شقيقي عثمان الحسين عبدالقادر غرقاً في نهر النيل خاصة وأنني اتبعت الإجراءات القانونية في وقائع هذه القضية. التي اظنك تلتمس بجلاء الخوف والقلق الذي يسيطر علينا بشكل كامل .. لأن الأحاسيس والمشاعر السالبة بدأت تأخذ مكانها بصورة لا يمكن احتمالها بأي حال من الأحوال لأننا في المقام الأول والأخير فتحنا بلاغاً جنائياً بموجب عريضة دعوى جنائية خاطب في إطارها مولانا معاوية عيسى عثمان وكيل نيابة التحقيقات الجنائية بتاريخ 23/12/2010م قسم شرطة الثورات جنوب في موضوع معروضات البلاغ.
قصة جهاز الموبايل الخاص بالمتوفي
ومن هنا أناشد السلطات ذات الصلة بهذه القضية أن تقف إلى جوارنا في هذه القضية التي مضي عليها ردحاً من الزمن دون الوصول في خصوصها إلى حقيقة يمكنها أن يمسح عنا هذه الحزن العميق الذي لم يبرح مكانة قيد أنملة .. خاصة وأن المخاطبات الرسمية أشارت إلى ان المعروضات عبارة عن (جهاز جوال مع الشريحة الخاصة به .. وبطاقة شخصية .. وجنسية كندية .. ومحفظة بمحتوياتها ) فيما ردت إحدى شركات الاتصالات الهاتفية على خطاب مدير دائرة التحقيقات الجنائية بتاريخ 15/12/2010م وأفادت بخمسة شرائح مختلفة الأرقام وجاء في ردهم للسلطة القانونية مايلي : (نرجو أن نفيد سيادتكم أن البيانات أعلاه مستخرجة وفق ما هو متوفر في النظام دون أدنى مسئولية على الشرطة في حالة عدم تطابق هذه البيانات مع بيانات حامل البطاقة الفعلى لأسباب تداول البطاقة أو استخدامها بوساطة شخص آخر أو الخطأ في تسجيل بياناته).
توفي في ظروف غامضة
من جهة أخري كان عوض شقيق عثمان المتوفى في ظروف غامضة بنهر النيل قد كشف في حلقتين سابقتين التفاصيل الكاملة للاختفاء المثير للدهشة والاستغراب ومن ثم العثور علي الجثمان بمشرحة الطب الشرعي ففي هذا السياق يستأنف عوض حديثه : ومن واقع هذا الألم وهذا الحزن تجدنا قد  افتقدنا الوعي والإدراك بما يدور من ملابسات  منذ بداية قضية شقيقي الراحل وحينما اطرق لها علي هذا النحو فإن الأمر يتمثل عندي كجزء من دعوتي لسبر أغوار الغموض المحيط بها من كل ناحية .. حتى أتمكن من الوصول إلى الحقيقة المتوارية خلف دهاليز الظلام. بحيث أصبحت هذه القضية سلبية السيناريو من حيث إلمامنا بكل كبيرة وصغيرة ضف إلي ذلك أنها  بدأت تنمو وسط هذا المناخ الذي سمائنا ضبابية فيه والتي لم ولن تنقشع إلا في حال اتفقنا على مفهوم صادق لا تشوبه أية شائبة من الرياء .. ورغماً عن ذلك تجدني أسأل نفسي هل هذا ممكن .. أم أن هذه القضية ستظل تحمل بين طياتها كل هذا الغموض الذي القي بظلاله السالبة على الأسرة؟؟ ونحن كأسرة للمتوفى (عثمان ) نعرف جيداً أنه يمتاز بكل الصفات الحميدة والإنسانية .... وعندما اختفي كنت قلقاً عليه بحكم أنني عايشت معه اللحظات الأخيرة من حياته التي صاحبها في تلك الأيام خوف وقلق شديدين .. لماذا؟ لم يكن يكشف ليّ تداعيات ما يدور من حقائق كاملة ومع هذا وذاك كنت اعتصر الألم ..إلى أن باءت محاولاتي بالفشل الذريع في إماطة اللثام عن هذا الواقع المذري الذي يركن له شقيقي.
الاتهام طال بعض الأشخاص:
ويواصل عوض روايته الغامضة جداً قائلاً: هذا الرحيل لن نملك إلي الآن  أجوبة نهائية بخصوص قضية شقيقي (عثمان ) القضية الإنسانية التي حيرتنا حيرة شديدة ورغماً عن ذلك كله إلا أننا نبحث وننقب عن الحقيقة مهما كانت مؤلمة وقاسية بالنسبة لنا .. لأنه لا توجد قصة بلا نهاية مقنعة .. أو إجابة شافية للتساؤلات التي ظلت ومازالت قائمة   .. الأمر الذي جعل حياتنا عبارة عن جحيم لا نعرف له نهاية .. مع التأكيد بان هذه الحياة تسكنها الآهات .. والأسي.. والحزن .. وهي جميعاً سكبت فينا عذاباً نوعياً لا يألو في أن يزيد من هذا العذاب.. وهذا الحزن.. وهذا الألم  ومزق قلوبنا بالأنين . نعم لاشيء غير هذه الأحاسيس الصادقة يسيطر علينا ..وحتى تفارقنا لابد من تغادرنا الجراح المكتوية بها القلوب النازفة .. دون أن تندمل.. وهي في ظني لم ولن تفعل طالما أنها مازالت تمارس الغموض القاسي جداً علينا .. بالرغم من أننا وجهنا الاتهام إلى بعض الأشخاص الذين من بينهم من كانوا مع شقيقي في إحدى دول المهجر إذ تربطه بهم أواصر صداقة .. إلا أنه لم يكن مطمئناًَ منذ أن عاد من كندا لأحضان الوطن. لذلك كنت أوجه له الأسئلة باستمرار . ولكن دون جدوى . لأنها لم تكن إلا أسئلة حائرة في ذهني ؟؟ ومن هنا بدأ يطل الحزن العميق في حياة شقيقي المتوفى (عثمان) لأنه كان خائفاًَ وبالتالي هناك أكثر من سيناريو في هذه القصة المؤثرة جداً حول وفاة الشاب عثمان الحسين عبد القادر غرقاً في ظروف غامضة والعثور على الجثمان في نهر النيل.
شخصيات معنية بفك طلاسم هذه القضية
وقال عوض الحسين عبد القادر في قضية شقيقة (عثمان) : لنكن أكثر واقعية في هذه القصة المتشعبة الواقعية والملموسة في حاضرنا اليوم .. حيث أنها فرضت علينا جدلاً واسعاً في أوساطنا .. لأن المتوفى كان طبيعياً جداً في حياته وليست لديه ميولات سياسية . ولذلك نحن نتهم بعض الأشخاص لكشف هذا الغموض لارتباطهم بالمرحوم .. ففي الأيام التي سبقت اختفائه ثم العثور عليه غريقاً في نهر النيل جاءت إلينا إحدى الشخصيات المعنية بفك طلاسم هذه القضية وطرقت باب منزلنا .. ففتحت أنا شخصياً لها الباب . فسألتني عن (عثمان) هل هو موجود ؟ فقلت لها : نعم موجود .. فدار بينهما حواراً كنت شاهداً عليه حول أمر ما يخص إحدى الأجنبيات ذات الصلة بهم .. وكان أن تحدث إليها شقيقي المتوفى (عثمان) عبر الهاتف السيار الذي كانت تحمله الشخصية طارقة الباب .. وبعد أن استمع إليها عكس وجهة نظره إليها .. ثم خرجت من منزلنا .. وما أن مر يومين على هذه التداعيات .. ألا ووصلت على الهاتف النقال لشقيقي رسالة من شخصية أخرى أدخلت المرحوم في حالة تنشنة ..فسألته يا أخي ما الذي أصابك؟ فقالي لي: جاءتني رسالة . فقلت له : ما هو الخصوص الذي أرسلت لك به ؟ .. فقال لي : بخصوص الأجنبية التي سبق وتحدثت معها عبر الموبايل الخاص بالشخصية التي حضرت إلينا في المنزل بالثورة الحارة (12).. فقلت له : هل هنالك من يهددك ؟؟ وإذا افترضنا جدلاً أن يهددك لاتنسي أن البلد فيها قانون .. فقال لي .. لو عاد هذا الشخص من الخارج فإنه ستكون هنالك مشكلة .. فقلت له : يجب أن تشرح لنا الأمر بشفافية .. حتى نساعدك . لكنه لزم الصمت .لاشيء غير الصمت العجيب والرهيب.
هرولت المتوفى ناحية بعض الأصوات:
وواصل عوض شقيق المتوفى عثمان الحسين عبد القادر سرد الرواية التي تحمل بين طياتها الكثير من الغموض قائلاً: ونحن على تلك الحالة التي تطرقت لها مسبقاً جاء إلى السودان الشخص الذي قال عنه المرحوم أنه إذا وطأت قدماه أرض الوطن فإن مشكلة ما ستقع .. وبالفعل بدأ السيناريو بمناداة (عثمان) – عليه الرحمة من قبل هؤلاء الأشخاص . فما كان منه إلا وأن هم بالخروج من المنزل فسألته ماذا هناك؟ فلم يرد علىّ . وهرول ناحية الأصوات حافياً .. الشيء الذي استدعاني اللحاق به فكان أن وجدنا الشخص إياه عائداً من دولة المهجر ..وفي اليوم التالي جاء إلينا في منزلنا .. فوجد (عثمان) مع والدتنا يحمي فيها.. ولم يسلم علينا ورمقه بنظرة ثم خرج من المنزل دون أن يفتح عليه الله – سبحانه وتعالى بكلمة واحدة .. ورغماً عن هذا المشهد المثير للدهشة . إلا أن المرحوم عثمان ظل صامتاً ..وهكذا تتواصل السلوكيات والتصرفات الغريبة دون أن نجد إجابة شافية للتساؤلات التي تدور في أذهاننا ..لأنه لو كان تحدث لنا بصراحة حول هذه الملابسات المصاحبة له منذ مقدمة من كندا وحتى وفاته في ظروف غامضة .. كنا استطعنا أن نزيل ذلك الغموض الذي طوقنا به شقيقنا المتوفى .
وكيل نيابة التحقيقات الجنائية:
ولكنني لم أكن أدري ماذا يخفي في داخله من سر لا يود أن يبوح به .. هكذا استمر عوض شقيق المرحوم عثمان الحسين عبد القادر قائلاً: ومن ملاحظاتي أنه كان يتحدث عبر الهاتف السيار مع إحدى الشخصيات لفترات زمنية طويلة جداً من خارج البلاد.. وبالتالي جاء رد شركة الاتصالات الهاتفية على السيد وكيل نيابة التحقيقات الجنائية على النحو الآتي:
(الموضوع الهاتف السيار رقم (...).. بوافر الاحترام والتقدير مشيرين لخطابكم بالنمرة 41/ب/أ والمؤرخ بتاريخ 4/10/2010م نعتذر عن الإفادة المطلوبة إذ أن الشركة ولاعتبارات تتعلق بسعة برامج التخزين بالنظام ولا تحتفظ بتفاصيل المكالمات الصادرة والواردة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر سابقة لتاريخ أي طلب ).
أما الشركة الاتصالية التالية فردت على مدير دائرة التحقيقات الجنائية بتاريخ 15/ديسمبر /2010م بما يلي :
(الموضوع الشرائح بالأرقام (...) و (...)و (...) و(...) بالإشارة للموضوع أعلاه ولخطابكم بتاريخ 12/12/2010م نفيدكم بأن الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسيد (...) وعنوانه(...) .. وأما الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسادة بائع متجول بالخرطوم بحري .. وأما الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسيد (...) وعنوانها أمدرمان .. وأما الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسيد (...) وعنوانه الثورة الحارة 12.
وصول ملف قضية وفاة عثمان :
وما ذهبت إليه مسبقاً حقيقة لابد من ذكرها لأنها وردت في مكاتبات رسمية بين شركات الاتصالات ومدير دائرة التحقيقات الجنائية ..ثم أردف عوض شقيق المتوفى (عثمان) قائلاً : للدار : وصل ملف هذه القضية إلى التحقيقات الجنائية التي قامت باستدعاء الأشخاص الذين وجهت لهم الاتهام ومن بينهم احدي الشخصيات المقيمة في الخارج.
وبالعودة إلى وقائع هذه الوفاة المثيرة جدا للاستغراب والدهشة معا نجد أن شقيقي المتوفى عثمان الحسين عبد القادر خرج من منزل الأسرة بالثورة الحارة 12 يوم الخميس الساعة الثامنة والنصف مساء حيث انه كان يشعر بألم في (حلقه) فقلت له: دعني احضر لك من الصيدلية دواء يزيل هذا الألم فقال لي: لا سوف اذهب إلى محطة الرومي لمقابلة الطبيب بالمركز الصحي ومن هناك سأذهب إلى الفاتح الذي لديه محل عقارات في ذات المكان لكي آتي معه عائدا إلى المنزل حوالي الساعة الحادية عشر مساء نفس اليوم وعندما تأخر عن هذا التوقيت أجريت اتصالا هاتفيا به فجاءني الرد من الطرف الأخر (هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حاليا) الأمر الذي زاد من قلقي عليه فما كان مني إلا وكررت المحاولة مرة أخري فكانت المفاجأة بأنني وجدت استجابة منه فقلت له أين أنت الآن ولماذا اغقلت هاتفك السيار؟.؟ فقال لي: انا في المستشفي وقد أعطيت فيه (درب) فقلت له: كيف تم ذلك وأنت تشتكي من ألم في (الحلق)؟.. والى هنا انقطع الاتصال به إلى أن وصلنا نبأ وفاته غرقا في نهر النيل
مسجيء في مشرحة الطب الشرعي
ومن هنا قمنا بمراجعة احدي شركات الاتصالات لمعرفة هل هذه المكالمة كانت في المكان الذي خرج من اجله من المنزل أم في منطقة جغرافية أخري المهم أنني تحركت على عجلة من أمري لمحطة الرومي وبدأت اسأل عنه هناك إلا أن المركز الصحي نفي لي نفيا قاطعا أن يكون شقيقي المتوفى (عثمان) قد جاء إليهم وقاموا بإسعافه ومن هذه النقطة بدأنا رحلة البحث عنه إلى أن تم تحديد المكالمة الهاتفية في منطقة الوابورات بالخرطوم بحري ذهب إليها كيف الله اعلم؟! وفي تلك الأثناء كنت ابحث عنه في جزيرة توتي التي يوجد بها عمنا الذي كتب خطابا لابنه المغترب بإمارة ابوظبي التي كان سيمر بها بالمرحوم في طريقه إلى كندا بينما عثر علي جثمانه في نهر النيل بالخرطوم بالأزياء التي خرج بها من المنزل وفي جيبه وجدوا هاتفه الجوال وبالبحث في الأرقام اتصلت الشرطة بخالنا فرد عليهم مؤكدا انه موجود في مدينة بور تسودان وهو بدوره اجري مكالمة هاتفية بابنته (ماجدة) المقيمة في مدينة كسلا وهي اتصلت بي وقالت لي أن شقيقك عثمان الحسين عبد القادر بطرف قسم شرطة الخرطوم شمال ومن هناك توجهت مباشرة إلى القسم الذي أشارت علي به وكنت معتقداً انه تشاجر مع احدهم ولم أضع في رأسي وفاته من قريب أو بعيد فسألت أين هو الآن؟ فقالوا لي: أن شقيقي المتوفى (عثمان) مسجي في مشرحة الطب الشرعي بالخرطوم حيث أننا عثرنا عليه غريقا في نهر النيل فقلت لهم من أين جاء جثمانه؟!
فقالوا من الوابورات بالخرطوم بحري أي أن التيار جرفه من تلك المنطقة إلى الاسكلا بشارع النيل.



azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...